الحلم المتحقق
تنظر بتمعن الى سقف حجرتها، كان حلماً جميل ولكن لم يسعها التحرّك داخله، أرادت التحرّك للمس من يقبلها، كانت شفتاه على خدها ناعمةً، ينزل ببطء ليصل الى رقبتها، كم تمنّت لو استطاعت لمسه أكثر، لكن لم تستطع.
دقّات قلبها كانت مسموعة، ألم خفيف في صدرها يصرخ "أكثر، أريد أكثر"
كان ناعماً، دافئاً، مليء بالمشاعر الجديدة الجميلة والمخيفة، تعلم أنّه حلم مع ذلك أرادت الشعور به أكثر.
استيقظت بعد عناء من المحاولات الفاشلة بالتحرك ولمسه، هذا كان ردّه، الاستيقاظ، فمثل هذه المشاعر غير موجودة إلا بالأحلام.
نهضت من السّرير لتبدأ يومها عند السّاعة الخامسة صباحاً، تغسل وجهها تلبس ثيابها وتخرج تهرول، لاتريد تذكّر أيّاً من أحلامها.
السّاعة الواحدة ظهراً ولم يغب ذاك الطّيف عن بالها، هل ستراه يوماً؟ هل ستشعر به يوماً؟
تمام السّاعة الرّابعة مساءً تعود الى المنزل حاملة أكياس كانت قد اشترتها، تحوي ما يلزمها من السّوق القريب من المنزل، تحضّر العشاء كما اعتادت كلّ يوم في مطبخ المنزل، ثم تجلس لتأكل مع مشاهدة إحدى حلقات مسلسلها المفضل
تسمع صوت جرس المنزل يرنّ ويرنّ دون توقف، تقف وترى إحدى أصدقائها القدامى من خلال العين السّاحرة
تفتح له الباب ويتحدّثان قليلاً، بعدها يعطيها شيء ما ويذهب في سبيله، في هذه الأثناء كان هناك شخص ينتظر ليس ببعيد يسمع مايدور من حديث بينهما
بعد ذهاب الصّديق يُغلَق الباب ويقرر أنه سيفعل ماقرره الليلة
رنّ الجرس بنفس طريقة الصديق ففتحت الفتاة الباب دون النّظر لاعتقادها بأنه ذات الصديق، يُدخِل الغريب الفتاة الى الداخل ويغلق الباب من خلفه، تنظر الفتاة بريبة وخوف الى الغريب الذي قام باقتحام المنزل منذ ثوانٍ، هيئته الخارجيّة تشبه إلى حدّ كبير ذاك الذي كان في أحلامها صباحاً، هل يعقل تحقق الحلم؟
-أتستطيعين وضع العطر؟
+ماذا؟
-العطر الذي تضعينه دائماً، ضعي منه الآن
+حسناً ولكن من أنت؟
-لا تكثري من الأسئلة، اذهبي وضعي العطر
يرفع صوته عالياً لتفزع الفتاة وتذهب مسرعة الى الداخل، يقوم بلحاقها والتأكيد على وضعها للعطر
ترشّ العطر على نفسها ثم تضع زجاجة العطر على الطّاولة، تلاحظ الفتاة هدوء الغريب بعد شمّه لرائحة العطر لذا تحاول معرفة من هو وتفكّر بطريقة للهرب منه وتسليمه للشرطة
-من أنت؟
+أنا ماهر، رائحة عطرك جميلة، ضعيها دائماً حسناً؟
يقول بابتسامة وفي عينيه لمعة هادئة
-من أين جئت ماهر؟
+من هناك، كانوا يخدّروني ويحقنوني بمواد لا أعلم ماهي، وأنام دائماً
يتكلم ويحاول أن يظلّ هادئاً ثم ينظر مرة أخرى للفتاة ويقول: الرّائحة اختفت، ضعي مرة أخرى
تومئ بالإيجاب وتضع المزيد من العطر، ولكن هذه المرّة تمسك الزجاجة بيدها طوال الوقت، فجأة يمسكها الغريب ويقترب يحاول شمّ العطر عنها مباشرة
-رائحة العطر جميلة، ما اسمها؟
+إنها زهرة النّرجس
تتكلم وتحاول إخفاء خوفها وتردد صوتها
-جميلة.
