١) بِدايةُ النِهايةِ.
الهواء كان منعشاً و الورود الملونة اعطت المكان منظراً اجمل ، يوم آخر في المدرسة .. ليست حقاً جديدة فقد مر عليها شهر و نصف منذ ان انتقلت بالفعل و هي تعرف الجميع هناك تقريباً و خاصتاً الذين في صفها.
" كلاريسا ، اسرعي سوف نتأخر !"
قالت والدتها لتركب تلك الآخرى مسرعة في السيارة
قادت والدتها وهي صامتة.
" اذاً .. كيف هي المدرسة ؟ "
" بخير. "
هذا كل ما قالته لتضع سماعات الأذن من بعدها غير مكترثة للعالم من حولها ،
هي تبدوا باردة اغلب الوقت مما دفع والدتها للذهاب الى المدرسة ضناً منها بأن هنلك خطب ما او هنلك من يزعج ابنتها ... لكنها تفاجئت حينما اخبروها بأنها لطيفة و تعتني بدروسها ولا توجد اي مشكلة نهائياً !
لهذا احبت الأعتقاد بان ابنتها تحاول تصفية عقلها قبل ان تذهب او على الأقل هذا ما انقذها من التفكير باي احتمال سئ آخر للسنوات الماضية.
وصلوا الى المدرسة الكبيرة لتنزل و هي تمشي الى الباب ما إن دخلت المدرسة حتى خلعت السماعات و وضعتها في حقيبتها لتعيد ابتسامتها الكبيرة اللطيفة كَكُل يومٍ.
" صباح الخير !"
" صباح الخير كلار !"
كان الجميع يعيد لها ابتسامتها و هم يتمنون لها صباحاً طيباً
توقفت عند خزانتها لتدخل الرمز و هي تفتحها ..
" كلار اهلاً !"
" اهلاً ايلين كيف حالكِ اليوم !؟"
" بخير ، تعلمين هنلك رحلة مدرسية انتِ قادمة صحيح !؟"
" اجل اعتقد ذلك. "
" جيد ، اراكي في الصف اذاً "
" اراكِ !"
غادرت و تركتها بمفردها ، لتذهب هي ايضاً لتجد صديقتها
" اهلاً كلار ! "
قال الشاب الاشقر الذي مرت من امامه
" اهلاً مارك "
اخيراً وجدت صديقتها المفضلة
" إيملي كنت ابحثُ عنكِ !"
" كلار !"
قفزت لتحتظنها بسرعة
" كيف حالكِ ؟"
" افضل بكثير "
قاطعتهم فتاة شقراء ذات فستان قصير و معها مجموعة مِن صديقاتها كالمعتاد
" اهلاً كلار ."
" صباح الخير كلير. "
اكملت مشيها بعد ابتسامتها الصغيرة ، لتعيد هي ايضاً نظرها لصديقتها
" كيف ... بحق الجحيم ... جعلتي كلير هكذا !؟ علميني !"
" الأمر ليس مهم حقاً ، تشاركنا بعض الكلام ليست حقاً سيئة ."
" لا اعلم ما فعلتي للجميع ، لكن ليس لديكِ اي فكرة عن نوع الشياطين الذين كانوا يستحوذونهم !"
مشوا معاً ناحية الصف ليدق الجرس معلناً عن بداية الحصة الاولى
" سوف اقول لكِ قاعدة ، لا احد سئ حقاً في هذا العالم. "
" هل هكذا اصبحتِ مشهورة اكثر من كلير ؟ علي حقاً اخذ بعض الدروس منكِ "
قالوا ريثما يعطيها اغلب الاشخاص ابتسامات ودية.
" لكن .. هنلك شخص واحد لاتستطيعين جعله يبتسم لكِ بعد "
" انا لا اجري مسابقة هنا، لكن على اي حال من هو ؟"
وصلوا الى الصف لتشير لها بنظراتها الى الشاب الذي يجلس في نهاية الصف
" كايدن وينستُن . إن جعلته يبتسم سأعطيكي ما تشائين. "
" كما قلت ... انا لا افتح مسابقات او تحدي. "
قالت لينظر اليها بعد ان شعر بأن احداً يراقبه ، هي ايضاً ابتسمت له رغم انها تعرف بانه لن يبتسم ولن يتكلم نهائياً
جلست على كرسيها ، في السرى الثاني لتستمع الى كلام الآخرين بهدوء من دون فعل شئ ..
" يبدوا بأن الاستاذ سيتأخر "
" اجل بالفعل "
وضعت رأسها على الطاولة و هي تتظاهر بالنوم لكن في الحقيقة تستطيع سماع الجميع ..
" هل ستنظمين لنا ؟"
" ربما ، نعم "
رفعت رأسها مِن على الطاولة حينما نادتها كلير.
" كلاريس ، والدي دفع تكاليف أخذِنا جميعاً في رحلة مدرسية مدتها يومان تقريباً هل انتِ قادمة ؟ "
" حقاً متى تحديداً "
" سنذهب الاسبوع القادم و نعود في اليوم الثاني عند المغيب."
" اعتقد بأنني ..... سآتي معكم ، اجل "
اعطتها احدى صديقاتها ورقة لتوقع اسمها هي ايضاً ، قبل ان تستدير لفتاةٍ أخرى.
جلست بعد ان سأمت هي ايضاً لتخرج دفتر الرسم و قلماً ، في البداية كانت سيئة جداً بالرسم لكن بعد التدريب المستمر اصبحت افضل بكثير.
بدات ترسم اول شئ خطر على بالها و الذي هو رسم لفتاة تظم قدميها لجسدها المليئ بالخدوش و الكدمات و هنلك وحوش او شياطين تخرج من كل مكان لمهاجمتها ... هي كانت قد رأت هذه الرسمة في مكانٍ ما لا تعلم اين لكنها احبتها ،
اندمجت في الرسم كثيراً لدرجة بانها نست محيطها الخارجي تماماً و بعد ان انتهت تقريباً مِن الرسمة شعرت بهدوءٍ غريبٍ جداً يخيم على المكان لتنظر اخيراً من حولها لتجد اعيُن كايدن الفضية تراقب رسمها لكن حالما تواصلت اعينهم لثوانٍ حتى ابعد نظره بسرعة. ليس بغرور .. لكن كما تعودت منه طوال فترة تواجدها في هذه المدرسة ' بِعدم اكتراث '.
" رسمٌ رائع كلار." قال احد الفتيان
" شكراً. "
قالت بالطف ، هي حقاً ليست من النوع الخجول الذي يحمر من اي كلمة .. بل من النوع الواثق اللطيف الذي لايبدي اهتمامً زائداً حتى لا يعطي انطباعاً خاطئاً.
" كيف ترسمين هكذا !؟" سألت احداهن ايضاً
" تدربت كثيراً على هذا. "
بعد هذه الجملة دخل الاستاذ ، لكن بدل السيدة اللطيفة التي تعودوا عليها كان المدرس رجُلاً في الثلاثينات تقريباً ذات شعرٍ بني داكن و عيون عسلية حادة .. حالما دخل سمعت كلاريس عدة همسات من الفتياة عن كون الاستاذ الجديد وسيماً جداً و لابلابلا ، حقاً لا تعلم كيف لفتياة في السابعة عشرة أن يعجبوا بالرجال الأكبر سناً ... ان الامر مقزِزٌ بمعنى الكلمة !
اعادت كلاريس دفتر رسمها في حقيبة يدها ليبدء الدرس
" مرحباً ، انا ادعى دانييل جيفرسُن و انا هو استاذكم البديل لبقية السنة .. لانه و مع الأسف الشديد الأستاذة نينا وقعت و كسرت قدمها نتمنى جميعاً الشفاء العاجل لها. و الآن لما لا نبدئ. "
بدء الدرس و كلاريس تتجاهل كلام الفتياة عن كون غمازاته هي الألطف و الاجمل على الاطلاق فالشئ الوحيد الذي اتفقت به مع الجميع هو بانه يشرحُ جيداً جداً.
دق الجرس معلناً عن بداية استراحة الغداء ، بدى الجميع على عجلة من امرهم للخروج ما عدى كلاريس التي اخذت وقتها لتوضب اغراضها وقفت اميلي تنتظرها ليخرجى معاً .. كان الصف فارغاً تقريباً.
" الهي اليس المدرس الجديد مثيراً جداً !؟"
شعرت كلاريس بالأحراج قليلاً من كلام صديقتها لان الصف لايزال فيه شخصان آخران .. شاب يجلس في الزاوية و هو يغطي رأسه بقلنسوة قميصه و الذي هو الشخص الوحيد الذي لا تعرفه حتى الآن و الثاني هو كايدن الذي ايضاً يأخذ وقته.
" ايووو هذا مقزز ، جدياً لا اعلم كيف تفكرن !" تعلمت بانه في حالات مثل هذه الطريقة الوحيدة للخروج هي ان تدافع عن نفسها بصوتٍ عالٍ ايضاً .
" ماذا لا تحبين الرجال الاكبر سناً ؟"
" ماذا بالطبع لا ! ، اصلاً انا لا تهمني هذه الامور الفارغة بل اهتم لمواضيع اهم بكثير. "
هذا كان صحيحاً فهي لم تهتم يوماً بالحب ولا بالمواعد و الفكرة كلها كرهتها بشدة ، من وجهة نظرها الحب للاشخاص العاطفيين ، المراهقين ، و الذين لا يستطيعون التفكير بأي شئ مهم آخر لهذا لم تسمح لاي كائن ان يؤثر عليها لانها تكره الحب بشكل لا يصدق و تكره التكلم بمثل هذه المواضيع اكثر حتى.
" غير معقول بانكِ لم تنجذبي لاي احد .. اعني ماذا عن كايدن ؟" قالت بهمس و هن يتمشيان الى خزانة كلاريس لتضع دفترها هناك.
" ماذا عنه ؟"
" انه اكثر شابٍ مثير و غامض في المدرسة لا يعقل بأنكِ لم تشعري اي شئ تجاهه ، هيا اعترفي !"
" لا لم اشعر بشئ ، صدقيني ان المظاهر خداعة جداً. اعرف قصصاً تستطيع ايقاف شعر جسدك "
" اوه حقاً ؟ جربيني "
حقاً ارادت معرفة ردة فعلها بعدما تستيقظ من عالم احلامها الوردية لكن ... هي صديقتها ولا تستطيع تدمير برائتها هكذا لذى من الافضل ان لا تفعل "آسفة لن اللوث عقلكي ، اعرفكِ جيداً ترتعبين بسهولة. "
" كما تشائين ، اصلاً فقدت امل ان تعقلي "
ابتسمت كلار بانتصار لتفتح خزينتها و هي تضع دفترها في الداخل
" هيا لنذهب و نأكل شيئاً انا جائعة "
قامت ايملي بسحب كلاريس الى الكافتيريا لتجلسا على طاولتهما المعتادة.
" لن تاتي !؟" قالت ايملي بخيبة امل
" لا ، اذهبي انتِ انا لستُ جائعة "
نظرت لها نظرة ترجي
" كلار انتِ لا تأكلين اي شئ نهائياً انا قلقة عليكِ !"
اعطتها كلاريس ابتسامة دافئة
" لا تقلقي علي إيم .. انا اتغذى جيداً في المنزل ، و قد اكلت افطاري قبل ان آتي لهذا اذهبي انتِ "
" اذاً ... حسناً بما انكِ اكلتي. "
جلست هناك بملل وهي تراقب الجميع حتى عادت صديقتها بعد فترة
" ايملي ماذا كنتِ تفعلين هناك لما هذا التأخير ؟"
" كُنت اتحدث مع كولن فقط. "
نظرت كلاريس نظرة خاطفة نحو فتى اشقر يمتلك عيوناً خضراء و هو ايضاً احد اعضاء فرقة كرة القدم ، لن تتفاجئ فإيملي معجبة به منذ فترة.
