الطابق السادس
ملاحظة: البارت يحتوي على جريمة شنيعة و مشهد عنيف🚶♀️
عندما تفتح بوابة الدنيا دون اٌرتداء القوة، يشبه
ذلك خروجك للحرب دون سترة تقيك من مواجهة الرصاص.
ترفض الحياة من هو خَاذل و تتجبر عليه، تتذلل لِمَن هو شَديد و تنعم عليه بجودها. البشر لا
يختلفون عنها، فهم من رحمها.
عندما يكون منزل ممتلكاتك أجوف، يغادرونك
تاركين الدفة للهلاك الذي يقودك نحو تَرح. فحتى المنزل الذي يبدو لك زاهيا من الخارج، قد لا يكون إنس يقطنه، عندها لن يكون للأثاث وجود و تبقى الفتنة جاهرة لكن ما هو متوارى آس. كذلك وطن قلوبنا التي تنبض، يصيبها الفراغ فلا أثر لسُكنى، و مشاعر تلبدت منذ دهر.
ترك الباب مفتوحا، فلقد كان مغلقا عليه لسنين.
يحب أن ينزع ما عليه ليبقى بسروال يستره فقط، يمتلك هذه العادة منذ الصغر، كما أنه يهوى الرسم بينما صدره عار. يزعجه ارتداء الكثير من الملابس.
إستلقى على ظهره ليحدق في السقف، سافر على متن قارب التفكير في بحر الخيال، حتى أيقظه من شروده صوت الرسائل التي تصله واحدة تلو الأخرى.
-سيدي، ليلة سعيدة.
-هل تراودك الكوابيس؟ لهذا أنت تثمل كل ليلة؟
-هل نمت؟
-سأتصل بك.
-أيها الوغد، لما لا ترد؟
حقا؟ إنها ترسل رسالة كل ثانية و لا زالت مستمرة في فعل ذلك، سيعاني وقتا عصيبا لذا هو سيتخد قرارا سهلا ينقذه من ألم الرأس.
-تم حظرك من طرف الوغد.
تمنى لو هناك خاصية تمكنه من حظرها من الحياة أيضا، على أي حال سيزيله صباحا. من الجيد أنها لا تعلم عنوان منزله. ربما قد تأتي و تقوم بشتمه من الأسفل حتى يرد عليها، إنها كالعلقة.
لم يدرك ما الذي يحدث، وجد نفسه في غابة تنبهر لها الأنظار. حدق حوله بفضول ليرى أن الظلام يحل تديرجيا و تعثر أثناء سيره للبحث عن مخرج، لم يعلم أين تقوده قدماه، يسير كمن هو مخدر.
فجأة النيران اشتعلت في الغابة تدريجيا، لم يجد مهربا، ما زاد الطين بلة، امرأة ذات رداء أحمر تركض خلفه، وجهها دام و كانت حافية القدمين.
لم يستطع الهرب منها فلقد شعر بخدر في قدميه لتمسكه الأخرى من الخلف و تخنقه ببطء، كان الافلات منها معركة بحد ذاتها، شعر بالألم و كأن روحه ستصعد للسماء.
عندها فتح عينيه و تنفس بوتيرة سريعة، مسح عرق جبينه بيده ليحدق في الفراغ مفكرا فيما رآه في منامه. إنها التاسعة صباحا، لقد نام لأربع ساعات فقط. لا يغمض له جفن، و عندما يفعل يحلم بكوابيس يتمنى عندما يستيقظ أن تُمسح من
ذاكرته.
بينما تتناول الطعام و تتفحص الهاتف، رأت أنه قد أزال الحظر. نظرت للهاتف بحنق لتضعه بقوة على الطاولة. كيف يفعل هذا بها؟ لقد تمت إهانتها من طرفه، إنها ترغب في رد الصاع له حتما.
-
إنه يتلقى طلبات القتل في الانترنت المظلم حيث كل ما هو موجود هناك حالِك.
لقد قلت أنك ستستمع لألام الناس و تكون القاضي.
