مازال نظره معلق علي كفيهما لَمْ يلاحظ ملامح كاي المتألمه لَمْ يلاحظ التأثر الكبير علي وجه ريم
الغيرة
فقط الغيرة تأكل قلبه ودواخله
الهذا تغيرت معاملتها لهُ ؟
الهذا أصبحت تتجنبه ؟
هل نمت مشاعر داخلها لكاي الذي لا تعرفه كما تعرف سيهون
:" سيهون ؟ هذا أنتَ؟"
قاطع سيهون تحديقه بهما ليلتف الي ذلك الصوت الأنثوي
أطلق سيهون اوه متفاجأه حينا تعرف علي هوية تلك الفتاة التي أمامه
إنها آيو الفتاة التي خرج معها بموعد مُدبر منذ أشهر قبل أن تظهر ريم بحياته
كانت ترتدي ملابس رسمية عبارة عن قميص بلون النبيذ الغامق ومن الأسفل تنورة قصيرة باللون الأسود
:" آنسه آيو مرة وقت طويل "
عرض سيهون كفه لمصافحتها مع أبتسامة متكلفه
بادلته الفتاة المصافحه بسرعه وكانت هُناك بابتسامه مشرقة علي ملامحها وهي تقترب منه أكثر
مازالت محتفظه بكفه بين يديها الناعمة
:" وقت طويل بالفعل ذلك لأن أحدهم لَمْ يعاود الإتصال بي مرة أخري "
عاتبته آيو بمزاح لتقرر أخيراً حينا لاحظت ارتباكه
حك سيهون أسفل رقبته وهو يردف
:" أعتذر امم تعلمين العمل وما الي ذلك "
برر سيهون ببعض التوتر لتبتسم هي بتفهم
**
:" من تلك الفتاة التي تقف مع سيهون ؟"
تسأل كاي وهو يطالع سيهون ومن معه
اِلتَفَتَت ريم بسرعه حينا سمعت أسم سيهون حتي ألمتها رقبتها لكنها لَمْ تهتم
تنظر الي تلك الفتاة بتفحص من الأعلى الي الأسفل ليرتفع حاجبها بتلقائيه حينا شاهدها تقترب من سيهون تتجاوز مساحته الشخصيه وتبتسم لهُ
لَمْ يغيب عنها توتر سيهون رغم أن ما يقابلها هو ظهره العريض لكن حكه لرقبته وتلك الخطوة التي اتخذها للخلف يُحاول خلق مساحة جيدة بينهم
:" لا أعرف قد تكون إحدي صديقاته "
رفعت كتفيها بعدم إهتمام او كما تدعي
:" اوه إنها جميلة للغاية أظنها معجبه بسيهون نظراً لتلك الطريقه التي تبتسم بها إليه "
واقع تلك الكلمات التي اردفها كاي ببساطة كان ليس بالهين علي ريم التي أحكمت علي قبضتها بقوة
تُحاول الحفاظ علي ملامحها الهادئة
:" اوه حقاً يبدوا ك ثنائي "
أبتسمت بتكلفه لكاي ثمَ أخفضت رأسها بسرعه مدعيه أنها تطالع شئ في هاتفها
**
:" إذاً هل كُنتِ في مقابلة عمل او شئ من هذا القبيل ؟!"
حاول سيهون خلق أي حديث هو يشعر ببعض التوتر بلا سبب لذا حاول أن يتحدث بطريقه طبيعيه
:" لا في الواقع أنا كنتُ ذاهبه الي المقهي إنه وقت أستراحتي شركة أبي تقع علي بعد شارعين من هُنا "
:" أنتِ تعملين مع والدكِ هذا.. هذا شئ رائع! "
تظاهر أنه مهتم لأي ما تقوله فقط يومئ برأسه بتفهم
:" أجل رائع! ..أعتذر يجب أن أذهب الآن أراكَ لاحقاً "
نظرت الي الساعه التي بمعصمها وهي تتحدث
:" بتأكيد! الي اللقاء "
راقبها سيهون وهي تبتعد ليزفر أخيراً ثمَ اخذ طريقه الي المتنزه حيث يتواجد كٌلاً من كاي وريم ليلاحظ أنهما ينظران إليه منذ فترة
" هل شاهدتي وأنا اتحدث مع آيو؟!"