قاطع رؤياها الفتاة التي تقف امامهم
" اوه اهلاً جانيت. " قالت ايملي بابتسامة دافئة
" اهلاً كلاريس ، هل استطيع الجلوس معكم ؟" قالت بتوتر
" بالطبع تفضلي !" قالت فوراً لتجلس معهم
إن جانيت فتاة لطيفة جداً لكن الكثير من الفتياة يتنمرن عليها لكنهم توقفوا الآن لان كلاريس تدافع عنها كلما ازعجهوا ...
انتهى وقت الاستراحة ليعودوا الى الصفوف
" ليست فكرة جيدة بان تصبحي صديقة جانيت. " قالت ايملي و هما تتمشيان نحو الصف
" لما لا ؟" لم تتفاجئ لانها كانت تستطيع رؤية ملامح وجه اميلي عندما كانت موجودة
" ليست المفضلة لدى فرقة التشجيع ، احتمال كبير ان تفقدي شعبيتكِ و تدخلي في مشاكل كثيرة."
" عزيزتي إيم ، لو اردت في حياتي شيئاً زائفاً كالشهرة لرأيتني ارتدي فستاناً وردياً قصيراً .. لا يهمني ما يفكر به اي احد فانا استمع لعقلي رغم اي شئ ... و صدقيني دعي احداً يحاول لمسي حتى و سيبدأ وقتها انفصامي بالخروج لتقطيعه الى اجزاء لذى لا تقلقي علي."
" كما ترغبين ، لا تقولي لم احذركِ !"
لم تكمل جملتها حتى ليسمعوا صوتاً غريباً ، كان الجميع يقف في دائرة عند الخزائن و هم يشاهدون امراً ما
" ما الذي يحدث ؟"
اقتربت اكثر لترى مارك و كولن و عدة مِن رفاقهم يضربون الفتى من صفها الذي دائماً ما ارتدى قلنصوة قميصه و هو يجلس في زاوية.
اعطاه مارك لكمة أخرى ولا احد تدخل .. لم تستطع كلار ان تتحمل اكثر امسكتها ايملي من ذراعها
" لا لاتتدخل__"
قامت بدفع ايملي لتقترب منهم بسرعة وهي تدفعه بعيداً عنه بقوة
" ما الذي ... "
تفاجئ برؤيتها هو و رفاقه ليبتعد مارك بتوتر قليلاً
" كلاريس ابتعدي."
" بل أنت ابتعد مارك ، قبل ان ترى وجهي الثاني !"
بقي ينظر الى رفاقه تارة و تارة الى كلار لانه حقاً لايريد ان يؤذيها رغم انه لايعرف بانها شيطان تقريباً عند المقاتلة فلقد اخذت دروس دفاع عن النفس اضافة الى الملاكمة.
انحنت على قدميها لتساعده على الوقوف وهي تعطيه علبة مياه معدنية ، كان سيقول امراً آخر قبل ان ينظروا الى الشخص الذي وراء مارك.
" اي مشكلة يا صاح ؟" قال بنبرة اقرب الى التهديد
لم يستطع احدهم الحديث ، كايدن وينستن يتدخل في امرٍ ما !
" اقترح ان تغادروا جميعاً لان الحصص بدأت. "
غادروا بسرعة بعد ان تذكروا حصصهم ليغادر هو ايضاً بعد انتهاء المشكلة ...
" انتِ ايضاً اذهبي حتى لا تتأخري " قالت لإيملي لتذهب هي ايضاً
" انت بخير ؟" قالت للشاب صاحب الشعر الاسود
حقاً لا تعلم كيف كانوا يتنمرون عليه ... هي لاتفهم كيف تعمل عقولهم حتى !
" اجل ، شكراً لكِ " قال بانكسار امامها
" لا شُكر ، نحن بشر علينا مساعدةُ بعضنا البعض للنجاة من هذا العالم. "
" انا كلاريس بالمناسبة " قالت وهي تمد يدها له
صافحها
" كايل. " قال اسمه ببساطة
" اعتقد باننا معاً لهذا علينا الذهاب لأن الدرس قد بدأ"
توجها بسرعة نحو الصف و مع الاسف كانت الأستاذة موجودة بالفعل
" لما هذا التأخير ؟"
" انا آسفة كان لدي مشكلة مع قفل خزانتي ، و هو ساعدني في فتحها " قالت من دون ترددٍ حتى مما اصاب الآخرين بالذهول على قدرتها الرائعة في الكذب
" لابأس .. آخر مرة هيا لمقاعدكم. "
جلسوا في اماكنهم بهدوء ، كان الجميع ينظر نحو كلاريس بنظرات خاطفة ريثما هي كانت تكتب بِكل هدوء للحظة .. للحظة فقط استعادت ذكرى مدفونة في ذاكرتها لهذا تحتاج للهدوء
تحتاج الهدوء لتعيد اغلاق باب ذكرياتها مجدداً.
.
.
.
باقي اليوم انقظى بشكلٍ طبيعي حتى اتى اليوم الثاني ... ، كلار كانت تضع ابتسامتها المعتادة للجميع .. و عندما خرجوا للحديقة وقعت اعينها على كايدن الذي يجلس تحت ظل احد الاشجار و هو يقراء كتاباً ما و في اذنه سماعات الرأس ،
و هنا اتى لرأسها سؤال ... الجميع هنا مزيفون يهتمون للمظاهر فقط ، و هم يتنمرون على كايل و جانيت لانهما منعزلان.
هذا تفهمُ سببه ، لكن لما لا احد يجرء على الاقتراب مِن كايدن !؟
" إيم انتِ هنا منذ فترة طويلة ... لاحظت بأن الجميع يتنمر على كايل لكن لا احد يقترب من كايدن رغم انه منعزل اكثر من الجميع. "
اجابت ايملي من دون تفكير لان هذا السؤال لايحتاج للتفكير بالنسبة لها.
" كايدن ثري ، و في نفس الوقت لا تنخدعي به لانه مريض نفسي حسب ما يقوله الجميع "
" كيف ذلك ؟ "
جلسوا على العشب الأخضر لتهمس في اذنها
" قبل سنة تقريباً كان لدينا في المدرسة مجموعة من الشبان الاثرياء ، وقتها كانوا متنمرين من الدرجة الأولى ولا احد يستطيع الكلام معهم نهائياً حتى المدير بقي صامتاً على افعالهم.
و بما ان كايدن منعزل كثيراً قرروا في احد الايام ان يتنمروا عليه .. الخلاصة نُقِلوا من المدرسة بإعاقة دائمية و انا لا امزح نهائياً ... الطبيب قال بأن الفتى لن يستطيع المشي على قدميه من جديد و بقي على كرسي متحرك "
المظاهر تخفي الكثير من الأمور لهذا لم تتعجب حقاً مِن قصته.
" اما باقي رفاقه ... الثاني لا يستطيع استخدام عينه اليمنى نهائياً اما الثالث كانت اصابته ارحم من البقية حيث خُلعت يده فقط ولا ننسى حنجرته ... اتذكر بانهم قالوا صوته تغير قليلاً. "
و بقليلاً كانت تعني كثيراً.
" واو عليه اعطائي بعض الدروس هذا سيكونُ ممتعاً ، الم يُحاكم !؟"
اعطتها ايملي ابتسامة ساخرة
" بالطبع تحاكم ، لكن لا احد استطاع اثبات التهمة عليه هل تصدقين !؟ "
" كيف لم يستطيعوا !؟؟"
اعادت لتهمس بصوتٍ خافت رغم ان لا احد يسمعهم فهم مشغولين بالتكلم مع احدهم الآخر
" يقولون بأنه قام برشوة القاضي ، و البعض يقول بأنه هدّد القاضي بقتل عائلته ليدعه و شأنه .. اعني كان يستطيع الدفاع عن نفسه مثلكِ او تلقينهم درساً
لكن ليس بهذه الطريقة المتوحشة ..... لهذا لا احد تجرئ على الاقتراب منه مِن بعدها "
نظرت ناحيته مجدداً لتجده قد اختفى تماماً عن الانظار
" لو سئلتني يستحقون كُل ما حصل لهم فأنا اكره من يؤذي الآخرين لاسباب تافهة كهذه. "
" اجل لاحظت ، المحظوظ لايملك احداً ليحاسبه على فعلته حتى !"
" ماذا تعنين ؟" سئلت مجدداً فهي عادةً ليست فضولية هكذا لكن قصته غريبة حقاً
" والداه كليهما توفيا عندما كان صغيراً بسبب عمليةِ سطو مسلحة على المنزل و هو وقتها كان عند منزل اقاربه لهذا لم يمسه اي سوء. "
شعرت بشئ غريب .. ليس الشفقة لان قصتها قريبة من قصته للغاية ، الفرق عدة تفاصيل
بل اقرب الى الغضب على صديقتها .. يعتقدون بأنه من الرائع و من الحظ ان تخسر احد والديك ! ليس لديهم اي فكرة عن صعوبة الأمر
.
.
بعد ان غيروا الموضوع تركتها ايملي لتتكلم مع جوردن لانها لمحته بعيداً عنهم بقليل لتترك كلار بمفردها ، بعد فترة من مراقبة الجميع قررت ان تتوجه نحو المكتبة لقرائة شئٍ مفيد لانها ليست حقاً معجبة كبيرة بالشمس
مشت ببطئ مبتعدةً عن الضوضاء حتى اوقفها شخصٌ ما و هو يلمس كتفها بحركة سريعة،
" المعذرة."
استدارت بسرعة لتتفاجئ بكايدن يقف ورائها و على وجهه نفس ملامح الهدوء لتبتسم له بسرعة
" نعم ؟"
قام بمد يده ناحيتها و هو يمسك بِدفتر ملاحظات ذات غلاف و اوراق مميزة ناعمة جداً
" هل هذا مِلكُكِ ؟" قال بهدوء
لاحظت بان هذا هو نفسه ما كان يقرأه قبل دقائق عند الشجرة لكنها لم ترى الغلاف جيداً بسبب بعد المسافة
لتحمر من الخجل و الصدمة ... فهذا هو دفتر ملاحظاتها (الخاص) بعِلم النفس و لغة الجسد و هو مليئ بملخصات كتب أخرى و بعض من ملاحظاتها الخاصة و هو تلخيص سنوات تقريباً فهي مهتمة بعلم النفس منذ عمر الثانية عشر.
" آه نعم ... شكراً لك ، كيف حصلت عليه ؟"
" وقع منكِ حينما كنتِ منشغلة بالقتال ، وجدت الأسم في الصفحة الاولى "
سؤال واحد خطر على بالها ... ' كان موجوداً !؟'
" لما اعدته لي في اليوم الثاني ؟" قالت و هي تعقد ذراعيها معاً بنبرة لطيفة لكن متسائلة
" حاولت ان اعيده البارحة لكنكِ غادرتي بسرعة ، حاولت قبل قليلٍ ايضاً لكنكِ بديتي منشغلة بحديثكم المشوق. "
و مجدداً شعرت بالاحراج و هو امرٌ يحدث نادراً كونها لاتدخل نفسها في مواقف محرجة
لكن فكرة انه استمع لحديث إيم عنه ...