ويبتسم مرة أخرى بهدوء ثم يقبل أماكن وضعها لرشات العطر، تشعر بذات المشاعر الرقيقة المخيفة التي كانت داخل الحلم ولكنها الآن خائفة من هذه المشاعر ولم تعد تريدها، الألم يزداد داخل صدرها مع كل نفس تتنفسه تريد الخلاص فقط، ندمت على تمنيها تحقق هذا الحلم بالذات لم تعد تريده
تلمح الهاتف الذي وضعته قريباً من غرفة النّوم وتُقرر الوصول إليه، وضعت كلّ شجاعتها صوت عينيها وبدأت بالتنفيذ
الغريب لا يشعر طالما توجد رائحة العطر لذا وضعت رشة أخرى ثم أمسكته تحاول تحريكه معها ولكن في ذات الوقت لاتريد إشعاره بشيء خاطئ
-لا تتحركي
+آسفة، يمكنك التّمسك بي، أحتاج التحرك خطوتين فقط
الغريب كان خارجاً من مشفى الأمراض العقلية لذا فهو كالطّفل الصغير في تفكيره، تصل الى الهاتف وتتصل بصديقها سابق الذكر ثم تبدأ بالكلام
-ماهر هل أنت مرتاح هكذا؟
+نعم مرتاح، أريد الشّمّ فقط، رائحة طيبة
-هل كنت هناك في البناء الأبيض الكبير؟
+نعم هناك، كل شيء أبيض، وهناك إبر وأكياس معلّقة
يتكلم بخمول وكأن رائحة العطر خدّرته ثم يكمل: صديقي يلعبون معه لعبة الصّاعقة أما أنا فلا
تُكمل حديثها معه ويقوم صديقها بالاتصال بالمشفى والشّرطة، نصف ساعة مرّت الى حين وصولهم مريحين الفتاة من شخص غريب يحتاج لعلاج
بعد ذهابهم تمسك بزجاجة العطر وترميها في القمامة، ثم تقع منهكة على الأرض
-شكراً للمساعدة
+على الرّحب والسّعة، كان أداؤكِ جيداً
-شكراً فأنا ممثّلة بارعة في مثل هذه المواقف، لن أتمنى حدوث شيء طيلة حياتي والله شاهد
دقّات قلبها كانت مسموعة، ألم خفيف في صدرها يصرخ "أكثر، أريد أكثر"
كان ناعماً، دافئاً، مليء بالمشاعر الجديدة الجميلة والمخيفة، تعلم أنّه حلم مع ذلك أرادت الشعور به أكثر.
استيقظت بعد عناء من المحاولات الفاشلة بالتحرك ولمسه، هذا كان ردّه، الاستيقاظ، فمثل هذه المشاعر غير موجودة إلا بالأحلام.
نهضت من السّرير لتبدأ يومها عند السّاعة الخامسة صباحاً، تغسل وجهها تلبس ثيابها وتخرج تهرول، لاتريد تذكّر أيّاً من أحلامها.
