1
2
3
4
5
6
7
8
9
10
11
4
ملحوظة هامة ( قريب هينزل ترايلر للرواية، بس هينزل فاول شابتر اول ما احطه هبلغكوا اتمنى تشفوا 🖤 💜 )

* الكلام الي فالاول من تأليفي مش اقتباس *

* استمتعوا بالقراءة * 🖤💜

**********************

( حين يتواجد الظلام يتواجد الضوء ليوصلك إلى الطريق )

**********************

انتشر الظلام على السفينة بعد ان انطفئت جميع الاضواء عليها ليبرز الضباب فوقها بشكل مهيب ، و كأنها سفينة اشباح ترسوا فوق الماء ، و الهدوء يعم المكان و كأن لا اثر للحياة عليها ، ليقطع ذلك السكون المهيب حركة حذرة يكاد بالإمكان ملاحظتها لاقدام عارية اخذت تتحرك في حذر و بعض من عدم الإتزان تاركة اثار من الماء خلفها .

توقفت الاقدام فجأة للحظات قبل ان تلتفت متجهة إلى احد جوانب السفينة لتقف امام احد الابواب لِتَمُر لحظات دون فعل شيء سوى الوقوف امام ذلك الباب قبل ان تقوم بدفعه بهدوء .
.
.
.

انتفض من مكانه فجأة بعد ان استيقظ من الكابوس الذي لا يتركه ابداً ، نظر حوله بتشتت ليدرك انه قد غفى في غرفة اجتماعتهم ، لا يعرف كم لبث في تلك الغرفة يجلس وحده، يبحث في الكتب التي لديهم عن اى شيء يفيده ، اى شيء يشرح له ما رآه تلك الليلة .

اخذ دفتر اسود من بين تلك الأوراق و الكتب المتناثرة ليمسك بقلم بين يده و ينظر إلى ذلك الدفتر و يتنهد بيأس و إحباط، بدأ في الكتابة و اخذ يسرد كل ما مر به كعادته في كل ليلة .

( سونجهوا pov )

( مرت ثلاثة ايام على تلك الحادثة، لم يحدث اى شئ منذ ذلك الوقت ، لم ارها مرة اخرى ، و حتى تلك الأغنية التي كادت تُفقدُني صوابي لم اعد اسمعها ، تسللت للخارج في احد الليالي و لكن دون جدوى لم يحدث اى شئ ، كان من الصعب التجول بعيداً عن السفينة بسبب الضباب الكثيف ، و كأنها محض هلوسة او مجرد حلم ... في الحقيقة بدأت اعتقد انه كذلك حقاً ، لابد انني فقدت صوابي او ان هذا الضباب يسبب الهلاوس ، و لكن لما انا فقط من اصابه تلك الهلاوس؟ )

توقفت عن الكتابة لتشرد عيناى نحو نافذة الغرفة ، تنهدت في ضيق بعد ان القيت نظرة نحو الضباب الذي مازال يحيطنا ، لا شئ يتغير هنا على الاطلاق ، الضباب لا يختفي ، كل شئ معطل كما هو الحال ، ذلك الغموض و الهدوء الموحش المحيط بالمكان ، الساعات المتوقفة و كأن الوقت لا يمر هنا ابداً .

حاول يوسانج إصلاح الأجهزة المعطلة و لكن الغريب في الأمر انها بخير لا يوجد اى خطب بها لكنها متوقفة دون اى سبب .

بدأ الإحباط يتسلل بيننا كلما بقينا دون اى تقدم ، تلك النظرات المليئة بالشك و التردد ، بدأت اعتقد انه لا جدوى من بقائنا هنا اكثر و يجب علينا ان نعود ادراجنا قبل ان تنفذ مؤننا تماماً .

وقعت عيناى على احد الأوراق ، امسكت الورقة بين يدي و انا انظر نحو الرموز المرسومة عليها بشرود استعيد ما اخبرني به يونهو .

flashback

" هل عثرت على اى شئ؟ "

اقتربت من يونهو الذي كان ينظر بإنغماس إلى الخريطة التي بسببها نحن هنا الأن و هناك الكثير من الأوراق المتناثرة من حولها كُتِبَ عليها رموز و ارقام غير مفهومة، رفع نظره نحوي بعد ان اعاده سؤالي من إنغامسه .

" هناك الكثير من الأمور الغامضة التي مازلت احاول ان افهمها "

اقتربت نحوه لأجلس بجانبه على الأرض ، وضعت مصباحي بجانبي لأنظر بتمعن إلى الخريطة التي يمسكها بين يده .

" ماذا تعني تلك الرموز؟ " نظرت بتسائل نحو الورق المتناثر من حوله ليلفت نظري تلك الرموز المرسومة على الورق .

