مقدمة
Chapter 1
Chapter2
Chapter3
Chapter4
Chapter5
Chapter 6
Chapter 1
دومًا ما كانت المصاعب تحتل جزء من حياة البشر، لكن لي كانت تحتل حياتي بأكملها، بكل ما تواجد يومًا من مشاعر بائسة حزينة بتلك الارض استقر بداخلي أنا، أسيل.


مرارًا وتكرارًا حاولت النهوض، لكني كنت أضعف من النجاح، أو ربما لم تواتيني الفرصه!

كنتُ ومازلتُ أتمني حياة غير حياة، بشرٌ غير هؤلاء البشر الذين قابلتهم، فقط تمنيت لو لم تكن تلك مآساتي.


تشبثتُ بفتات أمل يُسعفني ويدب الحياة بي، ثقافة جديدة بعادات وتقاليد جديدة، بمبادئ ومُثل عُليا تُطبق بالفعل، وبرغم محاولتي التي لم تتجاوز تعـلُم اللغة فقط الا أنني احاول اقناع نفسي أنه سيأتي يوم وسأكن في ليلة وضحاها بأرض تلك البلاد، كوريا.


أغلقتُ مذكرتي البائسة وارحت ظهري علي الكرسي بأسي، في عامي العشرون وجامعتي بدأت منذ اسبوع وليس بي طاقة لها، فحتي لا املك حباً لتلك الجامعة التي دخلتها قهرًا حالما آبي والدي ذهابي الي جامعة اللغات.



كنت ادرس كالمجنونة في المرحله الثانوية لاجلها، ومهما تعثرت أتخيل ذاتي بها فأنهض من جديد واعافر وحالما نِلت مجموعها، ارتطمت بتسلط والدي و اجباره لي الا اذهب الا لجامعة واحدة وهي ادارة الاعمال-تجارة-، بالطبع لن أذكر أنه كان يود أن يجعلني اكتفي بمعهد خدمة اجتماعية لمدة عامان فقط لولا نسرين و تعديه علينا، الذي جعلنا نملك ضده ما يسمح لنا علي الاقل أن نحظي بأشياء هي حق لنا.


سمعتُ صوت الباب يُفتح فإنتفضت بفزع قليلاً، مازالت كدمة أمس تظهر جلية علي معصمي، ولا اود الاحتكاك به لان النظر في وجهه يجعلني امقت اليوم الذي أتيت بالحياة اليه.


كم وددت أن أمت مع أمي، أمي التي تركت لي نقود قبل وفاتها ولكنه استطاع قبل أن تمت أن يجعلها توقع علي توكيل تام لاموالها له مستغلاً مرضها وطيبتها وهو يعدها أن كل ذلك لمصلحتي.


بالنهاية والدي لم يتزوج من امي الا لنقودها، الجميع كان يعلم ذلك حتي نسرين، زوجته الثانية بعد أمي والتي تصغره بخمسة عشر عامًا كاملين، هو في الخمسون وهي في الخامسة و الثلاثين.


ألقت شبابها عبثًا لاجل رجل ارفقنا بحي اقل من متوسط وهو يملك من النقود ما يجلب لنا بيوت كاملة فاخرة، قد ينفق علي أي شئ في الكوكب الا علينا، ولا اعلم اي ضغينة يكنها لي ليفعل بي كل ذلك الجحيم.


أغمضت عيني بآسي مجددًا حالما تذكرت مآساتي، تنهدت بالم وتوجهت ببطء وانا اتسحب علي اطراف اقدامي للسرير بعدما اطفئت الانوار حتي لايفرغ ثمالته المعتادة علي جسدي.


توقفت اعضائي عن العمل حالما سمعت صوت صراخ، لم يكلفني الامر اكثر من ثانية حتي فتحت الباب لهما، لا استطيع أن اتركها تنل شدة يده وهي فقدت من الوزن ماجعلها كالاشباح.



"الي متي ستظل هكذا؟ الي متي ستظل تبخل علي ابنتك بنقود تعليمها وتجعلها تعمل لاجل تحصيل دروسها وانت تعش حياتك بترف وتأتي ليلاً لي طالبًا بحقوق لا يحق لحيوان مثلك أن يتفوه لها!"صرخت به بنفاذ صبر وجسدها الضئيل يقف امام شموخه، كان يترنح ورغم ذلك لم يعجز أن يستمع الي حديثها الذي أكد لي أننا الليلة سنبيت بمكانين لا ثالث لهما، المغفر و المشفي.



"ايتها الفاسقة"صرخ بها ويده نزلت علي وجهها كالسوط لم استطع لحاقها ومنعه او حتي تلقيها مكانها، اندفعت له والكره في عيني يزداد له قبل قبلي.



"انظري ايتها القذرة، انا لم اتزوجكك لجمال لا تملكيه ولا حتي لترعيها ولم اطلب أن تعملي لاجلها، انا فقط تزوجتك لاجل السرير، حسنًا " هبط لمستواها يسحبها من شعرها بقسوة جعلتها تصرخ من الم كلماته قبل يده.



"ابتعد عنها، رأسها مصابة، نحن نكرهك، نمقتك، انت هو القذر وليـ... "فاض بي ادفعه عنها ولانه كان ثمل وازحته فجاه ابتعد ولمحت دماء في يده اكدت لي أنها من رأسها التي فتحها امس .



نظر لي كالثور الهائج وايقنت هنا نهايتي المحتومة لكن ما صدمني حالما تعالت ضحكاته تؤكد لي أنني سأُمزق لاطراف.


"مايحدث الان هو نتيجة تعليمك، ارأيتِ نهاية جعلي اياكِ تفهمين!"هسهس بسخرية لاذعة وهو يقترب مني جعلتني ادرك الخطر بحديثه، ليس الضرب فقط بل ما سيفعله حالما يفق، قد يمنعني من الذهاب للجامعة حتي أبد الدهر بعد كل ما فعلته وكل ما تعرضت له من ذل لاجل تعليمي انا ونسرين هو لانه والدي سيبخره من بين يدي وانا لا املك غيره.


