Вірші
الاشياء الحزينة
اودعت البريق بالليلة و أضفت أضواء النجوم إلي أضواء مدينتي، اعدت ترميم الأرض و خدرت البؤس ثم أوقعت به وقع السيف بالغمد، هدنة ربما أو ربما نهاية الحرب.
الطرق لا تزال قبيحة و ضوضاء الخارج لا تزال ضوضاء و أنها الثانية و النصف صباحًا و كعادتي لا ازال فارغ، فاره القلب و فاغر الفاه و مترادفاتٍ عدة لا أظنها قد تضيف للمعني.
لم أبر شتاتي منذ مدة و لا اظن اني قد أجمع شمل الحطام قريبًا، لكن الليلة أري الرماد جميل، فالتشرق الشمس أو تنطفيء إن الأرض قد أحترقت سابقًا بكل الأحوال، افقد عقلي و استرجعة مرارًا، ألا تزال الأحمق ذاته بكل زمن!
تبتسم و تلهو بالرماد، تبتسم و تشعل الموسيقي، تبتسم و تضع الضوء علي فلسفة سوداء.
تبتسم و تتمايل مع النغم بالهواء، تتمايل و تتمايل أشباحٌ من العدم و نحن من العدم و من يصنع العدم.
أنها لحالة و أخيرًا حقيقية و من صنع العقل، أنها لمعجزة أنك لم تفقد الرؤية حين كنت تشعر أو ربما حادثة جعلتك تبصر بشكل أفضل.
إنك أخيرًا تدرك أن الاشياء الحزينة لها وقعٌ كوقع الشعر و لها لونٌ كليلة مليئة بالنجوم و لها صوت كألحان شوبان، و أخيرًا تدرك أن الأشياء الحزينة ليست حزينة كما بالسابق.
5
0
353
الشغب و الشغف
الشغب، الشغف و متلازمة فرط الادرينالين.
شيء سيعاد احيائه او ربما سيولد من جديد، او حتي قد يكون جديد كليًا. لا أحد يعلم أن كنت ستهدم المعبد تلك المرة ام ستسجد له لكني أعلم أن النار ستنالك بكل الأحوال. أنك تسقط من السماء لا تعلم عمق الأرض، تشعر الاغاني بقوة مجددًا و تشير كالمجاذيب نحو القصائد و الكتب و كأنك لم تفقد عقلك هناك سابقًا.
لا أعلم أن كنت تحترق أو تتوهج لكنك تحاول بشدة كعادتك، تمضي المشاهد الواحدة تلو الأخري فتنساك و لا تنساها و تترك قلبك بالمقاهي و بين أرصفة الطرقات. قريب جدًا من الهاوية علي بعد خطواتٍ قصار من الحافة. تكاد من فرط الخوف أن تنتزع قلبك او تغلقة، تتمني فقط حين ينتهي الأمر أن تظل صالحًا للعيش.
السماء تبدأ العبث مجددًا و الأرض تفتح زراعان علي نهرٍ من الخمر، لا تعمل كيف يسير الكون فجأة بنغم أغنية و كيف ظهر للصباح من العدم معني، تلتفت للازهار بالطريق و ترسل السلام مع العصافير بزاوية النافذة. لا تعلم متي عم السلام أم أخذت الحروب هدنة، لكن أعلم أنه حين يقل الشغب سألفظك و حين ينتهي الشغف ستلفظني و ستبدأ أعراض انسحاب الأدرينالين، مجددًا مجددًا.
11
3
370
الثالثة صباحًا
الامر سيء.. اعود مرة اخري و أظنك مملت من شتاتي رغم أنك لم تحاول جمعها لمرة، لا داعي فإني الأخري لا احاول.
تعود لعنتي لتمارس السحر بكل مرة اظني قد أمتلكت شيء فأجدني تدريجيًا ألفظة او يلفظني، لا أعلم كيف نجوت سابقًا او كيف سأنجوا تلك المرة لكن أعلم أني مهما حدث سأعود للغرق.
