1
2
3
4
5
6
7
8
9
10
11
3
(  قراءة ممتعة، لا تنسوا تشغيل اغنية AKMU chantey عند رؤية علامة *song* )
لينك الأغنية ⬇ https://youtu.be/NewORF3VFeA

* ملحوظة الكتابة الي فاول الشابتر اقتباسات *

*******************
- هل انتي حقاً موجودة؟
- انا اتسائل ما وراء هذا الحلم ؟
- يا إلهي تبدين و كأنك تعيشين داخل اسطورة .
- اتجه نحوها تلك التي تشع بتألق
- داخل هذا الصمت العميق، على قمة هذا اللحن الحزين، استمع لصوت ضعيف.
**********************
صوت ضربات قلب متسارعة كطبول الموت و كأنها تهدد بالإنفجار في اى لحظة، صوت انفاس متسارعة بخوف .

طفل صغير كان يقف بهلع بأقدام مرتعشة بالكاد تستطيع حمله و العرق يتصبب من جبينه على وجهه الشاحب كالموتى و عيونه الجاحظة ، رفع يده بتردد امام وجهه لينظر للدماء التي تلطخها دليلاً على خطيئته التي لن تغتفر ابداً ، انزل يده ليرجع بخطواته للخلف و يقوم بمسح يده بملابسه التي تلطخت ايضاً بالدماء لتدينه اكثر بدلاً من اخفاء ما ارتكبت يده .

رفع نظره بتردد لتتسع عينيه بصدمة ينظر حوله لتلك الجثث حوله و الأرض الغارقة ببحر دمائهم ، ليحرك رأسه بنفي.

لا....

لم اقتلهم....

ليسمع تلك الأغنية مجدداً تأتي من مكانٍ ما حوله .
( Seonghwa pov )

نهضت بانفاساً متسارعة و كأنني كنت اركض لأميال دون توقف ، اشعر بقلبي الذي اخذ بالنبض بقوة كقرع الطبول و العرق البارد المتصبب على جبيني ، انزلت قدمي من على سريري لأمسك برأسي بين يدي احاول تمالك نفسي .

" ذلك الكابوس اللعين مجدداً " لفظت بها بشرود من بين اسناني، لأظل صامتاً في وضعيتي لبعض الوقت قبل ان ارفع رأسي متناولاً كوب الماء على المنضدة بجانبي نظرت نحو النافذة لأجد ان الليل مازال بازغاً .

ككل ليلة احاول النوم بها لتباغتني الكوابيس دون رحمة ، نفس الكابوس اللعين دون توقف.

نهضت من سريري مقترباً نحو ملابسي حيث علقتها، كنت على وشك اخد احد قمصاني لأشرد قليلاً و اغير وجهتي لردائي الاسود، رداء حاصد الأرواح او امير الموت كما يسموني ممن لطخت يدي بدمائهم .

غطيت جسدي العاري به لأرتدي قبعتي دون ان اضع القناع ، اخذت سيفي لأخرج من الغرفة و اصعد فوق ظهر السفينة .

وجدت وويونج و جونجهو ينامون بتعب، لانظر لهم بشفقة، لقد كان شهر قاصٍ على الجميع لنصل إلى هنا، لم يستطع احد النوم لساعة كاملة مع تقلب الطقس الجنوني لإنتهائنا في ذلك البحر الضبابي و جنون كل ما هو مفترض ارشادنا للطريق ، حتى الساعات توقفت و كأن الوقت يتوقف هنا، اعلم فقط ان هناك سر حول كل تلك الأمور الغريبة، ذلك المكان ينتابني شعور اتجاهه بانه ليس بمكانٍ عادي، تلك الهالة التي تحيطه .

تحركت نحو مقدمة السفينة حيث مكاني المفضل للجلوس لأتوقف فجأة مكاني بجمود.

مجدداً...

ذلك الصوت يغزوا مسامعي ، اكاد افقد عقلي، لما انا فقط من اسمع ذلك الصوت .

*song*

مشيت بخطوات متسارعة نحو حافة السفينة بانفاس مضطربة احاول ان اجد مصدر الصوت .

لا... ليس هذه المرة ، لن اقف مكتوف اليدين اكاد افقد صوابي، لا اعرف لما يحدث معي هذا، لما انا فقط من اسمع صوتها.

