العجوز الطيب
"حكاية مقتبسة"
_بتصرف_
ذات يوم مر عجوز على نهر فسمع صرخات قطة قد سقطت به. هرع لنجدتها، فمد يده محاولا الامساك بها لإخراجها لكنها خدشت يده. فسحب يده متألما ثم حاول مرة ثانية، وثالثة، ورابعة..
في ذاك الحين، مر شاب بالجوار وأخذ يلاحظ العجوز وتصرف القطة معه. فتعجب لتكرار العجوز محاولة مساعدة القطة رغم إيذائها له.
وبعد أن أنقذ المسن القطة، مضت في طريقها تجفف نفسها وهنا سأل الشاب الرجل المتقدم في العمر بنبرة استهزاء:" انت غبي، لما ساعدت ذاك الحيوان رغم قسوته ونكرانه لجميلك عليه؟"
أجابه العجوز بكل هدوء وحكمة:" القطط من طبيعتها أن لا تحب المياه وتدافع عن نفسها من الغرباء، وأنا من طبيعتي أن أساعد من يحتاج، فلم أدع طبيعتها السيئة تتغلب على طييعتي الجيدة يا ولدي؟"
فكر الشاب مليا في الكلام الذي سمعه ثم أضاف العجوز:" اليوم قد تعلمت درسا مهما يا صغيري، الناس معادن، وكما الذهب لا يصدأ، فإن طبية القلب لا يغلبها الحقد ولا البغض"
。。。。
أعلم أن واقعنا أكثر تعقيدا من خدش تسببه قطة صغيرة، لكن طيبة القلوب أثمن كنوز الدنيا ومن اتسم بها كان أرفع الناس شأنا وإن لم يعاملوه بالمثل. فكما يطفئ الماء النار، يطفئ الحب نار الحقد والكراهية.
فافتخر بطيبتك وتعامل بها مع خلق الله وسيرد لك جميلك ولو بعد حين..
~PurpY 💜~
2018-09-07 13:12:48
9
7