Part 17
نستوني أكيد أنا استاهل 🚶♀️💔
تجاهلوا الأخطاء الإملائية رجاءً
كانت تجلس عَلَيَ مكتبها تتجاهل أوراق العمل منذُ ساعة عَلَيَ غير عادتها تُفكر فيما يحدث بتمعن
أسلوبه قد تغير معها بشكلٍ كبير أصبح أكثر رسمية في طريقة تعاملهُ معها
تُحاول تذكر أيّ خطأ أرتكبته وهِيَ بصحبته لكن ....
لا شئ ..
لقد تغير منذُ اجتماع مندوبين جوتشي ائ منذُ أسبوع
كانت توهم ذاتها أن الأمور علي ما يرام لكن أصبح يناديها بآنسة آيو تخشي أن تصل الأمور أن يُنايها بلقبها
:" سحقًا لكَ كاي إن حاولت أن تُناديني بالآنسة لي سوف أقتلك وأخطف بو واربيها وحدي "
سهست آيو بحنقه تتوعد لذالك المسكين
هِيَ لا تدري بما يحدث معه
لا تدري حجم المعاناة التي يعيشها بداخله
لا تدري أنهُ يُحارب قلبه ومشاعره حتي لا تخضع لها ويكرر خطأه مرّة أخري ...
لا تدري عن ندمه بكل مرّة يلمح بها نظرة الخيبة في أعين آيو حينا يتعامل معها برسمية مفرطه
لكن كاي ضحية أيضًا ..
بل أنه الضحية الرئيسية من تلك العلاقة المعقدة ..
الجميع يعلم بما فيهم آيو وكاي فرق الطبقات الاجتماعية بينهما وذلك يؤثر بالسلب عليه لأن الجميع يظن أن كاي سيستغل آيو او العكس
لذا هو أختار ذلك القرار الأصعب عليهما
أن يجعل علاقتهما في حدود الرسميات والعمل ...
**
كان سيهون يُراقب صديقه الشرد بملامح فارغه من كثرة تعمقه في التفكير
ينظر إلي قلمه منذُ عشرة دقائق دون أن يرمش !..
لولا أن الفتي يتنفس كان سيظن سيهون أن كاي قد مات !..
وضع يده علي ذراع صديقه يهزه بخفه حتي لا يفزع
:" كاي هل أنتَ بخير؟"
تساءل سيهون بنبره مهتمه ليستفيق الآخر من شرودة ينظر حولهُ بتشتت
:" ها ..اوه أجل أنا بخير أعتذر لَمْ أنم جيدًا "
تحدث كاي بنبره معتذرة ينظر إلي الملفات التي أمامه يُحاول أسترجاع أفكاره
بينما سيهون ينظر إليه بشك وهُنالِك نظرة لينه تعتلي وجهه أتجاه صديقه ذو الحال المُزري منذُ فترة
أصبح كثير النسيان والتشتت قد يقف في منتصف ممر الشركة لنصف ساعة دون هدف كأنه تمثل ثمَ يستفيق دون أن يدري ماذا حدث
لا يزال سيهون يتذكر ما حدث منذ يومين في غرفة تصوير الملفات
كاي دون أن يدري تلاعب في أعدادات مكينة التصوير والطباعة يُسرع من خروج الأوراق التي تناثرت في الارجاء وهُوَ ..!
فقط كان يقف ساكناً دون حركة ...
هز سيهون رأسه ينفي تصديقه لصديقه
:" لا يا صديقي أنت لستَ بخير وأيضًا والنوم ليس السبب ... كاي ما الذي يحدث معك تستطيع إخباري "
أبعد سيهون ملفات العمل يمسك بكف صديقه يشد عليه حتي يبوح بما في صدره من ضيق لعله يستطيع مساعدته واراحته
أبتسم كاي بإمتنان لقلق الآخر عليهِ ،قام بتربيت علي يد صديقه التي تمسك يده الآخر وهو يتحدث بهدوء
:" صدقني ليس بالأمر الكبير أنا فقط اُحاول السيطرة على أفكاري ومشاعري تعلم أنا لا أُريد المزيد من المتاعب بحياتي يكفي ماحدث ليّ ..."
تنهد كاي بتعب يرخي ظهره علي الكرسي بعد ان افلت سيهون يده
اومئ الآخر بتفهم كأنه علِم مصاب من أمامه
:" إنها آيو صحيح ؟"
اجابه بهزة رأس بائسه تُأكد استنتاج الآخر
:" بربك كاي لا تصعب الأمور عليك ... مادمت تكن لها المشاعر وهِيَ أيضًا تبادلك أنا متأكد من ذلك إذًا لِمَ لا ؟ها"
أستقام سيهون بدور حول ذاته وهُوَ يُلقي بحديثه علي مسمع من زفر الهواء بضيق يحجز رأسه بين كفيه
يردف بنبره بائسه ومتذمرة
:" سيهون كلانا يعلم لِمَ لا ... أنا لستُ من عالمها ولا هِيَ تنتمي إلي عالمي نحنُ الاثنان مختلفان من جميع النواحي لا يوجد شئ يجمعنا ..."