داخلياً تمني ذلك يُريد أن يعلم ردت فعلها هل ستظهر هي مهتمه به أم لا
هو لا يُريد أن يستسلم لتكهناته الداخليه أن ريم معجبه بكاي بأي شكل من الأشكال
سواء إعجاب كببر او طفيف
:" مرحباً ...هل تأخرت ؟"
رسمَ سيهون أبتسامة متكلفه لهما وهو يجلس بجوار ريم!
:" لا لَمْ تتأخر "
بادلته ريم بابتسامه بسيطة وهي تبتعد قليلاً تفسح لهُ مجال أكثر
فنظر سيهون هو ظن أنها لا تُريد الجلوس بجانبه
لذا داخلياً شعر بوخزه طفيفه في قلبه لكنه أبقى علي ملامحه ينظر الي كاي بعد أن اومئ لريم بتفهم
:" أين أميرتي الصغيرة ؟"
أطلق كاي هاا مستفهمه ثمَ نفض رأسه بغباء
هو لا يزال غير معتاد علي الوضع الحالي
أن يجلس مع مديره البارد ذو الطباع الحاد بأريحيه دون رسميات وأيضاً تجمعهم علاقة صداقه !
:" مع اصدقائها ستأتي بعد قليل "
تمتم بابتسامة متوتره
قلب سيهون عيناه حينا لاحظ توتره
:"كاي "
ناده بتعب
:" نعم! "
:" فقط استرخي أقسم لكَ نحنُ خارج العمل الآن "
أخبره بنفاذ صبر لكن تصرف كاي طبيعي
هو يتعامل مع شخصيتان مختلفتان بجسد واحد
كأنه يتعامل مع شخص مصاب بانفصام بالشخصية
أحياناً يكون الصديق اللطيف الذي يُعامل طفلة كاي ك الاميرات يضحك ويبتسم لهُ !
وتاره ينقلب إلى المدير الصارم الذي لا يعرف كيف الإبتسام او الرحمه بعمله ؟!
ضحك كاي بتوتر قبض علي بنطاله ينقل نظره بين ريم التي تنظر لهُ بشفقه وسيهون الذي يتنهد بتعب
:" أعتذر... لستُ معتاداً بعد "
ثمَ نقل نظر بسرعه يلمح طفلته تركض بتجاههم ووجهها يشع سعادة لأن الاوبا خاصتها متواجد
:" اووه أميرتي الصغيرة اشتقت إليكِ كثيراً "
إستقام سيهون وهو يحمل الطفلة بو بين يداه يرفعها عالياً ويدور بها تحت ضحكاتها الطفوليه اللطيفه
:" وأنا أيضاً اوبا "
ثمَ قبلت وجنته
:" ياإلهي لِمَ يجب أن تكونِ بتلك اللطافة المهلكة للقلب "
ظل سيهون يداعب بو قليلاً تحت ناظري كاي المستمتع وريم ؟
ريم التي يراودها حلم يقظه الآن
سيهون يحمل طفلتهما بين يداه يداعبها وهي تقف بجانبه بابتسامة كبيرة
تلاحظ عيناه التي تنظر إليها بحب صادق وهي تبادله ذات النظرات
:" لنذهب ونشتري الحلوة لاميرتي اللطيفه~~"
قاطع حلم اليقظه خاصتها من قبل سيهون الذي يهم بأخذ بو معه
نفضت ريم رأسها بخفه تستوعب ما تفكر به
ذلك خطأ كبير
" استيقظي ريم ذلك مستحيل"
انقبض قلبها بألم شديد لكنها كانت تحارب إظهار تأثرها
:" سيهون أنتَ ستدللها كثيراً بهذا الشكل "