لكنه لا يستطيع، فحتي وإن منعني الان، فبالنهاية هو يسافر، للعمل فلن يكن الامر ذو فائدة ولانني لن اسمح له.



"ابتعد، ابتعد عني، اقسم إن فعلت بي شئ لن اتنازل عن سجنك ككل مرة اقسم سأحبسك"صرخت بها بأسي وانا احاول الزحف بجسدينا للخلف وهو يتقدم لنا بإبتسامة شيطانية ارعبتني، انا فقط لا اريد أن امت ضربًا، لا اريد أن يمتلئ وجههي بالكدمات هو وجسدي انا لا اريد أكثر من أن اصبح كأي فتاة.



"تسجينيني! لقد فقدتِ عقلك تماماً"صرخ بها مترنحًا وانفاس نسرين خلفي تتعالي بتعب، انهضني عنوة ساحبًا قميصي المنزلي بعنف ويده توالت عليّ بالصفعات المؤلمة، عجزت عن العد فقط احاول تجاهل طعم الصدأ بفمي وازيحه لكن الالم آبي أن يتيح لي ذرة قوة.



"فقط حتي تصلين للسن القانوني وسألقيكِ تمامًا بعدما أحصل علي منزلي الكبير الذي ارفقته تلك الغبية بإسمك قبل وفاتها"هتف بها وهو ينظر لي بغل، اوقفني عنوة وفمي تسيل منه الدماء وتوازني انعدم فأصبحت كالدمية بين يديه، عيني ترمش بجنون حاولت فتحها، حتي القاني بعنف لاصطدم بحافة الطاولة المدببة بفخذي لاسقط.


كنت اعلم وجميعنا يعلم، أنه لايبقي عليّ سوي لذلك المنزل الضخم ،بالنهاية اجبرني حالما بلغت الثامنة عشر أن اوقع له علي توكيل له، ولست بحمقاء لادرك أنه سيجبرني عنوةً علي التنازل له حالما اصل للسن القانوني، بنهاية المطاف انا لا املك شيئا ًبالفعل.


سقطتُ ارضًا وخارت قواي انظر لنسرين التي صرخت بقوه لاجلي،حاولت بلع غصتي غير أنني لم اكن ابلع سوي دمائي وكان صراخها له اخر ماسمعته قبل أن أفقد وعيي تمامًا.



صوت تنفس بسيط بجانبي يصل لي، ضوء الشمس الخفيف جعلني اشعر تدريجيًا بحواسي، وشعرتُ بشئ مبلل يوضع علي وجههي.



فتحت عيني ببطء متألم وكل مابي مخدر تماما  من الالم،نظرت لجانبي لتلك اليد التي تربت علي شعري ولم يكن سواها،شهقت صدمة حالما استقمت ووجدتُ وجهها به كدمات متفرقة،عنقها عليها علامات،علامات اعتداء.


"ماذا فعل بكِ نسرين؟إغتصبك؟"صرخت بها بألم وانا احااول النهوض ممسكة عنقها اتفحصها ، عُنف وقذارة لا غيرهما.


"أود الموت أسيل"اجابت بتلك فتساقطت دموعي بعجز ناظرة لها دون حراك،فقط احاول التنفس ،احاول اخراس ذلك الصوت الذي بداخلي يخبرني أن بها شئ سئ وأن سكوتي عن كل ما يفعله بها قبل افعاله بي سيجعلني اندم.



"لنهرب نسرين،لنهرب"هتفت بها بهيستريا فأبتسمت بعجز واهن وهي تنظر لي تنهدت بآلم جمّ مستنده بظهرها علي سريري.



"والي من سنهرب أسيل!وجامعتك!فقط لن نجد مآوي لنا"اجابت بيأس واضح وهي تنظر لي بإبتسامة حزينة قتلتني،ذبلت كزهرة جميلة برغم أننا مازلنا في الربيع!


"سنجد حلاً لكل هذا صدقيني"هتفت بها بأمل وانا امسك يدها،نظرت لي قليلاً وتنهدت قبل أن تومئ تجاريني.



"إذهبي لمركز اللغات واحصلي علي تلك الشهادة المعتمدة،ليس ضرورياً ان تذهبي للجامعة اليوم،وإن عجزت عن الذهاب للعمل فلا بأس ايضًا " غيّرت الموضوع تمامًا وهي تفتح يدي تضع بها شيئًا أدركت انها رسوم تلك الشهادة.

نظرت لعنقها فوجدت قلادتها مختفية ، وعنقها فارغ،نظرت لي بتوتر قبل أن تمسك يدها المجروحة عنقها تغطيها.


"قمتِ ببيعها!اخر ما تمليكه من حبيبك قمتِ ببيعها"صرخت الومها وادركت جرمي حالما بكت بصمت امامي، اغمضت عيني مثلها وعانقتها بألم وانا اربت علي ظهرها.


"بعتُها كما باعني والدي له"هتفت بها من بين دموعها وهي تحاول الا تنفتح بالبكاء.


"تحملي عامًا واحدًا وسأحصل علي منزل امي وسأبيعه ومن ثم نستقل تمامًا عنه"قلتها بعزم اضحكها، وإن كان علي جثتي لن اترك له ذلك المنزل، فقط حظه أنني لم اصل لسني القانوني بعد.



"دفعتُ لكِ مصاريف الجامعة، وايضًا تكاليف درس المحاسبة، لم يتبقي نقود للباقي"هتفت بها بحرج وهي تتجنب النظر لي، لكنها لم تدرك أنني من امت بداخلي حرجاً وانا اراها تعمل ادني الوظائف فقط لتساعدني في اعالة مصاريف تعليمي، وهي نفسُها من شجعتني حالما اخبرتها بحلمي لتعلم تلك اللغة وساعدتني بالنقود لتعلم الانجليزية ايضًا.


