7
رجعت بشابتر جديد اتمنى يعجبكم 🖤💜💙🏴☠️
" قراءة ممتعة "
*************************
- حتى و إن هربت، اصطدمت، و تأذيت، كلما قاومت اكثر كلما ازداد وقوعي و زاد عمقه .
في النهاية مازلت باقياً في مكاني
*************************
الشعور و كأن روحك تسلب من داخل جسدك ، تكاد تفقد صوابك من الألم ، ذلك الشعور الذي شعرت به مرة منذ زمن طويل ، و لم اشعر بأى شيء من بعد تلك المرة ، كان قوي لدرجة انه قتل كل شيء في طريقه كالعاصفة المدمرة ، لأتحول لذلك الحاصد المتعطش للدماء الذي يزهق الأرواح دون ان يرف له جفن ، لم اتخيل للحظة واحدة انني سأعيش ذلك الشعور مجدداً حتى تلك اللحظة ....
.
.
.
نظرت عبر تلك النافذة المحاطة بالقضبان الحديدية اعلى الباب ذلك الصندوق الزجاجي الكبير المليئ بالماء بينما هى تمكث بداخله في هدوء بوجهاً يصعب قرائته و قد عاد اللون إلى وجهها مجدداً ، انظر نحوها بقلق و ضيق افكر بما يجب ان افعله لإقناعهم بتركها و شأنها .
" تبدوا افضل من السابق الأن " انتشلني من بين افكاري صوت جونجهو من خلفي لألتفت نحوه لترتسم شبح إبتسامة على وجهي نحوه .
" اجل، انها افضل الأن ... لم يتسنى لي الفرصة لأشكرك على انقاذها "
" لم افعل شيئاً ، لقد تذكرت فقط ذلك الصندوق الزجاجي الذي نحتفظ فيه بما نصطاد ، من حسن الحظ انه يتسع لتتواجد فيه " حرك كتفيه بعدم اكتراث قبل ان يتقدم نحو النافذة ينظر نحوها بتفكير قبل ان يكمل .
" على كل حال كان على احدنا فعل شئ قبل ان ينتهي الأمر بقتل احدكم الآخر " نظر نحوي بنظرات تحمل في طياتها بعد التأنيب .
" لم ارد للأمر ان يصل إلى هذا الحد ، لكنني لم استطع ان اقف مكتوف اليدين بينما بيرل تحتضر لأنه يأبى مساعدتها "
" انها المرة الأولى التي اراكم فيها تتشاجرون ، لم يكن ينبغي ان يصل الأمر إلى هذا الحد "
نظرت بشرود نحو الفراغ اقوم بإسترجاع كل ما حدث ليقاطعنا قدوم يوسانج لنضطر لبتر تلك المحادثة .
" هونججونج يريدنا في غرفة الاجتماعات الأن "
التفت ألقي نظرة على بيريل حيث تمكث ارمقها بنظرات اخيرة و الكثير من الافكار اخذت تعصف بداخلي ، متردد في تركها حبيسة في تلك الغرفة داخل ذلك الصندوق الزجاجي .
" سوف تكون بخير ، لا تقلق "
.
.
.
القيت نظرة نحو الجالسين حول طاولة الاجتماعات يتهامسون فيما بينهم ليتوقف الجميع فجأة عن هماساتهم بعد ان انتبهوا لدخولي لتنصب نظراتهم على بنظرات تتراوح بين القلق و التوتر و الكثير من المشاعر المختلطة ، انا واثق ان معظمهم و ان لم يكن جميعهم يعتقد انها تسيطر على بطريقة ما و تجعلني فاقد لصوابي ، و انا لا الومهم ، ليس كل يوم نقابل فتاة تتحول إلى نصف سمكة داخل الماء ، في مكان لم يذهب إليه احد و يخرج منه ليروي ما رآه .
" من الافضل ان تجلس حتى نبدأ الاجتماع "
التفت لأنظر نحو هونججونج لاستطيع ادراك مدى استياءه و سخطه الشديد ، تقدمت بهدوء نحو الطاولة لأجلس بجانبهم انظر نحو هونججونج انتظر ان يتحدث .
" تعلمون جيدا لما طالبت بان نعقد ذلك الاجتماع ، علينا اتخاذ قرار حاسم بشأن تلك ... الفتاة ، او لا اعرف ما هى ماهيتها بالضبط "
" فقط دعها تذهب و شأنها ، و ينتهي الأمر " اندفعت اخبره بنبرة تحمل في طياتها الإنزعاج .
