الفصل الثاني | تَعَثُر
نبهوني على اي خطأ
_________________
بعد قرابة خمس دقائق حضر الإسعاف و تم حملها بسرعة الى المشفى
ييشينغ كان جالسا في سيارة الاسعاف بجانبها ينظر الى الفراغ و شفتاه منفرجتان يمثل الاهتمام او ربما يهتم حقا من يدري .. بينما الممرضون هناك يضعون لها قناعا للتنفس
وصلو الى المشفى ليركض نحوهم الممرضون و يخرجوها بسرعة الى قاعة الاستعجالات بالتعاون مع سائق الحماية المدنية
ليلحق بهم ذلك الطييب ذو القامة الطويلة راكضا و هو يضع سماعته ليردف بسرعة للممرضة المسؤولة عن الحالة
" مالوضع ؟"
" فتاة في الرابعة و العشرين من عمرها سقطت مغميا عليها في الجامعة النبض مستقر و بؤبؤ العين متسع .. "
اجابت الممرضة ليومئ و يشرع بغرز ابرة في وريد سوجين مربوطة بسائل حيوي
ثم بدأ بصفعها بخفة كي تستيقظ
" يا آنسة هل تسمعينني ، انا الطبيب المقيم بارك تشانيول "
حسنا هذا مبتذل لكنه جديد في مجال الاستعجالات يفزع عندما يرى شخصا مغشيا عليه و لا يدري ما يقول لذلك يعرف بنفسه
وجه الضوء نحو عينيها لتستجيب بعد مدة و تفتح عينيها بتعب
مرت دقائق حتى استعادت وعيها كليا و تم اخذها لقاعة اخرى لتخضع لفحص آخر ليعلم سبب اغماءها
" هل تعانين من اعراض معينة في الآونة الأخيرة ؟"
سال الطبيب تشانيول و هو يضع السماعة على قلبها مجددا كي يتحسس النبض
" الم طفيف هنا "
قالت و هي توجه سبابتها نحو ابطها بعشوائية
ليزم شفتيه و يملي على الممرضة الفحوصات التي يريد ان تجرى لها
" يمكنكِ البقاء هنا الى حين خروج نتائج الفحوصات .. زال البأس مجددا "
قال اخر جملة و هو ينحني باستمرار ثم اتجه نحو مكتب البروفيسور الذي يتدرب لديه ليطلب رأيه في الحالة
بحكم انه قليل خبرة
بينما سوجين كانت تعبث بهاتفها و تتذمر
" ا ااه ساضيع وقتي بالمشفى لا يصدق !"
قاطعها ولوج ييشينغ و كيري الى الغرفة لتغلق هاتفها و ترسم ابتسامة مطمئنة على فمها
" عزيزتي ، كيف تشعرين ماللذي حصل ؟
ظننت ان شيئا حل بك "
قالت كيري بدرامية و هي تحضنها لتربت الاخرى على ظهرها
" اظن انني اتعبت نفسي في الفترة الاخيرة تعلمين .. لكن اظن انه بسبب هذا النذل هنا "
اردفت بمزاح مشيرة بنهاية حديثها الى ييشينغ ثم ضحكت
غير انه لم يتقبل ذلك المزاح و تعامل مع الامر بجدية مبالغة
لذلك تحدث بنبرة مرتفعة حادة قاصدا اياها
" احترمِي نفسك "
سرت قشعريرة بجسدها من نبرته المرتفعة
كانت ستجيبه لولا دخول تشانيول المباغت و مقاطعتها
" اعتذر لكن هنا مشفى و الصراخ ممنوع يا سيد "
اردف تشانيول باحترام نحو ييشينغ الذي نفخ الهواء جعلا خصلته الكحلية المتمردة تصعد للاعلى و مديرا عينيه
" تفضلا بالخروج ، رجاءا "
قال تشانيول بصوت يبدو عليه الغضب و الاستياء من الحركة الوقحة التي قام بها ييشينغ
تبادلا تواصلا بصريا ثم هم كل من كيري و ييشينغ بالخروج
لتخلو قاعة الفحص الا من تشانيول و سوجين
" اسمك سوجين صحيح ؟ "
اومأت بابتسامة و هي تنظر له و هو يبدو مسالما بشدة خاصة مع غمازته التي تزين خده و شعره المجعد
و هي تحب هذا النوع البسيط من الناس
" سوف تخرج نتائج الفحوصات بعد قليل و يستلمها الاستاذ لنعلم مالخطب "
لتجيبه و هي تلوح بيدها
"اوه حسنا .. لكن اظن انني بخير و لا داعي لتضخيم الامور "
كان سيقول شيئا لكن قاطعه طرق على الباب
