LOTTO|| فتاة حظّي
المال، الجمال، الجاذبية، وروح الشباب... كُلها صِفات تُميز شخصي.
إنني رَجُلٌ مرموق، أنحدر من أعلم السُلم الإجتماعي، من وسطٍ مُخملي رفيع وباذخ الترف.
بكل هذه الصِفات فيي؛ أكون محط لإهتمامِ الجميع وإنتباههم إينما حططت، لأنني ببساطة بيون بيكهيون، شاب محبوب وموهوب في جذب النساء.
إعتدتُ وصُحبتي من الشباب أن نقضي سهرة في نهاية كل أسبوع في هذا النادي الليليّ تحديدًا.
نشرب، نرقص، نلهو، ونلعب... ونضرب اللوتو حتى الصباح.
جيمعنا، ونحن تسع أصدقاء، أبناء عائلات ثريّة مُخمليّة، لسنا قوّامون على أموالنا، نحن نصرفها لمتعتنا وحسب، لا نَكِد في تحصيلها.
عُرفنا بأننا حَفنة من الشُبّان الوسيمين، اليافعين، السيئين، والأغنياء...
نحن هذا النوع من الرجال الذي تحبه أغلب النساء، ويتراهنّ للحصول على إنتباه أحدنا.
تجمّعنا أمام بوابة الملهى ثم عبرناها معًا قاصدين رُكننا المُعتاد فيه، الطابق الثاني للشخصيات الهامّة، الطاولة الفسيحة التي ترسو قُرب السور المُطِل على ساحة الرقص والبار في الأسفل.
أدينا إستعراض دخولنا المُعتاد، فقط مشينا حتى مكاننا، والفتيات من حولنا يتعاضدنّ أمامنا للفت إنتباهنا، منحناهنّ بعض الإبتسامات المُتملِّقة، ثم إفترقنا عنهنّ.
نحن نحظى بشعبيّة واسعة جدًا بين الفتيات، ولا نود أن نخسر قلوبهنّ أو نُحطّم آمالهنّ لمجرد أنهنّ لا يناسبنّ أذواقنا الخاصّة، فهِتاف النساء لنا يُشعرنا بالثقة، ويمدّنا بشعبية واسعة بينهنّ.
بينما أنا...
للآن أنا لم أرى الفتاة التي تُناسب ذوقي، الفتاة التي تقدر أن توسّع قلبي حتى يتّسعها ولا يسع غيرها وتجلس فيه، تستحوذ علي وعلى قلبي.
أُريدها أن تكون فتاة مُلفتة للإنتباه أكثر مني، تجذبني قبل أن أجذبها، أكون أنا من يسعى إلى إنتباهها.
أود أن أتباهى أمام الناس أجمعين بأنها حبيبتي أكثر مما تتباهى هي بي، أريد أن تكون الفتاة التي أشعر معها بأنني أكثر رجل محظوظ بالعالم لأني حصلتُ عليها.
حتى لو كان في سبيل الحصول عليها تكبّدتُ خسائر كبيرة.
لا، ليست كأنجلينا جولي، أو سكارليت جوهانسن... فقط أريدها فتاة تقدر أن تلفت إنتباهي، فتاة تصطاد إنتباهي من أول نظرة، هذا النوع من الفتيات.
جلسنا على طاولتنا القريبة من السِوار الذي يطل على الطابق السُفلي ويكشفه لنا، هناك حيث يجتهدنّ الفتيات بالرقص لجذب إنتباهنا.
لا أريد فتاة تلهث خلف إهتمامي، أُريد أن أصطادها أنا، لا أن تصطادني هي.
أكتفيتُ من النظر إليهنّ بالأسفل، أجسامًا مصقولة، لا نحت أنثويّ فيها ولا رسم يثير إهتمامي، فقط أسطُح مستوية بشريّة.
تذمرتُ أُحدّث الرِفاق بلا أن أحس أنني أفعل في البداية.
" هل كل فتيات كوريا على هذه الشاكلة؟ لا توجد فتاة واحدة فقط على ذوقي"
" إنك إنتقائي جدًا، خفّض معاييرك المرتفعة، وستجد فتاة مُناسبة بالتأكيد"
لاي يهمس لي بنصائحه اللافائدة منها بينما يحيط بكتفي كواعظٍ ما، رمقته شزرًا وسُرعان ما رددت.
" هل وجدت الفتاة التي تناسبك بعدما خفّضتَ معاييرك؟!"
إرتبك لاي يبرم شفتيه، فكان دوري أن أربت على كتفه، وأنزع عنه ثوب الواعظ هذا الذي لا يُناسبه على الإطلاق، فهو أكثر من يُعاني من العزوبية بيننا.
" لا، إذن لا تُسدي النصائح بهذا المجال لأحد يا صديقي العزيز مرة أخرى"
حرّك كتفيه بجهل، وانشغل في الحديث مع كاي، جميع الفتيان مثلي، معاييرهم عالية حول فتاة الأحلام، لكنهم يلهون مع أي فتاة أخرى، أنا لا أفعل، سأُراهن بكل حظّي على فتاة واحدة فقط.
تقدمت منّا فتاة، خمّنتُ من زيّها أنها نادلة وظِّفت جديدًا، فأنا لم يسبق لي رؤيتها من قبل هنا.
إستعرضت ملامحها المطموسة بمساحيق التجميل ثم قوامها الممسوح علينا؛ بما أن الفرصة سانحة لها للفت إنتباه أحدنا كما تعتقد.
" حضراتكم، ماذا تشربون؟"
إخترتُ النبيذ وأختار الشباب ما يريدون، وحينما أتت بطلباتنا إنخفضت بجذعها زيادة لإستعراض صدرها الممسوح، لا أدري ما الذي تريد مني أن أراه، اللاشيء الذي تملكه؟
تجاهلتُها وتحاشيتُ النظر إليها، فإنني أعرف هذا النوع من الفتيات، دبِقات زيادة كالعلكة لو إلتصقت بشيء لا تنفك عنه، ستطاردني لو وقع بصري عليها بعفويّة.
نهضت من بين الشباب أحمل كأس النبيذ بيدي وقصدتُ سور الطابق، إستندتُ عليه بكفي، وبالآخر أخدم رغبتي في رفع كأس النبيذ إلى فمي.
كنتُ أُقابل الباب الرئيسي وأنظر إلى الأسفل بملل، لا شيء يجذب إنتباهي، حتى الأغاني التي يشغلونها، هي نفسها لا تتغير، تُصيبني بالضجر.
لم يخطر في بالي وأنا في معمعة الملل هذه أن باب الملهى فجأة سينشق؛ لتخرج من بين دفّتيه العريضتين فتاة بديعة الخَلق، سرقت إنتباهي كله لها من أول نظرة فقط!
فيما تسير والثقة تنضح من هيئتها الفتّانة، تبيّن لي أنها لديها عادة في سرقة الإنتباه، تجعل الناس المتشتتين بإهتمامات مُختلفة يجتمعوا فجأة ويصبّوا كل تركيزهم عليها، إذ كانت تمضي بين الحُشود، والأعين كلها متجمهرة عليها.
أردتُ أن أختلف عن بقية المتفرجين، ألا أكون كالبقية الذين ينقادون كالقطيع خلف جمالها الأخّاذ.
أردتُ تجاهلها والمُضي قُدمًا لكنني فشلت.
رغم أنني كنتُ أتراجع عنكِ وابتعد إلا أنكِ كنتِ تقصديني، يا حظّي!
فحينما أردتُ إختبارها على مقاييسي، فنّدتُ جميع مقاييسي وأخترتها هي وحدها، هي تفوق كل مقايسي.
أنا الذي كنتُ أبحث عن فتاة تتناسب مع ذوقي الصعب، وجدتُ فتاة تتفوق على كل توقعاتي، فتاة مذهلة، فتاة حظّ.
رفعت نظرها ناحيتي، وحتى إن ما كانت تقصدني في نظراتها، شعرتُ بأنها تتفقد لو أنها تسللت إلى قلبي بنجاح أم لا.
وقد تسللت بالفعل وبنجاح تام، خصوصًا عندما إبتسمت نحوي فتنهدتُ ثملًا بحلاوة هذه الفتاة وغمّازتها التي أشرقت في لُب وجنتها.
ما كنتُ قادرًا على ضبط الضجيج في داخلي، صوت في داخلي يصرخ لأهم بها وأجعلها تهم بي، لا أطيق صبرًا حتى أتحدث معها، وأكون منها قريب.
أود أن أتأمل هذه الفِتنة عن قُرب.
عدتُ إلى الرِفاق وما كنتُ بحاجة لتبرير موقفي لهم، فهم يفهموني دون كلام، إذ أخذوا يصفقون ويغنون بشغب وصخب.
" الأمير وجد السندريلا أخيرًا!!!"
تنهدتُ أتجاهلهم، وهبطتُ إلى الطابق السُفلي إليها، هم سخريتهم لن تنتهي، وأنا بحاجة لأن أرهن كل لحظة من وقتي الثمين على هذه اللوتو.
رأيتُ الكثير من الشباب يحفّونها ويتوددون إليها، لكنها تجاهلت الجميع، وأختارت أن تُشارك كأس نبيذ مجلسها على بار الساقي.
