الفصل الثاني
• كُلَ شيءٍ يحدُث لِسبب، وسببَ حبي لليوم أنهُ أتى بكَ إليّ!.
• ❀ ❀ •

ركنتُ السيارة ودخلت الفُندق الذي يتكون من خمسين طابِق!، حتماً من ينظر إليه من الأعلى سيشعر بالدوار لشدة إرتفاعه، وقفت عند مكتب الإستقبال، لأَخذ مفتاح الجناح الذي أتشاركهُ مع كالفن، دخلتُ المصعد وضغطت على الطابق العشرين، فكالفن قام بأخذه لنا طوالَ فترة بقائِنا هُنا، فهو المالك لهذا الفندق، وفندق أخر في مارسيليا وأخران في بريطانيا، الذي ورِثها عن أباه وجدِه والآن هو مَن يديرُها...
وضعتُ البطاقة لفتح الباب، ودخلت الجناح، نزعت حذائي ثم خلعت جاكيت البذلة وحملته بين يديّ متوجهاً نحو غرفة الجلوس، كان كالفن هُناك يجلس على الاريكة المقابلة لشاشة التلفاز التي تملئ نصف الحائط، ويبدو عليه الإندماج فيما يشاهد، لدرجة لم يشعُر بوجودي، إلا بعدما رميتُ الجاكيت على وجهه وأستلقيتُ بجانبه زافراً بتعب...
"لوي! عدتَ باكِراً!" قالها كالفن وهو يبعد الجاكيتَ عن وجهه، ويضعه بحجره ولم يبعد نظره عن الشاشه..
"نعم.. وأفتعلت حادث... وبسيارتك" أخبرتهُ دون مُقدمات، متنهداً بإنزعاج.
"ماذا!... هل أنت بخير؟ هل تأذيت في مكان ما؟" اندفع نحوي وهو يتفقد جسدي وملامحه أصبحت قلِقة، القيت رأسي على ظهر الأريكة زافراً.
"لا لم يحدث لي شيء، أنا بخير كما ترى، ولكن سيارتك من تضررت" أغمضتُ عينيّ، وفركت صدغي، أشعر بإرهاقٍ مُفاجأ!
"يا رجل لهذا تبدو مُنزعجاً وتَعِب" أبتسم وعاد للجلوس براحة مقابلاً لجسدي.
"بالطبع لا، لديك مايكفي من السيارات، لن تظرَ إن خسرتَ واحِدة مِن مجموعتِك" سخرت، إنهُ رجلٌ مهووس بإقتناء السيارات الجديدة والنادرة من نوعِها، ويُحب تجميعها، فهو يمتلك كميات لاتحصى منها، ومستمر في شرائها، ولن يكتفي منها.
"وغدٌ صغير" قهقه بعدم تصديق، "جدياً صغير!، لمعلوماتك المحدودة، نحن في نفس العمر أيها الكبير" قلت ساخراً، ضحك كالفن بقوة وتوجه إلى المطبخ المُطل على غرفة الجلوس ليحلَ الصمت لبضع دقائق حتى عاد حاملاً تفاحتين، رمى لي واحدة والأخرى يقوم بقضمها، "تهانيناً، سمعتُ بأن رئيسَ عملك سيرقي منصِبك، ويضعكَ السكرتير الجديد" تحدث مُبتسماً وجلس بجانبي.
"من أينَ سمِعتَ ذلِك؟!" تسائلت بإستغراب، من أينَ علم بالامر!؟ فهذه الأقاويل تدور بين الموظفين في الشركة التي أعمل بِها!.
"طُرقي الخاصة" غمزَ لي بغرور مُتفاخراً بما حصل عليه من معلومات، فهي معلومات خاصة بنطاق شركتنا.
"ليس مؤكد بعد" لقد سمعتُ الموظفين في قسم السكرتارية يتحدثون عن الامر ومنهم من هنئوني، ولكن القرار غير مؤكد للآن، ولم يصدر بشكل رسمي.
"كما سمعت ستكون أنتَ بكل تأكيد... فرئيسكم يريد أن يتقاعد قريباً، وأيضاً السكرتيرة قد أستقالت بعد زواجها، ومن بين الجميع الذي يعمل في قسم السكرتارية أنت الخيار الأنسب لهذا المنصب" قالها بثقة واضحة.
"نحن حتى لا نعلم من سيكون الرئيس الجديد، لذا الأمر غير مضمون"
تحدثت بصراحه فأنا لستُ واثقاً بقرار المدير الجديد إتجاه تعييني سكرتيراً له.
"حسناً سنرى" قال بتحدي، يبدو واثقاً من الامر كثيراً، وكأنه هو من ساهمَ بقرار تعييني في هذا المنصب!.