تركت عدة ندوب في قلبي، أحدها تعرضي للتنمر من طرفها، لم أستطع فعل شيئ كونها ابنة مدير المدرسة. أصبت بالاكتئاب و حاولت العديد من المرات الانتحار. ظننت أن الحب طرق قلبي و كنت هائمة معمية، لم أكن سوى رهانا. واعدته كما راهنت علي لتنشر بعد ذلك مقطعا و صورا عارية لأطرد من المدرسة. أصبت بالبارانويا و الرهاب الاجتماعي بعدها، لقد نبذتني عائلتي. أكملت دراستي في المنزل و اشتغلت لأكتسب المال عبر قصصي المصورة..
في تلك السنوات كانت تتنمر علي إلكترونيا، لم أعلم ما خطبها، و لما تفعل هذا معي، إنها لا تتوقف..
لقد بدأت أسترجع علاقتي مع عائلتي و أمتلك
حبيبا، بدأت في التعافي لتأتي و تقول أنها ستعيد نشر ما نشرته منذ سنوات.
أُرفق الطلب رفقة معلومات الفتاة المراد قتلها كالعمر و الميلاد و كذا محل الإقامة، و بالطبع صورة شخصية لها.
-سأدفع لك النصف الآن عبر عملات البيتكوين.
-تم قبول طلبك.
كان الكل سببا و أنا نتيجة. فاغتربت في موطن الخلاء و الحنق وضع رايته على قلبي و احتلني.
مررت عبر جسر مفروش بالأشواك، كأنه سور لا ينتهي، كلما أقول أن خط النهاية قريب أجد
مسافة أخرى مجهزة لقتلي بينما أنا على قيد
الحياة. كل مرة أرغب في رمي نفسي، ينبهني
عدم اليقين بما يتبعني في نهر المجهول،
أهو خلاص أم جحيم من نوع آخر؟ أبقاني ذلك سائرا، مترددا و متألما. لاوجهة، لا ظل يقيني من الحياة التي تحرقني بشمسها التي يجب أن
تدفئني، لا مسكن لمن هو مثلي ليحتمي من
قطرات مطر ندية تسقط كأنها سهام.
شعرت بالدوار فور استيقاظها، كأنها نزلت لتوها من أفعوانية. وجدت نفسها على سرير ذو غطاء أبيض و نائمة على جانبها الأيمن. تذكرت ما حدث قبل أن يغادرها وعيها، لقد كانت تقود متجهة للمنزل قبل أن تتوقف سيارتها عن العمل في طريق فارغ، عرض عليها شخص المساعدة، و فور استدارها لتجلب هاتفها من السيارة شعرت بذلك الشخص يضع
منديلا على أنفها لتفقد الوعي بعدها.
"الأميرة المدللة قد استيقظت."أردف بهدوء بعد أن شعر بتحركاتها، لقد كان ينظر للنجوم عبر النافذة. استدار ليتقدم نحوها.
"أيها الوغد، من أنت."نطقت بحنق بينما تحاول أن تفك قيدها.
"هذه ليست طريقة تتحدثين بها مع خاطفك."قطب حاجبيه، شد على قضبته
و أردف بنبرة غلفها البرود.
ارتجف بدنها و حثتها غريزتها على التراجع، سرعان ما تندثر الشجاعة عند معرفة ما نحن مقبلون عليه."لماذا قمت باختطافي؟"
رد على كلامها بسخرية و قد دحرج عينيه"ولما سأقوم باختطافك؟ هل تعتقدين أنني فعلت هذا لأنني أحبك أو شيئ من هذا القبيل؟"
"كم تريد من المال؟"سألته بغية معرفة إن كان هدفه المال فقط، فربما هو فقط يريد فدية كونها من عائلة غنية.
"لقد فهمت الأمر بطريقة خاطئة، أنت ستموتين."لم يلف أو يدور، أعطاها إجابة
مباشرة لما سيحدث لها، إنه يحب تلك الملامح المتألمة المصدومة التي تصدر من طرف ضحاياه.
أخدت تبكي و تشهق، هذه عادتها عندما تحدث لها مصيبة و لا تستطيع الخروج منها. إنها لسذاجة منها أن تعتقد أن البكاء قد ينقذها من جميع المواقف، حتى هذا.