" اخبرتك لا يمكنني السماح بذلك ، ليس قبل ان اتأكد انها لن تهدد حياتنا " تنهدت هونججونج ليهدأ من نبرته المنزعجة .
" لما لا تفهم سونجهوا ، انا افعل ذلك لحمايتنا ، نحن في منطقة مجهولة مليئة بالسفن المحطمة و الضباب يغطيها دون حدوث اى تغير في الطقس و الاجهزة تعطلت بمجرد دخولنا ، ما الذي يضمن لي انها ليست خطرة ؟ "
" لانه ان كانت تريد إذائنا لكانت فعلت حين كانت حرة طليقة "
" رفاق " حمحم سان لنلتفت له نحن الاثنين بانتباه ليكمل " من المفترض اننا هنا لنتناقش حول الامر لا ان نشاهدكم تتشاجون مجدداً "
القيت نظرة نحوهم جميعاً قبل ان اهدأ من انفعالي ليسود صمت موتر بيننا للحظات قبل ان يقطع ذلك الصمت صوت مينجي .
" لقد تحدثت معاها اليس كذلك؟ ، لابد انها اخبرتك شيء بشأن ما تكونه "
اومئت له بإيجاب قبل ان اشرع في التحدث " اخبرتني ان قومها يدعون بمرشدين الطريق لكن البشر الاحياء يدعوهم بالحوريات ، و ان تلك المنطقة التي نحن عالقين بها هى ارض للموتى بالمعنى الحرفي و ليس مجرد اسم فقط "
يوسانج " ما الذي يعنيه هذا؟ "
" بمعنى انه مكان بين عالم الموتى و الاحياء ، و وظيفتهم هى قيادة تلك الارواح إلى العالم الآخر "
هونججونج " ما الذي يثبت انها لا تكذب بشأن هذا؟ "
يونهو " لقد سمعت شيئاً بشأن هذا من قبل من احد البحارة الفرنسين ، كان يتحدث بشأن اسطورة عن فتيات تسبح في البحار تغني للبحارة و تأخذ ارواحهم تدعى بالحوريات ، لقد ظننت انها محض اسطورة محلية لا اكثر "
هونججونج " انه ليس دليلاً ان ما قالته هو الحقيقة ، تلك الاسطورة تقول انها تأخذ الارواح ، انه ربما يقصد انها تأخذ ارواح الاحياء لا الاموت "
" و كيف تريد التأكد ان كانت صادقة ام لا؟ " سألته بنبرة تحمل في طياتها الإنزاع من تصميمه لتحويلها لوحش بشع يرغب بالفتك بنا جميعاً .
" سوف اتحدث معها ... و لا اريد لأحدا منكم بالتواجد اثناء ذلك "
هممت بالاعتراض ليقاطعني بنظرات بها تصميم عنيد .
" بربك لن اقوم بقتلها اثناء تواجدي معاها بمفردنا... على الاقل لن اقتلها الأن "
" هل من المفترض ان يجعلني ذلك مرتاح البال ؟ " اخبرته بسخرية ليقاطعني وويونج الذي كان يجلس بجانبي بهمس " انظر إلى الجانب الجيد هو لن يقتلها الأن ، صدقني هذا تحسن بالنظر إلى رغبته بقطع رأسها " اخبرني بنبرة ممزوجة بالمزاح لأنظر له بنظرات قاتلة ليتراجع في توتر ليتحدث بالهراء مجدداً " يبدوا انه ليس الوحيد الذي يرغب بقطع رأس احدهم "
يوسانج " يوما ما سوف تسبب بمصرعك بسبب مزاحك في الوقت الخاطئ " سخر منه يوسانج لألتفت نحو هونججونج متجاهلاً حديثهم الاخرق .
" حسناً ، لك ذلك " اومئت له موافقاً ، لكن بنظرات مشوشة، افكر فيما ستصبح عليه الامور بعد تلك المحادثة التي يرغب بها ، اتمنى الا يصبح الأمر اسوء .
.
.
.
.
في تلك الاثناء داخل ذلك القبو اسفل السفينة حيث تواجد بمنتصفه حوض الماء الزجاجي الكبير الممتلئ بالماء حجمه بحجم التوابيت ، تواجدت بيرل بداخله تنظر بعيونها القلقة المرتابة اسفل الماء نحو باب القبو قبل ان ترفع معصميها و تتمسك بحافة الحوض لترفع نفسها ليتحول زيلها إلي اقدام بشرية و تخرج من الحوض بعد ان استعادت عافيتها لتواجدها في الماء لمدة كافية .