تأوه كاي من الألم وأخذ يفرك جبهته من ضربت الآخر
:" بل يوجد أيها الغبي ... اُنظر ليّ أنا وريم حرفيًا لا شئ يجمعنا من هوايات او ثقافه ومجتمع لكن يجمعنا الحُب الذي تحدي الجميع حتي أنفسنا المهزوزة التائهة ..لذا يوجد ما يجمعما كاي علي الأقل يجب أن تُحاول وإلا ستندم فيما بعد ياصديقي "
حديث سيهون جعل عقله مشتت أكثر من ذي قبل
هل يعطي لنفسه ولها فرصه ؟
هما لَمْ يتحدثا عن مشاعرهم لكن مشاعر آيو مفضوحه للجميع ولهُ أيضًا ...
أما مشاعره فمتناقضه ..
:" لا أعلم سيهون ... لكني سوف اُفكر بالأمر "
زم شفتاه بشكل مستقيم يهم بتجميع أشيائه تحت أنظار سيهون الذي عاد إلي كرسي مكتبه وهو يُلقي بكلماته بنبره هادئه
:" التوفيق يا صديقي لنكمل عملنا فيما بعد لقد أشتقتُ إلي زوجتي عندما تحدث عنها "
قلبَ كاي عيناه علي ذلك الممحون الذي لا يكف عن الإتصال بريم لاتفه الأسباب
لا شك أن الفتاة اُصيبت بالصداع !
لَمْ يُعلق هُوَ فقط أكتف بالتلويح بيده بلا مبالاه وغادر المكتب
أحيانًا يخشي كاي من تعلق سيهون المفرط بريم
يخشي أن تُصاب ريم بالملل من أهتمامه المبالغ بها
هو لا يقصد التدخل بعلاقتهم حتي بداخله
لكن هو يعرف سيهون من قبل أن يُقابل ريم بكثير
هُوَ مختلف تمامًا عن زي قبل ..للدرجه التي يصعُب عليه تحديد من هي شخصية سيهون الحقيقيه ومن التي اختلقها
يشعر أن هُنالِك شئ من ماضي سيهون هُوَ من أثر علي مشاعره وجعله باردًا وقاسي في التعامل مع من حوله قبل قدوم ريم
تنهد كاي بحيره وهُوَ يجلس علي كرسي مكتبه يضع ملفات العمل أمامه
علي الأقل عقله أبتعد قليلًا عن التفكير في آيو !..
***
صوت كعبها العالي المزعج يملأ الممر خلفها مساعديها يقومونا بتدوين ملاحظاتها بسرعه بينما هي تتصفح هاتفها وتلقي بالاوامر علي هذا وذاك
:" نيانا اخبري السيد جيهوب أنني سوف أطّلع علي اوراق العرض أولًا لذا سنُأجل موافقتي للغد وأنت اِحضر ليّ الفستان القرمزي لا الأسود ..."
:" سيدتي هنُاك شخص ينتظركِ منذُ عشر دقائق بمكتبكِ "
قاطعها صوت موظف الإستقبال لتومئ لهُ بتفهم
:" قد يكون مساعد الشركة الراعيه ... هذا كُل شيء للآن انصرفوا "
اردفت دون أن تنظر إليهم تهندم ملابسها قبل أن تدلف إلي مكتبها
تلك الإبتسامة المتكلفة تحولت إلي ساخره وهي تقلب عيناها بغير تصديق حينا رأته يجلس علي مكتبها معطيًا ظهره للباب تاركًا الاراك والكراسي المنتشرة بالغرفه
لكن ذلك ليس السبب بردّة فعلها إنما هوية ذلك الشخص
كان يطرق المكتب باصابعه والعكاز بجانبه يستمع إلي خطواتها نحوه
:" مر وقتًا طويل سيّد بارك بيكيهون "
اردفت بنبره رسميه بطابع ساخر ليقابلها ضحكه من الآخر علي شكل شخرة
:" كم وددتُ أن يكون أطول من ذلك هيونا "
تمتم بامتعاض يلتفت اخيرًا للنظر إليها
نظرة الكره التي لَمْ يجهد ذاته بأخفائها كانت مرعبه لكن هيونا لَمْ تظهر ذلك
وضعت هيونا يدها علي قلبها تمثل الحزن
:" كم كان ذلك قاسيًا سيّد بيكيهون ..اوه مادمتَ قد رفعت التكلفه سأدعوك ببيكيهون فقط إليس ذلك رائعًا ها ؟"
استندت بباطن كفيها علي الكتب تُقرب وجهها من وجهه
:" لنختصر تلك المحادثة عديمه النفع هيونا ... كلمة واحدة ابتعدي عن سيهون "
هسهس بها وهو ينظر إليها بحده
ترقعت الأخري لسانها باعتراض
:" ألا تُجيد الحساب أنهم ثلاث كلمات ... و لِمَ ساُنفذ كلامك ،لا تُلقي عليّ أوامر سيّد بيكيهون "
شددت علي اسمه بعد أن انهت حديثها بنبرتها المتعاليه
قبض بيكيهون علي ذراعها ينظر إلي عينها بتهديد
:" اسمعي أيتها العاهرة أبتعدي عنه قبل أن ادمركِ ... لا تنسي اصولكِ وماضيكِ القذر "
تأوهت هيونا من الآلم لقد كان يضغط علي ذراعها
المكشوف بقوة
نفض ذراعها من كفه يُمسك بعكازه فساقه لَمْ تشفي بعد وكان من المفترض أن لا يتحرك من السرير لمدة أسبوعين لكن حينا اعلمته يونا بعودة تلك الأفعى لَمْ يستطيع أن يظل ساكنًا بمكانه دون أن يُبعدها عن صديقه
:" تبًا لك أيها الأعرج سوف أنتقم لتهديدك ليّ "
صاحت به وهي تتفحص الكدمات التي خلفتها أصابعه
قبل أن تزداد المشاحنات دلفت مساعدة هيونا لتخبرها بشئ لكن حينا وجدت ذلك المحيط المشحون صمتت تنقل انظارها بينهما
أبتسمت هيونا بسرعة لِكي تُغطي علي الأمر فهِيَ تعلم أن نيانا تعمل جاسوسه لحساب والد زوجها السيد بارك
:" ساُفكر بذلك العرض سيّد بيكيهون.. ماذا هنُاك نيانا ؟"
تحدثت بتكلفه تُخفي الكدمات بكفها بينما بيكيهون اخذ يهز رأسه بسخريه من تمثيلها المفضوح
:" اوه سيّدتي لديكِ إجتماع بعد خمس دقائق .."
