فيضُ مشاعِر
كُنا هاهُنا جالسِين إزاءَ بَعضِنا، نَطفو بِعالمٍ خاص بِنا بَعيدًا عمَّا حَولِنا، كأننا نحن فقط هُنا
لَم يُحرك أحدٌ مِنا ثُغره بِبنتِ شِفة، كأنهُ تمَّ حِياكتهُ بِخيوطِ الصَمت
أحدقُ بِعيناكَ كأنَك عالمِي الوَحيد، كانت كُبلبلٍ يُغردُ بِألحانِ الحُب، صوتهُ عذبٌ يُشعرني بِالدِفئ
أنفاسُنا فَقط الحاضِرة، لِمَ باتَ الحديثُ مُختنقًا داخلُنا يأبى المُغادَرة؟
كان الوقتُ لا يَمُر، بِيد أن دقائقُ الساعة تَسيرُ ككهلٍ مَفاصلُ عِظامهُ قد أُهلِكت وعسيرٌ عليهِ السَير
لُغة العيونِ تَشدو بِحديثٍ عجزت الحروفُ عن تكوينهِ، كأن لُغة الحُروف لا تمتلكُ معانيه
حديثٌ عنكَ وعنِي، عن كونِي الذي وجدتهُ بعيناكَ، ووطنكَ الذي عثرتَ عليهِ بين ذِراعاي
عن ابتسامتُكَ المُشرقة التي تُزهر داخلي، وعن عينايّ التي كُلمَّا لاقت عيناكَ وَدت لو تغرقُ بِهما
مشاعري الدافِئة نَحوك تَنتشُلنِي من قاعِ الشّجن، كانت ملاذِي الدائِم بِعالمٍ مُرهِق الحياة بهِ
لِم أكُن أدرك أنَّ الحُب يُمكنهُ مُعانقة قلبي، وأنَّ الإيمانُ بِالحياةِ يَتمثلُ بِالأشخاص
بيدَ أنني أحببتُ الحياة عِندما استأنسْتُك بِها
2020-08-03 15:31:02
7
2