الخريف (1)
مُصنعٌ من غُبار الصَيف تَارة و يَحمل برد الشِتاء بين ضلوعة تَارة اخري، اكتب أليكَ بكل مكانٍ لن تناله عيناكَ، بين النُجوم و تَحت الأرض و خَلف اغصان العَصافير و بين أوراق الشَجر، أتَقدم مُهرولة إلي كل الطُرق التي لا تؤدي إليكَ و أقسم بكل مقدسٍ لن تَناله مِن كفارة، إني مُثقلٌ بالحَديث اليوم علي ثِقل معطفي الشتوي فأغفر لي أني لن أرصف لكَ الغزل تلكَ المرة.
أني هشٌ بقدر ما أظهر من صَلابة، سَوداوي و مُثقب كأني نتاج درامي من نِصف حَقائق كاذبة لكن من يَقصها صادق، ربما عَشوائية صافية او مُكعب روبيك، اشعر أني مبعثَر كالمطر الذي يَطرق مِظلتي الليلة و كالشَرف و كألحان الاغاني في بلاد العرب.
هَاكَ الشِتاء قد حل، هَاكَ مائة رسالة قد دَارت بعقلي و لم أملك الجرئة لصياغتها و هَاكَ مرحبًا بعالمنا الذي هو بالتأكيد اسوء من خطي بالكتابة_ و اظنك علي دراية بمدي سُوء خَطي بالفعل _ اكتب إليك تلكَ المرة و كل ما علق بعقلي ألا اللعنة عليكَ و لا تَحسبني اسفًا لذالك، اين العدل في عدم لقائنا للآن؟
او ربما اظنكَ أمام نَاظري و لا أراك كأنكَ عيني الثالثة او حاستي السابعة او حتي دفتر مذكراتي الذي لا أطلع علية احد، حين تَصلك رسالتي ارجو ان تُرسل لي اعتذارك مَصحوبًا بباقة من الزهور... بالحقيقة اريدك أن تُرسل لي اعتذاركَ بكل مرة ستقرأها، ارسل الي الحُب او ارسل الي الرَبيع فإن عالمي بدمارٍ هائِل.
2020-07-23 19:22:40
22
9