-١٦- قاتل
لوهان كان يعمل كعادته في متجره. يبيع الزبائن الكعك والحلوى وما الى ذلك. لكنه منذ عاد لعمله لاحظ الزبائن ان شياو لوهان تغيّر، فهو على عكس عادته مسبقاً لا يوزع الابتسامات كثيراً ووجهه شاحب ذو عينين ذابلتين كما لو ان غبار الزمن طغى عليه ليجعله كرجل هرم قضى سنوات عمره بالفعل ليصل لأيام عذاب ما قبل الموت.
سيهون لم يتوقف عن زيارة الاخر وتوسله له بأن يعود كما كان وفي كل مرة اجابة لوهان تكون 'سأفكر!' بنبرة يائسة حزينة كأن صاحبها قُتل ومات جسده وخرجت روحه منه بعد صراع دام طويلاً في الحياة. لوهان زار والدة سيهون شاكراً اياها وسيهون على استضافته كل تلك الايام بعد ما حصل له ولسيهون.
لوهان اكمل عمله الان وحان وقت الإغلاق. هو اغلق المتجر واقفله وحمل المفتاح واضعاً اياه في جيبه. كان هنالك لمسة من البرودة في الجو بما ان الفصل الان هو منتصف الربيع وبما ان الشمس شارفت على الغروب بالفعل. لوهان تنهد ليمشي متجهاً الى منزله لكن صوت بوق سيارة يعرفها دوى في الشارع امامه. النافذة نزلت بهدوء ليظهر سيهون المبتسم من خلفها ويشير له بالركوب بسرعة. لوهان شعر انه تم انقاذه ليركض متجهاً لسيارة الاخر. هو ركب بسرعة ليقود سيهون الى بيت الاخر بهدوء. سيهون نظر للاخر ليبتسم ويسأل:
كيف حالك؟
لوهان تنهد ليبادل الاخر النظرات مجيباً:
لولاك لكُنت الان في اسوء احوالي. الجو بارد في الخارج
ابتسم سيهون لينظر لوهان له بأستغراب قائلاً:
ما المضحك فيما قلت؟
ابتسامة سيهون زالت ليتنهد واقفاً في جانب الطريق. لوهان نظر يميناً ويساراً باحثاً عن منزله او منزل سيهون لكنه لم يجد اياً منهما سوى بيوت لايعرف اصحابها. هو اعاد نظره لسيهون الذي اردف بهدوء:
لا تبحث.. لقد وقفت هنا لأتحدث معك.
لوهان اومأ بأستغراب ليزفر سيهون ويحدق بالشارع امامه. السماء بدأت تصبح برتقالية رويداً رويداً والقمر بدأ يظهر ببطئ بالفعل كذلك اول نجمة في الفضاء، نجمة الشمال. هو صمت قليلاً ليسأل دون النظر للاخر:
هل.. هل فكرت في الامر؟ هل ستعود كما انت؟ لقد اشـ....
سيهون ارجوك وبحق خالق الجحيم توقف!!!!! هذا يكفي!!!!!!!!!
بصراخ لوهان قاطع الاخر الذي كانت عيناه متوسعتان من الصدمة. هو لم يستطع تصديق ان شياو لوهان، هيونغه والشخص الذي يشعره دائماً بشعور غريب يصرخ عليه الان. لوهان كان ينظر للاخر بغضب وحزن ليمسك بياقة قميصه ويحركه قائلاً:
انا قاتل سيهون
قاتل!!
لقد اقتنعت بذلك منذ مدة.
لذا لا تطلب مني مجددا ان اعود كما كنت لأنني لن افعل
اتركني سيهون
اتركني واللعنة انا اكرهك!!
اكرهك!!!!!
