٢) بشاعةُ الحقيقة.
الذكريات قد تكون جميلة جداً ، و لدى البعض هي كنزٌ ثمينٌ لا تعوض .. لكن كما نمتلك جميعنا ذكريات جميلة فهنلك الجانب الآخر منها الجانب الحزين ، البشع ، و الذي لانريد ان نتذكره نهائياً.
كم أنتَ حقاً مُستعد لِتعطيَ مقابل أن تعود في الزمنْ لتغيير امراً واحداً فقط في حياتك ؟
ربما يكونُ شئ فعلته أو حصلَ لكَ ... او حتى أمراً قُلته ! ، بالنسبة لِبطلتِنا كلار فهي مستعدة لأعطاء كل شئ إن تطلب الأمر.
و على ذِكر بطلتنا كانت نائمة هناك ما بين الأستيقاظ و عالم الأحلام لاوعياً فكرت بِتعلم لغة الفراعنة القديمة في حال وجدوا العلماء شخصاً على قيد الحياة في أحد القبور ، حتى تستطيع التواصل معهم و إخبارهم كل شئ عن العصر الحديث و هم ايضاً سيخبرونها بأسرار و خفايا عهدهم و خاصتاً كيف يمنعون تساقط الشعر و جعله اطول ...
كل هذا لانها لا تستطيع الأكل فلو كانت تأكل لما اصبح لديها نُقص فيتامين دي و بالتالي لمّا اصبح شعرها أخف مع الوقت ،
' ما الذي افكر فيه بِحق الجحيم هل فقدت عقلي ؟'
فتحت عينيها ببطئ على ضوء الشمس الخافت بِتعب و ارهاق فرأسها يؤلمها بشدة و جسدها الضعيف لايساعدها نهائياً .. بقيت تنظر الى ما مِن حولها بِحتيارٍ شديد حتى عادت لها ذكريات أمس المرعبة.
حاربت الم جَسدها باكمله وهي تجلس على سريرها بعتدال ليصبح الغطاء على قدمها و هو يعطيها بعضاً مِن الدفئ الذي تحتاجه الآن أكثر مِن اي وقت.
توجه نظرها نحو الأرض و بجانب الدولاب لكن هاتفها لَم يكن هناك ، اعادت النظر مِن حولها بذعر لتجده على الدولاب الذي بجانب رأسها مع حاسوبها و الكتاب. و هنا خطر لها سؤالٌ مهم ...
كيف وصَلت للسرير !؟ و مَن وضع اغراضها هناك.
تسائلت باحتيار شديد إن كانت والدتها قد عادت و وجدتها مع هاتفها مُلقيان على الأرض .. لتنادي باعلى صوتها
" امي !"
وضعت يدها على حنجرتها لأن ألماً فضيعاً هاجمها ، هل كان كُل شئٍ حُلما !؟ هل يعقل بأنه مُجرد أحدِ كوابيسها الفضيعة ؟
توجهت يدُها بِبُطئ نحوَ هاتفها بِرعب .. الله اعلم ماذا فعل بالصور عندما لَم تجبه.
حملت هاتفها ببطئ اليها لتقوم بفتحِ كلمة السر ..
كان هنلك مجموعة مِن الرسائل لإيملي و مجموعة من ' مجهول. ' ، ضغطت على محادثة 'مجهول' بتوتر شديد.
مجهول : اوه يبدوا بأننا سنؤجل المحادثة.
مجهول : هل آلم ذلك ؟ ... رأسُكِ اقصد 🙂😏
و هنلك رسائلٌ أخرى منذُ ساعتين
مجهول : آسف أكلت ثلجَكِ ، آمل أن لا تمانعي 😶
مجهول : لقد كان فقط يبدوا جميلاً جداً 😹
مجهول : متى تستيقظين هذا بدء يصبح مُمِلاً جداً ! و انا لا احب الملل.
هل دخل المنزل !؟ اصابتها القشعريرة لمجرد التفكير به داخل المنزل ... فكرت بآلاف الأمور السيئة التي كانت مِن المحتمل ان تحدث لها ، لكن مجدداً اي شئ سيكون ارحم مِن سرقة دفترها و كل اسرارها التي فيه.
على الاغلب سيبدء بتهديدها قريباً جداً بِما يملكه في قبضته ، لذا هنلك امرٌ واحدٌ فقط تستطيع فعله ...
لن تدع هذا السافل يتلاعب بها ، ان كان يظن بانه وجد الضحية المناسبة فعليه التفكير مرتين لان ليس لديه اي فكرة مع مَن يعبث.
