Sing For You||أُغنّي لِأجلِك
كيم مينسوك (شيومين)
بطل:
Sing For You|| أُغنّي لِأجلِك
Happy Birthday to Xiumin
27/Mar/2021
..........................
《ديسمبر-٢٠١٥
مدينة سيؤل- كوريا الجنوبيّة》
تُشتَهر شركة KS للعِمارة أنَّ لها طاقمًا من المُهندسين المِعماريين البارعين، يتوزَّعون في القِسم الواحد إلى عِدَّة فِرق، كل فِرقة مُكوَّنة من عشرةِ أشخاص.
تقوم الشَّرِكة كل شهر بِمُكافئة جهودهم المبذولة في العمل عبر عِدَّة طُرق، منها رحلة تخييم تَطول لثلاثةِ أيام كل سنة في شهرِ ديسمبر.
عادةً ما تكون رحلات التخييم تَتِم صيفًا، لكن الفريق رقم واحد من غيَّرو هذهِ العادة بإصرارِهم كُلَّ سنة أن تكون الرِّحلة في وقتِ عاصفةٍ ثلجيّة.
"تشانيول اُنصِب قامة الخيمة، أنا لن أستطيع الوصول"
رَدَّ المَدعو.
"بالطَّبع لن تَصِل وأنتَ بهذا القُصر"
ثم كاد أن يتشاجر بيكهيون وتشانيول بسببِ هذا الكلام التقليدي والسخيف بينهما لولا أنَّ كيونغسو تدخَّل مُهدِّدًا.
"الذي ستمتد يده بالبطشِ أولًا على الآخر سأقتلعها له!"
ورغم أنَّ كيونغسو يُصنَّف من أصغرِ القَوم، لكنَّ كلمتِه لا تُثنّى، الجميع هُنا يخافونه ويستمعون له.
وذلك ما جعل إيري تضحك، فنعم... هي العضو الأُنثى الوحيدة بالفريق، العضو الأصغر سِنًا، وآخر عضو انضمَّ إلى الفريق، فهي بكل الأحوال العضو المُدلَّل بالفريق، التي لا يُتنمَّر عليها من زملائها الأكبر، بل وكل شيء حاضر لأجلِها.
إجتمع الفريق حول النار مساءً لشُرب المشروبات السّاخِنة وشِواء المارشميلو أثناء تبادلهم لأطرافِ الحديث المُختلِفة.
"كنتُ بالأمسِ أُقلِّب في صفحاتِ الإنترنت، وواجهني موضوعٌ شَيّق!"
جميعهم تنهَّدوا بِمَلل، بالتَّأكيد الموضوع الشَيّق بالنِّسبةِ لجون ميون هو موضوع مُمِل بالنِّسبةِ للبقيّة، ما كان أحد يبدو مُشجِّعًا لجون ميون كي يتكلَّم بل إنَّهم يحثّونَهُ على الصَّمت بِتملمُلهم، لكن إيري صفَّقت بحماسة.
"أخبرني ما هو؟!"
زادت تنهُدات الرِّجال، لكن جون ميون إبتسم وقرَّر أن يتحدَّث لأجلِ إيري فقط.
"إنَّه عن حوت إثنان وخمسون هيرتز ورائد فضاء"
الجميع أبدى إهتمامًا بالإستماع، فَلِلوهلة الأولى يبدو الموضوع شَيّقًا فعلًا، جون ميون إبتسم على ردود أفعالهم المُتحمِّسة واتبع.
"إنها قصة عن أكثر كائن وِحدة بالعالم، الحوت إثنان وخمسون هيرتز"
"اوه! هذا يبدو بائس!"
علَّق سيهون مما كَلَّف الجميع ضِحكةً خافتة، ثم جون ميون اتبع سرد قِصَّتِه؛ بما أن الجميع بَدو مُتحمِّسين.
"هذا الحوت هو الوحيد من فصيلتِه في العالم كُلَّه، سُلالتِه من الحيتان إنقرضت تمامًا، وبقيَّ هذا الحوت فقط.
لِكُلِّ حوتٍ في العالم تردُّدات صوتيّة مُعيَّنة، يصدرها الحوت حينما يبحث عن أُنثى بِغيَّة التَّزاوج معها أو ليجلِب أفراد عائلته وأصدِقائه معه، لكن هذا الحوت المسكين يصدر تردُّدات صوت مُختلفة عن بقية فصائل الحيتان جميعها، تصل تردُّدات صوته إلى إثنين وخمسين هيرتز على مقياس الصوت، وهذا التَّردُّد لا يملكه أي حوت في العالم سِواه.
لذا... هذا الحوت يحوم بِحار العالم ومُحيطاتِه بحثًا عن خليلة لكنَّهُ لا يجد، ورغم ذلك؛ اليأس لم يتمكَّن منه وما زال يبحث ويجوب مياه العالم، ولأنَّ اليأس لن يتمكَّن منه؛ فهو سيبقى يبحث ويجوب دون نتيجة طيلةَ حياته حتى يموت."
"هذا مُحزِن للغاية، أُشفِق عليه!"
نَبست إيري بشفقة فأومئ جون واتبع.
"وأما رائد الفضاء؛ فلقد ضاع في الفضاء ولم يستطيع زُملائه إيجادِه إطلاقًا، وحينما حاولت ناسا البحث عنه في الفضاء إستطاعت أن ترصد تردُّدات صوتيّة تصدُر منه وهي بدرجة إثنان وخمسون هيرتز؛ تمامًا كالحوت.
أصبح تردد إثنان وخمسون هيرتز رمزًا للوحيدين في العالم، الذين عاشوا وحدهم وسيموتون وحدهم بلا أهل ولا أصدقاء ولا حتى حبيب."
برمت إيري شفتيها.
"اوه! هذا حقًا مُحزِن، يجعلني أود أن أبكي!"
على أقصى اليمين -وهو أبعدهم عنها- يجلس شيومين، سمع من قبل عن هذا الحوت، وتحدَّث في سيرته، ورُبما كتب عنه في مُذكَّراتِه السِريّة.