صدمة تليها صدمة، هذا بالضبط ما شعر به اوه سيهون حينما وجد ان هيونغه كان يعترف ظلماً انه قاتل، وحينما علم ان هيونغه يكرهه لتلك الدرجة العظيمة شعر كما لو ان الحقيقة صفعته بقوة. هذا صحيح.. كيف له ان يحب شاب؟ كيف له ان يفكر ان هذا الشاب يبادله؟؟ الامر مستحيل. واصبح مستحيلاً اكثر الان بعدما قاله لوهان. سيهون نظر للاخر بحدة ليرتعب لوهان ويجلس مكانه صامتاً. سيهون حدق به لينظر للامام ويردف بحدة:
لوهان
اخرج من سيارتي حالاً
توسعت عينيّ لوهان لينظر للاخر بعينين مدمعتين ويمسك بكتفه قائلاً بأرتجاف:
سيـ... سيهون
انا لم اقـ....
اسمي هو المحقق اوه... سيهون
الافضل ان تناديني هكذا
اخرج من السيارة الان
اخرج!!
سيهون صرخ بنهاية كلامه بعدما ابعد يد لوهان عنه. الغزال لم يصدق ما سمعته أذناه ليذرف دموعه بقوة وشهقاته تملأ السيارة في حين ان المحقق لم يرف له جفن وكرر بهسهسة:
اخرج!
لوهان فتح باب السيارة متمنياً من الاخر ان يسحبه من يده ويدفنه بين احضانه الدافئة كما في السابق. لكن توقعاته واماله خابت حينما اغلق باب السيارة وقد كان قد اصبح خارجها بالفعل، والمحقق بالفعل حرك سيارته تاركاً الاخر في منتصف الشارع يصارع برودة الجو وبرودة قلبه بألم يفتك بدواخله ويمزقها بصمت. هو انهار بالبكاء وحيداً لا احد في المكان ولا ضوء او صوت سيارة تمر وتذهب سوى صوت سيهون وهو يصرخ ب'اخرج!' يتردد بعقله
ما الذي فعلته؟ ما الذي فعلته؟
ما الذي قلته بحق الاله؟ ماذا فعلت؟
لقد دمرت كل شيء. كل شيء
كل هذا بسببي انا فقط. بسببي انا ولا احد غيري
—
الشمس غرُبت وحلَّ الليل وبعد ساعات اشرقت الشمس مجدداً لتشع اشعتها الدافئة على بنايات مدينة سيول وشعبها تبلغهم بميعاد عملهم. لوهان نهض بهدوء ليغسل وجهه ويبدل ملابسه. على من يكذب يا ترى؟ هو لم يذُق طعم النوم ابداً هذه الليلة. كل ما فكر به هو سيهون وسيهون ثم سيهون والمزيد من سيهون. هو خرج من منزله متجهاً الى متجره في حين ان اشعة الشمس ترسل دفئها الى لوهان العابس. هو فكر ان دفأ الشمس هذا لا يستطيع تدفئة قلبه المجمد وروحه الباردة. سيهون.. سيهون هو الوحيد الذي يستطيع ذلك.
هو ابتسم حينما ذكرياته الجميلة مع سيهون مرت كشريط من حياته الجميلة. تنهد حينما وصل الى متجره لكنه شعر بالدنيا تدور في رأسه حينما شاهد شريطاً يحيط بمتجره.. شريط مكتوب عليه وبخط عريض وواضح كلمة "محجوز" هو حدق بهذا الشريط برعب في حين ان قلبه بدأ الخفقان بقوة. لم يشعر سوى بشخص يحركه بقوة من كتفه. هو نظر ليساره ليجد شرطياً يقف امامه ليردف:
انت شياو لوهان؟
لوهان اومأ ببطئ ليقول له الاخر بهدوء:
شياو لوهان.
انت مُتّهم بجريمة سرقة!
بأمر من المحقق اوه سيهون!!
في هذه اللحظة بالذات.. كل شيء توقف امام انظار لوهان. شعر وكأن الدنيا تحولت لسواد، لا يستطيع رؤية شيء منها سوى شخص واحد. يقف بعيداً عنه يحدق به بعيناه الحادتان. حينما ابتعدت عيناه عنه عند وضع الشرطي للاصفاد على يد لوهان، حينها فقط.. لوهان اصبح لا يرى او يسمع شيئاً سوى صوت الشرطي يصرخ:
سيد شياو!!