بخطوات مسرعة اتجهت نحو احد قواربنا لأقوم بإنزله للماء، غير عابئ بذلك الضباب الكثيف او اى شئ، كل ما فكرت به انه على ايجاد إجابة ، على ان اعثر على مصدر تلك الأغنية التي تأكل روحي .

صعدت على متنها حاملاً مصباح يضيئ طريقي في ذلك الضباب متتبعاً مصدر الصوت .

بدأ ذلك الضباب بالتضائل و يظهر ضوء القمر المكتمل لينير لي الطريق ، ليزداد المشهد وضوحاً كلما اقتربت بإتجاه ذلك الصوت الذي يزيد سطوته على روحي كلما اتجهت نحوه و كأنني افقد الإحساس بما حولي عدا ذلك الصوت .

تجمدت في مكاني و سكنت حركتي ، حتى انفاسي توقفت في حلقي ، و كأنني فقدت السلطة على جسدي، مسلوب الإرادة، لا اقوى على فعل شيء سوى النظر فقط دون ان اُحرِك جفناىَ خوفاً من ان يختفي كالحُلم ... ربما مازلت اتوهم، ربما ذلك الخمر فاسد يعبث بعقلي، او مازلت نائم في سريري احلم ، و لكن منذ متى و احلامي بهذا السحر، فلم اعرف منذ سنين سوى الكوابيس .

كإنجذاب الفراشة للنار مبهورة بضوئها، مسلوب الإرادة ، كنت انظر نحوها مقطوع الأنفاس، لم اكن اؤمن يوماً بوجود الملائكة إلى ان رأيتها .

تحت ضوء القمر الساطع، تسبح تحت ضوئهِ ممسكة بالصخور المستقرة فوق سطح الماء، كانت مستندة عليها تنظر بنظرات حزينة نحو الافق و تغني تلك الأغنية التي ساقتني إليها دون مقاومة .

اخذت اتأملها بينما تُغني بنبرة حزينة بصوتها الذي لمس اعماق روحي، شعرها الأسود الطويل المُنسدل على ظهرها حتى اختبئ نصفه في الماء و بشرتها البيضاء كالثلج، عيناها السوداء كليلة دون قمر .

جفلتُ للحظة مستعيداً بقايا وعي بعد ان انتبهت إلى توقفها فجأة  عن الغناء ، و كل ما استطعت التفكير به هو انني لا اريدها ان تتوقف و كأنه مخدر لا اريد التوقف عنه.

التفتت نحوي فجأة لتلتقي عيناى بعيونها لتسري كهرباء في كامل انحاء جسدي، اتسعت عيناها بصدمة و إضطراب لتتراجع فجأة في خوف .

" لا... لا تخافي ... انا اعتذر انني اخفتُكِ ، لا اريد ان اؤذيكِ " تحدثت سريعاً احاول تهدئتها خوفاً من ان تهرب بعيداً، نظرت نحوي بنظرات حذِرة دون ان تنطق باى كلمة، الكثير من الأسئلة اخذ يتدفق بعقلي، و الفضول يكاد يقتُلني نحو تلك الفتاة الغامضة، قررت قطع ذلك الصمت لأتحدث مجدداً .

" لم اقصد التطفل، لقد سمعت غنائك عندما كنت على متن سفينتي، لذا انتابني الفضول ل..."

وقف الكلام في حلقي بعد ان تحركت فجأة لأجدها تقترب نحوي، ترفع يدها و تلمس وجهي دون سابق انذار لأجفل فجأة على اثر حركتها الغير متوقعة، منذ قليل كانت خائفة مني و الأن تقترب لتلمسح وجهي، لم اكد افيق من إضطرابي لتنتفض مبعدة يدها عن وجهي بخوف مبتعدة عني مجدداً.

" انت حي ؟ " تحدثت اخيراً لتنطق بتلك الجملة الغريبة .

" اجل... انا لا اعاتبك لظنك بي انني شبح و انا ارتدي تلك الملابس المخيفة " اخبرتها بمزاح احاول تخفيف من حدة التوتر و خوفها مني.

رأيت عينيها المشتتة الخائفة بينما تنظر لي، لأبتسم لها بحزن، لست متفاجئ من خوفها من شخصاً مثلي.

" يا إلهي... انت حي " نطقت بها مجدداً بهلع، متجاهلة ما قُلته منذ قليل و كأنني لم اتحدث لأُقطب جبيني بدهشة ، هل هي خائفة مني لأنني حي؟

تحركت سريعاً  نحو احد الصخور لتختبئ خلفه و تنظر لي بخوف مختلسة النظر من خلف الصخرة.