"مارشميلو"
أنشدَ فيما يشوي المارشميلو على عودِ خشب صغير، وذلك ما جعل الجميع يضحك وينسى الكآبة التي سيطرت على الجو، فشيومين أكبرهم سِنًا ولكنَّه في دلالِ أصغر عضو في المجموعة، لطيف للغاية ومُهذَّب، لكنه فوق ذلك؛ منطوي على نفسِه، قليل الكلام والحركة، لا يسيطر بحضوره على المكان، ولا يفرض هيمنتِه العُمريّة عليهم.
الجميع ضحك لحلاوة إنشاده ولطافة نغمتِه الصوتيّة حتى هي، وهي وحدها من نظر إلى إبتسامتها الجميلة، لا تُبالغ في الضحك ولا تتكتَّم على فرحتِها.
هي من هذا النوع الهادئ من النِّساء لكن المحبوب في نفسِ الوقت، هي إمرأة مُستقِلّة بنفسها ولكنها تمنح شعورًا بالرغبة في حمايتها ولو من النَّسيم.
يُحب هدوءها الرزان، وشخصيتها اللطيفة والثقيلة بالوقتِ ذاته، سلوكها الرّاكِز، وعاطفتِها الحنون، يُحِب آراءها الصائبة وطريقة تفكيرها، يحب كيف تبدو، وكيف ترتدي، وكيف تُسرِّح شعرَها، بإختصار يُحبُّها كُلَّها، من داخلها وخارجها، من سطحهِا إلى عُمقِها، يُحب كل شيء يتعلَّق بها، وما إكتشفه منها، وما لم يكتشفه بعد، وما لن يكتشفِه أبدًا.
لكنَّهُ... أبدًا لن يجرؤ أن يُخبرها بأنَّهُ يُحبُها، يتَّهِم المانع بأنَّهُ الكبرياء، والذي قد يكون وقد لا يكون.
"بما أن جميعنا نُحِب صوت شيومين، لِمَ لا تُغنّي لأجلنا أُغنيّة؟!"
صفَّقَ الجميع لإقتراح سيهون يرغبون في سماع شيومين يُغنّي، لكن شيومين نظر لها يتقفّى عن ردِّ فعلها، فإبان إبتسامتِها وإنضمامها للرِفاق للتصفيق معهم قرر أن يفعل.
سوف أُغنّي لِأجلِك...
حملتُ قيثارتي القديمة، سأُغنّي لِأجلِك إعترافي بالحُب الذي لم أقدِر أن أبوح بهِ لكِ يومًا، سأحوِّل إعترافي لأُغنيّة أدَّعي أنني إرتجلتُها الآن.
لكنَّها ليست مُرتجلة، هذهِ مشاعري التي أردتُ أن أبوح بها لكِ دومًا، لكنني أبدًا لم أستطِع أن أفعل، لكنني الآن سأقولها لكِ، لذا إستمعي لي وأنا أُغنّي لِأجلِك.
حمل قيثارته، وداعب أوتارِها بأطرافه أصابعه فأنشدت نشيدها وهو رافقها -قيثارته- بنغمات صوتِه.
"أنا أحبُكِ كثيرًا، لكنني لم أعترف لكِ بِحُبّي من قبل، يُحرجني أنَّ كبريائي يمنعني عنكِ"
صفَّق الجميع بحماسة إلّاها، كانت مُصغية لِألحان صوتِه العَذِبة وصوت قيثارتِه معًا، راحت بنانه تُداعب أوتار القيثارة لِتُنشِد وعيناه عليها.
اليوم أنا سأمتلِك الشجاعة، سأخبرِك بكم أنا أُحبُك، سأخُبرك بكل مشاعري، وبكل ما راودني من مشاعر ناحيتِك، سأُخبرك كيف أنظر إليكِ، وكيف أتذكركِ، لكن استمعي لي فقط، لا تُصغي، لا تهتمي لما أقوله بينما أنا أُغنّي لأجلِك.
"الطريقة التي تبكين فيها، والطريقة التي تبتسمين فيها، لستُ أدري بعد كم تعني طُرقكِ لي"
تبسَّمت بالطريقة التي تعني لي كثيرًا، تجذبني إبتسامتِها، تجعلني أُحبُها أكثر، لقد رأيتُ إبتسامتِها التي أُحِب عِدَّةِ مرات، وكل إبتسامة أحببتُها مثل أولَ إبتسامة رأيتُها على شفتيها الأخّاذتين.
لكنني رأيتُها تبكي مرة واحدة فقط، لكم غضبت يومها، وبصِفتي كبير فريقي عرَّضتُ موقفي في العمل بِخطر لِأجلِها وهاجمتُ رؤوسائي، دموعها غالية علي، لم أستطِع أن أتهاون مع من تسبَّب في بُكائها.
كُنّا نعمل على مشروع بناء سكني، ولأنَّها تحمَّلت مسؤولية تدقيق المُخطَّط للبِناء، الذي لم يَنل إستحسان المسؤولين؛ لأنَّه لا يُسرِف في إستهلاك الموارِد، فرُغم جودتِه العاليّة لن يُكلِّف السُّكان الكثير مُقارنةً بالمباني المُجاوِرة.
إستدعوها ورفضوا عملها ووبخوها، حينما عادت إلى الفريقِ تحاول إخفاء دموعها، وقفتُ أمامِها، وسألتُها لِمَ تبكي، لكنَّها رمقتني بنظراتِها المُنكسِرة، وبكت فيما تنظر بعيني.
لم أعي على نفسي في تلك اللحظة إلا وأنا أُعانقُها بقوَّة بين يدي وخبأتُها في صدري، تِلك المرة كانت المرّة الأولى التي أظهرتُ حُبي نحوها، لم أكُ واضحًا قبلها أبدًا.... ولا بعدها أبدًا.
الآن أنا سأعترف بِحُبّي لكِ، لكن فقط استمعي لي، سأُغني لأجلِك وأنتِ فقط استمعي وابتسمي.
"الطريقة التي تبكين فيها، والطريقة التي تضحكين فيها، لا أدري كم أعِزُّها!"
لرُبَّما أنَّهُ من المُضحِك كيف أنَّكِ في عيني كُلِّ شيء يخصُني وأنا في عينيكِ مُجرَّد غريب.
أعلم... أنا السبب، أنا الذي لم يُخبُركِ ولن يُخبُركِ، وما سمح ولن يسمح لكِ أبدًا أن تشعُري بكمٍّ الحُب الذي أكِنَّهُ لكِ، أنا المُخطئ... أعلم.