تحدثت نيانا بتوتر وهي تضم الأوراق إلي حضنها
:" اوه حسنًا ساوافيكم بعد لحظات ..أعتذر سيّد بيكيهون لنكمل حديثنا بوقتًا أخر كما تري أنا مشغولة الآن "
تحدثت هيونا بتكلفه وهِيَ تتحدث إليهِ ليومئ لها بلا مبالاه وتغادر
:" يجب عليها أخذ دروس فالتمثيل .."
أمسك بعكازه جيّدًا يشرع في المغادرة وهو يهسهس بألم
:" تبًا لكِ بتأكيد قد سأت حالة ساقي "
***
:" حسنًا عزيزي .. اوه لا أنا بالخارج اتسوق .."
محادثه عادية تحدث بين ايّ زوجان يغلب عليها طابع الرومانسية من السيّد سيهون الزوج العاشق وخجل زوجته ريم التي تخفي احمرار وجهها وهي بالشارع
:" إلي اللقاء.."
بينما تغلق ريم المكالمة سمعت أحدهم يقوم بالهتاف باسمها جعلها تبحث بعيناها حتي تجد مصدر الصوت الذي جعلها تنظر بتشوش في بالبداية بينما ذلك الشخص يشق طريقه إليها بابتسامة مشرقه كأنه وجد ضالته ..
سرعان ماتحولت علامات التعجب التي ارتسمت علي وجه ريم إلي اوه تدلع علي التذكر حينا توقف ذلك الشخص أمامها
:" تذكرتيني؟؟"
تساءل بلهفه وهو يدقق بوجهها
هي فقط اكتفت بابتسامة صغيرة متكلفه مع أعين صارمة
تجيبه بنبره شبه جافه بينما تبتعد إلي الخلف قليلًا لتحافظ علي مساحتها الشخصية
:" بالتأكيد !.. مرحبًا ويليام "
اجل ويليام ذلك الفتي الأجنبي الذي تنمّر عليها في مركز تعليم اللغات في بدأيات مجيئها إلي كوريا
لقد اوسعته ضرب أمام دهشة الجميع من ضمنهم سيهون وبيكيهون حينا تطاول عليها وحاول ضربها
تطورت الأمور واُعجب بها لكنها رفضته لعدت أسباب
من ضمنهم أعجابها السري بسيهون .آن ذاك ...
أبتسامة المدعو ويليام أزدادت حينا نطقت أسمه
:" أري أنكِ ومن حسن حظي لا تزالين في كوريا "
دعكت ريم ما بين حاجبيها ببعض الامتعاض تتساءل بعد همهمه غير مسرورة
:" ولِمَ من حسن حظك سيّد ويليام ؟؟"
زم ويليام شفتاه بخط مستقيم ينظر حوله ببعض التوتر قبل أن ينظر إلي عيناه وينطق بنبره متأمله
:" قد يكون القدَر فعل ذلك ليجمعنا معًا مرّة أخري .. قد يكون لنا فرصة أفضل معًا "
ملامح الاسف المزيفه احتلت وجهها بينما تومئ بالنفي
:" يُسعدني أن أخبرك بذلك ويليام أنّه لا يوجد فرصة لنا لا الآن او بعد مليون سنة وذلك سبب أنني لازلت أقف معك لاُعلمك بذلك تحسبنًا إن تقابلنا مرّة أخري.. هنئني لقد تزوجت "
أردفت بذلك بأكثر نبره سعيدة لديه قبل أن تُرمي بوداعًا وتشق طريقها
لكن للأخر رأي مختلف فلقد قامَ بقطع طريقها وملامح الصدمة الممزوجه بالاحباط ظاهرة علي وجهه
:"لكن.. لكن كَيْفَ ومِن مَن؟"
:" ليسَ من شأنك !"
حاولت المغادرة مرّة أخري لكنه أمسك بمعصمها ، نظرت ريم لهُ بغضب قبل أن يُبعد يده بسرعة ويعتذر
:" حسنًا فقط دعيني اُخمن .. اهُوَ سيهون ؟"
اومئت لهُ بأجل وهِيَ تنظر إلي ساعتها لقد تأخرت علي تحضير الغداء لسيهون وتلك السيارة التي تركن تُعيق الطريق ..