" اعتذر على التطفل لكن لم يسعني سوى قرآءته. إن فيه بعض الملاحظات المثيرة للاهتمام منذ متى تدرسين لغة الجسد و سلوك العقل ؟"
عانقت دفترها العزيز الذي لاتعلم ما كانت ستفعل من دونه
" منذُ عُمر الثانيةِ عشر تقريباً "
رفع إحدى حاجبيه باهتمام
" مثير للاهتمام ، ماذا تدرسين ايضاً ؟"
فكرت قليلاً بكل الكتب المختلفة التي تقرأها يومياً في المنزل لتجيبه بفرح كون لا احد اهتم بهذه التفاصيل عنها نهائيا
" ادرسُ مواضيعاً مختلفة .. لكن التي اركز عليها اكثر هي لغة الجسد و السلوك ، التاريخ و اللغات. "
" ليس الجميع من يهتم بامور كهذه ، اجد طريقة تفكيرك مميزة للغاية. "
اي فتاة عادية كانت لتفرح كثيراً و تتوتر اي فتاة ما عدى كلار التي ابقت ملامحها الواثقة اللطيفة
" شكراً لك فنادراً ما يشجعني اي احد على هذه الامور ، و انت بِماذا تهتم ؟ "
فكر بتمعن قبل ان يجيبها
" انا طريقة تفكيري مختلفة قليلاً ، اهتم بالأسلحة ، المقاتلة، افرع العلوم المختلفة و لهذا بدأت حديثاً بِعلم النفس "
كانت تتسائل ماذا سيحدث لأعدائه المساكين
جدياً تدميرهم جسدياً يكفي لكنه يبدوا بانه يخطط لتدميرهم نفسياً بعدها .. رغم هذا كان يبدوا لطيفاً ، حتى لو لم يظهر الأمر لكنها تعلم بانه لطيف عندما يفهمه احدهم
" هذا مُبهر جداً ، فالأقلية من يجدون المتعة في فهم امور دقيقة كالعلوم .. لكن بعد فهمها جيداً يصبح فيها جمالها الخاص"
" حقاً !؟ بأي فرع من افرع العلوم تهتمين بعد عِلم النفس اذاً ؟"
قال اقرب الى اختبارها من السؤال لانه في العادة و بعد ان يقول انه مهتم بالعلوم الشخص الذي امامه ايضاً يقول نفس الشئ للفت انتباهه و حينما يسأل اي فرع من افرع العلوم جميعهم تقريباً يجيبون 'بالكيمياء و الفيزياء ' و عندما يسئلهم مجدداً عن ابسط شئ في الكيمياء او الفيزياء يبدأون بالتلعثم فوراً
" عِلمُ الفلك لانني اعشق النجوم و احب معرفة الى ما انظر تحديداً ، الاعشاب الطبية لاعالج نفسي عند الحاجة ، و القليل من الاحياء لانه يساعدني على معرفة نقاط ضعف الجسد إضافة لأشياء عديدة اخرى. "
" حقاً ؟ ما هي عُشبتُكِ المفضلة حتى الآن ؟ "
" امم صعبٌ الاختيار ... لكن علي القول بانها ( السكالكاب skullcap ) مهدئ ممتاز إن كُنت متوتراً او غاضباً او حتى خائفاً و الثاني هو ( الكاليا زاكاتيشيتشي او الكاليا ز. ) و هذا يعطيك احلاماً رائعة في الليل عندما تزورك الكوابيس. "
و بعد هذا الاختبار شعر بالاسترخاء قليلاً بجوارها ليتمشيا ناحية المكتبة معاً و هما يتشاركان الحديث حول معلومات مفيدة ، كونُه فضولي من الجانب العلمي لم يستطع منع نفسه من عدم الحديث معها كلما شاركتهُ معلوماتها المثيرة للاهتمام بالنسبة له.
لكن و مع كل هذا عرفت بان اهتمامه الرئيسي يكمن في الأسلحة لتخبره بانها اشترت واحداً قبل عدة سنوات و هي تعرف القليل عنه لذا ربما ان لم يمانع قد يستطيع مساعدتها في ذلك
" اجل بالطبع ، إن احببتي ربما نستطيع الذهاب لنتمرن في الاماكن المخصصة للقناصة في وقتٍ ما."
" هذا سيكونُ رائعاً "
اصبح فجأه اكثر انفتاحاً معها عندما ذكرت الأسلحة ليخبرها بمجموعته المميزة في منزله و كيف يتدرب عليها كل يوم
و هكذا اصبح لديها صديق جديد ، حتى في اليوم الثاني في الكافتيريا لم تاتي صديقتها ايملي الى المدرسة و لم تجب رسائلها لهذا بقيت بمفردها على الطاولة ليأتي كايدن و امام انظار الجميع جلس معها لتصبح جميع الاعين عليهم
" اهلاً. " قال ببساطة ... لكنها تعلم بانه لايشعر بالارتياح نهائياً
" اهلاً كايدن كيف حالك ؟"
" بخير ، انتِ ؟"
" بافضل حال. "
اكل طعامه متجاهلاً انظار الجميع، حتى انتبه على شئ
" اين طعامك الن تاكلي ؟"
" لا ، لست جائعة. "
" لستِ بحاجة لتجوعي نفسكِ حتى تنحفي لانكِ نحيفة جداً بالفعل"
" اعلم ، لكن اقسم بانني لا اجوع نفسي ، انا اصلاً اكره من يفعلون هذا للآخرين انا مشكلتي هي بانني لا اشعر بالجوع عند الظهيرة نهائياً لانني تعودت على جدول غذائي مختلف. " كذبة أخرى لانها حقا ليست مستعدة للنقاشات
" حقاً كيف ؟"
" لا اعلم هنلك مشكلة في معدتي منذ الصغر ، لا اشعر بالجوع الا بعد فترة اطول من الاشخاص الطبيعيين. "
" هل جربتي يوماً ان تكسري هذه القاعدة ؟"
" اوه نعم .. و تعلمت بان لا اضغط نهائياً على جسدي لانني في يوم ضغطت على نفسي لآكل اكثر في البداية كل شئ كان طبيعي لكن بعد ربع ساعة ... هاجمني ألم مريع في معدتي و اقسم بانه بقي لمدة خمس ساعات تقريباً و هذه كانت آخر مرة احاول ان آكل رغماً عني. "
تفاجئ عند سماع هذه القصة الغريبة
" غريب ربما ان الامر مشكلة في الجهاز الهظمي لديكِ. "
" اجل انا ايضا اعتقد ذلك. "
اكل قليلاً قبل ان تتذكر كلاريس شيئاً
" لا اعتقد باننا تعرفنا بشكلٍ صحيح .. انا كلاريس "
مدت يدها له كما تفعل مع الجميع ، إن المصافحة رغم بساطتها لكنها مهمة جداً لبناء انطباعٍ اولي فلا يجب ان تصافح الشخص الآخر بقوة او ببرود فليس هنلك اي فائدة ان جعلت الشخص الآخر يشعر بعدم الارتياح.
" كايدِن. "
حل الصمت مجدداً ، رغم صمته كان في عقله يريد سؤالها مئة سؤال لذا قرر البدأ بالامور البسيطة
" مِن اين نُقلتي ؟"
" نُقلت مِن تركيا "
" اوه انتِ تركية ؟"
" لا انا امريكية. "
لم يستطع سوى الابتسام و هو يحاول فهم الامر ، لتضحك قليلاً
" اصلي امريكي لكن عِشتُ في المانيا ثم فرنسا و الآن نُقلت حديثاً الى امريكا ... الأمر معقد اعلم "
" ما الذي جاء بِكم للولايات المتحدة ؟ " قال و مركز في كلامها
" امي .. اممم تزوجت حديثاً شخصاً امريكي لهذا نُقِلنا. " قالت بتوتر فهي حقاً لاتحب التكلم عن والدتها
رفع احدى حاجبيه مجدداً
" والديكي مطلقان ؟"
اعادت شعرها الى الوراء و هي لاتزال مبتسمة
" لا ، والدي قد توفي منذ ان كُنت صغيرة "
لم يبدوا بانه صدق ما قالته لكن بعد لحظات قرر ان يسئلها اكثر
" كيف ؟"
" رصاصة في الرأس مِن قِبل عصابة ما. "
" ماذا عن امك ؟"
" لم تكن معنا. "
هنا اتسعت حدقة عيونه مِن دون ان يعلم
" لحظة كنتِ هناك ؟"
حركت رأسها بِنعم وهي تشرب القليل مِن الماء لتبدء بشرح القصة باكملها
" وقتها كُنت صغيرة ، اي اربع سنوات تقريباً لتخرج امي مِن المنزل مع صديقاتها .. و كان على ابي العودة مبكراً ليعتني بي.
قضينا بعض الوقت معاً ليقرر ان يأخذني الى الحديقة و عندما خرجنا كل شئ حدث بسرعة ...
سيارة سوداء ظهرت من العدم و فيها رجالٌ مسلحون. احدهم رمى رصاصة في منتصف رأس والدي ثم نظر اللي ليرميني برصاصة انا ايضاً
عندما رأى الدماء اعتقد بأنني قد مت لهذا غادروا قبل ان تأتي الشرطة. "
انتبهت بانه كان مصدوم بهذه القصة لتكمل قبل ان يسئل كيف لم تمت
" لكن في الحقيقة كان قد فاتني لتخدشني الرصاصة خدشاً بسيطاً في رقبتي. "
قالت و هي تبعد شعرها لتريه اثر ندبة خفيفة بتجاه رقبتها اليمنى ، ليحل الصمت من بعدها.
هي عادةً لا تخبر اي احد عن هذا الامر لكنها شعرت بانه سيفهمها اكثر كونه خسر كلا والديه في نفس الحادثة تقريباً
" انا ... حقاً آسف لخسارتك. "
" لابأس تخطيت الامر منذ زمنٍ بعيد. و انت مع من تعيش ؟"
بقي صامتاً وهو لا يعلم بالضبط بما يجيبها
" تريدين ان نتمشى في الحديقة ؟"
" اجل لما لا. "
كانت تعلم بانه لا يشعر بالارتياح كون الجميع ينظرون اليهم و من حسن الحظ الجو ليس مشمساً بل غائماً و فيه القليل من الرياح الخفيفة كما تحبه تماماً
" انا حالياً اعيش مع عمتي في منزل والداي لان كليهما توفيا في نفس حادثتك تقريباً ... بسبب العصابات. "
و هنا بدء يحكي لها قصة موت والديه و التي تعرفها بالفعل مِن إيم ، بالطبع لن تخبره بذلك فلا يبدوا بانه سمع محادثتهم كلها عنه.
" كيف تعاملك عمتك ؟"
" هي لطيفة جداً ، ليس لديها اي اطفال لهذا احبتني كأبنٍ لها "
" هذا جيد. "
كان الجميع لايصدق عينيه ولم يقترب احدٌ من كلار عندما كانا معاً نهائياً ، و هي حقاً لم تمانع ذلك كون صحبته مسلية اكثر مِن اي احد تعرفه في المدرسة
من يسمعها يسخر منها لكن حقاً رفقته ممتعة.
عندما انتهى اليوم الدراسي اتصلت بها والدتها تخبرها بانها لن تستطيع إيصالها لانها 'مشغولة' بأمرٍ ما و لن يكون هنلك اي احد في المنزل عندما تعود.
هي في حياتها كلها لم تخرج مشياً بمفردها في اي من الدول التي زارتها .. فهل تطلب منها ان تعود مشياً في اكثر دولة يكثر فيها الاجرام و الخطف !؟؟؟ تسائلت كلار إن كانت والدتها في كامل قواها العقلية ، لكنها تسائلت اكثر كيف ستذهب الى منزلها فهي لن تقظي يوماً كاملاً وحدها في المنزل لان الأمر خطر جداً لتفعله. رغم ثقتها هي في الواقع حذرة و تخاف بسهولة من اي صوت !
وقفت امامها سيارة سوداء لامعة امام الباب لتنزل نافذة السيارة لتنظر اليها الاعين الفضية نفسها
" تحتاجين لتوصيلة ؟"
حركت راسها بِنعم ، كانت مستعدة لتقبله من الفرح فهو حقاً منقذها
" شكراً لك ، امي مشغولة اليوم على ما يبدوا." قالت حالما دخلت في المقعد الامامي.
" على الرحب ، الى اين ؟"
دلته على منزلها ليقوم بإيصالها ...