لطالما كنتُ الأبعد عنكِ ضِمن المجموعة، لطالما كنتُ الأقلَّ كلامًا معكِ والأقلُّ لُطفًا، لم أفسح لكِ يومًا صدرًا يستقبلكِ برحابة لحديثٍ ودي، لم أكن يومًا خياركِ كشخصٍ تُفضفضي له وتشاركيه همومك وحتى الأحاديث المَرِحة منها والسَّخيفة.
لكنني صدِّقيني لا أطلُب الشيء الكثير... في الحقيقية؛ أود لو تسمحي لي أن أندَس في كُنفِك ويدكِ الحنونة تُربِّت على شعري.
لستُ مُتطلِّبًا، لا أطلُبكِ الحُب ولا شيء سوى رؤيتكِ سعيدة كيفما أردتِ؛ بعيدة عنّي أو قريبة، سأُراقبكِ من بعيد وأُصفِّق لكِ أيًّا كان.
"كيفما تبكين وكيفما تضحكين؛ لا أدري كيف تتوغَّلين بي"
بينما أنظر إليكِ وأنتِ تطلَّعين إلى غِنائي وتُصفِّقين لي بحماسة لِأَنشُد المزيد، بما أنَّ الليلة أؤلف من مشاعري أغنية، سأُعبِّر لكِ عن أسفي أيضًا.
"قلتُ لكِ كلامًا يأكُلني النَّدم كُلما نظرتُ إلى الماضي بسببِه، أوَّدُ أن أعتذر، ولكن فقط استمعي وكوني على طبيعتِك، أنا سأُغنّي لأجلِك"
عقدتِ معالمكِ الجميلة ورمقتني بتساؤل ما إن أنهيتُ سطوري هذهِ، رُبَّما أحسستِ أنّي أتكلم عنك، ولكن بالمُناسبة أتذكُرين؟
كُنتِ جديدة في فريق الرِّجال، الذين صامو عن عضويّة النِّساء وكُنتِ فطورهم، رأيتُكِ مرة تضحكين مع بيكهيون، كان حُبّي بدائي وكنتُ غيور زيادة؛ لكم أغاظني بيكهيون، وأغظتِني أنتِ، وتُغيظني هذهِ الذِّكرى كُلّما نظرتُ إلى ماضييَ معكِ.
أذكر أنني أوشكتُ منكِ، ودونًا عن بيكهيون أنتِ نُلتِ توبيخًا حارًّا مني، واتهمتُك بالإستهتار والتباطُئ، كنتُ غاضبًا جدًّا، وأظهرتُ لكِ سببًا مُختلف، لم يكُن حقيقي ولا زال.
لكنني أندم بشدّة، لقد إمتلأت عيناكِ بالخوف مني والإرتباك يومها، ركضتِ خارجًا ولم تجرؤي أن تُجادليني أو تسأليني عن حقَّكِ، كنتُ ظالمًا وكنتِ بريئة... أنا آسف.
سأعترف لكِ بحُبي ولو بدوتُ مُحرَجًا، أقول لكِ الكلمات التي لطالما وددتُ أن أبوح بها لكِ، ولكنني دومًا ما فقدتُ الفُرصة، الآن أنتِ فقط استمعي لي، وأنا سأُغنّي لأجلكِ.
"تعنين لي وأنتِ تبكي، تعنين لي وأنتِ تضحكي، وما زلتُ أتسآل بيني وبيني لِمَ تعنينَ لي كثيرًا"
بعد الليلة؛ لرُبَّما أعود لأتصرَّف معكِ بغرابة وأُزعجك أيضًا، ولكن الليلة أنا عازم على البوح بكلِّ شيء لكِ، لذا فقط استمعي لي وأنا أُغنّي لأجلك.
"حينما تبكين وحينما تضحكين، أُحبُّكِ كيفما بدوتِ"
توقَّف بناني عن دقِّ أوتار القيثارة وابتلعتُ صوتي أُعلن النِّهاية، لا نهاية الأُغنيّة كما يظنون بل نهايتي مع حُبّي المدفون في صدري.
وإيري كانت تُصفِّق لي ضمن المُصفِّقين وتشجعني بإبتسامتٍها العذِبة.
"صوتكَ رائع، أرغب في سماع المزيد، ولكن حفاظًا على صِحّة حُنجرتكَ سأرضى إلى هذا الحد... غَنّي لأجلي لاحقًا"
أومأتُ لها وابتسمت.
"سوف أُغنّي لكِ"
صفَّر سيهون يعبث في الجو وأخذ يُصفِّق.
"وأخيرًا أصبحت فتاتُنا المُدلَّلة مُدلَّلة مينسوك أيضًا!"
كلَّفها قول سيهون ضحكة خجول، وطأطأت برأسِها حينما وخزها بمِرفقِه، وأنا شعرتُ بالإحراج عنها أيضًا؛ لذا توعَّدتُ له في العِقاب لاحقًا.
أطفأنا النار، وتوجَّه كُلُّ منّا إلى خيمتِه، خيمة إيري تتوسَّط خيمتنا، وبالتأكيد وحدها من تبيت فيها، وأما خيمتي فأنّي أتشاركُها مع جونغداي، من بين الرِّفاق جميعهم جونغداي هو الأقرب إلي، ولا نُخفي شيئًا عن بعضنا أبدًا، هو يعلم عن حقيقة شعوري ناحية إيري، وكثيرًا ما شجَّعني لأُقدِم على الخطوة الأولى معها، لكنني ما زِلتُ لا أقدِر.
"أظُنَّها شعرت بأنَّكَ غنيتَ لأجلِها اليوم"
تنهدت وأومأت.
"رُبَّما نعم ورُبَّما لا، لا أدري!"
إتَّكز بمِرفقِه على الوِسادة ورفع عليها رأسه، ثم تحدَّثَ إلي.
"ماذا لو أتت وقالت لكَ أنَّها فهِمت أن الأُغنيّة موجَّهة لك؟!"
تنهدتُ وأغمضت عيني براحة.
"ليت ذلك يحدُث! ربما حينها لن أبقى أحمل صوت إثنان وخمسون هيرتز"
ضحك بِخِفَّة وفرك راحتيه بحماسة، ثم قفز من جانبي وخرج يقول.