"سيدي، لماذا تفعل هذا؟ ماذا فعلت لك؟ أنا لست سوى فتاة ضعيفة.."
تنهد بسبب صوتها المزعج الذي يرن في أذنه كذبابة ليقاطعها."لقد فعلت، و لكن ليس لي."
نطقت بصوت مرتجف و مهزوز، لكن لازال لديها أمل أنها قد تتفاوض معه."هل بثعك شخص ما؟"
"يبدو أنك لست غبية بعد كل شيئ."
"من بعثك؟"
"جونغ نايون."
"ماذا؟ أنت تمزح! هل بعثتك لقتلي؟"فتحت فاهها و رفعت حاجبيها نتيجة لسماعها اسم المتسبب، لكن بنظر بيكهيون الفتاة التي تدعى غاهيون هي السبب و النتيجة، لو لم تقم بما قامت به، لما كانت الآن ستقتل على يديه.
"سنلعب لعبة صغيرة."
زحفت للوراء كدودة بعد تقدمه نحوها، إنحنى ليفك قيد قدميها ثم يديها.
"سأعد حتى العشرين، يمكنك الاختباء لكن لا يمكنك الهرب."
شعرت بالذهول و لم تستطع أن تحرك ساكنا بسبب
السكينة التي تحتويها يده اليمنى، نطق الواقف أمامها."أركضي."
انتفضت و أدركت أنها فرصتها الأخيرة لتبدأ في الركض دون توقف، كالغبية أصدرت صوتا بسبب فزعها و ركضها نحو الباب، كادت تتعثر في السلالم نتيجة لسرعتها، أمسكت المقبض و لكن الباب مغلق تنفست بهيجان و دماغها توقف عن التفكير بسبب المشاعر المتراكمة و الخوف الذي أحاط بها.
هي في بيت مهجور لا تدري عن مخرجه، باب و نوافذ مقفلة بإحكام، كما أن لا وجود لشيئ لتدافع به عن نفسها. أعد مسرح الجريمة بإتقان، خطط لما سيفعله بدقة بحيث لا تكون هناك أي هفوة. فهمت معنى ما قاله، يمكنك الاختباء لكن لا يمكنك الهرب.
ابتلعت ريقها لتتسلل نحو الأعلى باحثة عن غرفة يمكنها القفز من نافذتها. حتى الطابق الثالث
شبابيكه مغلقة بالألواح، قضمت أظافرها و أخدت تحدق في الأرجاء بقلق، ظهرت لها الخزانة كملجأ أخير لتندس داخلها.
شعرت بخطواته لتضع كلتا يديها على فمها و أنفها حتى لا يخرج نفس أو شهقة تفضحها. حدقت عبر الفتحات و تابعت ما يفعله بعينيها المحمرتين بالبكاء.
حتى لو هربت فهي وسط غابة كما أن الظلام قد حل، كيف ستهرب من براثينه؟
"وجدتك"إنحنى ليحدق تحت السرير، لكنها لم تكن هناك.
توجه نحو الخزانة لكنه لم يفتحها. همهم"من المحال أن تختبئ هنا." تراجع بخطواته للوراء لتغمض غاهيون عينيها براحة. نزع قناعه الأسود و بمجرد مرور ثانية هو فتح باب الخزانة بسرعة خاطفة ليحدق فيها بابتسامة أخافتها لتندفع صرخة مرتعبة من حنجرتها.
"وجدتك''
لم تجد أي مساحة لتتراجع و تكون ملجأ لها، غمرت ملامح وجهها الصدمة و الفزع بسب مفاجأته لها.
أمسكها من شعرها ليجرها متجها نحو الطابق الثاني حيث وجدت نفسها عندما استيقظت. تألمت بسبب سحبه لها و ارتطام ظهرها بالسلالم، صرخت و عاركت بيديها محاولة الإفلات منه و إبعاد يده عن شعرها، كما أن قديمها قاوما للنجاة أيضا.
صدح صوتها في المكان مترجية إياه بينما الدموع تنهمر من حدقتيها دون توقف."رجاء أفلتني، سأعطيك ما تريد. لن أعيدها مجددا، أنا لن أزعجها أبدا."
"من يتحسر في لحظاته الأخيره لم ليكن ليتوب عندما كان على قيد الحياة."
