-١٥- البداية
لوهان. عزيزي لوهان، جميلي
استيقظ
لوهان سمع صوتاً يناديه من بعيد. لكن الصوت بدأ بالاقتراب شيئاً فشيئاً ليستيقظ بهدوء. ومض بعينيه ليجد امامه والدة سيهون توقظه من نومه وتنادي بأسمه. هو نظر حوله ليعقد حاجبيه بينما عينيه الناعستين تتجولان في زوايا الغرفة.
بُني الجميل، الفطور جاهز. وسيهون ينتظر كلانا بالفعل. هيا جميلي.
هو اومأ بصمت لتبتسم المرأة وتخرج من الغرفة. لوهان استقام في حين انه مازال يتلفت يميناً وشمالاً. اتجه الى النافذة ليفتحها بهدوء وينظر للشمس الساطعة التي تنشر اشعتها على وجهه لتشرقه وتضيء خصلات شعره الذهبية وتجعل عينيه تبدو كالجواهر النفيسة. هو نظر حول الحديقة الكبيرة التي امامه ليشاهد المارة بهدوء ويبتسم للطيور المحلقة بوِد. هو تسائل في داخله بحيرة:
هل كل ما حصل مسبقاً كان حلماً؟
أيعقل انني لم أُخطف ولم يحصل لي اياً مما ظننت انه حصل؟
هل ذلك معقول؟
صوت سيهون دوى في اذنه صارخاً منادياً بأسمه ليجيب الاخر صارخاً ببحة صوته إثر استيقاظه منذ قليل:
قادم!!
هو اخذ نظرة صغيرة من النافذة مجدداً ليبتسم ويغلقها ويتجه الى خارج الغرفة. توجه بخطواته للحمام ليدخله ويقف امام المغسلة. هو فتح الصنبور لينساب مجرى الماء امامه وينظر به متأملاً. قطب حاجبيه قليلا ليهز رأسه لليمين واليسار مبعداً تلك الافكار التي انسابت لعقله كما انسياب المياه من الصنبور. هو انحنى ليأخذ الماء بكلا كفيه المجتمعان بجانب بعضهما ليرميه على وجهه ويبلله كله....
حينما انتهى اغلق الصنبور لينظر لنفسه بالمرآة امامه. هو قرب وجهه من المرآة متأملاً الجروح والكدمات على شفتيه ووجنتيه. عبس بصمت ليتمتم:
لم يكن حلماً اذاً!
هو زفر بهدوء ليسحب المنشفة اليه ينشف كامل وجهه وشعره الامامي ورقبته المبللتان. هو خرج من الحمام لينزل بساقيه النحيفتان الى حيث المطبخ وغرفة المعيشة. دخل المطبخ ليجد والدة سيهون وسيهون جالسان على المائدة التي كان قد وضع عليها ثلاث مقاعد لثلاث اطباق تحمل اربع قطع من اللحم المقدد وبيضة مقلية كما ويوجد بجانب كل طبق كأس زجاجي من عصير البرتقال الطبيعي.
هو ابتسم لهم ليحييهم ويجلس في مقعده امام سيهون. هو حدق بسيهون الذي كان يلتهم ما بطبقه بهدوء. اتصال اعين حصل بينهما في حين ان سيهون كان يحرك فمه يُقطّع وينهش الطعام داخله. صاحب الفك الحاد نظر لصاحب العينان الناعستان ليسأل:
لوهان هيونغ
لما لا تتناول طعامك؟
لوهان نظر الى طعامه ليسحب الشوكة والسكين ويبدأ بالاكل. سيهون ووالدته تبادلا الانظار ليعيدا النظر الى لوهان بصمت.
-
نحن خارجان!
ابتسمت الام لهما لتغلق الباب بعدما خرج الفتيان. سيهون ولوهان اتجها الى سيارة الاصغر في حين انه بالفعل يعبث بالمفتاح بين اصابعه. هما ركبا السيارة بجانب بعضهما ليشغل سيهون المحرك ويقود الى مخبز الهيونغ خاصته.
لوهان الصامت كان ينظر من خلال النافذة الى الاماكن التي تذهب بسرعة بسبب سرعة السيارة. هو كان شارد الذهن يفكر بما حصل له مسبقاً وذلك آلم له رأسه.