هلعت ما إن رأت الساعة لتبدل ثيابها بسرعة ، لم يكن لديها اي حل آخر غير المشي لانها لا تعلم اي شخصٍ آخر يستطيع اقلالها ، و مع الوضع الحديث عليها اخذ حذرها ، فكرت باستمرار اين ستخفي مسدسها لانه ليس حقاً صغيراً لهذا تركته تحت السرير و اخذت سكينها الحاد ، لم يكن سكين مطبخ بل اقرب الى سكين فضي طويل و حاد جداً ، اشترته مِن محلٍ للأسلحة .. لم يمانع البائع كونها قاصرة لانها اعطته ضعف المبلغ،
حقاً تُحب امريكا فعلى الرغم مِن كل شئ ، تستطيع رشي جميع بائعي الاسلحة لاعطائها ما تريد مِن دون هوية .. فقط في اماكن محددة بالطبع
وضعت سكينها حول خصرها و اخفته تحت المعطف الاسود الذي ارتدته ، اخيراً امرٌ لصالحها فالجو اليوم بارد مما اعطاها حجة ارتداء المعطف
حملت هاتفها في حال حاول التواصل معها اياً مَن يكن ...
كان الجو خارجاً بارداً رغم انها لم تمانع نسمات الهواء التي تمر مِن حينٍ الى آخر .. ركزت جميع حواسها على ما مِن حولها ، انه امرٌ يساعد على تهدئتها في المواقف التي تدعوها للتوتر .
اتى على مسامعها صوتُ تغريد العصافير كلحن جميل ثم تحول تركيزها الى صوت اوراق الاشجار وهي تتحرك بفعل نسمات الهواء ، صوت خطواتها و هي تمشي ، و اخيراً تحول تركيزها الى صوت السيارة التي ورائها ... استدارت قليلاً بِحذر ، و لحسن الحظ كانت مجرد سيارة عادية ..
ركزت اكثر ليتخيل لها سماع صوت خطواتٍ ورائها ، استدارت لتتوقف عن المشي و لكن لا احد كان ورائها .
نظرت الى الساعة في هاتفها لتجد بانها تأخرت كثيراً لتضع هاتفها في جيبها ثم بدات تجري باسرع ما يمكنها ، و بعد عدة دقائق كانت قد وصلت اخيراً لتدخل صفها و هي تلهث ..
" آنسة كلار لما هذا التأخير ؟"
نظرت للمدرس الجديد لعدة ثوانٍ حتى اجابت بسرعة
" آسفة على التأخير ، والدتي خارج البلدة لهذا اتيت مشيا "
ابتسم بهدوء مما اشعرها بعدم الارتياح اكثر من الاطمئنان. " لا بأس آخر مرة آنسة كلاريس ، تفضلي بالجلوس. "
رفعت شعرها الطويل الذي استقر على كتفها لتشده بفوضوية ..
مع انها حظرت الدرس لكنها سجلت الملاحظات فقط فعقلها كان لايزال حبيس ذكرياتِ كابوس امس ..
إن كانت قد اذت احداً ما او تنمرت على شخص طوال فترة حياتها فهي حقاً تستحق امراً كهذا ، لكن فكرة انها لم تؤذي احداً نهائياً طاردتها لبقية الحصة. و في عقلها مئة سؤال و سؤال
فتحت هاتفها تحت الطاولة لترى الرسائل بتمعن اكثر لكنها تفاجئت برسالة اخرى فتحت المحادثة بسرعة و بحذر.
مجهول : رائع اتيتي ، بالمناسبة المشي وحيدة خطرٌ جداً .. إن كنتِ لا ترغبين بالموت ميتةً بشعة.
اتيتي ؟؟ هل هذا المجنون احدٌ مِن صفها ؟
نظرت حولها بحذر عن اي شخص آخر يستخدم الهاتف غيرها ، نصف الذين معها تقريباً ينظرون الى اسفل طاولاتهم و بنصفهم تقريباً الجميع ،
هذا لان الاستاذ غادر لامر ضروري قبل لحظات.
السافل يختار الاوقات المثالية لمراسلتها !
كلار : ماذا تريد مني ؟
مجهول : لا شئ.
كلار : ماذا تريد مقابل إعادة الصور و الشريط ؟
لم يجب لعدة ثوانٍ ، لاتنكر بانها شعرت بالخوف مِن اجابته ... لكن المماطلة لن تفيدها بشئ حالياً
مجهول : اجل ، لاشئ 🙂
كلار : اذاً هل ستعيدها لي ؟
هل مِن المعقل بانه طيب القلب و حنون لهذه الدرجة !؟ إن كان لا يريد شئ فلما سرقها منذ البداية ؟ ام ان الفضول اصابه لفتح دفتر مذكراتها ولم يكن لديه وقت لهذا اخذها ربما ؟؟
مجهول : لا تقلقي ستحصلين على نسخة عندما انشرها على مواقع التواصل الاجتماعية.
