٤) أصدِقاء.
الصداقة.
كلمة واحدة تحمل المئات مِن المشاعر و المعاني ، تحمل علاقة قوية بين شخصين او اكثر يتشاركون كل شئ تقريباً !
الاصدقاء المقربين باختصار هم افراد عائلة اختلفت نهايات اسمائهم. تقريباً جميعاً لدينا اصدقاءٌ مقربون نثق بهم ثقةً عمياء ، تعلمنا ان لا نخفي الاسرار بيننا و ان نتشارك آلامنا و افراحنا معاً ببساطة لانهم من يتفهمونك و يستمعون لك مِن دون ان يحكموا عليك او ان يلوموك على شئ ...
لكن هل حقاً يفعلون ؟ هل أنت متأكد مِن انك تعطي ثقتك كاملةً للشخص الصحيح !؟ اذاً خذ هذه النصيحة مني .. ( لا تثق ببشري كائناً مَن يكُن لحمل اسرارك ، حتى لو كان الشخص ملاكاً مِن السماء. )
لا يوجد شئ اسمه اصدقاء حقيقيون ، في الحقيقة المُرّه أنتْ فقط من ستشعر بالألم ولا احد آخر سيفعل. و اعتقد في داخل اعماقنا جميعاً نحن نعلم تلك الحقيقية.
...
لم تستطع كلار النوم تلك الليلة بسبب ما قالته إيملي ، فقد رفضت إخبارها خوفاً ان يكون هاتف اخيها مراقباً ايضاً لذى عليها الذهاب لمنزلها في الصباح لان غداً هو يوم الاحد ، و السبت و الاحد هما العطلتان الرسميتان للولايات المتحدة.
لهذا اولُ ما ظهرت اشعة الشمس لم تستطع الانتظار اكثر مِن هذا لذا ارتدت ثيابها ، و سحبت سلاحها لتخرج بعدها بمفردها مشياً الى منزل إيملي ..
كان منزلها بعيداً قليلاً عنها لكن لابأس ... كل شئٍ يختفي عندما يتعلق الامر بالصداقة ،
استغرق الامر القليل مِن الوقت لكن بسبب مشيها السريع وصلت هناك اسرع. دقت الباب عدة مرات بنفاذ صبرٍ ليفتح لها شاب اشقر يكبرها بعدة سنوات كان يبدوا غاضباً جداً
" إيفان هل إيم موجودة ؟"
" قدمها مكسورة اين ستذهب مثلاً !؟" قال بسخرية ريثما يقف عند الباب
نظرت له نظرة قاتلة قبل ان تدفعه لتدخل
" يالها مِن آداب !"
تجاهلته بالكامل وهي تفتح باب غرفة صديقتها لتغلقه باحكام بعدها ، نظرت الى إيملي التي كانت تحت الغطاء بالكامل
" إيم .."
جلست على السرير بجانبها وهي تبعد الغطاء عن راسها لتجد عيونها محمرة و منتفخة مِن البكاء
" تعالي الى هنا. "
عانقتها بسرعة و حاولت التخفيف عنها قدر الامكان رغم ان ان إيم اخطئت ايضاً لكن الوقت غير مناسبٍ لهذا.
" اهدئي لنجد حلاً للامر. "
قالت وهي تتركها لكي تنظر لها إيملي هي ايضاً لتتعدل في جلستها
" ماذا قصدتي عندما قلتِ امس انني استطيع مسحها ؟"
" اجل .. كلار الشرطة لا تستطيع مسحها لان ذلك يتطلب كسراً للقوانين ايضاً. لكن انتِ تستطيعين تهكير جميع الاجهزة .. "
نظرت لها كلار برتياب شديد ، نعم صحيح تستطيع فِعل ' بعض الامور ' التي تعلمتها مِن ' صديقٍ ' لها في الثالثة عشرة مِن عمرها ، صديقٍ اكبر سناً بكثير .. كان لطيفاً كفاية لتعليمها القليل عن هذه الامور ،
لكنها لم تستخدم مهاراتها إلا نادراً جداً .. لم تقم نهائياً بامر جدي ، ما عدى المرة التي تتبعت فيها رقماً مجهولاً اتصل بها للعب إحدى المزح الثقيلة ،
و اتضح انها كانت والدتها تخيفها عمداً مِن دون سبب.
" لكن إيم لست خبيرة لهذه الدرجة ، خاصتاً إن كان محترفاً جداً سينقلب الامر ضدنا. "
و هذا صحيح ، اقل ما يستطيع فعله اي هكر هو تتبع موقع اي شخص بدقة و بسهولة .. اما الخبيرين بهذه الامور تعتبرهم كلار كالسحرة تماماً فالاشياء التي يستطيعون فعلها مذهلة حقاً !
اما الاحتمال الابسط هو ان ينقلب الامر ضدها و تصبح الثانية تماماً بعد إيملي ، الفرق هو انها ستبكي في السجن.
امسكتها إيم من كتفها وهي تواجهها
" الستِ صديقتي ؟ الم تقولي انكِ ستدافعين عني دائماً !؟ ، كلار انا احتاجكِ رجائاً رجائاً افعلي هذا لأجلي. "
سحبت كلاريس نفساً عميقاً ، هي متاكدة بعد هذا سينتهي امرها تماماً !
" حسناً ... لكن احتاج الى حاسوبٍ جديد لم يستخدمه احد. "
" لحظة لاخبر اخي. "
ركضت بسرعة نحو الباب لكنه فتح قبل ان تلمسه ليظهر إيفان من ورائه
" سمعت المحادثة ، هل حقاً تستطيعين مسحها ؟"
" اجل .. اعتقد ذلك. "
" لا اعتقد ان الامر قانوني .. " اكد ذلك بنفسه لترفع له حاجبها
" خائفٌ مِن القانون اكثر مما تفعل على اختك !؟"
" رغم انها تستحق ذلك لكن الامر سينقلب نحوي لذى لا. "
" جيدٌ اذاً ، حرك قدميك الى متجر الاجهزة و اشتري لنا حاسوباً جديداً لان الشخصي خطرٌ جداً. "
" دقائق. "
ارتدى معطفه و خرج بسرعة مِن المنزل ، و بالفعل مرت خمس دقائق تقريباً قبل ان يعود و معه حقيبة سوداء .. قد يبدوا غير مهتم لكن كليهما تعلمان بانه غاضبٌ جداً مِن موضوع الصور فهو في العادة و في مواقف غير هذه كان ليعانق إيم و يخبرها بان كل شئ سيكون بخير.
" خذي. "
اخذت الحقيبة السوداء منه لتجلس على الطاولة في غرفة إيملي
" اقفل الباب ورائك. "
قفل الباب كما قالت له لتجلس على الكرسي و كِلا الاخوين يقفان فوق رأسها.
اخرجت الحاسوب و وضعته على الطاولة لتقوم بفتحه وهي توصله بشبكة الانترنت.
" اقول لك منذ الآن بانك لا تريد التورط مع هذا السافل لذا انصحك ان تخرج. "
" تخبرينني بهذا لكن اتسائل لما انتِ تتورطين معه. "
" و من اخبرك مِن انني خارج قائمته ؟ على الاغلب انا التالية. "
" سنرى بشأن ذلك. "
" كما ترغب لا تقل لم احذرك. "
سحبت ورقة ملاحظاتٍ صفراء و لسقتها على الكاميرا الامامية ثم بدأت بِعملها وهي تحاول تطبيق كل الخطوات بشكلٍ صحيح رغم ان تذكر الخطوات تحت هذا الضغط الكبير صعبٌ قليلاً ..
طوال الوقت لم تتكلم إيم ولا إيفان اي حرف حتى لا يشتتوا عليها عملها لكن عندما ظهرت الصفحة الشخصية لإيملي وهي تنحذف قفزت إيم من الفرح وهي تعانق ظهر صديقتها
" انتِ عبقرية !"
" لا اصدق نجح الامر !"
ابتسم إيفان ايضاً بفرح لكن قبل ان يستطيع قول اي شئ قاطع فرحتهم صوت هاتف كلاريس ... ليس صوت رسالة بل صوت رنين.
