الطابق الرابع
قطبت حاجبيها بسبب ما قاله، امتلكت نزعة في مساعدته، لم تحب جلوسه بتلك الطريقة الكئيبة! فمنذ دخل و هو يشرب و يطلق تنهيدات مستمرة. "طفيلية؟"سكبت الفودكا حتى فاض كأسه لكنها استمرت رغم ذلك ليسيح الشراب على الطاولة.
حملق فيها بغرابة و أراد المغادرة حالا، من أين سلطت عليه هذه الفتاة المجنونة؟ هذا بالتأكيد على حسابها و لن يدفع ثمنه.
فقط رغبت أن أخفف عنك، إن القلوب كالكأس الذي تحتويه بين يديك، يحتاج أن يفرغ كل ما اُمتلئ حتى لو قليلا، لأننا لو أضفنا المزيد رغم امتلائه فسيفيض، و لكل كأس حجم. لهذا أخبرك أن تفرغ قلبك، أستطيع سماعك إن أردت."
حملق في ملامحها الهادئة ليردف بنبرة شجية."أملك ما لا تستطعين احتواءه أيتها الصغيرة."
ردت عليه بنبرة دافئة، شعرت بحزنه العميق و لم تستطع أن تقف مكتوفة الأيدي"أردت أن أخفف عنك فبعدد الكؤوس هاته التي شربتها يبدو أن يومك بائس."
تنهد بضجر بسبب استمرارها في الحديث معه، هل تعتقد أن همومه صغيرة حتى يتحدث بأريحية عنها؟هي ستبقى لطيفة معه حتى يكون لها علم بمن هو، عندها ستصبح مثلهم و تعامله بطريقة سيئة.
"مابك كالغراء؟ هل تريدين صحبتي؟ إن كنت تسعين نحو المال فأنت تحدثين الشخص الخاطئ."
ربعت يديها لتنطق بصوت رخيم، شعرت بالسوء لإهانته و لكن هو من بدأ."لست من ذلك الصنف من الفتيات و لا تقلق، لا يبدو لي أنك تمتلكه على أي حال.''
حاول ترويض غضبة الذي يسيطر عليه و يعميه ليندفع في مواقف عدة، لكن هذه الفتاة هو حتما سيهجم عليها في أي لحظة، رص على أسنانه ليحول نظراته للغضب هذه المرة."يبدو أنك تحتاجين لإعادة تربية أيتها الصغيرة.''
أدارت ظهرها و اعتقد أنها ستغادر لتمسك زجاجة ويسكي و تسكب له في كأس آخر، وضعت كوعيها على الطاولة و كفيها على خديها لتبتسم و تحدق فيه بعيون لامعة."و هل ستعيد تربيتي يا سيدي؟"
قهقه باٌستهزاء بعد ارتشافه لما سكبت له، هو لن يدفع ثمن هذا أيضا."هل أبدو لك متفرغا لتلك الدرجة؟"
إن لم يرد الحديث فهي ستجره و توقعه في الفخ كما تعتقد، فهي بدأت تشعر بالفضول."تبدو أنك تمتلك الوقت كله. و لكن كم عمرك؟ من بنية جسدك أعتقد أنك في العشرينات، يبدو أنك في فترة مذهلة من الحياة."
فهم ما تسعى إليه لكنه فقط جاوبها و قام بمجاراتها فيبدو أنها لن تستسلم و قد تطارده أيضا إن لم يتفاعل معها."لم يتبقى شيئ حتى أتم الثلاثين، لكن لا يبدو أنني عشت قط."
"و أنا أتممت التاسعة عشر، يمكنني الاحتفال معك إن كنت وحيدا."
"لا أفهم، كيف بدوت لك كشخص سيرغب في الاحتفال؟ لا أمتلك سبب، هل أفرح لأنني أتقدم بالسن أم بسبب سنواتي التي ضاعت؟"
شعر بالخطر بسبب أنه أخد راحته و تحدث بعفوية، دفع النقود المستحقة لتخبره الفتاة أنها ستكون هنا في الغد لكن ستكون نوبة ليلية. و قبل أن يهم بالمغادرة سألته عن اسمه ليكذب كذبة صغيرة.
"إسمي بيك"
استغرب بسبب اسمه لتنطق بعد ذلك"و أنا ميني، هل أنت نصف أجنبي؟"
"و هل ملامحي توحي أنني نصف أجنبي؟"أطلق قهقهة سخرية خفيفة لتحدق فيه بضياع.