كلار : لما تريد فعل ذلك ؟ هل تريد المال ساعطيك اياه ، لكن ارجوك لا.
مجهول : لا احتاج للمال ، انا فقد احتاج لتدميرك.
كلار : لما ؟ ماذا فعلت لك !؟ اخبرني لاعلم.
مجهول : لاشئ ، لم تفعلي شئ 🙄
كلار : اذاً لما تريد تدميري لهذه الدرجة ؟
مجهول : هكذا خطر على بالي مِن دون سبب 😊
كلار : إن كُنت فعلت شئ لك او لاحد تعرفه، فقط اخبرني لان عقلي لا يستوعب نهائياً لما شخصٌ غريبٌ تماماً يريد تدميري مِن دون سبب.
ان كانت ستقتل نفسها في اي مرحلة مِن حياتها فهي الآن ، ان كان هذا المجنون سيفعلها حقاً مِن دون سبب فهنلك شخصٌ سيموت هذه الليلة.
اخذ عدة ثوانٍ قبل يرد مِن جديد .. يبدوا مشغولاً ، نظرت مِن حولها الى الجميع مجدداً لكنهم جميعاً مشغولين بامرٍ ما .. هذا غير معقول نهائياً هل يعقل بان الجميع وجد امراً ليتسلى به الآن في هذا الوقت تحديداً !؟ حتى كايدِن حمل هاتفه !!
قاطع تركيزها رسالة جديدة ..
مجهول : لا ، لاشئ نهائياً كما اخبرتكِ اعجبني تدميركِ كالجميع .. في الواقع فكرت بوضع كاميرا سرية في حمامك 😉 ، اعني جدياً ماذا سأستخدم ضد فتاةٍ لطيفة مثلكِ.
مجهول : و عِندما عثرت على دفتر مذكراتك المقفول بعناية و لم استطع فتحه اتاني الفضول لهذا اخذته معي و لحسن الحظ لم تلاحظِ اختفائه 😥
مجهول : ولا انكر بأنني ذُهلت تماماً مِن الذي عثرت عليه ... 😮 هذا حرفياً كان تعبيري.
كلار : إن كنت مجنوناً ، فأنا مختلة عقلياً .. لا انصحك بالعب معي هكذا.
مجهول : اووه بدات الامور تصبح ممتعة ... بعد كل هذا لم تتدمري بالكامل، جيد.
كلار : اجل تتمنى.
مجهول : لن انشرها اليوم ... ليس إن لعبتي معي 🙄 موافقة ؟
كلار : اي نوعٍ مِن الألعاب ؟
هذا لاينتهي نهائياً بشكلٍ جيد .. على الاقل ليس في افلام الرعب ...
مجهول : لا تقلقي ليس كافلام الرعب ، لاشئ جسدي 😹 ، سأسئلكِ عدة اسئلة و سنرى الى اي مستوى تستطيعين الوصول بمواجهة الحقيقة.
كلار : اي إن لعبت ستتركني و شأني لليوم ؟
مجهول : اجل ، اعدكِ.
سحبت نفساً عميقاً بتضايق. لا فائدة ، عليها مسايرة هذا المجنون.
كلار : حسناً سالعب ...
مجهول : ممتاز ، لنبدء بالامور البسيطة 😊
١- لما تبقينها معكِ ؟
كلار : لا اعلم ، فكرت بحرقها لكنني لم استطع .. انها تذكرني بامر ما.
مجهول : لا اعلم لما تريدين تذكر اي شئ عن الامر لكن ... حسناً.
مجهول : هل تفكرين بالامر ؟
تسائلت بما ستجيبه حقاً إن كانت هي لاتعرف.
كلار : لا، مسحت الامر برمته مِن عقلي.
و هذه كانت اكبر كذبة قالتها في حياتها.
مجهول : هل فكراي في الانتحار يوماً ؟
كلار : اجل ، لكنني اقوى مِن ذلك.
مجهول : احممم *هراء. السؤال التالي ... ماذا شعرتي وقتها ؟
كلار : ما شعور اغتصاب الطفولة ؟ ... هل حقاً تريد ان تعرف !؟
مجهول : نعم.
