Coffee|| قهوة
لوهان
بطل:
قهوة || Coffee
حكاية الألحان|| Tale of Melodies
●●●
-لوهان عزيزي؛ إنَّها ليلة رأس السنة الصينيّة... لا بأس لو تخلّيتَ عن كُتبِك قليلًا، وخرجتَ لِتمرَح كما باقي أقرانك!
غرفة صغيرة يقطُن فيها المَدعو لوهان؛ تتكوَّن من سرير مُنفرِد مُلتصِق بالحائط، بجوارِه منضدة خشبية يضع عليها ساعة المُنبِّة ومصباح ذا إضاءة خافتة يُنير له الغرفة ليلًا.
على الحائط بيساره يقع دولابه بظرفة واحدة، ثم ثلاثة جوارير مُنفتِقة عن مسارها، تنتصب فوقها مرآة طرفها مكسور.
ثم بجوارِ الباب يقع مكتبه المُتهالك، هناك يُكدِّس كُتبه، وعلى جوارِه طاولة تآكلت يضع عليها جهاز الحاسوب المكتبي القديم؛ رغم أنَّهُ لا يعمل كما يجب.
رفع لوهان رأسه عن مكتبِه حينما دخلت عليه والدته وهي ترتدي ثيابًا للخروج والتَّفسُّح في ليلة الإحتفالات هذه.
إقترحت أُمُه الخروج رُغم أنَّها تدري أنَّهُ على الأغلب سيرفض، وها هو بالفعل.
-أمي؛ أنتِ تعلمين أنَّني لن أخرُج!
برمت والدته ثغرها بأستياء، وتمتمت فيما تخرُج.
-ماذا توقعت منك!
ولوهان لم يُعطي الأمر أكبر من حجمِه، هو طالب في الثانوية العامة، وهذه سنتِه الأخيرة، وطموحاته كبيرة.
هو يُحِب الخروج في ليالي العيد كما باقي الشباب، يرغب في رمي كُتبه والخروج مع والدته للإحتفال بالمهرجانات، التي تَدُب المدينة.
هو أحيانًا يشعر بالكسلِ أيضًا، ولا يرغب في الدراسة. أحيانًا يَمقُت كُتبه ودراسته وفقط لا يفعل شيء مثل أن يسرح بالحائط بلا أي سبب، أو ينام فوق كتبه اللعينة
ولكن كلما راوده هذا الشعور المقيت؛ الكسل. ذرى غُباره عن كتفيه، وشحذ نفسه بكوبِ قهوة جديد... عليه أن يصمد دائمًا.
يَجِب أن ينجح بدرجة جيدة جدًا على الأقل ليستطيع الدخول إلى جامعة مرموقة في بيكّين، ويدخُل التخصُّص الذي يحلُم فيه.
كُتبُه كثيرة، ودروسه مهما حاول إنجازها تتراكم، ولا يُمكنه أن يأخذ وقت مُستقطع منها، ويلهو بأمرٍ آخر خارجًا.
إلتهى في دروسه وحجب عيناه عن النافذة الوحيدة في غُرفتِه، التي من عبرها يَصول أجيج الفرح والإحتفالات.
الدراسة والدراسة والكثير من الدراسة لفترة طويلة حتى أتت الإمتحانات، وغدًا سيكون أول إمتحان... إمتحان اللغة الإنجليزية.
كان يرمي بنفسِه هنا وهُناك حيثُ تقع الأوراق والكتب والدفاتر.... من هنا يقرأ ومن هنا يحفظ، ثم عند الفجر غفى على أوراقه، وكوب القهوة الخامس لهذا اليوم قد برد على مكتبه المُبعثَر.
-لوهان إستيقظ؛ حان وقت إمتحانك!
أتت إليه أمه مُسرِعة، وأخذت تحركه من كتفيه، هو كان يحلم تمامًا وغارق في أحلامِه حول الإمتحان.
أريد كوبًا من القهوة!
ثم إنفتحت عيناه الناعسة وهي حمراء، وهرع ليرتدي ثيابه حينما وعى أنَّهُ لم يَصل قاعة الإمتحانات بعد كما تُهيئ له أحلامه.
-الحِمام؛ إستخدم الحمام أولًا أيُّها الغبي!
دخل إلى قاعةِ الإمتحانات، وكان قلبه ينبض بقوَّة فيما توزَّع الأوراق كما لو أنها حَبي... حسنًا؛ لا يُمكن مقارنة خفقان قلبه بمشاعرِ الحُب بالنسبةِ إلى شخص لم يقع في الحُبِّ طيلة حياتِه أبدًا.
مرَّت فترة الإمتحانات العصبية، وها هو الآن ينتظر أن تَصُدر نتائج الإمتحانات على أحرِّ من الجمر، ولكن هو لا ينتظر فحسب، هو يعمل كعامل توصيل لإحدى مطاعم الدجاج.
في النهاية؛ هو ينحدر من عائلة فقيرة جدًا، بالكاد يستطيع أن يوفِّر إحتيجاته الضروريّة من طعام وشراب وثياب وبأقل كُلفة ممكنة.
العمل والكَد... هو ولد من ضِلع الإجتهاد، وكما لكل شيء إيجابيَّات فلكل شيء سلبيّات أيضًا؛ فمثلًا في حالتِه؛ هو طالب نَجيب وعامل مُجتهد، ولكنَّهُ في العلاقات الإجتماعية فاشل، لا يعرف أحدًا أبعد من والدتِه، لا أصدقاء، لا زُملاء، لا معارف، ولا حتى حبيبة.
وذلك بالطبع ليس شيئًا يفخر بِه... هو كُلَّما فتح عينيه على مجموعة من الأصدقاء يحظون بوقتٍ جيد يشعر بالغيرة، وأن قلبه يؤلمه على حالتِه السيئة جدًا مُقارنة بإقرانه.
لا يُنكر؛ هو وحيد جدًا... والوحدة في كل الظروف لا تُطاق.
الصين، التي تحتوي في كُنفِها مليار ونصف شخص، لم تمنحه سوى شخص واحد يتمثَّل في أُمِّه.
ولكن؛ أسيبقى الحال كما هو؟!
في يومٍ ما؛ كان لوهان يقوم بوظيفتِه كما العادة حينما ناداه صاحب المطعم بصوتٍ مُرتفع قبل أن يصعد درَّاجته ليوصل الطلب الجديد.
-لوهان؛ نتائج الإمتحان ظهرت... أسرع لِتفقُّدها!
لوهان بسرعة ترك خوذته فوق الدراجة وهرع يركض في الشارع إلى منزلِه في آخر الحي. إن المسافة بعيدة ولكن لا بأس... يمكنه أن يجري بسرعة ونشاط بعد سماع الخبر.
الإدرينالين يتدفَّق بجنون فيه...
أُريد كوبًا من القهوة
الغُبار يتراكم على كتفيّ
هذا العالم... عالم مجنون
وأنا أشعرُ بالكسل
لذا؛ اعطِني كوبًا من القهوة.
●●●
كانت فرحة لوهان بنجاحِه باهرة، هو جعل رأس أمه مرفوع بفخر في الحي؛ الكل في فترة من الفترات كان يتكلَّم عن نجاحِه وإجتهادِه المُبهِّر بالنِّسبة إلى ظروفِه المُترديّة والصعبة.
وبعدها...