أنها الثالثة صباحًا و يلازمني الشعور بالحمي و كأن احدي يداي مغروسة بالأرض و الأخري تحلق بالسماء، عقلي لا يتوقف عن طرق ابواب الجنون يحاول جاهدًا ان يفتح أحدها، اطرافي اظنها لم تعد ملكي بعد الآن حينًا لا استطيع التحكم بها و حينًا أخر تتحكم هي بي.
الشمس لا تشفق علي و لا يهتم بأمري القمر، اخبرك عن مدي سوئي و مدي سوء الوضع و اعلم أنك لا تجيب، كالعادة.
و ضوء أخر ينطفيء بزاوية عقلي، كالعادة.
14
2
427
دَقَتان
دقتان علي الورق و دقتان من الساعة، ستولد من الجديد بالثانية التالية.
كم مرة اشرقت الشمس علي آثامنا؟ لا أعلم أن كنت تفكر مثلي، تهوي حد السكين و اللهو علي الحافة مثلي، لا اظنك مدمن علي الادرينالين مثلي، أتهوي الصمت و الصراخ و هل تمر بالناس و لا يمرون بك، أكاد أشتعل لأعرف هل حقًا تنام الليل ام اني فقط من تم اصطفائة ليحرس الشمس.
ألديك ثقوب و تجاويف و خنادق داخل عقلك فاني علي بعد خطواتٍ قصار من فقدان صوابي، هل حقًا لا تتوقف للكتب و كيف لا تشعر الاغاني؟ ألا تود لو ترسل الاعتذارات و اللعنات مع الخريف ثم تنتظر الورد أن ينبت بالربيع أم وحدي من يبالغ!
دقتان علي الورق و دقتان من الساعة، الموت ينتظرك بالثانية التالية.
15
2
368
بَين يداي
إنِي لا أسقِطُ تَفاصِيلكَ ، قَد تَعتقِد بأنِني شَخص عَديِم الأحسَاس بِسبَب تَجاهُلِي و عَدم الأهتِمَام كثِيراً بالأمُور التِي تَحدُث حَولِي ، لكِنكَ دائِماً حَريصٌ أن تَدور دَاخِلي و ليسَ حَولِي فَما كَان ليُغنِيني عَنكَ!
و انِي لأدركُ كُل طَريقَة تَتغَير بهَا مَلامِح وَجهكِ و أعلمُ كيفَ تَتلوَي أحبَالكَ الصَوتِية و لم أهمِل أبَداً أحَادِيثكَ العَشوائِية ، كُل تَفصِيلة صَغيِرة أني مُنتَبِهٌ لهَا بِشدَة ، انا فَقط لن أدعَك تُفلِت مِن يَداي.
إني فقط أرجُو ألا يُصيبكَ المَلل مِني وألا تَعتاد عَلي كأنَني تراث ، أو كَما لو أنني نَشيد سَمعتهُ وحَفِظته و مَا عَاد جَديداً عليكِ ، ألا تَفقد إنبهاركَ من حديثي ، ألا تَعتبرنِي حَدثاً مُكرراً يومياً أو تَفقد شغفك فِي قرائَتي أرجو حقاً ألا يبرُدَ قلبكَ تجَاهِي و تنسّاني.
ارجُو أن تَظل عَالقاً بي.
15
2
365
بعض التفاصيل
أسقط بعض التفاصيل و ألتقط اخري، لا أضمن لك أن تدور الارض بضع ثوانٍ تالية لكن أضمن أني قد فقدتكَ بحيواتٍ عدة.
أسقط بعض التفاصيل و ألتقط أخري، لا أضمن عمق الخطايا التالية لكن أضمن أني قد قصصت أجنحتي سابقًا لآثامٍ عدة.
15
0
346
العَودة للدِيار
إلي الوطن و ساحات الحرب ، إلي شَالكِ الطويل الأزرق و عطر زهور البنفسج بنافذة غرفتك.