كلار : سنوات مِن التلوث العقلي، الكوابيس ، و الخوف الاجتماعي ، هذا هو الشعور.
مجهول : اين اخفيتي الجثة ؟🤔
كلار : لم افعل ، حرقته.
مجهول : اين بقية عائلتك عندما حدث هذا ؟
كلار : امي خارج البلد ، و البقية اموات.
مجهول : هاه ؟ 😹
كلار : اخواني ماتوا عند الولادة ، والدي توفي عندما كنت صغيرة و اقربائي في القارة الثانية. .... هل انتهينا رجائاً ؟
مجهول : آخر سؤالين ... مَن يعلم بهذا الامر ؟"
كلار : صديقتي فقط.
مجهول : آخر سؤال ... بِمن تثقين اكثر الاشخاص في حياتك ؟
كلار : صديقتي إيم فقط.
مجهول : انتهينا 😊 ، شكراً للمعلومات ... غداً لدي مفاجئة لكي.
كلار : رجائاً لا تخبرني ستنشرها غداً.
مجهول : اوه لا 😉، سنلعب قليلاً اولاً و بعد المفاجئة سانشرها ... إن الامر يتوقف على مزاجي لهذا لا تتأخري في الرد مجدداً ، انا أمّلْ بسرعة.
مجهول : سنتواصل قريباً لذلك الوقت وداعاً.
_______________________________________
حسناً لتركز .. جيد اعطاها بعض الوقت لتفكر بما ستفعله في هذه المصيبة ، إن نشر صور اغتصابها ستتدمر نعم لكن يمكنها الذهاب للشرطة ، المشكلة الحقيقية في شريط الجريمة .. لانها قتلت ذلك السافل و الشرطة لن تتفهم ذلك كما تفعل هي ،
بدأت استراحة الغداء لتنهض مِن مكانها رغم انها لا تريد ذلك لتتوجه نحو الحديقة ففي العادة تصفي عقلها تحت الشجرة ، لكن في طريق خروجها التقت بكايدن.
" اهلاً ، هل انتِ بخير ؟"
تمشيا معاً نحو الحديقة ،
" اجل بخير ، مشاكل عائلية فقط. "
و على ذكر العائلة .. هي حتى الآن لاتعلم اين اختفت والدتها و زوج والدها مِن دون ارسال رسالة حتى !
" اجل لاحظت. "
جلسا تحت الشجرة و هي تحاول قدر الامكان ان تفتح محادثة طبيعية معه
" بالمناسبة ، غداً عطلة نهاية الاسبوع .. هل تريدين ان نتدرب على سلاحك بما انكِ وحدك في المنزل. تعلمين للاحتياط. "
كادت ان تقبله لهذه الجملة ، فإن كانت تحتاج لسلاحها فهذا هو الوقت
" اجل بالتأكيد ، هذا سيكون رائعاً. "
" جيد ، اذاً سامر عليكِ غداً في الثانية عند الظهر ؟"
" اجل ، هذا سيكون رائعاً "
ابتسمت له فهو حقاً لطيف ، لكن كان هنلك شئ غريب فالجميع بدى جدياً اكثر اليوم حتى كلير !!
لهذا استغربت قليلاً ...
.
.
.
انتهى يومها لتشتري شوكولا و هذا اليوم ايضاً قام كايدن بإيصالها لمنزل صديقتها لانها وعدتها بزيارتها
حينما دخلت توجهت نحو غرفة صديقتها لتدخل محاولة تصنع الفرح.
" اهلاً ايم كيف حالكِ ..."
تفاجئت عندما رأت صديقتها شاحبة جداً
" إيم هل انتِ بخير ؟ ... هل استدعي الطبيب ؟"
" لا ... لكن حدث امرٌ غريبٌ جداً اليوم."
جلست بجانبها على السرير
" ماذا حدث ؟"
" تعالي و انظري لهذا. "
اعطتها هاتفها لتفتح المحادثات ...
مجهول : حمداً لسلامتك إيملي 😚
إيم المجنونة ❤: شكراً جزيلاً ، لكن مَن انت ؟
مجهول : انا مجرد شخص يتمنى لك الشفاء.
لم تجبه ايملي ليكمل هو.
مجهول : بالمناسبة اعلمي بان لدي معلومات عن صفكم باكمله و ساستخدم اسراركم لتدميركم ، و اعلمي صديقتكِ كلار بانها على قمة اللائحة.