"سأذهب إلى دورة المياه"
أعلم أنَّهُ يكذب علي، لطالما صددتهُ عن التَّدخُل في مشاكلي العاطفيّة، لكنّي الآن لن أمنعه، بما أنني أجبن من أن أتدخل بنفسي، سآذن له أن يقوم بالخطوة الأولى عني.
في صباح اليوم التالي؛ إجتمعنا لتحضير الفطائر وشراب ساخن، كانت إيري تُشرِف على الوجبة؛ بما أنَّها الأمهر إن تعلَّق الأمر بالطعام يُشاركها كيونغسو.
وأنا كنتُ أُراقبها من بعيد، وهي توزع الفطائر على الشباب وتنسى نفسها، حتى حان دوري، منحتني شطيرة وكوب شاي، ثم أتت وجلست بجانبي؛ لتأكل نصيبها وتُشاركني المجلس.
فاجئني سلوكها، ورغم أن الجميع مُنشغِل في وجبتِه، لكنّي شعرتُ بالخجل.
"أحببتُ الأُغنية التي أنشدتُها على قيثارتِكَ الأمس، صوتكَ حسّاس وكلمات أُغنيَّتُك حسّاسة أيضًا، أحسستُ بحلاوة كل شيء بالأمس"
لم أرُد بشيء، فقط طأطأتُ برأسي، لكنَّها طأطأت رأسها أيضًا؛ لتنظُر إلي وهمست.
"أنا مُعجبةٌ بك، أيُمكن أن نتواعد؟"
نظرتُ إليها مُتفاجئًا، لكنها إبتسمت واتبعت.
"أحببتُكَ مُذُّ أقدمتَ على حمايتي من الرؤساء، كنتَ الأشجع بيننا، والذي لم يهاب الطرد لأجلِ قول الحق، شعرتُ أنني محظوظة أنني أملك من يحميني دومًا... أقصُدكَ أنت"
تحمحمت ولم أقُل شيء، أنا فقط مُحرَج جدًا رغم أنني سعيد، رُبَّما الأمس جونغداي فتَّح عيناها على حقيقة مشاعري، لكن أليس من السريع أن تعرِض عليَّ المواعدة في الصَّباح التّالي؟!
تنهدت آيري، وأقامت جذعها تُراقب في عينيها الشباب وغوغائهم، وإبتسامة خفيفة تطفو على شفتيها.
"بالأمسِ أحسستُ أن كلماتكَ لها علاقة بي، كُنتَ ترمقني بنظراتٍ خاصّة؛ أشعرتني أنّي بطلة أُغنيَّتك، لكنني لم أكُ واثقة حتى آتى لي جونغداي، وأخبرني أنَّكَ حقًا تكن لي المشاعر ذاتها، وأن هذه الأُغنيّة غنيتها لأجلي.
شعرتُ بالإمتنان والسعادة والشجاعة، لأنني لطالما كننتُ لكَ المشاعر ذاتها ولكنني خفتُ أن ترفضني، خفتُ من ردة فعلك، ربما منعني الخوف أو الخجل أو حتى الكبرياء، لكن ليس بعد أن علمت أنَّك تكن لي المشاعر ذاتها."
إنخفضت نبرة صوتها أكثر ونبست.
"أنا أُحبُكَ!"
نظرتُ لها سريعًا، دغدغت قلبي الكلمة وأيقظت حواسي، إستجمعتُ شجاعتي وابتسمتُ لها فابتسمت أيضًا وكِلانا أخفض رأسه حرجًا، لكنني استجمعتُ شجاعتي ورددتُ على إعترافها.
"وأنا أُحبُكِ أيضًا!"
ضحكت بسعادة، ثم شابكت يدي بيدها، ورفعتهما معًا تصرخ ببهجة.
"أنا ومين سوك نتواعد مُذُّ اليوم!"
إنهالت علينا التبريكات والتمنيّات بالسعادة والتوفيق من الأصدِقاء وحتى مُزاحهم الثقيل إنهال على كتفيّ، لكنني لم أُبالي وعشتُ حلاوة اللحظة.
في المساء؛ ومع كوبيّ قهوة كُنا نسير قُرب المُخيَّم، وأيدينا مُتشابكة، السماء تُثلِج علينا ونحن نعيش اللحظة مُستمتعين بحلاوةِ الحُب المُعلَن عنه، وبحلاوةِ هذا الجو المُثلج، وحلاوةِ القهوة التي نشربها لتُدفئ أجسادنا، حتى الشعور بالبرد بدى لي مُمتِع وحُلو.
"أتشعرين بالبرد؟"
أومأت لي، فخلعتُ وشاحي ولففتُ به رقبتِها، كنتُ قريبًا منها جدًا دون أن أعي على ذلك، فما إن أنتهيت حتى تلاقت أعُيننا.
إقتربتُ منها وأغلقتُ عيناي كما فعلت هي، وطبعت على جبهتِها العلياء قُبلة محمومة بالحُب.
"أنتِ هديّة الرّب لي، وأنا دائمًا سأكون شاكرًا له، وأهتم بكِ!"
تبسَّمت وعانقت خصري بذراعيها، فضممتُها إلى صدري، وطبعتُ قُبلة على رأسها.
سأُحبها، وأهتم بها، وأُغنّي لأجلِها دومًا.
..............................
"أُغنّي لأجلِك|| Sing For You"
"حكاية الألحان|| Tale of Melodies"
29th/Mar/2021
...........................
سلااااااااااااااام
هدية عيد ميلاد شومين، وللأسف خلَّصتها متأخرة، بس المهم وصلت.
السنة الي فاتت كانت هدية عيد ميلاده شوكولاتة ساخنة، واليوم حكاية جديدة في هذا الكتاب.
اليوم تجنيد تشانيول💔💔💔
أول شخص أبكي على تجنيده وكأني فعلًا أودعه💔😭
الحكاية القادمة بعد 50 فوت و100 كومنت.
1.رأيكم بشخصية شيومين؟!
2.رأيكن بشخصية إيري؟!
3.رأيكم بأجواء الحكاية؟!
4.ما مدى نجاح إنعكاس الأُغنية في الحكاية؟!
5.رأيكم بالحكاية ككل؟!