" إيم هلا رأيتي من يتصل بي ؟"
سحبت إيملي هاتفها مِن الحقيبة لتتجمد في مكانها ، حتى وجهها اصفر
" لا يوجد رقم. "
توجه نظرها نحو كلاريس التي تجمدت هي ايضاً
" اعطيني اياه. " قالت ريثما تحاول اغلاق كل ما فعلته بسرعة لان شعور سئ اتاها
سلمتها هاتفها وهي تقف بجانب إيفان المشوش مِن جديد ، كما قالت لم يكن هنلك رقم ترددت في البداية لكن لو كان نفسه في عقلها فلن تخسر شيئاً لانه لايحتاج لشئ منها و على عكس إيم هاتفها خالٍ تماما مِن اي صور و معلوماتٍ لها.
" لا تجيبي !" قالت إيم بخوف
" لا تقلقي ليس لدي اي معلومات قد تفيده على هاتفي فقط ابقيا هادئين ! "
اشاروا لها بنعم لتفتح الخط اخيراً ...
" جرأه كبيرة لمواجهتي هكذا كلار. "
السافل كان يستخدم مغيراً للصوت لهذا لم تستطع التعرف على صوته.
" تريد تدميري فهمنا ، لكن ما علاقة إيملي في الامر ؟؟ "
" من اخبركِ مِن انني فعلت ذلك لاجلك ؟ "
" اذاً لما ؟ تريد تدميرها من دون سبب ايضاً !؟"
" ليس حقاً، اخبرتكم سابقاً ان لدي لائحة تستهدف عدة اشخاص .. الامر كله انكِ اول أسم ظهر لي. "
" لازلت لم تُجب ، ما علاقة إيملي !؟"
" اعتقدت انكِ ستكونين فرحة." قال بنبرة هادئة مما جعلها تخاف اكثر
" ماذا تقصد ؟"
" اخبريني كلار كم سنة انتما صديقتان ؟"
تركت الحاسوب لتنهض وهي تواجه إيملي
" ماذا تقصد !؟"
" فقط اجيبي على السؤال. "
" سنتان تقريباً "
" سنتان و تأمنيها على اكبر سر في حياتك ؟"
لم تستطع قول شئ لكن حسب وجوههم فهم لا يستطيعون سماع ما يقوله بسبب صوته الذي ابقاه خافتاً.
" انتظر لثانية. "
قامت بحمل حقيبتها وهي تفتح قفل الباب
" لدي امر ضروري لفعله اراكم غداً. "
خرجت مِن دون اي كلمة اخرى لتمشي و الهاتف في يدها
" لكنني لم اخبرها سوى بالخلاصة. لا اعلم الى اين تريد الوصول لكن الامر لا ينجح. "
" هذه ' الخلاصة ' كادت لتنهي امركِ البارحة ريثما كنتِ تستمتعين بوقتك في شوارع اميركا. "
" لازلت لا افهم ما تعني. " في داخلها كانت تعلم تماماً ما يعنيه لكنها تحتاج الى دليلٍ اقوى
" آه الهي ، إيملي امس كادت ان تفضح سركِ لكولن يا ذكية. "
" انت تكذب. "
" لما ساكذب مثلاً ؟"
" لا اعلم، لكنها لم تشي بي "
" هذا صحيح ، لانني هكرت هاتفها قبل ان تصل الرسالة له. "
شعرت كلاريس بانقلاب في معدتها فجأه لتتوقف عن المشي ، رغم ان توازنها اختل قليلاً ايضاً لكنها لم تترك هاتفها.
كانت تريد سماع ذلك جيداً ، بل كانت تحتاج لهذه المكالمة بان تستمر ..
" انتِ بخير ؟ تبدين كالأموات. " سخر منها على الهاتف لتنظر نحوها وهي تبحث عن اي اثر لكائنٍ حي معها.
" اجل اجل ، لكن لا افهم لما قد تفعل هذا بي ؟"
" لا يهم السبب ، إن والد كولن يعملُ في مركز الشرطة .. هذا الخطئ كاد ان يكلفكِ حياتكِ. "
ازداد الدوار لديها اكثر لكنها تابعت المشي رغم سيرها المتعرج، اعتقدت انها تستطيع مواجهة الامر لكن هذا فقط كثيرٌ عليها .. إن التفكير فقط بِكشف سرها و على يد اقرب صديقة لها جعلها مدمرة اكثر و اكثر ،
" هل اكلتِ شئ ما ؟ اعتقد انكِ ستموتين حقاً. "
" و لما تهتم ؟"
" اهتم لانني اريد اكمال اللعب ، لازلنا في البداية كلار ... لم نكمل حتى نصف الامر. "
" ضننت انك ستنشر الصور قريباً ، لكن حسب كلامك ورائنا الكثير "
" هل تظنين ان الامر يتوقف على الصور فقط ؟ " قال ساخراً منها
" ماذا ايضاً !؟" قالت بنفاذ صبر
ضحك قليلاً بنبرة هادئة و مخيفة.
" نسيتي ان بحوزتي دفتر مذكراتك ايضاً !؟ انا اعترف لم اتوقع في حياتي اكتشاف امورٍ كهذه لفتاة لطيفة مثلكِ. "
" و ماذا تريد الآن !؟"
حل القليل مِن الصمت قبل ان يجيب بنبرة جادة و مجنونة في نفس الوقت
" الآن فقط انهيت الدفتر باكمله ، و بعد هذا كله قررت ان اغير اللعبة معكِ .. فقط معكِ. "
" كيف ؟"
" كل يوم ستقومين بما اطلبه منكِ و إن نجحتِ في نهاية اليوم ساعيد لكِ صورة واحدة. "
" و كيف اعلم انك لا تحتفظ بنسخٍ مثلاً !؟"
" لا تعلمين. اعني لستِ مجبرة هذا او ارميكِ من الهاوية حالاً .."
" اوه لا لستُ مجبرة ابداً. "
قهقه قليلاً ليعود الى الاتفاق
" الآن ماذا قلتِ ؟"
" حسناً موافقة .. ماذا تريد مني ؟"
" المهمة الاولى سهلة و ساخبركِ بها لاحقاً ، لذا كُلي شيئاً و نامي قليلاً. الى ذلك الوقت وداعاً. "
انهى المحادثة لتدخل هي ايضاً منزلها فقد كانت هناك لفترة جيدة تقف امام الباب.
صعدت لغرفتها بسرعة مِن دون اي ضوضاء ، لحسن الحظ والدتها و زوج والدتها لايزالان نائمين و لم يشعرى بشئ.
قفلت الباب وهي ترمي الهاتف على الارض مع الحقيبة لتنفجر بالبكاء على سريرها ، بكت و اخرجت كل مشاعرها للوسادة .. رفيقتها الوحيدة هذه الايام.
هدأت قليلاً بعد فترة لكنها لم تتحسن بل زادت سوءاً لان الدوار ازداد اكثر و اكثر حتى تذكرت انها لم تاكل اي شئ منذ السلطة مع كايدن ، مع الاسف فاة الاوان لان ' البشر ' في منزلها قد استيقظوا و هم تحت. و هكذا لم يتبقى لها سوى ان تشرب مِن زجاجة المياه بجانب سريرها ... هي لا تشعر بالجوع صحيح لكن بعد ان يعبر الامر وقتاً طويلاً يهاجمها فجأه الشعور بالجوع و اذا زاد الامر عن ساعتين اضافيتين يختفي الشعور تماماً مِن جديد،
غريب نعم. لكنه نظام حياتها للسنوات الماضية تخيل انك تعيش هكذا .. و عندما تجوع حقاً لا تستطيع الأكل.
جلبها هذا لذكرياتٍ قديمة جداً لتختبئ تحت الغطاء وهي تحاول ازالة الذكرى التي علقت في رأسها ..
_______________________________________
صباحٌ تعيسٌ و مظلمٌ آخر ، كانت تنظر مِن النافذة وهي تفكر لو انها لم تخلق مِن الاساس.
لقد مرت سنة تقريباً على وفاة والدها و ثلاثة اشهر على زواج والدتها ...
لقد كان كابوساً حقيقياً. وهاهي الآن .. وحدها في السيارة معه ، كان يقوم بأخذها معه الى العمل فكرة والدتها ليومٍ ممتع بين ' أب ' و ابنته الجديدة.