"لا أعلم."
لم يرد عليها ليغادر بعد ذلك، جاهل كذلك بنفسه، لما لا يستطيع الشعور بالسعادة الآن رغم أنه حر طليق؟ ينتظره المجهول كما لا ينتظره أحد، تم وضعه في متاهة لا مخرج لها، البحث لن يخرجه كذلك الجلوس لن يفعل.
وقف في أحد الأزقة الفارغة منتظرا شخصا، ناداه فتى يبلغ العشرين من عمره، إستدار ليواجه شابا ملامحه مشرقة و ابتسامة مرسومة على وجهه.
كيف يمكنه أن يعيد البجهة الراحلة لملامحه و البريق الذي اختفى من عيونه؟
"أنت بيكهيون، صحيح؟"
"أجل، أنا هو."
قدم له الحقيبة ليمسكها بيك، محتواها هاتف و أموال. نطق يوسانغ بهدوء مستفسرا."كيف حال أخي في السجن؟"
إنزعج من سؤاله، كأنه يستفسر عن أخيه الذي يقطن في أمريكا."إنه في السجن، هل تتوقع منه أن يكون بخير؟"
شعر الآخر بالحرج ليبلع ريقه."إنه دائما ما يقول بخير لهذا أردت معرفة الحقيقة. هو ممتن لك و قال أن هذا لن يرد دينه بالكامل."
"هو لم يكن مدينا لي بالأصل، لقد فعلت ما أملاه عقلي فقط و ما كان ليفعله أي شخص جسور"
علمه عدة أشياء في الزنزانة بالفعل، كما أصر على تقديم أشياء ستنفعه، لا يريد أكثر من ذلك.
إن فيليكس اٌبن أحد العائلات الغنية، دخل للسجن بسبب تعاطيه للمخدرات و انتشار مقطع له يضرب فيه شخصا. متمرد لدرجة أنه تشاجر مع سجين هوايته إرهاب الجميع، أحرجه أمام الجميع بسبب رده، لذا لفق له الآخر تهمة و لم يتجرأ أحد على قول الحقيقة إلا بيكهيون، وقف بصف فيليكس، لولاه لتمت زيادة مدة حبسه.
طوال الأسبوع، تجول في الشوارع و هالة الكآبة تحيطه، زار البحر الذي يعشقه، كما سار على الرمل حافي القدمين. في نقطة ما أدرك أن هناك ما ينقص،
إنشراح اندثر من قلبه لينبثق مكانه امتعاض، سكن قلبه فما عاد يستطيع طرده. حتى لو حاول أن يريح
نفسه يتذكر أن سنوات من عمره قد سُرقت.
يتأمل الناس أثناء سيره، إنهم لايزالون كما تركهم، خلق فاسد و جميع الفاسدين يستحقون الإضمحلال.
على عرش سالف آسِي ارتوى من إناء سخط.
إرتوى حتى أريق حنقه دفعة واحدة، ليتدفق بعدها دون توقف.
تمت افتتاحية أولى معزوفات إرداء، برداء
أحمر يزين جثمان، لم يتم خمد نار حقد،
بل زادت احتداما و تأججت؛ كبركان إتقد لمدة
طويلة ليثور بعدها إلى مالانهاية.
فتح باب الحانة و تقدم بخطوات بطيئة نحو مقعده الذي جلس عليه في المرة السابقة.
"كأس فودكا."قدمت له ميني طلبه، شرب ثلاثة كؤووس و هو يحدق في ما تفعله. لقد شعر بالفضول، المرة السابقة كانت تلتصق به كالعلكة أما الآن فهي تعامله كأنه غير مرئي."يبدو أنك اهتممت بشؤونك هذه المرة، هل تمت إعادة تربيتك؟"
رُسمت ابتسامة على وجهها لتستدير و تنطق"في المرة القادمة أُذكر اسمي قبل أن تطلب فودكا. كما يبدو لي أن ملابسك قد تغيرت يا سيدي"
''و هل سترافقينني لأن ملابسي أصبحت أفضل؟"
بنبرة تغلفها السخرية تحدث لتجيبه بنفس بطريقته.