جعله يقفز كالمسعور بسرعة و يعدل ياقة قميصه و يضع يديه وراءه كالجندي اذا ما رأى قائده
دلف طبيب الى الحجرة بهالة من الصرامة و الكاريزما
يرتدي مأزره الابيض الناصع و يفتح ازراره الاولى
لتظهر قميصه الأزرق السماوي المفتوح بدوره الى جانب شعره الرمادي الفاتح بلون الفضة المتناثر بعشوائية
ما انفكت تقيمه .. تلك الجالسة على السرير حتى انتشلها باثير صوته الهادئ
" مرحبا ... انا البروفيسور بيون بيكهيون "
اومأت له دون ان تبعد عينها عنه
نحن لا نرى اشخاصا بشعر رمادي كل يوم
لذلك بدا مختلفا و غريبا بشكل ما يشد الانتباه
اقترب بخطوات رزينة منتشلا سماعته الرمادية التي كانت مصفوفة على كتفيه
و قام بتحسس نبضها بينما نظراتها المعجبة لا زالت تتحرش به
و انفها ينتشي برائحة بلو دو شانال المختلطة برائحة الادوية التي تفوح منه
" منذ متى بدأ الالم ؟"
سأل مستفسرا عاقدا حاجبيه بخفة
" منذ .. قرابة .. خمسة لا .. منذ اسبوع تقريبا "
اجابت و هي تدير عينيها لليمين تتذكر بالتحديد اليوم الذي تألمت فيه
" هل يمكنك فتح فستانك من الاعلى ؟"
قال و هو يبتعد مفسحا لها المجال
لتنفرج شفتاها و تحس بحرارة كبيرة تستوطن وجنتيها المنتفختين
ترددت في فعل ذلك
لتتنهد في النهاية هو طبيب و هذا عمله و لا داعي لتضخيم الامر
فتحت الازرار الاولى بتردد واضح ليقترب و يقوم بفحصها بينما هي كانت تتعرق خجلا
عقد حاجبيه بقوة اكثر مما كان عليه قبلا
بعد انتهائه نظر لتشانيول بغضب شديد و الشرار يتطاير من عينيه ليصرخ بوجهه في حين ان الاخر نط بخفة في مكانه من حدة النبرة
"اي طبيب انت ! كيف بربك تطلب اجراء فحوصات تجرى للمرأة الحامل ؟"
نظرت نحوهما بدهشة لتنفجر ضاحكة
هي لا تستطيع امساك نفسها عن الضحك في مثل هذه المواقف كالصراخ و ما شابه
طالما كانت تطرد من الحصص في المدرسة لانها تضحك عندما يوبخها الاستاذ
اعطاها البروفيسور نظرة جانبية لتصمت تلقائيا
و بقي نظره مطبقا على تشانيول
الذي تقسم انها رأت لونه يتحول الى الاصفر و هو يبدو كانه سيتقيأ بعد قليل من فرط التوتر
معه حق نظرة هذا الطبيب مخيفة بحق
" اعتذر استاذ بيون "
لفق اعتذاره بصوت منخفض و هو يتحاشى النظر الى عيني الاخر
ذلك الذي تنهد بفقدان امل و هو يمسد منطقة ما بين عينيه لابعاد الصداع الذي يكاد يقتله من الاخطاء المتكررة لهذا المتدرب الغبي
ثم عدد لتشانيول الفحوصات الملائمة و الذي بدوره اسرع باخراج دفتره الصغير و بدأ بتدوين ما يمليه عليه
"تصوير بالرنين المغناطيسي للجزء العلوي كافة ، تصوير مقطعي محوسب ، و اختبار لكيمياء الدم "
هو يدعو ان لا تكون توقعاته صحيحة رغم انها اقرب الى حقائق من توقعات
و لكن ليتأكد ..
ما ان غادر حتى اردفت سوجين و هي تمسك قلبها بدرامية
" الهي انه مخيف "
ليحرك تشانيول رأسه يمينا و يسارا و يهمس
" لم تري شيئا .. اللعنة علي يوم اردت التدرب عند طبيب مثله ! اعمتني سمعته الطيبة "
تحدث بهمس كانه يفكر بينه و بين نفسه بصوت مرتفع
لتقهقه على عفويته
ضحك هو الاخر ثم انحني بمرح مخاطبا اياها
" انسة سوجين تفضلي معي لاجل الفحوصات و اعتذر ان كنت اخذت من وقتك"
وقفت و هي تلوح بكلتا يديها مبتسمة
" لا بأس ليس لدي ما افعله على كل حال "
كذبت هناك عمل بحجم الجبال عليها انجازه
....