تذمر كاي بحنقه رأي طفلته تقوم بإخراج لسانها لهُ تغيظه
شهق كاي بقوة واتسعت عيناه
:" أرأيت هذا ما أتكلم عنه هي أصبحت لا تستمع اليّ وإذا حاولت منعها من أي شيء تهددني بك "
تكتف كاي بتذمر يطالع سيهون الذي يقهقه بستمتاع يغيظ والد بو
هزت ريم رأسها بفقدان أمل منهم ترسم أبتسامة خفيفه علي وجهها
:" هي أميرتي وساُدللها كما أشاء لكن بو فتاة مطيعه لن تغضب والدها مرة أخري صحيح أميرتي ؟"
اردف بلطف يقبل وجنتها حينا هتفت صحيح بحماس زائد
:" صحيح أوبا متي ستتزوج أنتَ ونونا ويصبح لديكم أطفال ؟ أُريد أن أكون أخت كبري لهم "
تحدثت بو بعفوية وهي تحتضن وجه سيهون بين كفيها بميل رأسها باستفهام
الشهقه كانت من نصيب سيهون وريم هذه المرة بينما كاي ضحك بتوتر وهو يحك رقبته مرتبكاً
:" ياإلهي بو فكري قبل أن تتحدثي أعتذر منكم "
وبخ كاي بو بلطف يعتذز من الآخرين وينحني بخفه
عبست بو وقوة
:" أنا لَمْ أخطئ اليس اوبا ونونا يحبان بعضهما إذاً سيتزوجان اليس كذلك أوبا ؟"
أصرت بو علي حديثها تُخاطب ذلك الشارد الذي ينظر لريم وهي تُحاول تشتيت نظرها بالارجاء
:" أتمنى ذلك"
اردف بشرود وصوت هامس
:" ماذا لَمْ أسمع ؟"
تسألت بو لكن والدها الذي أبتسم بجانبيه لأنه أستطاع فهم ماقاله سيهون
رتب علي ظهرها بخفه
:" بو توقفي عن ذلك الحدث ولِمَ لا تذهبِ مع أوبا لشراء الحلوة امم "
:" اوهه أجل الحلوة هيا بو لن نتأخر"
تمتم سيهون بسرعه يأخذ طريقه وهو يحمل بو يبتسم بخفه
جلس كاي مرة أخرى بمقعده بجانب ريم يريح ظهره وهُناك أبتسامة مستمتعه علي وجهه
لَمْ يتحدث بما قالته بو لأنه لاحظ احمرار وجه ريم رغم محاولاتها بتصنع الا مبالاه
:" سيهون شخص حنون للغاية لكنه غير مفهوم الشخصيه "
بدأ حديثه دون مقدمات لتنظر ريم لهُ باستغراب
استأنف حديثه دون توضيح
:" كنتُ أسمع عنه كثيراً وجميعها أقاويل متضاربه منهم من يمدحه ومنهم من يذمه لقسوته والتزامه الشديد إتجاه عمله "
نظر الي كفه بشرود
:" أتعلمين كنتُ أسمع عنه أيضاً أنه يشرب الكحول بشراها لكن.... لكن الآن حتي باحتفالات الشركة وتجمعات الموظفين هو لَمْ يعد يقترب من الكحول مطلقاً اليس ذلك غريب ؟"
نظر إليها بعد أن فرغ من حديثه
هي لَمْ تتخطي ما قالته بو الذي جعل قلبها بحالة اضطراب شديد
بين الفرح لمجرد التخيل
وبين الحزن لان ذلك مستحيل الحدوث
:" قد يكون أدرك أنه يضر صحته "
ريم ك العادة تضع اي مبررات أخري لسيهون غير أنه يقوم بذلك لأجلها!