لقد ظنَّ لوهان أن المُعاناة الكُبرى في حياته كانت قد إنتهت إلى هذا الحد؛ لا يدري أن كل تحدّي في الحياة يكون عادةً أصعب من الذي سبقه.
اليوم لوهان خرج مع أُمِه إلى الجامعة لأجلِ إجراءات التسجيل، كان يطمح أن يدرس الطِّب وعلى هذا الأساس أراد التسجيل... لكن مُعدله في النهاية لم يُساعده، هو أدنى من أدنى مُعدلات القُبول لتخصُّص الطِّب.
حينها وفي تلك اللحظة؛ تحطَّم أول أحلامه حينما قال له الموظف أنَّهُ لا يستطيع التسجيل كطالب طب بهذا المُعدل.
خرج من قسمِ التسجيل وكتفيه مُترهِلان خيبةً تتبعه أمه، التي تحاول إيقافه والتحدث إليه، وهو جلس بهدوء على إحدى المقاعد الخشبيّة في حديقةِ الجامعة.
أنكس برأسه وجعل ينظر نحو الأرض، ثم شعر بلمساتِ أُمه الحنون على كتفِه.
-بُني؛ رُبَّما يكون الخير مكتوب لك في مكان آخر. أنتَ لقد بذلتَ كل ما في وِسعك في دروسك، ولقد فعلتَ جيدًا.
أنا لم أستطِع أن أؤمِّن لك أساتذة أو أضعكِ في مراكز مُساعدة تُعينُك على الدراسة، أنا متأكدة أنَّني لو استطعت أن أوفِّر لكَ احتيجاتك الأساسيّة في الدراسة لما أستطاع أحد التفوق عليكَ أبدًا، لو كان هناك أحد مُخطئ فهو أنا بلا شك وليس أنتَ عزيزي!
رفع يده إلى فمِها لِتسكُت، ثم نفى برأسِه يقول.
-لا أمي؛ أنتِ لم تُخطئي في حقي أبدًا، أنتِ فعلتِ ما بوسعكِ لأجلي وأنا سأكون مُمتن لكِ دومًا... لقد حضَّرتِ أكواب القهوة لي بعدد شعرات رأسي.
تبسَّم في آخر كلامه يُمازحها، وذلك جعلها تضرب كتفه والدموع قد ملأت عيناها.
-أيُّها الشقي!
ثم فتحت ذراعيها له؛ لأجلِ أن يندس طِفلها فيهما. وهو لم يترك حضن والدته خاويًا منه، أسرع بأن يحتضنه دفئها وينظِّف صدره عِطرها، أخذت تُربِّت على شعره وتُمتِم.
-بُني البطل!
ولكنه لم يقدر إلا أن يُبلِّل كتفها بدموعها في مراسمِ العزاء على حُلمه الأكبر؛ لن يكون طبيبًا أبدًا.
رُبَّما قد تَجرُف الرياح دروب السُّفن إلى دروبٍ لا تشتهيها، ولكن سيبقى للسُفنِ دروب تسير فيها...!
اليوم هو أول يوم دوام في الجامعة، وهو كان يسير في محطّاتِها الفسيحة فيما يرتدي إبتسامة شفَّافة على شفتيه.
-اووه! أليس هذا ال Mama Boy ؟
علَّقت إحدى الفتيات عليه وهي تسير في مجموعتها، ثم جعلت كل رفيقاتها يضحكن، ولكن لا بأس؛ هذا لا يزعجه، هو يعتز بأمه.
الكثير من الطلبة المُستجدّين رأوه يبكي في حُضنِ والدته يوم التسجيل. بالنسبةِ لشابٍ آخر فرُبَّما تعليق كهذا يُهين رجولته، ولكن بالنسبةِ إلى لوهان فهو يفتخر بشخصِه الوحيد في هذه الحياة؛ أُمه.
الماما بوي؟!
لا بأس؛ هو فخور أن يكون ابنها؛ لذا سار وهو يبتسم إبتسامة سعيدة.
المهم؛ أنَّهُ أصبح طالب جامعي؛ هذا الأمر بحدِّ ذاته حُلمًا ثمين بالنِّسبة له.
إن لم تستطِع أن تُبعد الغيوم الرماديّة وتُصفّي سماءك؛ إذًا أرتدي نظارات شمسيّة.
نَقّي السماء وابقي على مزاجك
أبطئ الإيقاع، واتبع الرقصة... ضع يداك في جيوبك وتأرجح إلى جنبيك.
●●●
-لوهان؛ ألن تذهب معنا هذه المرة أيضًا؟!
أشار لهم بلا وهو يبتسم؛ فأخذوا يضحكوا عليه رِفاقه؛ هو دائمًا يملك حُجَّة للتهرُّب من لقاءات المجموعة.
-غريب الأطوار!
هذا بات لقبه الجديد بعد الماما بوي، ولكن الحقيقة ليست أنَّهُ لا يود مرافقتهم؛ يتمنى لو كان يمتلك الوقت مثلهم؛ ليمرح في حياته الجامعيّة؛ لأن الحياة الجامعيّة هي الفُسحة في الحياة، ولكن حتى تلك الفُسحة لا يمتلكها.
بل لأن إلتزماتِه تمنعه عن مرافقتهم، وإلا هو بالكاد أستطاع أن يحصل على إصدقاء، وبالكاد إستطاع الإندماج فيهم... ذلك كان أصعب عليه من كل إمتحانات كلية الهندسة.
نعم؛ فاليوم لوهان طالب في السنة الخامسة والأخيرة في كلية الهندسة تخصُّص العِمارة تحديدًا.
هذا الفصل هو فصله الما قبل الأخير في الجامعة؛ ولذا هو يجمع المال ويعمل بِجِد ليدفع رسوم الفصل الأخير ويؤمِّن مصاريفه.
يعمل كمعلم خصوصي لمواد الرياضيات والإنجليزية، يعمل في مكتبة، ونادل في إحدى المطاعم المشهورة.
صحيح أنَّهُ طيلة الوقت مشغول؛ ولكنَّهُ يستطيع إيجاد الوقت ليدرس، بعد منتصف الليل، وفي المكتبة أثناء العمل، وكلما ركب القطار ليتنقَّل من مكان إلتزام إلى آخر.
هو يعيش على هذه الحال مُذُّ أربعةِ سنين ونصف. طاقته لن تَضب، المعيش ليس سهلًا؛ لذا عليه أن يَصمُد حتى النهاية؛ والنهاية معه هي الموت.
في إحدى الصباحات؛ كان لدى لوهان إمتحان مهم جدًا. الطلاب متوترين، ويحضرون للإمتحان بجِد، بينما هو قد إختار مقعدًا قرب النافذة في منتصفِ المُدرَّج، وضع سماعاته على أُذنِه، وأخذ يُدندِن مع اللحن الهادئ.
وكزه إحدى أصدقاءه، فأزال السمّاعة ليسمعه.
-هذا الشعور بأن تكون الأول على الدُّفعة... أحسدك يا رَجُل!
تبسَّم لوهان وقال.
-لن تستفيد شيئًا من حسد الآخرين، اغتنم الدقائق القليلة الباقية عن موعد الإمتحان؛ فهي عادةً ما تكون ثمينة.
صديقه يدري أنَّهُ مُحِق؛ لذا غمس رأسه في الكُتُب والحاسوب.
مساءً في ذاتِ اليوم؛ كان لوهان يربط مريول العمل على خصرِه ويعمل في هذا المطعم الفاخر.