أفلتها أخيرا لتمسك رأسها بألم بينما هي ممتدة على الأرض، وقف أمامها ليأمرها بالاستقامة، لم يكن لها خيار سوى الامتثال.
"تعري."
"أنت مختل."نعتته بهذه الصفة بينما تشهق و تدمع ليبتسم لألمها."أوه، عزيزتي، أنا أسوء. و الآن إن كنت تريدين النجاة، تعري."
نزعت عنها ملابسها ببطء بينما تتجنب النظر له و توجه تحديقتها نحو الأسفل.
"كما ولدتك أمك."نطق ببرود لتحترق الأخرى داخلا و تنزع القطع الأخيرة التي تسترها. حضنت نفسها فتلك الغريزة التي جعلتها تستر نفسها حتى لو قليلا.
"يمكنك الذهاب."
"أنت تعني كلامك؟"
"بالطبع، أنا أعنيه، أنا لا أكذب."
سارت باتجاهه و فور تجاوزها شعرت به يستدير متجها خلفها لتحاول الجري، لكنه كان سريعا، أمسكها من شعرها مجددا ليمرر السكينة على رقبتها، فتناثرت الدماء لتصدر أصوات تعبر عن الاختناق وسط بحر الألم. أفلتها لتسقط أرضا، تلك الثواني الأخيرة التي تمتلكها كان آخر ما ستراه بينما تنزل دمعة من عينها.
إستدفع بيكهيون بطريقة تجعل كل من ينظر له يتأكد من كونه معتل، لقد صدقت أنه سيتركها على قيد الحياة.
مسح الضحك من على وجهه و كأنه لم يكن يقهقه منذ ثانية، و كأن زمهرير الرياح هو ما يعبر من فمه و ليست كلمات.
"هذا هو الغدر، طريقة عيشك تحدد طريقة موتك، كنت غبية للغاية حيث أعماك الخوف عن التفكير بشكل صحيح."
ترك ورقة مرسومة بجانبها تعبر عن الجريمة التي تقبع أمامه. هو رجل لا يثق في الموت، غادر لتدمير جميع الدلائل التي تشير لوجوده حتى تأكد أن روحها صعدت للأعلى.
"لهذا يجب أن يكون المرء ذكيا."
بعد ركوبه لسيارته فاجأه اتصال من ميني، نزع قفازاته السوداء من أجل قطع الاتصال و بدل ذلك هو قد أجابها بملامح ساخطة."ماذا؟"
"ما الذي تفعله يا سيدي؟"
-أعمل.
-التسويق؟ هل أنت مدمن عمل، إنه منتصف الليل.
-أجل أنا كذلك. و الآن، ماذا تريدين؟
-لاشيئ، شعرت بالملل، كما أن نوبتي ستنتهي بعد ساعتين، أنت لن تريد أن تشرب بينما ذلك النادل الممل في الأرجاء. و أحضر لي الحلوى، لا أستطيع إحضارها كما تعلم.
-لا
-إن لم تفعل هذا سأنشر رقمك و أخبرهم أنك مغني مشهور، صدقني، أنت لن تسمع بعدها سوى رنين هاتفك.
-أستطيع تغيير رقم هاتفي، فلتجدي غيرها.
-أوه، سأخبرهم أنك متحرش لتبحث عنك الشرطة.
عض شفتيه بحنق ليجيبها محاولا عدم الصراخ.
-سحقا لك.
-شكرا و أنت لطيف أيضا.
لعنها مرارا و تكرارا طوال الطريق، هو كان سيلكم بالفعل أي شخص سيحادثه. سيشتمها عند رؤيتها.
لكن عندما جرت نحوه بلطافة و ابتسامتة مشعة، إمتنع عن ما كان ينوي فعله لا إراديا.
"تفضلي"قدم لها كيسا ممتلئا بالحلوى لتعناقه، إنها فترتها و لقد أرادتها بشدة.
''سأقدم لك كأسا على حسابي."
جلس على الكرسي ليراقبها تحركاتها، سكبت له الكأس ليرتشفه"متى ستنتهي نوبتك؟"
"نصف ساعة."