توجهت نحو ذلك القميص الابيض المعلق على احد جدران الغرفة الذي كانت تقوم بإرتدائه حين احضروها إلى هنا لتقوم بعقد ازراره ، توقفت يدها في تصلب بينما كانت تعقد اخر زر لتلتفت بحرص و حذر نحو باب القبو بعد ان سمعت خطوات تقترب من الباب .
تحولت نظراتها لعدائية غاضبة بعد ان انفتح الباب لتقع عينيها على ذلك الرجل قائدهم المدعو هونججونج ، بإمكانها ان تشعر بعدائيته و حذره نحوها ايضاً بينما يقترب اكثر بإتجاهها ليغلق الباب خلفه .
" ارى انك قد تعافيت تماماً الان " نبث بتلك الكلمات بينما ينظر نحو ساقيها البشرية التي تحولت بعد خروجها من الماء ، وقفت مكانها دون النطق بأى كلمة تكتفي بالنظر له بحذر و ذلك الخوف التي تقاتل لإخفائه ، تتسارع الكثير من الافكار داخلها عن سبب تلك الزيارة ، لما هو آتى لرؤيتها ؟ ، هل يرغب بأذيتها ؟
تحدث مجدداً بعد ان ظلت صامتة تكتفي بالنظر له بحذر " لا داعي للقلق لست هنا لقتلك ، اريد فقط ان نتحدث "
" بماذا؟ " نبثت بها من بين شفتيها بتردد .
" بما تريديه منا؟ لما تلاحقيننا ؟ ماذا تريدين؟ "
عقدت حجبيها بعدم فهم " انتم من اتيتم إلى ارضي و قمتم بإحتجازي في سفينتكم بدون وجه حق ، و الان تتهمني بأنني الاحقكم؟ ، لا يمكنني فهم البشر حقاً "
" هل تظنيني احمق؟ انتِ لا تعلمين مع من تعبثين هنا "
" بل اعلم تماماً ، ان رائحة الدماء تنبعث منكم بقوة ، ان ايديكم ملطخة بالدماء .... الكثير منها "
" إذا لما لا يكون كلاً منا واضح و نوفر علينا الكثير من الوقت ، ما الذي تريديه بالضبط؟ ، لما تسعين خلف سونجهوا؟ "
يكاد يقسم انها قد جفلت للحظة لذكر اسمه امامها لتضطرب نظرتها " لا اريد شيئاً ، هو من لحق بي ، استطاع سماع صوتي و عثر على "
" ها انتي تكذبين مجدداً ، لقد رأيتكم في ذلك اليوم على متن السفينة ، انتي من اتيتي إلى هنا "
" انا لا اكذب... هو من آتى اولاً ثم.... " اندفعت بنبرة عدائية ليتوقف الكلام في حلقها بينما تفكر ، لما آتت إليه ، لما ارادت رؤيته مجدداً بعد ذلك اليوم الذي عثر عليها به ، و ها هى تدفع ثمن حماقتها ، كان عليها الهرب فقط .
" لما صمتي؟ ثم؟ "
رفعت ذقنها بكبرياء و عدوانية متجاهلة افكارها التي تزعجها " ثم شعرت بالفضول لانه استطاع سماع صوتي ، هذا فقط "
ابتسم بسخرية ليتحدث مجدداً " اتودين ان تقنعيني انك كائن مسالم في ذلك المكان المظلم المريب المحاط بالضباب طوال الوقت ، و سفن البحارة المحطمة ، فسري لي إذاً ما الذي دمر كل تلك السفن .
تحولت نظراتها لنظرات شاردة حزينة و كأن نظراتها شرددت في ذكريات مؤلمة للغاية ، لترفع نظراتها نحوه و تتحدث بصوت حاولت قدر الامكان ان تجعله ثابتاً و قويا .
" نحن من دمرها "
ساد الصمت بينهم لفترة ليست بقليلة ينظر كلاً منهم للآخر بعد ان صرحت بهذا في وجهه ، لقد توقع ان تكذب و تخبره اى شيء سوى ان تعترف انها و قومها من دمر كل تلك السفن .
" و لما فعلتم هذا؟ " سألها بعدائية و بنبرة باردة ، بعد ان اثبتت انها وحشً خطير كما توقع .