كان بصدِدِ توصيل طلبية لأحدى الطاولات حينما كانوا يتناقشون مجموعة من الرجال ويبدون على خلاف.
وكان النقاش حول إن كانت الأرض مناسبة للبناء أم لا، كان في باله مُقترحًا لحل مشكلتهم، ولكنه تردد في الحديث.
عاد أدراجه بضع خطوات، ولكنه لم يستطِع منع نفسه من التَّدخُّل وإقتراح حلًا لمشكلتهم.
-أعتذر عن التدخل، ولكن أظنني أملك حلًا قد يكون سديدًا.
رجل نفره ورجل إستضافه.
-لا نحتاج رأيك في مسائل كبيرة لا تفهم بها أيُّها النادل!
-بلى؛ دعه... قد يكون حلَّهُ فعَّالًا.
صمت الأول رافضًا ولكن يبدو أنَّهُ لا يستطيع الإعتراض بوجه قرار الرجل الآخر.
-بما أن الأرض ساحلية وقد تغرق تحت مدِّ النهر؛ فأقترح أن تبني الأكواخ السياحية على أعمدة إستنادية بعمق عشرين متر، وتراعي في مرافئها الخارجية إنحدار سطح الأرض، وذلك سيدعم ثباتها أكثر.
قهقه الرجل المُعترض بسُخرية.
-كيف تجرؤ أن تتدخل في حديثنا أيُّها الوضيع؟!
أخفض لوهان رأسه، ثم إنحنى بتأدُّب للرجل.
-أنا آسف؛ ظننتُ أنَّ نصيحتي ستكون مُفيدة!
ضرب الرجل الطاولة بغضب وقال.
-انصرف من وجهي!
الآن سأشكوك إلى مديرك!
لا يُنكر لوهان أن القلق قد أصابه، هو ليس بحاجةِ سماعِ أي كلمة من هذا الرجل البغيض، ولكنه يخشى على رزقه من الظروف.
-أنا آسف سيدي، أرجو أن تسامحني!
إرتعد لوهان حينما طلب المدير حضوره بعد وقتٍ قليل، فوقف في حضرتِه أمام مكتبه يجمع كفيه عند معدته وينزل رأسه.
-سيدي؛ صدقني أنا لم أقصد الإساءة!
-أنتَ مف...!
-لا يُمكنكَ فصل شاب مثله لمُجرَّد أنه أدلى برأيه المُفيد لي.
دخل الرجل الآخر من على تلك الطاولة إلى مكتبِ المدير، وذلك جعل المدير يقف سريعًا ويُحيّه.
-سيدي؛ أهلًا بك في مكتبي!
صافحه الرجل، ثم جلس أمام مكتبه فيما يُشير إلى لوهان.
-هذا الطالب سآتي لأخذه حينما يتخرَّج؛ لذا هو في وصايتي ولا تُضايقه.
نظر المدير إلى لوهان، الذي بان مشدوهًا، ثم إلى الرجل قِبالته وأومئ عدة مرات يضحك بتوتر.
-بالتأكيد سيدي؛ بالتأكيد!
أومئ له الرجل ثم نهض، أخرج من جيبه بطاقته وقدمها إلى لوهان يقول.
-حينما تتخرَّج تعال إلي؛ أحتاجُكَ لتعمل معي، حسنًا؟!
تبسَّم لوهان ثم إنحنى للرجل يقول.
-بالطبع سيدي؛ سأفعل!
طبطب الرجل على كتفِه، ثم غادر.
-هل تعرفه؟!
تسآل المدير؛ فنفى لوهان.
-لا سيدي!
ثم راقب الرجل حتى إختفى... أكان مُفيدًا لهذه الدرجة؟!
عُطلة نهاية الأسبوع؛ حسنًا ذلك لا ينطبق على أعماله فهي دائرة طيلة الأسبوع، ولكنه معفي من الجامعة على الأقل.
لذا إستغل وقت الجامعة الفارغ، وصعد إلى سطح المنزل مع كُتبِه وكوب قهوته؛ بما أنه صيف والجو عليل.
اتصلوا بعض من رفاقه الشباب يقولون أنهم سيخرجون في موعد مُدبر ويطلبون حضوره معهم، ولكنه لا يمكنه تفويت هذه الفرصة الثمينة بشيء آخر غير الدراسة، وللمرة التي لا يذكر نعتوه بغريب الأطوار وهم يضحكون.
لا تبحث عنّي لتلتقي بي اليوم
بل إملأ لأجلي كوبًا آخر من القهوة
لا شيء هنا يمكنه أن يُفسد جَوّي
الثنائيات مشغولين بالمواعدة
أفضل الثنائيات هو سطح المنزل والصيف
لا أحد يهتم بمن أنا
●●●
-تفضَّل سيدي!
تناول من النادلة كوب القهوة، وهمس.
-شكرًا لكِ!
ثم رمق كُتبها، التي تضعها أسفل طاولة الإستقبال... من مثيلات قصصه مُجدَّدًا.
دخل لوهان الشركة، وبدأ أغلب من في طريقه إلى مكتبِه ينحنون له. كان يرتدي بدلة رسميَّة باللون التُّرابي أسفلها قميص أسود، وحذاء كلاسيكي، شعره مرفوع عن ناصيته، وبيدِ ساعة روليكس أصليَّة.
ومن على نحرِه تنسدل بطاقته التعريفيّة؛ مُدير قِسم هندسة العِمارة، وبيده كوب قهوة ورقي لا يُكلِّف دولارًا واحدًا... هو لن يتكبَّر عن مصدر نجاحه الأول.
ولج إلى مكتبِه الفسيح، حيث توجد عدة أجهزة حاسوب، ولوحات لرسمِ المُخططات. لوحات لمباني غريبة التصميم وفخمة الإنتاج تتجاوز العشر تتواجد في ألبوم ضخم يقع في مدخل المكتب، ثم إلى يمين مكتبه تمتلئ الرفوف بالجوائز، وشهادات الشرف، ومقالات الصُّحف.
مرَّت عشرُ سنين مُذُّ أن تخرَّج، وثلاثة سنين على تعيينه مُديرًا على قسم العمارة في أكبر شركة إنشاء في آسيا كُلِّها؛ حيث يعمل تحت يده أكثر من مائة مهندس معماري موهوب.
هل حالفه الحظ؟!
لا... بل حالفه الإجتهاد؛ فكما يُقال؛ لِكُلِ مُجتهدٍ نصيب.
بعثت له أمه صورة لها عبر الويبو، ضحك فيما يتأملَّ الصورة. باتت إحدى سيدات المُجتمع الراقيات، وتعلَّمت منهن أساليب التَّملُّق في جلساتِ الشاي.
-يا إلهي!
كانت ترتدي ثياب مُبهرجة أكثر من اللازم، بعث لها رسالة.
-أمي؛ ليس عليكِ أن تلبسي فُستان مُبهرج من غوتشي في هذا الصباح فقط لتُبهري النساء!
بعثت له سريعًا.
-اصمت أنتَ؛ لا تعرف شيئًا!
قهقه فيما يغلق هاتفه ويضعه في جيبه، حينها سمع صوت طرقات مساعدته على الباب، ثم دخلت تعلمه.
-لقد حان موعد الإجتماع سيدي!
أومئ لها، وحملت هي أوراقه نحو قاعة الإجتماعات. في العمل؛ لا مجال للمُزاحِ أبدًا، بل هو أمر في غاية الجدية، الإستهتار مهما كان بسيطًا قد يُعرِّض حياة الناس للخطر.
