مقطع من الرسالة الثانية قبل الانتحار
يا أطلنتسي البعيدة، ويا سمرقند المدفونة في ضمير الأرض، ويا إرم ذات العماد الضائعة ويا كنعان القديمة ويا بقايا الأندلس ويا نيران كربلاء المنطفئة ويا مدينة في أقاصي الأرض أبكيها ويا وطنا جائرا يا حلما هاجرا ويا وجعا يكتسح كياني من الوريد إلى الشريان، يا كفرا، يا ظلما، يا إثما و يا جحيما أشتهي المكوث في تياره!
كم سنة ستمضي من دون أن نزرع الياسمين في حديقة بيتنا؟ من دون أن نكتب القصائد على جدراننا، من دون أن نصلي معا للنجمة السداسية والصلبان وقبلة الإسلام؟ من دون أن تصير أورورا ماسة براقة على سقفنا؟ من دون أن ينعكس المنصور في خلجانها شمسا راقصة؟ من دون أن نستلقي والسماء غطاءنا، والأرض مهد ناعم من تحتنا؟ من دون أن أنتشر كالدخان في الزوايا، وأحط مرة كالحنين في انحناءات الجسد ومرة مجازا بين الدفاتر والأنين؟ كم مرة سيخذلنا الحضور والغياب؟ كم مرة سنفترق حين يفتح الفردوس بوابته العتيقة لنا؟ كم مرة سنلتقي حين تحول بيننا كل الظروف والسبل؟
كم عمرا يلزمنا كي ندرك كل ما لا ندرك؟
وكم خيبة سنحيا، لنجلس ممزقين نحصد ما تركنا خلفنا من خسائر؟
17/03/2018
صبرين
2018-09-02 22:33:48
22
23