سيهون استمر بالنظر اليه واعادة نظره للطريق ليزفر بتعب ويحرك يده اليمنى بهدوء الى حيث يد لوهان اليسرى بجانبه. هو فرق اصابعه لتستولي على الفراغات بين اصابع لوهان. لوهان رمش بتفاجئ ليدير رأسه محدقاً بسيهون ويده التي بالفعل كانت قد تم الاستيلاء عليها تماما.
سيهون اخذ نفساً عميقاً ليخرج لسانه لاعقاً شفاهه السفلية مبللاً اياها لكي لا تجف كثيراً. هو تحدث بينما ينظر للطريق امامه:
لوهان هيونغ....
ثانية.. اثنان.. ثلاث.. ثوان.. دقائق. سيهون التزم الصمت المفاجئ بينما كان يتحدث. لوهان حدق به منتظراً اكمال كلامه. في حين ان سيهون تنهد حينما وجد انهما وصلا بالفعل لمتجر الاخر. هو ترك يد لوهان وفتح الباب وخرج من السيارة. بسرعة اتجه الى باب الاخر ليفتحه له مبتسماً. لوهان كان ينظر له بأستغراب من افعاله. هو خرج من السيارة ليتجه الى المتجر. فتحه ليدخل اليه بهدوء، هو وجد ان الكهرباء غير مطفئة. الكعكات بأفضل حالها كما هو الحال مع المكسرات والحلويات الاخرى. هو التفت حينما شعر بسيهون خلفه. نظر اليه ليسأل:
ألن تذهب لعملك؟؟
سيهون ابتسم بحنية ليجيب:
وهل يصح الذهاب للعمل دون كوب من شاي الماسالا من صنع يدك؟
لوهان ابتسم بهدوء ليتجه للغرفة الصغيرة في المتجر. هو لم يشعر سوى بكتفه يُسحب ليلتفت ويقع ضحية ذلك الصدر الواسع تقيده تلك اليدان التي ضمته لصدره بقوة. سيهون دفن وجهه في عنق الاخر ليردف:
لوهان...
هو نادى بذلك فحسب ليجيب الاكبر:
نعم
سيهون ابتعد عنه ليواجه وجهه رافعاً يده جاعلاً كفه الكبيرة الدافئة تستقر على وجنة الاخر الصغيرة الباردة. هو ابتسم وعينيه وملامح وجهه بالكامل تشع بألم، ألم كبير يشعر به يقطع دواخله وينهش اعضائه ويكسر عظامه. لوهان تفاجئ من ملامح الاخر ليسأل بقلق:
سيهون. ما الا...
لوهان
سيهون تمتم بألم ليتنهد ويكمل:
ارجوك لوهان. توقف عن ذلك. اعلم ان ذلك سبب لك صدمة. لكنك تعذبني كثيرا بأفعالك. لم تعد المرح المتفائل كما كنت مسبقاً. كأنك تمشي وتتحدث بلا روح
هو سحب لوهان مجدداً لأحضانه ليكمل بألم:
ارجوك لوهان
عد الي كما كنت. اشتقت اليك
سيهون بالفعل كان يذرف الدموع بيأس في حين ان لوهان كان ينظر للسماء مفكراً بكم كان ذلك مؤلماً له، كم كان ذلك اليوم مؤلماً له حينما اخبره تشين هوا انه السبب بمقتل قريبته. هو اقتنع انه قاتل منذ ذلك اليوم وانه لا يستحق سيهون العادل البريء من اي تهمة. هو بدأ بالبكاء كما يفعل الاخر. كلاهما يبكيان بصمت طويل.
سيهون تنهد ليبعد لوهان عنه بهدوء يرفع كلا كفيه ليحيط وجنتي لوهان بينهما ويمسح دموعه بأبهاميه ليردف:
هل ستعود كما كنت لوهان؟
لوهان نظر الى نظرات الاخر الحزينة المتألقة بفعل المياه المالحة المتجمعة فيها. هو تنهد بداخله ليبتسم امام سيهون قائلاً:
سأفكر بذلك سيهون
سيهون ابتسم برضى ليقهقه لوهان ويقول:
ايها الوقح اوه سيهون كيف تجرؤ على مناداتي بلوهان فقط ها؟ ألست هيونغك؟
قهقه سيهون ليقول:
اشعر انه لا بأس بذلك
انا عطش
اشتقت للماسالا
هههههه
سأحضره
انتظرني سيهوناه
اجل.. انتظرني سيهون.
لكن ان لم اعد لك كما تريد، فأذهب واتركني.
لأنه حينها سيكون العالم قد اثبت لي انني لا استحقك.