لم يتكلموا بحرف طوال الطريق حتى وصلت لمنزلها لتشكره وهي تدخل منزلها بتوتر ، فهي قد سمعت عن قصص سفاحين و اغلبها حدثت في اميركا
غادر لتقفل الباب بسرعة ورائها وهي تخرج هاتفها لتتصل بصديقتها فهي كانت قلقة عليها اليوم بأكمله .. لكن إيملي لم تجبها ، في ظروفٍ اخرى كانت ستذهب للاطمئنان عليها لكن بما انها بمفردها لا تستطيع فعل شئ سوى ارسال الرسائل للاطمئنان عليها ،
توجهت نحو غرفتها لتغلق النافذة و الستائر ... انها المرة المليون التي تخبر والدتها بان تبتعد عن غرفتها لكنها دائماً عندما لا تكون موجودة تقوم بالدخول اليها و فتح النوافذ و الستائر ، و تشك كلار بانها تفتش الغرفة كل يوم لان هنلك عدة امور ليست في محلها عندما تعود. فَقبل اربعة ايامٍ تقريباً كادت تقسم بانها تركت هاتفها على السرير بجانب الوسادة و عادت لتجده على الطاولة.
لكن ما اغضبها اكثر شئ هو عندما عادت من المدرسة في اليوم الثاني و تحديداً في الليل عندما توجهت نحو الدُرج لجلب دفتر مذكراتها .. كانت تضع دفترها الغالي تحت جميع دفاتر ملاحظاتها بعناية شديدة لدرجة ان الزوايا كانت متطابقة و عندما عادت كان دفتر مُلخص اللغة الالمانية فوقه و هي متأكدة بانها وضعت دفتر التاريخ فوقه لانها تحب تدريج دفاترها حسب المفضل لديها اكثر.
و حينما سحبت دفتر مذكراتها وجدت خدشاً على القفل الصلب الذي يغلِقه !!
و هنا غضبت جداً لتنزل مواجهتاً والدتها للمرة الالف ، قالت والدتها جملتها المعتادة للدفاع عن افعالها و هي بان ' شياطينها تصبح اقوى مع الوقت لدرجة بانها بدأت تتخيل اموراً ..'
و رغم انها بدأت بقفل باب غرفتها و اخذ المفتاح معها لكن يبدوا بان والدتها تملك نسخة ايضاً فهذا لم يوقفها.
غيرت ثيابها الى فستان قطني اسود طويل لتتوجه نحو الطابق السفلي و هي تصنع لنفسها كوب قهوةٍ دافئة مع الحليب ،
بعد ان انتهت حرصت على إغلاق جميع النوافذ و قفلها ، اما الباب فكان رُعباً آخر تماماً ... ربما قد تاخذها والدتها الى مشفى الامراض العقلية لو عَلمت بانها نزلت السلالم خمس مرات لتفقد الباب إن كانت قد قفلته حقاً.
و اخيراً صعدت لغرفتها و هي تغلق الباب فقط ، في حال كان هنلك مجنون يريد قتلها مِن النافذة تستطيع الخروج مِن الباب من دون عراقيل ..
جلست اخيراً على السرير و بيدها كوب القهوة و الغطاء على قدمها و الحاسوب يستقر فوقها ، لكنها وجدت أمراً آخر يزعجها.
امالت بجسدها الى الدُرج الذي بجانب رأسها لتخرج شريطاً لاسقاً اسود لتقص القليل منه و هي تلسق قطعة الشريط الاسود على كاميرة حاسوبها الامامية في حال تم تهكير حاسوبها
اخيراً جلست برتياح لتشغل بعض الموسيقى الكلاسيكية لتضع الحاسوب جانباً و هي تحمل إحدى الروايات التي اشترتها حديثاً
اتى الليل وهي تقراء حتى تخيل لها بانها سمعت صوت طرقٍ على النافذة ... نظرت بسرعة لترى بانه غُصن الشجرة فقط.
اوقفت الموسيقى بعد ان وصلتها رسالة على هاتفها
وضعت الكتاب جانباً و هي تمسك هاتفها لتجد رِسالة من ايملي.
إيم المجنونة ❤: آسفة لأنني اقلقتك ، لكنني وقعت امس مِن السلم و كسرت يدي 😢😤
كلار : 😫🤐 الهي هل انتِ بخير إيم ؟ هل اصابتك بهذا السوء !؟
إيم المجنونة ❤: لا، لاتقلقي الطبيب قال بأنه التواء بسيط و سيشفى قريباً .. المهم صديقتك تحتظر الن تأتي لمنزلي 🙂 ؟
كلار : آسفة ☹ ، امي و زوجها ليسا في المنزل ذهبوا في ( عملٍ مهم ) لا اعرف الى اين.
إيم المجنونة ❤: بسيطة ، اخي سيخرج بعد قليل استطيع اخباره بان يُقلك
كلار : لا اعرف إيم ... متأكدة لن يمانع ؟
إيم المجنونة ❤: بالطبع لا ! سيفعل اي شئ لاخته المسكينة 😎
كلار :😂 بما تهددينه الآن !؟
إيم المجنونة ❤: تعالي و سأخبرك.
كلار : آسفة إيم امي اخبرتني بان لا اخرج مِن المنزل بعد السادسة ، لكن اعدكِ بأنني سآتي غداً لزيارتك و سأجلب معي الشوكولا المفضلة لديكِ.
إيم المجنونة ❤: لا بأس اراكِ غداً 😘
كلار :اراكِ ❤
_______________________________________
وضعت هاتفها على الشاحن الكهربائي و نزلت مِن جديد بملل نحو المطبخ لتفتح الثلاجة الكهربائية وهي تخرج قوالب الثلج التي جمدتها منذ أمس ..
اخذت قالبين لتضع كل المكعبات في الخلاط و شغلته من بعدها لتراقب الثلج الصلب يتحول الى ثلجٍ ناعم كالذي يوجد عندما تثلج خارجاً
اتت بوعاء لتضع فيه كل الثلج حتى اصبح كجبل كبير مِن الثلج الناعم ، لتأخذ ملعقة وهي تاكله بسرعة لتعود لغرفتها بعد ان تاكدت مِن الباب و النوافذ .
كان لديها ادمان قوي على الثلج المطحون منذ الصغر فهي لاتستطيع ان تقاومه نهائياً !
جلست على سريرها و هي تأكل الثلج .. كادت تحمل الكتاب مجدداً ليقاطعها صوت الهاتف من جديد ..
" الآن ماذا !؟؟" قالت بغضب لانها تكره ان يقاطعها احد وهي تقرء ... خاصتاً إن كان الكتاب جديد،
تركت كل شئ على السرير على شكل فوضى لتفتح هاتفها ، كان يوجد عدة رسائل من رقم مجهول و المجموعة الأخرى مِن صديقتها ، بما انها لاتجيب الارقام الغريبة قررت فتح رسائل صديقتها اولاً.
إيم المجنونة ❤: كلاريس ...
إيم المجنونة ❤: هنلك امرٌ غريب يحدث
إيم المجنونة ❤: ارجوكِ اجيبي !
_______________________________________
شعرت كلار بالقلق قليلاً .. عادةً لا تتكلم ايملي هكذا
كلار : ما الأمر إيملي ؟
إيم المجنونة ❤:هنلك مَن يُرسل لي رسائل غريبة ..
كلار : مِثل ماذا ؟
إيم المجنونة ❤: انه يُخبرني بان اقول لكِ ان تتفقدي رسائلك.
كلار : ماذا تعنين !؟ ، لحظة لأرى.
_______________________________________
خرجت مِن المحادثة لتذهب ناحية الرقم المجهول.
مجهول : اهلاً 🙄.
مجهول : لدي شئ لأريكِ اياه 😉
مجهول : بعض الصور القديمة التي عثرتُ عليها في غرفتك 😀.
مجهول : و لستُ صبوراً ...
_______________________________________
هذا كان قبل دقيقةٍ تقريباً ، في غرفتها ؟؟؟؟
كانت تسئل نفسها مراراً عن ما يتكلم .. في غرفتها اي في غرفتها !؟؟ هل هذه خدعة اخرى من والدتها للسخرية منها !؟
كلار : امي إن كان مقلباً سخيفا آخر مِنكم فكفي عنه قبل ان ينفذ صبري.
مجهول : تستطيعين تهديد والدتك وااو 😹
كلار : امي هل انتِ ثملة ؟ لأنني لا استطيع التعامل مع هرائك حالياً.
_______________________________________
انتظرت قليلاً ليرسل لها صورة ،
كان شخصاً ملثماً بالكامل و فوق رأسه قلنصوة تمنع شعره مِن الظهور تماماً لكنها فقدت انفاسها تماماً عندما نظرت ليده ..
كان يرتدي قفازاتٍ سوداء و هو يخفي عينيه وراء السكين ، لكن ورائه تماماً و عبر النافذة كانت هي تقف امام الخلاط .. هذه الصورة اخذت قبل عدة دقائق فقط.
مجهول : هل ابدوا كوالدتكِ ؟
تجمدت في مكانها مِن الخوف ، لم تُرد حتى تفقد النوافذ بعد الآن بل كل الذي ارادته هو دفن نفسها او الهرب ... لكن كيف ؟ امها اخذت السيارة و مِن المجازفات محاولة الخروج الآن الى الجيران او في الشارع ،
كلار : سأتصل بالشرطة إن لم تغادر فوراً.
ارسلت الرسالة لتتذكر مسدسها ، نزلت لاسفل السرير وهي تخرج مسدسها الذي لسقته في الزاوية
المشكلة بانها لاتعلم عنه سوى القليل ..
" غبية ، كان عليكِ التدرب عليه. الآن ماذا سأفعل "
وصلتها رسالة أخرى ليعود انتباهها الى الهاتف .. ربما تستطيع اخافته او شئ من هذا القبيل.
مجهول : بِكل سرور ، اتصلي لنريهم الصور معاً😊
كلار : اي صور ؟ عن ماذا تتحدث !؟
مجهول : هذه الصور ...
انتظرت عدة ثوانٍ لتصلها الصور ..
اوقعت الهاتف و المسدس مِن يدها وهي تضع يدها على فمها ، كل شئ توقف مِن حولها ، حتى فكرة قتلها لم تكن بهذا السوء ..
إن كانت خائفة قبل ثوانٍ فلا تعلم ما تسمي هذا الذي في داخلها الآن. كل الخوف ، الغضب ، التوتر ، الرعب الذي اشعر به هجم عليها اضعافاً حتى قلبها بدء يدق اسرع و اسرع .. الدموع نزلت مِن عينها من دون وعي
فقدت جميع الحلول في عقلها فكل ما تستطيع التفكير فيه الآن هو ما رأته قبل قليل.
جرت بسرعة الى الدولاب عند الزاوية لأخراج دفتر مذكراتها الكبير ... لكن اين هو دفترها ؟
اخرجت جميع الاغراض منه وعيونها مليئة بالدموع مِن دون فائدة ، دفترها لم يكن هناك.
و في دفترها تضع الصور ... و هنا بدأت المرحلة الثالثة مِن الذعر ليبدء جسدها باكمله بالارتعاش ،
كأمل أخير وضعت يدها على رقبتها بحثاً عن السلسلة الفضية التي تربط مفتاح قُفل المذكرات الحديدي فيها.
السلسلة ايضاً اختفت .. و معها انتهى امرها.
" الصور .... الشريط "
لم تستطع ايقاف ارتجاف جسدها لامساك الهاتف ، ولم تستطع الوقوف على قدميها حتى !
جسدها بدأ يصبح ثقيلاً اكثر فأكثر لكنها حاولت بكل قوتها ان تعيد السيطرة على قدماها.
و مع جهدٍ كبير نهضت ثوانٍ قبل ان تفقد السيطرة على جسدها كلياً لتقع مجدداً على الارض الباردة فاقدةً لوعيها...
_______________________________________
اهلاً و سهلاً في كتابي 😊❤، الكتاب نشرته على تطبيق الواتباد اولاً لهذا قد تجدونه هناك بالصدفة 😁، شكرًا جزيلاً لكم لانكم اعطيتم الكتاب فرصة للقراءة ؛ اراكم قريبًا ♥️
" كلاريسا ، اسرعي سوف نتأخر !"