لم تعلم مِن قبل بان الاباء يتبدلون مع الوقت لكن حقاً ماذا يهم الآن !؟
" عندما نصل لا تقومي بالضوضاء انه مكانٌ هادئ جداً. "
حركت رأسها بِنعم مِن دون ان تريد التكلم معه حرفاً واحداً حتى. هو ايضاً صمت لدقائق قبل ان يشغل محرك السيارة ليعطيها كوب قهوة
" اشربيه تبدين متعبة. " قال بنبرة هادئة مما لم يعجبها لتحرك راسها بتردد
" لا احب القهوة. " قالت هي ايضاً بهدوء
حل الهدوء مجدداً ليقاطعه بصفعة قوية على خدها
" كم مرة اقول لا تجادليني !؟"
نزلت عدة دمعات من عينها ، حاولت السيطرة عليهم قدر الامكان لكنها لم تستطع لان دموعها تابعت الخروج.
" كفي عن البكاء ، الآن اشربيه !"
اخذت الكوب مجدداً لتأخذ عدة رشفات ... ما إن نفذت ما قاله حتى ابتسم مجدداً وهو يقود.
كان مجنوناً.
هذا هو التفسير الوحيد الذي وجدته في عقلها ..
لقد مرت ثلاثة اشهر تعيسة مع رجلٍ مجنون يقوم بضربها و يهددها بستمرار ، بالطبع كانت تخاف ان تخبر والدتها بسبب التهديد وهي لاتزال صغيرة جداً لهذا لم تكن فقط خائفة ... كانت مرعوبة ! في كابوس ، فلم رعب اي شئ
ربما تجدون الامر مبالغ فالامر كان مجرد ضرب و هنلك اسوء منها ... لكن حقاً الامر كان كابوس طفولة بالنسبة لها ، الخوف لا تستطيع نسيانه حتى الآن فهو ثاني اكبر خوف شعرت به بعد صدمة الاغتصاب.
تخيل فقط انك لاتزال غير قادرٍ على الدفاع عن نفسك ولا تعلم كيف ، لازلت تستكشف العالم وما فيه كُل همك هو اللعب و النوم مع والداك في نفس السرير بسبب ظلمة الليل الموحشة.
و فجأه تجد نفسك مسجوناً في نفس المنزل مع شخصٍ اكبر منك ، اقوى ، و يخيف اكثر مِن اي وحشٍ قد يظهر لك في الظلام.
يستمر بالصراخ في وجهك عندما يغيب الجميع و ضربك عندما تكونون بمفردكم تماماً و تهديدك قبل ان تذهب للنوم ..
تريد قول اي شئ لكن الخوف من نتائج ذلك كافية لإيقافك.
اما والدتك ؟ ... لم تلحظ سوى الصفعة الاخيرة و بعد ثلاثة اشهرٍ تعيسة مِن هذا الجحيم.
لتقوم برفع دعوى للطلاق اخيراً .. و ليس بسببك تقول انه بسببك لكن في الواقع بسبب انه استمر بطلب المال منها.
و ياليت الامر انتهى عند كابوسٍ واحد.
_______________________________________
و هذه كانت هي بداية طريقها نحو كره و خوف الرجال لبقية حياتها.
استلقت هناك نصف صاحية و نصف فاقدة للوعي لفترة طويلة جداً حتى اتى المغيب و توقفت عن رؤية اي شئ بسبب الظلام الدامس و خاصتاً انها حاولت التركيز قدر الامكان او حتى تحريك قدمها قليلاً لكن لا فائدة و كأن جسدها توقف عن الاستماع لها !
كانت تأتيها ذكرياتٌ مِن الماضي و مِن الحاظر مما صعب عليها معرفة اين هي تحديداً و هل هذا الواقع ام مجرد خيالٍ آخر !؟؟
و هنا ارادت فقط اي شخص لانقاذها ، حتى لو كانت والدتها .. و قد حدث الامر سابقاً العديد مِن المرات ليست اول مرة تمرض ولا يوجد اي مخلوقٍ حولها فبعد ان تطلقت والدتها ، تركتها اغلب الاوقات وحدها مع ابنة عمتها الكبيرة او اقاربها إن كانوا متواجدين و الذي هو امرٌ نادرٌ جداً ، لتسافر هي وحدها بِحجة ' العمل ' ..
احياناً هذا العمل كان يأخذ اسبوعان و احياناً أخرى يأخذ شهراً و نصف.
و لهذا قضت اغلب طفولتها بمفردها او على الاقل ذلك كان ليكون افضل بكثيرٍ من تواجد عاهرة معها ..
قاطع حبل افكارها صوت طرقٍ على الباب .. حاولت قدر الامكان ان تتكلم او ان تتحرك لفتح الباب لكنها لم تستطع فعل ذلك.
" كلاريس ؟ ، الن تنزلي للجلوس معنا ؟ "
حتى لو استطاعت التحدث الآن فلن تقول شيئاً.
" منذ فترة و انتِ حبيسة غرفتك لما لا تخرجين قليلاً للجلوس معنا. "
عندما لم تحصل على إجابة، سمعت كلاريس خطواتها تعود الى الطابق السفلي ...
لما !؟
مِن بين جميع اقاربها ، جميع الاشخاص الذين التقت بهم في حياتها ، لما هي بالذات كان عليها ان تكون السيئة !؟
هذا كان صحيحاً لانها تقنياً عندما لم تجد اي احد هناك لمساعدتها قررت ان تبدئ بالدفاع عن نفسها و ان لاتدع احداً يسيطر عليها او يستغلها مجدداً
و هذه القاعدة تشمل والدتها ايضاً.
.
.
.
بعد فترة استطاعت ان تنهض لتستحم بالمياه الدافئة لإزالة بعضٍ مِن الألم الذي اجتاح جسدها فجأه ..
انتهت بعد ساعة كاملة مِن الجلوس في حوض الاستحمام لترتدي ثيابها بسرعة ، لقد سئمت مِن الجلوس بمفردها ... في العادة تحب الوحدة لكن عندما تهاجمها افكارها هكذا تحتاج ان تجلس في مكانٍ عام او مع اي شخص حتى لا تجرء ذكرياتها على مهاجمتها. و في العادة هذه الطريقة تنجح لذا لما لا تنزل للجلوس مع والدتها ؟
نزلت السُلم ببطئ لتصل اخيراً الى صالة المعيشة ، توجهت جميع الاعين نحوها حالما نزلت السلالم ليتوقف زوج والدتها( جون) عن التحديق بالتلفاز و هو يحدق نحوها بتفاجئ و والدتها ايضاً نفس الشئ
" انا جائعة. "
" حقاً !؟؟ حالاً. "
نهضت مِن مكانها الى المطبخ ، اما كلاريس فجلست بعد عدة ثوانٍ على كنبة أخرى بعيداً عنهم ...
" اهلاً. "
نظرت الى جون بلمحة خاطفة قبل ان تبدئ بالنظر لاي شئ مِن حوله
" مرحباً. "
اعادت نظرها للتلفاز .. كان يعرض إحدى البرامج الكوميدية ، صحيح تستطيع التحدث للفتيان بسهولة في مدرستها لكن الامر يختلف بالنسبة الى الرجال الاكبر سناً فهي لا تستطيع النظر اليهم حتى !
و شعور قوي بعدم الارتياح و خاصتاً بعدم الامان يصيبها عند جلوسها مع احدهم.
" كيف هي المدرسة ؟"
" بخير. "
" هل يزعجكِ احدٌ هناك ؟"
" لا ، ابداً. " ،' لا احد ما عدى السايكوباث الذي اخترق الى داخل المنزل و سرق دفتر مذكراتي و بدئ بتهديدي بها. '
" جيد ، تحتاجين الى المال ؟"
" لا ابداً. "
" عندما تحتاجين الى اي شئ فقط اخبريني."
" حسناً شكراً لك. "
و بهذا انتهت المحادثة تماماً لتعود والدتها بصحن وهي تعطيه لها
" هذا كثير !"
" كلاريس كليه كله."
اكلت قليلاً وهي جالسة معهم بهدوئ مِن دون اخراج اي صوت على الاطلاق و كانها شبح في الغرفة !
