1
2
3
4
5
6
7
8
9
10
11
8
* ( قراءة ممتعة )

*************************

- تحت ضوء القمر الذي يذيب كسور القلب
- فقط دموعي ما يمكن رؤيتها

*************************

بدأ كل شئ يتوضح الان و قطع تلك الاحجية تجتمع معاً، لماذا اراد الكابتن لوكا الذهاب إلى ارض الموتى ، و التعليمات بحرق الخريطة ربما اراد الا يستطيع احدا آخر الحصول على ذلك الخلود غيره ، ضربته كل تلك الحقائق بإدراك فجأة مع ربطها بكل ما رأته اياه .

بقى يحدق بها لا يعلم كم بقى على تلك الحالة دون ان يتحرك قبل ان يستعيد رابطة جأشه ليتحدث مجدداً.

" إذاً هذا هو الكنز الذي يسعى الجميع لإيجاده هنا.... الخلود؟ "

اومئت له بتردد و ترقب بينما تنظر له بافكار مشوشة ، تنظر إلى تلك التعابير المرسومة على وجهه.... بحثت و انتظرت تلك النظرة الطامعة التي اعتادوا على رؤيتها في وجوه من يبحثون عنهم للحصول على الخلود ، الانتصار لإمساكه حرية هنا في سفينته بإمكانه تناول قلبها و يبقى حياً إلى الأبد ، لكن ما تراه الأن بعيد كل البعد عن ما توقعت رؤيته...... انه استياء ، و غضب .

قطع تأملها لوجهه ضحته الساخرة الممزوجة بالغضب قبل ان يتحدث بنبرة منزعجة " يا إلهي، لا اصدق اننا اضعنا وقتنا و عَلِقنا في هذا المكان فقط لأجلك ذلك الهراء "

علقت الكلمات في حلقها بينما تنظر له بتعجب و عدم فهم " انا... لا افهم ، الا تهتم بان تحصل على الخلود.... اليس لهذا السبب انتم هنا ؟ "

" بالطبع لا و اللعنة " نبثها من بين شفتيه بغضب بينما يتحرك داخل الغرفة بعصبية يحاول السيطرة على موجة الغضب العارمة التي ضربته بعد ادراكه بما اقحموا انفسهم به ، توقف عن التحرك لينظر لها مكملاً حديثه " لقد ظننا ان هناك كنوز مخبئة هنا او شيئاً من تلك السفن المحطمة...  ان كنا علمنا اننا سنجد هذا الهراء لم نكن لنأتي إلى  هنا ..... صدقيني ايتها الفتاة الخلود اخر شيء قد نرغب به " انهي جملته بإبتسامة ساخرة خالية من المرح بينما اخذت تتأمل تعابير وجهه ، تلك النظرة التي رأتها على وجهه قبل ان يعود لنظرته الجامدة... ذلك الألم و الحزن لقد رأتهم من قبل .

" إن كان الخلود ليس ما تريدون، لما تحتجزوني هنا ، فلتدعوني اذهب إذاً "

" لن تذهبي إلى اى مكان ، سوف تبقين هنا "

" و لكن لماذا؟ لقد قلت انك لا تريد قلبي" نظرت له بتشوش و غضب لما يصر على احتجازها هنا هل يتلاعبوا بها الان؟

" علينا الخروج من ذلك المكان بأى طريقة ، و انتي من ستخرجينا ، لن تذهبي لأى مكان قبل ان نضمن خروجنا من هنا "

" احتجازي لن يفيدكم بشئ ، لقد كنت انوي مساعدتكم بالفعل لولا مقاطعتكم في تلك الليلة "

نظر لها بتشوش و تساؤل " ما الذي تعنيه؟ "

" لقد طلبت مقابلة سونجهوا في تلك الليلة، لإعطائه شئ بإمكانه مساعدتكم في الخروج من هنا "

" و ما هو هذا الشئ ؟ "

" الساعة الرملية التي اعطيتها له "

اضاء في رأسي تلك اللحظه تلك الذكرى في تلك الليلة التي قبضوا عليها بها حين صطدمت رأس سونجهوا بالعصا ليفقد وعيه لألمح تلك الساعة الرملية التي انزلقت من بين يديه لترتضم بسطح القارب .

" ارجوا الا تكونوا قد اضعتوها ، انها المفتاح الوحيد لخروجكم من هنا "

" و لكن كيف لساعة رملية ان تقوم بإخراجنا من هنا؟ "

" ان جلبتها إلى هنا بإمكاني ان اريك "

نظر لها لوهلة بإرتاب قبل ان يقرر الإلتفات ليخطوا بخطوات واسعة نحو الباب ليخرج، ليتوقف فجأة حين لمح سونجهوا يقف بالقرب من باب القبو و تعابير قلقة متوترة على وجهه ليلتفت له بنظرات مزعجة و ابتسامة ساخرة .