"أنا مُتعب سأذهب إلى النّوم" تثائبت فالنعاس أستولى علي بالكامل، فلم انم بشكل كافي اليوم، لقد استيقظت باكراً؛ حتى استغلهُ بطوله بالتسكع، لكن لم تسيرَ الأمور جيداً؛ بسب شخص أحم..ق.. بل بسبب حماقتي انا، لما أقومُ برمي اللوم عليه والخطأ يركبُني من قدميّ إلي رأسي.
"لاتنسى الحفلة التنكرية، التي سَتُقام في فندقي الأخر، في تمام الساعة الثامنة" فهو دائماً ما يقوم بتذكيري بأمر المناسبات والحفلات المهمة، فهذه الحفلة التنكرية فقط نقوم بإرتداء الأقنعة وملابسنا الرسمية المعتادة لحضور أيةَ حفلة او مناسبة مهمة، كما أخبرني كالفن.
"التي تمت دعوتك إليها انتَ وحدك!" قلتها بإستخفاف، فأنا لم يتم دعوتي إليها شخصياً، كيف سأذهب؟.
"لا يُهم من تمت دعوته، المهم بأن بحوزتي بطاقتين لي ولمن أريد اصطحابهُ معي، لذلك أنتَ مدعوٌ الآن برفقتي" تكلم بإنفعال موضحاً ذلك بشكل جدي، حسناً لما لا اذهب فأنا لا أملكُ شيءً أفعله في هذه الأثناء، لذا سأمتع نفسي قليلاً، فلم يتبقى الكثير للعودة إلى حياتي اليومية وعملي.
"بقي ثلاثُ ساعات على الموعد المقرر، لذلك لدي وقتٌ كافي لأريح جسدي وأخلد للنوم قليلاً" تعتبر كأستجابة على الحضور، أستقمت من مكاني أهمهم للمغادر. ليستوقفني حديث كالفن...
"سأذهب لأشرف على ترتيبات الحفل، وملابسي سأخذها لأرتديها هناك، لذا لن اكون هنا لايقاضك، أضبط المنبه حتى لاتتأخر... وهذه البطاقة لك حتى يُسمح لكَ بالدخول" وضعها على المنضدة، وعاد لمتابعة ما كان يشاهدُه.
"حسنا لاتقلق" وسرتُ نحو حجرة نومي، مغلقاً الباب، خلعت ثيابي مرتدياً ملابس مريحة لنوم، أضبط المنبه وأستلقي على السرير براحة لأنغمس في النوم فوراً.
* * * *
أنتَشلتُ من عالم الأحلام على صوت رنين المُنبه، حدقت بسقف الغرفة لثواني لتعود إليّ الرؤية تدريجياً، نهضت وأرتكزتُ بظهري على دعامة السرير، لأستفيق بشكلٍ كامل، تناولتُ المُنبه وأقفلته، الساعة الآن السابعة والنصف تبقى نصفُ ساعة على ذهابي...
تفحصتُ أنحاء الغرفة بخمول لألمح بذلة رسمية وضعت بترتيب على الأريكة المقابلة لسريري، وقناع تنكري بجانبها، يبدو أنَ كالفن من وضعها، وقام بإحضارها؛ كي أرتديها في الحفل، رُبما من شدة النعاس لم أنتبه لوجودهم في السابق...
قصدت المطبخ وأُشعلتُ ابريق تسخين الماء الكهربائي، لأُعدَ القهوة، حتى تُعدل مزاجي وتوقظني جيداً، تناولت الأيبود الخاص بي، هيأتُ قائمة أغانٍ فرنسية لكل من انديلا و ستروماي وبريچيت باردو، ربطت الجهاز المتنقل بمكبرات الصوت فامتلئ الجناح بنغمات أغنية Une histoire de plage، الأغنية التي لن أمل من سماعِها، والتي يستحسنها الجميع حتى أولئك الذين لا يفهمون الفرنسية أو يعلمون عما تتحدث هذه الأغنية. ذهبت لأخذ حماماً بارد بإستعجال...
بعد دقائق أنهيت حمامي وخرجت مرتدياً رداء الحمام الأسود، وقمت بتجفيف شعري بالمُجفف وتصفيفه للأعلى بشكل مُرتب...
في المطبخ أعددت القهوة وحملتُها معي الي الحجرة، لأبدأ بتجهيز نفسي، أرتديت البذلة الرسمية ذات اللون الاسود، المخططة بخطوط رمادية رفيعة، بشكل طولي وعرضي، مع قميص أبيض وربطة عنق رمادية نحيفة، أرتديت حذائي الجلدي الأسود، رششتُ بعض العطر الفرنسي ذو رائحة هادئة غير قويّة...