عن قُرب كنتُ قادرًا على تقفّي مدى إعجابي بها أكثر، فلقد بدت حلوة شهيّة ألذّ من النبيذ، أقوى مفعولًا منه.
أحمر شِفاه شاتو بلون النبيذ... كالنبيذ الذي بيديّ تجعلني ثمل من النظر إليها وحسب، وكأن النبيذ الذي يرسم شفتيها بدقّة قد مسسته بشفاهي وعبر حلقي.
ليته يعبر...
ترتدي فُستانًا خمريّ اللون بأكمام طويلة، يضيق على جسدها الرشيق ذا المفارق الأنثوية الطاغية، ويعرّي سِتر ساقيها البضّين حتى أعلى رُكبتيها.
يكاد الجمال أن يخنقني بنوبة إعجاب...
مضى على معرفتي بها عِدة دقائق وحسب، وأنا رجل ذا قلب خفيف، وقعت لها باسم الحب بيُسر وعلى عجلة في غضون بضع نظرات والكثير من النبضات.
سُرعان ما خسرتُ قلبي لها بعد أول لقاء، بهذه السهولة، لكم هي طاغيّة لتقدر على زعزعة ثباتي بمثل هذا المجهود المعدوم الذي بذلته هي.
أستطيع أن أُدرك أنها فتاة مُختلفة عن الأُخريات بمجرد العبور بجوارها.
لقد لفتت إنتباهي، أليس هذا أمرًا كافيًا لتكون فتاتي الخاصّة بي؟!
إقتربتُ منها وعلى مسامعها همست أعبث، فلربما هي تحب العابثين، سأجرّب أنواع مختلفة من الغزل لأجلها.
" هُناك صوت أسمعه من بعيد"
إلتفتت لي تعقد حاجبيها الناعمين وترمقني بجهل، وكم ظفرت رِقة عيناها بمساحات واسعة من قلبي.
أتبعتُ والنبض يُحاربني، ودونما أشعر إرتفعت زاوية ثغري لأشكل إبتسامة أُهديها لها.
" يخبرني أن أستمتع الليلة"
سمعتُ صوت ضحكتها يرنّ كلحن شديد النعومة في أُذني، حتى ضحكتها تتفوق على مقياسي كلها مجتمعة، ورغم أنها قصدت أن تسخر مني في ضِحكتها، لكنني أحببتُ لو تُطيل رنّات ضِحكاتها أكثر.
إحتست من كأسها رشفة وقالت، بينما أراقب بعيني عبور النبيذ حلقها، يا لحظّه!
" لستُ للمُتعة، هناك أطنان من الفتيات يتوسلنّ إهتمامك، تكرّم على واحدة منهنّ بشرف منحك المُتعة التي تريد"
أحببتُ لِسانها الحاد هذا الذي يتوافق مع جمالها الحاد، هذا المزيج لا يفشل بأن يجرجرني لصالحها أكثر وأكثر.
جلستُ بجانبها، فنظرت إليّ تُظهر سخطًا، وسامتي لم تشفع لي عندها كي تستضيفي في مجلسها، تبدو عدوانية اتجاه أبناء جنسنا أجمعين.
" لكنكِ الوحيدة التي لا تريد إهتمامي، وأنا لا أعطي إهتمامي إلا لمن تستحقه، وأراكِ وحدكِ تستحقينه"
همهمت، ووسمت تكذبيها لي ببسمة ساخرة فقالت.
" هكذا تُغازل الفتيات عادة، لا أنكر أنه أسلوب جذّاب، لكنني لا أقع لمثل هذه الحيّل"
وضعتُ كأسي على البار، ونظرتُ في عينيها التي صُبَّ فيها العسل عميقًا.
" صدقيني، وحدكِ التي غازلتُها، عادة ما يحدث العكس"
برمت شفتيها ترمقني مُكذبة، ثم أومأت بلا إهتمام، واتبعت شُرب كأسها، تتجاهلني لتتخلص مني.
وأنا لتوي إكتشفت أنني دبق أكثر مما قد تتحمل، الآن أفهم شعور الفتيات اللواتي يطاردنني، ولا ألومهنّ، لأنني سأُطارد فتاة اللوتو منذ الآن وحتى تسقط لي كما سقطت.
" لا تُصدقيني؟"
حرّكت كتفيها وأجابت مُقتضبة.
" لا تحتاج شهادة تصديق مني كي تستمر بمُغازلتك لي، لن تستطيع عبور الطريق الشائك إلى قلبي، جميعكم تفضلون الحصول على النفيس بلا مُقابل."
صاح إحدى الرجال من بعيد يقول وقد لفت إنتباهها.
" إيري، ألن تأتي وتُجربي حظّكِ في اللوتو مرّة؟"
نهضت تهمس.
" أنا اللوتو بالفعل"
لربما تكون بالفعل... اللوتو الذي يخصني، حظّي.
تقدّمت من طاولة اللوتو بكتفينّ شامخين ورأس مرفوع، ضربت النَرد والجميع يترقب، فأصابت اللوتو من أول مرة وربحت الجولة قبل أن تبدأ حتى، فأخذ الجميع يهتف لها، بينما أنا فقط تأكدتُ بيني وبيني، أنها لا تعوّض ولا تُضيَّع.
لأنها ببساطة فتاة حظّي...
رأيتُها تخرج من أبواب الملهى بعدما ألحقت بالجميع هزيمة ساحقة ووحدها تألقت بالفوز، ربما كي لا أُلاحقها غادرت، لكنني لن أسمح لنفسي بخسارتها، لا أظن أنني سأسامح نفسي لاحقًا لو فعلت.
فماذا كان بوسعي أن أفعل؟!
أنا بالفعل أصبتُ اللوتو...!
خرجتُ لأجدها في الجوار، وأحثّها لمرافقتي كيفما كان.
أشرتُ للشباب بأنني مُغادر خلفها، تغامزوا وتلامزوا عليّ، لكنني تجاهلتهم وخرجتُ أتبعها.
إيتوان لا تنام، عامرة بالحياة طيلة النهار والليل، هذه مدينة آمنة من حيث الحياة، خطرة من كل النواحي الأُخرى.
أتى الموظف بسيارتي، مرسيدس طِراز مايباخ إكسيليرو، أغلى سيارة مرسيدس في العالم، لا تليق بس سيّارة إلّاها.
لم أخترها لأنها أغلى سيارة في العالم، فقط ذوقي متطلب وأنا أحصل على كل شيء أريده، وهي أُريدها.
رأيتُها تسير بينما تضع على جسدها مِعطف طويل، تبعتها وحينما أصبحت قريبًا منها أنزلتُ الزُجاج.
" فتاة اللوتو!"
إلتفتت إلي وتنهدت بأستياء، لم تتوقع أن أُلاحقها، لا بأس في إزعاجها إن ظفرتُ بها، حينها قُلت.
" لن يسعكِ التخلص مني بهذه السهولة، فقط لو وافقتِ أن تُرافقيني إلى حيث تشائين"
وقفت تفكر مليًّا، شعرتُ بها مُترددة، والتوتر ينهم من وجهها، أتفهم...
لا يمكنها أن تثق برجل تعرفه للتوّ.
لكنها في النهاية تنهدت وأومأت، ثم سارت إلى الباب الذي يجاورني وجلست بجانبي، تبدو يائسة حيال شيء ما.
لم أستطع ألا أن أبتسم في حضرتها، أدرتُ مُحرّك السيارة ومضيتُ ببطء، لعل الطريق لا ينتهي أبدًا.
" أين آخذك؟"
" إلى أي مكان تُريد"
ما كدتُ أُبدي عَجبي من إجابتها المُقتضبة إلا وهي تُبدد، ورفعت سبابتها بوجهي تُهدد.
" أيُ مكان غير مشبوه"
لم أتكتم على ضحكتي، ضحكتُ مما قالت، فأنا لم يخطر لي أنا أفعل شيئًا كهذا، أريدها طويلًا، لا لليلة وحسب.
" لستُ آخذ الحُب غصبًا، لوما قُدم لي عن رغبة فلن أرغب به، لذا لا تقلقي آنستي"
لزمت إنتباهها بالشوارع، ما بدت منذهلة من مدى البذخ الذي أعيش فيه، ولم تسائل عن ذلك حتى.
أنا فقط مضيتُ بطريقي معها والصمت ثالثنا، حتى خرجتُ من إيتوان كلها وإرتقيتُ بسيارتي إلى قِمة جبل تظهر سيؤل بأكملها أسفله.
وصلنا قُبيل الفجر بالفعل، وقررنا معًا بلا ان أقول ولا أن تقول هي أن نُراقب شروق الشمس حينما تأتي بيوم جديد تلده بسلام وجمال.
يبدو أن لا مشكلة لديها في الأمر.
خرجت من السيارة وتبعتُها، ثم هي إستندت على سيارتي تُراقب السماء، وأنا فقط فعلتُ مثلها.
حينها همست فيما أنظر إلى السماء ويحيطني عِطرها.
" أشعر أن كل شيء قد تغيّر الليلة، حتى الهواء يبدو مُختلفًا، يتسلل إلى صدري كنسيم عليل لطيف مُختلطًا برائحتكِ الزكيّة"
أثقل صدري الإنغماس في حُب هذه اللحظات واتبعت.