لقدشعرت بالانزعاج بسبب ما قاله، لكنها
لن تخبره السبب."لقد أعلمتك أنني لست من ذلك الصنف، كما أنك من اٌفتحت الحديث هذه المرة يا سيدي"
تجاهل جملتها الثانية ليدفع كأسه قليلا من أجل أن تسكب له المزيد."و من أي صنف أنت؟"
و بينما تصب له ردت على سؤاله الفضولي"صنف لا يخضع بل يجعلك تركع.''
همهم"القطة تمتلك مخالب إذا."
قاطعهم حديث مذيعة على شاشة التلفاز فيبدو أنها أخبار مهمة.
-تم العثور على جثة مساء البارحة للبيليونير بارك يون ايل، المؤثر الذي يقوم بالأعمال الخيرية كما أنه ناشط في جمعية حقوق الإنسان، رفقة رسمة لستتة ورود بيضاء ملطخة بالأسود، وسطها رجل مقتول بنفس طريقة موت بارك يون ايل.
نظر بيك للواقفة أمامه التي تعلو ملامح وجهها صدمة، شعر بالفضول حيال ردة فعلها."لا أصدق أن رجلا مثله قد قُتل! لقد كان شخصا جيدا و لا يستحق ما حصل له. و لكن لما سيُستهدف شخص مثله؟"
"ربما كان شخصا سيئا."
"ولما شخص سيئ سيقوم بكل تلك الأعمال الخيرية؟"
"أغلبهم يفعلون ذلك، يغطون شرهم برداء شفاف أبيض، لا يعلم ما خلفه إلا من يقترب منه و يزيحه.
ليس كل ما يبدو لنا هو الحقيقة، فالأشخاص
مثلهم يبنون سمعتهم بحذر و إن خرج شخص
للملأ يتهمهم سيضعون غشاء على عينيهم و يتهمونه بالجنون."
"رغم ذلك لا يحق لأحد أن يقتل الآخر."
بدأت المذيعة في سرد مجموعة من التفاصيل الأخرى عن هذه القضية و قد شدت انتباه ميني
بينما الآخر اكمل ارتشاف ما في يده بهدوء، لم يلاحظ أحد شبح ابتسامته فكلهم مشغولين بما يعرض على التلفاز.
-اعترفت ست فتيات أن بارك يون ايل قام باٌغتصابهم و تهديدهم بنشر مقاطع لهم، لم يتجرأن على الحديث بسبب تهديده أنه رجل يمتلك نفوذا و بمجرد محاولتهن سيندثرن. بعض رواد مواقع التواصل الاجتماعي تفاعلو مع الخبر بإيجابية و سُعدو لمقتله كما أنهم اندهشو من طريقة ربطه للقضية برسمته المتقنة.
نظرت له باٌندهاش، فلقد كان حديث يشابه هذه الحالة."تحليلك كان ذكيا."
"أعلم، درجة ذكائي ليست بمزحة. هل لا زلت تعتقدين أنه لا يستحق؟"
فكرت قليلا قبل أن تجيب، زارتها الحيرة، فهل حقا من مثلهم يستحقون الاضمحلال؟
"لا يجب أن نكون قضاة لغيرنا قبل أن نكون قضاة لأنفسنا. قد نصدر حكما مخففا و نتجاهل ما نقترف بينما نحكم بقساوة على الآخرين. لا أبرر ما فعله هذا الذي كان يدعي أنه مؤثر، لكن من قتله، لما لم يقدمه للعقاب بطريقة عادلة؟"
''لو كانت الناس تثق بالعدالة التي أصبحت تخضع للمال و السلطة، لتقدمت إحدى الفتيات بشكوى. كانو يعلمون أنهم سيردون خائبين.''
حملقت فيه بضياع و قطبت حاجبيها.''أنا مشوشة، أنت تعبث بمعتقداتي الراسخة."
"لم أعبث بشيئ، لو كانت راسخة حقا كما تدعين، لما طرقت الحيرة باب عقلك."
دفع ثمن ماشرب ليهم بالرحيل بعد ذلك تاركا إياها تفكر في ما تلقته.
و بينما يسير مرت بجانبه ذات المرأة التي قتلها بفستانها الأحمر الدامي، اعتقد أنها واحدة تشبهها فنظر خلفه ليجد أنها اختفت. ربما الجنون بدأ يتربص به، أو قد نال منه بالفعل.
سار قليلا بعدها ليتوقف و يطلق قهقهة صغيرة، وضع يده على وجهه لتتلو قهقته الصغيرة ضحكات متصاعدة الصوت، لقد ضحك كما لو أنه مختل.