لكن ما ازعجها حقاً هو استمرار جون بأخذ لمحاتٍ سريعة لها كل دقيقتين. ليست نظراتٍ سيئة او شئ كهذا لانها سمعته مِن قبل يسأل والدتها إن كانت تأخذ مخدرات او لو كانت مستحوذة.
ربما والدتها عمياء لكن هذا لا يعني انه اعمى ايضاً ، نصف عائلتها و تحديداً الذين يحدقون نحوها لخمس دقائق بتأمل سيلاحظون هدوئها و بشرتها الشاحبة و الاكياس السوداء تحت عينيها .. و هذا فقط حدث في آخر عدة ايام لها معهم قبل ان تسافر لانها في العادة 'اللطيفة الحساسة' في العائلة و هذا كان اكبر خطئ فعلته فالجميع في عائلتها اعتقد لابأس بالانفتاح معها و استغلالها قدر الامكان فهي لطيفة جداً و لن تمانع.
هذا بالضبط ما كانت عليه معهم .. لا شئ. ليس و كانهم يستغلوها او يعذبوها بل بالعكس،
كانت لطيفة جداً لدرجة انهم اعتقدوا ان كل شئ مقبول كونها مِن دون شخصية او مبادئ !
" اقلبِ القناة لنرى ماذا هناك ايضاً. "
قلبت والدتها القناة لتظهر مذيعة في نشرة الاخبار تقرأ عنوان الخبر ..
" اثنان مِن عناصر الشرطة متهمين بقضية اغتصاب مِن الدرجة الاولى بعد تكبيلهم لفتاة قاصرة في سيارة شرطة ___"
لم تكمل ما قالته لان والدتها قلبته مجدداً ..
" مع الاسف ، انتهى مستقبلها. "
نظرت كلار نحو والدتها بنظرة حادة و قد نجحت في جذب انتباهها.
" و ... عذراً لكن لما انتهى مستقبلها تحديدا !؟"
" لا اعتقد انكِ تعين ما يعني الاغتصاب كلار ، لهذا لن تفهمي. "
رفعت كلار حاجبها بعدم تصديق و غضب بنفس الوقت.
" صدقيني اعلم ما يعنيه افضل منكِ ! ، و اولاً مستقبلها لم يتدمر لأمرٍ لم يكن خطئها. ثانياً ليس لكِ الحق بالتحدث عنها و كانها عاهرة شوارع !"
" 'اولاً ' انا لم اقل انها عاهرة شوارع. ' ثانياً ' انه خطئها لما تمشي في منتصف الليل وحدها !؟ "
" ربما تأخرت في الجامعة او عادت مِن حفل ميلاد و لم يكن هنلك احد لايصالها ، او ربما حدثت حالة طارئة و لم تجد اي باص ، ربما ارادت شراء شئ .. ربما ضاعت ! او كانت ترفع شكوى ضد احدٍ ما.
ليس من الضروري انها خرجت لتتمشى عند منتصف الليل. "
" و ... لما تهتمين لهذه الدرجة !؟" توجه نظرها نحو جون الذي ينظر اليها بتعجب.
" اهتم ... لانني فتاة ولا اعتقد ان كلاماً كهذا كان ليساعدني لو كنت الضحية بدلاً منها. "
حل الصمت قليلاً لتقول والدتها بسخرية
" لو كنتِ بدلاً منها مع هذا التصرف لوجدتِ نفسكِ في ملجئ الايتام حالياً او في القبر. "
نهضت كلار مِن جديد وهي تاخذ طبقها النصف مملوء للمطبخ بصمت و عاصفة مِن المشاعر المختلفة قد انفجرت في داخلها للتو.
عندما تتعرض لحادثة اغتصاب ستصبح حساساً و سريع الملاحظة جداً تجاه اي خبر مِن هذا النوع و لكل شئ يقوله الآخرون مِن دون علم انك تستمع ، او على الاقل هذا ما تعرفه هي.
و هذا كان كلاماً صريحاً للغاية .. إن عائلتها و مِن الجذر متحفظة جداً عندما يتعلق الامر بالشرف.
و كمثال بسيط جداً على نوعية العائلة ، سمعت عمها يوماً يقول لزوجته انها لو قُتلت افضل بكثير مِن ان تُغتصب.
و هذا هو السبب الرئيسي لتحملها هذا السر بمفردها ، لا احد سينظر لها بشكلٍ عادي بعدها و قد يصل الامر الى اعتبارها ميتة و مِن دون مستقبل تماماً.
غسلت طبقها و صعدت الى اعلى السلالم لكن في الواقع بقيت جالسة وراء الباب في غرفتها وهي تدع الدموع تخرج اخيراً ، و هذا ولاتزال تستمع الى التلفاز الذي كان عالٍ قليلاً.
القاء القبض على عصابة مِن تاجري الفتياة القاصرات و المخدرات في __"
انقطع التيار الكهربائي فجأه في المنزل باكمله ليصمت التلفاز اخيراً مع الاشخاص في الطابق السفلي.
" ماذا حدث ؟"
" لا اعلم ، "
سمعت صوت كلامهم ، لتنام على الارض .. لم تستلقي بعد لتسمع صوت الهاتف.
قفزت مِن مكانها بخوف لتتوجه نحو الهاتف وهي تسحبه مِن السرير
مجهول : لا داعي لأن تستمعي لهذا الهراء ، هنا في اميركا يحبون التسبب بجو مِن الكئابة عبر نشرة الاخبار .. ستتعودين على المآسي و الدراما 😹
هل هذا المجنون كان يستمع لهم !؟؟
ثم كيف يراقبهم هكذا .. ليس مِن المعقول انه جالس في الشارع عند منتصف الليل لمراقبتهم مِن النافذة منذ الصباح حتى الآن !
كلار : هل تراقب المنزل !؟
مجهول : اها 😉
كلار : كيف ؟ ليس مِن المعقول انك سمعت شيئاً حتى لو كنت تقف عند الباب.
مجهول : اوه لا انا اجلس في منزلي هل انتِ مجنونة الجو باردٌ جداً خارجاً ☕😶
كلار : كيف بحق الجحيم عَلمت اذاً !؟
مجهول : لنقل فقط ان لدي جواسيسٍ صغار في المنزل.
كلار : وضعت شارحات تنصت في منزلي !؟؟؟
مجهول : و كاميرتان سريتان 😊
لم تستطع قول اي شئ مِن الصدمة .. فقط فتحت فمها وهي تنظر الى الشاشة مِن دون معرفة ما تفعل.
كلار : اين وضعتها !؟
مجهول : واحدة ما بين الصالة و المطبخ و الأخرى سرية لما تسألين ؟
كلار : لاكسرها في الحديقة.
مجهول : جربي الاقتراب مِن واحدة و شاهدي نشرة الاخبار القادمة غداً 🙄
كلار : تهددني فهمنا ، لكن ما حاجتك لكاميرات مراقبة و شارحات تنصت !؟ هل اخبرك احد اننا نتاجر بالمخدرات هنا ام ماذا !؟؟
مجهول : لا ، استخدمها لغرضٍ آخر ولا علاقة لكِ ما هو.
كلار : هل انت من اغلق التيار الكهربائي !؟
كان لدى المنطقة و بوضوح تيار كهربائي ما عداهم.
مما جعلها تشك بشخصٍ واحد.
مجهول : ماذا تظنين !؟😉
كلار : كيف فعلت ذلك ؟
مجهول : لدي مهارة لا تتخيليها على قرصنة كل شئ تقريباً 👨🏻💻
كلار : لكن لما فعلت ذلك ؟
مجهول : لانكِ حساسة تجاه الاخبار.
كلار : لا تقل لي بانك تخاف على مشاعري 😂😕
مجهول : لا لكن حتى لا تخافي مِن مهمة اليوم 😊
كلار : و ... ما هي المهمة ؟
مجهول : ستذهبين عند الثانية عشرة الى العنوان الذي سارسله لكِ الآن.
كلار : اوه لابأس .. عند الظهر استطيع الخروج.
مجهول : لا عزيزتي ، الثانية عشر عند منتصف الليل 😊 ...
كلمة واحدة تحمل المئات مِن المشاعر و المعاني ، تحمل علاقة قوية بين شخصين او اكثر يتشاركون كل شئ تقريباً !