ضحك كاي بخفه وهو يهز رأسه
:" أعلم أنكَ ذكية ريم أنا لَمْ أرغب بالتدخل لكن ألا تلاحظين مشاعر سيهون بصدق هو واضح للغاية "
عقدت حاجبيها باستنكار لِمَ قاله كاي الآن
:" أنتَ تسيئ فهم علاقتنا كاي لا يوجد ما تقوله سيهون فقط يعاملني ك صديقه مميزة لا أكثر ولا أقل "
تنهد كاي بهدوء يبعد عيناه عن ريم يزم شفتاه للخارج
حديثها ليس مقنع لهُ او لذاتها وهو شعر بذلك لكن سيجاريها
:" قد تكونين علي حق أعتذر علي تطفلي"
:" لا لَمْ اقصد ذلك كنتُ فقط أوضح لكَ الأمر "
رفعت كتفيها بخفه ليومئ لها بإيجاب
:" حسناً"
**
دخلت غرفة مكتبها والابتسامة لا تترك وجهها منذ أن قابلته
فهي رغم جمالها وتودد الكثيرين لها إلا أنها لَمْ تنجذب لأحدهم كما انجذبت الي سيهون
كانت شاردة تتذكر تفاصيل لقائها معه
تتذكر ادق تفاصيله
حاجبيه المرسوم بدقه
فكه الحاد
فرق الطول الشاسع بينهما
ابتسامته
عرض منكبيه
يداه
كل شئ به جذاب و مميز
حتي رائحة عطره
لازالت عالقه بكفها تشتمه بهيام
:" كيف الطريق إليكَ اوه سيهون ؟!"
زفرت الهواء بتقطع تغمض عيناها
تسبح بخيالها مع ذلك الوسيم بابتسامة جانبيه تزين وجهها
حتي لَمْ تلاحظ طرق الباب ودخول والدها الي مكتبها
:" ما سر تلك الإبتسامة وشرودكِ صغيرتي ؟!"
تسأل والدها وهو يهم بالجلوس علي الكرسي المقابل لمكتبها
استفاقت من شروديها بتفاجأ
:" اووه أبي أعتذر لَمْ ألاحظ دخولكَ"
ليومئ إليها بتفهم
:" لَمْ تخبريني ما سر شرودكِ أيتها الشقيه ؟"
ضحكت آيو بخفه حينا لاحظت أبتسامة والدها الخبيثة
:" أبي لا شئ فقط... أتذكر سيهون إبن السيد اوه ؟"
:" اووه بالطبع من ينسي ذلك الشاب وأيضاً والده كان معي بالأمس لكن لِمَ تسألين عنه؟"
:" فقط قابلته اليوم باستراحة الغذاء عند المتنزة القريب من هُنا "
أبتسم السيد لي والد آيو بجانبيه يريح ظهره علي كرسيه
:" يالها من صدفه والده كان يحادثني عنكما "
انتصب ظهر آيو بسرعه تقترب من والدها باهتمام
:" حقاً؟ وماذا أخبركَ؟"
:" هو يُريد أن يتقدم لخطبتكِ لأبنه لكنه لازال سيخطط مع سيهون حتي يضعوا موعد مناسب لزيارتنا "
استقامة آيو من مجلسها تقفز بفرح وحماس دون وعي منها لتهدي حركتها وتنظر الي والدها الذي يضحك لمنظرها وحماسها بحرج
:" توقف ابي عن الضحك إنه لأمر محرج "
استمرت قهقهت السيد لي تحت إنتحاب ابنته الصغيره
***
حينا أصبح الجميع خارج المنتزه
كاي و ريم كانا بالمقدمة وبالخلف سيهون وبو الصغيرة بين أحضانه
لَمْ يكن منتبهً لِمَ يحدث حتي سمعَ صوت كاي يصيح ب
:" ريم انتبهي "
رفع رأسه بسرعة لتسقط ابتسامته ويتتشنج ملامحه
يُحاول استيعاب المشهد الذي أمامه
ريم كانت تعطي ظهرها لكاي وهو ممسك بكتفيها من الخلف
ظهرها يلتصق بصدره
يقفان بمنتصف الشارع بصدمه
استنفاق كٌلاً منهم علي صوت بوق السيارات ونزول صاحب السيارة التي كانت علي وشك الانصدام ب ريم !