" لا تقلق لم انحر عنقها بعد ، لم اكن اظن انك لا تثق بي كل تلك الدرجة "

" تعلم ان هذا غير صحيح ، اعلم انك لن تؤذيها ، لم استطع فقط الانتظار في الخارج لأعلم بنتيجة تلك المحادثة "

" سوف نتحدث فيما بعد بكل شيء ، لكن الان على  ان اتأكد من امراً ما "

اخبره ليخطوا نحو السلم ليصعد إلى اعلى السفينة لكن توقف في المنتصف ليلتفت نحو سونجهوا مجدداً .

" مازال غير مسموح لك بالدخول " نظر نحوه بنظرة تحذيرية قبل ان يصعد لأعلى السفينة متجهاً نحو ذلك القارب الذي كان سونجهوا على متنه تلك الليلة متجاهلا نظرات الفضول التي كانت على وجوه باقي الرفاق الواقفين معاً على ظهر السفينة ينتظرون معرفة ما حدث .

لم يبحث لوقتاً طويل ليجدها ، قام بإلتقاطها من فوق ظهر القارب  ليعود مجدداً للقبو متخطياً سونجهوا الذي ظل واقفاً بعناد بجانب باب القبو ، يا إلهي لا يمكنه ان يصدق انها لم تفعل شيء لتحويل الرجل الملقب بفارس الموت و آلة القتل إلى  ذلك الاخرق .

" ها هى الساعة الرملية ، عليكِ الأن ان تشرحي لي كيف يمكن لتلك الساعة ان تخرجنا من هنا ؟ "

" انها ليست مجرد ساعة رملية ، القي نظرة عليها "

تحركت نظراتي باتجاه تلك الساعة اتفحصها نظرت لها بتساؤل قبل ان اقوم بتنفيذ ما طلبته مني لتتسع عيناى و انظر بإرتباك و تشويش نحو تلك الساعة الرملية بينما اقوم بتحريكها بقوة، الرمال كانت عالقة في جانب واحد و كأن هناك شيئاً يمنع الرمال من ان تسقط إلى الجانب الآخر ، و كأنها معطلة كما هو حال كل شئ هنا .

" كيف لهذا ان يكون ممكناً ؟ " التفت لها في صدمة .

" قوانين البشر لا تسري على منطقتنا ، الشئ الوحيد الذي يتغير هنا هو القمر ، حين يكتمل نعلم انه وقت خروجنا لننادي على الموتى "

" لما اعطيتني ايها إذاً؟ "

" لانها سوف تعود للعمل قريباً "

" ما الذي تعنينه ؟ ، لقد اخبرتني انه لا شيء يتغير هنا "

" لكل شيء نقطة ضعف، و هذا ينطبق على ارض الموتى لذلك رغم انه من الصعب الدخول و الخروج إلى بحر الموتى ، هناك ثغرة "

" كسوف قمري " ومضت الامر في عقله بعد ان فكر في وقت دخولهم لتلك المنطقة المنيعة.

" بالضبط،  ان كل شيء في ارض الموتى يتعلق هنا بالوقت ، كل شيء متوقف السفن ، الساعات ، لا شيء يتغير سوى القمر و تلك الساعة "

" لما تلك الساعة الرملية؟ ما المميز بها؟ " نظر نحو الساعه بشرود و اخذ يتفحصها باهتمام عسى ان يجد اى شئ غريب بها .

" انها احد اسرار بحر الموتى ، المفتاح الوحيد الخروج من هنا ، حين يأتي الوقت المناسب، سوف تساعدكم على الخروج من هنا "

نظر نحوها بتعابير مشوشة قبل ان يتحدث مجدداً " لما على ان اصدقك ؟ ، لما ستساعدين جنسنا بعد ما حدث لكم، ربما تلك مجرد خدعة "

" بإمكانك الاختيار ان كنت تريد تصديقي ام لا "

نظر نحوها مطولاً بتعبير غير مقروء قبل ان يتحدث مجدداً " سوف تبقين هنا إلى ان يأتي كسوف القمر القادم ، ان كان ما تقولينه صحيحاً سوف نقوم بتحريرك " نبث بها قبل ان يلتفت للخروج.

pearl pov

تنهدت بإحباط قبل ان التفت لتعلق نظراتي خارج تلك النافذة الحديدية الوحيدة اعلى تلك الغرفة المظلمة ، حزينة على ما آلت إليه الامور ، ربما كان علي الاستماع إلى جنسي .

كان علي انهاء مهمتي بالمناداة على الموتى ثم العودة مجدداً إلى الماء و لا اخرج إلى السطح مجدداً ، كان علي عدم الاختلاط بالبشر ابداً .

لقد رأيت بالفعل كم ان البشر مليئين بالجشع و الظلام و رغم ذلك كنت غبية كفاية للإقتراب منهم... غبية لأقترب منه .