السّاعة الواحدة ظهراً ولم يغب ذاك الطّيف عن بالها، هل ستراه يوماً؟ هل ستشعر به يوماً؟
تمام السّاعة الرّابعة مساءً تعود الى المنزل حاملة أكياس كانت قد اشترتها، تحوي ما يلزمها من السّوق القريب من المنزل، تحضّر العشاء كما اعتادت كلّ يوم في مطبخ المنزل، ثم تجلس لتأكل مع مشاهدة إحدى حلقات مسلسلها المفضل
تسمع صوت جرس المنزل يرنّ ويرنّ دون توقف، تقف وترى إحدى أصدقائها القدامى من خلال العين السّاحرة
تفتح له الباب ويتحدّثان قليلاً، بعدها يعطيها شيء ما ويذهب في سبيله، في هذه الأثناء كان هناك شخص ينتظر ليس ببعيد يسمع مايدور من حديث بينهما
بعد ذهاب الصّديق يُغلَق الباب ويقرر أنه سيفعل ماقرره الليلة
رنّ الجرس بنفس طريقة الصديق ففتحت الفتاة الباب دون النّظر لاعتقادها بأنه ذات الصديق، يُدخِل الغريب الفتاة الى الداخل ويغلق الباب من خلفه، تنظر الفتاة بريبة وخوف الى الغريب الذي قام باقتحام المنزل منذ ثوانٍ، هيئته الخارجيّة تشبه إلى حدّ كبير ذاك الذي كان في أحلامها صباحاً، هل يعقل تحقق الحلم؟
-أتستطيعين وضع العطر؟
+ماذا؟
-العطر الذي تضعينه دائماً، ضعي منه الآن
+حسناً ولكن من أنت؟
-لا تكثري من الأسئلة، اذهبي وضعي العطر
يرفع صوته عالياً لتفزع الفتاة وتذهب مسرعة الى الداخل، يقوم بلحاقها والتأكيد على وضعها للعطر
ترشّ العطر على نفسها ثم تضع زجاجة العطر على الطّاولة، تلاحظ الفتاة هدوء الغريب بعد شمّه لرائحة العطر لذا تحاول معرفة من هو وتفكّر بطريقة للهرب منه وتسليمه للشرطة
-من أنت؟
+أنا ماهر، رائحة عطرك جميلة، ضعيها دائماً حسناً؟
يقول بابتسامة وفي عينيه لمعة هادئة
-من أين جئت ماهر؟
+من هناك، كانوا يخدّروني ويحقنوني بمواد لا أعلم ماهي، وأنام دائماً
يتكلم ويحاول أن يظلّ هادئاً ثم ينظر مرة أخرى للفتاة ويقول: الرّائحة اختفت، ضعي مرة أخرى
تومئ بالإيجاب وتضع المزيد من العطر، ولكن هذه المرّة تمسك الزجاجة بيدها طوال الوقت، فجأة يمسكها الغريب ويقترب يحاول شمّ العطر عنها مباشرة
-رائحة العطر جميلة، ما اسمها؟
+إنها زهرة النّرجس
تتكلم وتحاول إخفاء خوفها وتردد صوتها
-جميلة.
ويبتسم مرة أخرى بهدوء ثم يقبل أماكن وضعها لرشات العطر، تشعر بذات المشاعر الرقيقة المخيفة التي كانت داخل الحلم ولكنها الآن خائفة من هذه المشاعر ولم تعد تريدها، الألم يزداد داخل صدرها مع كل نفس تتنفسه تريد الخلاص فقط، ندمت على تمنيها تحقق هذا الحلم بالذات لم تعد تريده
تلمح الهاتف الذي وضعته قريباً من غرفة النّوم وتُقرر الوصول إليه، وضعت كلّ شجاعتها صوت عينيها وبدأت بالتنفيذ
الغريب لا يشعر طالما توجد رائحة العطر لذا وضعت رشة أخرى ثم أمسكته تحاول تحريكه معها ولكن في ذات الوقت لاتريد إشعاره بشيء خاطئ
-لا تتحركي
+آسفة، يمكنك التّمسك بي، أحتاج التحرك خطوتين فقط
الغريب كان خارجاً من مشفى الأمراض العقلية لذا فهو كالطّفل الصغير في تفكيره، تصل الى الهاتف وتتصل بصديقها سابق الذكر ثم تبدأ بالكلام
-ماهر هل أنت مرتاح هكذا؟
+نعم مرتاح، أريد الشّمّ فقط، رائحة طيبة
-هل كنت هناك في البناء الأبيض الكبير؟
+نعم هناك، كل شيء أبيض، وهناك إبر وأكياس معلّقة
يتكلم بخمول وكأن رائحة العطر خدّرته ثم يكمل: صديقي يلعبون معه لعبة الصّاعقة أما أنا فلا
تُكمل حديثها معه ويقوم صديقها بالاتصال بالمشفى والشّرطة، نصف ساعة مرّت الى حين وصولهم مريحين الفتاة من شخص غريب يحتاج لعلاج
بعد ذهابهم تمسك بزجاجة العطر وترميها في القمامة، ثم تقع منهكة على الأرض
-شكراً للمساعدة
+على الرّحب والسّعة، كان أداؤكِ جيداً
-شكراً فأنا ممثّلة بارعة في مثل هذه المواقف، لن أتمنى حدوث شيء طيلة حياتي والله شاهد
Коментарі