الاصدقاء المقربين باختصار هم افراد عائلة اختلفت نهايات اسمائهم. تقريباً جميعاً لدينا اصدقاءٌ مقربون نثق بهم ثقةً عمياء ، تعلمنا ان لا نخفي الاسرار بيننا و ان نتشارك آلامنا و افراحنا معاً ببساطة لانهم من يتفهمونك و يستمعون لك مِن دون ان يحكموا عليك او ان يلوموك على شئ ...
لكن هل حقاً يفعلون ؟ هل أنت متأكد مِن انك تعطي ثقتك كاملةً للشخص الصحيح !؟ اذاً خذ هذه النصيحة مني .. ( لا تثق ببشري كائناً مَن يكُن لحمل اسرارك ، حتى لو كان الشخص ملاكاً مِن السماء. )
لا يوجد شئ اسمه اصدقاء حقيقيون ، في الحقيقة المُرّه أنتْ فقط من ستشعر بالألم ولا احد آخر سيفعل. و اعتقد في داخل اعماقنا جميعاً نحن نعلم تلك الحقيقية.
...
لم تستطع كلار النوم تلك الليلة بسبب ما قالته إيملي ، فقد رفضت إخبارها خوفاً ان يكون هاتف اخيها مراقباً ايضاً لذى عليها الذهاب لمنزلها في الصباح لان غداً هو يوم الاحد ، و السبت و الاحد هما العطلتان الرسميتان للولايات المتحدة.
لهذا اولُ ما ظهرت اشعة الشمس لم تستطع الانتظار اكثر مِن هذا لذا ارتدت ثيابها ، و سحبت سلاحها لتخرج بعدها بمفردها مشياً الى منزل إيملي ..
كان منزلها بعيداً قليلاً عنها لكن لابأس ... كل شئٍ يختفي عندما يتعلق الامر بالصداقة ،
استغرق الامر القليل مِن الوقت لكن بسبب مشيها السريع وصلت هناك اسرع. دقت الباب عدة مرات بنفاذ صبرٍ ليفتح لها شاب اشقر يكبرها بعدة سنوات كان يبدوا غاضباً جداً
" إيفان هل إيم موجودة ؟"
" قدمها مكسورة اين ستذهب مثلاً !؟" قال بسخرية ريثما يقف عند الباب
نظرت له نظرة قاتلة قبل ان تدفعه لتدخل
" يالها مِن آداب !"
تجاهلته بالكامل وهي تفتح باب غرفة صديقتها لتغلقه باحكام بعدها ، نظرت الى إيملي التي كانت تحت الغطاء بالكامل
" إيم .."
جلست على السرير بجانبها وهي تبعد الغطاء عن راسها لتجد عيونها محمرة و منتفخة مِن البكاء
" تعالي الى هنا. "
عانقتها بسرعة و حاولت التخفيف عنها قدر الامكان رغم ان ان إيم اخطئت ايضاً لكن الوقت غير مناسبٍ لهذا.
" اهدئي لنجد حلاً للامر. "
قالت وهي تتركها لكي تنظر لها إيملي هي ايضاً لتتعدل في جلستها
" ماذا قصدتي عندما قلتِ امس انني استطيع مسحها ؟"
" اجل .. كلار الشرطة لا تستطيع مسحها لان ذلك يتطلب كسراً للقوانين ايضاً. لكن انتِ تستطيعين تهكير جميع الاجهزة .. "
نظرت لها كلار برتياب شديد ، نعم صحيح تستطيع فِعل ' بعض الامور ' التي تعلمتها مِن ' صديقٍ ' لها في الثالثة عشرة مِن عمرها ، صديقٍ اكبر سناً بكثير .. كان لطيفاً كفاية لتعليمها القليل عن هذه الامور ،
لكنها لم تستخدم مهاراتها إلا نادراً جداً .. لم تقم نهائياً بامر جدي ، ما عدى المرة التي تتبعت فيها رقماً مجهولاً اتصل بها للعب إحدى المزح الثقيلة ،
و اتضح انها كانت والدتها تخيفها عمداً مِن دون سبب.
" لكن إيم لست خبيرة لهذه الدرجة ، خاصتاً إن كان محترفاً جداً سينقلب الامر ضدنا. "
و هذا صحيح ، اقل ما يستطيع فعله اي هكر هو تتبع موقع اي شخص بدقة و بسهولة .. اما الخبيرين بهذه الامور تعتبرهم كلار كالسحرة تماماً فالاشياء التي يستطيعون فعلها مذهلة حقاً !
اما الاحتمال الابسط هو ان ينقلب الامر ضدها و تصبح الثانية تماماً بعد إيملي ، الفرق هو انها ستبكي في السجن.
امسكتها إيم من كتفها وهي تواجهها
" الستِ صديقتي ؟ الم تقولي انكِ ستدافعين عني دائماً !؟ ، كلار انا احتاجكِ رجائاً رجائاً افعلي هذا لأجلي. "
سحبت كلاريس نفساً عميقاً ، هي متاكدة بعد هذا سينتهي امرها تماماً !
" حسناً ... لكن احتاج الى حاسوبٍ جديد لم يستخدمه احد. "
" لحظة لاخبر اخي. "
ركضت بسرعة نحو الباب لكنه فتح قبل ان تلمسه ليظهر إيفان من ورائه
" سمعت المحادثة ، هل حقاً تستطيعين مسحها ؟"
" اجل .. اعتقد ذلك. "
" لا اعتقد ان الامر قانوني .. " اكد ذلك بنفسه لترفع له حاجبها
" خائفٌ مِن القانون اكثر مما تفعل على اختك !؟"
" رغم انها تستحق ذلك لكن الامر سينقلب نحوي لذى لا. "
" جيدٌ اذاً ، حرك قدميك الى متجر الاجهزة و اشتري لنا حاسوباً جديداً لان الشخصي خطرٌ جداً. "
" دقائق. "
ارتدى معطفه و خرج بسرعة مِن المنزل ، و بالفعل مرت خمس دقائق تقريباً قبل ان يعود و معه حقيبة سوداء .. قد يبدوا غير مهتم لكن كليهما تعلمان بانه غاضبٌ جداً مِن موضوع الصور فهو في العادة و في مواقف غير هذه كان ليعانق إيم و يخبرها بان كل شئ سيكون بخير.
" خذي. "
اخذت الحقيبة السوداء منه لتجلس على الطاولة في غرفة إيملي
" اقفل الباب ورائك. "
قفل الباب كما قالت له لتجلس على الكرسي و كِلا الاخوين يقفان فوق رأسها.
اخرجت الحاسوب و وضعته على الطاولة لتقوم بفتحه وهي توصله بشبكة الانترنت.
" اقول لك منذ الآن بانك لا تريد التورط مع هذا السافل لذا انصحك ان تخرج. "
" تخبرينني بهذا لكن اتسائل لما انتِ تتورطين معه. "
" و من اخبرك مِن انني خارج قائمته ؟ على الاغلب انا التالية. "
" سنرى بشأن ذلك. "
" كما ترغب لا تقل لم احذرك. "
سحبت ورقة ملاحظاتٍ صفراء و لسقتها على الكاميرا الامامية ثم بدأت بِعملها وهي تحاول تطبيق كل الخطوات بشكلٍ صحيح رغم ان تذكر الخطوات تحت هذا الضغط الكبير صعبٌ قليلاً ..
طوال الوقت لم تتكلم إيم ولا إيفان اي حرف حتى لا يشتتوا عليها عملها لكن عندما ظهرت الصفحة الشخصية لإيملي وهي تنحذف قفزت إيم من الفرح وهي تعانق ظهر صديقتها
" انتِ عبقرية !"
" لا اصدق نجح الامر !"
ابتسم إيفان ايضاً بفرح لكن قبل ان يستطيع قول اي شئ قاطع فرحتهم صوت هاتف كلاريس ... ليس صوت رسالة بل صوت رنين.