كاي ظل منصدم ومتشبث ب ريم يقربها إليه أكثر
شفتاه كانت تهتز
عيناه كانت زجاجيه للغاية
اطرافه جميعها ترتعش بقوة
سيهون أسرع إليهم حينا وجد صاحب السيارة هاماً ب الصياح عليهم
ريم كانت تُحاول الابتعاد والاستدارة كي تنظر الي كاي
لكنه يتشبث بها أكثر وصوت شهقاته أصبحت مسموعه
أنزل سيهون بو من حظنه وهو يصفع وجه كاي بخفه ليستفيق مما هو فيه
:" كاي ماذا داهمكَ أبتعد عنها هي بخير "
أمسكت بو الباكية بنطال والدها تهزه بقوة
:" أبي مـ مـ الذي أصابكَ "
استفق كاي أخيراً من صدمته يهز رأسه باستغراب وهو يلاحظ ملامح سيهون المتجهمة
:" مالذي حدث؟... اووه ياإلهي "
أفلتَ كاي ريم بسرعه لتبتعد هي الأخرى عنه وهي تلهث بتوتر تنقل انظارها بين كاي وسيهون
هي قلقه بسبب غضب سيهون الواضح علي ملامحه
:" هااي لِمَ ظهرتما من لا شئ أمام سيارتي كدتُ أن افتعل حادث بسبب حمقاء ك أمثالكم "
ظل مالك السيارة يثرثر بتهجم حتي ألتفت إليه سيهون وهو ينظر إليه بحده
:" أولاً أخفض صوتكَ اللعين ألا ترئ حالاتهما ثانياً أنتَ واللعنه المخطئ لقد تحركت بسيارتكَ اللعينه قبل أن تُفتح الإشارة المرورية لذا أغلق فمك اللعين قبل أن ازجكَ بالسجن إلى أن تتعفن "
أنهى سيهون حديثه بحدة وصوت مرتفع
متخصراً
ارتعب الرجُل من سيهون ليهرع سريعاً الي سيارته وينطلق
بو لَمْ تتحمل صياح سيهون واجهشت بالبُكاء
حملتها ريم بهون وهي تُحاول تهدئة الطفلة أما كاي فـ كان يُحاول استعادة رابطة جشائه يلملم شتات ذاته
:" أنتم بخير يا رفاق ؟"
تسأل سيهون بعد أن هدأ من روعه لتومئ لهُ ريم بإيجاب وكذلك كاي
:" أعتذر عما حدث مني فأنا لدي فوبيا من حوادث السيارات "
أعتذر كاي بصدق لكلاً من ريم وسيهون
لَمْ يريد أن يسيئ فهمه من قبل سيهون
أكثر من ريم!
اومئ كٌلاً من ريم وسيهون بتفهم
:" أنتَ لَمْ تفعل شئ خاطئ كاي "
تمتم بها سيهون وهو يشد علي كفه
:" شكراً لكَ كاي علي إنقاذي "
اردفت ريم بإمتنان شديد
:" علي الرحب ريم "
قاطع حديثهم صوت هاتف سيهون
نظر سيهون للمتصل ليتتضح أنه بيكيهون
"ليس وقتكَ بصدق "
زفر بتعب قبل أن يجيب عن المكالمة
:" مرحـ..."
:" أيها اللعين الخائن أنا لن أصدقكَ مهما ثرثرت بتراهات التبرير "
ذلك أولى شئ دخل الي مسمع سيهون من المكالمة ولَمْ يكن ذلك سواأصوت يونا تصيح بـ بيكيهون
المعني تنهد بتعب
:" سيهون تعالي إلى المنزل حالاً كما سمعت "
هز رأسه بيأس ثمَ تمتم ب :" قادم " وأغلق المكالمة
:" إنه بيك يحتاج إلى مساعدتنا لقد جُنّ جنون يونا "
اومئ ريم بتفهم لتعطي بو لكاي
ثمَ تمتموا ب
:" إلى اللقاء "
***
:" أيها الخائن النذل أنا رأيتكَ ب أم عيناي تبتسم لها وهي تتعزل بكَ "
صاحت يونا بعصبيه شديدة حتي برزت عروق رقبتها
في المقابل بيكيهون الذي يتنهد بملل
كُلاً من ريم وسيهون يُحاول تهدأت يونا بلا فائدة
:" وماذا كُنتِ تتوقعين أن أفعل لعميله مهمه ك تلك!؟"
هل يستفز أعصابها الان ؟
:" فلتحل اللعنه عليكما هل تصدقي ريم لقد أخبرته أن شفتاه مغرية قابله للأكل وهو أبتسم إليها اللعين "
:" هل هذا ما حدث بيكيهون ؟"
:" ُأجل لكن أنا كنتُ أبتسم إليها بتوتر مما قالته ثمَ أنها لَمْ تكن تعلم أنكِ زوجتي وحينا أخبرتها هي اعتذرت وأنا قبلت يدكِ أمامها "