أظن أنه مِن غير المُنصف أنكِ بشر ، كان من الأولي لو أنكِ تَهويدة لنصرٍ ما أو بما لحنٌ شَجِن و إني أظن أنكِ خرجتي تواً من تَرنيمة. من أجلكِ أخُوض تلكَ الحَرب ولا تَحسبيني أشرك الإيمان بالوطن ، و بذكر الوطن ألا تظنين أنه من المُهين أن يعتبره البعض الأرض و التراب الذي يعتليها؟
أظنه أكثر من مُجرد المكان ، أنه حِين يشعر بالمرء بالفخر ،حين يغلق عيناه آمن و بالطبع حين يَشعر الإنتماء و السكينة ، أنه قَطعناً بين أضلعك.
مَغلوبٌ على أمري في حُب ملامح وَجهك و عيناك الرقيقة الهَشة ، كم سماء مرت فوقها مُنذ عناقنا الأخير أسفل شجرة التفاح التي تقدسينها؟ ألا تزال خصلاتك الشقراء متمردة أم أنها مقيدة كالمرة الأخيرة؟ أظنكِ لاتزالين تُفضلين ثَوب الحرير الأبيض ذاتة.
لا أعلم مَتي تنتهي الحرب ربما مَع الربيع و ربما لن تَنتهي مع البؤس، إليكِ الحب و كل القصائد و تهليلات النصر ، إليك الجزء المحذوف من النص.
18
1
383
النَرجِس.. تقريبًا
في البداية ظَننت أني أتَعامل مَع نُوع نادر مِن منتجات الربيع، شَبهت الأمر بمخيلتي بشَجرة نَبق مُعمرة و بَعد فترة نَبت منها الوَرد فظننتُ أنه رَيحانٌ مُعطر أو عود، ثُم ذَبل أو ربما ازداد شوكًا حَتي اضحي لبلابًا سَام، أقِر أني كنتُ مُغيب كفاية حَتي لا أري العلامات لكِن بالنهاية علمت اني كنت مخطيء، إن الأمر لا ينتمي للربيع من الأساس.
أظن أنه النَرجِس و آمل ألا تَتغير نظرتي تجاهه قربياً فبكل مرة تَزداد الأمور سَوداوية، الكِبر كان مَعصيته الكُبري مِثل إبليس، لا أعلم ما دَفعني تجاهه بالبداية انا الذي لا يلهيني الدَم بمنتصف الطريق، ربما نَظرته المُثقبة او نَرجسيته التي لا يَعترف بها أمام نفسه.
او ربما أظنني مندفع تجاه اللمعه بعينه و التي أعلم يقينًا أنها ليست أصلية تمامًا -لا اعلم إن كانت صناعة محلية رخيصة و تم وضعها بعلبة ممتازة أم أنها ليست مزيفة تمامًا كما أظن- أعلم فقط أن بكل مرة يزداد الأمر سوئًا، أراه فاتن لعين كالشيطان ليلة سقوطة من السماء.
17
3
441
قيد انملي
الأمر سيء ... أسوء مما تَتخيل بكثير، كالملعون لا أكاد استوي علي فكرة حتي تَلفظني، اسير الطريق ثم اجري به حتي تتهدج أنفاسي فلا أجدني بلغتُ نِصفة و لا ثُلثة و لا ربعة و لا بلغتُ قيد انملي، كالذي هَام الشَمس و حين اشرقت و ظن انه اخيرًا قد نالها هَم باحتضانها فأحرقته.
أرجوا أن تَحملني بعقلك تلكَ المرة فإني أعلم أن قلبك مشاعٌ و لا أظنني افتقده بعد الآن، أرجوك لا تُعاملني كالأحمق.
17
0
372
الشتاء (4)
مِن حُسن الحَظ أن الربيع قد حَل هذا العام و الأرض لم تَعد مُحتله، تذكرتكَ اليوم بالرداء الأسود فالمرآه و مِن رائحة زهور البنفسج و دُخان السجائر و حين مَررت بمقعدنا المُفضل بالحَديقة و قد عادت الحَياة لها حَتي أن العصافير قد عَمرت عشًا جديدًا هناك، ابتسمت و قد نالني الرِضا عَن الكون لبضع لحظَات و رحتُ ابتسم للمارة بدون سَبب و ارسل اعتذاري لكل الازهار المَقطوفة علي الأرض حتَي أني قد شَكرت الشمس كونها بذلكَ البريق و الدِفء.