المشروع الجديد هو مِعرض فنّي لفرنسا؛ المخطوطات والرسومات لأجلِ المشروع تتجهَّز مُذُّ فترة، والمهندسون بِكُلِّ جهودهم يحاولون إبهار المُدير؛ ليتبنّى أحد مُجسَّماتهم.
كان لديه مُجسَّمَه أيضًا، وكالعادة؛ مُجسَّاماتِه هي الأفضل وذلك يُثير حِنق المهندسين تحت يده، ولكنَّهم لا يمكنهم الإعتراض؛ فعمل المهندس لوهان هو دومًا الأفضل والأكثر إبهارًا.
ولكنَّهُ بالطبع يُقدِّر جهودهم، ولو وجد بأي فريق منهم عمل أفضل من عمله لاختاره، حتى مُجسماته تتزيَّن بلمساتهم الأوليّة والأخيرة.
ثم بعد الإتفاق على كل شيء؛ كان عليه أن يُسافر إلى فرنسا؛ ليُشرِف على العمل بنفسِه، وترك الإدارة لمن ينوب عنه حتى يعود؛ فالعمل المدني هو الأفضل؛ من خلاله تسنّى له السفر إلى بلدان كثيرة وإكتشاف ثقافات جديدة.
أخذ برفقتِه في هذه الرحلة فريق من المهندسين يتضمَّن مهندسة جديدة ولكنَّها حَذِقة فيما يتعلَّق بالعمل وتهتم بأدقِّ التفاصيل.
في إحدى الصباحات الفرنسيّة؛ كان قد حظى بحمام ساخن، ثم خرج على شُرفة جناحه يرتدي روبه الفخم وقد ترك شعره مبلولًا وشيئًا ما مُبعثرًا.
شرفته هذه تَطِل على بُرج إيفل، وهو ما زال يملك حُلمًا بأن يُصمم شيئًا كبُرج إيفل؛ أن يبني رمزًا يتغنّى الناس به، ويطوقون لزيارته من شتّى بِقاع الأرض.
ولأجلِ هذا الحلم سيرتشف القهوة؛ لعله تحقق في يومٍ ما...!
عاين ساعته في معصمِه، ثم ولج ليتجهز للذهاب إلى العمل. كان برفقته فريق المهندسين. الإشراف على العمل كالعادة، وعند المساء؛ إرتبط بعشاء عمل، ثم إنسحب بهدوء من بين أحاديثهم، التي لا تُثير إهتمامه، إلى الخارج.
جلس على سيارته مكشوفة الظهر فيما يحمل كوب قهوة بدل كأسًا من النبيذ، وهو ينظر إلى البرج، الذي يسحره ويسرق كل إهتمامه.
-سيدي؛ ألا يبدو غريبًا أن تشرب القهوة بدلًا من النبيذ بعد العشاء؟!
لم أرى أحد مهووس بالقهوة بقدرِك.
نظر إلى المهندسة الجديدة وأجاب مُبتسِمًا.
-القهوة مشروبي المُفضَّل والوحيد، لا يُمكن أن أتكبَّر على دعَّامتي البسيطة، فهي قد أودت بي إلى ما أنا فيه.
تبسَّمت وهمست.
-أتسمح لي؟!
أومئ لها؛ فصعدت لتجلس بجانبه وهي تحمل كأس النبيذ.
أغلق لوهان عينيه وتنفَّس هواء باريس العتيق؛ هكذا يشعر إتجاهه، ثم تبسَّم.
اسكب لي كوب من القهوة مُجدَّدًا
هذا الشعور ساحر
كما لو أنَّني في الفردوس
حاول أن تُرخي بدنك
أشعر بالسماء
وكأنَّما تُحلِّق بالفضاء
فرِّغ ذهنك
واستمتع بالنسيم اللطيف
أحصل على القهوة، وانسى بشأنِ الوقت
أنا أشعر كما لو أنَّني ثمل أسير على الغيوم
كل المشاكل والأفكار
خذ إستراحة منها؛ ربما يكمن فيها الحل
لا تتشابك مع أفكار الناس وقرارتهم
احتسي كوب من الأمريكانو واستمتع بالطبيعة في أحلامِك
اتبع الطريق لِتُحلِّق
واسمح لأعصابك المشدودة أن تستريح.
●●●
-لوهان؟!
همهم.
-ماذا كان حُلمك قبل أن تدخل كلية الهندسة.
إبتسم.
-كنتُ أود أن أصبح طبيب.
همهمت تُفكِّر.
-ولِمَ لم تُصبح طبيبًا؟!
تذكَّر كلمات أمه في ذلك اليوم قبل عشرون سنة؛ فأمسك بيدِها وهمس مُبتسِمًا.
-لأن الخير مكتوبًا لي في مكانٍ آخر.
سطح منزله القديم؛ ما زال هو المكان الذي يمنحه راحة نفسية لا محدودة. صحيح أنَّهُ يسكن في منزل فاخر في إحدى أحياء القصور، ولكن ما زال هذا المكان المهترئ مكانه المفضل.
اليوم هو على مشارف الأربعين؛ عاد من فرنسا قبل ثلاث سنين وهو واقع في حب المُهندسة الجديدة.
والآن ها هي زوجته على يساره وأمه على يمينه؛ أربعتهم يشعرون بالهدوء والأُلفة في هذا المكان.
الرابع من أمشاجِ لوهان يكبر في بطنِ زوجته، وهو مشاغب منذ الآن على عكس والده ومُتشبهًا بأمه.
الآن هو ليس لوهان المهندس المشهور، ولا مدير، ولا حتى شخصية أعمال مؤثرة. هو فقط لوهان ابن هذا المكان، ابن هذا الحي البسيط، الذي سيبقى دومًا بسيط وسيبقى غالٍ وثمين، وأصلٍ كريم.
ارمي المثالية في أي وقت
واسكب لي كوبًا من الأمريكانو
لا شيء هنا يمكنه أن ينزع مزاجي
-لوهان؛ ماذا تحتاج لتَبني حُلمك الجديد؟!
-أُريد كوبًا من القهوة
أنا فقط أُريد كوبًا من القهوة المُثلَّجة.
أنا فقط أُريد...
●●●
Coffee||القهوة
حكاية الألحان|| Tale of Melody
21st/Feb/2022
●●●
سلاااااااام
*تنفض الغُبار وشباك العنكبوت عن الكتاب*
كيف حالكم؟!
أتمنى تكونوا اشتقتوا للكتاب
*تشك أنه في لسة حدا بيقرأ الكتاب*
هذا الوانشوت مانو قصة حب، هذا قصة نجاح ممكن أنتِ تمُري فيها بطريقتك الخاصة.
كوب القهوة هو الجُهد المبذول، التعب والكد والإهتمام.
أتمنى يعجبكم، ويكون دَفعة نفسيّة إلكم، ويساعدكم...❤
رأيكم بلوهان؟!
قصته؟
مثابرته؟
المشاكل الي مر فيها؟
نجاحه في النهاية؟!
*واذكركم أنو الإنسان مهما نجح فهو دائمًا يملك حلم بدو يحققه*
رأيكم بالقصة بشكل عام؟
إلى أي مدى عكست كلمات الأغنية؟
ترشيحكم للحكاية القادمة؟!
