كرسي متحرك على طريق الحياة
كانت تدفع عجلات كرسيها المتحرك بذراعيها الضعيفتين في محاولة منها للتقدم بطريق الحياة، لم تكن تعرف حقاً ما هو هدفها من السير على هذا الدرب، لكنها كانت تفعل كما يفعل الجميع حتى لا تشعر أنها أقل منهم في شيء...
كان الجميع يتخطاها فكانت تُهدى كل من يمر عليها راكضاً ابتسامه وكلمة تشجيع منعشة..
ظلت تتحرك ببطء على ذلك المنوال وظل الجميع يتخطاها، حتى تخدرت ذراعاها ولم تعد قادرة على دفع نفسها للأمام..
توقفت على جانب الطريق تلتقط أنفاسها ومع ذلك لم تنسَ رسم ابتسامة للمارين وتشجيعهم، لكنها لم تتلقَ منهم سوى نظرة حزينة على حالها أو شفقة صامتة..
لم تستطع فتاة الكرسى المتحرك الابتسام لهم أكثر، فخبأت وجهها بين كفيها فلربما تتوقف نظرات الشفقة عن اختراق روحها..
بالمقارنة بعزيمة الجميع في مواصلة السير رأت كيف انها فقدت الرغبة في مواصلة التقدم..
أمسكت يداها ذات العروق البارزة عجلات كرسيها تدفعه ببطء وضعف لتنحرف به عن طريق الحياة، مع علمها أنها ستفقد ذاتها خارج هذا الطريق وستعاني الوحدة، إلا أنها لم تكن قادرة على المواجهة ووباتت ضعيفة..
لم تكد تخرج تبتعد حتى دفع شخص ما كرسيها عائداً بها للطريق المضيء يركض بينما يدفعها بسرعة للأمام...
توقف بعد أمتار قليلة حيث وقف أمامها باسم الثغر يدعوها بمرح للركض جواره على هذا الطريق الطويل..
بادلته الابتسام بصدق لتدفع بكل ما لديها من قوة عجلات كرسيها المتحرك..
لقد كان الشخص المجهول دافعاً لها لمواصلة هذا الطريق..
فهى شاكرة من أعماق قلبها له، وراحت تعتني جيداً بالأمل الذي أهداه لها..
- مرآة الشمس.
2020-10-03 14:54:35
10
15