قالت والدتها لتركب تلك الآخرى مسرعة في السيارة
قادت والدتها وهي صامتة.
" اذاً .. كيف هي المدرسة ؟ "
" بخير. "
هذا كل ما قالته لتضع سماعات الأذن من بعدها غير مكترثة للعالم من حولها ،
هي تبدوا باردة اغلب الوقت مما دفع والدتها للذهاب الى المدرسة ضناً منها بأن هنلك خطب ما او هنلك من يزعج ابنتها ... لكنها تفاجئت حينما اخبروها بأنها لطيفة و تعتني بدروسها ولا توجد اي مشكلة نهائياً !
لهذا احبت الأعتقاد بان ابنتها تحاول تصفية عقلها قبل ان تذهب او على الأقل هذا ما انقذها من التفكير باي احتمال سئ آخر للسنوات الماضية.
وصلوا الى المدرسة الكبيرة لتنزل و هي تمشي الى الباب ما إن دخلت المدرسة حتى خلعت السماعات و وضعتها في حقيبتها لتعيد ابتسامتها الكبيرة اللطيفة كَكُل يومٍ.
" صباح الخير !"
" صباح الخير كلار !"
كان الجميع يعيد لها ابتسامتها و هم يتمنون لها صباحاً طيباً
توقفت عند خزانتها لتدخل الرمز و هي تفتحها ..
" كلار اهلاً !"
" اهلاً ايلين كيف حالكِ اليوم !؟"
" بخير ، تعلمين هنلك رحلة مدرسية انتِ قادمة صحيح !؟"
" اجل اعتقد ذلك. "
" جيد ، اراكي في الصف اذاً "
" اراكِ !"
غادرت و تركتها بمفردها ، لتذهب هي ايضاً لتجد صديقتها
" اهلاً كلار ! "
قال الشاب الاشقر الذي مرت من امامه
" اهلاً مارك "
اخيراً وجدت صديقتها المفضلة
" إيملي كنت ابحثُ عنكِ !"
" كلار !"
قفزت لتحتظنها بسرعة
" كيف حالكِ ؟"
" افضل بكثير "
قاطعتهم فتاة شقراء ذات فستان قصير و معها مجموعة مِن صديقاتها كالمعتاد
" اهلاً كلار ."
" صباح الخير كلير. "
اكملت مشيها بعد ابتسامتها الصغيرة ، لتعيد هي ايضاً نظرها لصديقتها
" كيف ... بحق الجحيم ... جعلتي كلير هكذا !؟ علميني !"
" الأمر ليس مهم حقاً ، تشاركنا بعض الكلام ليست حقاً سيئة ."
" لا اعلم ما فعلتي للجميع ، لكن ليس لديكِ اي فكرة عن نوع الشياطين الذين كانوا يستحوذونهم !"
مشوا معاً ناحية الصف ليدق الجرس معلناً عن بداية الحصة الاولى
" سوف اقول لكِ قاعدة ، لا احد سئ حقاً في هذا العالم. "
" هل هكذا اصبحتِ مشهورة اكثر من كلير ؟ علي حقاً اخذ بعض الدروس منكِ "
قالوا ريثما يعطيها اغلب الاشخاص ابتسامات ودية.
" لكن .. هنلك شخص واحد لاتستطيعين جعله يبتسم لكِ بعد "
" انا لا اجري مسابقة هنا، لكن على اي حال من هو ؟"
وصلوا الى الصف لتشير لها بنظراتها الى الشاب الذي يجلس في نهاية الصف
" كايدن وينستُن . إن جعلته يبتسم سأعطيكي ما تشائين. "
" كما قلت ... انا لا افتح مسابقات او تحدي. "
قالت لينظر اليها بعد ان شعر بأن احداً يراقبه ، هي ايضاً ابتسمت له رغم انها تعرف بانه لن يبتسم ولن يتكلم نهائياً
جلست على كرسيها ، في السرى الثاني لتستمع الى كلام الآخرين بهدوء من دون فعل شئ ..
" يبدوا بأن الاستاذ سيتأخر "
" اجل بالفعل "
وضعت رأسها على الطاولة و هي تتظاهر بالنوم لكن في الحقيقة تستطيع سماع الجميع ..
" هل ستنظمين لنا ؟"
" ربما ، نعم "
رفعت رأسها مِن على الطاولة حينما نادتها كلير.
" كلاريس ، والدي دفع تكاليف أخذِنا جميعاً في رحلة مدرسية مدتها يومان تقريباً هل انتِ قادمة ؟ "
" حقاً متى تحديداً "
" سنذهب الاسبوع القادم و نعود في اليوم الثاني عند المغيب."
" اعتقد بأنني ..... سآتي معكم ، اجل "
اعطتها احدى صديقاتها ورقة لتوقع اسمها هي ايضاً ، قبل ان تستدير لفتاةٍ أخرى.
جلست بعد ان سأمت هي ايضاً لتخرج دفتر الرسم و قلماً ، في البداية كانت سيئة جداً بالرسم لكن بعد التدريب المستمر اصبحت افضل بكثير.
بدات ترسم اول شئ خطر على بالها و الذي هو رسم لفتاة تظم قدميها لجسدها المليئ بالخدوش و الكدمات و هنلك وحوش او شياطين تخرج من كل مكان لمهاجمتها ... هي كانت قد رأت هذه الرسمة في مكانٍ ما لا تعلم اين لكنها احبتها ،
اندمجت في الرسم كثيراً لدرجة بانها نست محيطها الخارجي تماماً و بعد ان انتهت تقريباً مِن الرسمة شعرت بهدوءٍ غريبٍ جداً يخيم على المكان لتنظر اخيراً من حولها لتجد اعيُن كايدن الفضية تراقب رسمها لكن حالما تواصلت اعينهم لثوانٍ حتى ابعد نظره بسرعة. ليس بغرور .. لكن كما تعودت منه طوال فترة تواجدها في هذه المدرسة ' بِعدم اكتراث '.
" رسمٌ رائع كلار." قال احد الفتيان
" شكراً. "
قالت بالطف ، هي حقاً ليست من النوع الخجول الذي يحمر من اي كلمة .. بل من النوع الواثق اللطيف الذي لايبدي اهتمامً زائداً حتى لا يعطي انطباعاً خاطئاً.
" كيف ترسمين هكذا !؟" سألت احداهن ايضاً
" تدربت كثيراً على هذا. "
بعد هذه الجملة دخل الاستاذ ، لكن بدل السيدة اللطيفة التي تعودوا عليها كان المدرس رجُلاً في الثلاثينات تقريباً ذات شعرٍ بني داكن و عيون عسلية حادة .. حالما دخل سمعت كلاريس عدة همسات من الفتياة عن كون الاستاذ الجديد وسيماً جداً و لابلابلا ، حقاً لا تعلم كيف لفتياة في السابعة عشرة أن يعجبوا بالرجال الأكبر سناً ... ان الامر مقزِزٌ بمعنى الكلمة !
اعادت كلاريس دفتر رسمها في حقيبة يدها ليبدء الدرس
" مرحباً ، انا ادعى دانييل جيفرسُن و انا هو استاذكم البديل لبقية السنة .. لانه و مع الأسف الشديد الأستاذة نينا وقعت و كسرت قدمها نتمنى جميعاً الشفاء العاجل لها. و الآن لما لا نبدئ. "
بدء الدرس و كلاريس تتجاهل كلام الفتياة عن كون غمازاته هي الألطف و الاجمل على الاطلاق فالشئ الوحيد الذي اتفقت به مع الجميع هو بانه يشرحُ جيداً جداً.
دق الجرس معلناً عن بداية استراحة الغداء ، بدى الجميع على عجلة من امرهم للخروج ما عدى كلاريس التي اخذت وقتها لتوضب اغراضها وقفت اميلي تنتظرها ليخرجى معاً .. كان الصف فارغاً تقريباً.
" الهي اليس المدرس الجديد مثيراً جداً !؟"
شعرت كلاريس بالأحراج قليلاً من كلام صديقتها لان الصف لايزال فيه شخصان آخران .. شاب يجلس في الزاوية و هو يغطي رأسه بقلنسوة قميصه و الذي هو الشخص الوحيد الذي لا تعرفه حتى الآن و الثاني هو كايدن الذي ايضاً يأخذ وقته.
" ايووو هذا مقزز ، جدياً لا اعلم كيف تفكرن !" تعلمت بانه في حالات مثل هذه الطريقة الوحيدة للخروج هي ان تدافع عن نفسها بصوتٍ عالٍ ايضاً .
" ماذا لا تحبين الرجال الاكبر سناً ؟"
" ماذا بالطبع لا ! ، اصلاً انا لا تهمني هذه الامور الفارغة بل اهتم لمواضيع اهم بكثير. "
هذا كان صحيحاً فهي لم تهتم يوماً بالحب ولا بالمواعد و الفكرة كلها كرهتها بشدة ، من وجهة نظرها الحب للاشخاص العاطفيين ، المراهقين ، و الذين لا يستطيعون التفكير بأي شئ مهم آخر لهذا لم تسمح لاي كائن ان يؤثر عليها لانها تكره الحب بشكل لا يصدق و تكره التكلم بمثل هذه المواضيع اكثر حتى.
" غير معقول بانكِ لم تنجذبي لاي احد .. اعني ماذا عن كايدن ؟" قالت بهمس و هن يتمشيان الى خزانة كلاريس لتضع دفترها هناك.
" ماذا عنه ؟"
" انه اكثر شابٍ مثير و غامض في المدرسة لا يعقل بأنكِ لم تشعري اي شئ تجاهه ، هيا اعترفي !"
" لا لم اشعر بشئ ، صدقيني ان المظاهر خداعة جداً. اعرف قصصاً تستطيع ايقاف شعر جسدك "
" اوه حقاً ؟ جربيني "
حقاً ارادت معرفة ردة فعلها بعدما تستيقظ من عالم احلامها الوردية لكن ... هي صديقتها ولا تستطيع تدمير برائتها هكذا لذى من الافضل ان لا تفعل "آسفة لن اللوث عقلكي ، اعرفكِ جيداً ترتعبين بسهولة. "
" كما تشائين ، اصلاً فقدت امل ان تعقلي "
ابتسمت كلار بانتصار لتفتح خزينتها و هي تضع دفترها في الداخل
" هيا لنذهب و نأكل شيئاً انا جائعة "
قامت ايملي بسحب كلاريس الى الكافتيريا لتجلسا على طاولتهما المعتادة.
" لن تاتي !؟" قالت ايملي بخيبة امل
" لا ، اذهبي انتِ انا لستُ جائعة "
نظرت لها نظرة ترجي
" كلار انتِ لا تأكلين اي شئ نهائياً انا قلقة عليكِ !"
اعطتها كلاريس ابتسامة دافئة
" لا تقلقي علي إيم .. انا اتغذى جيداً في المنزل ، و قد اكلت افطاري قبل ان آتي لهذا اذهبي انتِ "
" اذاً ... حسناً بما انكِ اكلتي. "
جلست هناك بملل وهي تراقب الجميع حتى عادت صديقتها بعد فترة
" ايملي ماذا كنتِ تفعلين هناك لما هذا التأخير ؟"
" كُنت اتحدث مع كولن فقط. "
نظرت كلاريس نظرة خاطفة نحو فتى اشقر يمتلك عيوناً خضراء و هو ايضاً احد اعضاء فرقة كرة القدم ، لن تتفاجئ فإيملي معجبة به منذ فترة.
قاطع رؤياها الفتاة التي تقف امامهم
" اوه اهلاً جانيت. " قالت ايملي بابتسامة دافئة
" اهلاً كلاريس ، هل استطيع الجلوس معكم ؟" قالت بتوتر
" بالطبع تفضلي !" قالت فوراً لتجلس معهم
إن جانيت فتاة لطيفة جداً لكن الكثير من الفتياة يتنمرن عليها لكنهم توقفوا الآن لان كلاريس تدافع عنها كلما ازعجهوا ...