"ييشينغ لما تعامل سوجين بهذه الطريقة لم تكونا هكذا سابقا "
اردفت كيري و هي تجلس بجانب ييشينغ ليجيب
" اي طريقة ؟ الامر عادي جدا "
تحدث ببروده المعتاد
تنهدت لانها تعلم ان رأسه متحجر لا يتقبل النقاش
ظهر لهما تشانيول بوجه متجهم و طلب منهما القدوم برفقته الى غرفة الاستاذ بيون
كان الاستاذ جالسا الى مكتبه يناظر نتائج الفحص يضع نظارته المستديرة تزامنا مع ولوج سوجين و تشانيول الغرفة
ليلتحق بهما بعد مدة ييشينغ و كيري
" مالأمر ايها الطبيب ؟"
سالت سوجين بحيرة و هي تناوب نظرها بين الجالس على المكتب و تشانيول اللذي كان يتحاشى النظر اليها و هي بدأت تتوتر بحق
" لقد صدرت نتائج الفحوصات .. "
اردف بيكهيون دون ان يرفع نظره نحوها
ليرفعه ناطقا اخر جملة
" تم تشخيصك بالاصابة بسرطان الثدي .. من المرحلة الثانية "
ما إن القى كلماته حتى عم الهدوء بالغرفة
وضعت كيري يدها على فمها و شهقت تزامنا مع توسع حدقتي ييشينغ اللذي نظر نحوها مباشرة بصدمة
و هي متصنمة بمكانها دون قول شيئ
كانت تشعر بالخدر في كافة جسدها
ثم تحدثت ضاحكة
تنفي ما قاله
"اي سرطان ايها الطبيب انا ليس بي شيئ تعبت فقط !! انا متأكدة ان هناك خلل .. اعطني بعض المنشطات و دعني اغادر "
لكنه اجاب بجدية
" اعتذر يا انسة لكن النتائج واضحة بشدة هو ورم خبيث منشر بشكل كثيف نسبيا في نسيج ثديك الايمن لازلنا سنأخذ خزعة ل.. "
قاطعته
" توقف عن الهذيان.. توقف ! انتَ مالذي تتفوه به !"
التزم الصمت .. هي لن تتقبل الامر بسهولة
كلامه كان كثيرا عليها اكبر بكثير من مستوى تحملها
لتنشكل طبقة زجاجية على سوداويتها
و احمر انفها و اهتاج داخلها
شعرت بالوهن لم تستطع التحدث بسبب
الشهقة التي كادت تخنقها
وضعت كلتا يديها على وجهها لتخفي سقوط
دموعها لتخرج من الغرفة راكضة لاهثة
لتستنشق بعض الهواء تأمل انها في كابوس ستستيقظ منه قريبا
كيري بدأت بذرف الدموع بالفعل اما ييشينغ فقد جلس و الصدمة لازالت تعتريه
بينما تشانيول كان ينظر بحزن شديد
فاصعب شيئ في ان تكون طبيبا هو اخبار المريض بمرضه خاصة لو كان مرضا مثل السرطان
لذلك هو تجاهل تحذيرات استاذه المستمرة فيما يتعلق بتكوينه لعلاقات معمقة مع المرضى
و ركض خلفها بسرعة هو يفعل ذلك تقريبا مع كل المرضى هنا ..
لا يهونون عليه
" ما احتمال شفاءها ايها الطبيب ؟ "
تساءل ييشينغ ليجيب الطبيب برسمية
" لم نجري الفحص المعمق بعد لكن يجب البدء بالعلاج الكيماوي و الاشعاعي باسرع وقت و يمكن ان يتطور الامر لتدخل الجراحة ، لكن ان كان السرطان نقيليا فليس باليد حيلة .. "
اوما ييشبنغ بتفهم ليكمل
" هل انت خطيبها ؟"
سال الطبيب
" نعم .. "
" سيكون دورك اذن فعالا في الفترة القادمة انت الوحيد القادر على تقديم الدعم النفسي الذي تحتاجه للعلاج ما ستمر به لن يكون هينا اقولها من الآن خاصة بالنسبة لفئتها العمرية .. "
اشاح ييشينغ نظره الى الجهة الاخرى و اكتفى بالصمت
ثم استأذن منهما للخروج و في طريقه هو اخرج مصاصة زهرية ووضعها بفمه ..
طفولي ؟
........