ولو أن امي كانت حية وبمثل تلك ظروف لما فعلت لي مثلما فعلت هي.


"سيتبقي نقود قليلة، حاولي شراء اي قميص فقد مرت مدة دون ابتياع اي شئ"ربتت علي كتفي بحنان وهي تتحدث اومئت لها بصعوبة وانا ابكي حثتني علي النهوض وكلانا ساعدت الاخري قدمي تؤلمني وكل جسدي، كدت ادخل الحمام غير أنها اوقفتني من معمصي ناظرة لي برجاء.

"إياكِ وأن تكوني مثلي، أسيل، ابدًا"



*********


Seoul -south Korea
(سيول عاصمة كوريا الجنوبية. )

يميناً  و يساراً، يمينًا ويساراً بجنون كان كاي يجوب المكتب الفخم بعدم تصديق،وامامه وكأن شيئاً لم يكن يجلس بيكهيون يتجاهل افعال النساء خاصته وهو يتابع اوراقه بتركيز جمّ.



"لقد فقدت عقلك بيكهيون، فقدته تمامًا، شهران ،شهران كاملان تحاول مجموعتنا التعاقد مع السيد كيم لتأتي أنت وتفسد الامر تماماً"صرخ بها كاي بنفاذ صبر حالما وجد بيكهيون لا يعيره اهتمامًا حتي، كليهما كان ببذل رسمية، شعر كاي البُني مرفوع بعناية تعطيه هيبه رسمية ارفقها بالوحل بعدما القي برابطة عنقه ارضًا في نهاية جملته الحانقة.



"واذًا!"تسائل بيكهيون مهمهًا له بعدم اهتمام وحتي يُكمِل لوحة البرود التي افقدت كاي عقله، رفع كوب القهوة يشرب منه ببطئ قبل أن يعود مجددًا للعمل.


"وإذًا !! واذًا سنفلس عزيزي واذاً سنتشرد عزيزي واذًا لن نتمكن من ايجاد طعام حتي واذًا سوف نجلس علي الارصفة نتسول عزيزي واذا ً شئ أخر!"هلل كامراه بخل عليها زوجها بالنقود وهو يشوِح له بيده بإنفعال ساخر افقده صوابه.


"من البداية كان يجب ان اصبح ايدول وتكن اقصي همومي الهروب من الساسانغ المختلين"تحسر علي حاله بحنق وهو يتخيل ذاته واقفاً علي المسرح فقط اقصي اماله أن يُخرج الرقصة مثالية.



"لما تهوِل الامر؟"تسائل بيكهيون بعدم اهتمام حتي وهو يفك رابطة عنقه قليلاً تخفف عنه اختناق العمل، امسك كاي فمه مانعًا لفظ بذئ يخرج من فمه، ولكن بداخله ماسورة شتائم كانت علي شرف ذلك القذر الجالس امامه.



"لما اهول الامر؟؟ سأخبرك لما اهول الامر، اهوله لاننا استنذفنا كل وسائل المماطلة لتنفيذ مشروع الامريكين والذي شرطة الجزائي يتعين علينا بيع كل مانملك حتي ملابسنا الداخلية لسداده، ومجموعتنا وقفت من جديد بصعوبه ومازلنا نستثمر مشاريعنا ومازلنا نحتاج لتمويل يسعفنا لتلك المشاريع، وتلك الصفقة كانت ستساعدنا قليلاً لان سيادتك تآبي تنفيذ الوصيه ونحن لانجد تلك التصاميم التي ارفقتها يورا للمشروع قبل وفاتها حتي، تلك التصاميم التي لن يستطيع احد فعلها غيرها، أفهمت ايها العاهر ذو رأس الفجل"صرخ به كاي مشيرًا باصبعه علي بيكهيون بحنق وكأنه بلونة تم فرقعتها توًا.



حاول اخذ تنفسه بعد ماسورة تلك الاحاديث وهو يزفر الهواء بغضب.


"لن تُنفذ تلك الوصية وإن كان علي جثتي"ضرب بيكهيون بيد المكتب بحنق وهو يقف بغضب حاد، نظر له كاي بآسي وتنهد بإبتسامة حزينة.



"أنت تعلم أنها ميتة دماغيًا، فقط الاجهزة ما تجعلها علي قيد الحياة،اخر ما تبقي منها هي تلك الاسهم التي قامت بتوكيل بها اليك"اجابه بتلك بهدوء احاد بيكهيون وجهه عنه بغضب وهو يكور قبضته، كاد يتحدث لولا دخول سيدة ذات قوام ممشوق، احمر شفاه قاتم وجهه حاد جميل وبرغم قليل من الخطوط الدقيقة الا أن لا احد يعطيها انها في نهاية الاربعينات من عمرها.



"عودتك من امريكا لم تعلمك الرقي الذي لم توجده امك بك صحيح!"صرخت به هيسو بحنق بالغ والكره في عينيها يزداد.



"مثلما امضيتِ عمرًا بالقصور ولم تكتسبي رقيها ايضاً"ردّ عليها بوقاحة مباشرة، مزيلاً بكافة الرسميات بينهم وبصعوبه يحاول الايقتلها، لن ولم يكره احد بحياته مثلها، فمابينهما ليس مجرد نزاع علي مجموعة، بل نزاع قديم، يعود لماضي دفنه باعماقه.



"عديم الاخلاق كوالـدتـ..."كادت تصرخ به فأوقفها هو بصراخ مماثل وهو يشير علي الباب لان تخرج"للخارج هيسو، وتذكري شيئًا، أنكِ تملكين فقط ربع اسهم تلك الشركة في حين أنني املك اكثر من نصف اسهم المجموعة بأكملها، واظن رسالتي ظهرت"هدد ولم ينطق اكثر،فذلك تهديد صريح لها واهانة بعدم التدخل ابدًا ، كورت قبضتها بغل قبل أن تنظر له بتهديد مماثل.