زفر ويليام الهواء بضيق
"ذلك الشاحب أنتصر عليّ "
حاول تصنع اللا مبالاه يبتسم بصعوبه وهُوَ يردف
:" اوه تهانينا .."
:" شكرًا ووداعًا "
تحدثت ريم بعجله من أمرها تُغادر تاركتًا ذلك الشيطان الفرنسي يرمي عليها بنظرات الحقد والامتعاض
لا يُعجبه أمر زواج ريم وتحديدًا من سيهون الذي يمقته بشدة دون مُبرر حقيقي
:" أعتقد أنه لن يكون الوداع ريم .."
همس بخبث قبل أن يعود إلي طريقه وتفوح منهُ رائحة الشر ...
لَمْ تكن مشاعره صادقه
لَمْ يكن حزنه لخسارته ريم
إنما شعور الخسارة أمام سيهون هُوَ مايدفعه للاِنتِقامَ
***
أغلق سيهون هاتفه وهُوَ ينظر إلي الفراغ
هُنالِك شى يُشغل تفكيره ...
طرق الباب أعاده إلي الواقع ليسمح للطارق بالدخول والتي كانت يونا ومعها التصاميم النهائية لديكور مواقع التصوير
ابتسامتها الودوده تشق وجهها بينما تقدم لسيهون التصاميم
:" وأخيرًا انتهينا ..أرجو أن يُعجبكَ وإلا أنتحرت انا وفريق العمل حضرت المدير المتسلط "
هسهست بحقد لذلك المُدقق المغرور
لقد تعبت كثيرًا هِيَ وفريق عملها من ضمنهم كاي
التصاميم تمَّ إعادتها أكثر من خمس مرات
تحدث سيهون بغرور وغطرسة
:" لولا تسلطي وأنتقائي لما كانت تلك الشركة الأولي بكوريا عزيزتي "
اخذت يونا تُتمتم ببعض الشتائم فِهَي لا تستطيع الرد عليهِ لأنه وللأسف محق ...
:" حسنًا فهمنا أيها الانتقائي اعتقني حتي أتمكن من مُراعاة زوجي المسكين "
:" بكلّ تأكيد سيدة بارك لكن ... صحيح أين بيكيهون لقد هاتفته أكثر من خمس مرات دون إجابة "
عقد سيهون حاجبيه بأستغراب حينا لاحظ توتر يونا الذي دامَ لثواني معدودة قبل أن تتمالك ذاتها وترسم ابتسامة لطيفه
:" بالمنزل ...بالتأكيد هُوَ بالمنزل كما تعلم ساقه لَمْ تُشفي بعد يحتاج إلي الراحه وكما تعلم قد يكون منسجم بحوض الاستحمام كعادته ولَمْ يسمع الهاتف "
اومئ إليها بتفهم قبل أن يسرح قليلًا كأنه يُحاول استجماع أفكاره وذلك أرعب يونا من فكرة أن يكون قد شكَ بشئ
لكن سيهون إن علِمَ بوجود هيونا لن يبقي ساكنًا هكذا ....
إذًا ما الذي يشغل تفكيره ؟..
**
:" هذه كفت المعلومات عنه سيّدتي وعن أنشطته وانشطة عائلته فالوقت الحالي "
أمسكت الملف تتفحص ما بداخله ابتسامتها تتسع شيئًا فشيئًا لكن تلك الابتسامة مُحيت ليحل بدلاً عنها علامات السخط والغضب
تتنفس بخشونة وهِيَ تقرأ مِمَا جعل الرجُل الذي أمامها يكاد يتبول علي ذاته من الخوف
أشارت بيدها لهُ أن يذهب ،أنحني الرجُل بسرعة يحمد الرب علي ذلك بينما هي تُدقق في الصور المرفقه مع الملف
انتشلت واحدة كانت تخص زفافه تبتسم بسخرية ،أرادت أن تشقها إلي نصفين لكن لحظه ..
زوجته أين رأت تلك الفتاة من قبل ؟..
