مَدخَل
الفصل الأول | مُفعمة بالحيَاة
الفصل الثاني | تَعَثُر
الفصل الثالث | هَل تُريدين حَلوى
الفصل الرابع | ذكريات اخيرة
الفصل الخامس | مُنفَصِم
الفصل السادس | وَاجِب الآبَاء
الفصل الأول | مُفعمة بالحيَاة


كانت في ثُلة الحياة بذرة حيَّة
مشعة بالانشراح و الايجابية
سوية و قلبها
لكن ماسوشية عندما يتعلق الامر بمراعاة الاخرين
جيون سوجين .. صاحبة الابتسامة الساحرة و الروح المرحة
طالبة مجتهدة في سنتها الثالثة لفنون التصميم المعماري في جامعة سيول للهندسة

..

" انا متوترة بشدة كيف ساقوم بعرض تصميمي امام الجميع "


انتحبت ذات الخصلات الليلية الطويلية و هي تضع رأسها على احدى طاولات الكافيتيريا و تخلخل اصابعها في شعرها بعنف

لترد عليها صديقتها بعد ان قلبت عينيها بضجر حاولت اخفاءه

" بربك سوجين ! انت تنتحبين منذ الصباح كالمطلقة فقط كوني على طبيعتك ! "

اطلقت سوجين تنهيدة متعبة

ليتكلم الشاب اللذي كان جالسا برفقتهم بنبرة مستفزة و هو يشير بسبابته نحوها

" لا اصدقك حقا .. متى ستتعلمين الثقة بنفسك الحصول على شخصية؟ ثم انه مجرد عرض ، لا احد يعلم ان كنت ستفوزين به حتى ! "


رفعت نظرها ليقابله و اردفت بنبرة حزينة

" انت خطيبي ييشينغ ، يفترض ان تدعمني لا ان تستمر بجعل الامور اسوء "

احست المسماة ب كيري
- الصديقة المذكورة آنفا -ان الوضع مكرهب قليلا
لذلك قررت الانسحاب و التحجج بالدراسة

" متى ستتوقف عن جعلي اضحوكة امام اصدقائي الست تبالغ ؟ "

اردفت سوجين بعد ان غادرت صديقتها بعتاب و هي تنظر له بحزن و خيبة امل شديدتين
ليجيب متنهدا

" انا اقول الحقيقة فقط "

"لما اصبحت هكذا ! بجدية مالذي يحصل معك في الآونة الاخيرة "

أردفت بشيئ من الانفعال لكنه ببساطة تجاهلها كما يفعل كلما طرحت عليه هذا السؤال

و عاد لارتشاف قهوته
اعتلى وجهه تعبير مقرف بسبب ذوق القهوة و اردف قاصدا الفتاة امامه

" مُرَّة .. مثلك "

ذلك كان جارحا جدا

لم تستطع كبح كلماتها و رغم غُصتها هي تحدثت بسخرية تحاول امساك ما ستفيض به

" كأنك الذي يقطر حلاوة ! "

صفقت وجهه بخيط حقيبتها المتدلي بدرامية و اطلقت ضحكة منتصرة و غادرت تمشي بتبختر متجهة نحو الحمام

كي لا تنهار علنا ..
دخلت و اغلقت الباب على نفسها لتسمح لوابل الدموع اللتي تجمعت بعينها بالتحرر
هي فقط ذاقت ذرعا منه في الاونة الاخيرة
هو ينتقد و ينتقد و يقارنها بالجميع و يسعى فقط لتثبيطها
لم يكن هكذا مالذي حصل له
رغم كونها شخصية محبوبة جدا بالجامعة و الجميع يقر بموهبتها في مجالها الا ان خطيبها و حب حياتها يستمر بدفعها الى الوراء كلما سنحت له الفرصة
او يقارنها باحدى صديقاتها
علاقتهم في الحضيض و الامر اصبح حرفيا لا يطاق

غسلت وجهها عدة مرات بالماء البارد لتمحي اثار البكاء و عدلت شعرها
و رفعت قبضتها نحو المرآة لتردف بنبرة حيوية رغم الفتور بداخلها

" الأميرات لا يبكين ! انت لها سوجين "
توقفت فجأة و بقيت تتامل صورتها في المرآة هي دون شك تبدو فاتنة عندما تبكي
لذلك سبلت عينيها ببطئ ثم قهقهت على ما تفعله
و خرجت مبتسمة من الحمام و كانت تثرثر تقريبا مع كل شخص يمر بجانبها سواء كان طالبا ام استاذا ..