"انا ايضًا يحق لي اخذ قرارات بتلك الشركة،مسافة وقت واستيقاظ يورا سيعيد كل شيء مكانه، سيعيدك الي مكانك وهو القاع الذي كنت به ايها الوغد"هتفت بها هي سو بحقد فتدخل كاي سريعًا حالما الجمته صدمة حديثهما، لم يعرف لاي صف ينحاذ.


"امي، لديه اسبابه ارجوكِ نحن نعمل لصالح الشركة وهو جعل المجموعة باكملها في الصدارة في وقت قياسي بعدما كنا سننهار!"تدخل كاي يحاول الحديث بإبتسامة متكلفة دون التجريح في احد لكن نظرة واحده من هيسو اخرسته.



نظرت لهما نظرة اخيرة قبل أن تنصرف تماماً من المكتب، زفر بيكهيون بكراهية عارمة وهو يتخيل بعقله قتلها بأبشع الطرق.



"هي لم تقصد، حقًا اعتـ..."حمحم كاي متدخلاً بحرج بعدما دام الصمت لوهلات، اومأ له بيكهيون وقطع حديثه "لابأس، لست ملزماً بإعتذار عن حديثها الاحمق"اردفها بيكهيون بلا مبالاة وعاد لعمله بحنق، ويالحظ الموظف الذي سيقع تحت يده اليوم وهو بتلك الحالة.



"شبااااااب"صرخت بها فتاه بدت في الخامسة والعشرين من عمرها مقتحمة مجال المكتب دون استئذان وخلفها السكرتيرة تتوسل اليها حتي لا يطردها، لم تمكث يومان ويبدو أنها لن تُكمل الثالث.



"إن جئتي لتتحدثي عن مشروع السيد كيم فخذي ذلك الاحمق وانصرفا من وجههي"استقبلها بيكهيون بصراخ لا غيره غاضب تصنمت منه المسكينه تحاول استيعاب بأي نقطة اخطأت، نظرت لكاي فهز كتفيه بجهل برئ.



"لم آتي لك يا وجه الحذاء أنت، جئت لكاي حتي نذهب لنعد اغراض سفرنا غدًا،ونناقش تفاصيل المشروع التجاري لتبدأ الشركة بالتنفيذ"نظرت له بإشمئزاز قبل أن تصرخ بحماس شاركها به كاي وهما يحركان ايديهما علي شكل امواج.



"سنذهب الي دبي والنافورة"تراقص كامرأه بخصره وهو يدور في المكتب بسعاده، ضربته جي هو علي راسه ليعد لصوابه.



"كلاً تم تصحيح الوجهة سنذهب حيث احدي عجائب الدنيا السبع، الاهرامات الثلاثة، القاهرة"انهت جي هو جملتها وهي تتصنع حركة القدماء المصريين بيديها.


قوس كاي شفتيه بإعجاب جمّ وهو يصقف بحماس، وتخيل نفسه وهو يحارب اخدي اللعنات الفرعونية القديمة بحماس ويتزوج اميرة وبلا بلا بمخيلته.



"لكن مهلاً لما تم تصحيح الوجهة!"تسائل كاي بتعجب متذكرًا، قوست شفتيها وهي تهز كتفيها بلامبالاة.


"رئيس المشروع الامارتي هو من دعانا، سمعنا أن ابنه تزوج مصرية وهو هناك، اخبرنا أنه يريد أن يناقشنا بمشروع قد يتم بمصر ايضاً، من الاساس سمعت ان هذا الرئيس من اصول مصرية، لا اعلم، صراحة انا لم اعترض فالجو هنا مختنق ولا يُحتمل" شرحت له قبل أن تنظر لبيكهيون بطرف عينيها بضيق قصدته تشير عليه وهو لم يعطيها لعنة.



"اذا كنتم انتهيتم من تلك التفاهات، جروا مؤخرتكم وللخارج "وبخهم بوقاحة تجاهلها كاي وتقدم بكل ثقة لجيهو.


"انظري يجب علينا ابتياع ذلك اولاً ، اريد أن اجرب ارتداؤه"صفق بحماس وهو يفتح هاتفه يريها صورة، بادلته جيهو الحماس قبل أن تتشنج قليلاً وهي تنظر للهاتف


"ايها الاحمق ذو مؤخرة الارنب، تلك يرتديها النساء وليس والرجال ومكانها ليس بمصر ايها الجاهل عديم المعرفة"وبخته بمبالغه وهي تفضحه، وللكارثة الصورة لم تكن سوي لفتاة بعباءة خليجية بالفعل، تخيلها عليه كارثي.



"ان كان انتهي ذلك الحديث الغبي ارحلا حتي لا تأتي ناقلة تجر اجسادكما"صاح بها بيكهيون بحنق وهو يطردهم بمنتهي الاحترام.



"متعجرف درجة اولي، هيا بنا كاي لنعبأ اغراضنا حيث الحضارة الفرعونية"شتمته وانهت جملتها بصراخ طفولي متحمس .



"جيهو، فقط ما اتفقنا عليه يتم تنفيذه، تقارير مفصلة عن كل خطوة تحدث هناك ولا شئ يتم دون علمي حتي لا تنتهي حياتك وانت لم تبلغي الثلاثين حسنًا!"هددها بلطف-من وجهة نظره فقط- فثانية وكانت ستبتلعها نيران وهمية منبثقة من عينيه .


اومأت له وسحبت ذلك الكاي الذي سبح بخياله وهو يرتدي ملابس الفراعنة وعينيه مكحلة وهو يجلس علي عرش المُلك.


"هل اثمرت نتيجة البحث تلك المرة!"تسائل حالما عاد لوعيه وخرجا من المكتب، تنهدت بيأس وذهبت الطاقة الإيجابية وحلت محلها السلبية.