" انها ملاحظات وجدتها على الخريطة، لكنني لا افهم ماذا تعني بعد ، ربما شيئاً يساعدنا بفهم ذلك المكان الغريب "

اخذت اتأمل تلك الرموز بتفكير، احدها كان دائرة مظللة، و الأخرى تم رسم ساعة رملية، و اخرى تشبه البوصلة .

" ان هذا المكان يبدوا كالأحجية الصعبة، كلما حاولنا فهمه يزداد الأمر غموضاً " ظللت معلقة نظري نحوها بشرود .

End flashback

تركت الورق من يدي لأحرك يدي على رأسي بإرهاق، لا اذكر اخر مرة شعرت بكل هذا التشتت و الإرهاق ، منذ ان اتينا إلى هذا المكان و هذا كل ما اشعر به .

نهضت من امام الطاولة لأقرر اخذ قسط من الراحة، رغم علمي بانه بمجرد اغماض عيني لن تدعني الكوابيس و شأني .

خرجت من الغرفة متجهاً نحو غرفتي، الهدوء يسود المكان على السفينة ، يبدوا انني الوحيد من بقى مستيقظ حتى الأن ، الضباب يحيط بالسفينة ليبرز بقوة و قد انطفئت جميع الأنوار عليها ، لمحت يونهو و مينجي ينامون بعمق فوق سطح السفينة ، من المفترض انها نوبة حراستهم ، لكنني لست متفاجئ من استسلامهم للنوم ، فانها ليست المرة الأولى التي يسقطوا فيها في النوم اثناء مناوبتهم و يتم توبيخهم في الصباح على ذلك .

اكملت طريقي إلى غرفتي ، تجمدت فجأة في مكاني بعد ان وقعت عيناى على آثار من الماء على الأرض و آثار اقدام بجانبها ، لمست سيفي بتأهب لأتحرك بحذر متتبعاً تلك الآثار ، توقفت فجأة بعد ان وصلت إلى نهاية تلك الآثار لأنظر امامي نحو المكان التي انتهت عنده... غرفة نومي .

لمست مقبض الباب لأتوقف عن تحريكه بعد ان تسلل إلى اذني صوت حركة بالداخل ، لأشد يدي على السيف بينما اقوم بفتح الباب بحذر و هدوء .

اقتحمت الغرفة لأرفع سيفي بتأهب ، ابحث بنظرات حذرة عدائية باتجاه مصدر ذلك الصوت ، كانت الغرفة مظلمة بالكامل و لكن على الرغم من ذلك كان هناك ضوء بسيط قادم من النافذة الصغيرة في الغرفة بواسطة ذلك الضباب الأبيض المحيط بها .

انتفض جسدي فجأة اثر الصدمة بعد ان وقع نظري على سبب تلك الضوضاء ، ذلك المتسلل الذي يعبث في اغراضي دون خوف او تردد كان.... فتاة .

اتسعت عيناى بصدمة بينما اتأمل ذلك المشهد امامي ، لا استطيع إستيعاب الأمر ، كانت تجلس على الأرض ترتدي قميص ابيض طويل ، قد تعرفت عليه فور رؤيته، فهو يعود لي ، كان شعرها اسود طويل رطب يتقطر منه الماء على الأرض ، ممسكة ببوصلة تحركها بين يديها بعشوائية و كأنها تقوم بإستكشافها بينما هناك الكثير من الخرائط و بعض من اقلامي مبعثر بجانبها بفوضة .

انتبهت فجأة انها توقفت عن العبث بالبوصلة التي بين يديها لتتجمد فجأة في مكانها قبل ان تلتفت سريعاً نحوي لتلتقي نظراتنا و نقع في تواصل بصري صامت .

انها هي...

الفتاة التي كانت تغني...

انها هنا حقاً...

لم يكن حلماً...

دار هذا الحديث في رأسي بصدمة ، لا استطيع إستيعاب انها هنا حقاً، و انني لا احلم .

توقف عقلي عن التفكير كلياً ، و جميع الأفكار و الأسئلة في عقلي اختفت كلياً ، وقعت معها في تواصل بصري اتأمل نظراتها الخائفة و المضطربة نحوي ، تتراجع بتردد إلى الخلف بعد ان وقعت نظرها على السيف بيدي ، انزلت عيني نحو السيف لأجد نفسي مازلت اُشِهر سيفي امامها، لأقوم بإرجاعه إلى غطائه .

" لا تخافي ... لن اؤذيكي " رفعت يداى بعيداً عن السيف بينما اتحرك نحوها ببطئ .

اقتربت منها بهدوء بينما انظر لها بصمت ، اخشى ان تختفي فجأة او تكون محض هلوسة .

" انتي حقيقية ، لم اكن اهلوس اليس كذلك؟ " نطقت بشرود بينما اقترب منها اكثر .