_______________________________________
ارجوا ان يعجبكم الكتاب طالما لايزال نظيفًا مِن التدنيس كالواتباد 😂 وداعاً 😚😚😍
كم أنتَ حقاً مُستعد لِتعطيَ مقابل أن تعود في الزمنْ لتغيير امراً واحداً فقط في حياتك ؟
ربما يكونُ شئ فعلته أو حصلَ لكَ ... او حتى أمراً قُلته ! ، بالنسبة لِبطلتِنا كلار فهي مستعدة لأعطاء كل شئ إن تطلب الأمر.
و على ذِكر بطلتنا كانت نائمة هناك ما بين الأستيقاظ و عالم الأحلام لاوعياً فكرت بِتعلم لغة الفراعنة القديمة في حال وجدوا العلماء شخصاً على قيد الحياة في أحد القبور ، حتى تستطيع التواصل معهم و إخبارهم كل شئ عن العصر الحديث و هم ايضاً سيخبرونها بأسرار و خفايا عهدهم و خاصتاً كيف يمنعون تساقط الشعر و جعله اطول ...
كل هذا لانها لا تستطيع الأكل فلو كانت تأكل لما اصبح لديها نُقص فيتامين دي و بالتالي لمّا اصبح شعرها أخف مع الوقت ،
' ما الذي افكر فيه بِحق الجحيم هل فقدت عقلي ؟'
فتحت عينيها ببطئ على ضوء الشمس الخافت بِتعب و ارهاق فرأسها يؤلمها بشدة و جسدها الضعيف لايساعدها نهائياً .. بقيت تنظر الى ما مِن حولها بِحتيارٍ شديد حتى عادت لها ذكريات أمس المرعبة.
حاربت الم جَسدها باكمله وهي تجلس على سريرها بعتدال ليصبح الغطاء على قدمها و هو يعطيها بعضاً مِن الدفئ الذي تحتاجه الآن أكثر مِن اي وقت.
توجه نظرها نحو الأرض و بجانب الدولاب لكن هاتفها لَم يكن هناك ، اعادت النظر مِن حولها بذعر لتجده على الدولاب الذي بجانب رأسها مع حاسوبها و الكتاب. و هنا خطر لها سؤالٌ مهم ...
كيف وصَلت للسرير !؟ و مَن وضع اغراضها هناك.
تسائلت باحتيار شديد إن كانت والدتها قد عادت و وجدتها مع هاتفها مُلقيان على الأرض .. لتنادي باعلى صوتها
" امي !"
وضعت يدها على حنجرتها لأن ألماً فضيعاً هاجمها ، هل كان كُل شئٍ حُلما !؟ هل يعقل بأنه مُجرد أحدِ كوابيسها الفضيعة ؟
توجهت يدُها بِبُطئ نحوَ هاتفها بِرعب .. الله اعلم ماذا فعل بالصور عندما لَم تجبه.
حملت هاتفها ببطئ اليها لتقوم بفتحِ كلمة السر ..
كان هنلك مجموعة مِن الرسائل لإيملي و مجموعة من ' مجهول. ' ، ضغطت على محادثة 'مجهول' بتوتر شديد.
مجهول : اوه يبدوا بأننا سنؤجل المحادثة.
مجهول : هل آلم ذلك ؟ ... رأسُكِ اقصد 🙂😏
و هنلك رسائلٌ أخرى منذُ ساعتين
مجهول : آسف أكلت ثلجَكِ ، آمل أن لا تمانعي 😶
مجهول : لقد كان فقط يبدوا جميلاً جداً 😹
مجهول : متى تستيقظين هذا بدء يصبح مُمِلاً جداً ! و انا لا احب الملل.
هل دخل المنزل !؟ اصابتها القشعريرة لمجرد التفكير به داخل المنزل ... فكرت بآلاف الأمور السيئة التي كانت مِن المحتمل ان تحدث لها ، لكن مجدداً اي شئ سيكون ارحم مِن سرقة دفترها و كل اسرارها التي فيه.
على الاغلب سيبدء بتهديدها قريباً جداً بِما يملكه في قبضته ، لذا هنلك امرٌ واحدٌ فقط تستطيع فعله ...
لن تدع هذا السافل يتلاعب بها ، ان كان يظن بانه وجد الضحية المناسبة فعليه التفكير مرتين لان ليس لديه اي فكرة مع مَن يعبث.