" أرى السماء تلمع وتُضيء بنجوم فضيّة مُضيئة، أشعر كما لو أن العالم تغير بالفعل، وأصبح مُبهجًا جميلًا فجأة"
إلتفتت إليّ تستنكر فيما تعقد ساعديها إلى صدرها.
" ألا ترى أن غزلك مُبتذل"
نفيت.
" لم أكن أُغازلك، بل أرى العالم بعين مُختلفة"
أخفضت رأسها مُحرجة مما قُلت ولم تتبع، فقط لزمت الصمت.
ثوانٍ مرّت فرأيتُها ترفع رأسها تزفر أنفاسًا ثقيلة ونبست.
" أنت ما الذي يعجبكَ بي؟ لِمَ تُلاحقني؟"
إلتفتُ لها، أستند بمرفقي على مقدمة السيارة، فحطّت إنتباهها علي وطالعتني بإهتمام، أشعر بالسعادة لأنها تتوق لسماعي أخيرًا.
" الحظ هو فُرصة تأتي مرّة واحدة، أنتِ حظي وأنا أرمي بنفسي إليكِ"
نفت بكتفيها وقالت.
" أنا لستُ محظوظة..."
قاطعتُها.
" بلى، أنتِ حظي، اللوتو الذي يخصّني"
ضحكت ثانية، لكن هذه الضحكات لم تجعلني محطًا لسُخريتها، بل ربما تذوّقت الحلاوة في كلامي الخالص لها، هذه الحلاوة نابعة منها ورددتُها إليها.
" أنت تُجيد صفّ الكلام بالفعل!"
نفيتُ برأسي واتبعت.
" أنا فقط صادق مع نفسي ومعكِ"
نظرتُ في عينيها التي أشاحت بهنّ عني خجلًا فورما همست.
" أنتِ تُعجبيني!"
كانت مشغولة بأن تخجل مني، بينما أنا مشغول بالنظر إلى هذه الإطلالة الرائعة التي تتكون منها وحسب.
للمرة الأولى في حياتي؛ أشعر برغباتي المكبوتة داخلي تتفتق ثم تتفجر وتتفجر.
إنها المرة الأولى لأن تحدث في صوامعي كل هذه الإنفجارت من المشاعر والرغبات المكبوتة.
كرغبتي بأن أنظر إليها هكذا إلى الأبد، رغبتي بأن أحتضنها الآن، رغبتي بأن أُعانق خدّيها وأستنشق عِطرها إلى أعمق نقطة شمّ بي.
تجعلني مُتعطش لها، ولو حدث ورويتُ عطشي، سأكون عطشًا للمزيد منها بلا شك.
راقبنا الشروق معًا بصمت، والجوّ بيننا لطيف وهادئ، كنسيم الفجر اللطيف والشفق الوسيم، وبعد أن شعّت خيوط الشمس إلتفتُ لمُراقبتها هي.
كيف لا تعجبني وأنا غارق حتى أخمصي بتفاصيل تفاصيلها؟
كأطراف شعرها التي تتفاوت ألوانها بدرجات البُني، عدسات عينيها التي تصفّر أسفل أشعة الشمس ببهاء وجمال، غمّازها المصقول في وجنتها اليُسرى، والشامة التي تأخذ مساحة من قلبي ومن ذقنها.
تنهدتُ أكبت رغبتي الحثيثة بنثر القُبل وقلت.
" أين عليّ أن أوصلك؟"
لأنني ما عدتُ أطيق صبرًا.
لا أقوى أن أنظر لها طويلًا حتى أعبر عنها بنظري، لستُ رجل تعلوه السيطرة، قد أرتكب حماقة حب بلا تفكير، مشاعري تنتشر في خلايا دماغي حتى، وتشل تفكيري لو تعلق الأمر بها.
لم تجبني سريعًا، بل شعرت بها تفكر وتتريث بمنحي إجابة، لكنني شعرتُ أنها في النهاية تراخت دفعاتها ضدي.
" ما عدتُ أملك مكانًا اذهب إليه"
إنعقدت ملامحي وبلا أن أفكر مليًّا تسآلت.
" هل أستطيع أن أسأل لِمَ؟"
أومأت متنهدة وأجابت.
" هربتُ من تدابير أبي، فهو يريد تزويجي لشاب ثريّ دون أي إعتبار لإرادتي"
أومأتُ مُتفهمًا، أستطيع أن أتفهم الوضع الذي تمر فيه، وسُرعان ما خمّنت أنها تنتمي لإحدى التكتّلات الإقتصادية في البلاد.
بما أنني أنتمي لذات الطبقة وأخوض ذات المُشكلة، فلا بأس إنني أتفهم.
إعتدلتُ عن السيارة ثم تحدثتُ إليها.
" سآخذكِ إلى إحدى الفنادق لو تُريدين"
إرتفع حاجبها تسخط عليّ فسرعان ما بررت.
" لا تُسيئي الفهم، سأضعكِ في مكان آمن وأغادر"
أخذت تفكر لبضع دقائق، وأنا أنتظر على نار لأسمع إجابتها، في النهاية أومأت تقول.
" حسنًا، إن أثبتَّ لي حُسن نواياك سأصدق أنكَ رجلًا تسعى خلف أهدافك بمجهودك، لا بالتراخي والخذلان"
ضحكت فيما نصعد السيارة وبينما نربط الأحزمة قلت.
" وماذا تظنين هدفي؟"
رمقتني ترفع كتفها.
" ألستَ تريد إهتمامي وأن أعجب بك؟"
أومأت باسمًا.
"بلى!"
" إذن اجتهد! أنا لا أقع للجمال والمال والسُلطان، أقع للإرادة القويّة، الجهود المبذولة، والأهداف الواضحة"
همست بينما انطلق.
" سأحسن الظن بكِ واعتبركِ تشجعيني، لا تستغليني!"
وصلت بها إلى إحدى الفنادق بمنتصف المدينة، حِسي العالي بصرف المال جعلني أختار لها أفضل فندق في المدينة، وأن أحجز لأجلها أفضل غرفة مُتاحة.
كانت تنتظرني أُتمم الإجراءات في الرُدهة، وفورما إنتهيت ذهبتُ إليها أحمل المفتاح وهمست.
" تفضلي"
إستلمته مني وشكرتني، ثم غادرت.
كنتُ عالقًا في محورها لدرجة جعلتني أعمى عن الصحفيين الذين يتبعوني أينما ذهبت.
غادرتُ الفندق وذهبتُ إلى شقّتي القريبة، كنتُ أشعر بالكسل لأذهب إلى البيت، شقّتي أقرب.
....
في الصباح الباكر، لم أتمكن من النوم إطلاقًا، نظرتُ في الهاتف، عشرات الإتصالات ومئات الرسائل قد وصلتني.
أنها التاسعة صباحًا وأنا نمت في السابعة، تنهدتُ أحمل الهاتف لأضعه على الوضع الصامت، لكنني لاحظت أن أغلب هذه الإتصالات من أبي.
حينما هاتفته قال جملة واحدة وأغلق الخط.
" عُد إلى المنزل حالًا!"
فتحت إحدى الروابط الذي بعثه لي، وإذا بها مقالة لصحيفة صفراء قد إلتقطت لي صورًا مع فتاة اللوتو البارحة في الفندق.
وبعنوان عريض كُتِب.
" بيون بيكهيون يقضي ليلة عابرة مع وريثة إحدى التكتلات الإقتصادية بفندق شهير"
" ما اللعنة؟"
نهضتُ سريعًا وقصدتُ الفندق لعلي أجدها قبل أن يعثر عليها أحد، لكنني تفاجئت برجال كُثر يسحبونها رغمًا عنها إلى سيارة ما.
تبعتهم لأمنعهم، لكنني لم أقدر أن أفعل شيء لأجلها في النهاية، خطفوها مني، أشعر بأن حُلمي ينساب بين يدي، وكأن الذي حدث من الغروب حتى الشروق حُلم جميل لا يمكن أن يتحول إلى واقع.
عدتُ للمنزل خالي الوفاض، استقبلني أبي بصفعة وتوبيخ حار.
" كيف تُثِر فضيحة مُخزيّة كهذه وأنت ابني وزفافك أصبح قريبًا؟!"
رفعت وجهي إليه وبلا خجل أو خوف أخبرته.
" لا يمكن أن أتزوج بفتاة أخرى سِواها، لقد قضيتُ الليلة معها كما ترى!"
قبض على تلابيب قميصي وأسهب في شتمي ولعني، لا بأس؛ سأتحمل كل شيء لأجلها.
لكن كلامي أثمر نفعًا، إذ بدأ أبي يُنبّش خلف أصل الفتاة واكتشف عنها الكثير، مثل أنها وريثة التكتل الإقتصادي المُنافس لأبي، وتعاضد بين التكتلين سيخدم مصالحه بالتأكيد.
لا بأس أن يستغلني لأجل المزيد من المال وأستغله لأجلها، في النهاية؛ لا يهمني سوى الحصول عليها؛ بجهد وإجتهاد؛ كما تريد هي.
نظّم أبي إجتماعًا مع والدها، لأجل فرض تعاون بين التكتلين، وإختلاق قصة حب واجهت الصِعاب بيني وبينها.
ذهبتُ إلى منزلها بصحبة أفراد عائلتي المقرّبون، إنها تعيش في منزل لا يقل ترفًا عن منزلي.