الافكار الملعونة أخذت تتدفق إلي رأسها ،تميل بعينيها مع أرتفاع زاوية شفتاها بأبتسامه ماكرة
قاطع عليها صوت هاتف المكتب لتُجيب عليهِ بحنقه
:" ماذا الآن؟"
اجابت المساعدة بصوت متقطع من الخوف
:" سي..سيّدتي أعتذر عن المقاطعه لكن السيّد جيهوب يُريد أن يعلم بقراركِ الآن "
قلبت هيونا عيناها بملل علي استعجال زوجها
تحدثت بصوت عميق هادئ بينما تُطالع الصور الاي أمامها
:" أرسلي لهُ موافقتي "
لتغلق الخط دون أن تُعير للآخري فرصة للرد
أمسكت بقداحتها وتشعل النار بتلك الصورة ،تُراقبها وهِيَ تشتعل النيران بصورة الزفاف تتوعد بحرق أبتسامتهم من علي وجوههم كما فعلت مع الصورة
:" أظن أن لقائنا أصبح أقرب مِمَا ظننت هوني "
***
صوت فتح الباب دليل علي وصول أحدهم ومن غير زوجها العزيز لذا هي هرعت إلي الباب تستقبله بحفاوه بفستانها الازرق وابتسامتها البشوشه
:" مرحبًا بعودتك عزيزي "
اخذت منه حقيبة العمل ليقابلها الاخر بطبع قبله لطيفه علي شفتاها ثمَّ أبتسم
:" أشتقتُ لكِ جوهرتي"
قلبت الاخري عيناها بأستحياء تضرب كتفه بمزاح بينما تجذبه من يده إلي طاولة الغداء
:" أعلم أنك لَمْ تأكُل للآن ،يونا أخبرتني "
:" هل تعمل جاسوس لحسابِك ؟ "
لَمْ ترد عليه اكتفت بسكب الطعام في الأطباق أمامه
وهُوَ أمسك بيدها يقبلها كشكر قبل أن يبدأ بتناول طعامه
ابتسمت ريم بغير تصديق بينما تأكُل
:" هل كان يومك جيّد ؟"
تساءلت وهِيَ تُحاول كسر ذلك الصمت ليهمهم لها سيهون بحماسة وهُوَ يُطلعها علي أخر المستجدات
:" لقد أنتهينا من التصاميم المطلوبة لجلسات تصوير جوتشي "
رفعت حاجبيها بأعجاب
:" جوتشي ... اُحب جنون تلك الماركة "
:" مارأيكِ إذًا أن نتسوق لديهم تعلمين زوجِك يملك خصم خاص لديهم "
نبرة التباهي الطفولية كانت تُخيم عليهِ ،قابلة صوت ضحكات زوجته التي أخذت تُقهقه وهِيَ تلوح بيديها بالنفي
:" شكرًا لكَ عزيزي ..لكنني اُحب جنونهم فقط لا أتخيل ذاتي ارتدي ازيائهم الغريبة "
اومئ سيهون متفقًا معها بالحديث
:" حينا ترين الأزياء الجديدة ستنصعقينَ لا أعلم من سيمتلك الجرأة لارتدائهم "
:" غريبي الأطوار كثيرين عزيزي "
رفعت كتفيها بلا مبالاه
صمتَ سيهون قليلًا قبل أن يتساءل ببعض التردد الذي لا يعلم سببه
:" ماذا عن يومكِ ... كَيْفَ كان؟"
:" همم لا شيء مُثير للاهتمام فقط التسوق وتحضير الغداء "
لا يعلم لِمَ يشعر بالخيبة والاحباط
هل لأنها لَمْ تُخبره من هاتفها باسمها حينا كانت تغلق المكالمة معه ؟
ليسَ كاي وليسَ بيكيهون
من إذًا ؟
:" سيهون ... هل هُنالِك شئ؟"
تساءلت ريم بقلق حينا شرد زوجها
ابتسم الاخر بهون ينفي برأسه
:" لا شئ فقط مُتعب من أمور العمل ... سأذهب لاستريح "
نهض من علي كرسيه بهدوء يطبع قبله علي جبهة جوهرته ويغادر المكان
ظلت ريم جالسه علي الطاولة تُراجع فعلتها
هل مافعلته هُوَ الصواب ؟
هِيَ تعلم بغيرة سيهون المُفرطة وأيضًا لَمْ تُحبذ تخريب الأجواء بذكر ذلك الفتي الفرنسي
:" أتمني ألا يغضب منّي "
همست بينما تُلملم الأطباق وتُنظف المكان ...
***
مكتب ذو طراز عتيق وفخم يغلب عليه طابع الهدوء والكلاسيكية
تستطيع شم رائحة السيجار بَاهِظ الثمن يُغلف المكان
يقف أمام المكتب ،مستوي نظرة يخفضه بأحترام ،يضم كفيه معًا إلي الأمام
:" لقد وافقت علي العرض يا أبي "
تحدث الشاب بأحترام بالغ لذلك الرجُل الهَرِم الذي يتوسد كرسي المكتب الفخم
همهم ذلك العجوز وهُوَ يُطالع عكازة فَاخِر
:" وكأننا ننتظر رأيها ... المهم أحرص علي أن تتم الأمور دون جلبة فأنت تعلم زوجتك كم هِيَ مُحبه للمشاكل أليس كذلك جيهوب؟"
كأن صوته الثقيل ونبرته الحادة تُوضح حجم التهديد تلك المرّة ،فهُوَ لن يغفل لها أيّ خطأ
لكنها لا تهتم لأمره لأنها واثقه أن العاشق المُتيم بها سوف يحميها من غضبه مهما كلفهُ الأمر
جيهوب كان ولا يزال الابن العاقل الناضج واليد اليُمني لوالده
لكن تلك العاهرة كما يُلقبها والده سحرته بجمالها الحاد والجريئ حينا وقعت مهم عقد العمل ..
أصبح يهتم بها بشكلٍ مُبالغ بها وهِيَ كانت تستمتع بإقاع وريث مجموعة هوب العالمية حتي وقف أمام والده ليوافق علي زواجه منها ...
رغم مُحاولات والده بالنبش في ماضيها وأظهار قبحها لولده إلا أن الحُب اللعين كان يُعميه عن الحقيقة
كان يعلم أن جيهوب سوف يندم فيما بعد
ويعلم أن الندم يتسلل إلي قلب ولده الآن
خيبات الأمل التي تعرض لها من قبل هيونا لا يُستهان بها
لكنه لا يزال مُتمسك بها علي أمل أن تتغير وتُقدر حُبه بيومًا من الأيام...