أخيراً أخذت القناع التنكري الأسود ذو زخارف فضية، والتقطت مفاتيح السيارة التي تركها لي كالفن بدلاً عن تلك، وهاتفي النقال، وبطاقة الدعوة التي كدت للحظة أن أنساها، اقفلت الموسيقى وأرتشفت أخر ماتبقي من كوبِ القهوة... أغلقت الباب وخرجت بعجل، متوجهاً إلى الحفل، الذي بدأ منذُ عشرَ دقائِق مضت.
بعد عشرُ دقائق أخرى تقريباً.. وصلت إلى المكان وسلمت مفاتيح السيارة لراكن السيارات، لبستُ القناع داخلاً الفندق التي تقام به الحفلة، فهو يبدو أكثر فخامة مِن الأخر، يغلب على تصميمه الداخلي الطابع الكلاسيكي الأنيق.
رحبَ بي موظف الإستقبال ليقودني إلى مكان الحفل، بعد تسليمهِ البِطاقة، ركبت المصعد وضغطَ الموظف على الطابق الثمانون اخر طابق في الفندق، يبدو أن الحفل يقامُ على سطح المبنى، وصلت المكان وخرجت من المصعد...
فور دخولي التفت الجميع نحوي حرفياً، هل هناك خطب ما في مظهري؟، أو ربما لأنني أخر الواصلين للحفل!
مشيت بلا أهتمام وأصبحتُ أتفحص المكان، كان فخماً ومتكلفين به كثيراً، أضاءات صفراء في كل مكان وورود بيضاء، طاولات خشبية طويلة مغطاة بشراشف ذهبية وضع عليها كؤوس كريستالية من النبيذ الأحمر الفاخر والعصائر وبعض الاطباق من المُقبلات والحلويات وتنتشر صوت الموسيقى الهادئه في الأرجاء، لم أتوقع أن تكون الحفلة هكذا، بل توقعتُها أن تكون صاخبة كالحانات والملاهي الليلية.
من بين الحاضرين أستطعت تمييز كالفن وهو يتقدم نحوي مُبتسماً ويطوق كتفي بذراعه ...
"لقد تأخرت" قال كالفن وهو يرتشف من كأسه لنبدأ بمحادثة صغيرة، حتى طلبهُ شخصٌ ما لا أعرفه، ليقول لي أن أذهب وأشرب شيء، حتى ينهي حديثه مع الرجل، ويعود إليّ.
بالطبع لم أرفض الأمر أخذت كأساً من النبيذ الاحمر وتجرعتُه على مهل وأنا أتجول بنظري في المكان...
لمحتُ هيئة مألوفة، كانت تتقدم بأتجاهي، يبدو أن قناعهُ التنكريّ الأبيض بزركشات سوداء قد أُتلف خيطُه، الذي يُثبت على الرأس، وكان يحاول إصلاحه، ليتضح وجهه إليّ كُلما أقترب أكثر نحوي حتى لم يتبقي سوى خطوات قليله تبعده عني... إنه... إلهي... الفرنسي!، إستدرت بسرعة معاكساً له، فهو تماماً يقف خلفي الآن، لا أعلم لمَ فعلت ذلك! ولكن غير مُستعداً لرؤيته الآن!
"أترقص معي أيها المجهول الوسيم" فزعت من الصوت الذي اتاني من العدم، قلبي سقط في معدتي...
أنتهى الفصل...
• ❀ ❀ •
أولاً مرحباً بالحلوين ✋🏼🌹
- طبعاً أعرفتو مين البريطاني! اللي هو لوي... الفرنسي مين؟ هاري؟ ولاحدا تاني رح يفاجئكم؟
- كالفن واثق أنهم رح يختارو لوي السكرتير الجديد؟ برأيكم ليش هيك متأكد؟
- شفتو لوي كيف غير مهتم بسيارة كالفن اللي عمل فيها الحادث! لا وكمان بجاوب بوقاحه، أنه كالفن عنده سيارات كتير ومارح يضر ازا خسر وحده منهن! أنو الوضع عادي عندو. 😂
شو رح يكون موقفكم لو انتو مكان كالفن؟ 😄
- برأيكم كيف أجى الفرنسي للحفلة وشو علاقته فيها؟
- بتتوقعو الفرنسي رح يتعرف على لوي؟
- "أترقص معي أيُها المجهول الوسيم" مين بتتوقعو يكون؟ الفرنسي؟ ولا؟
- شو رأيكم بالفصل بشكل عام؟
- شو توقاتكم بالفصل الجاي؟ متحمسين؟
- وأخيراً شكُراً كبيرة وعناق قوي كتير كتير على الدعم الحلو ❤️ بتمنى تستمرو هيك مفرحيني 💚
لاتنسو التصويت ⭐️ والتعليق ولو كان صغير ❤️
سلام 👋🏼💕
Коментарі