حينما أتت وطلّت عليّ هذه المرة بفستان أسود نظرت إليها لوهلة، لكنني سرعان ما أشحت عنها، ولكنها لم تكف نظراتها عني.
كونها توجّه إهتمامها لي وحدي لهذه إذن ضربة حظّ، لكنني تجاهلتُ نظراتها كلما رمقتني بهاته النظرات المشحونة بجوّ ساخن من الحب.
تجاهلتُ تطلُعاتها وكأنني لستُ مهتمًا بها.
أنا آسف؛ ولكن أرجوكِ تفهميني، لا أريدكِ أن تخوضي الصِعاب معي، سأتحمل وحدي كل المشاق.
سأصل لكِ مُتعبًا ومجهدًا كي أحصل عليكِ، فقط أحتاج منكِ بعدها أن ترمقيني بحب وتُربّتي عليّ.
" ابني أخبرني أنكما قضيتما الليلة معًا، وعلينا الآن أن نصلح ما أفسدتمانه"
تحدث أبي فشق والدها سيفًا من عينيه وطعنها به، عيناه لم تكن ترحم، أفهم الآن لِمَ هربت، حينها تدخلت.
" كنتُ أكذب عليك يأ أبي، أنا فقط قابلتُها الأمس ولم يحدث بيننا شيء"
صاح أبي واقفًا.
" ماذا؟!"
أومأت وقلت.
" حتى أنني لا أحبها، أعرفها من الأمس فقط، لكنها تناسبني أكثر من تلك التي إخترتها لي"
ثم أشرت لها بسبابتي بينما أنظر إلى أبي.
" أريد هذه الفتاة تحديدًا وإلا ما تزوجتُ قريبًا"
أخفضت فتاة حظّي رأسها، وأخذت تشابك أصابعها في حِجرها بإرتباك، بدوتُ متغطرس، كشاب مُدلل يحصل على كل ما يريده، لا أنكر أنني كذلك، لكنني أظن أنها تفهمني الآن.
أنا لا أريد أن أورّطها مع أبيها هذا، بنفس الوقت؛ أريدها هي، لا أريد غيرها.
الآن الناس ينظرون إلينا، يحملون عُلب الفُشار، يترقبون ويراقبون ما الذي سيحصل لنا.
لكنني رغم كل الظروف؛ أنا مُتيقّن مما أريده، أنا أُريدها هي أكثر من أي شيء في حياتي، ولأجلها مستعد أن أدفع الغالي والنفيس، فقط لأحصل عليها.
...
سارت الأمور كما أردت، والفتاة التي لفتت إنتباهي إصطدتُها بضربة حظ لتكون العروس في بيتي.
تخليتُ عن الكثير من الأشياء لأجلها، كحُريتي، وفراع وقتي، وبعثرة المال كما أشاء.
الآن أنا مُلزم أن أُعيل نفسي وأُعيلها، أُدير جُزءًا من أعمال أبي، وأكسب قوت يومي بعرق جبيني.
حصلتُ على شقتي مسكنًا لي، واحتفظت بسيارتي، إلا أن بطاقتي السوداء سُحبَت مني بحجة أنني مُلزم أن أتحمل المسؤولية الآن.
اليوم تدخل فتاة اللوتو منزلنا الخاص لأول مرة بالثوب الأبيض، حظينا بعرس يليق باسم العائلة واسمي، أصدقائي أحيوا الحفل بضجيجهم، أنا سعيد لأنها معي.
تركتها تأخذ وقتها الخاص، أما أنا حصلتُ على وقتي الخاص أيضًا في الجاكوزي.
طرقت الباب مرتين.
" بيكهيون، أنت هنا؟!"
كنتُ مُسترخي بالحوض والماء بالفقّاعات يغمرني، رائحة الشموع العطرة والورود تفرش الماء تسترني، وبيدي كأس شمبانيا أبيض أبلل به جفاف حلقي.
"ادخلي!"
فتحت الباب ثم انتظرتُها كثيرًا حتى عبرت الباب، أدري أنها خجول، وهذا يجذبني لها.
ولجت على أستحياء تنظر أرضًا وتسير إليّ على مهل.
أحمر شِفاه شاتو بلون النبيذ مجددًا...
شمبانيا بيضاء بيدي...
وحِمام من الفُقاعات...
عناصر الإثارة كاملة بالفعل، أشرتُ لها أن تقترب، ففعلت على أستحياء، ولمّا صارت قريبة، جذبتُها من معصمها لتسقط في الحوض معي.
شهقت بخفة، وأستندت بكفيها على صدري، كانت فُرصتي لأتذوق النبيذ الذي يغمر شفتيها، لطالما أردتُ أن أفعل.
أمسكتُ بذقنها بإبهامي وسرقتُ شِفاه النبيذ عبر قُبلة، لم أكن لطيفًا ولا صبورًا، لأنني أريدها بجموح وجنون، وكبحت نفسي حتى هذه الليلة بالغصب والصبر والإسترضاء لنفسي فأن الذي أريده حاصلٌ حاصل، فقط عليّ أن أتمهل.
حاولت دفعي بينما أزيح عنها الروب ثم حمّالات قميصها الأحمر.
" بيكهيون تمهل من فضلك!"
تمسّكتُ بوجنتيها بين كفيّ، وقرّبتُها مني حتى أركنتُ ناصيتي على ناصيتها، ثم همستُ لها.
" لن أسمح لهذه اللحظات أن تعبرنا عن فراغ، سأجعلنا نُجَن يا إمرأة حظي!"
خطفتُ من عُنقها القُبل وهي أخذت تكمش على كتفيّ، كدتُ أفقد أنفاسي لأجلها، أكاد أفقدني، تقطّعت أنفاسي.
وبلحظة هذيان همستُ في أُذنها.
" أنا أُريدكِ بجنون أكثر من أي شيء آخر"
حضنتُها إلى صدري وتمتمتُ لها.
" راهني بكل شيء عليّ"
بعد أن غمرنا الحب وغمرناه، جعلتُها تتكئ على صدري لترتاح في مياه تغمرنا والفُقاعات تلعب معنا، سكبتُ لنفسي ولها كأسيّ شمبانيا بيضاء، ثم بعد وهلة قالت.
" بسببي قدمت تضحيات كثيرة، وتخليت عن الرفاهية التي إعتدت أن تعيش فيها، أنا آسفة لذلك"
مسّدتُ على شعرها بكفي أقول مازحًا.
" المهم أنني أثبتُ لكِ أنني حصلتُ عليكِ بجدّي وأجتهادي، أليس كذلك؟!"
أومأت تبتسم وقالت.
" ما كنت أظن أن أحدهم سيقدم التضحيات لأجلي"
حركت وجهها لتبصرني وهمست.
" أنت أثبت لي أنك لست الشاب الغني المُدلل"
كانت تنظر إلى شفاهي بينما تتكلم، ولم أقصّر بمنحها ما أرادت، قبّلتُ ثغر الفتنة هذا، وهمستُ أتلمس وجنتها بأطراف أصابعي.
" أنا لستُ أحتاج المال، أحتاجكِ أنتِ فقط"
وصمت عُنقي بقبلة خفيفة إطراءً عمّا قُلت، ثم أسندت رأسها على كتفي تزفر أنفاسها براحة.
هي مُرتاحة وأنا لدي شعور مُناقض تمامًا، أشعر وكأن على رقبتي زر لتفعيل وضع الإثارة في كافة أنحاء جسدي.
هي من فعلت ذلك بي، عليها أن تتحمل إذن.
حينما شعرت بيدي تتسلل إلى خصرها بطريقة لا سويّة على الإطلاق تمسّكت بيدي وتذمرت.
" مُجددًا؟"
أومأت وأنا أشعر بالجفاف في حلقي.
" أنا ما زلتُ عطشان، وما زلتُ أملك الكثير من الأشياء لأعطيكِ أياها"
ما كنتُ أدري أن قلبي سيصرخ لأجلكِ بأعلى صوت.
...................
EXO LOTTO
Byun Baekhyun
......................
سلااااااااام
وصل وانشوت جديد👏👏👏
أحسني ما أبعدت فيه، وغيّرت القصة مرتين لتناسب ثيم الأغنية😭😭
كتابة وانشوت بهاي الطريقة عن جد صعبة، بس بعتبرها كفاصل تقاهة بين روياتي الكئيبة الحمد لله🌚💔
طبعًا أغنية لوتو هي أكثر أغنية رشحتوها بمجموع ١٥ ترشيح، وبيكهيون أكثر عضو طلبتوه بمجموع ٣٥ ترشيح.
حطمتو الرقم القياسي السابق تبع سوهو
👏👏👏
المهم
رأيكم بالوانشوت؟
عكس الأغنية بشكل جيد؟
تقيمكم له من عشرة؟
رأيكم بشخصية بيك والبطلة؟
وأخيرًا وليس آخرًا...
هون إختارو بطل الوانشوت القادم والأغنية الي بدكم اياها؟!
الأغاني الرئيسة، الفرعية، السولوز، الكوفرز، التعاونات، الأوستات، والأغاني الفردية للأعضاء، كلها مقبولة.
الشرط الوحيد أنو يكون العضو الي تختاريه مُشارك بالأغنية.