اجتماعية بزيادة ~

اخذت طريقها الى المكتبة حاملة تصميمها الذي امضت قرابة الخمس شهور تعمل عليه لتضع لمساتها الاخيرة

بعد ان انهته بقيت تنظر اليه و الفراشات تصرخ ببطنها لم يسبق لها ان كانت بهذه السعادة و الرِّضا على احد اعمالها

كان تصميما مبتكرا و عصريا لفندق فاخر
اعتمدت فيه على البساطة اذ كان شكله لولبيا طويلا جدا تغطيه نوافذ الزجاج
حسب تخطيطها يجب تزويده بمضخة مياه لكي ينسدل الماء عبر تلك الدَورات اللولبية و ينتهي الى مسبح مخصص لاجل الزينة في مدخل الفندق ..

وضعت يدها على وجنتها و بدأت تتخيل انها بجوار رئيس الفندق و هو يصافحها و يقدم لها وسام الشرف و الجميع يصفق و يرمي الزهور

و لم تعي على نفسها حقيقةً

لانها كانت تبتسم ببلاهة و هي شاردة مما جعل احد الشباب يهرب لانه ظن ان نظراتها المريبة موجهة نحوه
اكملت دوامها لليوم و خرجت من الجامعة
مستقلة دراجتها المبهرجة
اتجهت الى بيتها و هي تضغط بوق الدراجة ذي الصوت المزعج بين الفينة و الاخرى
و تبتسم و تلوح كنوع من القاء التحية على اصحاب المحلات البسيطة على جانبي طريقها

وصلت الى البيت لتخرج المفتاح من تحت المزهرية و تلج الى شقتها
التي اقل ما يقال عنها انها متواضعة

"سوهيون ، هل انت هنا ؟"

صرخت و هي تنزع حذائها الرياضي و ترميه بعشوائية

لتفتح باب الغرفة و تجد اختها ذات السبع عشرة عاما تضع السماعات و تلعب لعبة فيديو ذكورية
و ما ان راتها حتى قلبت عينيها

" عاد الازعاج"

تمتمت سوهيون من تحت انفاسها لتعود للعب
لكن الاخرى وضعت يديها على خصرها

" انتِ لم تقومي بجلي الصحون يا انسة سوهيون ، انت لا تساعدين بشيئ و اللعنة !

لكن الاخرى رفعت صوت الموسيقى اكثر كي لا تتمكن من سماع صراخ اختها الذي يشبه صراخ الحوامل

" ماذا عن دراستك ؟ انتِ بسنتك النهائية بالفعل ا تريدين الرسوب ؟"

اكملت و هي تتجه الى المكتب المبعثر و قد شرعت في تعديل الكتب

" نهائية مؤخرتي "

اردفت سوهيون دون ان تبعد عينها عن الحاسوب
لتقوم سوجين بفصل خيط الكهرباء بغضب

لحظات حتى تعالى صراخهما في الحي و الكل معتاد عليه
" ايتها المراهقة اللعينة خسيسة التربية "
ارظفت سوجين بحنق و هي تبعد يد سوهيون من على شعرها

ليتحول الوضع الى ان كلاهما يمسكان شعر بعضهما و ينتظران من تستسلم اولا
لكن الوضع استمر اكثر
لتندفع سوهيون بقوة
جاعلة سوجين تفقد توازنها و تسقط ارضا

اخرجت لسانها بانتصار و حملت سماعتها و غادرت المنزل رغم ان الوقت متأخر نسبيا
نظرت سوجين بحزن لطيف اختها الذي يغادر
لا احد مسؤول عن نفسية سوهيون المتدمرة غير امها التي اغراها متاع الدنيا و اتجهت لامريكا كي تنشئ شركتها الخاصة رفقة حبيبها الاجنبي تاركة اياهما يتخبطان معا في معركة الحياة

تنهدت لتقوم بتحضير العشاء و تنظيف المنزل

ثم ذهبت للاستحمام
خرجت رافعة شعرها الطويل الى الاعلى و هي ترتدي روب الاستحمام البرتقالي المنقوش بالضفادع و النجوم التي تضيئ في الظلام
رفعت يدها لتخرج مجفف الشعر من الخزانة واقفة على اطراف اصابعها
لعنت سوهيون مرارا لانها تضعه عاليا
اختها الصغرى اطول منها ..

لكن ألما فضيعا احتل جل قفصها الصدري انطلاقا من ابطها

بدا الانر كصعقة كهربائية مفاجئة انتشرت على طول ذراعها جعلت ضربات قلبها تتسارع لكنها زالت بسرعة
تصنمت للحظات ثم انزلت يدها ببطئ شديد خشية عودة الالم

تنهدت و لم تعك
ط الامر اهمية كبيرة لانها المرة الرابعة او الخامسة اللتي تشعر بهذا الوجع منذ اسبوع

و قد كانت تفكر ان الامر ناجم عن دورتها الشهرية او ما شابه من يهتم على اي حال ..