انتهى وقت الاستراحة ليعودوا الى الصفوف
" ليست فكرة جيدة بان تصبحي صديقة جانيت. " قالت ايملي و هما تتمشيان نحو الصف
" لما لا ؟" لم تتفاجئ لانها كانت تستطيع رؤية ملامح وجه اميلي عندما كانت موجودة
" ليست المفضلة لدى فرقة التشجيع ، احتمال كبير ان تفقدي شعبيتكِ و تدخلي في مشاكل كثيرة."
" عزيزتي إيم ، لو اردت في حياتي شيئاً زائفاً كالشهرة لرأيتني ارتدي فستاناً وردياً قصيراً .. لا يهمني ما يفكر به اي احد فانا استمع لعقلي رغم اي شئ ... و صدقيني دعي احداً يحاول لمسي حتى و سيبدأ وقتها انفصامي بالخروج لتقطيعه الى اجزاء لذى لا تقلقي علي."
" كما ترغبين ، لا تقولي لم احذركِ !"
لم تكمل جملتها حتى ليسمعوا صوتاً غريباً ، كان الجميع يقف في دائرة عند الخزائن و هم يشاهدون امراً ما
" ما الذي يحدث ؟"
اقتربت اكثر لترى مارك و كولن و عدة مِن رفاقهم يضربون الفتى من صفها الذي دائماً ما ارتدى قلنصوة قميصه و هو يجلس في زاوية.
اعطاه مارك لكمة أخرى ولا احد تدخل .. لم تستطع كلار ان تتحمل اكثر امسكتها ايملي من ذراعها
" لا لاتتدخل__"
قامت بدفع ايملي لتقترب منهم بسرعة وهي تدفعه بعيداً عنه بقوة
" ما الذي ... "
تفاجئ برؤيتها هو و رفاقه ليبتعد مارك بتوتر قليلاً
" كلاريس ابتعدي."
" بل أنت ابتعد مارك ، قبل ان ترى وجهي الثاني !"
بقي ينظر الى رفاقه تارة و تارة الى كلار لانه حقاً لايريد ان يؤذيها رغم انه لايعرف بانها شيطان تقريباً عند المقاتلة فلقد اخذت دروس دفاع عن النفس اضافة الى الملاكمة.
انحنت على قدميها لتساعده على الوقوف وهي تعطيه علبة مياه معدنية ، كان سيقول امراً آخر قبل ان ينظروا الى الشخص الذي وراء مارك.
" اي مشكلة يا صاح ؟" قال بنبرة اقرب الى التهديد
لم يستطع احدهم الحديث ، كايدن وينستن يتدخل في امرٍ ما !
" اقترح ان تغادروا جميعاً لان الحصص بدأت. "
غادروا بسرعة بعد ان تذكروا حصصهم ليغادر هو ايضاً بعد انتهاء المشكلة ...
" انتِ ايضاً اذهبي حتى لا تتأخري " قالت لإيملي لتذهب هي ايضاً
" انت بخير ؟" قالت للشاب صاحب الشعر الاسود
حقاً لا تعلم كيف كانوا يتنمرون عليه ... هي لاتفهم كيف تعمل عقولهم حتى !
" اجل ، شكراً لكِ " قال بانكسار امامها
" لا شُكر ، نحن بشر علينا مساعدةُ بعضنا البعض للنجاة من هذا العالم. "
" انا كلاريس بالمناسبة " قالت وهي تمد يدها له
صافحها
" كايل. " قال اسمه ببساطة
" اعتقد باننا معاً لهذا علينا الذهاب لأن الدرس قد بدأ"
توجها بسرعة نحو الصف و مع الاسف كانت الأستاذة موجودة بالفعل
" لما هذا التأخير ؟"
" انا آسفة كان لدي مشكلة مع قفل خزانتي ، و هو ساعدني في فتحها " قالت من دون ترددٍ حتى مما اصاب الآخرين بالذهول على قدرتها الرائعة في الكذب
" لابأس .. آخر مرة هيا لمقاعدكم. "
جلسوا في اماكنهم بهدوء ، كان الجميع ينظر نحو كلاريس بنظرات خاطفة ريثما هي كانت تكتب بِكل هدوء للحظة .. للحظة فقط استعادت ذكرى مدفونة في ذاكرتها لهذا تحتاج للهدوء
تحتاج الهدوء لتعيد اغلاق باب ذكرياتها مجدداً.
.
.
.
باقي اليوم انقظى بشكلٍ طبيعي حتى اتى اليوم الثاني ... ، كلار كانت تضع ابتسامتها المعتادة للجميع .. و عندما خرجوا للحديقة وقعت اعينها على كايدن الذي يجلس تحت ظل احد الاشجار و هو يقراء كتاباً ما و في اذنه سماعات الرأس ،
و هنا اتى لرأسها سؤال ... الجميع هنا مزيفون يهتمون للمظاهر فقط ، و هم يتنمرون على كايل و جانيت لانهما منعزلان.
هذا تفهمُ سببه ، لكن لما لا احد يجرء على الاقتراب مِن كايدن !؟
" إيم انتِ هنا منذ فترة طويلة ... لاحظت بأن الجميع يتنمر على كايل لكن لا احد يقترب من كايدن رغم انه منعزل اكثر من الجميع. "
اجابت ايملي من دون تفكير لان هذا السؤال لايحتاج للتفكير بالنسبة لها.
" كايدن ثري ، و في نفس الوقت لا تنخدعي به لانه مريض نفسي حسب ما يقوله الجميع "
" كيف ذلك ؟ "
جلسوا على العشب الأخضر لتهمس في اذنها
" قبل سنة تقريباً كان لدينا في المدرسة مجموعة من الشبان الاثرياء ، وقتها كانوا متنمرين من الدرجة الأولى ولا احد يستطيع الكلام معهم نهائياً حتى المدير بقي صامتاً على افعالهم.
و بما ان كايدن منعزل كثيراً قرروا في احد الايام ان يتنمروا عليه .. الخلاصة نُقِلوا من المدرسة بإعاقة دائمية و انا لا امزح نهائياً ... الطبيب قال بأن الفتى لن يستطيع المشي على قدميه من جديد و بقي على كرسي متحرك "
المظاهر تخفي الكثير من الأمور لهذا لم تتعجب حقاً مِن قصته.
" اما باقي رفاقه ... الثاني لا يستطيع استخدام عينه اليمنى نهائياً اما الثالث كانت اصابته ارحم من البقية حيث خُلعت يده فقط ولا ننسى حنجرته ... اتذكر بانهم قالوا صوته تغير قليلاً. "
و بقليلاً كانت تعني كثيراً.
" واو عليه اعطائي بعض الدروس هذا سيكونُ ممتعاً ، الم يُحاكم !؟"
اعطتها ايملي ابتسامة ساخرة
" بالطبع تحاكم ، لكن لا احد استطاع اثبات التهمة عليه هل تصدقين !؟ "
" كيف لم يستطيعوا !؟؟"
اعادت لتهمس بصوتٍ خافت رغم ان لا احد يسمعهم فهم مشغولين بالتكلم مع احدهم الآخر
" يقولون بأنه قام برشوة القاضي ، و البعض يقول بأنه هدّد القاضي بقتل عائلته ليدعه و شأنه .. اعني كان يستطيع الدفاع عن نفسه مثلكِ او تلقينهم درساً
لكن ليس بهذه الطريقة المتوحشة ..... لهذا لا احد تجرئ على الاقتراب منه مِن بعدها "
نظرت ناحيته مجدداً لتجده قد اختفى تماماً عن الانظار
" لو سئلتني يستحقون كُل ما حصل لهم فأنا اكره من يؤذي الآخرين لاسباب تافهة كهذه. "
" اجل لاحظت ، المحظوظ لايملك احداً ليحاسبه على فعلته حتى !"
" ماذا تعنين ؟" سئلت مجدداً فهي عادةً ليست فضولية هكذا لكن قصته غريبة حقاً
" والداه كليهما توفيا عندما كان صغيراً بسبب عمليةِ سطو مسلحة على المنزل و هو وقتها كان عند منزل اقاربه لهذا لم يمسه اي سوء. "
شعرت بشئ غريب .. ليس الشفقة لان قصتها قريبة من قصته للغاية ، الفرق عدة تفاصيل
بل اقرب الى الغضب على صديقتها .. يعتقدون بأنه من الرائع و من الحظ ان تخسر احد والديك ! ليس لديهم اي فكرة عن صعوبة الأمر
.
.
بعد ان غيروا الموضوع تركتها ايملي لتتكلم مع جوردن لانها لمحته بعيداً عنهم بقليل لتترك كلار بمفردها ، بعد فترة من مراقبة الجميع قررت ان تتوجه نحو المكتبة لقرائة شئٍ مفيد لانها ليست حقاً معجبة كبيرة بالشمس
مشت ببطئ مبتعدةً عن الضوضاء حتى اوقفها شخصٌ ما و هو يلمس كتفها بحركة سريعة،
" المعذرة."
استدارت بسرعة لتتفاجئ بكايدن يقف ورائها و على وجهه نفس ملامح الهدوء لتبتسم له بسرعة
" نعم ؟"
قام بمد يده ناحيتها و هو يمسك بِدفتر ملاحظات ذات غلاف و اوراق مميزة ناعمة جداً
" هل هذا مِلكُكِ ؟" قال بهدوء
لاحظت بان هذا هو نفسه ما كان يقرأه قبل دقائق عند الشجرة لكنها لم ترى الغلاف جيداً بسبب بعد المسافة
لتحمر من الخجل و الصدمة ... فهذا هو دفتر ملاحظاتها (الخاص) بعِلم النفس و لغة الجسد و هو مليئ بملخصات كتب أخرى و بعض من ملاحظاتها الخاصة و هو تلخيص سنوات تقريباً فهي مهتمة بعلم النفس منذ عمر الثانية عشر.
" آه نعم ... شكراً لك ، كيف حصلت عليه ؟"
" وقع منكِ حينما كنتِ منشغلة بالقتال ، وجدت الأسم في الصفحة الاولى "
سؤال واحد خطر على بالها ... ' كان موجوداً !؟'
" لما اعدته لي في اليوم الثاني ؟" قالت و هي تعقد ذراعيها معاً بنبرة لطيفة لكن متسائلة
" حاولت ان اعيده البارحة لكنكِ غادرتي بسرعة ، حاولت قبل قليلٍ ايضاً لكنكِ بديتي منشغلة بحديثكم المشوق. "
و مجدداً شعرت بالاحراج و هو امرٌ يحدث نادراً كونها لاتدخل نفسها في مواقف محرجة
لكن فكرة انه استمع لحديث إيم عنه ...