"لن نجدها بين يوم وليلة ،ابحث منذ عام بالفعل لكن كالسراب، لاشئ، سئمت الامر وعلي مايبدو أنها ستظل كما هي معلقة ولن ترقد في سلام"تنهدت جي هو بيأس واضح انتقل لكاي ايصًا مازال يذكرها بوضوح،كانت اكثر من صديقة بالنسبة له،كانت كل شئ.



"اذًا هيا بنا الي مصر والاهرامات"صرخت بها مغيرة الامر ليصرخ كاي مثلها.


"امامنا اسبوع فرعوني حافل"شاركها الاحتفال قبل أن يركضا كانثي حالما سمعا صراخه.


"اقسم أنكما لن تصلحا لاي شئ ان خرجت لكما"

********

Cairo -Egypt
[القاهرة عاصمة مصر]
Asel pov.

خرجتُ من منزلي سريعًا بعدما حاولت وضع مستحضرات تجميل تخفي اثار ما فعله بي، ولحظي العثر قاربت علي الانتهاء ولا املك مالا ً حتي يجعلني ابتاع من جديد،بالنظر للامر انا لا املك مالاً لاي شئ حتي.



سِرت ببؤس في الشارع متوجهة الي مركز اللغات حتي ادفع ثمن شهادتي المعتمدة التي تثبت اتقاني للغة الكورية بعد عامان فقط من الدراسة،صراحة انا اهملت دراستي الجامعية لاجل تلك اللغة واعلم أنني سأندم كعادتي.


لا بأس حصولك علي تلك الشهادة اضافة الي جامعتك قد يفتح لكِ بابًا كبيًرا للعمل اسيل لا بأس.


حاولت اقناع نفسي،ووضعت سماعتي بأذني اشغل احدي اغانيّ المفضلة،مايصبرني قليلاً أن موعد درامتي المفضلة اليوم.


صعدت للمركز وقمت بتحية كل من اعلمهم،توجهت لمدربي كريم في غرفته ليساعدني علي تخطي اجراءات تلك الشهادة اسرع.


"من الجيد انكِ استمعتي لي وجئتِ لاجل الحصول علي الشهادة المعتمدة،تلك ستفتح لكِ ابواب عمل لا نهاية لها،فقط أنهي دراستك وسأحاول ايجاد وظيفة لكِ هنا"رحب بي بحرارة فاومئت وشكرته علي لطفه،هو من القلة الذين اوقعهم الاله في طريقي للمساعده، كان يهديني الكثير من الكتب الاضافية للغة سهلت تعليمي لها دون أن يحصل علي مال حتي،وحتي وإن طلب فلم اكن املك المال اساسًا ،فكنت اعمل بوقت اضافي لاجل توفير ثمن مجموعة الكتب الخاصة بكل مستوي.


ولولا التخفيض الذي حصلت عليه لتفوقي بالمرحلة الثانوية لما استطعت اكمال تلك الدورة من الاساس.


"متحمس لرؤيتك سيدة اعمال ناجحه"هتف بحماس يشجعني غير انه اضحكني ،سيدة اعمال وناجحه!! معًا!  لكان فعلها الالاف المتخرجين من قبلي


"اشكرك"خانني جسدي وانحنيت له، قضمت شفتي بغضب محرج وانا العن نفسي ولم يصلني سوي صوت ضحكاته.


"اللهي ًلن تتوقفي عن افعال الدرامات تلك"قهقه بتمتع جعلني اود ضربه، حاولت الابتسام بمجاملة حتي ينهي لي الاجراءات، كان هناك درجة معتمدة من السفارة الكورية نفسها برسوم اعلي بمقدار المال الذي معي بالضبط، نظرت للمال الوحيد الذي بيدي أُفكر ،كنت علي الاقل اريد شراء ملابس جديدة.



اغمضت عيني بيأس وحسمت امري، لست عارضة ازياء انا، ولا اهتم بالملابس، فقررت الحصول علي الدرجة الاعلي.


انهي الاجراءات سريعًا واخبرني أن اتي بعد يومان، ودعته وودعت من اعلمه ونزلت، كدت ارحل لولا أنني لاحظت معرض للمنتجات الكورية يباع، خانتني قدمي وتقدمت له، حتي وإن لم اشتري فلا بأس أن أُمتِع عيني.


ذهبت ووقفت امام تلك الكتب و الكراسات اللطيفة لكن سعرها لم يكن لطيفًا ابدًا بالنسبة لي، ورغم أن هناك العديد من الفتيات الذين جاؤوا ليبتاعوا اكتفيت أن القي نظرة حزن اخيرة عليهم قبل أن اتركههم.


سرت انظر للنودلز الكورية، تلك النودلز التي لم استطع شرائها منذ اول دراما لي، كلما استطعت الادخار لشئ حدث ما يجعلني انفقه في شئ اخر، وسعرها كان يجعلني اتردد بشرائها بالنهاية لن استفد بها في شئ.


لابأس سأشتري معكرونة بلادي الرخصيه تشجيعًا للانتاج، لاكن مبذرة اليوم.


حاولت تشجيع نفسي لكن انتهي الامر بالحزن مجددًا، تنهدت والقيت نظره علي العيدان التي ايضًا ثمنها لم يناسبني وخرجت، لم استطع حتي أن احضر للتجمعات، اوشراء كل شئ يعجبني، لم استطع فعل ما كان عاديًا لغيري.


خرجت من المركز برمته تاركه رغباتي وقلبي مع المعرض وسرت انظر للسماء الزرقاء قبل أن اتسائل بخفوت

"متي ستأتي يا فارسي الابيض وتجلب لي كل ما اريده؟"


ابتسمت بسخرية وجررت خيبتي معي للعمل، لابد ان اعمل حتي اتمكن من الحصول علي نقود، ولا بد أن اصب تركيزي قليلا علي دراستي، حتي استطيع ايجاد عمل، فلن تنفعني اللغتان بشئ وانا جاهله باساسيات مهنتي.


اللعنة، تحتاج الي دروس لم اكن احضرها ودروس اخري خارجيه مكلفة، رائع.