استيقظ
لوهان سمع صوتاً يناديه من بعيد. لكن الصوت بدأ بالاقتراب شيئاً فشيئاً ليستيقظ بهدوء. ومض بعينيه ليجد امامه والدة سيهون توقظه من نومه وتنادي بأسمه. هو نظر حوله ليعقد حاجبيه بينما عينيه الناعستين تتجولان في زوايا الغرفة.
بُني الجميل، الفطور جاهز. وسيهون ينتظر كلانا بالفعل. هيا جميلي.
هو اومأ بصمت لتبتسم المرأة وتخرج من الغرفة. لوهان استقام في حين انه مازال يتلفت يميناً وشمالاً. اتجه الى النافذة ليفتحها بهدوء وينظر للشمس الساطعة التي تنشر اشعتها على وجهه لتشرقه وتضيء خصلات شعره الذهبية وتجعل عينيه تبدو كالجواهر النفيسة. هو نظر حول الحديقة الكبيرة التي امامه ليشاهد المارة بهدوء ويبتسم للطيور المحلقة بوِد. هو تسائل في داخله بحيرة:
هل كل ما حصل مسبقاً كان حلماً؟
أيعقل انني لم أُخطف ولم يحصل لي اياً مما ظننت انه حصل؟
هل ذلك معقول؟
صوت سيهون دوى في اذنه صارخاً منادياً بأسمه ليجيب الاخر صارخاً ببحة صوته إثر استيقاظه منذ قليل:
قادم!!
هو اخذ نظرة صغيرة من النافذة مجدداً ليبتسم ويغلقها ويتجه الى خارج الغرفة. توجه بخطواته للحمام ليدخله ويقف امام المغسلة. هو فتح الصنبور لينساب مجرى الماء امامه وينظر به متأملاً. قطب حاجبيه قليلا ليهز رأسه لليمين واليسار مبعداً تلك الافكار التي انسابت لعقله كما انسياب المياه من الصنبور. هو انحنى ليأخذ الماء بكلا كفيه المجتمعان بجانب بعضهما ليرميه على وجهه ويبلله كله....
حينما انتهى اغلق الصنبور لينظر لنفسه بالمرآة امامه. هو قرب وجهه من المرآة متأملاً الجروح والكدمات على شفتيه ووجنتيه. عبس بصمت ليتمتم:
لم يكن حلماً اذاً!
هو زفر بهدوء ليسحب المنشفة اليه ينشف كامل وجهه وشعره الامامي ورقبته المبللتان. هو خرج من الحمام لينزل بساقيه النحيفتان الى حيث المطبخ وغرفة المعيشة. دخل المطبخ ليجد والدة سيهون وسيهون جالسان على المائدة التي كان قد وضع عليها ثلاث مقاعد لثلاث اطباق تحمل اربع قطع من اللحم المقدد وبيضة مقلية كما ويوجد بجانب كل طبق كأس زجاجي من عصير البرتقال الطبيعي.
هو ابتسم لهم ليحييهم ويجلس في مقعده امام سيهون. هو حدق بسيهون الذي كان يلتهم ما بطبقه بهدوء. اتصال اعين حصل بينهما في حين ان سيهون كان يحرك فمه يُقطّع وينهش الطعام داخله. صاحب الفك الحاد نظر لصاحب العينان الناعستان ليسأل:
لوهان هيونغ
لما لا تتناول طعامك؟
لوهان نظر الى طعامه ليسحب الشوكة والسكين ويبدأ بالاكل. سيهون ووالدته تبادلا الانظار ليعيدا النظر الى لوهان بصمت.
-
نحن خارجان!
ابتسمت الام لهما لتغلق الباب بعدما خرج الفتيان. سيهون ولوهان اتجها الى سيارة الاصغر في حين انه بالفعل يعبث بالمفتاح بين اصابعه. هما ركبا السيارة بجانب بعضهما ليشغل سيهون المحرك ويقود الى مخبز الهيونغ خاصته.
لوهان الصامت كان ينظر من خلال النافذة الى الاماكن التي تذهب بسرعة بسبب سرعة السيارة. هو كان شارد الذهن يفكر بما حصل له مسبقاً وذلك آلم له رأسه.