ابلع جيهوب ماء جوفه بخشونه يردف بهدوء كعادته
:" مفهوم يا أبي "
***
:" لكنني لا اُريد الحليب فقط أضف بعض الشوكولا ابي "
تذمرت بو الصغيرة وهِيَ علي الفراش تستعد للنوم بينما والدها الشارد كعادته ينظر إليها بعدم فهم
:" همم ؟ عن ايّ شوكولا تتحدثين ،صغيرتي؟"
ضربت بو جبهتها بلطف فوالدها ليس معها علي الإطلاق
:" ابي منذُ متي وأنا أشرب الحليب دون أضافات ؟"
تحدثت بو بيأس ليصدر الأب الشاب اوه مُتداركًا الوضع
:" اعتذر صغيرتي سوف اُحضر كأسًا أخر "
استقام كاي بسرعة يُحضر لطفلته ما طلبت وتأكد من شربها لهُ كاملًا
:" تُصبحين علي خير قطعة السُكّر خاصتي "
وضع عدة قُبل علي رأسها ليغادر الغرفه حينا تأكد من غفوها
بينما يقوم بجولته التفقُدية بأنحاء المنزل بعد أن اطمئن علي والدته
كان علي وشك الذهاب للنوم لكن رنين هاتفه استوقفه وخاصةً بعد أن علِمَ هوية المتصل لَمْ يكن سوأ آيو
فُتحت عيناه الناعسه علي مصرعيها يتخبط يمينًا ويسارًا
:" ماذا أفعل..ماذا أفعل إلهي هل أتجهلها فقط ام ..."
اخذ يركل بقدميهِ الأرض ثمَّ أخذ نفسًا عميق بعد أن تمالك نفسه وقرر الإجابة
:"مرحبًا!"
:" كاي ؟ هل أيقظتك ؟"
صوتها الناعم القلق تسلل إلي دواخله ليهدم كُل الدفاعات التي بناها
:" كاي ؟ كاي هل أنتَ معي ؟"
استيقظ من تأثير صوتها ليهمم بقوه
:" اوه اجل أنا معكِ ولَمْ أنم بعد ..هل هُناك شئ ؟"
سمع صوت تنهدها المهزوز ،هِيَ أيضًا مضطربة مثله بل أكثر
لا تعلم لِمَ أتصلت او بماذا ستخبره ..
هِيَ فقط أشتاقت لهُ ..
:" آيو ؟"
أنساب أسمها مُجرد من الإضافات من فمه دون ان يعي لكنه لاحظ صوت تنفسها المرتاح كأنها تخبره
"أخيرًا نطقته دون رسميات"
كم شعر أنهُ وغد لئيم لا يستحق صداقتها ..
:" امم فقط أردتُ أن أعلم هل أنتهيتم من التصاميم ؟"
حجه سريعه وشبه ذكيه ... شبه ذكيه لأنها كانت تستطيع الانتظار غدًا لتسأله او تسأل أيّ أحد أخر
قضم كاي شفتاه يمنع أبتسامته من الظهور كأنها تراه
:" أجل ... أخيرًا وافق سيهون عليها "
زفر بارتياح فالاخر كان دقيق ومُتحفظ للغاية في اختير الألوان وشكل الآثاث وما الي ذلك
:" جيٌد ..تهنينا !"
:" شكرًا لكِ ... لِمَ لا نتقابل غدًا ؟"
حسنًا كاي لا داعي للقلق فقط لِمَ لا ندع الأمور تعود إلي سابق عهدها كأصدقاء !..
أبتسمت آيو تهتف بحماس مُبالغ دون أن تدرك
:" بالتأكيد ... ءءا بالتأكيد لِمَ لا لقد أشتقتُ إلي بو كثيرًا "
تداركت آيو ذاتها تُعدل من نبره صوتها
وهكذا مضي المساء بينهما يتحدثا بكافة المواضيع المهمة والغير مهمة
كأنهما يختزنا تلك المحادثات منذُ مدة طويلة ...
**
يوم عمل جديد مليئ بالحماسة
لماذا ؟؟
لأنه أول يوم بجلسات تصوير مجموعة جوتشي
اخيرًا الجميع سوف يرأ ثِمار مجهودة الاوليه
الثياب بكُل مكان ،الاضاءات العالية ،عُمال شركة سيهون بكُل مكان لِكي يُحضروا موقع التصوير
شمس سيؤول اللطيفة كانت تُدفئ وجوههم ،والرياح تُداعب دواخلهم
الكثير من العمل هُنا وهُناك
بينما ذلك الفتي الطويل الاسمر يقف تائه بما حوله
كان عالمًا جديدًا علي كاي ...
لطالما كان يُشرف علي الأمور التقليدية كالفنادق والمنازل الكبيرة بحكم عمله
لكن عالم الأزياء ذاك ...