بدلاً من ان تتحدث لتجيبه رفعت يدها اليمنى نحو لينظر لها بتساؤل .
" من الافضل ان ترى بنفسك ما حدث "
نظر نحوها للحظات بنظرات متسائلة قبل ان يقترب بحذر واضعاً احدى يديه فوق سيفه مستعداً لاى شيئاً يصدر منها .
" و كيف ستريني ما حدث بالضبط؟ "
و دون ان تتحدث حولت نظراتها إلى يدها التي تمدها له .
ليرفع يده يلمسها بتردد لتتسع حدقتا عينيه بعد ان لمسها مباشرتاً و كأن عقله تعرض لصاعقة رعدية .
.
.
.
.
المشهد تغير تماماً في لحظات و كأنها انتقل إلى مكان اخر او بالمعنى الادق قد نُقل إلى عرض البحر ، الضباب مازال يحيط المكان و لكن بفضل ضوء القمر المكتمل فوقه يمكن رؤية المشهد من حوله .
اسطول كبيرة من السفن تحيط المكان يرفرفر فوقها الاعلام السوداء التي تحتوي على الجمجمة البيضاء التي يضعها القراصنة شعاراً لهم ، التفت حوله بزعر بعد ان ادرك صوت تلك الصرخات من حوله ، كانت صرخات متألمة مفزوعة ، نظر حوله في توتر ليلمح شِباك الصيد لتلك السفن في عرض البحر و يلمح ما كان بداخلها ، لقد كانت تلك الكائنات التي تشبه بيرل تصارع تلك الشباك بكل قوتها بينما كانوا يبكون في فزع مما يحدث لهم ، و آخرون كانوا يسبحون فارين من تلك الشباك يحاولون الهرب منهم بينما سمع صوت اخر بشع ، صوت هؤلاء القراصنة المقرفين يصرخون بلغة إيطالية.
" لا تدعوا احد يفلت "
" يجب ان نحصل على قلوبهم جميعاً "
" هاجموهم بالرماح ، لكن لا تصيبوا قلوبهم ، نريدها سليمة "
بدأوا برمي رماحهم نحو الفارين لتتعالى صوت الصرخات المعذبة اكثر ، اتسعت عيناى بينما ارى الرماح و هى تخترق الكثير منهم بالفعل .
صمتٌ غريب ساد المكان ، من قِبل من يصرخون ، توقفوا جميعاً فجأة متسعة اعينهم ينظرون نحو جثث ابناء قومهم و الدموع متجمدة في اعينهم ، صمت غريب ...
بدون سابق انذار ، صرخة عظيمة قد انطلقت منهم جميعاً ، و كأنها قادمة من الجحيم دوت في المكان ليهتز البحر فجأة بقوة لتهتز السفن بقوة و كأن الشياطين قد خرجت من الجحيم لتدمر كل شيئ ، كل شيء تحول في لحظات و ترتفع موجة عظيمة و تدمر اسطول السفن العملاق و كأنه لا شيء على الاطلاق .
تراجعت بانفاس لاهثة بعيداً لانظر حولي اتأكد انني مازلت في القبو لأعيد نظري نحوها بنظرات مضطربة " كيف.... كيف استطعتي فعل هذا؟ .... ما كان هذا؟ " تحدثت بإضطراب و انفاس لاهثة بينما اشير إلى يدها .
نظرت نحوه بهدوء شديد قبل تتحدث بهدوء مماثل لنظراتها " ما رأيته منذ قليل كان ذكرياتي ، لقد رأيتك ما حدث لتلك السفن "
" كيف؟ .... كيف فعلتم هذا "
" تدعى صرخة الموت، انها قدرة مدمرة لكنها لا تخرج متى شئنا ، انها تظهر حين نتألم ، او يحدث لنا مآساة قوية لنصرخ تلك الصرخة و هذا ما حدث "
تحدث مجدداً بعد ان هدأت صدمته ناظراً بشرود نحوها " لماذا ارادوا الحصول على قلوبكم؟ لم افهم؟ "
صمتت قليلاً تنظر نحوه بتفكير قبل ان تتحدث " الم تأتوا إلى ارض الموتى لنفس الهدف و احتجزتوني لأجله، الم تريدوا قلبي؟ "
عقد حجبيه بتساؤل و عدم فهم " و لما تريد فعل شيء كهذا؟ "
" للحصول على الخلود "
******************
To be continued.......