" ارجوك لا تأكل قلبي "

لما كل ما تنطق به منافي للعقل و اللعنة، حركت جفناى بصدمة مما قالته.

" و لما قد ارغب بأكل قلبك ؟ ، من قد يفعل شيئاً كهذا ؟ " ضحكت بصدمة مما قالته، كنت متوقع شيئاً من قبيل ارجوك لا تقتلني التي اعتدت عليها من ثغر من نهجم عليهم و لكن ارجوك لا تأكل قلبي! ، هي مجنونة حتماً.

امالت رأسها تنظر لي بتردد ممسكة بالصخرة بقوة و كأنها قادرة على حمايتها مني.

" إذاً... انت لست هنا لأكل قلبي؟ "

" بالطبع لا " اجبتها بإبتسامة متهكمة لتنظر لي بإرتياب و كأنها لا تصدقني .

" انا فقط انتابني الفضول حين سمعت صوت غنائك، لم اقصد إخافتك "

اتسعت عينيها بنظرات مشتتة بينما تنظر لي قبل ان تتحدث مجدداً " هذا لا يمكن... كيف يمكنك سماع غنائي "

" و لما لا استطيع ذلك ؟ "

نظرت لي لفترة ليس بقليلة حتى ظننت انها لن تتحدث لتقطع ذلك الصمت.

" خذ سفينتك و ارحل من هنا فقط و عد من حيث اتيت ، و لا تعد مجدداً، انت لا تنتمي إلى هنا.... بعد " قطبت حجباى بعدم فهم لما قالته.

" ما الذي تقصدينه ؟ ، انا لا افهم شيء، ما.... " لم اكد انهي كلامي لتنزل رأسها فجأة تحت الماء مختفية من امام ناظراي لينعقد لساني في صدمة، ظللت انظر في الماء ابحث عنها و لكن دون جدوى لم تخرج من الماء، لتتشتت نظراتي بإرتباك.

" اللعنة " نطقت بها من بين اسناني بإنزعاج لأخلع ردائي الأسود سريعاً و حذائي لأقفز في الماء سريعاً، و القلق يتآكلني ان تكون غرقت... ربما علقت قدمها في صخرة او حدث لها مكروه.

كنت اغوص باحثاً عنها بناظراي في كل مكانٍ من حولي ، لتتوقف عيناى و اتجمد في مكاني ليدخل الماء رئتاى من اثر الصدمة .

منذ البداية و انا ارتاب ان اكون فقدت عقلي، اما الأن فأنا على يقين انني حقاً فقدت عقلي لا ريب في هذا  ، حين آرى فتاة و قد اُستُبدلت اقدامها بزيل سمكة فلابد انني افقد صوابي .

لا يمكن ان يكون ما آراه حقيقة، لا يمكن ان تكون حقيقية، بدأت اشعر برأسي يثقل و انني افقد الوعي تدريجياً، حاولت ان استعيد وعي كي اسبح للسطح و اصل للمركب و لكن دون جدوي، اخذ جسدي يخونني و يثقل  و انا آراها متجهة نحوي قبل ان افقد الوعي كلياً.
.
.
.
.

*Song*

صوت تلك الأغنية مجدداً و كأنه يأتي من مكانٍ بعيد ، عالق في رأسي و كأنه اصبح جُزءً من روحي، بدأ ذلك الصوت في الإبتعاد تدريجياً إلى ان اختفى وسط ذلك الظلام الذي وقعت به و كأنني اطفوا في بحرٍ من الظلام، رأسي ثقيل لا اقوى على فعل اى شئ.

هل غرقت في البحر؟

هل انا ميت الأن؟

هذا اول شيء ضرب رأسي بينما انا في تلك الحالة  ، بدأت اشتم رائحة الهواء الضبابية الرطبة، عقدت حجباى بإنزعاج احاول فتح جفناى و التخلص من تلك الرغبة القوية في البقاء في تلك الحالة للأبد .

امسكت رأسي بعد ان ضربني ذلك الألم الشديد  فور ان فتحت عيني ، نظرت لذلك السقف الخشبي بشرود قبل ان انهض فجأة بينما انظر حولي... انها غرفتي .

نظرت حولي بتشتت بعد ان ضربتني آخر ما اتذكره قبل ان افقد وعي .