" اعتذر على التطفل لكن لم يسعني سوى قرآءته. إن فيه بعض الملاحظات المثيرة للاهتمام منذ متى تدرسين لغة الجسد و سلوك العقل ؟"
عانقت دفترها العزيز الذي لاتعلم ما كانت ستفعل من دونه
" منذُ عُمر الثانيةِ عشر تقريباً "
رفع إحدى حاجبيه باهتمام
" مثير للاهتمام ، ماذا تدرسين ايضاً ؟"
فكرت قليلاً بكل الكتب المختلفة التي تقرأها يومياً في المنزل لتجيبه بفرح كون لا احد اهتم بهذه التفاصيل عنها نهائيا
" ادرسُ مواضيعاً مختلفة .. لكن التي اركز عليها اكثر هي لغة الجسد و السلوك ، التاريخ و اللغات. "
" ليس الجميع من يهتم بامور كهذه ، اجد طريقة تفكيرك مميزة للغاية. "
اي فتاة عادية كانت لتفرح كثيراً و تتوتر اي فتاة ما عدى كلار التي ابقت ملامحها الواثقة اللطيفة
" شكراً لك فنادراً ما يشجعني اي احد على هذه الامور ، و انت بِماذا تهتم ؟ "
فكر بتمعن قبل ان يجيبها
" انا طريقة تفكيري مختلفة قليلاً ، اهتم بالأسلحة ، المقاتلة، افرع العلوم المختلفة و لهذا بدأت حديثاً بِعلم النفس "
كانت تتسائل ماذا سيحدث لأعدائه المساكين
جدياً تدميرهم جسدياً يكفي لكنه يبدوا بانه يخطط لتدميرهم نفسياً بعدها .. رغم هذا كان يبدوا لطيفاً ، حتى لو لم يظهر الأمر لكنها تعلم بانه لطيف عندما يفهمه احدهم
" هذا مُبهر جداً ، فالأقلية من يجدون المتعة في فهم امور دقيقة كالعلوم .. لكن بعد فهمها جيداً يصبح فيها جمالها الخاص"
" حقاً !؟ بأي فرع من افرع العلوم تهتمين بعد عِلم النفس اذاً ؟"
قال اقرب الى اختبارها من السؤال لانه في العادة و بعد ان يقول انه مهتم بالعلوم الشخص الذي امامه ايضاً يقول نفس الشئ للفت انتباهه و حينما يسأل اي فرع من افرع العلوم جميعهم تقريباً يجيبون 'بالكيمياء و الفيزياء ' و عندما يسئلهم مجدداً عن ابسط شئ في الكيمياء او الفيزياء يبدأون بالتلعثم فوراً
" عِلمُ الفلك لانني اعشق النجوم و احب معرفة الى ما انظر تحديداً ، الاعشاب الطبية لاعالج نفسي عند الحاجة ، و القليل من الاحياء لانه يساعدني على معرفة نقاط ضعف الجسد إضافة لأشياء عديدة اخرى. "
" حقاً ؟ ما هي عُشبتُكِ المفضلة حتى الآن ؟ "
" امم صعبٌ الاختيار ... لكن علي القول بانها ( السكالكاب skullcap ) مهدئ ممتاز إن كُنت متوتراً او غاضباً او حتى خائفاً و الثاني هو ( الكاليا زاكاتيشيتشي او الكاليا ز. ) و هذا يعطيك احلاماً رائعة في الليل عندما تزورك الكوابيس. "
و بعد هذا الاختبار شعر بالاسترخاء قليلاً بجوارها ليتمشيا ناحية المكتبة معاً و هما يتشاركان الحديث حول معلومات مفيدة ، كونُه فضولي من الجانب العلمي لم يستطع منع نفسه من عدم الحديث معها كلما شاركتهُ معلوماتها المثيرة للاهتمام بالنسبة له.
لكن و مع كل هذا عرفت بان اهتمامه الرئيسي يكمن في الأسلحة لتخبره بانها اشترت واحداً قبل عدة سنوات و هي تعرف القليل عنه لذا ربما ان لم يمانع قد يستطيع مساعدتها في ذلك
" اجل بالطبع ، إن احببتي ربما نستطيع الذهاب لنتمرن في الاماكن المخصصة للقناصة في وقتٍ ما."
" هذا سيكونُ رائعاً "
اصبح فجأه اكثر انفتاحاً معها عندما ذكرت الأسلحة ليخبرها بمجموعته المميزة في منزله و كيف يتدرب عليها كل يوم
و هكذا اصبح لديها صديق جديد ، حتى في اليوم الثاني في الكافتيريا لم تاتي صديقتها ايملي الى المدرسة و لم تجب رسائلها لهذا بقيت بمفردها على الطاولة ليأتي كايدن و امام انظار الجميع جلس معها لتصبح جميع الاعين عليهم
" اهلاً. " قال ببساطة ... لكنها تعلم بانه لايشعر بالارتياح نهائياً
" اهلاً كايدن كيف حالك ؟"
" بخير ، انتِ ؟"
" بافضل حال. "
اكل طعامه متجاهلاً انظار الجميع، حتى انتبه على شئ
" اين طعامك الن تاكلي ؟"
" لا ، لست جائعة. "
" لستِ بحاجة لتجوعي نفسكِ حتى تنحفي لانكِ نحيفة جداً بالفعل"
" اعلم ، لكن اقسم بانني لا اجوع نفسي ، انا اصلاً اكره من يفعلون هذا للآخرين انا مشكلتي هي بانني لا اشعر بالجوع عند الظهيرة نهائياً لانني تعودت على جدول غذائي مختلف. " كذبة أخرى لانها حقا ليست مستعدة للنقاشات
" حقاً كيف ؟"
" لا اعلم هنلك مشكلة في معدتي منذ الصغر ، لا اشعر بالجوع الا بعد فترة اطول من الاشخاص الطبيعيين. "
" هل جربتي يوماً ان تكسري هذه القاعدة ؟"
" اوه نعم .. و تعلمت بان لا اضغط نهائياً على جسدي لانني في يوم ضغطت على نفسي لآكل اكثر في البداية كل شئ كان طبيعي لكن بعد ربع ساعة ... هاجمني ألم مريع في معدتي و اقسم بانه بقي لمدة خمس ساعات تقريباً و هذه كانت آخر مرة احاول ان آكل رغماً عني. "
تفاجئ عند سماع هذه القصة الغريبة
" غريب ربما ان الامر مشكلة في الجهاز الهظمي لديكِ. "
" اجل انا ايضا اعتقد ذلك. "
اكل قليلاً قبل ان تتذكر كلاريس شيئاً
" لا اعتقد باننا تعرفنا بشكلٍ صحيح .. انا كلاريس "
مدت يدها له كما تفعل مع الجميع ، إن المصافحة رغم بساطتها لكنها مهمة جداً لبناء انطباعٍ اولي فلا يجب ان تصافح الشخص الآخر بقوة او ببرود فليس هنلك اي فائدة ان جعلت الشخص الآخر يشعر بعدم الارتياح.
" كايدِن. "
حل الصمت مجدداً ، رغم صمته كان في عقله يريد سؤالها مئة سؤال لذا قرر البدأ بالامور البسيطة
" مِن اين نُقلتي ؟"
" نُقلت مِن تركيا "
" اوه انتِ تركية ؟"
" لا انا امريكية. "
لم يستطع سوى الابتسام و هو يحاول فهم الامر ، لتضحك قليلاً
" اصلي امريكي لكن عِشتُ في المانيا ثم فرنسا و الآن نُقلت حديثاً الى امريكا ... الأمر معقد اعلم "
" ما الذي جاء بِكم للولايات المتحدة ؟ " قال و مركز في كلامها
" امي .. اممم تزوجت حديثاً شخصاً امريكي لهذا نُقِلنا. " قالت بتوتر فهي حقاً لاتحب التكلم عن والدتها
رفع احدى حاجبيه مجدداً
" والديكي مطلقان ؟"
اعادت شعرها الى الوراء و هي لاتزال مبتسمة
" لا ، والدي قد توفي منذ ان كُنت صغيرة "
لم يبدوا بانه صدق ما قالته لكن بعد لحظات قرر ان يسئلها اكثر
" كيف ؟"
" رصاصة في الرأس مِن قِبل عصابة ما. "
" ماذا عن امك ؟"
" لم تكن معنا. "
هنا اتسعت حدقة عيونه مِن دون ان يعلم
" لحظة كنتِ هناك ؟"
حركت رأسها بِنعم وهي تشرب القليل مِن الماء لتبدء بشرح القصة باكملها
" وقتها كُنت صغيرة ، اي اربع سنوات تقريباً لتخرج امي مِن المنزل مع صديقاتها .. و كان على ابي العودة مبكراً ليعتني بي.
قضينا بعض الوقت معاً ليقرر ان يأخذني الى الحديقة و عندما خرجنا كل شئ حدث بسرعة ...
سيارة سوداء ظهرت من العدم و فيها رجالٌ مسلحون. احدهم رمى رصاصة في منتصف رأس والدي ثم نظر اللي ليرميني برصاصة انا ايضاً
عندما رأى الدماء اعتقد بأنني قد مت لهذا غادروا قبل ان تأتي الشرطة. "
انتبهت بانه كان مصدوم بهذه القصة لتكمل قبل ان يسئل كيف لم تمت
" لكن في الحقيقة كان قد فاتني لتخدشني الرصاصة خدشاً بسيطاً في رقبتي. "
قالت و هي تبعد شعرها لتريه اثر ندبة خفيفة بتجاه رقبتها اليمنى ، ليحل الصمت من بعدها.
هي عادةً لا تخبر اي احد عن هذا الامر لكنها شعرت بانه سيفهمها اكثر كونه خسر كلا والديه في نفس الحادثة تقريباً
" انا ... حقاً آسف لخسارتك. "
" لابأس تخطيت الامر منذ زمنٍ بعيد. و انت مع من تعيش ؟"
بقي صامتاً وهو لا يعلم بالضبط بما يجيبها
" تريدين ان نتمشى في الحديقة ؟"
" اجل لما لا. "
كانت تعلم بانه لا يشعر بالارتياح كون الجميع ينظرون اليهم و من حسن الحظ الجو ليس مشمساً بل غائماً و فيه القليل من الرياح الخفيفة كما تحبه تماماً
" انا حالياً اعيش مع عمتي في منزل والداي لان كليهما توفيا في نفس حادثتك تقريباً ... بسبب العصابات. "
و هنا بدء يحكي لها قصة موت والديه و التي تعرفها بالفعل مِن إيم ، بالطبع لن تخبره بذلك فلا يبدوا بانه سمع محادثتهم كلها عنه.
" كيف تعاملك عمتك ؟"
" هي لطيفة جداً ، ليس لديها اي اطفال لهذا احبتني كأبنٍ لها "
" هذا جيد. "
كان الجميع لايصدق عينيه ولم يقترب احدٌ من كلار عندما كانا معاً نهائياً ، و هي حقاً لم تمانع ذلك كون صحبته مسلية اكثر مِن اي احد تعرفه في المدرسة
من يسمعها يسخر منها لكن حقاً رفقته ممتعة.
عندما انتهى اليوم الدراسي اتصلت بها والدتها تخبرها بانها لن تستطيع إيصالها لانها 'مشغولة' بأمرٍ ما و لن يكون هنلك اي احد في المنزل عندما تعود.
هي في حياتها كلها لم تخرج مشياً بمفردها في اي من الدول التي زارتها .. فهل تطلب منها ان تعود مشياً في اكثر دولة يكثر فيها الاجرام و الخطف !؟؟؟ تسائلت كلار إن كانت والدتها في كامل قواها العقلية ، لكنها تسائلت اكثر كيف ستذهب الى منزلها فهي لن تقظي يوماً كاملاً وحدها في المنزل لان الأمر خطر جداً لتفعله. رغم ثقتها هي في الواقع حذرة و تخاف بسهولة من اي صوت !
وقفت امامها سيارة سوداء لامعة امام الباب لتنزل نافذة السيارة لتنظر اليها الاعين الفضية نفسها
" تحتاجين لتوصيلة ؟"
حركت راسها بِنعم ، كانت مستعدة لتقبله من الفرح فهو حقاً منقذها
" شكراً لك ، امي مشغولة اليوم على ما يبدوا." قالت حالما دخلت في المقعد الامامي.
" على الرحب ، الى اين ؟"
دلته على منزلها ليقوم بإيصالها ...
لم يتكلموا بحرف طوال الطريق حتى وصلت لمنزلها لتشكره وهي تدخل منزلها بتوتر ، فهي قد سمعت عن قصص سفاحين و اغلبها حدثت في اميركا
غادر لتقفل الباب بسرعة ورائها وهي تخرج هاتفها لتتصل بصديقتها فهي كانت قلقة عليها اليوم بأكمله .. لكن إيملي لم تجبها ، في ظروفٍ اخرى كانت ستذهب للاطمئنان عليها لكن بما انها بمفردها لا تستطيع فعل شئ سوى ارسال الرسائل للاطمئنان عليها ،
توجهت نحو غرفتها لتغلق النافذة و الستائر ... انها المرة المليون التي تخبر والدتها بان تبتعد عن غرفتها لكنها دائماً عندما لا تكون موجودة تقوم بالدخول اليها و فتح النوافذ و الستائر ، و تشك كلار بانها تفتش الغرفة كل يوم لان هنلك عدة امور ليست في محلها عندما تعود. فَقبل اربعة ايامٍ تقريباً كادت تقسم بانها تركت هاتفها على السرير بجانب الوسادة و عادت لتجده على الطاولة.