" إيم هلا رأيتي من يتصل بي ؟"
سحبت إيملي هاتفها مِن الحقيبة لتتجمد في مكانها ، حتى وجهها اصفر
" لا يوجد رقم. "
توجه نظرها نحو كلاريس التي تجمدت هي ايضاً
" اعطيني اياه. " قالت ريثما تحاول اغلاق كل ما فعلته بسرعة لان شعور سئ اتاها
سلمتها هاتفها وهي تقف بجانب إيفان المشوش مِن جديد ، كما قالت لم يكن هنلك رقم ترددت في البداية لكن لو كان نفسه في عقلها فلن تخسر شيئاً لانه لايحتاج لشئ منها و على عكس إيم هاتفها خالٍ تماما مِن اي صور و معلوماتٍ لها.
" لا تجيبي !" قالت إيم بخوف
" لا تقلقي ليس لدي اي معلومات قد تفيده على هاتفي فقط ابقيا هادئين ! "
اشاروا لها بنعم لتفتح الخط اخيراً ...
" جرأه كبيرة لمواجهتي هكذا كلار. "
السافل كان يستخدم مغيراً للصوت لهذا لم تستطع التعرف على صوته.
" تريد تدميري فهمنا ، لكن ما علاقة إيملي في الامر ؟؟ "
" من اخبركِ مِن انني فعلت ذلك لاجلك ؟ "
" اذاً لما ؟ تريد تدميرها من دون سبب ايضاً !؟"
" ليس حقاً، اخبرتكم سابقاً ان لدي لائحة تستهدف عدة اشخاص .. الامر كله انكِ اول أسم ظهر لي. "
" لازلت لم تُجب ، ما علاقة إيملي !؟"
" اعتقدت انكِ ستكونين فرحة." قال بنبرة هادئة مما جعلها تخاف اكثر
" ماذا تقصد ؟"
" اخبريني كلار كم سنة انتما صديقتان ؟"
تركت الحاسوب لتنهض وهي تواجه إيملي
" ماذا تقصد !؟"
" فقط اجيبي على السؤال. "
" سنتان تقريباً "
" سنتان و تأمنيها على اكبر سر في حياتك ؟"
لم تستطع قول شئ لكن حسب وجوههم فهم لا يستطيعون سماع ما يقوله بسبب صوته الذي ابقاه خافتاً.
" انتظر لثانية. "
قامت بحمل حقيبتها وهي تفتح قفل الباب
" لدي امر ضروري لفعله اراكم غداً. "
خرجت مِن دون اي كلمة اخرى لتمشي و الهاتف في يدها
" لكنني لم اخبرها سوى بالخلاصة. لا اعلم الى اين تريد الوصول لكن الامر لا ينجح. "
" هذه ' الخلاصة ' كادت لتنهي امركِ البارحة ريثما كنتِ تستمتعين بوقتك في شوارع اميركا. "
" لازلت لا افهم ما تعني. " في داخلها كانت تعلم تماماً ما يعنيه لكنها تحتاج الى دليلٍ اقوى
" آه الهي ، إيملي امس كادت ان تفضح سركِ لكولن يا ذكية. "
" انت تكذب. "
" لما ساكذب مثلاً ؟"
" لا اعلم، لكنها لم تشي بي "
" هذا صحيح ، لانني هكرت هاتفها قبل ان تصل الرسالة له. "
شعرت كلاريس بانقلاب في معدتها فجأه لتتوقف عن المشي ، رغم ان توازنها اختل قليلاً ايضاً لكنها لم تترك هاتفها.
كانت تريد سماع ذلك جيداً ، بل كانت تحتاج لهذه المكالمة بان تستمر ..
" انتِ بخير ؟ تبدين كالأموات. " سخر منها على الهاتف لتنظر نحوها وهي تبحث عن اي اثر لكائنٍ حي معها.
" اجل اجل ، لكن لا افهم لما قد تفعل هذا بي ؟"
" لا يهم السبب ، إن والد كولن يعملُ في مركز الشرطة .. هذا الخطئ كاد ان يكلفكِ حياتكِ. "
ازداد الدوار لديها اكثر لكنها تابعت المشي رغم سيرها المتعرج، اعتقدت انها تستطيع مواجهة الامر لكن هذا فقط كثيرٌ عليها .. إن التفكير فقط بِكشف سرها و على يد اقرب صديقة لها جعلها مدمرة اكثر و اكثر ،
" هل اكلتِ شئ ما ؟ اعتقد انكِ ستموتين حقاً. "
" و لما تهتم ؟"
" اهتم لانني اريد اكمال اللعب ، لازلنا في البداية كلار ... لم نكمل حتى نصف الامر. "
" ضننت انك ستنشر الصور قريباً ، لكن حسب كلامك ورائنا الكثير "
" هل تظنين ان الامر يتوقف على الصور فقط ؟ " قال ساخراً منها
" ماذا ايضاً !؟" قالت بنفاذ صبر
ضحك قليلاً بنبرة هادئة و مخيفة.
" نسيتي ان بحوزتي دفتر مذكراتك ايضاً !؟ انا اعترف لم اتوقع في حياتي اكتشاف امورٍ كهذه لفتاة لطيفة مثلكِ. "
" و ماذا تريد الآن !؟"
حل القليل مِن الصمت قبل ان يجيب بنبرة جادة و مجنونة في نفس الوقت
" الآن فقط انهيت الدفتر باكمله ، و بعد هذا كله قررت ان اغير اللعبة معكِ .. فقط معكِ. "
" كيف ؟"
" كل يوم ستقومين بما اطلبه منكِ و إن نجحتِ في نهاية اليوم ساعيد لكِ صورة واحدة. "
" و كيف اعلم انك لا تحتفظ بنسخٍ مثلاً !؟"
" لا تعلمين. اعني لستِ مجبرة هذا او ارميكِ من الهاوية حالاً .."
" اوه لا لستُ مجبرة ابداً. "
قهقه قليلاً ليعود الى الاتفاق
" الآن ماذا قلتِ ؟"
" حسناً موافقة .. ماذا تريد مني ؟"
" المهمة الاولى سهلة و ساخبركِ بها لاحقاً ، لذا كُلي شيئاً و نامي قليلاً. الى ذلك الوقت وداعاً. "
انهى المحادثة لتدخل هي ايضاً منزلها فقد كانت هناك لفترة جيدة تقف امام الباب.
صعدت لغرفتها بسرعة مِن دون اي ضوضاء ، لحسن الحظ والدتها و زوج والدتها لايزالان نائمين و لم يشعرى بشئ.
قفلت الباب وهي ترمي الهاتف على الارض مع الحقيبة لتنفجر بالبكاء على سريرها ، بكت و اخرجت كل مشاعرها للوسادة .. رفيقتها الوحيدة هذه الايام.
هدأت قليلاً بعد فترة لكنها لم تتحسن بل زادت سوءاً لان الدوار ازداد اكثر و اكثر حتى تذكرت انها لم تاكل اي شئ منذ السلطة مع كايدن ، مع الاسف فاة الاوان لان ' البشر ' في منزلها قد استيقظوا و هم تحت. و هكذا لم يتبقى لها سوى ان تشرب مِن زجاجة المياه بجانب سريرها ... هي لا تشعر بالجوع صحيح لكن بعد ان يعبر الامر وقتاً طويلاً يهاجمها فجأه الشعور بالجوع و اذا زاد الامر عن ساعتين اضافيتين يختفي الشعور تماماً مِن جديد،
غريب نعم. لكنه نظام حياتها للسنوات الماضية تخيل انك تعيش هكذا .. و عندما تجوع حقاً لا تستطيع الأكل.
جلبها هذا لذكرياتٍ قديمة جداً لتختبئ تحت الغطاء وهي تحاول ازالة الذكرى التي علقت في رأسها ..
_______________________________________
صباحٌ تعيسٌ و مظلمٌ آخر ، كانت تنظر مِن النافذة وهي تفكر لو انها لم تخلق مِن الاساس.
لقد مرت سنة تقريباً على وفاة والدها و ثلاثة اشهر على زواج والدتها ...
لقد كان كابوساً حقيقياً. وهاهي الآن .. وحدها في السيارة معه ، كان يقوم بأخذها معه الى العمل فكرة والدتها ليومٍ ممتع بين ' أب ' و ابنته الجديدة.
