مثلها تماماً...
أنظُرْ إِليكْ وأنا مُمتَلئِةْ بِالشْغف ، أنظُر إِليكْ كَنظرة تأمُل عُلماء الكَونْ،
عِندما أنظُر إِلىَ السْماء أتذكْر زُرقة عَينِيكَ التي تُغرِقنيّ،
ذلَك اللونْ البَاهَتْ و المُبهِر بِذاتْ الوقتْ ،العينانْ المِليئةْ بِالبَهجةْ و حُبْ الحياةْ ،المِليئةْ بِالإِصَرار عَليْ تَحقِيقْ أهَدافكْ ،المِليئةْ بِالعَزمْ عَليْ وصُولْ أحَلامكْ إِلى وُاقعنَا،
دائِماً تُخِبرنيْ أَنْ
' أُوَليْ أحَلامِكْ تِلكَ هيّ أنا ! '،
و أَنكْ تُكَافِح الصِعابْ لأِجَليَّ ،
أَنكْ سَتفعلْ أي شيئٍ لأِكَونْ لكْ وَحدكْ أمَامْ الجَمِيع،
أَخبرتَنيِ أيضاً إنكَ عِندما تَشعُر بِاليَأسْ أو الهَزِيمَةْ فَإِنكَ تَركُضْ إِلىّ رَكضِةْ طِفلْ بْعد أوَل أَيامهْ فِي المدرسة،
ذَلِكْ اليومْ الذيِ أخَبرتَنيِ دَوماً أَنهُ كانْ صَعباً عَليِكْ ،و أَنهُ مهماْ وَاجهتْ أياماً سْودَاءَ ،و تَلقِيْ الخَيبَاتْ مِنْ أمُوراً كَثِيرةْ فِي حيَاتكْ يَظلْ ذَلِكْ اليومْ يَحتلْ الأسَوّاء بيِنْ أيامِكْ،
حِينَماْ ذَهبتْ أُمكُ لِلمَرهْ الأُولىْ بَعِيداً عَنكْ أَخبرتَنيِ أَنكْ كُنتْ خَاِئفْ آنِذَاكْ بل تَرتعِد خَوفاً ،
لأنْ تِلَكْ كانتْ أوَل خُطوةْ لكَ بَعِيداً عنْ ملجِئكْ و حُضنَكْ الدَافِئ عنْ حَنانْ أُمكُ و تِلكْ الهَالةْ الدَافِئة حَولهاْ ،
أتَذكْر كيفْ كُنتْ تَتَوسدْ صَدريّ و تَحتضِنيْ بِشدّة و أنتْ تُخبِرنيْ كيفْ عُدتْ إِلى البيتْ و كيفْ أَنكْ أصْرَرتْ عَليْ عدمْ ذِهابكْ المَدرسةْ مرةً أُخرىَ ،
كُنتْ تَبكيْ بِشدّة و أنتْ تُخبِرهاْ إلاْ تَترُككْ مُجدداً وقتهاْ نَظرتْ إِلي عَيناكْ و أخبَرتَكْ ،
آنهُ سَيأَتِيْ ذَلِكْ اليومْ الذيْ سَتبتعِدْ فِيه رُغماً عَنها عَنكْ و عنْ الجَمِيعْ و تَذهبْ روحَهاْ إِلى السْماء ،و لكِنْ حتيْ يَحِينْ ذَلِكْ الوقتْ هيْ تَعِدكْ آنهُ طَالمْا كانْ بِمقْدُورهَا حِمَايتَكْ سَتفعلْ سَتُحافِظْ عليكْ سَتحِميكْ بِدَاخِلهاْ طَالمْا يُمكِنهْا ذَلِكْ ،و بعدْ رَحِيلهْا سَتجِدْ منْ تُكمِل وعدهاْ و تُحَافِظْ عَليِكْ حتيْ منْ نَفسهاْ و عليَ قَلبكْ مِن كلّ شيءٍ و منْ كلّ الخيبَاتْ التيِ يُمكِنكَ أنْ تتلاقهاْ ، و يجِبْ عَليِكْ أنْ تفعلْ مْا يُمكِنكَ للحِفَاظْ عليهاْ،
رفعتْ عينَاكْ لتُغرِقنيْ بِأمواجَهاْ و أنتْ تُكمِلْ ،
' أخَبرَتنيِ أنْ منْ سَأختَارهْا سَتكونْ أَفضلْ مِنهاْ لكِنيّ أَراكِ مِثلهْا تماماً ' ..
فِي ذَلِكْ الوقتْ و التَشبِيهْ بينيّ و بينْ وَالِدتكْ شْعرتُ أَنهُ نبتْ ليّ جِناحَانْ شَعرتْ أنيِ أُحلقْ فَأنا أكثْر منْ يعلمْ مَاذا تعنيِ لكَ .. هيْ كَإِدمانْ دَافينشِي لِلوحَاتهْ .. و عِشقْ قيسْ لِمحبوبتهْ .. شغفْ و حب روميو لجوليتْ .. و أمثَالهُمْ كثِير ، كُلاً مِنهمْ لَديهِ طَرِيقتهُ فِي الحب و التعبِير عنهْ و أنتْ كَذلِك لا تختلِفْ عنهمْ كثِيراً.
2:24 P.m.
Wed .. 15th August 2018 .
2018-09-05 16:17:39
7
3