"سأوصلك."
إنتهى
تعليق محفز❤
عندما تفتح بوابة الدنيا دون اٌرتداء القوة، يشبه
ذلك خروجك للحرب دون سترة تقيك من مواجهة الرصاص.
ترفض الحياة من هو خَاذل و تتجبر عليه، تتذلل لِمَن هو شَديد و تنعم عليه بجودها. البشر لا
يختلفون عنها، فهم من رحمها.
عندما يكون منزل ممتلكاتك أجوف، يغادرونك
تاركين الدفة للهلاك الذي يقودك نحو تَرح. فحتى المنزل الذي يبدو لك زاهيا من الخارج، قد لا يكون إنس يقطنه، عندها لن يكون للأثاث وجود و تبقى الفتنة جاهرة لكن ما هو متوارى آس. كذلك وطن قلوبنا التي تنبض، يصيبها الفراغ فلا أثر لسُكنى، و مشاعر تلبدت منذ دهر.
ترك الباب مفتوحا، فلقد كان مغلقا عليه لسنين.
يحب أن ينزع ما عليه ليبقى بسروال يستره فقط، يمتلك هذه العادة منذ الصغر، كما أنه يهوى الرسم بينما صدره عار. يزعجه ارتداء الكثير من الملابس.
إستلقى على ظهره ليحدق في السقف، سافر على متن قارب التفكير في بحر الخيال، حتى أيقظه من شروده صوت الرسائل التي تصله واحدة تلو الأخرى.
-سيدي، ليلة سعيدة.
-هل تراودك الكوابيس؟ لهذا أنت تثمل كل ليلة؟
-هل نمت؟
-سأتصل بك.
-أيها الوغد، لما لا ترد؟
حقا؟ إنها ترسل رسالة كل ثانية و لا زالت مستمرة في فعل ذلك، سيعاني وقتا عصيبا لذا هو سيتخد قرارا سهلا ينقذه من ألم الرأس.
-تم حظرك من طرف الوغد.
تمنى لو هناك خاصية تمكنه من حظرها من الحياة أيضا، على أي حال سيزيله صباحا. من الجيد أنها لا تعلم عنوان منزله. ربما قد تأتي و تقوم بشتمه من الأسفل حتى يرد عليها، إنها كالعلقة.
لم يدرك ما الذي يحدث، وجد نفسه في غابة تنبهر لها الأنظار. حدق حوله بفضول ليرى أن الظلام يحل تديرجيا و تعثر أثناء سيره للبحث عن مخرج، لم يعلم أين تقوده قدماه، يسير كمن هو مخدر.
فجأة النيران اشتعلت في الغابة تدريجيا، لم يجد مهربا، ما زاد الطين بلة، امرأة ذات رداء أحمر تركض خلفه، وجهها دام و كانت حافية القدمين.
لم يستطع الهرب منها فلقد شعر بخدر في قدميه لتمسكه الأخرى من الخلف و تخنقه ببطء، كان الافلات منها معركة بحد ذاتها، شعر بالألم و كأن روحه ستصعد للسماء.
عندها فتح عينيه و تنفس بوتيرة سريعة، مسح عرق جبينه بيده ليحدق في الفراغ مفكرا فيما رآه في منامه. إنها التاسعة صباحا، لقد نام لأربع ساعات فقط. لا يغمض له جفن، و عندما يفعل يحلم بكوابيس يتمنى عندما يستيقظ أن تُمسح من
ذاكرته.
بينما تتناول الطعام و تتفحص الهاتف، رأت أنه قد أزال الحظر. نظرت للهاتف بحنق لتضعه بقوة على الطاولة. كيف يفعل هذا بها؟ لقد تمت إهانتها من طرفه، إنها ترغب في رد الصاع له حتما.
-
إنه يتلقى طلبات القتل في الانترنت المظلم حيث كل ما هو موجود هناك حالِك.
لقد قلت أنك ستستمع لألام الناس و تكون القاضي.