لم تعلم مِن قبل بان الاباء يتبدلون مع الوقت لكن حقاً ماذا يهم الآن !؟
" عندما نصل لا تقومي بالضوضاء انه مكانٌ هادئ جداً. "
حركت رأسها بِنعم مِن دون ان تريد التكلم معه حرفاً واحداً حتى. هو ايضاً صمت لدقائق قبل ان يشغل محرك السيارة ليعطيها كوب قهوة
" اشربيه تبدين متعبة. " قال بنبرة هادئة مما لم يعجبها لتحرك راسها بتردد
" لا احب القهوة. " قالت هي ايضاً بهدوء
حل الهدوء مجدداً ليقاطعه بصفعة قوية على خدها
" كم مرة اقول لا تجادليني !؟"
نزلت عدة دمعات من عينها ، حاولت السيطرة عليهم قدر الامكان لكنها لم تستطع لان دموعها تابعت الخروج.
" كفي عن البكاء ، الآن اشربيه !"
اخذت الكوب مجدداً لتأخذ عدة رشفات ... ما إن نفذت ما قاله حتى ابتسم مجدداً وهو يقود.
كان مجنوناً.
هذا هو التفسير الوحيد الذي وجدته في عقلها ..
لقد مرت ثلاثة اشهر تعيسة مع رجلٍ مجنون يقوم بضربها و يهددها بستمرار ، بالطبع كانت تخاف ان تخبر والدتها بسبب التهديد وهي لاتزال صغيرة جداً لهذا لم تكن فقط خائفة ... كانت مرعوبة ! في كابوس ، فلم رعب اي شئ
ربما تجدون الامر مبالغ فالامر كان مجرد ضرب و هنلك اسوء منها ... لكن حقاً الامر كان كابوس طفولة بالنسبة لها ، الخوف لا تستطيع نسيانه حتى الآن فهو ثاني اكبر خوف شعرت به بعد صدمة الاغتصاب.
تخيل فقط انك لاتزال غير قادرٍ على الدفاع عن نفسك ولا تعلم كيف ، لازلت تستكشف العالم وما فيه كُل همك هو اللعب و النوم مع والداك في نفس السرير بسبب ظلمة الليل الموحشة.
و فجأه تجد نفسك مسجوناً في نفس المنزل مع شخصٍ اكبر منك ، اقوى ، و يخيف اكثر مِن اي وحشٍ قد يظهر لك في الظلام.
يستمر بالصراخ في وجهك عندما يغيب الجميع و ضربك عندما تكونون بمفردكم تماماً و تهديدك قبل ان تذهب للنوم ..
تريد قول اي شئ لكن الخوف من نتائج ذلك كافية لإيقافك.
اما والدتك ؟ ... لم تلحظ سوى الصفعة الاخيرة و بعد ثلاثة اشهرٍ تعيسة مِن هذا الجحيم.
لتقوم برفع دعوى للطلاق اخيراً .. و ليس بسببك تقول انه بسببك لكن في الواقع بسبب انه استمر بطلب المال منها.
و ياليت الامر انتهى عند كابوسٍ واحد.
_______________________________________
و هذه كانت هي بداية طريقها نحو كره و خوف الرجال لبقية حياتها.
استلقت هناك نصف صاحية و نصف فاقدة للوعي لفترة طويلة جداً حتى اتى المغيب و توقفت عن رؤية اي شئ بسبب الظلام الدامس و خاصتاً انها حاولت التركيز قدر الامكان او حتى تحريك قدمها قليلاً لكن لا فائدة و كأن جسدها توقف عن الاستماع لها !
كانت تأتيها ذكرياتٌ مِن الماضي و مِن الحاظر مما صعب عليها معرفة اين هي تحديداً و هل هذا الواقع ام مجرد خيالٍ آخر !؟؟
و هنا ارادت فقط اي شخص لانقاذها ، حتى لو كانت والدتها .. و قد حدث الامر سابقاً العديد مِن المرات ليست اول مرة تمرض ولا يوجد اي مخلوقٍ حولها فبعد ان تطلقت والدتها ، تركتها اغلب الاوقات وحدها مع ابنة عمتها الكبيرة او اقاربها إن كانوا متواجدين و الذي هو امرٌ نادرٌ جداً ، لتسافر هي وحدها بِحجة ' العمل ' ..
احياناً هذا العمل كان يأخذ اسبوعان و احياناً أخرى يأخذ شهراً و نصف.
و لهذا قضت اغلب طفولتها بمفردها او على الاقل ذلك كان ليكون افضل بكثيرٍ من تواجد عاهرة معها ..
قاطع حبل افكارها صوت طرقٍ على الباب .. حاولت قدر الامكان ان تتكلم او ان تتحرك لفتح الباب لكنها لم تستطع فعل ذلك.
" كلاريس ؟ ، الن تنزلي للجلوس معنا ؟ "
حتى لو استطاعت التحدث الآن فلن تقول شيئاً.
" منذ فترة و انتِ حبيسة غرفتك لما لا تخرجين قليلاً للجلوس معنا. "
عندما لم تحصل على إجابة، سمعت كلاريس خطواتها تعود الى الطابق السفلي ...
لما !؟
مِن بين جميع اقاربها ، جميع الاشخاص الذين التقت بهم في حياتها ، لما هي بالذات كان عليها ان تكون السيئة !؟
هذا كان صحيحاً لانها تقنياً عندما لم تجد اي احد هناك لمساعدتها قررت ان تبدئ بالدفاع عن نفسها و ان لاتدع احداً يسيطر عليها او يستغلها مجدداً
و هذه القاعدة تشمل والدتها ايضاً.
.
.
.
بعد فترة استطاعت ان تنهض لتستحم بالمياه الدافئة لإزالة بعضٍ مِن الألم الذي اجتاح جسدها فجأه ..
انتهت بعد ساعة كاملة مِن الجلوس في حوض الاستحمام لترتدي ثيابها بسرعة ، لقد سئمت مِن الجلوس بمفردها ... في العادة تحب الوحدة لكن عندما تهاجمها افكارها هكذا تحتاج ان تجلس في مكانٍ عام او مع اي شخص حتى لا تجرء ذكرياتها على مهاجمتها. و في العادة هذه الطريقة تنجح لذا لما لا تنزل للجلوس مع والدتها ؟
نزلت السُلم ببطئ لتصل اخيراً الى صالة المعيشة ، توجهت جميع الاعين نحوها حالما نزلت السلالم ليتوقف زوج والدتها( جون) عن التحديق بالتلفاز و هو يحدق نحوها بتفاجئ و والدتها ايضاً نفس الشئ
" انا جائعة. "
" حقاً !؟؟ حالاً. "
نهضت مِن مكانها الى المطبخ ، اما كلاريس فجلست بعد عدة ثوانٍ على كنبة أخرى بعيداً عنهم ...
" اهلاً. "
نظرت الى جون بلمحة خاطفة قبل ان تبدئ بالنظر لاي شئ مِن حوله
" مرحباً. "
اعادت نظرها للتلفاز .. كان يعرض إحدى البرامج الكوميدية ، صحيح تستطيع التحدث للفتيان بسهولة في مدرستها لكن الامر يختلف بالنسبة الى الرجال الاكبر سناً فهي لا تستطيع النظر اليهم حتى !
و شعور قوي بعدم الارتياح و خاصتاً بعدم الامان يصيبها عند جلوسها مع احدهم.
" كيف هي المدرسة ؟"
" بخير. "
" هل يزعجكِ احدٌ هناك ؟"
" لا ، ابداً. " ،' لا احد ما عدى السايكوباث الذي اخترق الى داخل المنزل و سرق دفتر مذكراتي و بدئ بتهديدي بها. '
" جيد ، تحتاجين الى المال ؟"
" لا ابداً. "
" عندما تحتاجين الى اي شئ فقط اخبريني."
" حسناً شكراً لك. "
و بهذا انتهت المحادثة تماماً لتعود والدتها بصحن وهي تعطيه لها
" هذا كثير !"
" كلاريس كليه كله."
اكلت قليلاً وهي جالسة معهم بهدوئ مِن دون اخراج اي صوت على الاطلاق و كانها شبح في الغرفة !
لكن ما ازعجها حقاً هو استمرار جون بأخذ لمحاتٍ سريعة لها كل دقيقتين. ليست نظراتٍ سيئة او شئ كهذا لانها سمعته مِن قبل يسأل والدتها إن كانت تأخذ مخدرات او لو كانت مستحوذة.
