وحين أحدّق فيك أرى مدناً ضائعة..
أرى زمناً قرمزياً..
أرى سبب الموت و الكبرياء.. أرى لغة لم تسجل!
.
.
.
املك يومًا واقع يشبه الحلم قليلاً
اتذكر كل لحظه وكل دقيقه قد جمعتنى بك
ملأتنى بالكثير من الوعود يكاد لايستوعبها قلب
كنت تشبهنى كثيرًا..ولكن الوضع مختلف الان
اتسأل هل سيأتى يوم بعد هذا العناء
وعبور تلك المهالك...هل سأمتلكك مجدداً؟!!
هل ستعود إلىّ!!!

اغلق تاى مفكرته ذات الغلاف الاسود التى يزينها بعض  
النقوش الذهبيه على اطرافها
بعد ان كتب تلك الكلمات بها..فهو يفرغ ما بقلبه
وعقله بها،ثغره لا يستطيع البوح بتلك الكلمات
لذلك يقوم بكتابه تلك الكلمات على الورق الابيض
الذى اصبح رفيقه الوحيد الان!

تنهد تاى فوضع المفكره جانباً ثم نظر
الى الطاوله الصغيره التى تقبع بجانب السرير
و يوجد عليها إطار فضى رقيق
ويحتوى بين حوائطه صوره تجمعه هو ومعشوقه
الغرابى الذى لم يحادثه منذ اسبوع
بعد تلك المشاجرة التى حدثت بينهم!



تلك الصوره كانت بأحد العطل
عندما أخذ جونغكوك تاى برحله حول العالم تقريباً
كى ينفرد به فقط،كى يكون تاى له وحده لبعض الوقت
جونغكوك كان العاشق الولهان
الذى لايستطيع أن يغفو دون أن يستمع الى صوت تاى على الأقل
وها مضى اسبوع كامل لم يحاول جونغكوك
ولو لمره واحده أن يحادث تاى أو يعتذر منه
وهذا جعل الامل الذى كان يكنه تاى داخله يتلاشى..
هو اصبح الان مشوش وضائع
هو لا يستطيع أن يصدق أنه ربما يأتي وقت
يكون به جونغكوك قد قرر محو حبه من قلبه
هذه الفكره تقتل تاى كلما فكر بها!

افاق تاى من شروده بالصوره على صوت جيمين الذى
دخل لتو الغرفه وأصبح ينادى بأسم تاى كثيراً

جيمين بقلق"مابك تاى،انت بخير؟؟"

اومأ تاى برأسه بخفه

فأردف جيمين بشك"حقاً!!ً"

تاى بهمس"اجل،اخبرنى لما اتيت!!"

جيمين"تعلم أنه موعدك لتسجيل باقى الاغانى"

تنهد تاى واردف بتعب"الا أستطيع تأجيل الامر"

زفر جيمين بخفه واردف"تاى لقد قمت بتأجيل التسجيل
لاسبوع كامل،لقد حان الوقت لم يتبقى الكثير على أصدار
الالبوم الخاص بك"

نظر تاى الى الاسفل واردف بهمس"اعلم..انا فقط متعب"

جيمين بسخريه"اعلم هذا،فقط فالتنهض ولا تفكر
بأى شئ تافهه لا يستحق"

نظر تاى الى جيمين بصمت،فهو يعلم جيداً الى ماذا يلمح
جيمين،ولم يكن سوى صاحب الشعر الغرابى
الذى يمقت جيمين أفعاله

نهض تاى وارتدى ملابسه البسيطه سريعاً
ثم اتجه الى الشركه برفقه جيمين
لكى يقوم بتسجيل الاغانى المتبقيه لكى يكتمل الالبوم
الذى على وشك إصداره!
عندما وصل تاى وجيمين إلى الشركه توجها سريعاً الى الاستوديو
قام تاى بتسجيل الاغانى الخاصه به بعد عناء
فهو يفكر كثيراً ولم يكن يستطيع التركيز فيما يفعله
وهذا أغضب جيمين للغايه
فهو يرى تاى يعانى وجونغكوك لا يبالى بكل بساطه

انتهى تاى اخيراً من التسجيل
فتنهد بتعب وخرج من الاستوديو بعد أن اخبره جيمين
انه لديه جلسه تصوير لأحد المجلات
وبالفعل دقائق وكان تاى جاهز وقد توجه إلى موقع التصوير