قصَ بيكيهون الموضوع مرة أخري بأنفعال
:" حسناً يونا هو لَمْ يخطئ "
تمتمت ريم بحرص شديد
تنهدت يونا بقوة وهي تتذمر
:"لِمَ واللعنه تزوجت بشخص وسيم لعين مثلكَ وأيضاً أُحبه بقوة "
زفرة بيكيهون بقوة يستمع إلى قهقهت كٌلاً من الثنائي المستقبلي بنظره
ثمَ إستقام يتجه إلى زوجته المجنونه التي تنظر الي الأسفل بأستياء
طوقَ خصرها بين يده ثمَ همس بجانب أذنها
:"ذلك الوسيم اللعين ملكاً لكِ فقط ويُحبكِ بجنون وأنتِ تعلمين ذلك "
انتحبت مرة أخرى بخجل تبادله العناق
:"اووه إذاً أنتهاء عملنُا هُنا ريم هيا بنا حتي لا نري وما لا يحمد عليه "
أمسك سيهون معصم ريم يجرها خلفه
ريم كانت محمرة من شدة خجلها وهي تطالع ذراع سيهون الممتده للإمساك بمعصمها
شعور لطيف بمعدتها يجعل قلبها يدق بعنف
لكن شعور أن سيهون قد يسيئ فهم تصرف كاي جعلها تقف في منتصف طريقهم الي سيارة سيهون تجبر سيهون علي الوقف والالتفاف إليها باستفهام
:" ماذا هناك ؟"
:" إنّه كاي... لا تسيئ فهمه "
عقد سيهون حاجبيه باستغراب
:" لَمْ أفهم "
ارتبكت ريم بوضوع تنظر إلى أنحاء المكان ثمَ أخذت نفساً عميق
:" كاي... زوجته الراحلة تُوفيت بحادث سير أمامه ولَمْ يستطع إنقاذها لذا حدث ما حدث حينا اوشكت السيارة علي دهسي "
أطلق سيهون اوه متفهمه
:" ذلك شئ مؤسف لكن هل أصبحتِ مقربة لهُ لتلك الدرجة ؟"
تسأل سيهون بامتعاض يفلت معصمها من قبضته ثمَ حشر كفيه داخل جيب بنطاله
:" بالتأكيد نحنُ أصدقاء سيهون"
تتحدث بصوت هادئ وهي تنقل انظارها بين معصمها الذي تم افلاته وسيهون
:" ريم بجديه لا يوجد شييء بينكِ وبين كاي غير الصداقة ؟!"
رمش ريم عدت مرات تُحاول استيعاب سؤال سيهون الذي ألقاه بوجهها الأن
:" شيئ ؟...شيئ ماذا سيهون أنا لا أفهم ما قصدك ؟"
تسألت بغضب طفيف تُحاول السيطرة علي أعصابها
:" واللعنه ريم أنتِ تعلمين مقصدي"
صاحَ بصوت مرتفع
تنهد بقوة يغمض عيناه في محاولة منه للسيطرة علي انفعاله
ريم كانت تنظر إليه بصدمة
" هل قامَ برفع صوته للتو عليّ ؟"
:" سيهون أنا أُريد أن أفهم الأن لِمَ أنتَ غاضب وما شأنك أنتَ سواء يوُجد او لا ما شأنكَ حتي تصيح بوجهي هكذا ؟"
انفجرت ريم متحدثه بصوت عالي وانفعال شديدة
ليس من حق أيْ شخص أن يصيح بها
:" هل حقًا أنتِ جاهله عن سبب غضبي ريم ؟ حُباً بالرب الستُ واضحاً لكِ ؟"
تسأل بتكهن يهز رأسه بعدم تصديق
ليبتسم بسخرية يشاهد ملامح الاستنكار علي وجه ريم
" أرجوك لا تفعل أنا لستُ بمستعدة لن أستطيع مواجهتك لا أُريد خسارتك "
توسلت ريم بداخلها تغمض عيناها بحرقه تبتلع ماء جوفها بصعوبه
:" سيهون أرجوك لا تفعل... لا تفعل ذلك بي أنا وكاي لا يوجد بيننا شيئ لننهي الموضوع "
ضحك سيهون بسخرية وحسره
أصبح واضح لهُ ريم علي علم تام بمشاعره لكنها ترفض حتى افصاحه عنها
:" أتعلمين... لقد مللت من الكتمان ريم لا أستطيع مسايرتكِ بدور الصديق بعد الأن "
تحدث بهون يقرب منها حتي أصبح يقابلها يفصلهم بعض الإنشات
كم كان سيهون يمقت نظرت الخوف التي بأعين ريم
هي لا تمتلك الشجاعه الكافيه لمواجه حقيقه مشاعره
لكن..!