يعني ما بينفع تطلبي لاي للوف شوت مثلًا او دي او لاوبسيشن... وهكذا
وبس...♥️
دمتم سالمين♥️
♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️
Love♥️
إنني رَجُلٌ مرموق، أنحدر من أعلم السُلم الإجتماعي، من وسطٍ مُخملي رفيع وباذخ الترف.
بكل هذه الصِفات فيي؛ أكون محط لإهتمامِ الجميع وإنتباههم إينما حططت، لأنني ببساطة بيون بيكهيون، شاب محبوب وموهوب في جذب النساء.
إعتدتُ وصُحبتي من الشباب أن نقضي سهرة في نهاية كل أسبوع في هذا النادي الليليّ تحديدًا.
نشرب، نرقص، نلهو، ونلعب... ونضرب اللوتو حتى الصباح.
جيمعنا، ونحن تسع أصدقاء، أبناء عائلات ثريّة مُخمليّة، لسنا قوّامون على أموالنا، نحن نصرفها لمتعتنا وحسب، لا نَكِد في تحصيلها.
عُرفنا بأننا حَفنة من الشُبّان الوسيمين، اليافعين، السيئين، والأغنياء...
نحن هذا النوع من الرجال الذي تحبه أغلب النساء، ويتراهنّ للحصول على إنتباه أحدنا.
تجمّعنا أمام بوابة الملهى ثم عبرناها معًا قاصدين رُكننا المُعتاد فيه، الطابق الثاني للشخصيات الهامّة، الطاولة الفسيحة التي ترسو قُرب السور المُطِل على ساحة الرقص والبار في الأسفل.
أدينا إستعراض دخولنا المُعتاد، فقط مشينا حتى مكاننا، والفتيات من حولنا يتعاضدنّ أمامنا للفت إنتباهنا، منحناهنّ بعض الإبتسامات المُتملِّقة، ثم إفترقنا عنهنّ.
نحن نحظى بشعبيّة واسعة جدًا بين الفتيات، ولا نود أن نخسر قلوبهنّ أو نُحطّم آمالهنّ لمجرد أنهنّ لا يناسبنّ أذواقنا الخاصّة، فهِتاف النساء لنا يُشعرنا بالثقة، ويمدّنا بشعبية واسعة بينهنّ.
بينما أنا...
للآن أنا لم أرى الفتاة التي تُناسب ذوقي، الفتاة التي تقدر أن توسّع قلبي حتى يتّسعها ولا يسع غيرها وتجلس فيه، تستحوذ علي وعلى قلبي.
أُريدها أن تكون فتاة مُلفتة للإنتباه أكثر مني، تجذبني قبل أن أجذبها، أكون أنا من يسعى إلى إنتباهها.
أود أن أتباهى أمام الناس أجمعين بأنها حبيبتي أكثر مما تتباهى هي بي، أريد أن تكون الفتاة التي أشعر معها بأنني أكثر رجل محظوظ بالعالم لأني حصلتُ عليها.
حتى لو كان في سبيل الحصول عليها تكبّدتُ خسائر كبيرة.
لا، ليست كأنجلينا جولي، أو سكارليت جوهانسن... فقط أريدها فتاة تقدر أن تلفت إنتباهي، فتاة تصطاد إنتباهي من أول نظرة، هذا النوع من الفتيات.
جلسنا على طاولتنا القريبة من السِوار الذي يطل على الطابق السُفلي ويكشفه لنا، هناك حيث يجتهدنّ الفتيات بالرقص لجذب إنتباهنا.
لا أريد فتاة تلهث خلف إهتمامي، أُريد أن أصطادها أنا، لا أن تصطادني هي.
أكتفيتُ من النظر إليهنّ بالأسفل، أجسامًا مصقولة، لا نحت أنثويّ فيها ولا رسم يثير إهتمامي، فقط أسطُح مستوية بشريّة.
تذمرتُ أُحدّث الرِفاق بلا أن أحس أنني أفعل في البداية.
" هل كل فتيات كوريا على هذه الشاكلة؟ لا توجد فتاة واحدة فقط على ذوقي"
" إنك إنتقائي جدًا، خفّض معاييرك المرتفعة، وستجد فتاة مُناسبة بالتأكيد"
لاي يهمس لي بنصائحه اللافائدة منها بينما يحيط بكتفي كواعظٍ ما، رمقته شزرًا وسُرعان ما رددت.
" هل وجدت الفتاة التي تناسبك بعدما خفّضتَ معاييرك؟!"
إرتبك لاي يبرم شفتيه، فكان دوري أن أربت على كتفه، وأنزع عنه ثوب الواعظ هذا الذي لا يُناسبه على الإطلاق، فهو أكثر من يُعاني من العزوبية بيننا.
" لا، إذن لا تُسدي النصائح بهذا المجال لأحد يا صديقي العزيز مرة أخرى"
حرّك كتفيه بجهل، وانشغل في الحديث مع كاي، جميع الفتيان مثلي، معاييرهم عالية حول فتاة الأحلام، لكنهم يلهون مع أي فتاة أخرى، أنا لا أفعل، سأُراهن بكل حظّي على فتاة واحدة فقط.
تقدمت منّا فتاة، خمّنتُ من زيّها أنها نادلة وظِّفت جديدًا، فأنا لم يسبق لي رؤيتها من قبل هنا.
إستعرضت ملامحها المطموسة بمساحيق التجميل ثم قوامها الممسوح علينا؛ بما أن الفرصة سانحة لها للفت إنتباه أحدنا كما تعتقد.
" حضراتكم، ماذا تشربون؟"
إخترتُ النبيذ وأختار الشباب ما يريدون، وحينما أتت بطلباتنا إنخفضت بجذعها زيادة لإستعراض صدرها الممسوح، لا أدري ما الذي تريد مني أن أراه، اللاشيء الذي تملكه؟
تجاهلتُها وتحاشيتُ النظر إليها، فإنني أعرف هذا النوع من الفتيات، دبِقات زيادة كالعلكة لو إلتصقت بشيء لا تنفك عنه، ستطاردني لو وقع بصري عليها بعفويّة.
نهضت من بين الشباب أحمل كأس النبيذ بيدي وقصدتُ سور الطابق، إستندتُ عليه بكفي، وبالآخر أخدم رغبتي في رفع كأس النبيذ إلى فمي.
كنتُ أُقابل الباب الرئيسي وأنظر إلى الأسفل بملل، لا شيء يجذب إنتباهي، حتى الأغاني التي يشغلونها، هي نفسها لا تتغير، تُصيبني بالضجر.
لم يخطر في بالي وأنا في معمعة الملل هذه أن باب الملهى فجأة سينشق؛ لتخرج من بين دفّتيه العريضتين فتاة بديعة الخَلق، سرقت إنتباهي كله لها من أول نظرة فقط!
فيما تسير والثقة تنضح من هيئتها الفتّانة، تبيّن لي أنها لديها عادة في سرقة الإنتباه، تجعل الناس المتشتتين بإهتمامات مُختلفة يجتمعوا فجأة ويصبّوا كل تركيزهم عليها، إذ كانت تمضي بين الحُشود، والأعين كلها متجمهرة عليها.
أردتُ أن أختلف عن بقية المتفرجين، ألا أكون كالبقية الذين ينقادون كالقطيع خلف جمالها الأخّاذ.
أردتُ تجاهلها والمُضي قُدمًا لكنني فشلت.
رغم أنني كنتُ أتراجع عنكِ وابتعد إلا أنكِ كنتِ تقصديني، يا حظّي!
فحينما أردتُ إختبارها على مقاييسي، فنّدتُ جميع مقاييسي وأخترتها هي وحدها، هي تفوق كل مقايسي.
أنا الذي كنتُ أبحث عن فتاة تتناسب مع ذوقي الصعب، وجدتُ فتاة تتفوق على كل توقعاتي، فتاة مذهلة، فتاة حظّ.
رفعت نظرها ناحيتي، وحتى إن ما كانت تقصدني في نظراتها، شعرتُ بأنها تتفقد لو أنها تسللت إلى قلبي بنجاح أم لا.
وقد تسللت بالفعل وبنجاح تام، خصوصًا عندما إبتسمت نحوي فتنهدتُ ثملًا بحلاوة هذه الفتاة وغمّازتها التي أشرقت في لُب وجنتها.
ما كنتُ قادرًا على ضبط الضجيج في داخلي، صوت في داخلي يصرخ لأهم بها وأجعلها تهم بي، لا أطيق صبرًا حتى أتحدث معها، وأكون منها قريب.
أود أن أتأمل هذه الفِتنة عن قُرب.
عدتُ إلى الرِفاق وما كنتُ بحاجة لتبرير موقفي لهم، فهم يفهموني دون كلام، إذ أخذوا يصفقون ويغنون بشغب وصخب.
" الأمير وجد السندريلا أخيرًا!!!"
تنهدتُ أتجاهلهم، وهبطتُ إلى الطابق السُفلي إليها، هم سخريتهم لن تنتهي، وأنا بحاجة لأن أرهن كل لحظة من وقتي الثمين على هذه اللوتو.
رأيتُ الكثير من الشباب يحفّونها ويتوددون إليها، لكنها تجاهلت الجميع، وأختارت أن تُشارك كأس نبيذ مجلسها على بار الساقي.
عن قُرب كنتُ قادرًا على تقفّي مدى إعجابي بها أكثر، فلقد بدت حلوة شهيّة ألذّ من النبيذ، أقوى مفعولًا منه.
