المُقدمة
الفصل الأول / البداية
الفصل الثاني
الفصل الثالث
الفصل الرابع
الفصل الخامس
الفصل السادس
الفصل السابع
الفصل الأول / البداية



رُبما تقودكَ صُدفة، لم تكُن لتبالي بِها، إلى واقِع لَم تَكُن لِتُفكِّر بِه.


• 






مارسيليا - فرنسا




جو هذه المدينة لطيف، أُحببتُها كثيراً، أخذتُ نفساً عميق ليتغلغل الهواء داخل رأتيّ المُمتزجَ برائحة الصّيف ومياه الميناء والذي كان على مقربة مني بعض الشيء، أشعُرُ بإنتعاشِ فائق في خلايا جسدي وكينونةَ روحي، سماعي لصوتُ الحياة في الميناء بنداءات بائعي الأسماك الطازجة لجذب المارين لكي يشترو، وهديرُ محركات السفن الخاصة بالصيد وأخرى لنقل البضائع التجارية، وقُرب الشارع التي تُسمع منهُ صوت حركة السّيّارات وأبواقها، كل هذا يجعلني أشعُر في أوصالي بنشوةِ الراحة والسكينة، على الرغم من هذا، يعتبر الأمر كضوضاء إلا أنها لم تؤثّر على جمالية المكان وسِحرِه والإمتناع عن الغرقِ بتفاصيله الجذابة، حقاً هذه المدينة أخاذة، على الأقل بالنسبة إليّ!..


لو أن لدي فائضٌ في بطاقتي المصرفية لسافرت إلى كُل مكان في هذا العالم العظيم على حداً سواء ولن أترك بقعتاً تعتبُ عليّ، فالأمر رائِع ويستحق منك أن تقوم بِإستكشاف هذه الكرة الأرضية بكل تفاصيلها حتى تفاصيلها الصغيرة جداً من طبيعتها ومساكِنها وسكانها إلى أماكنها الأثرية وإيضاً الثقافية!.




على الرغم من هذا، في ذاتَ يوم أتت فرصتي راكضة على قدميها، والتي هي رحلة عمل برفقة صديقي إلى مارسيليا الفرنسية والتي اقطنُ بِها الآن، لذا قررت أن أتغيب عن عملي بحجة المرض للذهاب معه، حسناً! ليس هذا فقط لنعتبرهُ موعِداً غراميّ!، بِالإضافة إلى الإستجمام في هذه المدينة التي لم يسنح لي الوقت بزيارتها من قبل، عصفورين بحجرٍ واحد.




قبل ستـةَ أيام من هذا اليوم قَد اتفقت مع حبيبي أنني سأسبقه إلى هُنا بينما هو يتبعُني في اليوم التالي من وصولي، ولكن بعد ذلك اليوم من إتفاقنا لم يظهر مجدداً، حتى أنَ هاتفهُ الشخصي كان مُغلقاً، لهذا كُل مخططاتي لموعدنا الغراميّ - كما أطلقةُ عليه - ذهبت هبائاً منثورا، دائماً ما تأتيني تلك الأفكار الموترة والقلقة من هذه العلاقة، حقاً لا أعلم!، هل حقاً هذا الرجل هو الحب الحقيقي الذي كنتُ أبحث عنه طوال حياتي؟ أو حتى من الممكن أن أجد حُباً لايجعلني وحيداً كما انا الآن؟ حُباً يجعلني أَشعُر بِالدفئ والسعادة؟ أو رُبما هل هوَ....




"أه ... اللعنة!" أخرجني من شرودي أصتدام سيارتي بقوة في شيء ما والتي تبين معي انها أصتدمت بسيارة أخرى كانت تقف أمامي، اللعنة السيارة! إنها ليست سيارتي بل سيارة كالفن، وضعت الكأس الورقي المليء بقهوة الرغوة على حامل الكؤوس المخصص له والذي بالطبع انسكب نصفه على بذلتي الشبه رسميه!، والذي لم اتذوق منه سوى القليل، خرجت مُندفعاً من السيارة فأنا الأن حقاً غاضب من هذا المعتوه متوجهاً نحوه وكان هو الأخر يخرج من سيارته مغلقاً بابها وأتٍ نحوي كذلك، لنلتقي في المُنتصف، لايبدو على ملامحه أي تعابير!.




"كيف تجرؤ على التوقف هكذا فجأة" صرختُ به بحاجبين معقودة، بينما هوَ نظر إليَ ببرود رافعاً حاجبيه، مُحدِقاً بي باستغراب، ثم صوب نظره نحوَ ش..شفتيّ؟! وأبتسم إبتسامة ساخِرة؟! مشيحاً وجهه للجانب، وقام بتمرير أصابعه بين خصلات شعره زافراً مِن أنفه.