رَحلت و قد انتشيت تمامًا صَحيح أن آثار الثمالة لاتزال تَعصف بي بين الحِين و الآخر لكِن علي الأقل أعلم أن السِحر لم يَعد بنفس مَفعوله السابق فعَصي السَاحر كانت أكاذيب منمقة اختفت أمام الحَقيقة الأولي، أظن اني قَد دفنته في الحَنين فحتي حِين عَاد لم يَعد مُطلقًا.
مُتأخر كعَادته وَصل حين تَنازلت عن الشَغف و حين يَبُس الوَرد بيننا و حين تَوقفت عن انتظاره.
25
5
481
الصيف (3)
نَفس رائحة السَجائر، نَفس الرداء الأسود ربما قَد ازداد عمرًا و انا ازدت قَسوة او زَاد الطريق بيننا ثلاثة و عِشرون ألف ميلاً بالرغم من اننا نَتنفس الهواء ذاته الآن، أظن الكون أختل لثانية فلم يأتِ الربيع تلكَ المرة إنما سَيرت الرياح سفينة ضَالة نحو منارتها اخيرًا.
ظَننت أن الأرض سَتُنبِت ما قَد يَبس و السماء سَتسقِط شُهبها حتي أقُص الأمنيات، تخيلتُ الزهور سَتزداد عطرًا و قد تَعود العصافير لتسكن عُشها السابق أعلي شَجر النَبق بحديقة منزلي، علي الأقل ألن تَنتهي الحرب و يَعم السلام؟
لا أعلم كيف الذي صَنعته من الألوان أراه الآن مُصَنع من العدم و تلكَ الأعين التي فَاضت سابقًا جَفت الآن كمَصب النهر، لا أعلم إن كانت الأرض تَسخر مني أم السَماء تعبث مَعي أو ربما كلاهما، أعلم فقط اننا لسنا ما كنا عَلية سابقًا.
انظر له للمرة الاخيرة و قد نَفذ الوقت مِنا و انقضت آثار تلكَ الحُمي تمامًا و ما ظَننت انه ذَهب أصابه الصَدأ، لقد انتهي هَذا البؤس و بدأنا ببوسٍ جديد، مَرحي!
20
3
488
الربيع (2)
وَصل الربيع و لم يَصل الرد علي رَسائلي بعد، أني أسقِط تَفاصيل الرَحيل كحبات العنب ثم اعتصرها حتي أصنع منها خمرًا يُبقيني يَقظة طَوال الليل، احيانًا تَلتف حَول دَرجات الفردوس و احيانًا اخري تَلتف حَول دخان سَجائري، أنه لأمرٌ جلي أن تتخطاك قدماكَ و يُشل عقلكَ عن التفكير انتَ الذي تدور داخل افكارك كنجمٍ أفلتَ مَدارة تتوقف مَكتوف الحِيل بينما تَسير جيوشكَ أممًا كسَكرات الثَورة بلاوجهه مُحددة.
أنظر للسَماء و أظن القَمر قد فَقد بريقة بالرغم من كمال بَدره و تَجوب عيناي النُجوم و أظنها عَشوائية غير مُلفتة بالرغم مِن ثَمانِ شُموسٍ مُصطفة بنجم الجَبار وسط السماء، افتش بين الغيوم عَلي أبلغ أبواب الجنة فلا أدرك سِوي خَواء الفضاء، سَبع سَماواتٍ و أرض لا أعلم مَن مِنا فَوق الآخر.
لا نِهَاية لمَا يُمكن أن تَصِل إليه، أخبرتُكَ يَومًا ان هَذا أكثر ما يُخِيفني بشَأنك، أوتَعلم؟ كانت هَذه تُراهَات و عَدم ، لا تَعلم كم يُبقيني ذلكَ الأمر حَيه و قَيد الاستِمرار ، تقريباً إنه الشَغف الوحيد الذي يَحول بيني و بين إنجِذابي إلي المَوت.