أحمر شِفاه شاتو بلون النبيذ... كالنبيذ الذي بيديّ تجعلني ثمل من النظر إليها وحسب، وكأن النبيذ الذي يرسم شفتيها بدقّة قد مسسته بشفاهي وعبر حلقي.
ليته يعبر...
ترتدي فُستانًا خمريّ اللون بأكمام طويلة، يضيق على جسدها الرشيق ذا المفارق الأنثوية الطاغية، ويعرّي سِتر ساقيها البضّين حتى أعلى رُكبتيها.
يكاد الجمال أن يخنقني بنوبة إعجاب...
مضى على معرفتي بها عِدة دقائق وحسب، وأنا رجل ذا قلب خفيف، وقعت لها باسم الحب بيُسر وعلى عجلة في غضون بضع نظرات والكثير من النبضات.
سُرعان ما خسرتُ قلبي لها بعد أول لقاء، بهذه السهولة، لكم هي طاغيّة لتقدر على زعزعة ثباتي بمثل هذا المجهود المعدوم الذي بذلته هي.
أستطيع أن أُدرك أنها فتاة مُختلفة عن الأُخريات بمجرد العبور بجوارها.
لقد لفتت إنتباهي، أليس هذا أمرًا كافيًا لتكون فتاتي الخاصّة بي؟!
إقتربتُ منها وعلى مسامعها همست أعبث، فلربما هي تحب العابثين، سأجرّب أنواع مختلفة من الغزل لأجلها.
" هُناك صوت أسمعه من بعيد"
إلتفتت لي تعقد حاجبيها الناعمين وترمقني بجهل، وكم ظفرت رِقة عيناها بمساحات واسعة من قلبي.
أتبعتُ والنبض يُحاربني، ودونما أشعر إرتفعت زاوية ثغري لأشكل إبتسامة أُهديها لها.
" يخبرني أن أستمتع الليلة"
سمعتُ صوت ضحكتها يرنّ كلحن شديد النعومة في أُذني، حتى ضحكتها تتفوق على مقياسي كلها مجتمعة، ورغم أنها قصدت أن تسخر مني في ضِحكتها، لكنني أحببتُ لو تُطيل رنّات ضِحكاتها أكثر.
إحتست من كأسها رشفة وقالت، بينما أراقب بعيني عبور النبيذ حلقها، يا لحظّه!
" لستُ للمُتعة، هناك أطنان من الفتيات يتوسلنّ إهتمامك، تكرّم على واحدة منهنّ بشرف منحك المُتعة التي تريد"
أحببتُ لِسانها الحاد هذا الذي يتوافق مع جمالها الحاد، هذا المزيج لا يفشل بأن يجرجرني لصالحها أكثر وأكثر.
جلستُ بجانبها، فنظرت إليّ تُظهر سخطًا، وسامتي لم تشفع لي عندها كي تستضيفي في مجلسها، تبدو عدوانية اتجاه أبناء جنسنا أجمعين.
" لكنكِ الوحيدة التي لا تريد إهتمامي، وأنا لا أعطي إهتمامي إلا لمن تستحقه، وأراكِ وحدكِ تستحقينه"
همهمت، ووسمت تكذبيها لي ببسمة ساخرة فقالت.
" هكذا تُغازل الفتيات عادة، لا أنكر أنه أسلوب جذّاب، لكنني لا أقع لمثل هذه الحيّل"
وضعتُ كأسي على البار، ونظرتُ في عينيها التي صُبَّ فيها العسل عميقًا.
" صدقيني، وحدكِ التي غازلتُها، عادة ما يحدث العكس"
برمت شفتيها ترمقني مُكذبة، ثم أومأت بلا إهتمام، واتبعت شُرب كأسها، تتجاهلني لتتخلص مني.
وأنا لتوي إكتشفت أنني دبق أكثر مما قد تتحمل، الآن أفهم شعور الفتيات اللواتي يطاردنني، ولا ألومهنّ، لأنني سأُطارد فتاة اللوتو منذ الآن وحتى تسقط لي كما سقطت.
" لا تُصدقيني؟"
حرّكت كتفيها وأجابت مُقتضبة.
" لا تحتاج شهادة تصديق مني كي تستمر بمُغازلتك لي، لن تستطيع عبور الطريق الشائك إلى قلبي، جميعكم تفضلون الحصول على النفيس بلا مُقابل."
صاح إحدى الرجال من بعيد يقول وقد لفت إنتباهها.
" إيري، ألن تأتي وتُجربي حظّكِ في اللوتو مرّة؟"
نهضت تهمس.
" أنا اللوتو بالفعل"
لربما تكون بالفعل... اللوتو الذي يخصني، حظّي.
تقدّمت من طاولة اللوتو بكتفينّ شامخين ورأس مرفوع، ضربت النَرد والجميع يترقب، فأصابت اللوتو من أول مرة وربحت الجولة قبل أن تبدأ حتى، فأخذ الجميع يهتف لها، بينما أنا فقط تأكدتُ بيني وبيني، أنها لا تعوّض ولا تُضيَّع.
لأنها ببساطة فتاة حظّي...
رأيتُها تخرج من أبواب الملهى بعدما ألحقت بالجميع هزيمة ساحقة ووحدها تألقت بالفوز، ربما كي لا أُلاحقها غادرت، لكنني لن أسمح لنفسي بخسارتها، لا أظن أنني سأسامح نفسي لاحقًا لو فعلت.
فماذا كان بوسعي أن أفعل؟!
أنا بالفعل أصبتُ اللوتو...!
خرجتُ لأجدها في الجوار، وأحثّها لمرافقتي كيفما كان.
أشرتُ للشباب بأنني مُغادر خلفها، تغامزوا وتلامزوا عليّ، لكنني تجاهلتهم وخرجتُ أتبعها.
إيتوان لا تنام، عامرة بالحياة طيلة النهار والليل، هذه مدينة آمنة من حيث الحياة، خطرة من كل النواحي الأُخرى.
أتى الموظف بسيارتي، مرسيدس طِراز مايباخ إكسيليرو، أغلى سيارة مرسيدس في العالم، لا تليق بس سيّارة إلّاها.
لم أخترها لأنها أغلى سيارة في العالم، فقط ذوقي متطلب وأنا أحصل على كل شيء أريده، وهي أُريدها.
رأيتُها تسير بينما تضع على جسدها مِعطف طويل، تبعتها وحينما أصبحت قريبًا منها أنزلتُ الزُجاج.
" فتاة اللوتو!"
إلتفتت إلي وتنهدت بأستياء، لم تتوقع أن أُلاحقها، لا بأس في إزعاجها إن ظفرتُ بها، حينها قُلت.
" لن يسعكِ التخلص مني بهذه السهولة، فقط لو وافقتِ أن تُرافقيني إلى حيث تشائين"
وقفت تفكر مليًّا، شعرتُ بها مُترددة، والتوتر ينهم من وجهها، أتفهم...
لا يمكنها أن تثق برجل تعرفه للتوّ.
لكنها في النهاية تنهدت وأومأت، ثم سارت إلى الباب الذي يجاورني وجلست بجانبي، تبدو يائسة حيال شيء ما.
لم أستطع ألا أن أبتسم في حضرتها، أدرتُ مُحرّك السيارة ومضيتُ ببطء، لعل الطريق لا ينتهي أبدًا.
" أين آخذك؟"
" إلى أي مكان تُريد"
ما كدتُ أُبدي عَجبي من إجابتها المُقتضبة إلا وهي تُبدد، ورفعت سبابتها بوجهي تُهدد.
" أيُ مكان غير مشبوه"
لم أتكتم على ضحكتي، ضحكتُ مما قالت، فأنا لم يخطر لي أنا أفعل شيئًا كهذا، أريدها طويلًا، لا لليلة وحسب.
" لستُ آخذ الحُب غصبًا، لوما قُدم لي عن رغبة فلن أرغب به، لذا لا تقلقي آنستي"
لزمت إنتباهها بالشوارع، ما بدت منذهلة من مدى البذخ الذي أعيش فيه، ولم تسائل عن ذلك حتى.
أنا فقط مضيتُ بطريقي معها والصمت ثالثنا، حتى خرجتُ من إيتوان كلها وإرتقيتُ بسيارتي إلى قِمة جبل تظهر سيؤل بأكملها أسفله.
وصلنا قُبيل الفجر بالفعل، وقررنا معًا بلا ان أقول ولا أن تقول هي أن نُراقب شروق الشمس حينما تأتي بيوم جديد تلده بسلام وجمال.
يبدو أن لا مشكلة لديها في الأمر.
خرجت من السيارة وتبعتُها، ثم هي إستندت على سيارتي تُراقب السماء، وأنا فقط فعلتُ مثلها.
حينها همست فيما أنظر إلى السماء ويحيطني عِطرها.
" أشعر أن كل شيء قد تغيّر الليلة، حتى الهواء يبدو مُختلفًا، يتسلل إلى صدري كنسيم عليل لطيف مُختلطًا برائحتكِ الزكيّة"
أثقل صدري الإنغماس في حُب هذه اللحظات واتبعت.
" أرى السماء تلمع وتُضيء بنجوم فضيّة مُضيئة، أشعر كما لو أن العالم تغير بالفعل، وأصبح مُبهجًا جميلًا فجأة"
إلتفتت إليّ تستنكر فيما تعقد ساعديها إلى صدرها.