الأغنية، ذهابي لأكتشف مصدرها، و رؤيتي لتلك الفتاة.... هل كان حلم؟

" بالتأكيد حلم ، لا يمكن ان يكون واقع " اكدت لنفسي رغم عكس ما يدور بداخلي، لكن لا يمكن ان يكون ما رأيته تحت الماء حقيقي .

نفضت غطاء السرير عني لأنهض لإرتداء اول شيء معلقاً امامي ، التفت بتردد حيث اعلق ردائي الأسود لتنعقد حاجباى بعد ان وجدته غير موجود مكانه .

تحركت لأخرج من غرفتي ارفض ان ادع مكانً لتلك الشكوك لتنتابني، انه فقط حلم غريب .

" سونجهوا؟ ... هل انت بخير؟ " كان جونجهو اول من انتبه لخروجي ليلتفت الباقين لي ايضاً، تقدم نحو يسألني بقلق و نظرات مترددة لأنظر له بتساؤل و انظر للباقين الذين علت وجوههم نفس تلك النظرة من القلق و التساؤل و الإرتياب .

" اجل... لما لا اكون بخير؟ " سألته بتردد لتقع عيناى على ردائي الاسود المعلق على احد جوانب السفينة .

يونهو " الا تذكر ما حدث لك امس؟ " ابتلعت ما في حلقي بينما انظر لهم بتشتت.

" ما الذي حدث بالضبط؟ ... لا افهم "

هونج چونج " نحن من نريد ان نفهم ما حدث بالضبط ، لقد كدنا ان نفقد صوابنا بسبب اختفائك، كانت صدمة لنا حين وجدناك فاقد الوعي على متن احد القوارب بجانب السفينة "

اتسعت عيناى بصدمة، و تجمد كامل جسدي، وقفت صامتاً امامهم لا اقوى على التحدث ...  لا يمكن ان يكون ذلك الحلم حقيقة، لابد ان يكون هناك تفسير منطقي لما حدث، او انني فقدت صوابي و انا ارجح ذلك كثيراً .

يوسانج " ما الذي حدث معك لنجدك في تلك الحالة ؟ "

نظرت بشرود نحو الفراغ ، لا يقوى لساني عن التحدث ، ماذا اقول لهم؟ ، انا اسمع اغنية لا تستطيعون سماعها، لذا ذهبت لأبحث عن مصدرها لأجد حورية بحر تغني تحت ضوء القمر؟ ... اقل ما سيظنوه بي انني فقدت صوابي و انا حقاً لا الومهم ، لأنني بدأت اوقن انني فقدته فعلاً .

" لا اتذكر " اخبرتهم بينما ابعد عيناى عنهم بإرتباك .

" استعدوا لنتحرك ، سوف نعود ادراجنا من ذلك المكان ، لن نبقى هنا يوماً آخر " امرهم هونج جونج ليلتفت مصمماً بعد ان القى نظرة شك و ريبة نحوي .

" و لكن لما ؟ لقد قطعنا شوطاً كبيراً و جازفنا لنكون هنا ، سيكون إهدار عظيم " لحقته احاول ان افهم سبب قراره المفاجئ .

" ليس بعد ما حدث ، هناك خطبٌ ما في هذا المكان، و ما حدث البارحة لا يمكن تجاهله "

" لهذا لا يمكننا الذهاب من هنا " التفت نحوي ينظر لي بتساؤل لأكمل احاول ان اقنعه بالعدول عن قراره .

" اتفق معك ان هناك امراٌ غريب نحو ذلك المكان ، لكن اليس لهذا السبب نحن هنا؟ ، لقد جازفنا كثيراً لأجل ان نأتي إلى هنا، ربما ما نجده يستحق حقاً المجازفة لأجلهِ ، لا يمكننا فقط الرحيل هكذا "

شرد بتفكير قبل ان يلتفت لي مجدداً " حتى و إن اكملنا رحلتنا ، لا يمكننا ان نتقدم في ذلك الضباب "

" لا اعتقد ان هناك داعي للتقدم إلى اى مكان "

" ما الذي تقصده؟ "

" ذلك المكان في الخريطة .... اعتقد اننا قد وصلنا إلى وجهتنا منذ اللحظة التي توقف فيها كل شيء عن العمل "

           *******************
© Doo Yaqoot,
книга «Song Of The Dead || أغنية الموتى».
Коментарі