لكن ما اغضبها اكثر شئ هو عندما عادت من المدرسة في اليوم الثاني و تحديداً في الليل عندما توجهت نحو الدُرج لجلب دفتر مذكراتها .. كانت تضع دفترها الغالي تحت جميع دفاتر ملاحظاتها بعناية شديدة لدرجة ان الزوايا كانت متطابقة و عندما عادت كان دفتر مُلخص اللغة الالمانية فوقه و هي متأكدة بانها وضعت دفتر التاريخ فوقه لانها تحب تدريج دفاترها حسب المفضل لديها اكثر.
و حينما سحبت دفتر مذكراتها وجدت خدشاً على القفل الصلب الذي يغلِقه !!
و هنا غضبت جداً لتنزل مواجهتاً والدتها للمرة الالف ، قالت والدتها جملتها المعتادة للدفاع عن افعالها و هي بان ' شياطينها تصبح اقوى مع الوقت لدرجة بانها بدأت تتخيل اموراً ..'
و رغم انها بدأت بقفل باب غرفتها و اخذ المفتاح معها لكن يبدوا بان والدتها تملك نسخة ايضاً فهذا لم يوقفها.
غيرت ثيابها الى فستان قطني اسود طويل لتتوجه نحو الطابق السفلي و هي تصنع لنفسها كوب قهوةٍ دافئة مع الحليب ،
بعد ان انتهت حرصت على إغلاق جميع النوافذ و قفلها ، اما الباب فكان رُعباً آخر تماماً ... ربما قد تاخذها والدتها الى مشفى الامراض العقلية لو عَلمت بانها نزلت السلالم خمس مرات لتفقد الباب إن كانت قد قفلته حقاً.
و اخيراً صعدت لغرفتها و هي تغلق الباب فقط ، في حال كان هنلك مجنون يريد قتلها مِن النافذة تستطيع الخروج مِن الباب من دون عراقيل ..
جلست اخيراً على السرير و بيدها كوب القهوة و الغطاء على قدمها و الحاسوب يستقر فوقها ، لكنها وجدت أمراً آخر يزعجها.
امالت بجسدها الى الدُرج الذي بجانب رأسها لتخرج شريطاً لاسقاً اسود لتقص القليل منه و هي تلسق قطعة الشريط الاسود على كاميرة حاسوبها الامامية في حال تم تهكير حاسوبها
اخيراً جلست برتياح لتشغل بعض الموسيقى الكلاسيكية لتضع الحاسوب جانباً و هي تحمل إحدى الروايات التي اشترتها حديثاً
اتى الليل وهي تقراء حتى تخيل لها بانها سمعت صوت طرقٍ على النافذة ... نظرت بسرعة لترى بانه غُصن الشجرة فقط.
اوقفت الموسيقى بعد ان وصلتها رسالة على هاتفها
وضعت الكتاب جانباً و هي تمسك هاتفها لتجد رِسالة من ايملي.
إيم المجنونة ❤: آسفة لأنني اقلقتك ، لكنني وقعت امس مِن السلم و كسرت يدي 😢😤
كلار : 😫🤐 الهي هل انتِ بخير إيم ؟ هل اصابتك بهذا السوء !؟
إيم المجنونة ❤: لا، لاتقلقي الطبيب قال بأنه التواء بسيط و سيشفى قريباً .. المهم صديقتك تحتظر الن تأتي لمنزلي 🙂 ؟
كلار : آسفة ☹ ، امي و زوجها ليسا في المنزل ذهبوا في ( عملٍ مهم ) لا اعرف الى اين.
إيم المجنونة ❤: بسيطة ، اخي سيخرج بعد قليل استطيع اخباره بان يُقلك
كلار : لا اعرف إيم ... متأكدة لن يمانع ؟
إيم المجنونة ❤: بالطبع لا ! سيفعل اي شئ لاخته المسكينة 😎
كلار :😂 بما تهددينه الآن !؟
إيم المجنونة ❤: تعالي و سأخبرك.
كلار : آسفة إيم امي اخبرتني بان لا اخرج مِن المنزل بعد السادسة ، لكن اعدكِ بأنني سآتي غداً لزيارتك و سأجلب معي الشوكولا المفضلة لديكِ.
إيم المجنونة ❤: لا بأس اراكِ غداً 😘
كلار :اراكِ ❤
_______________________________________
وضعت هاتفها على الشاحن الكهربائي و نزلت مِن جديد بملل نحو المطبخ لتفتح الثلاجة الكهربائية وهي تخرج قوالب الثلج التي جمدتها منذ أمس ..
اخذت قالبين لتضع كل المكعبات في الخلاط و شغلته من بعدها لتراقب الثلج الصلب يتحول الى ثلجٍ ناعم كالذي يوجد عندما تثلج خارجاً
اتت بوعاء لتضع فيه كل الثلج حتى اصبح كجبل كبير مِن الثلج الناعم ، لتأخذ ملعقة وهي تاكله بسرعة لتعود لغرفتها بعد ان تاكدت مِن الباب و النوافذ .
كان لديها ادمان قوي على الثلج المطحون منذ الصغر فهي لاتستطيع ان تقاومه نهائياً !
جلست على سريرها و هي تأكل الثلج .. كادت تحمل الكتاب مجدداً ليقاطعها صوت الهاتف من جديد ..
" الآن ماذا !؟؟" قالت بغضب لانها تكره ان يقاطعها احد وهي تقرء ... خاصتاً إن كان الكتاب جديد،
تركت كل شئ على السرير على شكل فوضى لتفتح هاتفها ، كان يوجد عدة رسائل من رقم مجهول و المجموعة الأخرى مِن صديقتها ، بما انها لاتجيب الارقام الغريبة قررت فتح رسائل صديقتها اولاً.
إيم المجنونة ❤: كلاريس ...
إيم المجنونة ❤: هنلك امرٌ غريب يحدث
إيم المجنونة ❤: ارجوكِ اجيبي !
_______________________________________
شعرت كلار بالقلق قليلاً .. عادةً لا تتكلم ايملي هكذا
كلار : ما الأمر إيملي ؟
إيم المجنونة ❤:هنلك مَن يُرسل لي رسائل غريبة ..
كلار : مِثل ماذا ؟
إيم المجنونة ❤: انه يُخبرني بان اقول لكِ ان تتفقدي رسائلك.
كلار : ماذا تعنين !؟ ، لحظة لأرى.
_______________________________________
خرجت مِن المحادثة لتذهب ناحية الرقم المجهول.
مجهول : اهلاً 🙄.
مجهول : لدي شئ لأريكِ اياه 😉
مجهول : بعض الصور القديمة التي عثرتُ عليها في غرفتك 😀.
مجهول : و لستُ صبوراً ...
_______________________________________
هذا كان قبل دقيقةٍ تقريباً ، في غرفتها ؟؟؟؟
كانت تسئل نفسها مراراً عن ما يتكلم .. في غرفتها اي في غرفتها !؟؟ هل هذه خدعة اخرى من والدتها للسخرية منها !؟
كلار : امي إن كان مقلباً سخيفا آخر مِنكم فكفي عنه قبل ان ينفذ صبري.
مجهول : تستطيعين تهديد والدتك وااو 😹
كلار : امي هل انتِ ثملة ؟ لأنني لا استطيع التعامل مع هرائك حالياً.
_______________________________________
انتظرت قليلاً ليرسل لها صورة ،
كان شخصاً ملثماً بالكامل و فوق رأسه قلنصوة تمنع شعره مِن الظهور تماماً لكنها فقدت انفاسها تماماً عندما نظرت ليده ..
كان يرتدي قفازاتٍ سوداء و هو يخفي عينيه وراء السكين ، لكن ورائه تماماً و عبر النافذة كانت هي تقف امام الخلاط .. هذه الصورة اخذت قبل عدة دقائق فقط.
مجهول : هل ابدوا كوالدتكِ ؟
تجمدت في مكانها مِن الخوف ، لم تُرد حتى تفقد النوافذ بعد الآن بل كل الذي ارادته هو دفن نفسها او الهرب ... لكن كيف ؟ امها اخذت السيارة و مِن المجازفات محاولة الخروج الآن الى الجيران او في الشارع ،
كلار : سأتصل بالشرطة إن لم تغادر فوراً.
ارسلت الرسالة لتتذكر مسدسها ، نزلت لاسفل السرير وهي تخرج مسدسها الذي لسقته في الزاوية
المشكلة بانها لاتعلم عنه سوى القليل ..
" غبية ، كان عليكِ التدرب عليه. الآن ماذا سأفعل "
وصلتها رسالة أخرى ليعود انتباهها الى الهاتف .. ربما تستطيع اخافته او شئ من هذا القبيل.
مجهول : بِكل سرور ، اتصلي لنريهم الصور معاً😊
كلار : اي صور ؟ عن ماذا تتحدث !؟
مجهول : هذه الصور ...
انتظرت عدة ثوانٍ لتصلها الصور ..
اوقعت الهاتف و المسدس مِن يدها وهي تضع يدها على فمها ، كل شئ توقف مِن حولها ، حتى فكرة قتلها لم تكن بهذا السوء ..
إن كانت خائفة قبل ثوانٍ فلا تعلم ما تسمي هذا الذي في داخلها الآن. كل الخوف ، الغضب ، التوتر ، الرعب الذي اشعر به هجم عليها اضعافاً حتى قلبها بدء يدق اسرع و اسرع .. الدموع نزلت مِن عينها من دون وعي
فقدت جميع الحلول في عقلها فكل ما تستطيع التفكير فيه الآن هو ما رأته قبل قليل.
جرت بسرعة الى الدولاب عند الزاوية لأخراج دفتر مذكراتها الكبير ... لكن اين هو دفترها ؟
اخرجت جميع الاغراض منه وعيونها مليئة بالدموع مِن دون فائدة ، دفترها لم يكن هناك.
و في دفترها تضع الصور ... و هنا بدأت المرحلة الثالثة مِن الذعر ليبدء جسدها باكمله بالارتعاش ،
كأمل أخير وضعت يدها على رقبتها بحثاً عن السلسلة الفضية التي تربط مفتاح قُفل المذكرات الحديدي فيها.
السلسلة ايضاً اختفت .. و معها انتهى امرها.
" الصور .... الشريط "
لم تستطع ايقاف ارتجاف جسدها لامساك الهاتف ، ولم تستطع الوقوف على قدميها حتى !
جسدها بدأ يصبح ثقيلاً اكثر فأكثر لكنها حاولت بكل قوتها ان تعيد السيطرة على قدماها.
و مع جهدٍ كبير نهضت ثوانٍ قبل ان تفقد السيطرة على جسدها كلياً لتقع مجدداً على الارض الباردة فاقدةً لوعيها...
_______________________________________
اهلاً و سهلاً في كتابي 😊❤، الكتاب نشرته على تطبيق الواتباد اولاً لهذا قد تجدونه هناك بالصدفة 😁، شكرًا جزيلاً لكم لانكم اعطيتم الكتاب فرصة للقراءة ؛ اراكم قريبًا ♥️
Коментарі
Упорядкувати
- За популярністю
- Спочатку нові
- По порядку
Показати всі коментарі
(3)
١) بِدايةُ النِهايةِ.
مبدعة ♡
Відповісти
2018-08-20 17:05:27
1
١) بِدايةُ النِهايةِ.
❤
Відповісти
2018-09-05 13:41:07
1
١) بِدايةُ النِهايةِ.
Love ur writing 😍
Відповісти
2018-09-06 10:39:30
1