سيهون استمر بالنظر اليه واعادة نظره للطريق ليزفر بتعب ويحرك يده اليمنى بهدوء الى حيث يد لوهان اليسرى بجانبه. هو فرق اصابعه لتستولي على الفراغات بين اصابع لوهان. لوهان رمش بتفاجئ ليدير رأسه محدقاً بسيهون ويده التي بالفعل كانت قد تم الاستيلاء عليها تماما.
سيهون اخذ نفساً عميقاً ليخرج لسانه لاعقاً شفاهه السفلية مبللاً اياها لكي لا تجف كثيراً. هو تحدث بينما ينظر للطريق امامه:
لوهان هيونغ....
ثانية.. اثنان.. ثلاث.. ثوان.. دقائق. سيهون التزم الصمت المفاجئ بينما كان يتحدث. لوهان حدق به منتظراً اكمال كلامه. في حين ان سيهون تنهد حينما وجد انهما وصلا بالفعل لمتجر الاخر. هو ترك يد لوهان وفتح الباب وخرج من السيارة. بسرعة اتجه الى باب الاخر ليفتحه له مبتسماً. لوهان كان ينظر له بأستغراب من افعاله. هو خرج من السيارة ليتجه الى المتجر. فتحه ليدخل اليه بهدوء، هو وجد ان الكهرباء غير مطفئة. الكعكات بأفضل حالها كما هو الحال مع المكسرات والحلويات الاخرى. هو التفت حينما شعر بسيهون خلفه. نظر اليه ليسأل:
ألن تذهب لعملك؟؟
سيهون ابتسم بحنية ليجيب:
وهل يصح الذهاب للعمل دون كوب من شاي الماسالا من صنع يدك؟
لوهان ابتسم بهدوء ليتجه للغرفة الصغيرة في المتجر. هو لم يشعر سوى بكتفه يُسحب ليلتفت ويقع ضحية ذلك الصدر الواسع تقيده تلك اليدان التي ضمته لصدره بقوة. سيهون دفن وجهه في عنق الاخر ليردف:
لوهان...
هو نادى بذلك فحسب ليجيب الاكبر:
نعم
سيهون ابتعد عنه ليواجه وجهه رافعاً يده جاعلاً كفه الكبيرة الدافئة تستقر على وجنة الاخر الصغيرة الباردة. هو ابتسم وعينيه وملامح وجهه بالكامل تشع بألم، ألم كبير يشعر به يقطع دواخله وينهش اعضائه ويكسر عظامه. لوهان تفاجئ من ملامح الاخر ليسأل بقلق:
سيهون. ما الا...
لوهان
سيهون تمتم بألم ليتنهد ويكمل:
ارجوك لوهان. توقف عن ذلك. اعلم ان ذلك سبب لك صدمة. لكنك تعذبني كثيرا بأفعالك. لم تعد المرح المتفائل كما كنت مسبقاً. كأنك تمشي وتتحدث بلا روح
هو سحب لوهان مجدداً لأحضانه ليكمل بألم:
ارجوك لوهان
عد الي كما كنت. اشتقت اليك
سيهون بالفعل كان يذرف الدموع بيأس في حين ان لوهان كان ينظر للسماء مفكراً بكم كان ذلك مؤلماً له، كم كان ذلك اليوم مؤلماً له حينما اخبره تشين هوا انه السبب بمقتل قريبته. هو اقتنع انه قاتل منذ ذلك اليوم وانه لا يستحق سيهون العادل البريء من اي تهمة. هو بدأ بالبكاء كما يفعل الاخر. كلاهما يبكيان بصمت طويل.
سيهون تنهد ليبعد لوهان عنه بهدوء يرفع كلا كفيه ليحيط وجنتي لوهان بينهما ويمسح دموعه بأبهاميه ليردف:
هل ستعود كما كنت لوهان؟
لوهان نظر الى نظرات الاخر الحزينة المتألقة بفعل المياه المالحة المتجمعة فيها. هو تنهد بداخله ليبتسم امام سيهون قائلاً:
سأفكر بذلك سيهون
سيهون ابتسم برضى ليقهقه لوهان ويقول:
ايها الوقح اوه سيهون كيف تجرؤ على مناداتي بلوهان فقط ها؟ ألست هيونغك؟
قهقه سيهون ليقول:
اشعر انه لا بأس بذلك
انا عطش
اشتقت للماسالا
هههههه
سأحضره
انتظرني سيهوناه
اجل.. انتظرني سيهون.
لكن ان لم اعد لك كما تريد، فأذهب واتركني.
لأنه حينها سيكون العالم قد اثبت لي انني لا استحقك.


Коментарі