"لماذا تبتسم هذهِ الأبتسامة المُتكلِفة؟!" قُلتها بحنق، تنهد وأشار بأبهامه إلى الخلف، تماماً خلف ظهره بلامُبلاة دون أن يتحرك مِن مكانِه إنشاً واحد أو حتى يكلفَ نفسهُ عناءَ النظرِ إليّ، شهقت بقوة واضعاً كفي على جبيني مِنَ صدمتي وأعيدُ نظري إليه مُرتبكاً. لا أعلم ماذا اقول؟ أو كيف أبرر هذه الفعلة؟




"اللعنة، يا إلهي.. أعتذر لم أُشاهِدها" لقد كانت الإشارة حمراء، ياللحماقة كيف سأراها وأنا غائصٌ في التطلع لهذه المدينة وأفكاري المُتزاحمة حولَ حبي الضائِع!، يالاسخرية وضعتُ نفسي الأن في موقفٍ مُحرج مع هذا الرَجل.




"أنظر ليس لدي وقت لهذا، لذا أعطني بطاقة عملك" قالها بالفرنسيّة! هل هو فرنسي؟ بالطبع هالتهُ الأنيقه والجذابة تبدو عليها الأمر!.




"ماذا؟" يا إلهي مالذي يريده ببطاقة عملي، حقاً لقد أوقعت نفسي بمشكلة كبيرة.




"بطاقة عملك؟" أعادها متقطعة بينما يرفع حاجبيه مُستفهماً! ظاناً مني إنني لم أسمعه؟ هذا الأحمق، نظرت للاشيء باحثاً عن طريقة ما لتخلص من هذه الورطة.




"ماذا؟ ألا تتحدث الفرنسية؟" أووه رائع! يعتقد بأنني لا أتحدث الفرنسية، خطة التخلص منه جائتني على طبقاً مِن ذهب وبفضله أيضاً.




"لا .. لا أتحدث الفرنسية ولا حتى كلمة واحِدة" قلت بسرعة نافياً بـ لا بالفرنسية وانا أحرك يديّ أمامي مُعززاً لكلامي وأكملت الباقي بلغتي البريطانية؛ بالطبع حتى لا يُشكَ بأمري، فهذا الفرنسي لايعلم بأنني عشتُ بضعُ سنوات في ربوع فرنسا ولكن في مدينة أخرى.




"إذن أعطني رقم هاتِفك" تابع التحدث بالفرنسية وأخرج هاتفه من جيب بذلته الرسمية مستعداً لتدوين الرقم.




"أوه إلٰهي ... ليس لدي أي أدنى فكرة عما تتحدث!" أُمثل عليه بنبرة مستاءة مع نظرات حائرة، كم أنا بارع في التمثيل، سأُفكر به كعمل في مُستقبلي البعيد.




"هاتفك!" ملوحاً أمامي بهاتِفه ليوضح لي عن مقصده، ولكن بالطبع تابعتُ تظاهري بعدم فهم ما يريد..

رن هاتفي الذي كان بالسيارة، لأهروِل إليه مُسرعاً باحثاً عنه، يبدو أنهُ سقط من مكانه عند أصتدامي، لأجده تحت مقعدي وأتناولهُ من هُناك مجيباً عليه، إنهُ صديقي كالفن ليأتيني صوته من الجهة الأخرى مُستفسراً..




"اهلاً كالفن، نعم سأتي بعد قليل، لا... لم يجب على هاتفه حتى الان..."




"أنت لن أضيع المزيد من الوقت، أعطني رقم هاتفك" يقاطعني صوت الفرنسي، لأستدير له فهو يقف خلفي عن بُعدِ بضع خطوات مني لأشير له أن ينتظر قليلاً، فهو حتماً لن يفهمني ان قلتها بلغتي ولا أريد أن أقولها بلغته حتى لا يتم كشفي، لذا اكتفيت بالأشارة حتي يصمت إلى أن أنتهي من المكالمة...




"نعم مازلتُ على الهاتف، ولكن هناك مشرد يريد بعض النقود" سخرت لأختلس النظر للذي يتصنم خلفي لألمح شبح أبتسامته! أهيَ أبتسامه ساخره! لايهم.




"نعم لنعود لموضوعنا، أعتقد بأن أمراً ما حدث لهُ، أتعلم أصبحتُ قلقاً من هذه العلاقه فأنـ..." لأشعر بأحدٍ يوكز كتفي لألتفت.. انهُ الفرنسي لأسمع صوت التقاط كاميرا! نعم فهو امامي حاملاً هاتفه وقد قامَ بتصويري! حقاً!




"كالفن سأحدثك عندما أراك" أغلقتُ الهاتف بسرعة وخطوتُ نحوه بحيره من فعلته!