اتمنى ان يكون الشابتر نال اعجابكم منتظرة تعليقاتكم . 💜🖤
" قراءة ممتعة "
*************************
- حتى و إن هربت، اصطدمت، و تأذيت، كلما قاومت اكثر كلما ازداد وقوعي و زاد عمقه .
في النهاية مازلت باقياً في مكاني
*************************
الشعور و كأن روحك تسلب من داخل جسدك ، تكاد تفقد صوابك من الألم ، ذلك الشعور الذي شعرت به مرة منذ زمن طويل ، و لم اشعر بأى شيء من بعد تلك المرة ، كان قوي لدرجة انه قتل كل شيء في طريقه كالعاصفة المدمرة ، لأتحول لذلك الحاصد المتعطش للدماء الذي يزهق الأرواح دون ان يرف له جفن ، لم اتخيل للحظة واحدة انني سأعيش ذلك الشعور مجدداً حتى تلك اللحظة ....
.
.
.
نظرت عبر تلك النافذة المحاطة بالقضبان الحديدية اعلى الباب ذلك الصندوق الزجاجي الكبير المليئ بالماء بينما هى تمكث بداخله في هدوء بوجهاً يصعب قرائته و قد عاد اللون إلى وجهها مجدداً ، انظر نحوها بقلق و ضيق افكر بما يجب ان افعله لإقناعهم بتركها و شأنها .
" تبدوا افضل من السابق الأن " انتشلني من بين افكاري صوت جونجهو من خلفي لألتفت نحوه لترتسم شبح إبتسامة على وجهي نحوه .
" اجل، انها افضل الأن ... لم يتسنى لي الفرصة لأشكرك على انقاذها "
" لم افعل شيئاً ، لقد تذكرت فقط ذلك الصندوق الزجاجي الذي نحتفظ فيه بما نصطاد ، من حسن الحظ انه يتسع لتتواجد فيه " حرك كتفيه بعدم اكتراث قبل ان يتقدم نحو النافذة ينظر نحوها بتفكير قبل ان يكمل .
" على كل حال كان على احدنا فعل شئ قبل ان ينتهي الأمر بقتل احدكم الآخر " نظر نحوي بنظرات تحمل في طياتها بعد التأنيب .
" لم ارد للأمر ان يصل إلى هذا الحد ، لكنني لم استطع ان اقف مكتوف اليدين بينما بيرل تحتضر لأنه يأبى مساعدتها "
" انها المرة الأولى التي اراكم فيها تتشاجرون ، لم يكن ينبغي ان يصل الأمر إلى هذا الحد "
نظرت بشرود نحو الفراغ اقوم بإسترجاع كل ما حدث ليقاطعنا قدوم يوسانج لنضطر لبتر تلك المحادثة .
" هونججونج يريدنا في غرفة الاجتماعات الأن "
التفت ألقي نظرة على بيريل حيث تمكث ارمقها بنظرات اخيرة و الكثير من الافكار اخذت تعصف بداخلي ، متردد في تركها حبيسة في تلك الغرفة داخل ذلك الصندوق الزجاجي .
" سوف تكون بخير ، لا تقلق "
.
.
.
القيت نظرة نحو الجالسين حول طاولة الاجتماعات يتهامسون فيما بينهم ليتوقف الجميع فجأة عن هماساتهم بعد ان انتبهوا لدخولي لتنصب نظراتهم على بنظرات تتراوح بين القلق و التوتر و الكثير من المشاعر المختلطة ، انا واثق ان معظمهم و ان لم يكن جميعهم يعتقد انها تسيطر على بطريقة ما و تجعلني فاقد لصوابي ، و انا لا الومهم ، ليس كل يوم نقابل فتاة تتحول إلى نصف سمكة داخل الماء ، في مكان لم يذهب إليه احد و يخرج منه ليروي ما رآه .
" من الافضل ان تجلس حتى نبدأ الاجتماع "
التفت لأنظر نحو هونججونج لاستطيع ادراك مدى استياءه و سخطه الشديد ، تقدمت بهدوء نحو الطاولة لأجلس بجانبهم انظر نحو هونججونج انتظر ان يتحدث .
" تعلمون جيدا لما طالبت بان نعقد ذلك الاجتماع ، علينا اتخاذ قرار حاسم بشأن تلك ... الفتاة ، او لا اعرف ما هى ماهيتها بالضبط "
" فقط دعها تذهب و شأنها ، و ينتهي الأمر " اندفعت اخبره بنبرة تحمل في طياتها الإنزعاج .