-الطلب الأول تم، لقد بدأت اللعبة.
إنتهى.
لمحت لمرض البطلة في الفصل
لس في جرايم كتير و بشرحها بالتفصيل🌚
حملق فيها بغرابة و أراد المغادرة حالا، من أين سلطت عليه هذه الفتاة المجنونة؟ هذا بالتأكيد على حسابها و لن يدفع ثمنه.
فقط رغبت أن أخفف عنك، إن القلوب كالكأس الذي تحتويه بين يديك، يحتاج أن يفرغ كل ما اُمتلئ حتى لو قليلا، لأننا لو أضفنا المزيد رغم امتلائه فسيفيض، و لكل كأس حجم. لهذا أخبرك أن تفرغ قلبك، أستطيع سماعك إن أردت."
حملق في ملامحها الهادئة ليردف بنبرة شجية."أملك ما لا تستطعين احتواءه أيتها الصغيرة."
ردت عليه بنبرة دافئة، شعرت بحزنه العميق و لم تستطع أن تقف مكتوفة الأيدي"أردت أن أخفف عنك فبعدد الكؤوس هاته التي شربتها يبدو أن يومك بائس."
تنهد بضجر بسبب استمرارها في الحديث معه، هل تعتقد أن همومه صغيرة حتى يتحدث بأريحية عنها؟هي ستبقى لطيفة معه حتى يكون لها علم بمن هو، عندها ستصبح مثلهم و تعامله بطريقة سيئة.
"مابك كالغراء؟ هل تريدين صحبتي؟ إن كنت تسعين نحو المال فأنت تحدثين الشخص الخاطئ."
ربعت يديها لتنطق بصوت رخيم، شعرت بالسوء لإهانته و لكن هو من بدأ."لست من ذلك الصنف من الفتيات و لا تقلق، لا يبدو لي أنك تمتلكه على أي حال.''
حاول ترويض غضبة الذي يسيطر عليه و يعميه ليندفع في مواقف عدة، لكن هذه الفتاة هو حتما سيهجم عليها في أي لحظة، رص على أسنانه ليحول نظراته للغضب هذه المرة."يبدو أنك تحتاجين لإعادة تربية أيتها الصغيرة.''
أدارت ظهرها و اعتقد أنها ستغادر لتمسك زجاجة ويسكي و تسكب له في كأس آخر، وضعت كوعيها على الطاولة و كفيها على خديها لتبتسم و تحدق فيه بعيون لامعة."و هل ستعيد تربيتي يا سيدي؟"
قهقه باٌستهزاء بعد ارتشافه لما سكبت له، هو لن يدفع ثمن هذا أيضا."هل أبدو لك متفرغا لتلك الدرجة؟"
إن لم يرد الحديث فهي ستجره و توقعه في الفخ كما تعتقد، فهي بدأت تشعر بالفضول."تبدو أنك تمتلك الوقت كله. و لكن كم عمرك؟ من بنية جسدك أعتقد أنك في العشرينات، يبدو أنك في فترة مذهلة من الحياة."
فهم ما تسعى إليه لكنه فقط جاوبها و قام بمجاراتها فيبدو أنها لن تستسلم و قد تطارده أيضا إن لم يتفاعل معها."لم يتبقى شيئ حتى أتم الثلاثين، لكن لا يبدو أنني عشت قط."
"و أنا أتممت التاسعة عشر، يمكنني الاحتفال معك إن كنت وحيدا."
"لا أفهم، كيف بدوت لك كشخص سيرغب في الاحتفال؟ لا أمتلك سبب، هل أفرح لأنني أتقدم بالسن أم بسبب سنواتي التي ضاعت؟"
شعر بالخطر بسبب أنه أخد راحته و تحدث بعفوية، دفع النقود المستحقة لتخبره الفتاة أنها ستكون هنا في الغد لكن ستكون نوبة ليلية. و قبل أن يهم بالمغادرة سألته عن اسمه ليكذب كذبة صغيرة.
"إسمي بيك"
استغرب بسبب اسمه لتنطق بعد ذلك"و أنا ميني، هل أنت نصف أجنبي؟"
"و هل ملامحي توحي أنني نصف أجنبي؟"أطلق قهقهة سخرية خفيفة لتحدق فيه بضياع.
"لا أعلم."