هلعت ما إن رأت الساعة لتبدل ثيابها بسرعة ، لم يكن لديها اي حل آخر غير المشي لانها لا تعلم اي شخصٍ آخر يستطيع اقلالها ، و مع الوضع الحديث عليها اخذ حذرها ، فكرت باستمرار اين ستخفي مسدسها لانه ليس حقاً صغيراً لهذا تركته تحت السرير و اخذت سكينها الحاد ، لم يكن سكين مطبخ بل اقرب الى سكين فضي طويل و حاد جداً ، اشترته مِن محلٍ للأسلحة .. لم يمانع البائع كونها قاصرة لانها اعطته ضعف المبلغ،
حقاً تُحب امريكا فعلى الرغم مِن كل شئ ، تستطيع رشي جميع بائعي الاسلحة لاعطائها ما تريد مِن دون هوية .. فقط في اماكن محددة بالطبع
وضعت سكينها حول خصرها و اخفته تحت المعطف الاسود الذي ارتدته ، اخيراً امرٌ لصالحها فالجو اليوم بارد مما اعطاها حجة ارتداء المعطف
حملت هاتفها في حال حاول التواصل معها اياً مَن يكن ...
كان الجو خارجاً بارداً رغم انها لم تمانع نسمات الهواء التي تمر مِن حينٍ الى آخر .. ركزت جميع حواسها على ما مِن حولها ، انه امرٌ يساعد على تهدئتها في المواقف التي تدعوها للتوتر .
اتى على مسامعها صوتُ تغريد العصافير كلحن جميل ثم تحول تركيزها الى صوت اوراق الاشجار وهي تتحرك بفعل نسمات الهواء ، صوت خطواتها و هي تمشي ، و اخيراً تحول تركيزها الى صوت السيارة التي ورائها ... استدارت قليلاً بِحذر ، و لحسن الحظ كانت مجرد سيارة عادية ..
ركزت اكثر ليتخيل لها سماع صوت خطواتٍ ورائها ، استدارت لتتوقف عن المشي و لكن لا احد كان ورائها .
نظرت الى الساعة في هاتفها لتجد بانها تأخرت كثيراً لتضع هاتفها في جيبها ثم بدات تجري باسرع ما يمكنها ، و بعد عدة دقائق كانت قد وصلت اخيراً لتدخل صفها و هي تلهث ..
" آنسة كلار لما هذا التأخير ؟"
نظرت للمدرس الجديد لعدة ثوانٍ حتى اجابت بسرعة
" آسفة على التأخير ، والدتي خارج البلدة لهذا اتيت مشيا "
ابتسم بهدوء مما اشعرها بعدم الارتياح اكثر من الاطمئنان. " لا بأس آخر مرة آنسة كلاريس ، تفضلي بالجلوس. "
رفعت شعرها الطويل الذي استقر على كتفها لتشده بفوضوية ..
مع انها حظرت الدرس لكنها سجلت الملاحظات فقط فعقلها كان لايزال حبيس ذكرياتِ كابوس امس ..
إن كانت قد اذت احداً ما او تنمرت على شخص طوال فترة حياتها فهي حقاً تستحق امراً كهذا ، لكن فكرة انها لم تؤذي احداً نهائياً طاردتها لبقية الحصة. و في عقلها مئة سؤال و سؤال
فتحت هاتفها تحت الطاولة لترى الرسائل بتمعن اكثر لكنها تفاجئت برسالة اخرى فتحت المحادثة بسرعة و بحذر.
مجهول : رائع اتيتي ، بالمناسبة المشي وحيدة خطرٌ جداً .. إن كنتِ لا ترغبين بالموت ميتةً بشعة.
اتيتي ؟؟ هل هذا المجنون احدٌ مِن صفها ؟
نظرت حولها بحذر عن اي شخص آخر يستخدم الهاتف غيرها ، نصف الذين معها تقريباً ينظرون الى اسفل طاولاتهم و بنصفهم تقريباً الجميع ،
هذا لان الاستاذ غادر لامر ضروري قبل لحظات.
السافل يختار الاوقات المثالية لمراسلتها !
كلار : ماذا تريد مني ؟
مجهول : لا شئ.
كلار : ماذا تريد مقابل إعادة الصور و الشريط ؟
لم يجب لعدة ثوانٍ ، لاتنكر بانها شعرت بالخوف مِن اجابته ... لكن المماطلة لن تفيدها بشئ حالياً
مجهول : اجل ، لاشئ 🙂
كلار : اذاً هل ستعيدها لي ؟
هل مِن المعقل بانه طيب القلب و حنون لهذه الدرجة !؟ إن كان لا يريد شئ فلما سرقها منذ البداية ؟ ام ان الفضول اصابه لفتح دفتر مذكراتها ولم يكن لديه وقت لهذا اخذها ربما ؟؟
مجهول : لا تقلقي ستحصلين على نسخة عندما انشرها على مواقع التواصل الاجتماعية.