تركت عدة ندوب في قلبي، أحدها تعرضي للتنمر من طرفها، لم أستطع فعل شيئ كونها ابنة مدير المدرسة. أصبت بالاكتئاب و حاولت العديد من المرات الانتحار. ظننت أن الحب طرق قلبي و كنت هائمة معمية، لم أكن سوى رهانا. واعدته كما راهنت علي لتنشر بعد ذلك مقطعا و صورا عارية لأطرد من المدرسة. أصبت بالبارانويا و الرهاب الاجتماعي بعدها، لقد نبذتني عائلتي. أكملت دراستي في المنزل و اشتغلت لأكتسب المال عبر قصصي المصورة..
في تلك السنوات كانت تتنمر علي إلكترونيا، لم أعلم ما خطبها، و لما تفعل هذا معي، إنها لا تتوقف..
لقد بدأت أسترجع علاقتي مع عائلتي و أمتلك
حبيبا، بدأت في التعافي لتأتي و تقول أنها ستعيد نشر ما نشرته منذ سنوات.
أُرفق الطلب رفقة معلومات الفتاة المراد قتلها كالعمر و الميلاد و كذا محل الإقامة، و بالطبع صورة شخصية لها.
-سأدفع لك النصف الآن عبر عملات البيتكوين.
-تم قبول طلبك.
كان الكل سببا و أنا نتيجة. فاغتربت في موطن الخلاء و الحنق وضع رايته على قلبي و احتلني.
مررت عبر جسر مفروش بالأشواك، كأنه سور لا ينتهي، كلما أقول أن خط النهاية قريب أجد
مسافة أخرى مجهزة لقتلي بينما أنا على قيد
الحياة. كل مرة أرغب في رمي نفسي، ينبهني
عدم اليقين بما يتبعني في نهر المجهول،
أهو خلاص أم جحيم من نوع آخر؟ أبقاني ذلك سائرا، مترددا و متألما. لاوجهة، لا ظل يقيني من الحياة التي تحرقني بشمسها التي يجب أن
تدفئني، لا مسكن لمن هو مثلي ليحتمي من
قطرات مطر ندية تسقط كأنها سهام.
شعرت بالدوار فور استيقاظها، كأنها نزلت لتوها من أفعوانية. وجدت نفسها على سرير ذو غطاء أبيض و نائمة على جانبها الأيمن. تذكرت ما حدث قبل أن يغادرها وعيها، لقد كانت تقود متجهة للمنزل قبل أن تتوقف سيارتها عن العمل في طريق فارغ، عرض عليها شخص المساعدة، و فور استدارها لتجلب هاتفها من السيارة شعرت بذلك الشخص يضع
منديلا على أنفها لتفقد الوعي بعدها.
"الأميرة المدللة قد استيقظت."أردف بهدوء بعد أن شعر بتحركاتها، لقد كان ينظر للنجوم عبر النافذة. استدار ليتقدم نحوها.
"أيها الوغد، من أنت."نطقت بحنق بينما تحاول أن تفك قيدها.
"هذه ليست طريقة تتحدثين بها مع خاطفك."قطب حاجبيه، شد على قضبته
و أردف بنبرة غلفها البرود.
ارتجف بدنها و حثتها غريزتها على التراجع، سرعان ما تندثر الشجاعة عند معرفة ما نحن مقبلون عليه."لماذا قمت باختطافي؟"
رد على كلامها بسخرية و قد دحرج عينيه"ولما سأقوم باختطافك؟ هل تعتقدين أنني فعلت هذا لأنني أحبك أو شيئ من هذا القبيل؟"
"كم تريد من المال؟"سألته بغية معرفة إن كان هدفه المال فقط، فربما هو فقط يريد فدية كونها من عائلة غنية.
"لقد فهمت الأمر بطريقة خاطئة، أنت ستموتين."لم يلف أو يدور، أعطاها إجابة
مباشرة لما سيحدث لها، إنه يحب تلك الملامح المتألمة المصدومة التي تصدر من طرف ضحاياه.
أخدت تبكي و تشهق، هذه عادتها عندما تحدث لها مصيبة و لا تستطيع الخروج منها. إنها لسذاجة منها أن تعتقد أن البكاء قد ينقذها من جميع المواقف، حتى هذا.
"سيدي، لماذا تفعل هذا؟ ماذا فعلت لك؟ أنا لست سوى فتاة ضعيفة.."