ثم جلست تنتظر عودة سوهيون

~

في الغد

قامت سوجين بتسريح شعرها على شكل كعكتين طفوليتين و تركت بعض الخصلات متمردة على جبينها و رقبتها

ارتدت فستانا ازرقا قاتما يصل طوله الى تحت ركبتها لانها لا تحبذ الملابس القصيرة
مع حذاء رياضي و سترة من الجينز
و حضرت الفطور لتذهب لتفقد سوهيون
لكنها قوبلت بالجفاء و العدوانية كالعادة

" ادرسي جيدا اليوم سوهيونااه"

صرخت ضاحكة عكس عبوس اختها و هي خارجة من المنزل لتركب دراجتها و تتجه الى الجامعة

تؤمن ان حزن اليوم الفارط يجب ان يبتر في ليلته هي تبدا كل صباح كانها لم تتأذى قط !

وصلت لتجد ييشينغ واقفا ينتظرها و هو يحمل اوراقه و تصاميمه
و ينظر للساعة و يتأفف
القت عليه التحية باشراق و سعادة و اكتفى بردها بابتسامة مبتذلة و هو يحدق بتسريحة شعرها الطفولية
انظمت لهم كيري لاحقا

"هل انهيت تجهيزك للماجيستر شينغ؟"

سالت و هي ترتشف من كاس عصير الكوكتيل المزين بالفواكه بالاضافة الى مطارية ورقية ملونة
بينما الاخران يشربان القهوة السادة
كانت تبدو كابنتهما بحق رغم ان احدهما خطيبها و الاخرى صديقاتها
" ليس بعد ، لكنني سانهي قريبا لأن كيري عرضت علي مساعدتها "

اردف لتكمل كيري عنه

" سيكون من الشرف لي مساعدتك انت ذكي و ماهر .. "
ليبتسم لها ييشينغ
بينما سوجين اكتفت فقط بالابتسام و تمني التوفيق لهما
و هي تسأل انا أمهر من كيري بمراحل بشهادة الجميع و خطيبته ايضا ..
اليس من المنطقي ان يطلب مساعدتي انا و ليس هي ؟

هي تستمر بالتمسك بالضوء رغم ان الظلام يحاصرها من كل الجهات تؤمن بعمق ان الامور ستضحك بالنهاية ..

ابتلعت غصتها و بقت تستمع لهما و هما يتشاوران - بانسجام شديد - حول المشروع
ثم غادرت كيري لان لها بعض الاعمال

ما ان غادرت حتى حول انظاره لها و رفع سبابته مشيرا لشعرها

" لا تضعي هذه التسريحة مجددا سوجين تبدين كابنتي اكثر من كونك خطيبتي "

ابتسمت لتميل رأسها و تجيب بدلال

" اتقصد انني ابدو لطيفة ؟ يمكنك قول ذلك لا تخجل "
اعطاها نظرة نارية لتعدل جلستها تلقائيا ثم اردف
زاما يديه الى صدره العريض

" سرحي شعرك مثل كيري انها تبدو امراة اعمال بحق بملابسها الكلاسيكية و شعرها المسرح برسمية "
قضمت شفتها و ارتفع احد حاجيبيها لتعارض بصوت مرتفع و غضب واضح

" ماللعنة معك الان ؟ هل اخطبها لك ها ؟ اخبرني هل اشتري زهورا و اذهب لاعقد قرانكما ! "

"غيرة اطفال "

في وسط هذه المحادثة السامة عاد الالم اليها لكنها لم ترد اظهاره و بقيت تعاند لانها ذات لسان سليط لا تصمت حتى تفوز

"انا ؟ اغار ممن ؟ بربك لا تضحكني انا اعظم من ذلك يا رجل "
خرج من طوره و رفع اصبعه الاوسط لها متعريا من كافة دواوين الاخلاق متى كانت له اخلاق حتى ؟

الالم اشتد و اصبح الامر يبدو و كان دافعة حديدية تلطم جزءها العلوي لذلك قررت المغادرة دون التشابك معه اكثر
و مع كل خطوة الالم يزيد
و يزيد
بينما هو عاد لتصفح هاتفه
حتى سمع صوت احدهم يصرخ

"هل انت بخير يا انسة ... اتصلو بالاسعاف حالا! "

و ثوان حتى تجمع الكثير حولها و هي واقعة على الارض مغشيا عليها تلهث كانها سابقت شلة من الثيران
. ...

يُتبع ...

______________

😳😳💜
حاسة اني بخون الواتباد بس عادي يعني 😳

© Mati Mati,
книга «Hope || مُحارِبة».
الفصل الثاني | تَعَثُر
Коментарі
Упорядкувати
  • За популярністю
  • Спочатку нові
  • По порядку
Показати всі коментарі (1)
Sophie
الفصل الأول | مُفعمة بالحيَاة
حبيبييت
Відповісти
2020-07-24 12:14:49
1