:"هل هُناك سبب لقدومكِ الي كوريا وارتدائكِ الدائم للاسود؟"
كانت ريم تستمع الي سؤال سيهون بملامح فارغه حينا شعر سيهون أنه تعدي حدودها الشخصيه أردف بسرعه وتوتر :"أنتِ لستِ مجبرة لاجابتي أنا آسف ...تباً لفضولي اللعين" همس سيهون في آخر حديثه بضيق
لترفع ريم وجهها لهُ بابتسامه خافته وهي تنظر لملامحه القلقه والمتوتره اردفت بهدوء واتسعت ابتسامتها لردت فعله :"لِمَ تتأسف ألسنا أصدقاء؟"
اومئ لها سيهون ببعض التردد :"إذاً يحق لكَ معرفة سبب وجودي هُنا وأنا لا أرى أنه شئ يخفي او لا أستطيع قوله "
تنهد سيهون ببعض الراحه ابتسمت لهُ ريم ثمَ نظرت الي السماء وهي تتذكر :"كان كل شئ جميل ومثالي "
كان صوتها لطيف والابتسامه الساحره التي أثرت قلب سيهون أكثر تتسع مع كل جمله تلقيها :"عائله محبه ..عمل اُحبه واعشقه ليس روتيني ممل برغم من خطره ....وــــ"
سكتت ريم قليلاً شردت في الطيور المحلقه في السماء واكملت بأعين لامعه :"وشخص كان يمثل حياتي باكملها ..صديق طفوله ..سند وداعم لي ولقراراتي زميل عمل مميز ....وحبيب ."
انقبض قلب سيهون مع أخر كلمه نطقتها ريم وسقطت ابتسامته ليقول بصوت هامس يتخلله بعض الحزن لكن ريم ليست واعيه لتستشعره :"وماذا حدث؟"
زفرت ريم بقوه ثمَ اشارت بيدها الي السماء وتحدثت بابتسامه حزينه :"لقد أخبرني ذات مره أنه لن يفرقنا سواء الموت وللأسف صدق بوعده "
رغم حزن سيهون علي تألم ريم الواضح من ملامح وجهها إلا أن هُناك جزء داخله سعيد وقد أحس بذنب لذلك ...
:"استشهد قبل الزفاف بـ ثلاثه أشهر كانت أخر عمليه لي بقسم مكافحه المخدرات كنتُ سأضحي بحلمي لأكون معه لكن رب العالمين كان لهُ رائي آخر ...أنا سعيدة لأجله لكن كان اناني أن يذهب بدوني "
احست ريم بأصابع سيهون علي وجهها تمسح دموعها التي لَمْ تعلم متي نزلت وملامح الحزن والتألم علي وجهه ضحكت ريم بخفه وقالت :"أنتَ حساس جداً سيهون "
ضحك سيهون بسخريه وقال بمزاح :"لن تصدقي أنهم كانوا يطلقوا علي لقب الامير الثلجي لبرودتي "
نظرت لهُ ريم بصدمه :"حقاً ؟" اومئ لها بابتسامه واسعه :"أنا لا أظهر مشاعري إلا قليل للأشياء التي تلمس قلبي فقط "
دق قلب ريم بقوة لتلك الجمله شعرت بشعور غريب بمعدتها إثر الجمله حل الصّمت عليهم لمده كسرته ريم بهمس :"شكراً"
نظر لها سيهون بعدم فهم :"همم؟" بادلته ريم النظر :"شكراً لاستماعك إلىّ أشعر الآن بالراحه "
تقوسه أعين سيهون بسبب ابتسامته جعلت شكله طفل لطيف وقال لها بلطف :"أنا دائماً اللي جانبكِ متي احتجتي الحديث ساكون حاضراً وموجود" ...
قد يكون الوقت مٌبكر لتدق القلوب ...
قد يكون مُبكر لقلوب مازالت جريحه ...
لكنه الحُب ....
مرت الأيام بسلاسه معهم في كل يوم يتقرب سيهون به من ريم هو يعلم أنه طريق صعب وشبه مستحيل هو يعلم أن ريم مازالت تعشق آدم ...
مازالت تحفظ تفاصيله في قلبها لكن قلبه يتحرك بغير ارادته كأن هُناك من يدفعه إليها بقوة وهو خاضع لهُ ..