6.هنا ضعوا إقتراحاتكم للحكاية القادمة
دمتم سالمين❤
❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤
Love❤
بطل:
Sing For You|| أُغنّي لِأجلِك
Happy Birthday to Xiumin
27/Mar/2021
..........................
《ديسمبر-٢٠١٥
مدينة سيؤل- كوريا الجنوبيّة》
تُشتَهر شركة KS للعِمارة أنَّ لها طاقمًا من المُهندسين المِعماريين البارعين، يتوزَّعون في القِسم الواحد إلى عِدَّة فِرق، كل فِرقة مُكوَّنة من عشرةِ أشخاص.
تقوم الشَّرِكة كل شهر بِمُكافئة جهودهم المبذولة في العمل عبر عِدَّة طُرق، منها رحلة تخييم تَطول لثلاثةِ أيام كل سنة في شهرِ ديسمبر.
عادةً ما تكون رحلات التخييم تَتِم صيفًا، لكن الفريق رقم واحد من غيَّرو هذهِ العادة بإصرارِهم كُلَّ سنة أن تكون الرِّحلة في وقتِ عاصفةٍ ثلجيّة.
"تشانيول اُنصِب قامة الخيمة، أنا لن أستطيع الوصول"
رَدَّ المَدعو.
"بالطَّبع لن تَصِل وأنتَ بهذا القُصر"
ثم كاد أن يتشاجر بيكهيون وتشانيول بسببِ هذا الكلام التقليدي والسخيف بينهما لولا أنَّ كيونغسو تدخَّل مُهدِّدًا.
"الذي ستمتد يده بالبطشِ أولًا على الآخر سأقتلعها له!"
ورغم أنَّ كيونغسو يُصنَّف من أصغرِ القَوم، لكنَّ كلمتِه لا تُثنّى، الجميع هُنا يخافونه ويستمعون له.
وذلك ما جعل إيري تضحك، فنعم... هي العضو الأُنثى الوحيدة بالفريق، العضو الأصغر سِنًا، وآخر عضو انضمَّ إلى الفريق، فهي بكل الأحوال العضو المُدلَّل بالفريق، التي لا يُتنمَّر عليها من زملائها الأكبر، بل وكل شيء حاضر لأجلِها.
إجتمع الفريق حول النار مساءً لشُرب المشروبات السّاخِنة وشِواء المارشميلو أثناء تبادلهم لأطرافِ الحديث المُختلِفة.
"كنتُ بالأمسِ أُقلِّب في صفحاتِ الإنترنت، وواجهني موضوعٌ شَيّق!"
جميعهم تنهَّدوا بِمَلل، بالتَّأكيد الموضوع الشَيّق بالنِّسبةِ لجون ميون هو موضوع مُمِل بالنِّسبةِ للبقيّة، ما كان أحد يبدو مُشجِّعًا لجون ميون كي يتكلَّم بل إنَّهم يحثّونَهُ على الصَّمت بِتملمُلهم، لكن إيري صفَّقت بحماسة.
"أخبرني ما هو؟!"
زادت تنهُدات الرِّجال، لكن جون ميون إبتسم وقرَّر أن يتحدَّث لأجلِ إيري فقط.
"إنَّه عن حوت إثنان وخمسون هيرتز ورائد فضاء"
الجميع أبدى إهتمامًا بالإستماع، فَلِلوهلة الأولى يبدو الموضوع شَيّقًا فعلًا، جون ميون إبتسم على ردود أفعالهم المُتحمِّسة واتبع.
"إنها قصة عن أكثر كائن وِحدة بالعالم، الحوت إثنان وخمسون هيرتز"
"اوه! هذا يبدو بائس!"
علَّق سيهون مما كَلَّف الجميع ضِحكةً خافتة، ثم جون ميون اتبع سرد قِصَّتِه؛ بما أن الجميع بَدو مُتحمِّسين.
"هذا الحوت هو الوحيد من فصيلتِه في العالم كُلَّه، سُلالتِه من الحيتان إنقرضت تمامًا، وبقيَّ هذا الحوت فقط.
لِكُلِّ حوتٍ في العالم تردُّدات صوتيّة مُعيَّنة، يصدرها الحوت حينما يبحث عن أُنثى بِغيَّة التَّزاوج معها أو ليجلِب أفراد عائلته وأصدِقائه معه، لكن هذا الحوت المسكين يصدر تردُّدات صوت مُختلفة عن بقية فصائل الحيتان جميعها، تصل تردُّدات صوته إلى إثنين وخمسين هيرتز على مقياس الصوت، وهذا التَّردُّد لا يملكه أي حوت في العالم سِواه.
لذا... هذا الحوت يحوم بِحار العالم ومُحيطاتِه بحثًا عن خليلة لكنَّهُ لا يجد، ورغم ذلك؛ اليأس لم يتمكَّن منه وما زال يبحث ويجوب مياه العالم، ولأنَّ اليأس لن يتمكَّن منه؛ فهو سيبقى يبحث ويجوب دون نتيجة طيلةَ حياته حتى يموت."
"هذا مُحزِن للغاية، أُشفِق عليه!"
نَبست إيري بشفقة فأومئ جون واتبع.
"وأما رائد الفضاء؛ فلقد ضاع في الفضاء ولم يستطيع زُملائه إيجادِه إطلاقًا، وحينما حاولت ناسا البحث عنه في الفضاء إستطاعت أن ترصد تردُّدات صوتيّة تصدُر منه وهي بدرجة إثنان وخمسون هيرتز؛ تمامًا كالحوت.
أصبح تردد إثنان وخمسون هيرتز رمزًا للوحيدين في العالم، الذين عاشوا وحدهم وسيموتون وحدهم بلا أهل ولا أصدقاء ولا حتى حبيب."
برمت إيري شفتيها.
"اوه! هذا حقًا مُحزِن، يجعلني أود أن أبكي!"
على أقصى اليمين -وهو أبعدهم عنها- يجلس شيومين، سمع من قبل عن هذا الحوت، وتحدَّث في سيرته، ورُبما كتب عنه في مُذكَّراتِه السِريّة.
"مارشميلو"
أنشدَ فيما يشوي المارشميلو على عودِ خشب صغير، وذلك ما جعل الجميع يضحك وينسى الكآبة التي سيطرت على الجو، فشيومين أكبرهم سِنًا ولكنَّه في دلالِ أصغر عضو في المجموعة، لطيف للغاية ومُهذَّب، لكنه فوق ذلك؛ منطوي على نفسِه، قليل الكلام والحركة، لا يسيطر بحضوره على المكان، ولا يفرض هيمنتِه العُمريّة عليهم.