كان غريب ومُدهش ومُرعب بذات الوقت عليه
الأزياء الغريبه ،مستحضرات التجميل الغير أعتياديه بالمرّة
يشعر أنه طفل تائه بعالم غير عالمه
:" حسنًا أعلم أن الوضع جديد عليك لكن يمكنك التفاجؤ بوقتًا أخر هيَّا بنا يا صديقي لدينا الكثير من العمل "
ربت بيكيهون علي كتف كاي حتي يُخرجه من دوامة الانصعاق التي بها
لينصاع الآخر ويسير خلفه
بيكيهون أنهي فترة علاجه بشكلٍ كامل
كان يستطيع أن يأخذ فترة استراحه أطول لكن هو لن يُفوت تعاون جوتشي أبدًا و أيضًا لن يضيع عن نفسه فرصة رؤية ممثلته المُفضلة وبطلة دراما جنيه رفع الأثقال
كيم بوك جو ذات الاعين العسلية
يُريد أن يشكر آيو من كلّ قلبه لأنها من قامت بترشيح الفنانين وعارضين الأزياء
يحمد الرب أن زوجته ليست هُنا وإلا كانت أقتلعت عيناه من مكانها
فهُوَ حرفيًا يفترس الفتاة بعيناه
اِستيقظ بيكيهون الفتاة أطول منك بمراحل أنت تبدو كالجرو الضئيل بجانبها ...
لكن لا حياة لمن تُنادي
دعكم منه ..
بينما سيهون مُنشغل بالحديث مع مندوبين شركة جوتشي الذين لَمْ يتوقفوا عن مدح عمل شركته وكم هُوَ مُميز وغير مألوف
رغم ابتسامة الفخر بعمل فريقه إلا أن عقله لايزال يُفكر فيما حدث منذُ فترة وخاصةً أن ريم أصبحت هادئه ومهمومه للغاية كأنها تشعر بالذنب لعدم اخباره
:" اؤكد لكَ سيّد سيهون ذلك لن يكون التعاون الأخير لنا معًا ...الا تُفكر فالتوسع بالخارج ؟"
زمَ سيهون شفتاه إلي الخارج يُفكر قليلًا قبل أن يردف بثقه
:" لِمَ لا ..بالتأكيد طموحي لا تتوقف علي كوريا او آسيا فقط سيد ليون "
اُعجب ليون بطموحات سيهون التي يرأ أنها ليست بعيدة المنال بعقليته وذوقه الفريد ذاك
علي الجانب الآخر كان كاي يُراجع أماكن الآثاث والقطع الأخري
عقله صافي بعض الشئ
علاقته بآيو تسير علي نحو جيّد نوعًا ما ،أمر مشاعرهما لايزال يُقلقه لكن هُوَ قرر ترك الأمر للقدَر أفضل والتركيز علي عمله وطفلته
:" اللعنة اُصيب بحادث سير ... أهو بخير ؟؟ لن يستطيع القدوم !!!.."
أغلق مُساعد السّيد ليون هاتفه وهُوَ يردد عبارات غير مفهومة بالايطالية
كانتهت مسيرته المهنيه ،هم الآن في ورطة ،السيّد ليون سيقتُلني .
لاحظ السيّد ليون ارتباك مُساعده ليستأذن من سيهون بأحترام ويذهب صوبه
تجمّد الشاب بمكانه لكن لًمْ يكن أمامه مفر سوأ اِخبار سيّده بالحقيقة
:" عارض الأزياء الرئيسي اُصيب بحادث سير وساقه تجبرت ولن أستطيع إيجاد بديل لقد كان ذو صفات مميزه يصعب تواجدها بالآسويين "
أخذ المُساعد يُثرثر بالحديث بكل توتر وعصبية بينما السيد ليون راحت عيناه علي أحدهم يتفحصه بعنايه
الطول مُناسب للغايه ،عرض المنكبين ،الشعر البندقي المُصفف ببعض الإهمال، الجسد الرياضي المنحوت، الوجه من جميع الزواية والانف المسلول وأخيرًا لون البشرة البرونزي الذي يلمع تحت أشعة الشمس
ممتاز ...
شعر كاي بأعين تثقبه من رأسه لاخماص قدمه
التفت بهدوء وتوتر ليجد ذلك الرجُل الإيطالي يتفحصه بعناية وبجانبه فتي قصير يثرثر بأشياء لَمْ يفهمها
:" فيجو هلا صمّت اُحاول التركيز "
انصدم الفتي القصير المدعو بفيجو من سيّده لينقل عيناه إلي ما يحدق بهِ ليون
ليفعل ما كان يفعله ليون ولكن عن قرب
أصاب كاي الذعر وهو يرأ الفتي فيجو يتمتم بسعادة مُبالغ بها وهُوَ يتفحص كاي الذي احتضن نفسه بخوف يهتف باسم سيهون وبيكيهون بصوت عالي
هرع بيكيهون إلي كاي يُبعد فيجو عنه بينما سيهون ذهب الي ليون حتي يفهم منه
:"ماذا هُناك ..ماباله مُساعدك بصديقي ؟"
اخذ ليون يُقلب الأمر برأسه ولَمْ يرد علي سيهون بل أتجه الي كاي ليردف بتساءل
:" هل عِملت كعارض ازياء من قبل ؟"
أخذ من كاي بعض من الوقت حتي استوعب حديث ذلك الرجُل بالذي يتحدث الانحليزية لينفي كاي برأسه
ابتسم ليون بمرح وهُوَ يأخذ كف كاي المُرتعب في مصافحه
:"يسرنا أن تتعاون معنا كعارض ازياء سيّد... اعتذر علي وقاحتي ما هُوَ اسمك ؟"
قد تكون من الصدمة ..او من رداءت لغة كاي الانجليزية لكنه لم يفهم مِمَا يقوله ذلك الرجُل سوأ ماهو اسمك ..