عدنا لنقطه الصفر.


تنهدت وذهبت للعمل حتي فوجئت بتغيير مواعيد العمل، وكان من حظي أن تكن تقسيمة عملي كموظفة حساب بالمطعم صباحًا، ويالحظ الرائع يتعارض كليًا مع مواعيد جامعتي التي نويت منذ ثانية ان اجتهد بها.



"سيدي، انا طالبة جامعيه لا استطيع العمل صباحًا ارجوك اود العودة للعمل مساءًا، حتي ولو لساعات إضافية"ترجيت المدير بإحترام غير ان علامات رفضه لم تتغير وهو ينظر لي بجمود.



"انظري اسيل، انا اراعي ذلك لكن تم تسليم الوظيفة المسائية لشاب غيرك، وبصعوبة ارفقتك بالصباحية حتي لا تصبحين بلا عمل، حدثت مشكلة امس وصاحب المطعم امر ان يكن معظم الطاقم المسائي من الرجال بما فيهم المحاسب"القاها في وجههي وهو يشير لي أنه يتفضل عليّ شعرت بالاهانة كعادتي من حديثه لكني بلعت غصتي، لا استطيع ترك العمل ولا املك غيره ولا راتب مثله.


"انظر قد اعمل اي شئ، حتي تنظيف الحمامات وجلي الصحون معًا لكن اتوسلك احتاج الفترة المسائية انا لا استطيع التغيب عن الجامعة"توسلته ورايت السخرية في ملامحه نظر لي واردف بإعتياد هتك عرض كبريائي.


"تلك الوظائف انت تقومين بها من الاساس كلما احتجت مزيد من النقود ما الجديد؟"تسائل وكان خلفي مجموعة من الزملاء، سمعت صوت ضحكاتهم خلفي وامسكت ذاتي بصعوبة عن الحديث او البكاء، خلعت قبعه العمل ومعها مريلتهم والقيتها في وجهه.



"لا اظن ان الحمامات فقط هي من تحتاج التنظيف، مستقيلة"انهيت جملتي بكبرياء اوجدته بصعوبة ورحلت متجنبة كافة النظرات، والان اصبحت بلا عمل ولا املك مالاً يكفيني سوي للمواصلات.


هل هناك مزيد من المصائب ايضًا أم ان الحياة اهدتني اليوم ما يكفيني.؟


لن اخبر نسرين ابدًا حتي لاتجهد نفسها بمزيد من العمل الشاق لاجلي ساتغيب غدًا عن الجامعة وساقضي يومي بحثًا عن اي وظيفة.


لا تبكي اسيل، لكرامتك وعجزك عن شراء حتي احتياجاتك الاساسية، لاتبكي لاي شئ، لابأس ستفعلين كل ماتردينه وتشترين كل ماترغبين به لكن ليس الان.


سرتُ بتثاقل للمنزل حتي وصلت، فتحت الباب ولم انادي بإسم نسرين حتي وجدتها ارضًا تحاول التنفس بصعوبة، شفتيها بيضاء وكأن الدماء انعدمت بهما وجهها شاحب شحوب كبير لم اره من قبل.


هرعت لها بعدما القيت حقيبتي ارضًا بصدمة وانا اصرخ بإسمها بفزع نظرت لي وكانت بين الوعي واللاوعي، ولم ترفع يدها لي حتي هوت يدها ارضًا.


هزتتها بهيستيريا احاول جعلها تستيقظ ،رششتها بالماء وصفعتها بخفه، حاولت حملها لكني سقط المًا من جسدي وقدمي، هرعت لهاتفي حالما وجدتها بلا حياة وتنفسها يكاد يُسمع.



جاءت الاسعاف بعد نصف ساعة كاملة، نقلوها ووضعوها بالسياره وقلبي يرتجف مثلما ترتجف يدها الساكنة البارده بين يدي، بكيت وهاتفت ابي ولم يرد ولا اظنه سيفعل فانا شبه لا اهاتفه.


وصلنا للسيارة وذهب لها طبيب يفحصها، وسط بكائي انتظرت ان تربت عليّ،اللهي انت تعلم انني لا املك غيرها، انا بمفردي وسانتهي دونها اتوسلك اللهي لاتؤذيني بها.



رايته يأمر الممرضات بشئ وبعدها اخذتها هي وممرضة اخري للخارج لمكان اخر لا اعلمه كدت اتبعهما غير أن الطبيب اوقفني.



"متي اخر مرة قامت بها بغسيل كلية!"تسائل فقط، فقط القي سؤال لكنه كان بمثابة لكنة عنيفه بمعدتي جعلت الدماء تنزف من كافة الاتجاهات.



حاولت استيعاب جملته او ايجاد لها معني اخر غير معناها الواضح، حاولت فهم مايعنيه رغم انه جليًا..


"هل هي....؟؟ "تسائلت ودموعي تساقطت بقوه وعجزت عن اكمال الجملة التي تكرم هو واكملها عني.


"فشل كلوي، مرحلة متاخره، وجسدها يظهر عليه الاعتداء الواضح، بل ويزيد من حالتها السيئة"اردفها بإستياء خاصة جزء الاعتداء وهو ينظر لي نظر لمعصمي المضمد فانزلت القميص اكثر اخفيه ومعه دموعي.



"مايحدث لها الان هو تدهور كبير في حالتها، وإن نالت جلسة الان فلن يخفف عنها شئ كبير، تحتاج الذهاب لمشفي اكبر بها وسائل احدث، وحتي يتمكنوا من مساعدتها بمتبرع بشكل اسرع"قالها بصيغة عملية لكن حديثه احتوي علي نبرة بائسة وكأنه يخبرني ان لا امل، فقط ايام تزيدها ليس اكثر.