...د شياو!!!
...ياو!!!!


سيهون لم يتوقف عن زيارة الاخر وتوسله له بأن يعود كما كان وفي كل مرة اجابة لوهان تكون 'سأفكر!' بنبرة يائسة حزينة كأن صاحبها قُتل ومات جسده وخرجت روحه منه بعد صراع دام طويلاً في الحياة. لوهان زار والدة سيهون شاكراً اياها وسيهون على استضافته كل تلك الايام بعد ما حصل له ولسيهون.
لوهان اكمل عمله الان وحان وقت الإغلاق. هو اغلق المتجر واقفله وحمل المفتاح واضعاً اياه في جيبه. كان هنالك لمسة من البرودة في الجو بما ان الفصل الان هو منتصف الربيع وبما ان الشمس شارفت على الغروب بالفعل. لوهان تنهد ليمشي متجهاً الى منزله لكن صوت بوق سيارة يعرفها دوى في الشارع امامه. النافذة نزلت بهدوء ليظهر سيهون المبتسم من خلفها ويشير له بالركوب بسرعة. لوهان شعر انه تم انقاذه ليركض متجهاً لسيارة الاخر. هو ركب بسرعة ليقود سيهون الى بيت الاخر بهدوء. سيهون نظر للاخر ليبتسم ويسأل:
كيف حالك؟
لوهان تنهد ليبادل الاخر النظرات مجيباً:
لولاك لكُنت الان في اسوء احوالي. الجو بارد في الخارج
ابتسم سيهون لينظر لوهان له بأستغراب قائلاً:
ما المضحك فيما قلت؟
ابتسامة سيهون زالت ليتنهد واقفاً في جانب الطريق. لوهان نظر يميناً ويساراً باحثاً عن منزله او منزل سيهون لكنه لم يجد اياً منهما سوى بيوت لايعرف اصحابها. هو اعاد نظره لسيهون الذي اردف بهدوء:
لا تبحث.. لقد وقفت هنا لأتحدث معك.
لوهان اومأ بأستغراب ليزفر سيهون ويحدق بالشارع امامه. السماء بدأت تصبح برتقالية رويداً رويداً والقمر بدأ يظهر ببطئ بالفعل كذلك اول نجمة في الفضاء، نجمة الشمال. هو صمت قليلاً ليسأل دون النظر للاخر:
هل.. هل فكرت في الامر؟ هل ستعود كما انت؟ لقد اشـ....
سيهون ارجوك وبحق خالق الجحيم توقف!!!!! هذا يكفي!!!!!!!!!
بصراخ لوهان قاطع الاخر الذي كانت عيناه متوسعتان من الصدمة. هو لم يستطع تصديق ان شياو لوهان، هيونغه والشخص الذي يشعره دائماً بشعور غريب يصرخ عليه الان. لوهان كان ينظر للاخر بغضب وحزن ليمسك بياقة قميصه ويحركه قائلاً:
انا قاتل سيهون
قاتل!!
لقد اقتنعت بذلك منذ مدة.
لذا لا تطلب مني مجددا ان اعود كما كنت لأنني لن افعل
اتركني سيهون
اتركني واللعنة انا اكرهك!!
اكرهك!!!!!
صدمة تليها صدمة، هذا بالضبط ما شعر به اوه سيهون حينما وجد ان هيونغه كان يعترف ظلماً انه قاتل، وحينما علم ان هيونغه يكرهه لتلك الدرجة العظيمة شعر كما لو ان الحقيقة صفعته بقوة. هذا صحيح.. كيف له ان يحب شاب؟ كيف له ان يفكر ان هذا الشاب يبادله؟؟ الامر مستحيل. واصبح مستحيلاً اكثر الان بعدما قاله لوهان. سيهون نظر للاخر بحدة ليرتعب لوهان ويجلس مكانه صامتاً. سيهون حدق به لينظر للامام ويردف بحدة:
لوهان
اخرج من سيارتي حالاً
توسعت عينيّ لوهان لينظر للاخر بعينين مدمعتين ويمسك بكتفه قائلاً بأرتجاف:
سيـ... سيهون
انا لم اقـ....