لا يوجد وقت هو مصمم
:" أتذكر لقاءنا الاول
أول نظرة حينا وقعت عيناي علي تلك الفتاة العربيه التي يتهامس الجميع علي جمالها الأخاذ نظراتها الحزينه
ابتسامتها الودودة
رقت صوتها
شجاعتها... قوتها
كل ذلك جعل ما يقبع داخل أضلعي يخضع إليها هي فقط "
همس برقه وهدوء عكس إنفعاله قبل قليل
يبتسم إليها بحب صادق
وهو يميل رأسه لينظر إليها جيداً
هي...
هي فقط تقف متجمدة لحديثه
واقع كلماته تعصف بداخلها بقوة
قلبها ينبض بعنف حينا تنساب تلك الأحرف من ثغره
إذاً ذلك كان منذ أول يوم ؟!
:" كان هُناك شيء بداخلي يخبرني أنني وجدت أخيراً ما كنتُ أبحث عنه "
تنهد بهدوء قبل أن يسترسل بحديثه
:" ما كنتُ أبحث عنه كان أنتِ ريم أجل أنتِ لذا... "
" أرجوك لا تنطق بها "
عجزت عن نطق ذلك لتغمض عيناها بضعف تنتظر تلك الكارثه
فقط كلمة واحدة
فقط
:" أُحبكِ
أنا أُحبكِ ريم صدقاً أنا واقع بالحُب معاكِ وبشدة "
تنفس براحه حينا أستطاع الإفصاح أخيراً عن مشاعره
يراقب ملامح وجهها حينا ارتخت بهون تكشف عن عينها الزجاجيه
تهز رأسها بضعف أمامه
عقد حاجبيه بضيق حينا انسابت ملامحها تلطخ وجنتها
:" لا أستطيع.. انـ أنا لا أستطيع سيهون "
كانت تتحدث بهون وصعوبه
هز سيهون رأسه باستفهام
لا تستطيع؟!
:" لن أستطيع أن أمنحكَ الحُب سيهون ذلك محرم عليّ ديناً و أيضاً أنا لستُ بصالحه للحُب "
تعالت شهقاتها بضعف تُحاول شرح ما بداخلها
هي تُحبه
هي أيقنت ذلك لكن.. ؟
لن تستطيع أن تفعل ذلك به
هي خائفه عليه من ماسيحدث لهُ
وأيضاً هل بالمقابل ستستطيع أعطاه الحُب الذي يستحقه ؟
هي لا تُريد أن تظلمه!
:" لا تخلقي الأعذار الوهمية ريم لأنني قررت بشأن عقيدتي وأنا مقتنع بذلك وذلك أمراً محتوم "
أفصح بإصرار يخيم علي نبرته
كأنه يخبرها أنه مستعد لذلك التحدي
أنه لا يخشي أحدّ
الانصدام والدهشه هو ما قابله من ريم
عيناها اتسعت بصدمة
هي تفاجأت لنبرته والعزم القابع بعيناه كأنه يخبرها "الأمر لا يعني فقط زواجي منكِ بل أنا عازم علي اعتناق الإسلام "
:" لكن أتعلمين ما هو الأمر المحتوم أيضاً لي ؟"
أقترب ينظر إلى عيناها دون أن يرمش لهُ جفن
كانت عيناه تلمع بالحُب والإصرار
تلك الإبتسامة الحنونه التي تزين ثغرة
:" أنكِ ملكاً لي ريم "
**
يتبع