إنه بمَثابة التَميمة التِي تَقيني سِحر إشتياقي لفَنائي و إن كان عَلي اخبارك أن قَشة النَجاة لم تَكن بطَريق المدينة الفاضِلة إنما كانت بِكل مَرة أسلك الطَريق اليكَ بقلبٍ مُحمل بالورد فأعَود أعزل بلا أغنية او خِنجَر.
21
6
466
الخريف (1)
مُصنعٌ من غُبار الصَيف تَارة و يَحمل برد الشِتاء بين ضلوعة تَارة اخري، اكتب أليكَ بكل مكانٍ لن تناله عيناكَ، بين النُجوم و تَحت الأرض و خَلف اغصان العَصافير و بين أوراق الشَجر، أتَقدم مُهرولة إلي كل الطُرق التي لا تؤدي إليكَ و أقسم بكل مقدسٍ لن تَناله مِن كفارة، إني مُثقلٌ بالحَديث اليوم علي ثِقل معطفي الشتوي فأغفر لي أني لن أرصف لكَ الغزل تلكَ المرة.
أني هشٌ بقدر ما أظهر من صَلابة، سَوداوي و مُثقب كأني نتاج درامي من نِصف حَقائق كاذبة لكن من يَقصها صادق، ربما عَشوائية صافية او مُكعب روبيك، اشعر أني مبعثَر كالمطر الذي يَطرق مِظلتي الليلة و كالشَرف و كألحان الاغاني في بلاد العرب.
هَاكَ الشِتاء قد حل، هَاكَ مائة رسالة قد دَارت بعقلي و لم أملك الجرئة لصياغتها و هَاكَ مرحبًا بعالمنا الذي هو بالتأكيد اسوء من خطي بالكتابة_ و اظنك علي دراية بمدي سُوء خَطي بالفعل _ اكتب إليك تلكَ المرة و كل ما علق بعقلي ألا اللعنة عليكَ و لا تَحسبني اسفًا لذالك، اين العدل في عدم لقائنا للآن؟
او ربما اظنكَ أمام نَاظري و لا أراك كأنكَ عيني الثالثة او حاستي السابعة او حتي دفتر مذكراتي الذي لا أطلع علية احد، حين تَصلك رسالتي ارجو ان تُرسل لي اعتذارك مَصحوبًا بباقة من الزهور... بالحقيقة اريدك أن تُرسل لي اعتذاركَ بكل مرة ستقرأها، ارسل الي الحُب او ارسل الي الرَبيع فإن عالمي بدمارٍ هائِل.
22
9
450
سبع رسائل نصية
سَبع رسَائل نصية، الخَامسة فجرًا و عِشرون دَقيقة، الرَقص علي الحَافة.
أخبرني الصِدق أو دَعني أبتلع اكاذيبك، رافقني للجَنة و تَخلي عَني حِين يُفلتني جَناحاي، ألعن أفكاري اليوم و قَدسها غدًا، أعلم أني قد رأيتك رَاكع للشَمس بزمانٍ ما.
رَسمت من حديثك وَطن و سِكين و ضِمادة و انتفَاضة، لا أظنك تعلم اني قد لونت عيناك بألف نصٍ و هي الآن خاوية كمسَاكن الجن حتي أني لا أنكر القَصائد التي رَصفتها من حُطام قوافيك و التي لا تبدو لي ذات وقعٍ الآن، أذكرني سرًا لانك لا تَستطيع هِجائي بالعَلن، ثَلاثة و عِشرون رسالة لم أرسل مِنها حَرفاً.
