تَفَاصِيـْل
اِرتجاف اليدان كما لو أُلقى عليهما قالب ثلج، توتر إحداهما حين الاقتراب بادِّعاءِ القوة، ثم رجوعها سريعًا خلف الأخرى تتحامى بها، أخافُ الفقدَ وخاف هو من ذاته فكم يكرههُ الناس حتى أصبح أكثر الكارهين لنفسه، أتعتقد أن بتغلُّبِكَ على توتُّرِ يديكَ ولحاقك بإمساك سترتهم دون اِرتجاف، سيمنعهم من الذهاب؟
عناقٌ طويل، يشتدُّ الآخر عليه، خلا معجمه من كلماتِ المواساة، فجعل عناقه أقوى علَّ الآخر تصله المواساة لقلبه، ويكون بها صدقٌ خَلَتِ الكلمات منه أو عناقٌ بسيطٌ مُجَامِل، اِعتقد أنَّ بِاشتدادِ العناق كانت المواساة أكبر، وأرى في هذا صِدْقَا، لغة المشاعر لِمَن يعجزون عن التعبير ببضعة حروف.
ضِحكةٌ عاليةٌ دون اهتمامٍ لِمَن حولها، وبسمة شقَّت طريقها حين التقاء الأعين، قلبٌ يغمره السعادة، وركض لحضنِ الأخرى، عناقُ صديقتان لم يقابلا بعضهما لبُرْهةٍ من الزَّمَنِ.
نبضاتٌ قلبٍ مُسرعة، أكان ذلك حين الخوف..؟ أجل، في الوجل والسعادة والحب! لما ارتبطت سرعة النبض بأهم مشاعر في الحياة؟ اُترك منطقيتك قليلًا والقواعد العلمية..
وانظر لروحك، لعلَّها هي من تدقُّ طبول قلبك لتخبرك كم أنت خائف من فقدها، والسعادة التي داعبتك فابتسمت بشفتيك وعينيك وأنت هائمٌ بها. أكان ذلك هو الشعور الأخير؟ الحب!
تفاصيل، ينظر البعضُ بموضوعية، بإجمالية دون تفصيل، بنظرة بعيدة للعِقد دون النظرِ في كل لؤلؤةٍ كانت سبب جمالِ العِقد وأساسه، غير مدركين أن التفاصيل هي أساس البدايات وتتخلل العلاقات والأشياء، وتُزَيِّن النهايات كآخر شطرٍ في النصِّ لخَّص مشاعر الشاعر، إما بالوجلِ أو ببسمة محاها الزمن، أو سماعات أذنٍ اعتادت سماع ذات الأغنية كل ليلة، بذات اللحن الشجي، أي صوت بكاءِ السامع.
2020-07-25 10:54:38
2
0