" اخبرتك لا يمكنني السماح بذلك ، ليس قبل ان اتأكد انها لن تهدد حياتنا " تنهدت هونججونج ليهدأ من نبرته المنزعجة .
" لما لا تفهم سونجهوا ، انا افعل ذلك لحمايتنا ، نحن في منطقة مجهولة مليئة بالسفن المحطمة و الضباب يغطيها دون حدوث اى تغير في الطقس و الاجهزة تعطلت بمجرد دخولنا ، ما الذي يضمن لي انها ليست خطرة ؟ "
" لانه ان كانت تريد إذائنا لكانت فعلت حين كانت حرة طليقة "
" رفاق " حمحم سان لنلتفت له نحن الاثنين بانتباه ليكمل " من المفترض اننا هنا لنتناقش حول الامر لا ان نشاهدكم تتشاجون مجدداً "
القيت نظرة نحوهم جميعاً قبل ان اهدأ من انفعالي ليسود صمت موتر بيننا للحظات قبل ان يقطع ذلك الصمت صوت مينجي .
" لقد تحدثت معاها اليس كذلك؟ ، لابد انها اخبرتك شيء بشأن ما تكونه "
اومئت له بإيجاب قبل ان اشرع في التحدث " اخبرتني ان قومها يدعون بمرشدين الطريق لكن البشر الاحياء يدعوهم بالحوريات ، و ان تلك المنطقة التي نحن عالقين بها هى ارض للموتى بالمعنى الحرفي و ليس مجرد اسم فقط "
يوسانج " ما الذي يعنيه هذا؟ "
" بمعنى انه مكان بين عالم الموتى و الاحياء ، و وظيفتهم هى قيادة تلك الارواح إلى العالم الآخر "
هونججونج " ما الذي يثبت انها لا تكذب بشأن هذا؟ "
يونهو " لقد سمعت شيئاً بشأن هذا من قبل من احد البحارة الفرنسين ، كان يتحدث بشأن اسطورة عن فتيات تسبح في البحار تغني للبحارة و تأخذ ارواحهم تدعى بالحوريات ، لقد ظننت انها محض اسطورة محلية لا اكثر "
هونججونج " انه ليس دليلاً ان ما قالته هو الحقيقة ، تلك الاسطورة تقول انها تأخذ الارواح ، انه ربما يقصد انها تأخذ ارواح الاحياء لا الاموت "
" و كيف تريد التأكد ان كانت صادقة ام لا؟ " سألته بنبرة تحمل في طياتها الإنزاع من تصميمه لتحويلها لوحش بشع يرغب بالفتك بنا جميعاً .
" سوف اتحدث معها ... و لا اريد لأحدا منكم بالتواجد اثناء ذلك "
هممت بالاعتراض ليقاطعني بنظرات بها تصميم عنيد .
" بربك لن اقوم بقتلها اثناء تواجدي معاها بمفردنا... على الاقل لن اقتلها الأن "
" هل من المفترض ان يجعلني ذلك مرتاح البال ؟ " اخبرته بسخرية ليقاطعني وويونج الذي كان يجلس بجانبي بهمس " انظر إلى الجانب الجيد هو لن يقتلها الأن ، صدقني هذا تحسن بالنظر إلى رغبته بقطع رأسها " اخبرني بنبرة ممزوجة بالمزاح لأنظر له بنظرات قاتلة ليتراجع في توتر ليتحدث بالهراء مجدداً " يبدوا انه ليس الوحيد الذي يرغب بقطع رأس احدهم "
يوسانج " يوما ما سوف تسبب بمصرعك بسبب مزاحك في الوقت الخاطئ " سخر منه يوسانج لألتفت نحو هونججونج متجاهلاً حديثهم الاخرق .
" حسناً ، لك ذلك " اومئت له موافقاً ، لكن بنظرات مشوشة، افكر فيما ستصبح عليه الامور بعد تلك المحادثة التي يرغب بها ، اتمنى الا يصبح الأمر اسوء .
.
.
.
.
في تلك الاثناء داخل ذلك القبو اسفل السفينة حيث تواجد بمنتصفه حوض الماء الزجاجي الكبير الممتلئ بالماء حجمه بحجم التوابيت ، تواجدت بيرل بداخله تنظر بعيونها القلقة المرتابة اسفل الماء نحو باب القبو قبل ان ترفع معصميها و تتمسك بحافة الحوض لترفع نفسها ليتحول زيلها إلي اقدام بشرية و تخرج من الحوض بعد ان استعادت عافيتها لتواجدها في الماء لمدة كافية .