هو يجهل شعورها يجهل ما يسببه لها من بعثره وتشتت في المشاعر يجهل تأثير أبسط افعاله عليها واهتمامه بها وهي تحارب لعدم إظهار ذلك وتذكر نفسها
"هو فقط يشفق عليّ وعلي قلبي هذا الأهتمام عادي وموجود بين الأصدقاء ريم وتذكري أنكِ سترحلين من هُنا وتعودي لحياتكِ هو لن يضحي بحياته وعائلته واصدقائه وربما عمله ويقف أمام المجتمع من اجلكِ ريم هذا مستحيل سيهون ليس آدم رغم شعور الدفئ المشترك بينهم " ...
سيهون وريم ضحية جبنهم ..
ريم لا تستطيع مواجهة حقيقه مشاعرها
وسيهون خائف من مواجهتها بمشاعره خائف أن يخسرها كصديقه أيضاً
لكن الي متي سيظل هذا الجُبن ؟..
.
.
.
كانت ريم تبحث عن سيهون بعد أنتهاء صفها فهم يتشاركون أغلب المواعيد لكنها لَمْ تجده حينا حاولت محادثته علي الهاتف كان هاتفه مغلق توترت ريم قليلاً ونظرت حولها حتي وقعت عينها علي فتي متوسط الطول بشعر أشقر
ونعم إنه بيكيهون صديق سيهون ..
ذهبت ريم إليه بسرعه وهو كان شارد في هاتفه ويتناول القهوة حتي استفاق علي صوتها :"مرحباً "
نظر لها بيكيهون بابتسامته المستطيله واردف بمرح :"مرحباً ريم كيف حالك؟ِ "
بادلته الابتسامه :"بأفضل حال وأنتَ ؟" إستقام بيكيهون من كرسيه واردف بعد تهنيده :"أنا كذلك اممم اتبحثين عن سيهون ؟"
اومئت ريم لهُ بخجل ليضحك بيكيهون لملامحها اللطيفه لا يصدق أنها كانت تضرب الفتي لولا أنه كان حاضر وشاهد بعيناه :"سيهون بشركته لديه أجتماع هل تأتي معي أنا ساذهب لهُ الآن؟"
نظرت ريم لهُ بحيره وتردد اردف بيكيهون بمرح وحماس :"هياا هيااا ريم أنتِ لَمْ تذهبي الي مكان عمله من قبل وأيضا...ً"
أقترب منها يهمس ببطئ :"لَمْ تري الجاانب الأخر من اوه سيهون من قبل اليس كذلك"
رفعت حاجبها لهُ بشك أهو مجنون ام ماذا اردفت باستفهام :"عن أي جانب تتحدث " تحمس بيكيهون بقوة :"ستشاهدي بنفسكِ عزيزتي "
ذهبت ريم معه باستسلام حتي وصلوا لمبني زجاجي بتصميم غريب بعض الشيئ رجحت أنه من تصميم سيهون لأنها لاحظت حبه للاختلاف

قاطع تأملها صوت بيكيهون وكأنه سمع بما تفكري به :"أنتِ علي حق إنه تصميم سيهون "
أردف وهو يضع يده قرب رأسه تعبيراً عن جنون سيهون ضحكت بقوة علي تعبير وجهه ثمَ اعدت نظره للمبني :"قد يكون مجنون لكنه مختلف ومميز "
أطلق بيكيهون اوه متفاهمه ثمَ دخلتهم الشركه بعد أن سلم مفتاح سيارته الي الحارس الذي استقبله بحكم أن بيكيهون شريك سيهون بالعمل :"لِمَ الجميع يركض والمكان بحالة فوضه هكذا ؟"
تسائلت باستغراب فالجميع يركض باستعجال وخوف ظاهر علي ملامحهم :"إنها البدايه فقط عزيزتي " بيكيهون أبتسم بخبث لتهز رأسها بعدم فهم واستغراب ...
صعدوا الي الطابق المخصص للاجتماعات بمجرد فتح باب المصعد وصل لهم صوت عالي وغاضب والكثير من الموظفين المتوترين وبعض الملفات المرميه علي الأرض واوراقها متناثره
:"اللعنه غضبه ليس بمزحه "
تمتم بيكيهون بعدم تصديق وريم بجانبه لا تفهم شئ :"هل أنتَ متأكد من صحة وجودنا هُنا الآن؟"
ابتسم بيكيهون لتوترها اومئ لها بنعم وتمتم بصوت هامس :"قد تكونين الحل لتهدئته " لَمْ تسمعه ريم جيداً وشقوا طريقهم الي غرفة الاجتماعات .