" انتظري سوجين ! "
صرخ تشانيول و هو يلحق بسوجين اللتي كانت تركض باتجاه حديقة المشفى لتتوقف بعد مدة بسبب التعب و يلحق بها هو
نظر لا ليجد وجهها محتقنا بالحمرة و عيونها منتفخة من البكاء
كانت ترتجف و هي تشهق بين النفس و الاخر
و تحيط ذراعيها بنفسها كانها تحتضن حالها كي تخفف عنها
ليردف بحزن و هو ينظر الى حالتها
" تحلي بالقوة سوجين"
تحدثت بكلمات متقطعة غير مفهومة
" ماذا عن دراستي .. و احلامي و اختي من سيعتني بها .. لا اريد المغادرة بهذه السرعة انا انا .. لا اصدق انني ساتسبب بموتي "
ساعدها تشانيول بالجلوس على احد الكراسي ليجلس بجانبها
" بربك من قال انك ستغادرين ؟ "
اردف تشانيول و هو يضع يده على كتفها لتنظر له
" الن افعل ؟ مالذي يحصل لحياتي اخبرني انا كنت بخير اعيش بطبيعية .. كيف يحدث لي هذا مالذي فعلته ؟ "
اجابت ببكية هستيرية
و يجيب الاخر و هو يمسح دموعها
" لست بالضرورة ، انت ستكونين قوية و تخضعين للعلاج الكيمياوي ثم تشفين و تحققين كل احلامك ليست نهاية العالك يا فتاة سميه اختبار دنيويا كما انها مرحلة ثانية فقط يعني ان احتمال الشفاء مرتفع "
نظرت له باعين نتوسعة لتردف
" الن اموت؟ "
ابتسم على منظرها الطفولي و اردف مطمئنا
"بالطبع لن تفعلي كثيرون جدا شفيو من السرطان و هم من اكثر الاشخاص الناجحين في العالم بل اقواهم ايضا "
اجاب بثقة لا يعلم مصدرها
نظرت نحوه و قد خفف عنها حقا بطريقة جعلتها تتساءل كيف يمكن له التاثير في الناس هكذا
"شكرا شكرا لك اعتذر لقد شغلتك بمشاكلي "
التزم الصمت .. هي لن تتقبل الامر بسهولة
كلامه كان كثيرا عليها اكبر بكثير من مستوى تحملها
لتنشكل طبقة زجاجية على تزيف الابتسامة
"لا بأس بذلك ساكون صديقك منذ اليوم سوجينااه يمكنك العودة الي كلما احتجت شيئا"
اردف بابتسامة ليكمل
" و الان امسحي عنك تلك الدموع لانك تبدين بشعة و هي على خديك و تحلي بالقوة لاجل اختك و خطيبك ..اصدقائك انت اخترت لهذا الامتحان لانك ستقدرين على تخطيه "
كلامه كان مطمئنا جدا ليجعلها تحس برغبة و لو مؤقتة بالحياة و المحاربة لاجلها و لاجل اللذين تحبهم رغم انها لازالت لم تستوعب جيدا فكرة المرض
لذلك ابتسمت له بين دموعها ليبادلها و اخذا طريقهما عائدين الى غرفة الفحص
•••••••
في زقاق اخر
" يا جميلة هل نأخذ جولة ؟"
اردف ذلك الفتى الوسيم بنبرة لعوبة و هو يتكئ على دراجته النارية السوداء
قاصدا بكلامه سوهيون اللتي كانت تمشي مرتدية سترتها الجلدية السوداء و تضع سماعاتها
لتمتم بين شفتيها دون النظر له
" احمق "
ليقهقه و يسحبها من معصمها و يقربها منه
متاملا جمال ملامحها خاصة مع ذلك الايلاينر االذي يزيدها فتنة
" هذا انت كريس ! ظننتك مجرد دودة كتب يبدو ان لديك جانبا فاسدا "
اردفت بسخرية نحوه لانه يدرس معها و هو
ذكي جدا و يحتل المرتبة الاولى بصفه
" الحقيقة لا اريد منك التمادي بالسخرية يا انسة سوهيون "
رفع شعره الاسود للأعلى ليكمل و اصابعه تمرر على وجهها و هو يبتسم بجانبية و بخبث
"ايتها المدمنة "
توسعت حدقتاها لتشعر بانقباض صدرها
" ماذا هل تخافين على سرك الصغير ؟"
اجاب مميلا راسه بجانبها ليكمل
" انا جيد بحفظ الاسرار "
لينهي حديثه بغمزة جذابة و يركب دراجته النارية منطلقا ببراعة بينما قلبها كان يلطم قفصها الصدري
كيف اكتشف امرها
ليست مدمنة لكنها جربت المخدرات لمرتين او ثلاث ربما اكثر ..
و لو وصل الامر لاختها او معارفها سكون الوضع سيئا
سيئا جدا ..
End
رأيكم بالرواية بشكل عام ؟
اذا انت من المستقبل و مريت على الرواية ضع نقطة 😅✊
دمتم سالمين✌
Коментарі
Упорядкувати
- За популярністю
- Спочатку нові
- По порядку
Показати всі коментарі
(1)
الفصل الثاني | تَعَثُر
حلووووو
Відповісти
2020-07-24 12:24:47
1