"لا اظن أن حالتكم المادية تسمح، سأحاول بذل قصاري جهدي هنا، ان اردت اي مساعده انا في الخدمة، لكن من رآي ان تتخلصي من مصدر تلك الكدمات لكِ ولها"انهي جملته بنصيحة جاده وهو يشير علي معصمي، طأطأت رأسي بحرج وانا اومئ بشكر، رحل من وجههي فانهرت ارضًا ابكي، الي من اذهب؟ ومن اشكو ومن كنت اشكي لها دومًا في السرير متعبه.


مشفي خاص؟؟ ومن اين لي نقود تتيح لي حتي ثمن العبور امام ممرها!!

اللهي ماذا افعل، يوم الكوارث هو؟ اين الخير بكل هذا، اللهي انا سئمت، اُرهقت ولم اعد املك طاقة لمواساة نفسي.


حاولت النهوض بالم جامح والسير لها بعدما سالت احدي الممرضات ،وجدتها تجلس والحلول مغروز ببيدها بقوة، كيف لي الا الاحظ شحوبها وغثيانها و دوارها المستمر كيف لي الا افكر ولو لمره بها وبأن يكون هناك بها شيء، انا لست سوي كوالدي، مستغله لها انا بشعه.


تقدمت لها ببطئ سرعان ماركضت اليها بقوه اصارع الزمن خوفًا ان تتلاشي من بين ذراعيّ،لم اعد امن شئ بتلك الحياة التي مقتها منذ بداية وجودي بها.



"لما لم تخبريني، لما كنت تعطيني مال علاجك لاجل تفاهاتي"عاتبتها وانا اشهق، دموعي هطلت بقوة وانا ابكي، ربتت عليّ بيدها الضعيفه وهي تمسد علي راسي.



"حُلمك ليس تفاهات أسيل"خرج صوتها متحشرج بصعوبه وهي تبتسم لي، نظرت لها وبكيت بصمت وانا اهز راسي برفض.


"حلمي جعلك تهلكين لاجل فتاة والدها يسئ معاملتك"اجبت ولم تتوقف دموعي لثانية.



"كنتِ الحسنة الوحيدة التي جعلتني أتحمل تسع سنوات، كنتِ اختي التي لم احظها بها، كنتِ الوحيدة التي وجدتها بجانبي"ابتسمت في وجههي متحدثة بحنان اخفيت وجههي بين كفي ّ ابكي بقوة بعجز، لا املك شيئاً لا املك عملة واحدة تساعدنا، ماذا افعل.


"انتِ لاتستحقين كل ذلك، انت لا تستحقين أن تعيشي معي"هتفت بها الومها قبل أن الوم نفسي، ياليتها، كانت سيئة لما كان الم مرضها فتك بي.


"انظري لي اسيل"امسكت ذقني بإبتسامة وهي تكبح دموعها بضعف.


"أنتِ تستحقين كل شئ، تسحقين من لا يري بعينيه سوي أسيل، من تكن أسيل له الحياة وما فيها، تستحقين من يتشبث بكِ لا يفلتك، من يُقدس كل شئ يتعلق بأسيل"مسدت علي شعري برفق وهي تبكي بينما تتحدث بخفوت، لم اصدق حرفا ًقالته ولن افعل، كلام الدرامات تلك اعلمه جيدًا وادرك أن لا وجود له بالواقع.



"لن يوجد احد لي"هتفت بيأس نفته هي بمسح دموعي وهي تنهرني بلطف.

"كلا سيتواجد من العدم فجأة، صدقيني ستجدينه، ستجدين من ينسيكِ ذلك البؤس، انا اثق بذلك، وحينها ستخبريني أنني كنت علي حق"ابتسمت بنقاء بادلته اياها بصعوبه جاءت الممرضة تاخذها لجلسة امسكت يدها واخبرتها أنني انتظرها ووقفت خارج الغرفة ابكي، هاتفت والدي ولم اصدق انه كان يعلم.


كان يعلم وكان كل ليلة يضربها بقوة وينهيها بالاعتداء عليها! كان يعلم وكان يتركها تعمل في كل مكان ولا يهتم، كان يعلم ولم يأتيها مرة بدواء او يترك لها مال! هل هو من جنس البشر!


هل هو حتي يُصنف من طينة الانس!


اخبرني الا اتعب عقله بتلك التراهات والا ازعجه وانه لا يهتم حتي وإن تعفنت، حاولت تهديده بأمر المنزل غير أنه اخبرني أنه حتي اصل للسن القانوني واخذه ستكن هي بين التراب.


انا انتهيت.



انطفأت كل ذرة امل بداخلي والحزن تعشش بي اكثر، وددت لو ان حياتي انتهت هنا لاولد من جديد واعلم اشخاص جدد.


تغيبت عن الجامعة ليومان ابحث بهما عن اي عمل يأويني، كانت كل الوظائف بمرتب شهري واحتجت مرتبًا يوميًا علي الاقل يساعدني ولو مؤقتا ًعلي الاقل احاول شراء لها اي دواء يساندها.


لكنه كان ابهظ مما املك، وما املكه من مال ضئيل قارب علي النفاذ حتي أنني اصبحت اقتصد في طعامي اكثر مما كنت افعل.


انا فقيرة، بائسة، نحيلة، سيئة، غبية.


بكيتُ اكثر مما تنفست في هذان اليومان، نظرت لهاتفي وفكرت بييعه حتي قطع تفكيري صوت رنينه معلنًا اتصال من والدي.


كدت لا اجيب غير أنني اردت الصراخ في وجهه اُفرِغ عليه الالآمي.



"لما تتصل بنا وانت لم تاتي لرؤيتها حتي؟"صرخت ولم يصلني سوي احدي شتائمه البذيئة من نصيبي.



"اخرسي ايتها الغبية واعديها، سأحجز لها باحدي المستشفيات الخاصة"قالها فابتلعت لساني ونظفت اذني وتأكدت اربعة مرات من اسمه الذي يضئ هاتفي، لكن كما كان اسمه مسجلاً 'عديم الرحمة'.