الباب بالفعل كان مفتوح أدخل كلاً من بيكيهون وريم رأسهم أولاً من الباب نشروا انظرهم في انحاء الغرفه
بعض الكراسي مقلوبه والأوراق المتناثره أكثر وأكثر وأيضاً شاشة العرض تم رشق منتصفها بواسطه جهاز التحكم
حتي توقف أعينهم علي خمس موظفين منحنين أمام أحدهم ويتمتموا ببعض عبارات الاعتذار واستطاعت ريم رؤية ارتعاش اجسامهم وذلك الشخص يعطيهم ظهره بطوله الشامخ وعرض منكبين
:"أنا لا اوظف أطفال بشركتي علي ما اتذكر هااا" قالها سيهون ببرود شديد ظلت ريم تراقبه بصدمه
حاولت إحدى الموظفين رفع رأسها للتبرير :"سيديـــ" قاطعها سيهون فوراً بعض :"لا أُريد تبرير ...أُريد تقرير كامل عن المتسبب في هذا الإهمال ويستحسن أن يقدم استقالته معه قبل أن افصله أنا "
أنحني الجميع واردفوا :"حاضر سيدي" تنهد سيهون بقوه ورفع رأسه للأعلى يُحاول السيطره علي غضبه بفشل اكمل ببرود وهو ينظر لهم نظره مميته :"لأن هذا الفريق لَمْ يخطئ من قبل سوف أعطي البقيه فرصه بتقديم الأفضل والآن انصرفوا"
ما أن انهى جملته حتي أختفى الخمس موظفين لَمْ يبقي بغرفة الاجتماع سواء هو وعمال النظافه وبعض الموظفين الذين يقوموا بجمع الاوراق وبيكيهون وريم اللذان انتفضوا مع كل كلمة غاضبه أطلقها سيهون ! ...
استدار سيهون أخيراً لمغادرة الغرفه حتي وقعت عيناه علي ريم التي تنظر لهُ بأعين متسعه ولا ترمش وبيكيهون الذي لَمْ يقل عنها حالاً رغم اعتياده ...
ابتلع سيهون بتوتر واحراج لَمْ يكن يُريد من ريم أن تري ذلك الجانب المظلم منه ..
تقدم سيهون من المتجمدين في مكانهم بابتسامه مرتعشه واردف بتوتر :"مرحباً ريم منذ متي تقفان هُنا؟ "
حك بيكيهون مؤخرة عنقه وهو يُفكر :"منذ أن جعلت الموظفين يبللوا سراويلهم صحيح ريم !" أطلقت ريم :"هاا " شارده ثمَ اومئت بإيجاب :"صحيح !"
كان الموظفون والعاملين يراقبون سيدهم لأول مرة بهذا التوتر واللعثمه وأيضاً البعض مستغرب من وجود تلك الفتاة العربيه هُنا لكن لَمْ يجرؤ أحد علي السؤال ....
.
.
.
كانت تنظر حولها تستكشف ديكور الغرفه وسيهون يجلس بحرج علي كرسي مكتبه وأمامه بيكيهون
ابتسمت ريم بخفه واستدارت لهُ وهي تردف بحماس :" ليس من الغريب نجاحك في هذا السن المُبكر أنتَ حقاً موهوب ومتميز"
أبتسم سيهون لها بأتساع لاطرائها :"شكراً لكِ ريم " جلست ريم مقابل بيكيهون الذي ينظر لها مرة ومره أخري لسيهون بنظره خبيثه لَمْ تغب عن سيهون الذي يدعي عدم الانتباه .....

:"صحيح هيا بنا سيهون نري ما وصل لهُ الفريق وأيضاً ريم تصرفي علي راحتكِ لن نتأخر "
انهى بيكيهون كلامه موجهه لريم التي اومئت لهُ بابتسامه وسحب سيهون من قبل بيكيهون ..
فالمصعد :"هيا أخبرني "
نظر سيهون لهُ بملاح فارغه وأدعي عدم الفهم :"أخبركَ عن ماذا؟"
ضيق بيكيهون عيناه بسخريه وشك :"ريم من غيرها "
أطلق سيهون اوه صغيره مع ارتفاع الحاجبين بتظاهر :"لا شئ صديقه مميزه ليست كـ غيرها من الفتيات الذين صادفتهم في حياتي " نظر بيكيهون الي الإمام وتكلم بجديه :"تقصد ليست مثلها سيهون"
ببردود أردف سيهون رغم معرفته الاجابه :" تقصد من؟".....
...........
تبتع