الجميع ضحك لحلاوة إنشاده ولطافة نغمتِه الصوتيّة حتى هي، وهي وحدها من نظر إلى إبتسامتها الجميلة، لا تُبالغ في الضحك ولا تتكتَّم على فرحتِها.
هي من هذا النوع الهادئ من النِّساء لكن المحبوب في نفسِ الوقت، هي إمرأة مُستقِلّة بنفسها ولكنها تمنح شعورًا بالرغبة في حمايتها ولو من النَّسيم.
يُحب هدوءها الرزان، وشخصيتها اللطيفة والثقيلة بالوقتِ ذاته، سلوكها الرّاكِز، وعاطفتِها الحنون، يُحِب آراءها الصائبة وطريقة تفكيرها، يحب كيف تبدو، وكيف ترتدي، وكيف تُسرِّح شعرَها، بإختصار يُحبُّها كُلَّها، من داخلها وخارجها، من سطحهِا إلى عُمقِها، يُحب كل شيء يتعلَّق بها، وما إكتشفه منها، وما لم يكتشفه بعد، وما لن يكتشفِه أبدًا.
لكنَّهُ... أبدًا لن يجرؤ أن يُخبرها بأنَّهُ يُحبُها، يتَّهِم المانع بأنَّهُ الكبرياء، والذي قد يكون وقد لا يكون.
"بما أن جميعنا نُحِب صوت شيومين، لِمَ لا تُغنّي لأجلنا أُغنيّة؟!"
صفَّقَ الجميع لإقتراح سيهون يرغبون في سماع شيومين يُغنّي، لكن شيومين نظر لها يتقفّى عن ردِّ فعلها، فإبان إبتسامتِها وإنضمامها للرِفاق للتصفيق معهم قرر أن يفعل.
سوف أُغنّي لِأجلِك...
حملتُ قيثارتي القديمة، سأُغنّي لِأجلِك إعترافي بالحُب الذي لم أقدِر أن أبوح بهِ لكِ يومًا، سأحوِّل إعترافي لأُغنيّة أدَّعي أنني إرتجلتُها الآن.
لكنَّها ليست مُرتجلة، هذهِ مشاعري التي أردتُ أن أبوح بها لكِ دومًا، لكنني أبدًا لم أستطِع أن أفعل، لكنني الآن سأقولها لكِ، لذا إستمعي لي وأنا أُغنّي لِأجلِك.
حمل قيثارته، وداعب أوتارِها بأطرافه أصابعه فأنشدت نشيدها وهو رافقها -قيثارته- بنغمات صوتِه.
"أنا أحبُكِ كثيرًا، لكنني لم أعترف لكِ بِحُبّي من قبل، يُحرجني أنَّ كبريائي يمنعني عنكِ"
صفَّق الجميع بحماسة إلّاها، كانت مُصغية لِألحان صوتِه العَذِبة وصوت قيثارتِه معًا، راحت بنانه تُداعب أوتار القيثارة لِتُنشِد وعيناه عليها.
اليوم أنا سأمتلِك الشجاعة، سأخبرِك بكم أنا أُحبُك، سأخُبرك بكل مشاعري، وبكل ما راودني من مشاعر ناحيتِك، سأُخبرك كيف أنظر إليكِ، وكيف أتذكركِ، لكن استمعي لي فقط، لا تُصغي، لا تهتمي لما أقوله بينما أنا أُغنّي لأجلِك.
"الطريقة التي تبكين فيها، والطريقة التي تبتسمين فيها، لستُ أدري بعد كم تعني طُرقكِ لي"
تبسَّمت بالطريقة التي تعني لي كثيرًا، تجذبني إبتسامتِها، تجعلني أُحبُها أكثر، لقد رأيتُ إبتسامتِها التي أُحِب عِدَّةِ مرات، وكل إبتسامة أحببتُها مثل أولَ إبتسامة رأيتُها على شفتيها الأخّاذتين.
لكنني رأيتُها تبكي مرة واحدة فقط، لكم غضبت يومها، وبصِفتي كبير فريقي عرَّضتُ موقفي في العمل بِخطر لِأجلِها وهاجمتُ رؤوسائي، دموعها غالية علي، لم أستطِع أن أتهاون مع من تسبَّب في بُكائها.
كُنّا نعمل على مشروع بناء سكني، ولأنَّها تحمَّلت مسؤولية تدقيق المُخطَّط للبِناء، الذي لم يَنل إستحسان المسؤولين؛ لأنَّه لا يُسرِف في إستهلاك الموارِد، فرُغم جودتِه العاليّة لن يُكلِّف السُّكان الكثير مُقارنةً بالمباني المُجاوِرة.
إستدعوها ورفضوا عملها ووبخوها، حينما عادت إلى الفريقِ تحاول إخفاء دموعها، وقفتُ أمامِها، وسألتُها لِمَ تبكي، لكنَّها رمقتني بنظراتِها المُنكسِرة، وبكت فيما تنظر بعيني.
لم أعي على نفسي في تلك اللحظة إلا وأنا أُعانقُها بقوَّة بين يدي وخبأتُها في صدري، تِلك المرة كانت المرّة الأولى التي أظهرتُ حُبي نحوها، لم أكُ واضحًا قبلها أبدًا.... ولا بعدها أبدًا.
الآن أنا سأعترف بِحُبّي لكِ، لكن فقط استمعي لي، سأُغني لأجلِك وأنتِ فقط استمعي وابتسمي.
"الطريقة التي تبكين فيها، والطريقة التي تضحكين فيها، لا أدري كم أعِزُّها!"
لرُبَّما أنَّهُ من المُضحِك كيف أنَّكِ في عيني كُلِّ شيء يخصُني وأنا في عينيكِ مُجرَّد غريب.
أعلم... أنا السبب، أنا الذي لم يُخبُركِ ولن يُخبُركِ، وما سمح ولن يسمح لكِ أبدًا أن تشعُري بكمٍّ الحُب الذي أكِنَّهُ لكِ، أنا المُخطئ... أعلم.