اسم الأغنية+ اسم واحد من الأعضاء
دمتم سالمين❤
❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤
Love❤
بطل:
قهوة || Coffee
حكاية الألحان|| Tale of Melodies
●●●
-لوهان عزيزي؛ إنَّها ليلة رأس السنة الصينيّة... لا بأس لو تخلّيتَ عن كُتبِك قليلًا، وخرجتَ لِتمرَح كما باقي أقرانك!
غرفة صغيرة يقطُن فيها المَدعو لوهان؛ تتكوَّن من سرير مُنفرِد مُلتصِق بالحائط، بجوارِه منضدة خشبية يضع عليها ساعة المُنبِّة ومصباح ذا إضاءة خافتة يُنير له الغرفة ليلًا.
على الحائط بيساره يقع دولابه بظرفة واحدة، ثم ثلاثة جوارير مُنفتِقة عن مسارها، تنتصب فوقها مرآة طرفها مكسور.
ثم بجوارِ الباب يقع مكتبه المُتهالك، هناك يُكدِّس كُتبه، وعلى جوارِه طاولة تآكلت يضع عليها جهاز الحاسوب المكتبي القديم؛ رغم أنَّهُ لا يعمل كما يجب.
رفع لوهان رأسه عن مكتبِه حينما دخلت عليه والدته وهي ترتدي ثيابًا للخروج والتَّفسُّح في ليلة الإحتفالات هذه.
إقترحت أُمُه الخروج رُغم أنَّها تدري أنَّهُ على الأغلب سيرفض، وها هو بالفعل.
-أمي؛ أنتِ تعلمين أنَّني لن أخرُج!
برمت والدته ثغرها بأستياء، وتمتمت فيما تخرُج.
-ماذا توقعت منك!
ولوهان لم يُعطي الأمر أكبر من حجمِه، هو طالب في الثانوية العامة، وهذه سنتِه الأخيرة، وطموحاته كبيرة.
هو يُحِب الخروج في ليالي العيد كما باقي الشباب، يرغب في رمي كُتبه والخروج مع والدته للإحتفال بالمهرجانات، التي تَدُب المدينة.
هو أحيانًا يشعر بالكسلِ أيضًا، ولا يرغب في الدراسة. أحيانًا يَمقُت كُتبه ودراسته وفقط لا يفعل شيء مثل أن يسرح بالحائط بلا أي سبب، أو ينام فوق كتبه اللعينة
ولكن كلما راوده هذا الشعور المقيت؛ الكسل. ذرى غُباره عن كتفيه، وشحذ نفسه بكوبِ قهوة جديد... عليه أن يصمد دائمًا.
يَجِب أن ينجح بدرجة جيدة جدًا على الأقل ليستطيع الدخول إلى جامعة مرموقة في بيكّين، ويدخُل التخصُّص الذي يحلُم فيه.
كُتبُه كثيرة، ودروسه مهما حاول إنجازها تتراكم، ولا يُمكنه أن يأخذ وقت مُستقطع منها، ويلهو بأمرٍ آخر خارجًا.
إلتهى في دروسه وحجب عيناه عن النافذة الوحيدة في غُرفتِه، التي من عبرها يَصول أجيج الفرح والإحتفالات.
الدراسة والدراسة والكثير من الدراسة لفترة طويلة حتى أتت الإمتحانات، وغدًا سيكون أول إمتحان... إمتحان اللغة الإنجليزية.
كان يرمي بنفسِه هنا وهُناك حيثُ تقع الأوراق والكتب والدفاتر.... من هنا يقرأ ومن هنا يحفظ، ثم عند الفجر غفى على أوراقه، وكوب القهوة الخامس لهذا اليوم قد برد على مكتبه المُبعثَر.
-لوهان إستيقظ؛ حان وقت إمتحانك!
أتت إليه أمه مُسرِعة، وأخذت تحركه من كتفيه، هو كان يحلم تمامًا وغارق في أحلامِه حول الإمتحان.
أريد كوبًا من القهوة!
ثم إنفتحت عيناه الناعسة وهي حمراء، وهرع ليرتدي ثيابه حينما وعى أنَّهُ لم يَصل قاعة الإمتحانات بعد كما تُهيئ له أحلامه.
-الحِمام؛ إستخدم الحمام أولًا أيُّها الغبي!
دخل إلى قاعةِ الإمتحانات، وكان قلبه ينبض بقوَّة فيما توزَّع الأوراق كما لو أنها حَبي... حسنًا؛ لا يُمكن مقارنة خفقان قلبه بمشاعرِ الحُب بالنسبةِ إلى شخص لم يقع في الحُبِّ طيلة حياتِه أبدًا.
مرَّت فترة الإمتحانات العصبية، وها هو الآن ينتظر أن تَصُدر نتائج الإمتحانات على أحرِّ من الجمر، ولكن هو لا ينتظر فحسب، هو يعمل كعامل توصيل لإحدى مطاعم الدجاج.
في النهاية؛ هو ينحدر من عائلة فقيرة جدًا، بالكاد يستطيع أن يوفِّر إحتيجاته الضروريّة من طعام وشراب وثياب وبأقل كُلفة ممكنة.
العمل والكَد... هو ولد من ضِلع الإجتهاد، وكما لكل شيء إيجابيَّات فلكل شيء سلبيّات أيضًا؛ فمثلًا في حالتِه؛ هو طالب نَجيب وعامل مُجتهد، ولكنَّهُ في العلاقات الإجتماعية فاشل، لا يعرف أحدًا أبعد من والدتِه، لا أصدقاء، لا زُملاء، لا معارف، ولا حتى حبيبة.
وذلك بالطبع ليس شيئًا يفخر بِه... هو كُلَّما فتح عينيه على مجموعة من الأصدقاء يحظون بوقتٍ جيد يشعر بالغيرة، وأن قلبه يؤلمه على حالتِه السيئة جدًا مُقارنة بإقرانه.
لا يُنكر؛ هو وحيد جدًا... والوحدة في كل الظروف لا تُطاق.
الصين، التي تحتوي في كُنفِها مليار ونصف شخص، لم تمنحه سوى شخص واحد يتمثَّل في أُمِّه.
ولكن؛ أسيبقى الحال كما هو؟!
في يومٍ ما؛ كان لوهان يقوم بوظيفتِه كما العادة حينما ناداه صاحب المطعم بصوتٍ مُرتفع قبل أن يصعد درَّاجته ليوصل الطلب الجديد.
-لوهان؛ نتائج الإمتحان ظهرت... أسرع لِتفقُّدها!
لوهان بسرعة ترك خوذته فوق الدراجة وهرع يركض في الشارع إلى منزلِه في آخر الحي. إن المسافة بعيدة ولكن لا بأس... يمكنه أن يجري بسرعة ونشاط بعد سماع الخبر.
الإدرينالين يتدفَّق بجنون فيه...
أُريد كوبًا من القهوة
الغُبار يتراكم على كتفيّ
هذا العالم... عالم مجنون
وأنا أشعرُ بالكسل
لذا؛ اعطِني كوبًا من القهوة.
●●●
كانت فرحة لوهان بنجاحِه باهرة، هو جعل رأس أمه مرفوع بفخر في الحي؛ الكل في فترة من الفترات كان يتكلَّم عن نجاحِه وإجتهادِه المُبهِّر بالنِّسبة إلى ظروفِه المُترديّة والصعبة.
وبعدها...
لقد ظنَّ لوهان أن المُعاناة الكُبرى في حياته كانت قد إنتهت إلى هذا الحد؛ لا يدري أن كل تحدّي في الحياة يكون عادةً أصعب من الذي سبقه.