توجهت نحو ذلك القميص الابيض المعلق على احد جدران الغرفة الذي كانت تقوم بإرتدائه حين احضروها إلى هنا لتقوم بعقد ازراره ، توقفت يدها في تصلب بينما كانت تعقد اخر زر لتلتفت بحرص و حذر نحو باب القبو بعد ان سمعت خطوات تقترب من الباب .
تحولت نظراتها لعدائية غاضبة بعد ان انفتح الباب لتقع عينيها على ذلك الرجل قائدهم المدعو هونججونج ، بإمكانها ان تشعر بعدائيته و حذره نحوها ايضاً بينما يقترب اكثر بإتجاهها ليغلق الباب خلفه .
" ارى انك قد تعافيت تماماً الان " نبث بتلك الكلمات بينما ينظر نحو ساقيها البشرية التي تحولت بعد خروجها من الماء ، وقفت مكانها دون النطق بأى كلمة تكتفي بالنظر له بحذر و ذلك الخوف التي تقاتل لإخفائه ، تتسارع الكثير من الافكار داخلها عن سبب تلك الزيارة ، لما هو آتى لرؤيتها ؟ ، هل يرغب بأذيتها ؟
تحدث مجدداً بعد ان ظلت صامتة تكتفي بالنظر له بحذر " لا داعي للقلق لست هنا لقتلك ، اريد فقط ان نتحدث "
" بماذا؟ " نبثت بها من بين شفتيها بتردد .
" بما تريديه منا؟ لما تلاحقيننا ؟ ماذا تريدين؟ "
عقدت حجبيها بعدم فهم " انتم من اتيتم إلى ارضي و قمتم بإحتجازي في سفينتكم بدون وجه حق ، و الان تتهمني بأنني الاحقكم؟ ، لا يمكنني فهم البشر حقاً "
" هل تظنيني احمق؟ انتِ لا تعلمين مع من تعبثين هنا "
" بل اعلم تماماً ، ان رائحة الدماء تنبعث منكم بقوة ، ان ايديكم ملطخة بالدماء .... الكثير منها "
" إذا لما لا يكون كلاً منا واضح و نوفر علينا الكثير من الوقت ، ما الذي تريديه بالضبط؟ ، لما تسعين خلف سونجهوا؟ "
يكاد يقسم انها قد جفلت للحظة لذكر اسمه امامها لتضطرب نظرتها " لا اريد شيئاً ، هو من لحق بي ، استطاع سماع صوتي و عثر على "
" ها انتي تكذبين مجدداً ، لقد رأيتكم في ذلك اليوم على متن السفينة ، انتي من اتيتي إلى هنا "
" انا لا اكذب... هو من آتى اولاً ثم.... " اندفعت بنبرة عدائية ليتوقف الكلام في حلقها بينما تفكر ، لما آتت إليه ، لما ارادت رؤيته مجدداً بعد ذلك اليوم الذي عثر عليها به ، و ها هى تدفع ثمن حماقتها ، كان عليها الهرب فقط .
" لما صمتي؟ ثم؟ "
رفعت ذقنها بكبرياء و عدوانية متجاهلة افكارها التي تزعجها " ثم شعرت بالفضول لانه استطاع سماع صوتي ، هذا فقط "
ابتسم بسخرية ليتحدث مجدداً " اتودين ان تقنعيني انك كائن مسالم في ذلك المكان المظلم المريب المحاط بالضباب طوال الوقت ، و سفن البحارة المحطمة ، فسري لي إذاً ما الذي دمر كل تلك السفن .
تحولت نظراتها لنظرات شاردة حزينة و كأن نظراتها شرددت في ذكريات مؤلمة للغاية ، لترفع نظراتها نحوه و تتحدث بصوت حاولت قدر الامكان ان تجعله ثابتاً و قويا .
" نحن من دمرها "
ساد الصمت بينهم لفترة ليست بقليلة ينظر كلاً منهم للآخر بعد ان صرحت بهذا في وجهه ، لقد توقع ان تكذب و تخبره اى شيء سوى ان تعترف انها و قومها من دمر كل تلك السفن .
" و لما فعلتم هذا؟ " سألها بعدائية و بنبرة باردة ، بعد ان اثبتت انها وحشً خطير كما توقع .
بدلاً من ان تتحدث لتجيبه رفعت يدها اليمنى نحو لينظر لها بتساؤل .