:" اُدعي كاي ..كيم كاي "
:"يسرني التعاون معك سيّد كاي "
اومئ كاي دون أن يفهم مجري الحديث لكن حينا أبتعد ليون عنه ليتناقش بالامر مع سيهون فهُوَ مدير كاي قبل كلّ شيء
:" هل فهمت ما قاله ذلك الإيطالي؟"
تحدث بيكيهون وهُوَ فاره الفهم
نفئ كاي فهمه لايّ شئ ليغطي اُذنه المسكينه من صراخ بيكيهون المُزعج
:" أيها الاخرق لقد اختارك لتكون العارض الأساسي لجلسة اليوم "
:"م ..ماذا ؟؟"
اتسعت أعين كاي بقوة بينما كُلاً من بيكيهون وسيهون الذي وافق بالتأكيد يقومان بعصره بحضن ليُعبروا عن سعادتهم لهُ
او يكسروا عظامه أيهما أقرب ...
:" أيها المحظوظ ستكون مع كيم بوك جو أنا حقًا حقًا أحقد عليك ي رجُل "
ضرب بيكيهون كتف كاي بمزاح بينما تمتم بغيظ
اومئ لهُ سيهون يوافقه الرأي بينما كاي الذي نظنوا أنه يمثل بعض الغرور عليهم كان صامتًا بشكل مُخيف
:" هااي كاي مابك ؟"
تساءل سيهون بقلق
:" اللعنه أنا خائف ...اللعنة سيهون سوف افسد الأمر لِمَ وافقت "
أخذ كاي يتحدث بسرعه وفزع ،بسرعة وضع سيهون يده علي فم صديقه الأحمق فالجميع أصبح ينظر لهم
اقترب من اُذنه وهو يهمس لهُ بجدية
:" أسمع كاي أنت سوف تذهب معهم ترتدي الملابس بهدوء وتقف أمام آلة التصوير كفتي مهذب تستمع إلي تعليماتهم فقط الأمر بسيط فهمت ؟"
تنفس كاي بهدوء يُحاول تهدأت ذاته ليومئ لسيهون رغم عدم اقتناعه بالحديث لكنه سيفعل ما بوسعه لِكي لا يخذل سيهون ورفقاه بالعمل ...
بذلك الوقت لمح بيكيهون يونا زوجته التي حضرت بشكل مفاجئ تنظر حولها بفزع كأنها تبحث عن شئ
أتجه صوبها يمسك بيدها لتفزع للوهله الأولي حتي رأت زوجها تنفست براحه
:" عزيزتي مالذي جلبكِ إلي هُنا؟؟ لا تقولي ليّ أنكِ خشيتِ أن أخونكِ مع الممثلة أيتها البلهاء"
تحدث بيكيهون بسخريه لكن ملامح يونا الجدية وعندما زفرت الهواء بتعب
:" كفاك هراء إنها حالة طارئة... لقد كُنتُ اُراجع بعض الأوراق التي وصلتني من شركة آيو اليوم واكتشف أن ..."
لَمْ تُكمل المسكينة حديثها حتي أستمعت إلي صوت آيو يُعلن عن وصولها هِيَ وآشخاص أخرين
اغمضت يونا عيناها بخوف بينما الجميع نظر إلي آيو
:" رجاءً اعيروني أنتباهكم ... اعتذر عن حضوري المفاجئ لكن معي فرد جديد سوف ينضم إلينا في هذا التعاون "
حينا نظر سيهون إلي آيو بأبتسامته المعتاده يترقب حديثها كجميع من حوله
لكن تلك الابتسامة سقطت وسقط معها قلبه حينا لمح من حضرت لتقف بجانب آيو بابتسامتها المستفزه
نعم كانت هِيَ ،هُوَ لا يتوهم ...
بيكيهون ركض صوبه ليقف بجانبه بحسره وضيع لا يعلم كيف يتعمل مع الموقف
يونا التي شدت علي أسنانها بذنب لَمْ تستطع تنبيه بيكيهون فالوقت المناسب
كل شيء أنقلب في لحظات وآيو تُكمل حديثها بأبتسامه منتصره ،لا تصدق أنها وافقت
:" اُقدم لكم عارضة الازياء العالمية بارك هيونا "
نزعت نظارتها الشمسية تنظر إلي المتجمد أمامها ،ارتفعت شفتاها من الجانب بابتسامة خبيثه بينمت تنقل أنظارها إلي بيكيهون بتحدي الذي كان يُلقي بسكاكين عليها بنظراته الغاضبة
وضعت أبتسامه ودوده مُزيفه وهي تضم يداها بشكل لطيف يُلائم نبرة صوتها المتصنعة
:" مرحبًا بالجميع أنا هيونا أتمني أن تهتموا بي جيّدًا "
الماضي ينتهي لكن توابعه لا تنتهي ستظل تُلاحقك كظلك مادمت حيًا ...
***
يتبع ...
Коментарі