اليوم لوهان خرج مع أُمِه إلى الجامعة لأجلِ إجراءات التسجيل، كان يطمح أن يدرس الطِّب وعلى هذا الأساس أراد التسجيل... لكن مُعدله في النهاية لم يُساعده، هو أدنى من أدنى مُعدلات القُبول لتخصُّص الطِّب.
حينها وفي تلك اللحظة؛ تحطَّم أول أحلامه حينما قال له الموظف أنَّهُ لا يستطيع التسجيل كطالب طب بهذا المُعدل.
خرج من قسمِ التسجيل وكتفيه مُترهِلان خيبةً تتبعه أمه، التي تحاول إيقافه والتحدث إليه، وهو جلس بهدوء على إحدى المقاعد الخشبيّة في حديقةِ الجامعة.
أنكس برأسه وجعل ينظر نحو الأرض، ثم شعر بلمساتِ أُمه الحنون على كتفِه.
-بُني؛ رُبَّما يكون الخير مكتوب لك في مكان آخر. أنتَ لقد بذلتَ كل ما في وِسعك في دروسك، ولقد فعلتَ جيدًا.
أنا لم أستطِع أن أؤمِّن لك أساتذة أو أضعكِ في مراكز مُساعدة تُعينُك على الدراسة، أنا متأكدة أنَّني لو استطعت أن أوفِّر لكَ احتيجاتك الأساسيّة في الدراسة لما أستطاع أحد التفوق عليكَ أبدًا، لو كان هناك أحد مُخطئ فهو أنا بلا شك وليس أنتَ عزيزي!
رفع يده إلى فمِها لِتسكُت، ثم نفى برأسِه يقول.
-لا أمي؛ أنتِ لم تُخطئي في حقي أبدًا، أنتِ فعلتِ ما بوسعكِ لأجلي وأنا سأكون مُمتن لكِ دومًا... لقد حضَّرتِ أكواب القهوة لي بعدد شعرات رأسي.
تبسَّم في آخر كلامه يُمازحها، وذلك جعلها تضرب كتفه والدموع قد ملأت عيناها.
-أيُّها الشقي!
ثم فتحت ذراعيها له؛ لأجلِ أن يندس طِفلها فيهما. وهو لم يترك حضن والدته خاويًا منه، أسرع بأن يحتضنه دفئها وينظِّف صدره عِطرها، أخذت تُربِّت على شعره وتُمتِم.
-بُني البطل!
ولكنه لم يقدر إلا أن يُبلِّل كتفها بدموعها في مراسمِ العزاء على حُلمه الأكبر؛ لن يكون طبيبًا أبدًا.
رُبَّما قد تَجرُف الرياح دروب السُّفن إلى دروبٍ لا تشتهيها، ولكن سيبقى للسُفنِ دروب تسير فيها...!
اليوم هو أول يوم دوام في الجامعة، وهو كان يسير في محطّاتِها الفسيحة فيما يرتدي إبتسامة شفَّافة على شفتيه.
-اووه! أليس هذا ال Mama Boy ؟
علَّقت إحدى الفتيات عليه وهي تسير في مجموعتها، ثم جعلت كل رفيقاتها يضحكن، ولكن لا بأس؛ هذا لا يزعجه، هو يعتز بأمه.
الكثير من الطلبة المُستجدّين رأوه يبكي في حُضنِ والدته يوم التسجيل. بالنسبةِ لشابٍ آخر فرُبَّما تعليق كهذا يُهين رجولته، ولكن بالنسبةِ إلى لوهان فهو يفتخر بشخصِه الوحيد في هذه الحياة؛ أُمه.
الماما بوي؟!
لا بأس؛ هو فخور أن يكون ابنها؛ لذا سار وهو يبتسم إبتسامة سعيدة.
المهم؛ أنَّهُ أصبح طالب جامعي؛ هذا الأمر بحدِّ ذاته حُلمًا ثمين بالنِّسبة له.
إن لم تستطِع أن تُبعد الغيوم الرماديّة وتُصفّي سماءك؛ إذًا أرتدي نظارات شمسيّة.
نَقّي السماء وابقي على مزاجك
أبطئ الإيقاع، واتبع الرقصة... ضع يداك في جيوبك وتأرجح إلى جنبيك.
●●●
-لوهان؛ ألن تذهب معنا هذه المرة أيضًا؟!
أشار لهم بلا وهو يبتسم؛ فأخذوا يضحكوا عليه رِفاقه؛ هو دائمًا يملك حُجَّة للتهرُّب من لقاءات المجموعة.
-غريب الأطوار!
هذا بات لقبه الجديد بعد الماما بوي، ولكن الحقيقة ليست أنَّهُ لا يود مرافقتهم؛ يتمنى لو كان يمتلك الوقت مثلهم؛ ليمرح في حياته الجامعيّة؛ لأن الحياة الجامعيّة هي الفُسحة في الحياة، ولكن حتى تلك الفُسحة لا يمتلكها.
بل لأن إلتزماتِه تمنعه عن مرافقتهم، وإلا هو بالكاد أستطاع أن يحصل على إصدقاء، وبالكاد إستطاع الإندماج فيهم... ذلك كان أصعب عليه من كل إمتحانات كلية الهندسة.
نعم؛ فاليوم لوهان طالب في السنة الخامسة والأخيرة في كلية الهندسة تخصُّص العِمارة تحديدًا.
هذا الفصل هو فصله الما قبل الأخير في الجامعة؛ ولذا هو يجمع المال ويعمل بِجِد ليدفع رسوم الفصل الأخير ويؤمِّن مصاريفه.
يعمل كمعلم خصوصي لمواد الرياضيات والإنجليزية، يعمل في مكتبة، ونادل في إحدى المطاعم المشهورة.
صحيح أنَّهُ طيلة الوقت مشغول؛ ولكنَّهُ يستطيع إيجاد الوقت ليدرس، بعد منتصف الليل، وفي المكتبة أثناء العمل، وكلما ركب القطار ليتنقَّل من مكان إلتزام إلى آخر.
هو يعيش على هذه الحال مُذُّ أربعةِ سنين ونصف. طاقته لن تَضب، المعيش ليس سهلًا؛ لذا عليه أن يَصمُد حتى النهاية؛ والنهاية معه هي الموت.
في إحدى الصباحات؛ كان لدى لوهان إمتحان مهم جدًا. الطلاب متوترين، ويحضرون للإمتحان بجِد، بينما هو قد إختار مقعدًا قرب النافذة في منتصفِ المُدرَّج، وضع سماعاته على أُذنِه، وأخذ يُدندِن مع اللحن الهادئ.
وكزه إحدى أصدقاءه، فأزال السمّاعة ليسمعه.
-هذا الشعور بأن تكون الأول على الدُّفعة... أحسدك يا رَجُل!
تبسَّم لوهان وقال.
-لن تستفيد شيئًا من حسد الآخرين، اغتنم الدقائق القليلة الباقية عن موعد الإمتحان؛ فهي عادةً ما تكون ثمينة.
صديقه يدري أنَّهُ مُحِق؛ لذا غمس رأسه في الكُتُب والحاسوب.
مساءً في ذاتِ اليوم؛ كان لوهان يربط مريول العمل على خصرِه ويعمل في هذا المطعم الفاخر.
