Вірші
مشاعِر مُبعثرة
قد جئتُ لك يا صديقي والدمعُ ينسابُ من مُقلتاي بعد أن باتَ سجينًا أعفيتُ عنهُ لِشعوري بِالشَفقة
كملاذٍ كنتَ دائمًا لِذا عقدتُ عزمي أن أُحدثكَ بما يجولُ بخاطري ويسكنُ روحي علَّ الراحة تجدُ بين ثنايا قلبي مكانًا لها
لا أعلم هل أتحدث لكَ عن ذاتِي المُمزقة أم وحَشتي المُفرِطة، عن ابتسامتي المُزيفة التي تُخفي تقاسيِمًا أصابها الشجنُ أسفلَها
أنا يا صديقي أشعرُ بِالغُربة في موطِني، أراها تحتويني غيرُ قادرٍ على ركلِها بعيدًا عني حتى باتت غُربتي هي الموطِن، كأن الانتماء له لَيس اختيارًا بل واقعًا
الصمتُ المُفرط كان يَرهقُني، ثُغري تم حياكتهُ بِالخيبات بات الحديثُ خانقًا، داخلي يبكي يا صديقي هل تسمع شهقاتهُ الصامتة؟
أمامَك روحٌ مُنهكة ألا تصلُ لك تنهيداتي المُتألِمة؟، أحاربُ شعوري لكني كنت أسقطُ طريحًا قبل بدءِ المعركة
مُصابٌ بِالأفراط !!، أفرطُ في الأمل وهذا أسوء من اليَأس لو تدركُ يا صديقي
لا أُخفي عليكَ أنني قد سئمتُ الحياة، هذهِ التي قد غادرتني عِند مطلعِ الخَيبات لم تحتمِل !! هل تُرى داخلي جدار صلب قد ظنت أنه لا يميل؟
أنا ضعيف يا صديقي، ضعيفٌ لأنني لا أجدُ سببًا للِحياة، ولأنني غيرُ قادرٍ على التلاشي كأن لَم أكُن
كان هذا سري الصغير، أفصحتهُ لك علّك تكون طوقُ نجاتِي بيد أنني أدركُ أن الخلاصَ يَكمن بي
أنا فقط يا صديقي أؤكد لِذاتي أنني قد بذلتُ ما في وسعِي للصُمود لكنه لم يكن ذا جدوى
لِهذا أنا آسفٌ لكَ يا صديقي إذا تلاشيتُ كَالغبار، فقد أُرهقتُ ولم أعد استطيعُ المُقاومة
7
2
202
فيضُ مشاعِر
كُنا هاهُنا جالسِين إزاءَ بَعضِنا، نَطفو بِعالمٍ خاص بِنا بَعيدًا عمَّا حَولِنا، كأننا نحن فقط هُنا
لَم يُحرك أحدٌ مِنا ثُغره بِبنتِ شِفة، كأنهُ تمَّ حِياكتهُ بِخيوطِ الصَمت
أحدقُ بِعيناكَ كأنَك عالمِي الوَحيد، كانت كُبلبلٍ يُغردُ بِألحانِ الحُب، صوتهُ عذبٌ يُشعرني بِالدِفئ
أنفاسُنا فَقط الحاضِرة، لِمَ باتَ الحديثُ مُختنقًا داخلُنا يأبى المُغادَرة؟
كان الوقتُ لا يَمُر، بِيد أن دقائقُ الساعة تَسيرُ ككهلٍ مَفاصلُ عِظامهُ قد أُهلِكت وعسيرٌ عليهِ السَير
لُغة العيونِ تَشدو بِحديثٍ عجزت الحروفُ عن تكوينهِ، كأن لُغة الحُروف لا تمتلكُ معانيه
حديثٌ عنكَ وعنِي، عن كونِي الذي وجدتهُ بعيناكَ، ووطنكَ الذي عثرتَ عليهِ بين ذِراعاي
عن ابتسامتُكَ المُشرقة التي تُزهر داخلي، وعن عينايّ التي كُلمَّا لاقت عيناكَ وَدت لو تغرقُ بِهما
مشاعري الدافِئة نَحوك تَنتشُلنِي من قاعِ الشّجن، كانت ملاذِي الدائِم بِعالمٍ مُرهِق الحياة بهِ
لِم أكُن أدرك أنَّ الحُب يُمكنهُ مُعانقة قلبي، وأنَّ الإيمانُ بِالحياةِ يَتمثلُ بِالأشخاص
بيدَ أنني أحببتُ الحياة عِندما استأنسْتُك بِها
7
2
211
إيمانٌ زَائِف
بعدَ أعوامٍ مِن الخيباتِ، ها أنا قد عدتُ
مُنكسرًا ها أنا والدِماءُ على أناملي لَم تجفُ بَعد
جنديٌ كَدمية تَتحركُ بِحبالٍ زائِفة، لكن هذهِ الحِبالُ قد تَلفَت، وبِهزة واحدة سَأسقطُ طريحًا
مَخالب النَدم تَنهش بي، أبَات الدِفاع عن وطنِي ذَنبًا؟
لكن هَذا لَيس وطنًا، يُفقد الأطفالُ أبائِهم
هذا ليس وطنًا، يَترك الحرب وَسيلة لِحياةٍ فَانية
أليست جميعُ الأوطانِ تُؤمن بِالسلامِ كَما وَطني؟
كيف باتَ إيمانُهم زَائفًا؟، كيف باتَ قتلُ الأنفسِ هينًا!
ها أنا قد عدتُ، أطفو بِسماءِ انكساراتِي
لا أفقهُ كَيف أواصلُ الحياة!، قد سلبتُ أنفس كيف أحيا!
ها أنا قد عدتُ، أضعُ ثُقل رأسِي على ساقيكِ علَّ ضجيجُ أفكاري يرأفُ بي
أكتافِي تميلُ لِلسقوط، هل لا بأسَ بِالبكاءِ قليلًا؟
هل ستُواري ضِعفي عن العالم؟
أناملُكِ تُربِّت على رأسي، أشعرُ بها تُربِّت على رَوحي الدَامية
هل لا زلتُ إنسانًا بِنظرك؟ ألم يقتاتُ الكُره ما شيدتهُ بقلبكِ من حبٍ؟
ألم تُفارقي ظِلي بعد؟
لَقد أرهقتُ من المقاومة، عَانقيني بين ذِراعيكِ عسانِي أجدُ بين ثنايا الحُلم مكانًا أحيا بهِ
5
0
251