ربما والدتها عمياء لكن هذا لا يعني انه اعمى ايضاً ، نصف عائلتها و تحديداً الذين يحدقون نحوها لخمس دقائق بتأمل سيلاحظون هدوئها و بشرتها الشاحبة و الاكياس السوداء تحت عينيها .. و هذا فقط حدث في آخر عدة ايام لها معهم قبل ان تسافر لانها في العادة 'اللطيفة الحساسة' في العائلة و هذا كان اكبر خطئ فعلته فالجميع في عائلتها اعتقد لابأس بالانفتاح معها و استغلالها قدر الامكان فهي لطيفة جداً و لن تمانع.
هذا بالضبط ما كانت عليه معهم .. لا شئ. ليس و كانهم يستغلوها او يعذبوها بل بالعكس،
كانت لطيفة جداً لدرجة انهم اعتقدوا ان كل شئ مقبول كونها مِن دون شخصية او مبادئ !
" اقلبِ القناة لنرى ماذا هناك ايضاً. "
قلبت والدتها القناة لتظهر مذيعة في نشرة الاخبار تقرأ عنوان الخبر ..
" اثنان مِن عناصر الشرطة متهمين بقضية اغتصاب مِن الدرجة الاولى بعد تكبيلهم لفتاة قاصرة في سيارة شرطة ___"
لم تكمل ما قالته لان والدتها قلبته مجدداً ..
" مع الاسف ، انتهى مستقبلها. "
نظرت كلار نحو والدتها بنظرة حادة و قد نجحت في جذب انتباهها.
" و ... عذراً لكن لما انتهى مستقبلها تحديدا !؟"
" لا اعتقد انكِ تعين ما يعني الاغتصاب كلار ، لهذا لن تفهمي. "
رفعت كلار حاجبها بعدم تصديق و غضب بنفس الوقت.
" صدقيني اعلم ما يعنيه افضل منكِ ! ، و اولاً مستقبلها لم يتدمر لأمرٍ لم يكن خطئها. ثانياً ليس لكِ الحق بالتحدث عنها و كانها عاهرة شوارع !"
" 'اولاً ' انا لم اقل انها عاهرة شوارع. ' ثانياً ' انه خطئها لما تمشي في منتصف الليل وحدها !؟ "
" ربما تأخرت في الجامعة او عادت مِن حفل ميلاد و لم يكن هنلك احد لايصالها ، او ربما حدثت حالة طارئة و لم تجد اي باص ، ربما ارادت شراء شئ .. ربما ضاعت ! او كانت ترفع شكوى ضد احدٍ ما.
ليس من الضروري انها خرجت لتتمشى عند منتصف الليل. "
" و ... لما تهتمين لهذه الدرجة !؟" توجه نظرها نحو جون الذي ينظر اليها بتعجب.
" اهتم ... لانني فتاة ولا اعتقد ان كلاماً كهذا كان ليساعدني لو كنت الضحية بدلاً منها. "
حل الصمت قليلاً لتقول والدتها بسخرية
" لو كنتِ بدلاً منها مع هذا التصرف لوجدتِ نفسكِ في ملجئ الايتام حالياً او في القبر. "
نهضت كلار مِن جديد وهي تاخذ طبقها النصف مملوء للمطبخ بصمت و عاصفة مِن المشاعر المختلفة قد انفجرت في داخلها للتو.
عندما تتعرض لحادثة اغتصاب ستصبح حساساً و سريع الملاحظة جداً تجاه اي خبر مِن هذا النوع و لكل شئ يقوله الآخرون مِن دون علم انك تستمع ، او على الاقل هذا ما تعرفه هي.
و هذا كان كلاماً صريحاً للغاية .. إن عائلتها و مِن الجذر متحفظة جداً عندما يتعلق الامر بالشرف.
و كمثال بسيط جداً على نوعية العائلة ، سمعت عمها يوماً يقول لزوجته انها لو قُتلت افضل بكثير مِن ان تُغتصب.
و هذا هو السبب الرئيسي لتحملها هذا السر بمفردها ، لا احد سينظر لها بشكلٍ عادي بعدها و قد يصل الامر الى اعتبارها ميتة و مِن دون مستقبل تماماً.
غسلت طبقها و صعدت الى اعلى السلالم لكن في الواقع بقيت جالسة وراء الباب في غرفتها وهي تدع الدموع تخرج اخيراً ، و هذا ولاتزال تستمع الى التلفاز الذي كان عالٍ قليلاً.
القاء القبض على عصابة مِن تاجري الفتياة القاصرات و المخدرات في __"
انقطع التيار الكهربائي فجأه في المنزل باكمله ليصمت التلفاز اخيراً مع الاشخاص في الطابق السفلي.
" ماذا حدث ؟"
" لا اعلم ، "
سمعت صوت كلامهم ، لتنام على الارض .. لم تستلقي بعد لتسمع صوت الهاتف.
قفزت مِن مكانها بخوف لتتوجه نحو الهاتف وهي تسحبه مِن السرير
مجهول : لا داعي لأن تستمعي لهذا الهراء ، هنا في اميركا يحبون التسبب بجو مِن الكئابة عبر نشرة الاخبار .. ستتعودين على المآسي و الدراما 😹
هل هذا المجنون كان يستمع لهم !؟؟
ثم كيف يراقبهم هكذا .. ليس مِن المعقول انه جالس في الشارع عند منتصف الليل لمراقبتهم مِن النافذة منذ الصباح حتى الآن !
كلار : هل تراقب المنزل !؟
مجهول : اها 😉
كلار : كيف ؟ ليس مِن المعقول انك سمعت شيئاً حتى لو كنت تقف عند الباب.
مجهول : اوه لا انا اجلس في منزلي هل انتِ مجنونة الجو باردٌ جداً خارجاً ☕😶
كلار : كيف بحق الجحيم عَلمت اذاً !؟
مجهول : لنقل فقط ان لدي جواسيسٍ صغار في المنزل.
كلار : وضعت شارحات تنصت في منزلي !؟؟؟
مجهول : و كاميرتان سريتان 😊
لم تستطع قول اي شئ مِن الصدمة .. فقط فتحت فمها وهي تنظر الى الشاشة مِن دون معرفة ما تفعل.
كلار : اين وضعتها !؟
مجهول : واحدة ما بين الصالة و المطبخ و الأخرى سرية لما تسألين ؟
كلار : لاكسرها في الحديقة.
مجهول : جربي الاقتراب مِن واحدة و شاهدي نشرة الاخبار القادمة غداً 🙄
كلار : تهددني فهمنا ، لكن ما حاجتك لكاميرات مراقبة و شارحات تنصت !؟ هل اخبرك احد اننا نتاجر بالمخدرات هنا ام ماذا !؟؟
مجهول : لا ، استخدمها لغرضٍ آخر ولا علاقة لكِ ما هو.
كلار : هل انت من اغلق التيار الكهربائي !؟
كان لدى المنطقة و بوضوح تيار كهربائي ما عداهم.
مما جعلها تشك بشخصٍ واحد.
مجهول : ماذا تظنين !؟😉
كلار : كيف فعلت ذلك ؟
مجهول : لدي مهارة لا تتخيليها على قرصنة كل شئ تقريباً 👨🏻💻
كلار : لكن لما فعلت ذلك ؟
مجهول : لانكِ حساسة تجاه الاخبار.
كلار : لا تقل لي بانك تخاف على مشاعري 😂😕
مجهول : لا لكن حتى لا تخافي مِن مهمة اليوم 😊
كلار : و ... ما هي المهمة ؟
مجهول : ستذهبين عند الثانية عشرة الى العنوان الذي سارسله لكِ الآن.
كلار : اوه لابأس .. عند الظهر استطيع الخروج.
مجهول : لا عزيزتي ، الثانية عشر عند منتصف الليل 😊 ...
Коментарі
Упорядкувати
- За популярністю
- Спочатку нові
- По порядку
Показати всі коментарі
(1)
٤) أصدِقاء.
بتعرفو شوي وحسيتو يخاف عليها عن جد .. بس بعد مهمة اليوم غيرت رايي
Відповісти
2021-04-30 02:17:39
Подобається