"ماذا تفعل!، لما قمت بتصويري؟ هيا قم بحذفها" اقول له ولكن لا يستجيب، فقط يحدق في هاتفه! هل يتجاهلني الآن؟، أتقدم نحوه بسرعه لأحاول انتزاع الهاتف من بين يديه لكنه كانَ أسرع مني متداركاً الأمر وسحبه بعيداً عني ورفعهُ للأعلى كي لا أصلَ إليه!، جدياً! ماذا أفعل؟ كيف أتصرف؟، حسناً .. أُخرِج محفظتي من جيبب جاكيت بذلتي متناولاً منها بطاقة عملي وأمدها نحوه.. ليس لدي خيارٌ أخر..




"هاهي بطاقة عملي، فقط قم بحذف الصورة" نظرَ الي وقام بأخذِ البطاقة محدقً بِها بإهتمام، وانا أراقبه فقط! رفع حاجبيه ثم نظر نحوي بإستغراب؟ ثم أبتسم هذه الأبتسامه التي لاتبشر خيراً! كأنها ذاتَ مغزى لا أعرِفه!




"حسناً إلى القاء" قالها مبتسماً وتوجه نحو سيارته وأغلق بابها محركاً المُحرك، اللعنه الصورة!




"إنتظر لم تقم بحذف الصورة... هي انت... أيهَ الفرنسي الوغد.." كنت أصرخ وأركض خلفه لكنه أبتعد كثيراً بسيارته ولم يعد يظهر أمام مرئاي.. اللعنه عليه وعلى سيارته السوداء الفارهه.




أَعُود أدراجي لأركب سيارتي غاضباً، اه ثيابي إنها قذرة بمعنى القذارة مِن كلمة، سأعود إلى الفُندق لم يعد لدي أيَ رغبة في التسكع اليوم، اللعنه الكبرى!.. هل كان مظهري قبل قليل رثاً هكذا؟، كنت أنظر من مرآة السيارة الأمامية...



خصلات شعري فوضوية وغير مصففة كما سرحتُها قبل خروجي مِن الفُندق، وشفتاي مليئة برغوة القهوة كالأطفال في سنينهم الأولى! وبالطبع بذلتي التي تغطيها كاملتاً القهوة أيضاً! هل كان ينظر إليَّ ساخراً بسبب مظهري الفوضوي؟ ... لما اهتم؟ بالفعل اهتمُ دائِماً بأن يكون مظهري لائِق ومرتب، لكن هذهِ المره حدثت بسبب هذا الفرنسيّ أو بالفعل بسببي لأكون صريح.... اه الصورة ذاك الفرنسي الأحمق لم يقم بِمسحها! ...لو إنني أعطيتهُ البطاقة قبل إفتعال الدراما معه؛ لما حصل كُل ذلك، لِما أكترث! فليقُم بِنقعها واليشرب ماءها.








أنتهى الفصل..







أول شي مرحبا بالحلوين 👋🏻



- برأيكم مين هالشخصيات؟ مين بيقدر يحدد بالزبط كل شخصية مين بتكون؟ خلينا نسمي الشخصية الاولى البريطاني والتانية الفرنسي لحتى تميزوهم؟


- الفرنسي ليش كان بينظر لشفايف البريطاني وبعدها أبتسم بسخرية وأشاح وجهه عنه؟ أعتقد أنها واضحة! ولا إيش؟


- مين لاحظ أنو الفرنسي ظل يحكي مع البريطاني بالفرنسية وما حاول حتى يلقى طريقة حتى يفهمه، مع أنو حكالو إنو هو مابفهم فرنسي ومش فاهم عليه بس ضلو مستمر؟


- البريطاني لما قال لصديقه بأنو شخص مشرد كان بدو نقود والفرنسي أبتسم؟ بتعتقدو فهم شو حكى؟ ولا ايش قصته؟


- الفرنسي لما اخذ بطاقة عمل البريطاني اللي طلبها منه  صار ينظر إله بنظرات مستغربة على مستعحبه! بتتوقعو بعرفه او في شي تاني؟



- شو رأيكم بالفصل بشكل عام؟


- شو توقاتكم بالفصل الجاي؟ متحمسينلو؟



- وأخيراً شكُراً كبيرة وحضن قوي وعميق
لكل حدا حط تصويت ⭐️ او تعليق صغير أوحتى ع الأقل قرأه وحبه ❤️

طبعاً انا بحاجة لدعمكم حتى اتحمس واتابع الكتابة
لهيك بتمنى ماتبخلو عليّ!

أنتظرو الفصل التاني قريباً 😉

سلام ✋🏼💕

© بـَارآ ,
книга «السيّد الفرنسي/ Mr. French - L.S».
الفصل الثاني
Коментарі