جلسه التصوير أستغرقت الكثير من الوقت
كان تاى يقوم بتبديل ملابسه كثيراً
لان الجلسه كانت تحتوى على اكثر من مفهوم
و أخيراً حلت عتمه الليل بالسماء
وبهذا أعلن المصور انتهاء الامر
زفر تاى بخفه ثم ذهب لكى يبدل ملابسه ويذهب إلى منزله
وعندما انتهى توجه هو وجيمين إلى الخارج
ولكن قبل أن يصعدا الى السياره وبجانبهم الحارس الشخصى
الخاص بتاى
لفت انتباه تاى سياره مألوفه له تقف بالقرب منه
ولم تكن سوى خاصه جونغكوك
معشوقه الغرابى!

تاى أخذ ينظر الى السياره التى تتوقف بالقرب منه
الى ان ترجل منها خاطف أنفاسه وسارق قلبه
كان جونغكوك لديه مقابله بالقرب من موقع تصوير تاى
لقد جمعتهم صدفه..صدفه ربما ستجعل أحدهما
يبكى ألماً الليله!

تاى كانت أنظاره موجهه على جونغكوك الذى كان بكامل
أناقته واثارته كالعاده..
ولكن بالمقابل كان جونغكوك ينظر إلى كل شئ عدا تاى
حتى أنه قد سار بالقرب منه دون ان يتفوه حتى
بكلمه واحده أو يلقى نظره الى حبيبه الصغير
الذى كان دائماً ما يعشق النظر إلى عيناه البندقيه
كل ذلك كان تحت أنظار جيمين الذى كان يبتسم بسخريه
لما يحدث أمامه!
تاى كان ينظر إلى جونغكوك بعدم تصديق
عيناه كانت مليئه بالدموع لكنها تأبى النزول
اختفى جونغكوك عن أنظاره ولكنه مايزال ينظر إلى تلك البقعة

الى ان اردف جيمين"ألن نذهب؟!!"

نظر تاى إليه بضياع كانت نظراته تحكى الكثير
لكن ثغره صامت لا يتحدث
جيمين كان يستطيع أن يقرأ تاى بكل سهوله
هو الآن يعلم كمّ الالم الذى يعانى منه تاى!!
لكنه لم يتحدث،فهو يريد أن يترك لتاى بعض الوقت كى يفكر جيداً

صعد تاى إلى سيارته بصمت...
طوال الطريق كان الصمت يسود الأجواء
لا احد يتحدث
فقط صوت السيارات التي تسير بالطريق
وصوت الممسحه التى تزيل قطرات المطر البسيطه
التى تتساقط على زجاج السياره الامامى
جيمين كان بين الحين والآخر ينظر إلى تاى
الذى ينظر من نافذه السياره بهدوء وشرود
جيمين كان ينظر إلى حاله صديقه بحزن
ولكنه يريد من تاى أن يرى مساوئ جونغكوك بأكملها
وبهذا يقرر ماذا سيفعل!!!!

مضت مده على هذا الحال إلى ان وصلت
السياره اخيراً أمام منزل تاى
ترجل تاى بصمت مخيف من السياره تحت أنظار
جيمين القلقه

فأردف جيمين بنبره هادئه"مارأيك أن أظل معك الليله"

تاى بهمس"لا داعى لهذا هيونغ..اراك لاحقاً"

ثم دخل تاى إلى منزله سريعاً
وتوجه السائق الى منزل جيمين ثم سيعيد السياره
مره اخرى كروتين كل يوم!

الساعه2:00 منتصف الليل

خرج تاى من الحمام وهو يرتدى تيشيرت ابيض قطنى
وشورت قصير اسود اللون
كان يجفف شعره بمنشفه صغيره
ثم قام بتشغيل التلفاز وجلس على السرير وهو يتصفح هاتفه
ولكنه سمع صوت صادر من التلفاز يعود إلى شخص
يجعل قلبه ينبض حباً وألماً بآن واحد...
كانت يعرض على التلفاز مقابله لجونغكوك
التى بدأت قبل بضعه ساعات
كان جونغكوك يضحك بشده وهو يجيب على الاسئله الموجه إليه
لم يبدو عليه اى حزن أو ألم
وكأن شئ لم يكن!