كلار : لما تريد فعل ذلك ؟ هل تريد المال ساعطيك اياه ، لكن ارجوك لا.
مجهول : لا احتاج للمال ، انا فقد احتاج لتدميرك.
كلار : لما ؟ ماذا فعلت لك !؟ اخبرني لاعلم.
مجهول : لاشئ ، لم تفعلي شئ 🙄
كلار : اذاً لما تريد تدميري لهذه الدرجة ؟
مجهول : هكذا خطر على بالي مِن دون سبب 😊
كلار : إن كُنت فعلت شئ لك او لاحد تعرفه، فقط اخبرني لان عقلي لا يستوعب نهائياً لما شخصٌ غريبٌ تماماً يريد تدميري مِن دون سبب.
ان كانت ستقتل نفسها في اي مرحلة مِن حياتها فهي الآن ، ان كان هذا المجنون سيفعلها حقاً مِن دون سبب فهنلك شخصٌ سيموت هذه الليلة.
اخذ عدة ثوانٍ قبل يرد مِن جديد .. يبدوا مشغولاً ، نظرت مِن حولها الى الجميع مجدداً لكنهم جميعاً مشغولين بامرٍ ما .. هذا غير معقول نهائياً هل يعقل بان الجميع وجد امراً ليتسلى به الآن في هذا الوقت تحديداً !؟ حتى كايدِن حمل هاتفه !!
قاطع تركيزها رسالة جديدة ..
مجهول : لا ، لاشئ نهائياً كما اخبرتكِ اعجبني تدميركِ كالجميع .. في الواقع فكرت بوضع كاميرا سرية في حمامك 😉 ، اعني جدياً ماذا سأستخدم ضد فتاةٍ لطيفة مثلكِ.
مجهول : و عِندما عثرت على دفتر مذكراتك المقفول بعناية و لم استطع فتحه اتاني الفضول لهذا اخذته معي و لحسن الحظ لم تلاحظِ اختفائه 😥
مجهول : ولا انكر بأنني ذُهلت تماماً مِن الذي عثرت عليه ... 😮 هذا حرفياً كان تعبيري.
كلار : إن كنت مجنوناً ، فأنا مختلة عقلياً .. لا انصحك بالعب معي هكذا.
مجهول : اووه بدات الامور تصبح ممتعة ... بعد كل هذا لم تتدمري بالكامل، جيد.
كلار : اجل تتمنى.
مجهول : لن انشرها اليوم ... ليس إن لعبتي معي 🙄 موافقة ؟
كلار : اي نوعٍ مِن الألعاب ؟
هذا لاينتهي نهائياً بشكلٍ جيد .. على الاقل ليس في افلام الرعب ...
مجهول : لا تقلقي ليس كافلام الرعب ، لاشئ جسدي 😹 ، سأسئلكِ عدة اسئلة و سنرى الى اي مستوى تستطيعين الوصول بمواجهة الحقيقة.
كلار : اي إن لعبت ستتركني و شأني لليوم ؟
مجهول : اجل ، اعدكِ.
سحبت نفساً عميقاً بتضايق. لا فائدة ، عليها مسايرة هذا المجنون.
كلار : حسناً سالعب ...
مجهول : ممتاز ، لنبدء بالامور البسيطة 😊
١- لما تبقينها معكِ ؟
كلار : لا اعلم ، فكرت بحرقها لكنني لم استطع .. انها تذكرني بامر ما.
مجهول : لا اعلم لما تريدين تذكر اي شئ عن الامر لكن ... حسناً.
مجهول : هل تفكرين بالامر ؟
تسائلت بما ستجيبه حقاً إن كانت هي لاتعرف.
كلار : لا، مسحت الامر برمته مِن عقلي.
و هذه كانت اكبر كذبة قالتها في حياتها.
مجهول : هل فكراي في الانتحار يوماً ؟
كلار : اجل ، لكنني اقوى مِن ذلك.
مجهول : احممم *هراء. السؤال التالي ... ماذا شعرتي وقتها ؟
كلار : ما شعور اغتصاب الطفولة ؟ ... هل حقاً تريد ان تعرف !؟
مجهول : نعم.
كلار : سنوات مِن التلوث العقلي، الكوابيس ، و الخوف الاجتماعي ، هذا هو الشعور.
مجهول : اين اخفيتي الجثة ؟🤔
كلار : لم افعل ، حرقته.
مجهول : اين بقية عائلتك عندما حدث هذا ؟
كلار : امي خارج البلد ، و البقية اموات.