أتمني حقًا لو انك تلمع و أن سِحرك ذو تأثير عَظيم و قوي علي أن أكون الأحمق بالقصة، اني لا ادرك حقًا كيف سِرت بكامل معتقداتي تجاة شجرة التين أبحث بها عن الخُلد و لا أعلم كيف اجتمع الحرب و الحكمة بطريقٍ واحد كأنة إبن الشِيطان او إبن أثينا، أنه لأمرٌ جَلي ألا ينهال عليكَ اللوم فالخائن بالنهاية هو قلبٌ منتمٍ إلي، بِكل مَرة يَسلك الطَريق أليك مُحملٌ بالورد فيعَود أعزل بلا أغنية او خِنجَر، للصِدق أني لا اعلم كيف لم تَسقط السماء علي الأرض بعد!
سَبع رسَائل نصية، الخَامسة فجرًا و عِشرون دَقيقة، السُقوط بالهَاوية.
أخبرني الصِدق أو دَعني أبتلع اكاذيبك، رافقني للجَنة و تَخلي عَني حِين يُفلتني جَناحاي، ألعن أفكاري اليوم و قَدسها غدًا، أعلم أني قد رأيتك رَاكع للشَمس بزمانٍ ما.
19
3
673
شمع ايكاروس
الدقيقة الواحدة و الستون باليوم الثاني و الثلاثين بالشهر، ذكري تاريخ احتراق المدينة.
سطر علي الورق و سطر ملفوف بالورق بينهما شقائق النعمان و ضحل الشاطيء، اغفر لي فقد قصصت جناحاك سابقًا و لن يفيدك شمع ايكاروس تلك المرة و لو أحبتك الشمس بالمقابل.
الدقيقة الواحدة و الستون باليوم الثاني و الثلاثين بالشهر، حين توقفت عن لعن الظلام اخيرًا و قمت تشعل شمعة فشبت النيران بالمدينة.
عالق بمنتصف الورق، غارقٌ بماء البحر لا تبلغ السماء و لا تستوي علي أرض، متباهٍ بجناحان مثقلان بالكبر تسير نحو هلاكك كطاووس الملائكة، يدٌ ملعونة فالأرض و يدٌ تطوق السماء، لن تحبك الشمس ابدًا.
20
4
783
قبل الشَمس
اخر كام دقيقة قبل الشمس ما بتطلع
لأول شمس من مدة بعد ما طالنا هجر النوم
بعد ما كسرنا أخر وعد و بعد ما طالنا سهم البعد و بعنا الود من غير لوم
و بطلنا نحس الورد و اخر رد مع طول الكلام سمعته سكوت
تفتكر دي المرة الكام اللي فيها هنموت
زي السما و الأرض في طول الفرقة متقاربين
بيجمعهم طول الصمت و تحييهم مسافة البعد
و نغيب مهما نغيب نهايتنا مكتوبة نموت و لبعضنا حاضنين!
شايلين في قلبنا كتير و الهجر لغيرنا ميحلاش
و عمرنا ما ندمنا عالحجات اللي محكنهاش
و إن يمكن طبعي صعب ملول و فية قسوة
بس مهما ساء الجو فبعرف أكون للسفن مرسي
و ايدي زي ما بتشد فبترخي ، و كل رهان راهنته عليا طلع خسران
و ألواني متقاربة متلونش وشوش كتير ، و اشباهي قليلين
نهوي السكوت و نلعنه و مهما كبرنا فحنا لسه صغيرين
نحب موسيقي الأفلام المُهمَلة و نضور علي تفاصيل بين السطور
و كل كلمة لينا مبتتنساش و كل حديث في عقلنا مسطور
و مشاعرنا عقيدة و عقدة و إخلاصنا دهب خام ، ميتغيرش
لأخر كام دقيقة قبل طلوع الشمس ، هي الشمس مبتفكرش؟
هي الشمس مبتحبش هدوء الليل
مبتخلفش في المواعيد ، مبتلنش لرجاء أخر ضوء لنجم بعيد؟
و لأخر حبينا لأمتي ؟
من غير كلام افلام من غير معاندة يا اسوء عقل متقفلب ساخر
إن قلت حبينا اكون كداب ، يمكن عشان انا قطب نافر
يكرة ياخد الملل مسار يكرة الجري فالتيار
فانا عمري محبيت للآخر
13
0
871