كان بصدِدِ توصيل طلبية لأحدى الطاولات حينما كانوا يتناقشون مجموعة من الرجال ويبدون على خلاف.
وكان النقاش حول إن كانت الأرض مناسبة للبناء أم لا، كان في باله مُقترحًا لحل مشكلتهم، ولكنه تردد في الحديث.
عاد أدراجه بضع خطوات، ولكنه لم يستطِع منع نفسه من التَّدخُّل وإقتراح حلًا لمشكلتهم.
-أعتذر عن التدخل، ولكن أظنني أملك حلًا قد يكون سديدًا.
رجل نفره ورجل إستضافه.
-لا نحتاج رأيك في مسائل كبيرة لا تفهم بها أيُّها النادل!
-بلى؛ دعه... قد يكون حلَّهُ فعَّالًا.
صمت الأول رافضًا ولكن يبدو أنَّهُ لا يستطيع الإعتراض بوجه قرار الرجل الآخر.
-بما أن الأرض ساحلية وقد تغرق تحت مدِّ النهر؛ فأقترح أن تبني الأكواخ السياحية على أعمدة إستنادية بعمق عشرين متر، وتراعي في مرافئها الخارجية إنحدار سطح الأرض، وذلك سيدعم ثباتها أكثر.
قهقه الرجل المُعترض بسُخرية.
-كيف تجرؤ أن تتدخل في حديثنا أيُّها الوضيع؟!
أخفض لوهان رأسه، ثم إنحنى بتأدُّب للرجل.
-أنا آسف؛ ظننتُ أنَّ نصيحتي ستكون مُفيدة!
ضرب الرجل الطاولة بغضب وقال.
-انصرف من وجهي!
الآن سأشكوك إلى مديرك!
لا يُنكر لوهان أن القلق قد أصابه، هو ليس بحاجةِ سماعِ أي كلمة من هذا الرجل البغيض، ولكنه يخشى على رزقه من الظروف.
-أنا آسف سيدي، أرجو أن تسامحني!
إرتعد لوهان حينما طلب المدير حضوره بعد وقتٍ قليل، فوقف في حضرتِه أمام مكتبه يجمع كفيه عند معدته وينزل رأسه.
-سيدي؛ صدقني أنا لم أقصد الإساءة!
-أنتَ مف...!
-لا يُمكنكَ فصل شاب مثله لمُجرَّد أنه أدلى برأيه المُفيد لي.
دخل الرجل الآخر من على تلك الطاولة إلى مكتبِ المدير، وذلك جعل المدير يقف سريعًا ويُحيّه.
-سيدي؛ أهلًا بك في مكتبي!
صافحه الرجل، ثم جلس أمام مكتبه فيما يُشير إلى لوهان.
-هذا الطالب سآتي لأخذه حينما يتخرَّج؛ لذا هو في وصايتي ولا تُضايقه.
نظر المدير إلى لوهان، الذي بان مشدوهًا، ثم إلى الرجل قِبالته وأومئ عدة مرات يضحك بتوتر.
-بالتأكيد سيدي؛ بالتأكيد!
أومئ له الرجل ثم نهض، أخرج من جيبه بطاقته وقدمها إلى لوهان يقول.
-حينما تتخرَّج تعال إلي؛ أحتاجُكَ لتعمل معي، حسنًا؟!
تبسَّم لوهان ثم إنحنى للرجل يقول.
-بالطبع سيدي؛ سأفعل!
طبطب الرجل على كتفِه، ثم غادر.
-هل تعرفه؟!
تسآل المدير؛ فنفى لوهان.
-لا سيدي!
ثم راقب الرجل حتى إختفى... أكان مُفيدًا لهذه الدرجة؟!
عُطلة نهاية الأسبوع؛ حسنًا ذلك لا ينطبق على أعماله فهي دائرة طيلة الأسبوع، ولكنه معفي من الجامعة على الأقل.
لذا إستغل وقت الجامعة الفارغ، وصعد إلى سطح المنزل مع كُتبِه وكوب قهوته؛ بما أنه صيف والجو عليل.
اتصلوا بعض من رفاقه الشباب يقولون أنهم سيخرجون في موعد مُدبر ويطلبون حضوره معهم، ولكنه لا يمكنه تفويت هذه الفرصة الثمينة بشيء آخر غير الدراسة، وللمرة التي لا يذكر نعتوه بغريب الأطوار وهم يضحكون.
لا تبحث عنّي لتلتقي بي اليوم
بل إملأ لأجلي كوبًا آخر من القهوة
لا شيء هنا يمكنه أن يُفسد جَوّي
الثنائيات مشغولين بالمواعدة
أفضل الثنائيات هو سطح المنزل والصيف
لا أحد يهتم بمن أنا
●●●
-تفضَّل سيدي!
تناول من النادلة كوب القهوة، وهمس.
-شكرًا لكِ!
ثم رمق كُتبها، التي تضعها أسفل طاولة الإستقبال... من مثيلات قصصه مُجدَّدًا.
دخل لوهان الشركة، وبدأ أغلب من في طريقه إلى مكتبِه ينحنون له. كان يرتدي بدلة رسميَّة باللون التُّرابي أسفلها قميص أسود، وحذاء كلاسيكي، شعره مرفوع عن ناصيته، وبيدِ ساعة روليكس أصليَّة.
ومن على نحرِه تنسدل بطاقته التعريفيّة؛ مُدير قِسم هندسة العِمارة، وبيده كوب قهوة ورقي لا يُكلِّف دولارًا واحدًا... هو لن يتكبَّر عن مصدر نجاحه الأول.
ولج إلى مكتبِه الفسيح، حيث توجد عدة أجهزة حاسوب، ولوحات لرسمِ المُخططات. لوحات لمباني غريبة التصميم وفخمة الإنتاج تتجاوز العشر تتواجد في ألبوم ضخم يقع في مدخل المكتب، ثم إلى يمين مكتبه تمتلئ الرفوف بالجوائز، وشهادات الشرف، ومقالات الصُّحف.
مرَّت عشرُ سنين مُذُّ أن تخرَّج، وثلاثة سنين على تعيينه مُديرًا على قسم العمارة في أكبر شركة إنشاء في آسيا كُلِّها؛ حيث يعمل تحت يده أكثر من مائة مهندس معماري موهوب.
هل حالفه الحظ؟!
لا... بل حالفه الإجتهاد؛ فكما يُقال؛ لِكُلِ مُجتهدٍ نصيب.
بعثت له أمه صورة لها عبر الويبو، ضحك فيما يتأملَّ الصورة. باتت إحدى سيدات المُجتمع الراقيات، وتعلَّمت منهن أساليب التَّملُّق في جلساتِ الشاي.
-يا إلهي!
كانت ترتدي ثياب مُبهرجة أكثر من اللازم، بعث لها رسالة.
-أمي؛ ليس عليكِ أن تلبسي فُستان مُبهرج من غوتشي في هذا الصباح فقط لتُبهري النساء!
بعثت له سريعًا.
-اصمت أنتَ؛ لا تعرف شيئًا!
قهقه فيما يغلق هاتفه ويضعه في جيبه، حينها سمع صوت طرقات مساعدته على الباب، ثم دخلت تعلمه.
-لقد حان موعد الإجتماع سيدي!
أومئ لها، وحملت هي أوراقه نحو قاعة الإجتماعات. في العمل؛ لا مجال للمُزاحِ أبدًا، بل هو أمر في غاية الجدية، الإستهتار مهما كان بسيطًا قد يُعرِّض حياة الناس للخطر.