تنهد بسبب صوتها المزعج الذي يرن في أذنه كذبابة ليقاطعها."لقد فعلت، و لكن ليس لي."
نطقت بصوت مرتجف و مهزوز، لكن لازال لديها أمل أنها قد تتفاوض معه."هل بثعك شخص ما؟"
"يبدو أنك لست غبية بعد كل شيئ."
"من بعثك؟"
"جونغ نايون."
"ماذا؟ أنت تمزح! هل بعثتك لقتلي؟"فتحت فاهها و رفعت حاجبيها نتيجة لسماعها اسم المتسبب، لكن بنظر بيكهيون الفتاة التي تدعى غاهيون هي السبب و النتيجة، لو لم تقم بما قامت به، لما كانت الآن ستقتل على يديه.
"سنلعب لعبة صغيرة."
زحفت للوراء كدودة بعد تقدمه نحوها، إنحنى ليفك قيد قدميها ثم يديها.
"سأعد حتى العشرين، يمكنك الاختباء لكن لا يمكنك الهرب."
شعرت بالذهول و لم تستطع أن تحرك ساكنا بسبب
السكينة التي تحتويها يده اليمنى، نطق الواقف أمامها."أركضي."
انتفضت و أدركت أنها فرصتها الأخيرة لتبدأ في الركض دون توقف، كالغبية أصدرت صوتا بسبب فزعها و ركضها نحو الباب، كادت تتعثر في السلالم نتيجة لسرعتها، أمسكت المقبض و لكن الباب مغلق تنفست بهيجان و دماغها توقف عن التفكير بسبب المشاعر المتراكمة و الخوف الذي أحاط بها.
هي في بيت مهجور لا تدري عن مخرجه، باب و نوافذ مقفلة بإحكام، كما أن لا وجود لشيئ لتدافع به عن نفسها. أعد مسرح الجريمة بإتقان، خطط لما سيفعله بدقة بحيث لا تكون هناك أي هفوة. فهمت معنى ما قاله، يمكنك الاختباء لكن لا يمكنك الهرب.
ابتلعت ريقها لتتسلل نحو الأعلى باحثة عن غرفة يمكنها القفز من نافذتها. حتى الطابق الثالث
شبابيكه مغلقة بالألواح، قضمت أظافرها و أخدت تحدق في الأرجاء بقلق، ظهرت لها الخزانة كملجأ أخير لتندس داخلها.
شعرت بخطواته لتضع كلتا يديها على فمها و أنفها حتى لا يخرج نفس أو شهقة تفضحها. حدقت عبر الفتحات و تابعت ما يفعله بعينيها المحمرتين بالبكاء.
حتى لو هربت فهي وسط غابة كما أن الظلام قد حل، كيف ستهرب من براثينه؟
"وجدتك"إنحنى ليحدق تحت السرير، لكنها لم تكن هناك.
توجه نحو الخزانة لكنه لم يفتحها. همهم"من المحال أن تختبئ هنا." تراجع بخطواته للوراء لتغمض غاهيون عينيها براحة. نزع قناعه الأسود و بمجرد مرور ثانية هو فتح باب الخزانة بسرعة خاطفة ليحدق فيها بابتسامة أخافتها لتندفع صرخة مرتعبة من حنجرتها.
"وجدتك''
لم تجد أي مساحة لتتراجع و تكون ملجأ لها، غمرت ملامح وجهها الصدمة و الفزع بسب مفاجأته لها.
أمسكها من شعرها ليجرها متجها نحو الطابق الثاني حيث وجدت نفسها عندما استيقظت. تألمت بسبب سحبه لها و ارتطام ظهرها بالسلالم، صرخت و عاركت بيديها محاولة الإفلات منه و إبعاد يده عن شعرها، كما أن قديمها قاوما للنجاة أيضا.
صدح صوتها في المكان مترجية إياه بينما الدموع تنهمر من حدقتيها دون توقف."رجاء أفلتني، سأعطيك ما تريد. لن أعيدها مجددا، أنا لن أزعجها أبدا."
"من يتحسر في لحظاته الأخيره لم ليكن ليتوب عندما كان على قيد الحياة."