كان تاى ينظر إلى كل تفاصيل معشوقه الغرابى
كان الاشتياق ينهش قلبه
صوته كان يجعل قلب تاى ينبض بشده
وكأنه يريد أن يخرج من مكانه ويصرخ بقوه
بذلك الحب الذى يملئه.....
تاى شعر بسائل ساخن على وجنتيه البارده
ولم تكن سوى دموعه التى قد افرجتها عيناه اخيراً
فلقد اشتاقت الى رؤيه تلك الهيئه المحببه إليها
اصبح تاى يبكى بقوه ويشهق كالاطفال الصغيره
وهو ينظر إلى ابتسامه معشوقه التى اشتاق لها

اغلق تاى التلفاز وضم قدميه الى صدره
واخذ يجهش بالبكاء الشديد
كان يشعر بالبرد يريد ذلك الدفئ الذى يغمره به جونغكوك
لقد اشتاق الى أحضانه الى رائحته التى تثمله
اشتاق الى لمساته ومداعباته
اشتاق الى صوته العميق الذى يتغلغل على مسامعه
بكلمات الغزل
تاى كان يختنق وهو يبكى،لا يريد أن يشعر بتلك الوحده
المؤلمه..هو يريد شخص يحتضنه..أن يأخذ عنه هذا الالم

لذا وجد نفسه يضغط على رقم جيمين
الذى قام بالرد سريعاً وكأنه ينتظره

أردف تاى بصوت مرتجف"جيمين!"

جيمين بزعر"الهى تاى،مابك؟!"

تاى ببكاء"انا..انا احتاج اليك،فالتأتى الىّ"

جيمين بقلق"سأكون عندك عزيزى سريعاً"

اغلق جيمين المكالمه ونهض سريعاً بملابس نومه
متجهاً الى صديقه العزيز
اما تاى فظل على حاله يضم نفسه كالجنين الذى يحمى
نفسه من هذا العالم...
ظل يبكى بقوه ودموعه تملئ وجنتيه!!

واردف بهمس"اشتقت اليك ايها الاحمق"

اخذ تاى يشهق وهو يردد تلك الكلمات وكأن محبوبه
أمام عيناه ويلقى اللوم عليه
لحالته التى وصل إليها

فأردف تاى ببكاء"لما لا استطيع كرهك،لما لا ترى
كم اننى احبك..فالتنظر كيف اننى ابكى بشده
انا أريدك بجانبى،احتاج اليك جونغكوك"

ظل تاى على هذه الحاله يهذى بكلمات كثيره
بصوت هامس ضعيف كما جسده الذى يرتجف
الى ان مضت مده قصيره كان حينها انتقل
تاى الى غرفه نومه بين اغطيته التى امتلئت بدموعه
ولكن....

واذا بجيمين يفتح باب المنزل الذي يعرف رقمه السرى جيداً
وتوجهه الى الداخل سريعاً وهو يردف بأسم صديقه بزعر
وعندما دخل الى غرفه النوم
لم يصدق عيناه لما يراه
فتاى لم يصل لتلك الحاله مطلقاً فى حياته
الا عندما فارق والداه الحياه

تقدم جيمين سريعاً من صديقه الذى على وشك الانهيار
واخذه بحضنه بقوه وعيناه لامعه بفعل الدموع التى 
تراكمت بعيناه حزناً  على حال صديق عمره!

أردف جيمين بصوت هامس"أهدأ تاى..واخبرنى مابك!!"

تاى بين شهقاته"انا متعب كثيراً،يبدو اننى نكره
ليس لى اى قيمه بحياته،جيمين"

جيمين وهو يمسد على رأسه بدفئ"حسناً،اهدأ قليلاً
انظر الى حالك كيف اصبح!"

ثم أخذ يمسد على خصلات شعر تاى بحنان
وهو يطبع القبل الرقيقه على رأسه بين الحين
والاخر وكأنه طفل صغير....
الى ان نام تاى ولكنه مايزال يشهق بنومه
جيمين كان ينظر إليه بحزن شديد
ولكنه لا يعلم ماذا يفعل!
ولكن فجأه وهو يمسد على شعر تاى شعر بحرارة صادره
من جبينه كما أن وجنتيه تسلل إليها الاحمرار الخفيف
وأصبح يهذى بأسم جونغكوك بنومه
يخرج من بين ثنايا ثغره بخفوت وصوت متعب