لم يرد عليها ليغادر بعد ذلك، جاهل كذلك بنفسه، لما لا يستطيع الشعور بالسعادة الآن رغم أنه حر طليق؟ ينتظره المجهول كما لا ينتظره أحد، تم وضعه في متاهة لا مخرج لها، البحث لن يخرجه كذلك الجلوس لن يفعل.
وقف في أحد الأزقة الفارغة منتظرا شخصا، ناداه فتى يبلغ العشرين من عمره، إستدار ليواجه شابا ملامحه مشرقة و ابتسامة مرسومة على وجهه.
كيف يمكنه أن يعيد البجهة الراحلة لملامحه و البريق الذي اختفى من عيونه؟
"أنت بيكهيون، صحيح؟"
"أجل، أنا هو."
قدم له الحقيبة ليمسكها بيك، محتواها هاتف و أموال. نطق يوسانغ بهدوء مستفسرا."كيف حال أخي في السجن؟"
إنزعج من سؤاله، كأنه يستفسر عن أخيه الذي يقطن في أمريكا."إنه في السجن، هل تتوقع منه أن يكون بخير؟"
شعر الآخر بالحرج ليبلع ريقه."إنه دائما ما يقول بخير لهذا أردت معرفة الحقيقة. هو ممتن لك و قال أن هذا لن يرد دينه بالكامل."
"هو لم يكن مدينا لي بالأصل، لقد فعلت ما أملاه عقلي فقط و ما كان ليفعله أي شخص جسور"
علمه عدة أشياء في الزنزانة بالفعل، كما أصر على تقديم أشياء ستنفعه، لا يريد أكثر من ذلك.
إن فيليكس اٌبن أحد العائلات الغنية، دخل للسجن بسبب تعاطيه للمخدرات و انتشار مقطع له يضرب فيه شخصا. متمرد لدرجة أنه تشاجر مع سجين هوايته إرهاب الجميع، أحرجه أمام الجميع بسبب رده، لذا لفق له الآخر تهمة و لم يتجرأ أحد على قول الحقيقة إلا بيكهيون، وقف بصف فيليكس، لولاه لتمت زيادة مدة حبسه.
طوال الأسبوع، تجول في الشوارع و هالة الكآبة تحيطه، زار البحر الذي يعشقه، كما سار على الرمل حافي القدمين. في نقطة ما أدرك أن هناك ما ينقص،
إنشراح اندثر من قلبه لينبثق مكانه امتعاض، سكن قلبه فما عاد يستطيع طرده. حتى لو حاول أن يريح
نفسه يتذكر أن سنوات من عمره قد سُرقت.
يتأمل الناس أثناء سيره، إنهم لايزالون كما تركهم، خلق فاسد و جميع الفاسدين يستحقون الإضمحلال.
على عرش سالف آسِي ارتوى من إناء سخط.
إرتوى حتى أريق حنقه دفعة واحدة، ليتدفق بعدها دون توقف.
تمت افتتاحية أولى معزوفات إرداء، برداء
أحمر يزين جثمان، لم يتم خمد نار حقد،
بل زادت احتداما و تأججت؛ كبركان إتقد لمدة
طويلة ليثور بعدها إلى مالانهاية.
فتح باب الحانة و تقدم بخطوات بطيئة نحو مقعده الذي جلس عليه في المرة السابقة.
"كأس فودكا."قدمت له ميني طلبه، شرب ثلاثة كؤووس و هو يحدق في ما تفعله. لقد شعر بالفضول، المرة السابقة كانت تلتصق به كالعلكة أما الآن فهي تعامله كأنه غير مرئي."يبدو أنك اهتممت بشؤونك هذه المرة، هل تمت إعادة تربيتك؟"
رُسمت ابتسامة على وجهها لتستدير و تنطق"في المرة القادمة أُذكر اسمي قبل أن تطلب فودكا. كما يبدو لي أن ملابسك قد تغيرت يا سيدي"
''و هل سترافقينني لأن ملابسي أصبحت أفضل؟"
بنبرة تغلفها السخرية تحدث لتجيبه بنفس بطريقته.
لقدشعرت بالانزعاج بسبب ما قاله، لكنها
لن تخبره السبب."لقد أعلمتك أنني لست من ذلك الصنف، كما أنك من اٌفتحت الحديث هذه المرة يا سيدي"
تجاهل جملتها الثانية ليدفع كأسه قليلا من أجل أن تسكب له المزيد."و من أي صنف أنت؟"
و بينما تصب له ردت على سؤاله الفضولي"صنف لا يخضع بل يجعلك تركع.''