اسمي هو المحقق اوه... سيهون
الافضل ان تناديني هكذا
اخرج من السيارة الان
اخرج!!
سيهون صرخ بنهاية كلامه بعدما ابعد يد لوهان عنه. الغزال لم يصدق ما سمعته أذناه ليذرف دموعه بقوة وشهقاته تملأ السيارة في حين ان المحقق لم يرف له جفن وكرر بهسهسة:
اخرج!
لوهان فتح باب السيارة متمنياً من الاخر ان يسحبه من يده ويدفنه بين احضانه الدافئة كما في السابق. لكن توقعاته واماله خابت حينما اغلق باب السيارة وقد كان قد اصبح خارجها بالفعل، والمحقق بالفعل حرك سيارته تاركاً الاخر في منتصف الشارع يصارع برودة الجو وبرودة قلبه بألم يفتك بدواخله ويمزقها بصمت. هو انهار بالبكاء وحيداً لا احد في المكان ولا ضوء او صوت سيارة تمر وتذهب سوى صوت سيهون وهو يصرخ ب'اخرج!' يتردد بعقله
ما الذي فعلته؟ ما الذي فعلته؟
ما الذي قلته بحق الاله؟ ماذا فعلت؟
لقد دمرت كل شيء. كل شيء
كل هذا بسببي انا فقط. بسببي انا ولا احد غيري
—
الشمس غرُبت وحلَّ الليل وبعد ساعات اشرقت الشمس مجدداً لتشع اشعتها الدافئة على بنايات مدينة سيول وشعبها تبلغهم بميعاد عملهم. لوهان نهض بهدوء ليغسل وجهه ويبدل ملابسه. على من يكذب يا ترى؟ هو لم يذُق طعم النوم ابداً هذه الليلة. كل ما فكر به هو سيهون وسيهون ثم سيهون والمزيد من سيهون. هو خرج من منزله متجهاً الى متجره في حين ان اشعة الشمس ترسل دفئها الى لوهان العابس. هو فكر ان دفأ الشمس هذا لا يستطيع تدفئة قلبه المجمد وروحه الباردة. سيهون.. سيهون هو الوحيد الذي يستطيع ذلك.
هو ابتسم حينما ذكرياته الجميلة مع سيهون مرت كشريط من حياته الجميلة. تنهد حينما وصل الى متجره لكنه شعر بالدنيا تدور في رأسه حينما شاهد شريطاً يحيط بمتجره.. شريط مكتوب عليه وبخط عريض وواضح كلمة "محجوز" هو حدق بهذا الشريط برعب في حين ان قلبه بدأ الخفقان بقوة. لم يشعر سوى بشخص يحركه بقوة من كتفه. هو نظر ليساره ليجد شرطياً يقف امامه ليردف:
انت شياو لوهان؟
لوهان اومأ ببطئ ليقول له الاخر بهدوء:
شياو لوهان.
انت مُتّهم بجريمة سرقة!
بأمر من المحقق اوه سيهون!!
في هذه اللحظة بالذات.. كل شيء توقف امام انظار لوهان. شعر وكأن الدنيا تحولت لسواد، لا يستطيع رؤية شيء منها سوى شخص واحد. يقف بعيداً عنه يحدق به بعيناه الحادتان. حينما ابتعدت عيناه عنه عند وضع الشرطي للاصفاد على يد لوهان، حينها فقط.. لوهان اصبح لا يرى او يسمع شيئاً سوى صوت الشرطي يصرخ:
سيد شياو!!
...د شياو!!!
...ياو!!!!


Коментарі