مقطع من نصي "حنين"
أعود بعد عشرين عاما إلى ديارك، أين حط الحنين رحاله وتفاقمت حمم الذكريات. أراك بعين ما رأت رغم ما مر عليها من بهارج الأرض سواك، عبر زجاج النوافذ المغبرة، تنتصب هناك، أمام اللوحة الأخيرة حيث تمتزج دمائي بنزف ضوئي لروحك.
أراك كما اعتدت أن أراك، صامدا صامتا مقاوما وثابتا على الحرف الأخير والوعد الذي لا يخيب.
أهم بالمضي إليك، بطرق الأبواب الموصدة على انتظار، وإيقاظ الياسمين الحزين بقدري وقدرك تحت شرفات النوافذ..
أهم بعناقك والانصهار بقلبك والرجوع إلى دفئك واعتناقك دينا وكفرا.
بعدها تخونني الحركات ويعود الصوت خائبا كالغصص، وككل السنوات العشرين التي مضت في الغياب، أعانق صورتك اليتيمة وما اجتمع في الفؤاد عبر الأيام من لهفة واشتياق.. ثم أمضي مجددا نحو الرحيل ونحو الخيانات.
12/06/2018
صبرين
2018-09-02 23:27:10
23
10