أفلتها أخيرا لتمسك رأسها بألم بينما هي ممتدة على الأرض، وقف أمامها ليأمرها بالاستقامة، لم يكن لها خيار سوى الامتثال.
"تعري."
"أنت مختل."نعتته بهذه الصفة بينما تشهق و تدمع ليبتسم لألمها."أوه، عزيزتي، أنا أسوء. و الآن إن كنت تريدين النجاة، تعري."
نزعت عنها ملابسها ببطء بينما تتجنب النظر له و توجه تحديقتها نحو الأسفل.
"كما ولدتك أمك."نطق ببرود لتحترق الأخرى داخلا و تنزع القطع الأخيرة التي تسترها. حضنت نفسها فتلك الغريزة التي جعلتها تستر نفسها حتى لو قليلا.
"يمكنك الذهاب."
"أنت تعني كلامك؟"
"بالطبع، أنا أعنيه، أنا لا أكذب."
سارت باتجاهه و فور تجاوزها شعرت به يستدير متجها خلفها لتحاول الجري، لكنه كان سريعا، أمسكها من شعرها مجددا ليمرر السكينة على رقبتها، فتناثرت الدماء لتصدر أصوات تعبر عن الاختناق وسط بحر الألم. أفلتها لتسقط أرضا، تلك الثواني الأخيرة التي تمتلكها كان آخر ما ستراه بينما تنزل دمعة من عينها.
إستدفع بيكهيون بطريقة تجعل كل من ينظر له يتأكد من كونه معتل، لقد صدقت أنه سيتركها على قيد الحياة.
مسح الضحك من على وجهه و كأنه لم يكن يقهقه منذ ثانية، و كأن زمهرير الرياح هو ما يعبر من فمه و ليست كلمات.
"هذا هو الغدر، طريقة عيشك تحدد طريقة موتك، كنت غبية للغاية حيث أعماك الخوف عن التفكير بشكل صحيح."
ترك ورقة مرسومة بجانبها تعبر عن الجريمة التي تقبع أمامه. هو رجل لا يثق في الموت، غادر لتدمير جميع الدلائل التي تشير لوجوده حتى تأكد أن روحها صعدت للأعلى.
"لهذا يجب أن يكون المرء ذكيا."
بعد ركوبه لسيارته فاجأه اتصال من ميني، نزع قفازاته السوداء من أجل قطع الاتصال و بدل ذلك هو قد أجابها بملامح ساخطة."ماذا؟"
"ما الذي تفعله يا سيدي؟"
-أعمل.
-التسويق؟ هل أنت مدمن عمل، إنه منتصف الليل.
-أجل أنا كذلك. و الآن، ماذا تريدين؟
-لاشيئ، شعرت بالملل، كما أن نوبتي ستنتهي بعد ساعتين، أنت لن تريد أن تشرب بينما ذلك النادل الممل في الأرجاء. و أحضر لي الحلوى، لا أستطيع إحضارها كما تعلم.
-لا
-إن لم تفعل هذا سأنشر رقمك و أخبرهم أنك مغني مشهور، صدقني، أنت لن تسمع بعدها سوى رنين هاتفك.
-أستطيع تغيير رقم هاتفي، فلتجدي غيرها.
-أوه، سأخبرهم أنك متحرش لتبحث عنك الشرطة.
عض شفتيه بحنق ليجيبها محاولا عدم الصراخ.
-سحقا لك.
-شكرا و أنت لطيف أيضا.
لعنها مرارا و تكرارا طوال الطريق، هو كان سيلكم بالفعل أي شخص سيحادثه. سيشتمها عند رؤيتها.
لكن عندما جرت نحوه بلطافة و ابتسامتة مشعة، إمتنع عن ما كان ينوي فعله لا إراديا.
"تفضلي"قدم لها كيسا ممتلئا بالحلوى لتعناقه، إنها فترتها و لقد أرادتها بشدة.
''سأقدم لك كأسا على حسابي."
جلس على الكرسي ليراقبها تحركاتها، سكبت له الكأس ليرتشفه"متى ستنتهي نوبتك؟"
"نصف ساعة."
"سأوصلك."
إنتهى
تعليق محفز❤
Коментарі