لطالما كنتُ الأبعد عنكِ ضِمن المجموعة، لطالما كنتُ الأقلَّ كلامًا معكِ والأقلُّ لُطفًا، لم أفسح لكِ يومًا صدرًا يستقبلكِ برحابة لحديثٍ ودي، لم أكن يومًا خياركِ كشخصٍ تُفضفضي له وتشاركيه همومك وحتى الأحاديث المَرِحة منها والسَّخيفة.
لكنني صدِّقيني لا أطلُب الشيء الكثير... في الحقيقية؛ أود لو تسمحي لي أن أندَس في كُنفِك ويدكِ الحنونة تُربِّت على شعري.
لستُ مُتطلِّبًا، لا أطلُبكِ الحُب ولا شيء سوى رؤيتكِ سعيدة كيفما أردتِ؛ بعيدة عنّي أو قريبة، سأُراقبكِ من بعيد وأُصفِّق لكِ أيًّا كان.
"كيفما تبكين وكيفما تضحكين؛ لا أدري كيف تتوغَّلين بي"
بينما أنظر إليكِ وأنتِ تطلَّعين إلى غِنائي وتُصفِّقين لي بحماسة لِأَنشُد المزيد، بما أنَّ الليلة أؤلف من مشاعري أغنية، سأُعبِّر لكِ عن أسفي أيضًا.
"قلتُ لكِ كلامًا يأكُلني النَّدم كُلما نظرتُ إلى الماضي بسببِه، أوَّدُ أن أعتذر، ولكن فقط استمعي وكوني على طبيعتِك، أنا سأُغنّي لأجلِك"
عقدتِ معالمكِ الجميلة ورمقتني بتساؤل ما إن أنهيتُ سطوري هذهِ، رُبَّما أحسستِ أنّي أتكلم عنك، ولكن بالمُناسبة أتذكُرين؟
كُنتِ جديدة في فريق الرِّجال، الذين صامو عن عضويّة النِّساء وكُنتِ فطورهم، رأيتُكِ مرة تضحكين مع بيكهيون، كان حُبّي بدائي وكنتُ غيور زيادة؛ لكم أغاظني بيكهيون، وأغظتِني أنتِ، وتُغيظني هذهِ الذِّكرى كُلّما نظرتُ إلى ماضييَ معكِ.
أذكر أنني أوشكتُ منكِ، ودونًا عن بيكهيون أنتِ نُلتِ توبيخًا حارًّا مني، واتهمتُك بالإستهتار والتباطُئ، كنتُ غاضبًا جدًّا، وأظهرتُ لكِ سببًا مُختلف، لم يكُن حقيقي ولا زال.
لكنني أندم بشدّة، لقد إمتلأت عيناكِ بالخوف مني والإرتباك يومها، ركضتِ خارجًا ولم تجرؤي أن تُجادليني أو تسأليني عن حقَّكِ، كنتُ ظالمًا وكنتِ بريئة... أنا آسف.
سأعترف لكِ بحُبي ولو بدوتُ مُحرَجًا، أقول لكِ الكلمات التي لطالما وددتُ أن أبوح بها لكِ، ولكنني دومًا ما فقدتُ الفُرصة، الآن أنتِ فقط استمعي لي، وأنا سأُغنّي لأجلكِ.
"تعنين لي وأنتِ تبكي، تعنين لي وأنتِ تضحكي، وما زلتُ أتسآل بيني وبيني لِمَ تعنينَ لي كثيرًا"
بعد الليلة؛ لرُبَّما أعود لأتصرَّف معكِ بغرابة وأُزعجك أيضًا، ولكن الليلة أنا عازم على البوح بكلِّ شيء لكِ، لذا فقط استمعي لي وأنا أُغنّي لأجلك.
"حينما تبكين وحينما تضحكين، أُحبُّكِ كيفما بدوتِ"
توقَّف بناني عن دقِّ أوتار القيثارة وابتلعتُ صوتي أُعلن النِّهاية، لا نهاية الأُغنيّة كما يظنون بل نهايتي مع حُبّي المدفون في صدري.
وإيري كانت تُصفِّق لي ضمن المُصفِّقين وتشجعني بإبتسامتٍها العذِبة.
"صوتكَ رائع، أرغب في سماع المزيد، ولكن حفاظًا على صِحّة حُنجرتكَ سأرضى إلى هذا الحد... غَنّي لأجلي لاحقًا"
أومأتُ لها وابتسمت.
"سوف أُغنّي لكِ"
صفَّر سيهون يعبث في الجو وأخذ يُصفِّق.
"وأخيرًا أصبحت فتاتُنا المُدلَّلة مُدلَّلة مينسوك أيضًا!"
كلَّفها قول سيهون ضحكة خجول، وطأطأت برأسِها حينما وخزها بمِرفقِه، وأنا شعرتُ بالإحراج عنها أيضًا؛ لذا توعَّدتُ له في العِقاب لاحقًا.
أطفأنا النار، وتوجَّه كُلُّ منّا إلى خيمتِه، خيمة إيري تتوسَّط خيمتنا، وبالتأكيد وحدها من تبيت فيها، وأما خيمتي فأنّي أتشاركُها مع جونغداي، من بين الرِّفاق جميعهم جونغداي هو الأقرب إلي، ولا نُخفي شيئًا عن بعضنا أبدًا، هو يعلم عن حقيقة شعوري ناحية إيري، وكثيرًا ما شجَّعني لأُقدِم على الخطوة الأولى معها، لكنني ما زِلتُ لا أقدِر.
"أظُنَّها شعرت بأنَّكَ غنيتَ لأجلِها اليوم"
تنهدت وأومأت.
"رُبَّما نعم ورُبَّما لا، لا أدري!"
إتَّكز بمِرفقِه على الوِسادة ورفع عليها رأسه، ثم تحدَّثَ إلي.
"ماذا لو أتت وقالت لكَ أنَّها فهِمت أن الأُغنيّة موجَّهة لك؟!"
تنهدتُ وأغمضت عيني براحة.
"ليت ذلك يحدُث! ربما حينها لن أبقى أحمل صوت إثنان وخمسون هيرتز"
ضحك بِخِفَّة وفرك راحتيه بحماسة، ثم قفز من جانبي وخرج يقول.