"حقًا انت لا تخدعني صحيح؟ " تسائلت بحذر وانا احاول الا ابكي من سعادتي، شتيمة اخري من نصيبي تجاوزت عنها فهناك ما هو اهم.


"نعم، لكن نقودي لا تكفي، احتاج قرابة خمسة عشر الفًا اخرين"قالها فشهقت بقوه، الرقم الذي قاله قتلني، خمسة عشر الفًا؟؟


"كيف؟ انت تملك الكثير من النقود ًتستطيع دفعها كلها، خمسة عشر الفًا؟؟ كيف سآتي بهم!"صحت بها سريعًا غير مصدقه حتي سمعت صوت زفيره الحانق.



"استساعدين ام تتركيها تتعفن؟؟"تسائل يحسم قراراي، هتفت سريعًا حتي لا يغير رايه.


"كلا، كلا، انت فقط ارفقها بالمشفي وانا ساحاول العمل لاجل تلك النقود فقط اعطيني اسبوعان"هتفت بها بلهفة وانا ادرك ما اتفوه به، فقدت عقلي، 15 الف! من اين لي بهم؟ ذلك وان مطرت السماء.



لابأس اسيل، اهدائي، فكري فكري، وظيفة تجعلك تحصلين علي النقود في اسبوعان!!



"انظري هو اسبوع لا غيره، لن اقترض لاجلها، ساتي لاصطحبكما غدًا"افاقني صوته الحانق بغضب لاومئ كالبلهاء، فقط ينقلها وتحظي برعاية راقية.



"حسنًا اعدكـ....."حاولت الحديث غير أن صفارة انتهاء المكالمة اكدت لي أنه اغلقها في وجهي.


زفرت بغصب تجاوزته وبداخلي تعالت الرقصات وابتسمت بسعاده لاول مره، اشكرك يااللهي للحفه الرحمة التي ايقظتها بداخله اشكرك.


توجهت لها واعلمتها، نظرت لي ولم تصدق او تقتنع واخبرتني انه كاذب لكني كذبتها لاول مره واقنعتها انه لن يستفيد شيئًا بنقلها الي مشفي اخري، وانه يفعل ذلك لانني بذكائي المعتاد هددته بالمنزل، نظرت لي بقلة حيلة واومئت عانقتها بقوه وسعادتي تلاشت حالما
اخذت افكر من اين لي النقود.



وحينها جاءت لي رسالة من مركز اللغات اعلمتني هدفي!!!


*********
كااااااات!؟


رايكم بتعديل الاحداث واسلوب السرد؟ اكيد اكيد احسن من الاول، حقيقي وانا بكتب المرمطة دي كلها مش مصدقه انها اسيل والله صعبت عليا اتعودت ادلعها في البرتاات.




حقيقي عارفه انه طويل بس تقدروا تقولوا بضغط البارتات الاولي نع بعض لحد ما وصل لبارت معين وهنزل باقي الروايه عادي.



جماعه انا مبحبش اقول كده، بس ادعموني والنبي، انا زعلانه جدًا وانا بقارن بين المشاهدات بي ن الروايه القديمة والجديدة.


حسبي الله في الواتباد حسبي الله في الي حذفها.


متحكموش علي البارتات الاولي، البداية من لما يتقابلوا .


بكره هنزل واحد بردو. ❤



لخد ما خلصهم كمان اسبوع كده وبعدها ابدا في طبيب نفسي.


ادعولي بليز.. 😊😊


ياريت يعني ناخد بالنا ان البطلو عربية، قصدت انها عربية عشان نبطل جو الاسفاف الي خلانا نكره وجود اي بطلة عربية في الروايات.



مبقللس من حد وتجربتنا الاولي كلنا في الكتابه مش بتبقي بمستوي عالي، لكن، بعد كده نتعلم منقعدش نكرر في حاجات اتهرست.



متحمسة لبارتات الشيطان الوسيم النعدله اوي وطبيب نفسي جدًا..



ممكن دعم؟؟؟؟؟؟


شكرًا لكل الي قراها تاني وشكرا لكل الي هيتابعها من الاول. 💨❤
© Nori Hassan,
книга «الشيطان الوسيم||The Handsome Devil».
Коментарі
Упорядкувати
  • За популярністю
  • Спочатку нові
  • По порядку
Показати всі коментарі (29)
Ķīm Ĵäٍñä
Chapter 1
البت اسيل دي اتنفخت من اول بارت ياعيني يبنتي
Відповісти
2021-01-06 00:27:31
Подобається
Romisaa Roshdy
Chapter 1
اخيرا وصلتلها.. مكنتش بسمع عنها غير في ايام ما كنت بقرأ عالمان اللي بحلف بيها وبعشقها وكنت هموت واقرأ الشيطان الوسيم من كتر ما بتتكلمي عنها في عالمان بس كبعا ماكانش سهل اوصلها لحد ما عرفت البرنامج ده وبدأت اول تشابتر لكن.. فرحتي اني لاقيت حسابك والرواية اتلاشت بسبب اني لاقيت ان الشيطان الوسيم نفس قصة رواية تانية متخادة منها بنفس القصة والابطال والاسماء بس البنت اللي منزلة القصة كاتبة اسمك وشكر خاص ليكي عشان قصتها كلها مقتبسة من الشيطان الوسيم وطبعا انا لما شفت كده اتعفرت.. اللي هو انا مستنية اقرأ الشيطان الوسيم طول المدة دي عشان اكون قارئاها قبل كده ع شكل رواية تانية بس انا مش هوقف وهقرأ الشيطان الوسيم لان انا متأكدة ان مهاراتك في الكتابة والقصة هتختلف عنها بكتير كل الدعم ليكي يقمر استمري 💜💜
Відповісти
2021-01-29 13:24:56
Подобається
SHAHD LEFA
Chapter 1
@Romisaa Roshdy ممكن اسم الرواية الي قراتيها
Відповісти
2022-12-25 00:17:02
Подобається