" من الافضل ان ترى بنفسك ما حدث "
نظر نحوها للحظات بنظرات متسائلة قبل ان يقترب بحذر واضعاً احدى يديه فوق سيفه مستعداً لاى شيئاً يصدر منها .
" و كيف ستريني ما حدث بالضبط؟ "
و دون ان تتحدث حولت نظراتها إلى يدها التي تمدها له .
ليرفع يده يلمسها بتردد لتتسع حدقتا عينيه بعد ان لمسها مباشرتاً و كأن عقله تعرض لصاعقة رعدية .
.
.
.
.
المشهد تغير تماماً في لحظات و كأنها انتقل إلى مكان اخر او بالمعنى الادق قد نُقل إلى عرض البحر ، الضباب مازال يحيط المكان و لكن بفضل ضوء القمر المكتمل فوقه يمكن رؤية المشهد من حوله .
اسطول كبيرة من السفن تحيط المكان يرفرفر فوقها الاعلام السوداء التي تحتوي على الجمجمة البيضاء التي يضعها القراصنة شعاراً لهم ، التفت حوله بزعر بعد ان ادرك صوت تلك الصرخات من حوله ، كانت صرخات متألمة مفزوعة ، نظر حوله في توتر ليلمح شِباك الصيد لتلك السفن في عرض البحر و يلمح ما كان بداخلها ، لقد كانت تلك الكائنات التي تشبه بيرل تصارع تلك الشباك بكل قوتها بينما كانوا يبكون في فزع مما يحدث لهم ، و آخرون كانوا يسبحون فارين من تلك الشباك يحاولون الهرب منهم بينما سمع صوت اخر بشع ، صوت هؤلاء القراصنة المقرفين يصرخون بلغة إيطالية.
" لا تدعوا احد يفلت "
" يجب ان نحصل على قلوبهم جميعاً "
" هاجموهم بالرماح ، لكن لا تصيبوا قلوبهم ، نريدها سليمة "
بدأوا برمي رماحهم نحو الفارين لتتعالى صوت الصرخات المعذبة اكثر ، اتسعت عيناى بينما ارى الرماح و هى تخترق الكثير منهم بالفعل .
صمتٌ غريب ساد المكان ، من قِبل من يصرخون ، توقفوا جميعاً فجأة متسعة اعينهم ينظرون نحو جثث ابناء قومهم و الدموع متجمدة في اعينهم ، صمت غريب ...
بدون سابق انذار ، صرخة عظيمة قد انطلقت منهم جميعاً ، و كأنها قادمة من الجحيم دوت في المكان ليهتز البحر فجأة بقوة لتهتز السفن بقوة و كأن الشياطين قد خرجت من الجحيم لتدمر كل شيئ ، كل شيء تحول في لحظات و ترتفع موجة عظيمة و تدمر اسطول السفن العملاق و كأنه لا شيء على الاطلاق .
تراجعت بانفاس لاهثة بعيداً لانظر حولي اتأكد انني مازلت في القبو لأعيد نظري نحوها بنظرات مضطربة " كيف.... كيف استطعتي فعل هذا؟ .... ما كان هذا؟ " تحدثت بإضطراب و انفاس لاهثة بينما اشير إلى يدها .
نظرت نحوه بهدوء شديد قبل تتحدث بهدوء مماثل لنظراتها " ما رأيته منذ قليل كان ذكرياتي ، لقد رأيتك ما حدث لتلك السفن "
" كيف؟ .... كيف فعلتم هذا "
" تدعى صرخة الموت، انها قدرة مدمرة لكنها لا تخرج متى شئنا ، انها تظهر حين نتألم ، او يحدث لنا مآساة قوية لنصرخ تلك الصرخة و هذا ما حدث "
تحدث مجدداً بعد ان هدأت صدمته ناظراً بشرود نحوها " لماذا ارادوا الحصول على قلوبكم؟ لم افهم؟ "
صمتت قليلاً تنظر نحوه بتفكير قبل ان تتحدث " الم تأتوا إلى ارض الموتى لنفس الهدف و احتجزتوني لأجله، الم تريدوا قلبي؟ "
عقد حجبيه بتساؤل و عدم فهم " و لما تريد فعل شيء كهذا؟ "
" للحصول على الخلود "
******************
To be continued.......
اتمنى ان يكون الشابتر نال اعجابكم منتظرة تعليقاتكم . 💜🖤
Коментарі