مجهول : هاه ؟ 😹
كلار : اخواني ماتوا عند الولادة ، والدي توفي عندما كنت صغيرة و اقربائي في القارة الثانية. .... هل انتهينا رجائاً ؟
مجهول : آخر سؤالين ... مَن يعلم بهذا الامر ؟"
كلار : صديقتي فقط.
مجهول : آخر سؤال ... بِمن تثقين اكثر الاشخاص في حياتك ؟
كلار : صديقتي إيم فقط.
مجهول : انتهينا 😊 ، شكراً للمعلومات ... غداً لدي مفاجئة لكي.
كلار : رجائاً لا تخبرني ستنشرها غداً.
مجهول : اوه لا 😉، سنلعب قليلاً اولاً و بعد المفاجئة سانشرها ... إن الامر يتوقف على مزاجي لهذا لا تتأخري في الرد مجدداً ، انا أمّلْ بسرعة.
مجهول : سنتواصل قريباً لذلك الوقت وداعاً.
_______________________________________
حسناً لتركز .. جيد اعطاها بعض الوقت لتفكر بما ستفعله في هذه المصيبة ، إن نشر صور اغتصابها ستتدمر نعم لكن يمكنها الذهاب للشرطة ، المشكلة الحقيقية في شريط الجريمة .. لانها قتلت ذلك السافل و الشرطة لن تتفهم ذلك كما تفعل هي ،
بدأت استراحة الغداء لتنهض مِن مكانها رغم انها لا تريد ذلك لتتوجه نحو الحديقة ففي العادة تصفي عقلها تحت الشجرة ، لكن في طريق خروجها التقت بكايدن.
" اهلاً ، هل انتِ بخير ؟"
تمشيا معاً نحو الحديقة ،
" اجل بخير ، مشاكل عائلية فقط. "
و على ذكر العائلة .. هي حتى الآن لاتعلم اين اختفت والدتها و زوج والدها مِن دون ارسال رسالة حتى !
" اجل لاحظت. "
جلسا تحت الشجرة و هي تحاول قدر الامكان ان تفتح محادثة طبيعية معه
" بالمناسبة ، غداً عطلة نهاية الاسبوع .. هل تريدين ان نتدرب على سلاحك بما انكِ وحدك في المنزل. تعلمين للاحتياط. "
كادت ان تقبله لهذه الجملة ، فإن كانت تحتاج لسلاحها فهذا هو الوقت
" اجل بالتأكيد ، هذا سيكون رائعاً. "
" جيد ، اذاً سامر عليكِ غداً في الثانية عند الظهر ؟"
" اجل ، هذا سيكون رائعاً "
ابتسمت له فهو حقاً لطيف ، لكن كان هنلك شئ غريب فالجميع بدى جدياً اكثر اليوم حتى كلير !!
لهذا استغربت قليلاً ...
.
.
.
انتهى يومها لتشتري شوكولا و هذا اليوم ايضاً قام كايدن بإيصالها لمنزل صديقتها لانها وعدتها بزيارتها
حينما دخلت توجهت نحو غرفة صديقتها لتدخل محاولة تصنع الفرح.
" اهلاً ايم كيف حالكِ ..."
تفاجئت عندما رأت صديقتها شاحبة جداً
" إيم هل انتِ بخير ؟ ... هل استدعي الطبيب ؟"
" لا ... لكن حدث امرٌ غريبٌ جداً اليوم."
جلست بجانبها على السرير
" ماذا حدث ؟"
" تعالي و انظري لهذا. "
اعطتها هاتفها لتفتح المحادثات ...
مجهول : حمداً لسلامتك إيملي 😚
إيم المجنونة ❤: شكراً جزيلاً ، لكن مَن انت ؟
مجهول : انا مجرد شخص يتمنى لك الشفاء.
لم تجبه ايملي ليكمل هو.
مجهول : بالمناسبة اعلمي بان لدي معلومات عن صفكم باكمله و ساستخدم اسراركم لتدميركم ، و اعلمي صديقتكِ كلار بانها على قمة اللائحة.
_______________________________________
ارجوا ان يعجبكم الكتاب طالما لايزال نظيفًا مِن التدنيس كالواتباد 😂 وداعاً 😚😚😍
Коментарі
Упорядкувати
- За популярністю
- Спочатку нові
- По порядку
Показати всі коментарі
(2)
٢) بشاعةُ الحقيقة.
💙
Відповісти
2018-09-05 13:53:48
2
٢) بشاعةُ الحقيقة.
الرواية من اجمل من قرأت♥♥
Відповісти
2021-04-30 00:03:37
Подобається