" ألا ترى أن غزلك مُبتذل"
نفيت.
" لم أكن أُغازلك، بل أرى العالم بعين مُختلفة"
أخفضت رأسها مُحرجة مما قُلت ولم تتبع، فقط لزمت الصمت.
ثوانٍ مرّت فرأيتُها ترفع رأسها تزفر أنفاسًا ثقيلة ونبست.
" أنت ما الذي يعجبكَ بي؟ لِمَ تُلاحقني؟"
إلتفتُ لها، أستند بمرفقي على مقدمة السيارة، فحطّت إنتباهها علي وطالعتني بإهتمام، أشعر بالسعادة لأنها تتوق لسماعي أخيرًا.
" الحظ هو فُرصة تأتي مرّة واحدة، أنتِ حظي وأنا أرمي بنفسي إليكِ"
نفت بكتفيها وقالت.
" أنا لستُ محظوظة..."
قاطعتُها.
" بلى، أنتِ حظي، اللوتو الذي يخصّني"
ضحكت ثانية، لكن هذه الضحكات لم تجعلني محطًا لسُخريتها، بل ربما تذوّقت الحلاوة في كلامي الخالص لها، هذه الحلاوة نابعة منها ورددتُها إليها.
" أنت تُجيد صفّ الكلام بالفعل!"
نفيتُ برأسي واتبعت.
" أنا فقط صادق مع نفسي ومعكِ"
نظرتُ في عينيها التي أشاحت بهنّ عني خجلًا فورما همست.
" أنتِ تُعجبيني!"
كانت مشغولة بأن تخجل مني، بينما أنا مشغول بالنظر إلى هذه الإطلالة الرائعة التي تتكون منها وحسب.
للمرة الأولى في حياتي؛ أشعر برغباتي المكبوتة داخلي تتفتق ثم تتفجر وتتفجر.
إنها المرة الأولى لأن تحدث في صوامعي كل هذه الإنفجارت من المشاعر والرغبات المكبوتة.
كرغبتي بأن أنظر إليها هكذا إلى الأبد، رغبتي بأن أحتضنها الآن، رغبتي بأن أُعانق خدّيها وأستنشق عِطرها إلى أعمق نقطة شمّ بي.
تجعلني مُتعطش لها، ولو حدث ورويتُ عطشي، سأكون عطشًا للمزيد منها بلا شك.
راقبنا الشروق معًا بصمت، والجوّ بيننا لطيف وهادئ، كنسيم الفجر اللطيف والشفق الوسيم، وبعد أن شعّت خيوط الشمس إلتفتُ لمُراقبتها هي.
كيف لا تعجبني وأنا غارق حتى أخمصي بتفاصيل تفاصيلها؟
كأطراف شعرها التي تتفاوت ألوانها بدرجات البُني، عدسات عينيها التي تصفّر أسفل أشعة الشمس ببهاء وجمال، غمّازها المصقول في وجنتها اليُسرى، والشامة التي تأخذ مساحة من قلبي ومن ذقنها.
تنهدتُ أكبت رغبتي الحثيثة بنثر القُبل وقلت.
" أين عليّ أن أوصلك؟"
لأنني ما عدتُ أطيق صبرًا.
لا أقوى أن أنظر لها طويلًا حتى أعبر عنها بنظري، لستُ رجل تعلوه السيطرة، قد أرتكب حماقة حب بلا تفكير، مشاعري تنتشر في خلايا دماغي حتى، وتشل تفكيري لو تعلق الأمر بها.
لم تجبني سريعًا، بل شعرت بها تفكر وتتريث بمنحي إجابة، لكنني شعرتُ أنها في النهاية تراخت دفعاتها ضدي.
" ما عدتُ أملك مكانًا اذهب إليه"
إنعقدت ملامحي وبلا أن أفكر مليًّا تسآلت.
" هل أستطيع أن أسأل لِمَ؟"
أومأت متنهدة وأجابت.
" هربتُ من تدابير أبي، فهو يريد تزويجي لشاب ثريّ دون أي إعتبار لإرادتي"
أومأتُ مُتفهمًا، أستطيع أن أتفهم الوضع الذي تمر فيه، وسُرعان ما خمّنت أنها تنتمي لإحدى التكتّلات الإقتصادية في البلاد.
بما أنني أنتمي لذات الطبقة وأخوض ذات المُشكلة، فلا بأس إنني أتفهم.
إعتدلتُ عن السيارة ثم تحدثتُ إليها.
" سآخذكِ إلى إحدى الفنادق لو تُريدين"
إرتفع حاجبها تسخط عليّ فسرعان ما بررت.
" لا تُسيئي الفهم، سأضعكِ في مكان آمن وأغادر"
أخذت تفكر لبضع دقائق، وأنا أنتظر على نار لأسمع إجابتها، في النهاية أومأت تقول.
" حسنًا، إن أثبتَّ لي حُسن نواياك سأصدق أنكَ رجلًا تسعى خلف أهدافك بمجهودك، لا بالتراخي والخذلان"
ضحكت فيما نصعد السيارة وبينما نربط الأحزمة قلت.
" وماذا تظنين هدفي؟"
رمقتني ترفع كتفها.
" ألستَ تريد إهتمامي وأن أعجب بك؟"
أومأت باسمًا.
"بلى!"
" إذن اجتهد! أنا لا أقع للجمال والمال والسُلطان، أقع للإرادة القويّة، الجهود المبذولة، والأهداف الواضحة"
همست بينما انطلق.
" سأحسن الظن بكِ واعتبركِ تشجعيني، لا تستغليني!"
وصلت بها إلى إحدى الفنادق بمنتصف المدينة، حِسي العالي بصرف المال جعلني أختار لها أفضل فندق في المدينة، وأن أحجز لأجلها أفضل غرفة مُتاحة.
كانت تنتظرني أُتمم الإجراءات في الرُدهة، وفورما إنتهيت ذهبتُ إليها أحمل المفتاح وهمست.
" تفضلي"
إستلمته مني وشكرتني، ثم غادرت.
كنتُ عالقًا في محورها لدرجة جعلتني أعمى عن الصحفيين الذين يتبعوني أينما ذهبت.
غادرتُ الفندق وذهبتُ إلى شقّتي القريبة، كنتُ أشعر بالكسل لأذهب إلى البيت، شقّتي أقرب.
....
في الصباح الباكر، لم أتمكن من النوم إطلاقًا، نظرتُ في الهاتف، عشرات الإتصالات ومئات الرسائل قد وصلتني.
أنها التاسعة صباحًا وأنا نمت في السابعة، تنهدتُ أحمل الهاتف لأضعه على الوضع الصامت، لكنني لاحظت أن أغلب هذه الإتصالات من أبي.
حينما هاتفته قال جملة واحدة وأغلق الخط.
" عُد إلى المنزل حالًا!"
فتحت إحدى الروابط الذي بعثه لي، وإذا بها مقالة لصحيفة صفراء قد إلتقطت لي صورًا مع فتاة اللوتو البارحة في الفندق.
وبعنوان عريض كُتِب.
" بيون بيكهيون يقضي ليلة عابرة مع وريثة إحدى التكتلات الإقتصادية بفندق شهير"
" ما اللعنة؟"
نهضتُ سريعًا وقصدتُ الفندق لعلي أجدها قبل أن يعثر عليها أحد، لكنني تفاجئت برجال كُثر يسحبونها رغمًا عنها إلى سيارة ما.
تبعتهم لأمنعهم، لكنني لم أقدر أن أفعل شيء لأجلها في النهاية، خطفوها مني، أشعر بأن حُلمي ينساب بين يدي، وكأن الذي حدث من الغروب حتى الشروق حُلم جميل لا يمكن أن يتحول إلى واقع.
عدتُ للمنزل خالي الوفاض، استقبلني أبي بصفعة وتوبيخ حار.
" كيف تُثِر فضيحة مُخزيّة كهذه وأنت ابني وزفافك أصبح قريبًا؟!"
رفعت وجهي إليه وبلا خجل أو خوف أخبرته.
" لا يمكن أن أتزوج بفتاة أخرى سِواها، لقد قضيتُ الليلة معها كما ترى!"
قبض على تلابيب قميصي وأسهب في شتمي ولعني، لا بأس؛ سأتحمل كل شيء لأجلها.
لكن كلامي أثمر نفعًا، إذ بدأ أبي يُنبّش خلف أصل الفتاة واكتشف عنها الكثير، مثل أنها وريثة التكتل الإقتصادي المُنافس لأبي، وتعاضد بين التكتلين سيخدم مصالحه بالتأكيد.
لا بأس أن يستغلني لأجل المزيد من المال وأستغله لأجلها، في النهاية؛ لا يهمني سوى الحصول عليها؛ بجهد وإجتهاد؛ كما تريد هي.
نظّم أبي إجتماعًا مع والدها، لأجل فرض تعاون بين التكتلين، وإختلاق قصة حب واجهت الصِعاب بيني وبينها.
ذهبتُ إلى منزلها بصحبة أفراد عائلتي المقرّبون، إنها تعيش في منزل لا يقل ترفًا عن منزلي.
حينما أتت وطلّت عليّ هذه المرة بفستان أسود نظرت إليها لوهلة، لكنني سرعان ما أشحت عنها، ولكنها لم تكف نظراتها عني.