"سأذهب إلى دورة المياه"
أعلم أنَّهُ يكذب علي، لطالما صددتهُ عن التَّدخُل في مشاكلي العاطفيّة، لكنّي الآن لن أمنعه، بما أنني أجبن من أن أتدخل بنفسي، سآذن له أن يقوم بالخطوة الأولى عني.
في صباح اليوم التالي؛ إجتمعنا لتحضير الفطائر وشراب ساخن، كانت إيري تُشرِف على الوجبة؛ بما أنَّها الأمهر إن تعلَّق الأمر بالطعام يُشاركها كيونغسو.
وأنا كنتُ أُراقبها من بعيد، وهي توزع الفطائر على الشباب وتنسى نفسها، حتى حان دوري، منحتني شطيرة وكوب شاي، ثم أتت وجلست بجانبي؛ لتأكل نصيبها وتُشاركني المجلس.
فاجئني سلوكها، ورغم أن الجميع مُنشغِل في وجبتِه، لكنّي شعرتُ بالخجل.
"أحببتُ الأُغنية التي أنشدتُها على قيثارتِكَ الأمس، صوتكَ حسّاس وكلمات أُغنيَّتُك حسّاسة أيضًا، أحسستُ بحلاوة كل شيء بالأمس"
لم أرُد بشيء، فقط طأطأتُ برأسي، لكنَّها طأطأت رأسها أيضًا؛ لتنظُر إلي وهمست.
"أنا مُعجبةٌ بك، أيُمكن أن نتواعد؟"
نظرتُ إليها مُتفاجئًا، لكنها إبتسمت واتبعت.
"أحببتُكَ مُذُّ أقدمتَ على حمايتي من الرؤساء، كنتَ الأشجع بيننا، والذي لم يهاب الطرد لأجلِ قول الحق، شعرتُ أنني محظوظة أنني أملك من يحميني دومًا... أقصُدكَ أنت"
تحمحمت ولم أقُل شيء، أنا فقط مُحرَج جدًا رغم أنني سعيد، رُبَّما الأمس جونغداي فتَّح عيناها على حقيقة مشاعري، لكن أليس من السريع أن تعرِض عليَّ المواعدة في الصَّباح التّالي؟!
تنهدت آيري، وأقامت جذعها تُراقب في عينيها الشباب وغوغائهم، وإبتسامة خفيفة تطفو على شفتيها.
"بالأمسِ أحسستُ أن كلماتكَ لها علاقة بي، كُنتَ ترمقني بنظراتٍ خاصّة؛ أشعرتني أنّي بطلة أُغنيَّتك، لكنني لم أكُ واثقة حتى آتى لي جونغداي، وأخبرني أنَّكَ حقًا تكن لي المشاعر ذاتها، وأن هذه الأُغنيّة غنيتها لأجلي.
شعرتُ بالإمتنان والسعادة والشجاعة، لأنني لطالما كننتُ لكَ المشاعر ذاتها ولكنني خفتُ أن ترفضني، خفتُ من ردة فعلك، ربما منعني الخوف أو الخجل أو حتى الكبرياء، لكن ليس بعد أن علمت أنَّك تكن لي المشاعر ذاتها."
إنخفضت نبرة صوتها أكثر ونبست.
"أنا أُحبُكَ!"
نظرتُ لها سريعًا، دغدغت قلبي الكلمة وأيقظت حواسي، إستجمعتُ شجاعتي وابتسمتُ لها فابتسمت أيضًا وكِلانا أخفض رأسه حرجًا، لكنني استجمعتُ شجاعتي ورددتُ على إعترافها.
"وأنا أُحبُكِ أيضًا!"
ضحكت بسعادة، ثم شابكت يدي بيدها، ورفعتهما معًا تصرخ ببهجة.
"أنا ومين سوك نتواعد مُذُّ اليوم!"
إنهالت علينا التبريكات والتمنيّات بالسعادة والتوفيق من الأصدِقاء وحتى مُزاحهم الثقيل إنهال على كتفيّ، لكنني لم أُبالي وعشتُ حلاوة اللحظة.
في المساء؛ ومع كوبيّ قهوة كُنا نسير قُرب المُخيَّم، وأيدينا مُتشابكة، السماء تُثلِج علينا ونحن نعيش اللحظة مُستمتعين بحلاوةِ الحُب المُعلَن عنه، وبحلاوةِ هذا الجو المُثلج، وحلاوةِ القهوة التي نشربها لتُدفئ أجسادنا، حتى الشعور بالبرد بدى لي مُمتِع وحُلو.
"أتشعرين بالبرد؟"
أومأت لي، فخلعتُ وشاحي ولففتُ به رقبتِها، كنتُ قريبًا منها جدًا دون أن أعي على ذلك، فما إن أنتهيت حتى تلاقت أعُيننا.
إقتربتُ منها وأغلقتُ عيناي كما فعلت هي، وطبعت على جبهتِها العلياء قُبلة محمومة بالحُب.
"أنتِ هديّة الرّب لي، وأنا دائمًا سأكون شاكرًا له، وأهتم بكِ!"
تبسَّمت وعانقت خصري بذراعيها، فضممتُها إلى صدري، وطبعتُ قُبلة على رأسها.
سأُحبها، وأهتم بها، وأُغنّي لأجلِها دومًا.
..............................
"أُغنّي لأجلِك|| Sing For You"
"حكاية الألحان|| Tale of Melodies"
29th/Mar/2021
...........................
سلااااااااااااااام
هدية عيد ميلاد شومين، وللأسف خلَّصتها متأخرة، بس المهم وصلت.
السنة الي فاتت كانت هدية عيد ميلاده شوكولاتة ساخنة، واليوم حكاية جديدة في هذا الكتاب.
اليوم تجنيد تشانيول💔💔💔
أول شخص أبكي على تجنيده وكأني فعلًا أودعه💔😭
الحكاية القادمة بعد 50 فوت و100 كومنت.
1.رأيكم بشخصية شيومين؟!
2.رأيكن بشخصية إيري؟!
3.رأيكم بأجواء الحكاية؟!
4.ما مدى نجاح إنعكاس الأُغنية في الحكاية؟!
5.رأيكم بالحكاية ككل؟!
6.هنا ضعوا إقتراحاتكم للحكاية القادمة
دمتم سالمين❤
❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤
Love❤
Коментарі