فهذا حال تاى دائماً عندما يكون متعب او حزين
ترتفع درجه حرارة جسده فجأه
وجيمين يعلم بهذا...
لذلك اتجه إلى المطبخ واحضر مياه بارده وقطعه قماش قطنيه
وبدأ بفعل الكمادات البارد لصديقه
الذى لا يعى شئ سوى مناداه محبوبه الغرابى
الذى يجعل قلبه يعانى هذا الالم الشديد
وهو فقط لا يبالى!
.............
الحياه ليست منصفه..بل إنها تقوم دائماً بالعصف بنا
بين امواجها،تماماً كالبحر الهائج التى تضطرب أمواجه
حين تمر به عاصفه شديده
ودائماً نحن البشر من يستسلم لاحوال تلك الحياه
ومن يكون دائماً عازم لديه اراده شديده
يحارب وكأنه وسط ساحه معركه
ولكن ماذا لو كانت هذه الحياه تتوقف على شخص ما!
شخص يعنى كل شئ لك!!
وبدونه يكون ليس هناك شئ تمتلكه!!!
.
.
مضت3 ايام

تاى مايزال الصمت رفيقه والوحده انيسته
معشوقه كبريائه قد طغى عليه
قد صدر ألبوم تاى وحقق نجاح باهر كالعاده
ولكن صاحب العينان البندقيه لم يشعر بذلك
كيف يشعر بذلك وأهم شخص بحياته لا يشاركه هذا النجاح
لذا أتخذ منزله ملجأ الحمايه له
ولم يخرج منه فى وسط تلك الضجه التى حوله!

اما بالنسبه لصاحب الشعر الغرابى الذى مايزال
يبحث عن قمه النجاح كالعاده
فهو لا يكتفى بالشئ القليل بل يريد المزيد بأى ثمن
جونغكوك كان ينتظر رداً من رجل اعمال شهير
يدعى "تشوى"
قد عرض علي صاحب الشعر الغرابى أن يكون
العارض الأساسى بعرض الازياء الخاص به
وبذلك يكون جونغكوك دخل مجال الأزياء لأول مره

السيد تشوى كان يريد شخص مشهور
وذو مظهر مثالى بذلك قد وقع الاختيار على جونغكوك
والان جونغكوك كان بغرفه المعيشه الخاصه بمنزله
يسير ذهاباً واياباً منتظراً مدير أعماله 'زاك'
أن يتصل به ليقول له قرار السيد تشوى النهائى
فهو لم يوقع معه اى عقد بعد!

وفجأه ظهر اسم زاك على شاشه هاتف صاحب الشعر الغرابى
الذى التقط هاتفه سريعاً واجاب بعجله

جونغكوك بسرعه"ماذا حدث زاك؟!!"

زاك بنبره هادئه"الأمور لم تسير بشكل جيد،جونغكوك"

زاك يعلم جيداً كم أن هذا الأمر هام للغايه
بالنسبه لجونغكوك لذا هو يتحدث معه بهدوء شديد
كما ايضاً هناك خبر سئ للغايه
زاك كان خائف كثيراً من رده فعل صاحب الشعر الغرابى
عندما سماعه للأتى
ولكن جونغكوك كان لا يصدق ماتفوه به مدير أعماله

فأردف جونغكوك بحده"لما؟؟ماالذى جعل الأمر
لا تسير كما خططنا"

زاك بهدوء"اهدأ جونغكوك،الامر أن السيد تشوى
يريد شخص ذو شعبيه كبيره لان هذا العرض
هام كثيراً بالنسبه لشركته"

جونغكوك بنبره حاده"اذا انت تقول أنه قد وقع الاختيار
على شخص بديل لى بالفعل!"

زاك بتوتر"جونغكوك انت تعلم أن فى مجال عملك
يوجد به الفوز والخسارة..وتلك ليست الفرصه
الاولى والاخيره لك..لذا..."

جونغكوك بنبره مخيفه"من هو؟!!"

زاك"فالتستمع الىّ اولاً...."

قاطعه جونغكوك بحده"أخبرنى من هو؟!"

زاك بأرتباك"أنه...أنه..."

جونغكوك قاطعه بسخريه"دعنى اخمن!"

ثم تابع صاحب الشعر الغرابى بنبره مخيفه
مردفاً"أنه كيم تايهيونغ!!!"
...................................................................
اهلا فرولاتى الصغيره✋🍓
اشتقت لكم كتير💙
بارت جديد
اتمنى الدعم منكم
واذا القصه سيئه او بها اى شئ اخبرونى
توقعتكم للقادم؟؟
تفتكروا جونغكوك بيعمل شئ غبى
بعد سماعه لهذا الخبر؟؟
love you all❤💋
see you💙💚