كونها توجّه إهتمامها لي وحدي لهذه إذن ضربة حظّ، لكنني تجاهلتُ نظراتها كلما رمقتني بهاته النظرات المشحونة بجوّ ساخن من الحب.
تجاهلتُ تطلُعاتها وكأنني لستُ مهتمًا بها.
أنا آسف؛ ولكن أرجوكِ تفهميني، لا أريدكِ أن تخوضي الصِعاب معي، سأتحمل وحدي كل المشاق.
سأصل لكِ مُتعبًا ومجهدًا كي أحصل عليكِ، فقط أحتاج منكِ بعدها أن ترمقيني بحب وتُربّتي عليّ.
" ابني أخبرني أنكما قضيتما الليلة معًا، وعلينا الآن أن نصلح ما أفسدتمانه"
تحدث أبي فشق والدها سيفًا من عينيه وطعنها به، عيناه لم تكن ترحم، أفهم الآن لِمَ هربت، حينها تدخلت.
" كنتُ أكذب عليك يأ أبي، أنا فقط قابلتُها الأمس ولم يحدث بيننا شيء"
صاح أبي واقفًا.
" ماذا؟!"
أومأت وقلت.
" حتى أنني لا أحبها، أعرفها من الأمس فقط، لكنها تناسبني أكثر من تلك التي إخترتها لي"
ثم أشرت لها بسبابتي بينما أنظر إلى أبي.
" أريد هذه الفتاة تحديدًا وإلا ما تزوجتُ قريبًا"
أخفضت فتاة حظّي رأسها، وأخذت تشابك أصابعها في حِجرها بإرتباك، بدوتُ متغطرس، كشاب مُدلل يحصل على كل ما يريده، لا أنكر أنني كذلك، لكنني أظن أنها تفهمني الآن.
أنا لا أريد أن أورّطها مع أبيها هذا، بنفس الوقت؛ أريدها هي، لا أريد غيرها.
الآن الناس ينظرون إلينا، يحملون عُلب الفُشار، يترقبون ويراقبون ما الذي سيحصل لنا.
لكنني رغم كل الظروف؛ أنا مُتيقّن مما أريده، أنا أُريدها هي أكثر من أي شيء في حياتي، ولأجلها مستعد أن أدفع الغالي والنفيس، فقط لأحصل عليها.
...
سارت الأمور كما أردت، والفتاة التي لفتت إنتباهي إصطدتُها بضربة حظ لتكون العروس في بيتي.
تخليتُ عن الكثير من الأشياء لأجلها، كحُريتي، وفراع وقتي، وبعثرة المال كما أشاء.
الآن أنا مُلزم أن أُعيل نفسي وأُعيلها، أُدير جُزءًا من أعمال أبي، وأكسب قوت يومي بعرق جبيني.
حصلتُ على شقتي مسكنًا لي، واحتفظت بسيارتي، إلا أن بطاقتي السوداء سُحبَت مني بحجة أنني مُلزم أن أتحمل المسؤولية الآن.
اليوم تدخل فتاة اللوتو منزلنا الخاص لأول مرة بالثوب الأبيض، حظينا بعرس يليق باسم العائلة واسمي، أصدقائي أحيوا الحفل بضجيجهم، أنا سعيد لأنها معي.
تركتها تأخذ وقتها الخاص، أما أنا حصلتُ على وقتي الخاص أيضًا في الجاكوزي.
طرقت الباب مرتين.
" بيكهيون، أنت هنا؟!"
كنتُ مُسترخي بالحوض والماء بالفقّاعات يغمرني، رائحة الشموع العطرة والورود تفرش الماء تسترني، وبيدي كأس شمبانيا أبيض أبلل به جفاف حلقي.
"ادخلي!"
فتحت الباب ثم انتظرتُها كثيرًا حتى عبرت الباب، أدري أنها خجول، وهذا يجذبني لها.
ولجت على أستحياء تنظر أرضًا وتسير إليّ على مهل.
أحمر شِفاه شاتو بلون النبيذ مجددًا...
شمبانيا بيضاء بيدي...
وحِمام من الفُقاعات...
عناصر الإثارة كاملة بالفعل، أشرتُ لها أن تقترب، ففعلت على أستحياء، ولمّا صارت قريبة، جذبتُها من معصمها لتسقط في الحوض معي.
شهقت بخفة، وأستندت بكفيها على صدري، كانت فُرصتي لأتذوق النبيذ الذي يغمر شفتيها، لطالما أردتُ أن أفعل.
أمسكتُ بذقنها بإبهامي وسرقتُ شِفاه النبيذ عبر قُبلة، لم أكن لطيفًا ولا صبورًا، لأنني أريدها بجموح وجنون، وكبحت نفسي حتى هذه الليلة بالغصب والصبر والإسترضاء لنفسي فأن الذي أريده حاصلٌ حاصل، فقط عليّ أن أتمهل.
حاولت دفعي بينما أزيح عنها الروب ثم حمّالات قميصها الأحمر.
" بيكهيون تمهل من فضلك!"
تمسّكتُ بوجنتيها بين كفيّ، وقرّبتُها مني حتى أركنتُ ناصيتي على ناصيتها، ثم همستُ لها.
" لن أسمح لهذه اللحظات أن تعبرنا عن فراغ، سأجعلنا نُجَن يا إمرأة حظي!"
خطفتُ من عُنقها القُبل وهي أخذت تكمش على كتفيّ، كدتُ أفقد أنفاسي لأجلها، أكاد أفقدني، تقطّعت أنفاسي.
وبلحظة هذيان همستُ في أُذنها.
" أنا أُريدكِ بجنون أكثر من أي شيء آخر"
حضنتُها إلى صدري وتمتمتُ لها.
" راهني بكل شيء عليّ"
بعد أن غمرنا الحب وغمرناه، جعلتُها تتكئ على صدري لترتاح في مياه تغمرنا والفُقاعات تلعب معنا، سكبتُ لنفسي ولها كأسيّ شمبانيا بيضاء، ثم بعد وهلة قالت.
" بسببي قدمت تضحيات كثيرة، وتخليت عن الرفاهية التي إعتدت أن تعيش فيها، أنا آسفة لذلك"
مسّدتُ على شعرها بكفي أقول مازحًا.
" المهم أنني أثبتُ لكِ أنني حصلتُ عليكِ بجدّي وأجتهادي، أليس كذلك؟!"
أومأت تبتسم وقالت.
" ما كنت أظن أن أحدهم سيقدم التضحيات لأجلي"
حركت وجهها لتبصرني وهمست.
" أنت أثبت لي أنك لست الشاب الغني المُدلل"
كانت تنظر إلى شفاهي بينما تتكلم، ولم أقصّر بمنحها ما أرادت، قبّلتُ ثغر الفتنة هذا، وهمستُ أتلمس وجنتها بأطراف أصابعي.
" أنا لستُ أحتاج المال، أحتاجكِ أنتِ فقط"
وصمت عُنقي بقبلة خفيفة إطراءً عمّا قُلت، ثم أسندت رأسها على كتفي تزفر أنفاسها براحة.
هي مُرتاحة وأنا لدي شعور مُناقض تمامًا، أشعر وكأن على رقبتي زر لتفعيل وضع الإثارة في كافة أنحاء جسدي.
هي من فعلت ذلك بي، عليها أن تتحمل إذن.
حينما شعرت بيدي تتسلل إلى خصرها بطريقة لا سويّة على الإطلاق تمسّكت بيدي وتذمرت.
" مُجددًا؟"
أومأت وأنا أشعر بالجفاف في حلقي.
" أنا ما زلتُ عطشان، وما زلتُ أملك الكثير من الأشياء لأعطيكِ أياها"
ما كنتُ أدري أن قلبي سيصرخ لأجلكِ بأعلى صوت.
...................
EXO LOTTO
Byun Baekhyun
......................
سلااااااااام
وصل وانشوت جديد👏👏👏
أحسني ما أبعدت فيه، وغيّرت القصة مرتين لتناسب ثيم الأغنية😭😭
كتابة وانشوت بهاي الطريقة عن جد صعبة، بس بعتبرها كفاصل تقاهة بين روياتي الكئيبة الحمد لله🌚💔
طبعًا أغنية لوتو هي أكثر أغنية رشحتوها بمجموع ١٥ ترشيح، وبيكهيون أكثر عضو طلبتوه بمجموع ٣٥ ترشيح.
حطمتو الرقم القياسي السابق تبع سوهو
👏👏👏
المهم
رأيكم بالوانشوت؟
عكس الأغنية بشكل جيد؟
تقيمكم له من عشرة؟
رأيكم بشخصية بيك والبطلة؟
وأخيرًا وليس آخرًا...
هون إختارو بطل الوانشوت القادم والأغنية الي بدكم اياها؟!
الأغاني الرئيسة، الفرعية، السولوز، الكوفرز، التعاونات، الأوستات، والأغاني الفردية للأعضاء، كلها مقبولة.
الشرط الوحيد أنو يكون العضو الي تختاريه مُشارك بالأغنية.
يعني ما بينفع تطلبي لاي للوف شوت مثلًا او دي او لاوبسيشن... وهكذا
وبس...♥️
دمتم سالمين♥️
♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️
Love♥️
Коментарі