Вірші
لا تقطفيها
جدتي، سأقطف تلك الزهرة وأحتفظ بها لنفسي؛ فهي تروق لي كثيرًا.
- حفيدتي الغالية هدية ربي لفلذة كبدي ولي؛ فلتجلسي جواري أتحدث معكِ قليلا!
حسنًا،فلتقولي لي جنيتي الصغيرة؛ هل تقوين على العيش بنصفكِ فقط دون باقيكِ؟
- أعيش بنصفي دون باقيي! كلا، جدتي الحبيبة، وكيف أستطيع ذلك! هذا محال. لكن ما علاقة هذا بطلبي ذاك منك؟
- بل له كل العلاقة عزيزتي.
- كيف؟!
- لأخبركِ بذلك سأسألك سؤالًا يفيدك. وحين تفقهين مغزاه، لن تقطفي زهرة بعد ذلك: أتعلمين لِمَ خلقنا الله نساءً ورجالًا ولَم يكتف بأحدهما دون الاخر؟!
- لم أفكر بهذا من قبل جدتي؛ فلتقولي لي!
-ليكونا مثل تلك الزهرة المسكينة -التي تريدين شطرها بقطفها- وتلك التربة التي تحويها وتنبتها بذاك الشكل الذي سلب عقلك.
- وكيف أشطرها جدتي! بل سأستمتع بجمالها وأستنشق عبيرها!
- بل ستزهقين روحها! وما ستحصلين عليه هو بقاياها؛ فستكون قد فارقت تربتها وغذاء روحها وستحصدين ذبولها بيديك سريعًا.
- وفيمَ يتشابه هذا معنا نحن النساء والرجال إذًا؟
* آنستي المستقبلية! بل ذاك التشابه بعينه حفيدتي الفهيمة، ولن اوضح لكِ أكثر من ذلك؛ فحين يأتي الوقت الذي تتلظى فيه روحكِ بنيران الجوى تهفو إلى نضجها، سيطرق فهمك كلماتي فينضج بدوره هو الآخر.
- رحمك الله جدتي! لقد أوشكت النيران على الوصول إليّ كما أخبرتني. حفيدتك شارفت على النضوج ولم تعد تفكر بقطف الأزهار؛فلتسعدي!
_أين قلمي! هقد وجدتك.
《على يقينٍ أنا -بإذن ربي وفضله عَلَيَّ- بأنك ستهتدي إليّ، تتساءل كيف ومندهش! جَلِّيٌ هذا في عينيك ومسطور على وجهك. ولكن، اِعْلَمْ أن من أفضى بسرك لي ماهي إلا أنَّاتُك المُرْهَقَة تستنجد بي كي أكمل نقصك؛ فقد ذهب بها الأرق لمنطقة موجِعة للقلب لي خبرةٌ بمعالمها. ولنكن متعادلين؛ فلا يحزن ولايفرح أحدنا دون الآخر؛ أنا أيضا نقصي يناشدني بأن أكتمل بك؛ فقد أتعبه كونه فاقدًا للكمال. واعلم أنِّي قد هُدِيتُ إليك بتلك الساعة التي اهتديت بها أنت الآخر لي. ومنذ حلولها ودقاتها تخيطها نبضات قلبينا باتجاه واحد نحو كمالنا.
(لنصفي الآخر)
4
2
441
سيمفونية الترام
كثيرٌ مِنَّا تُطْرَبُ أذناه لسماعِ أمِ كُلثوم، وكثيرٌ آخر يُطْرَبُ لسماعِه فيروز.
مِنَّا من يٌحَّلِق لعنان السماء عند سماعه موسيقى بيتهوفن، موتسارت، وتشايكوفسكي، وآخرون يعشقون ألحان عمر خيرت.
أما أنا فيُطرِبُ أذنيّ صوتٌ من نوعٍ آخر؛ صوت ٌيجهر بشموخٍ وجسارة وَسْطَ جموعِ الناس، فيفسحُ له الطريقُ بخضوعٍ كلُ من يجوب حوله.
إنه 《صوت الترام》 ....
ذاك النادي الاجتماعي المتنقل من هنا إلى هناك لتخترق سيمفونيته ليس فقط آذان الأحياء، ولكن الجدران التي تؤويهم داخل بيوتهم حتى.
وإذا صَدرَت منك محاولة للتقرب منه والغوص بأعماقِ ملامحه، تُبصِرُ عيناك ألوانًا شتى لحياتنا هذه تحملها أرواحٌ قابعة داخله بانتظارِ محطتها القادمة.
وجوهٌ غفيرة وملامحٌ كان للزمنِ النصيبُ الأكبرُ في رسمِ معالمها.
منها ملامحٌ بريئة يافعة لم ينل منها الزمنُ شيئًا يشتهيه بعد. في ركنٍ آخر يقبع خلاف ذلك تمامًا؛ ملامح يصرخ كلُ جزءٍ منها تمسحه عيناك ببصمةٍ للزمن تركها لتكون شاهدًا عليه.
ومنهم ما بين هؤلاءِ وهؤلاء؛ مُعَلَقِينَ بين الطفولةِ والكُهُولة، مزيج ٌبطعمٍ مختلف، فيه مذاقُ المراهقةِ الشاردة يهدئ تذبذبَها نضوجُ البالغينَ القابعين أمامهم.
منهم من أحال عقلَه نارًا متوهجةً وقودُها غد وما سيحمله لهم، ومنهم من خمدت نارُهم فلم يتبق منها سوى رمادٍ يتجسدُ في شعيرات رؤوسهم.
وغير ذلك من ملامحٍ كثيرة، تُبصِرُها عيناك وينصتُ لما تحكيه قلبك، لا تكتفي هي من السرد ولا تمل أنت من الاستماع حتى يوقظك من غفوة تأملك هذه 《صوت الترام 》 ليعلن نهايتها وميلاد مشاعرٍ من نوعٍ مختلف داخلك.
تمت بحمد الله
# بدايات مغمورة
4
4
389