المشروع الجديد هو مِعرض فنّي لفرنسا؛ المخطوطات والرسومات لأجلِ المشروع تتجهَّز مُذُّ فترة، والمهندسون بِكُلِّ جهودهم يحاولون إبهار المُدير؛ ليتبنّى أحد مُجسَّماتهم.
كان لديه مُجسَّمَه أيضًا، وكالعادة؛ مُجسَّاماتِه هي الأفضل وذلك يُثير حِنق المهندسين تحت يده، ولكنَّهم لا يمكنهم الإعتراض؛ فعمل المهندس لوهان هو دومًا الأفضل والأكثر إبهارًا.
ولكنَّهُ بالطبع يُقدِّر جهودهم، ولو وجد بأي فريق منهم عمل أفضل من عمله لاختاره، حتى مُجسماته تتزيَّن بلمساتهم الأوليّة والأخيرة.
ثم بعد الإتفاق على كل شيء؛ كان عليه أن يُسافر إلى فرنسا؛ ليُشرِف على العمل بنفسِه، وترك الإدارة لمن ينوب عنه حتى يعود؛ فالعمل المدني هو الأفضل؛ من خلاله تسنّى له السفر إلى بلدان كثيرة وإكتشاف ثقافات جديدة.
أخذ برفقتِه في هذه الرحلة فريق من المهندسين يتضمَّن مهندسة جديدة ولكنَّها حَذِقة فيما يتعلَّق بالعمل وتهتم بأدقِّ التفاصيل.
في إحدى الصباحات الفرنسيّة؛ كان قد حظى بحمام ساخن، ثم خرج على شُرفة جناحه يرتدي روبه الفخم وقد ترك شعره مبلولًا وشيئًا ما مُبعثرًا.
شرفته هذه تَطِل على بُرج إيفل، وهو ما زال يملك حُلمًا بأن يُصمم شيئًا كبُرج إيفل؛ أن يبني رمزًا يتغنّى الناس به، ويطوقون لزيارته من شتّى بِقاع الأرض.
ولأجلِ هذا الحلم سيرتشف القهوة؛ لعله تحقق في يومٍ ما...!
عاين ساعته في معصمِه، ثم ولج ليتجهز للذهاب إلى العمل. كان برفقته فريق المهندسين. الإشراف على العمل كالعادة، وعند المساء؛ إرتبط بعشاء عمل، ثم إنسحب بهدوء من بين أحاديثهم، التي لا تُثير إهتمامه، إلى الخارج.
جلس على سيارته مكشوفة الظهر فيما يحمل كوب قهوة بدل كأسًا من النبيذ، وهو ينظر إلى البرج، الذي يسحره ويسرق كل إهتمامه.
-سيدي؛ ألا يبدو غريبًا أن تشرب القهوة بدلًا من النبيذ بعد العشاء؟!
لم أرى أحد مهووس بالقهوة بقدرِك.
نظر إلى المهندسة الجديدة وأجاب مُبتسِمًا.
-القهوة مشروبي المُفضَّل والوحيد، لا يُمكن أن أتكبَّر على دعَّامتي البسيطة، فهي قد أودت بي إلى ما أنا فيه.
تبسَّمت وهمست.
-أتسمح لي؟!
أومئ لها؛ فصعدت لتجلس بجانبه وهي تحمل كأس النبيذ.
أغلق لوهان عينيه وتنفَّس هواء باريس العتيق؛ هكذا يشعر إتجاهه، ثم تبسَّم.
اسكب لي كوب من القهوة مُجدَّدًا
هذا الشعور ساحر
كما لو أنَّني في الفردوس
حاول أن تُرخي بدنك
أشعر بالسماء
وكأنَّما تُحلِّق بالفضاء
فرِّغ ذهنك
واستمتع بالنسيم اللطيف
أحصل على القهوة، وانسى بشأنِ الوقت
أنا أشعر كما لو أنَّني ثمل أسير على الغيوم
كل المشاكل والأفكار
خذ إستراحة منها؛ ربما يكمن فيها الحل
لا تتشابك مع أفكار الناس وقرارتهم
احتسي كوب من الأمريكانو واستمتع بالطبيعة في أحلامِك
اتبع الطريق لِتُحلِّق
واسمح لأعصابك المشدودة أن تستريح.
●●●
-لوهان؟!
همهم.
-ماذا كان حُلمك قبل أن تدخل كلية الهندسة.
إبتسم.
-كنتُ أود أن أصبح طبيب.
همهمت تُفكِّر.
-ولِمَ لم تُصبح طبيبًا؟!
تذكَّر كلمات أمه في ذلك اليوم قبل عشرون سنة؛ فأمسك بيدِها وهمس مُبتسِمًا.
-لأن الخير مكتوبًا لي في مكانٍ آخر.
سطح منزله القديم؛ ما زال هو المكان الذي يمنحه راحة نفسية لا محدودة. صحيح أنَّهُ يسكن في منزل فاخر في إحدى أحياء القصور، ولكن ما زال هذا المكان المهترئ مكانه المفضل.
اليوم هو على مشارف الأربعين؛ عاد من فرنسا قبل ثلاث سنين وهو واقع في حب المُهندسة الجديدة.
والآن ها هي زوجته على يساره وأمه على يمينه؛ أربعتهم يشعرون بالهدوء والأُلفة في هذا المكان.
الرابع من أمشاجِ لوهان يكبر في بطنِ زوجته، وهو مشاغب منذ الآن على عكس والده ومُتشبهًا بأمه.
الآن هو ليس لوهان المهندس المشهور، ولا مدير، ولا حتى شخصية أعمال مؤثرة. هو فقط لوهان ابن هذا المكان، ابن هذا الحي البسيط، الذي سيبقى دومًا بسيط وسيبقى غالٍ وثمين، وأصلٍ كريم.
ارمي المثالية في أي وقت
واسكب لي كوبًا من الأمريكانو
لا شيء هنا يمكنه أن ينزع مزاجي
-لوهان؛ ماذا تحتاج لتَبني حُلمك الجديد؟!
-أُريد كوبًا من القهوة
أنا فقط أُريد كوبًا من القهوة المُثلَّجة.
أنا فقط أُريد...
●●●
Coffee||القهوة
حكاية الألحان|| Tale of Melody
21st/Feb/2022
●●●
سلاااااااام
*تنفض الغُبار وشباك العنكبوت عن الكتاب*
كيف حالكم؟!
أتمنى تكونوا اشتقتوا للكتاب
*تشك أنه في لسة حدا بيقرأ الكتاب*
هذا الوانشوت مانو قصة حب، هذا قصة نجاح ممكن أنتِ تمُري فيها بطريقتك الخاصة.
كوب القهوة هو الجُهد المبذول، التعب والكد والإهتمام.
أتمنى يعجبكم، ويكون دَفعة نفسيّة إلكم، ويساعدكم...❤
رأيكم بلوهان؟!
قصته؟
مثابرته؟
المشاكل الي مر فيها؟
نجاحه في النهاية؟!
*واذكركم أنو الإنسان مهما نجح فهو دائمًا يملك حلم بدو يحققه*
رأيكم بالقصة بشكل عام؟
إلى أي مدى عكست كلمات الأغنية؟
ترشيحكم للحكاية القادمة؟!
اسم الأغنية+ اسم واحد من الأعضاء
دمتم سالمين❤
❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤
Love❤
Коментарі