كانت تنظر بتشتت بيني و بين الغرفة ، وقع نظرها على باب الغرفة و قبل ان تقوم بتنفيذ ما يدور برأسها و تقوم بالفرار امتدت ذراعاى نحوها بسرعة قبل ان تكمل تحركها بعيداً لأقوم بتثبيتها امام الحائط .

" امسكتك " همست بها بالقرب من وجهها بينما تنظر لي بنظرات متسعة من الصدمة.

" اهدئي، لن اؤذيكي " وضعت يدي سريعاً امام فمها عند ادراكي انها على وشك ان تصرخ بينما اليد الأخرى مازالت تقوم بتثبيتها حتى لا تتحرك .

" سوف ابعد يدي عن فمك ، و انتي لن تصرخي ، اتفقنا؟ ، قومي بتحريك رأسك للإجابة " اومئت لي بنظرات خائفة مشتتة لأبعد يدي .

" انتي حقاً حقيقية " نبثت بها من بين شفتاى بينما اتأملها .

" لما انتم هنا؟ ... اتيتم لأكل قلوبنا اليس كذلك؟ "

" يا إلهي... ها نحن مجدداً ، لما يفعل احد هذا؟ " اجبتها بتذمر لأتنهد " قلتي قلوبنا ؟ هل هناك آخرين مثلك؟ " سألتها بينما انظر نحو قدمها العارية بتردد و انا استعيد في رأسي صورتها حين قفزت في الماء ، كيف كانت داخل الماء بزيل سمكة ، كيف بإمكان وجود شيء كهذا ؟

"احقاً لم تأتوا لأجل اكل قلوبنا؟ " سألتني بنظرات مشتتة، بعد ان نظرت لي بصمت و كأنها تحاول ان تتأكد ان كنت صادقاً .

تنهدت بإنزعاج " لا، و اجيبي على اسئلتي، من انتم؟ "

" لما انتم هنا إذاً ؟... إن لم يكن لهذا؟ " تجاهلت سؤالي مجدداً ، لتسألني بنظرات حريصة مترددة .

" نحن هنا فقط لإكتشاف المنطقة فقط ، لم نأتي لأذية اى شخص "

" لديكم علم قراصنة ، القراصنة لا يعرفون سوى الإذاء و الركض خلف اطماعهم " اخبرتني بنظرات مليئة بالعدائية و الغضب.

" اجل ... حسناً معكي حق بشأن هذا، لكننا لسنا هنا بنية الإذاء ، اقسم لكِ نحن فقط لإكتشاف المنطقة، وجدنا خريطة تؤدي إلى هذا المكان شعرنا بالفضول و اتينا لإكتشاف المنطقة "

نظرت لي بشك لأتنهد بإستسلام " حسناً و لكي نبحث عن بعض الكنوز الضائعة " ابتسمت لتخفيف ذلك الجو الموتر بيننا.

" اخبريني ما هو اسمك على الأقل " نبثت بها بعد لحظات من الصمت بيننا .

" بيرل... اسمي بيرل "

" بيرل " نبثت بها بإبتسامة " انه اسم جميل ، ادعى سونجهوا "

" هل يمكنك الإبتعاد عني قليلاً ؟ " اخبرتني بينما تنظر لي بتوتر ، لأنتبه كم انا قريب منها.

" عديني اولاً انكِ ستُجيبني على اسألتي؟ "

صمتت بتردد للحظات قبل ان تحرك رأسها بالموافقة .

ابتعدت عنها ببطئ انظر لها بتركيز خوفاً من ان تحاول الهرب مجدداً ، لأقوم بإشعال الشمعة فوق مكتبي لأستيطع رؤية وجهها بوضوح .

" ماذا تكونين؟ ، كيف يمكن ان تتحول قدمُكِ لزيل سمكة؟ "

" انها حقيقتنا، نحن لسنا مثلكم... لسنا كالبشر "

" ماذا تكوني إذاً؟ "

" الأحياء يطلقون علينا حوريات "

" الأحياء؟ ... ماذا يعني هذا؟ ، هل سألتني حين تقابلنا ان كنت حياً ايضاً " عقدت حجباى بتساؤل، استعيد محادثتي السابقة معها.

" اتعلمون ماذا يسمى المكان الذي انتم به الأن؟ "

" ارض الموتى " اجبتها بشرود احاول فهم الأمر " لكنني ظننت انها سميت هكذا نظراً للسفن التي تضيع بها "

" ليس هذا السبب، انها ارض للموتى " نظرت لها بتشتت احاول إستيعاب الأمر.