قطع تأملي نحو الخارج صوت فتح الباب مجدداً التفت بحذر خلفي ، لأتراجع خطوة للخلف بعد ان وقعت نظراتي عليه ، ذلك الذي جعلني اقترب منه رغم كل حذري من البشر ، ذلك الذي بسببه انا هنا الان .

نظرت نحوه بصمت دون ان اتحدث و كل علامات الحذر على وجهي .

" اعلم انكي مازلتي غاضبة مني ، لكن علينا ان نتحدث.... ارجوا منكي ان تسمحي لي "

" ما الذي تود اخباري به؟ ، هل تود الاعتذار لانك قمت بخداعي؟ .... فلتحتفظ بذلك الاعتذار لست بحاجه له، ان اللوم يقع على لانني اقتربت من البشر "

التفتت مجدداً حتى لا انظر نحوه ، لا اصدق انني خدعت به ، لقد ظنت انه مختلف ، حتى انني ارادت مساعدته للنجاة من هنا .

سمعت خطواته تقترب نحوي ، لكنني رفضت الالتفات نحوه ، اشعر بالحزن و الاذى بداخلي ، لا اعلم هل اشعر بالحزن لانني عالقة داخل تلك الغرفة ، ذلك الحوض الصغير الممتلئ بالماء هو فقط ما يحافظ على حياتي ، ام لانني قمت بتصديقه و وثقت به ليقوم بخداعي ، ربما يكون قائده صادق بشأن عدم رغبتهم بالحصول على قلبي ، ربما لم يريدوا الخلود لكن ربما ظنوا انني سأوصلهم الى كنزا ما عالق هنا لذا قاموا بصنع ذلك الفخ لي .

شعرت بيده الباردة تلمس كتفي لأشعر بشرارة تعبر عبر جسدي ، ربما هو اثر روحه البارده مثل يده التي تلمسها .

تجمدت دون حركة بينما استمع إلى صوت تنفسه المضطرب خلفي .

" اقسم انني لم اكن اعلم لما يخططون له، لم اعلم انهم قد علموا بشأنك و ان هونججونج رآكي على متن السفينة تلك الليلة... التفتي إلى... انظر إلى بيرل "

قام بمسك كتفي ليجعلني التفت إليه، لأجد نفسي انظر نحو عيناه المظلمة كالهالة التي تحيط به و تلك الارواح التي اشعر بها حوله يآبى تركها خلفه لتعبث في روحه و تعذبها، كان قريب كثيرا ، اشعر بتنفسه على وجهي .

" لقد كنتي تنظرين لي دائماً و كأن بإستطاعتك رؤية روحي، اليس بإمكانك رؤيتها؟ ... انظري إلى ثم اصدري حكمك كما تشائين "

وقفت متجمدة في مكاني لا اقوى على الحراك، لا يسعني سوى ان تعلق نظراتي نحو عينيه بإضطراب، انظر من خلالها عبر روحه المعذبة و المتألمة ارى كل ذلك الألم و المعاناة من خلالها... لكن هناك شئ آخر بداخلها ايضاً هناك شيئا ما لم يكن موجودا من قبل، شيئاً ما يلمع بين كل ذلك الظلام المحيط بروحه.

لم اكن اشعر بانفاسي المضطربة إلى حين اردت ان اتحدث، و كأن شيئاً ما عالق في حلقي يجعلني اتنفس بصعوبة ، و تلك الدموع التي بدأت تحرق عيناى دون ان اشعر بها، عالقة بين مقلتاى.

" يا إلهي، انا مجرد غبية .... ما كان على الاقتراب ابداً "

" هل مازلتي لا تستطيعين الثقة بي ؟ هل انا شئ إلى هذا الحد " سألت بتردد و عدم ثقة و كأنه يخشى من الإجابة التي سأجيبه بها.

" لا.... ليس هذا ما اعنيه، انا غبية لانني لا استطيع فعل شىء سوى الاقتراب اكثر "

لا اعرف كم دام ذلك الصمت بيننا و كأنه لم يعد هناك حاجه لنتحدث و كأننا تركنا الامر لنظراتنا لتتحدث بدلاً عنا.

" يبدوا انني اكثر غبائاً اذا "

كان هذا كل ما نطقت به شفتيه قبل ان اشعر بهما على شفتاى لتتسع عيناى بصدمة مما قام لاشعر بيديه تقربني نحوه اكثر ليعانقتي بقوة، رفعت يداى نحوه في محاولة خرقاء مني لأبتعاد لكن بدلاً من ذلك وجدت نفسي اتمسك به اكثر لأغمض عيناى مستسلمة لذلك الشعور الغريب الذي لم اقابله من قبل .

***************************
To be continued.......
© Doo Yaqoot,
книга «Song Of The Dead || أغنية الموتى».
Коментарі