همهم"القطة تمتلك مخالب إذا."
قاطعهم حديث مذيعة على شاشة التلفاز فيبدو أنها أخبار مهمة.
-تم العثور على جثة مساء البارحة للبيليونير بارك يون ايل، المؤثر الذي يقوم بالأعمال الخيرية كما أنه ناشط في جمعية حقوق الإنسان، رفقة رسمة لستتة ورود بيضاء ملطخة بالأسود، وسطها رجل مقتول بنفس طريقة موت بارك يون ايل.
نظر بيك للواقفة أمامه التي تعلو ملامح وجهها صدمة، شعر بالفضول حيال ردة فعلها."لا أصدق أن رجلا مثله قد قُتل! لقد كان شخصا جيدا و لا يستحق ما حصل له. و لكن لما سيُستهدف شخص مثله؟"
"ربما كان شخصا سيئا."
"ولما شخص سيئ سيقوم بكل تلك الأعمال الخيرية؟"
"أغلبهم يفعلون ذلك، يغطون شرهم برداء شفاف أبيض، لا يعلم ما خلفه إلا من يقترب منه و يزيحه.
ليس كل ما يبدو لنا هو الحقيقة، فالأشخاص
مثلهم يبنون سمعتهم بحذر و إن خرج شخص
للملأ يتهمهم سيضعون غشاء على عينيهم و يتهمونه بالجنون."
"رغم ذلك لا يحق لأحد أن يقتل الآخر."
بدأت المذيعة في سرد مجموعة من التفاصيل الأخرى عن هذه القضية و قد شدت انتباه ميني
بينما الآخر اكمل ارتشاف ما في يده بهدوء، لم يلاحظ أحد شبح ابتسامته فكلهم مشغولين بما يعرض على التلفاز.
-اعترفت ست فتيات أن بارك يون ايل قام باٌغتصابهم و تهديدهم بنشر مقاطع لهم، لم يتجرأن على الحديث بسبب تهديده أنه رجل يمتلك نفوذا و بمجرد محاولتهن سيندثرن. بعض رواد مواقع التواصل الاجتماعي تفاعلو مع الخبر بإيجابية و سُعدو لمقتله كما أنهم اندهشو من طريقة ربطه للقضية برسمته المتقنة.
نظرت له باٌندهاش، فلقد كان حديث يشابه هذه الحالة."تحليلك كان ذكيا."
"أعلم، درجة ذكائي ليست بمزحة. هل لا زلت تعتقدين أنه لا يستحق؟"
فكرت قليلا قبل أن تجيب، زارتها الحيرة، فهل حقا من مثلهم يستحقون الاضمحلال؟
"لا يجب أن نكون قضاة لغيرنا قبل أن نكون قضاة لأنفسنا. قد نصدر حكما مخففا و نتجاهل ما نقترف بينما نحكم بقساوة على الآخرين. لا أبرر ما فعله هذا الذي كان يدعي أنه مؤثر، لكن من قتله، لما لم يقدمه للعقاب بطريقة عادلة؟"
''لو كانت الناس تثق بالعدالة التي أصبحت تخضع للمال و السلطة، لتقدمت إحدى الفتيات بشكوى. كانو يعلمون أنهم سيردون خائبين.''
حملقت فيه بضياع و قطبت حاجبيها.''أنا مشوشة، أنت تعبث بمعتقداتي الراسخة."
"لم أعبث بشيئ، لو كانت راسخة حقا كما تدعين، لما طرقت الحيرة باب عقلك."
دفع ثمن ماشرب ليهم بالرحيل بعد ذلك تاركا إياها تفكر في ما تلقته.
و بينما يسير مرت بجانبه ذات المرأة التي قتلها بفستانها الأحمر الدامي، اعتقد أنها واحدة تشبهها فنظر خلفه ليجد أنها اختفت. ربما الجنون بدأ يتربص به، أو قد نال منه بالفعل.
سار قليلا بعدها ليتوقف و يطلق قهقهة صغيرة، وضع يده على وجهه لتتلو قهقته الصغيرة ضحكات متصاعدة الصوت، لقد ضحك كما لو أنه مختل.
-الطلب الأول تم، لقد بدأت اللعبة.
إنتهى.
لمحت لمرض البطلة في الفصل
لس في جرايم كتير و بشرحها بالتفصيل🌚
Коментарі