" لا افهم... كيف يمكن ان يوجد مكان كهذا، هل انتم... الحوريات موتى اذاً؟ "

" لا، لسنا كذلك ، اننا مرشدوا الطريق "

" مرشدوا الطريق؟ ، ماذا يعني هذا؟ "

" ارض الموتى هى المكان بين عالم الاحياء و الأموات ، و مهمتنا هى إرشاد الأرواح الضائعة في البحر إلى الطريق إلى العالم الآخر "

نظرت لها بتشتت و صدمة، لا استطيع تصديق ما تخبرني به، لكن لا يسعني سوى تصديق ما تقوله ، خاصتاً بعد كل ما حدث لنا هنا، و رؤيتي لفتاة نص جسدها يتحول لزيل سمكة ، لا يبدوا لي اى شىء هنا يصلح للتعامل معه بالمنطق و العقل .

" اكملي " نظرت لي بتردد و كأنها مترددة من اخباري .

" في كل ليلة اكتمال القمر يخرج احدٌ منا للسطح لغناء أغنية الموتى حتى تتبعها الأرواح و تقودها إلى الطريق "

" الأغنية التي قادتني لكِ في تلك الليلة " نظرت لي بنظرات ذات معنى بعد ان صرحت بهذا قبل ان تكمل بنبرة جدية اكثر .

" ليس من المفترض ان تسمع غنائي ... تلك الاغنية ليست للأحياء ، لا يمكن للأحياء سماعها "

نظرت لها بشرود بينما اتذكر كيف انني الوحيد من استطاع سماعها ، و لكن كيف؟

" كيف يمكن ان اسمعها اذا؟ "

" لم افهم الأمر في البداية ، لم يمر علينا حادثة كتلك ابداً ، و لكنني اظن انني افهم لماذا الأن " وقعت عيناها على سيفي بنظرات شاردة قبل ان تعيد نظرها لي .

" عليك ان تدعهم يذهبون ايضاً " اخبرتني بشبح إبتسامة حزينة بينما تقترب نحوي بتردد .

عقدت حجباى بتساؤل " لا افهم ".

" من قمت بقتلهم " ارتعد كامل جسدي و شعرت بالعرق البارد على وجهي الذي شعب بعد تصريحها بأعمق جرح بداخلي .

" ماذا تعنين؟ ... "

قطع حديثنا صوت طرق على باب غرفتي لتتسع عيناها بهلع .

" لا تخافي، ابقي هادئة "

تحركت باتجاه الباب لأقوم بفتحه و اقف امامه مانعاً رؤية ما بداخل غرفتي.

" ماذا تريد سان؟ "

" يبدوا ان الاحمقان قد غفيىَ مجدداً، سوف اكمل المراقبة عنهم ، لكنني قد اضعت منظاري، و لا اتذكر اين تركته ، لذا فكرت حين رأيت ضوء غرفتك ان آتي لأستعير المنظار الخاص بك "

" ليس هناك داعي ، سوف اتولى المراقبة اليوم بنفسي، عد انت للنوم "

" لكن انت... "

" صدقني ليس لدي رغبة في النوم و لن يضر البقاء ما تبقى من الليل خارجاً اليوم " نظر لي بتردد قبل ان يُحرك كتفيه بإستسلام .

" حسناً، كما تريد "

راقبته بينما يرحل لأغلق الباب و التفت لها بينما اتنفس الصعداء .

" لقد رحل، لا تخافي "

" على الذهاب الأن " اخبرتني بنظرات قلقلة بينما تلقي نظرات خاطفة بإتجاه النافذة.

" لكننا لم نكمل كلامنا بعد... " اخبرتها بانفعال و تردد ، لا استطيع تركها الأن بعد ان وجدتها، اخشى من ان تختفي مجدداً إن تركتها تذهب .

" لا يمكنني البقاء خارج الماء لوقت طويل، هذا قد يَقْتُلُني "

تنهدت بإستسلام بعد ان نظرت لها بتشتت متردد من تركها تذهب ، لكن لا استطيع تركها تتأذى .

" اتبعيني إذاً، سوف اخرجك من السفينة "

" اعرف الطريق... "

" لا تريدين المخاطرة من ان يتم الإمساك بكِ " ترددت بتفكير قبل ان تومئ لي بالموافقة .

اخذت المصباح الخاص بي لأسبقها انظر حولي بحرص لأتأكد من عدم وجود احد ، التفت لها لأشير لها بان تتبعني .

" متى يمكنني رؤيتك مجدداً " اخبرتها بتلهف بينما نقف عند مقدمة السفينة بعيداً عن موقع الحراسة حيث ينام يونهو و مينجي.

شردت نظرها بتفكير قبل ان تجيبني " غداً في نفس الوقت في المكان الذي رأيتني فيه اغني " نبثت بها قبل ان تلتفت لتقفز في الماء خلف ذلك الضباب الكثيف الذي جعلني اعجز عن رؤيتها .

" غدا إذاً "

******************
To be continued...
© Doo Yaqoot,
книга «Song Of The Dead || أغنية الموتى».
Коментарі