القصر ||2||
نزلنا السلم في هدوء، فيما ذهبت أليس لتطمأن على سيدها، دخلنا الغرفة و قبل أن أدخل، أستوقفتني تلك المرأة، بأشارةٍ من يدها، فنتظرتها إلى أن وصلت لمكاني، ووضعت يديها على كتفي، فرتعد جسمي لهذا الموقف، ثم قالت: ماذا حدث؟.
حدقتُ فيها لثوانٍ، قبل أن تصرخَ في وجهي، معيدتاً نفسي إلى واقعها، :ماذا حدث!.
أكتفيت أن قلتُ لها بكلمات مقتضبة : سيدكِ في الأعلى، إنه في حالة حرجة.
و أزحتُ يدها بخفة، وتبعتُ أخواتي إلى الغرفة، وما إن أوصدتُ الباب، قالت ليان متسائلة: ماذا كانت تريدُ منك؟.
فقلتُ لها مبتسمة: لقد كانت تسأل عن سيدها.
فدهشة درة وقالت : عن سيدها!، ولكن ألا تعلم ماحدث له.
لم أستمع لعبارة درة، وقلتُ محدثتاً ليان:يجب أن نبحث عن حلٍ للخروج من هذا الزمن.
فأطرقت برأسها قليلاً، ثم أردفت:لم لا نكون قد عبرنا بوابة أو معبراً ما، أخذنا بطريقة مجهولة إلى الفضاء... .
بترت عبارتها في تردد، عندما فتح الباب و ظهر من هناك، رجلٌ طويل القامة، أزرق العينين واسعتين، وكفين ضخمين. لم يلبث أن أشار بيده إلي وقال بشمأزاز: أتبعيني.
فنظرتُ إلى أختاي، لأرى نفس ملامح التعجب و الغضب و الأشمأزاز، على وجهيهما، لم أستطع التحدث بسبب صراخ سيدهم في الأعلى، عندما هدأ الوضع قليلاً وعم السكون، ولكن نظرات ذلك الرجل لا تزال معلقة فيَّ، قلتُ له: ماذا تريد؟.
أزدادت أتساع عينيه، فسؤالي زاده غضباً، ليصرخ بي: قلتُ لك أتبعيني!. سرت رعشةٌ في جسدي للحظات، ثم قلتُ له ببرود: لم تج...، قاطعني وقد تقدم إلي، لم يبقى بيني وبينه إلا بضع خطوات، ولا تزال نظرات الدهشة في أخواتي.
-لا يحق لكِ السؤال، فأنتي تحت منزلٍ، ليس ملككِ، كل مايطلبُ منكِ، تنفذيه بلا أي أعتراض.
شعرتُ أن كلامهُ، لم يعجب ليان؛ فليان تكره كل ماقد تسمعه من وقاحة موجهة إلينا،قالت بجرأة للرجل، وقد لاحظتُ دهشة
عندما رأى ليان تقول : فل تحترم من تخاطب يارجل، فنحن لسنا بخدمٍ تحت إمرتِ سيدك!، صمت، شعرتُ بالخوف، فأنا نفسي لا أستطيع الرد هكذا، وما زادني خوفاً، هو أنها أكملت حديثها: و إن أردت إحدانا، فعليك بجميعنا.
ألتمستُ شيئً لم يعجب ذلك الرجل في حديث ليان، فهمستُ لها: يكفي يا ليان، لقد نال ما يستحق. نظرت إلي بنصفِ عين، بينما تقد الرجل للخروج، وقبل أن يخرج أستدار و قال : ألفريد يريد أن يحدثكِ، ثم صمت قليلاً و أردف، بمفردكِ.
وخرج و أقفل الباب، نظرتُ إلى أختاي وقلت: ربما يجدرُ بي الذهاب إلى هناك. فقاطعتني ليان وهي غاضبة: ماذا تقولين يا سوسن!، تذهبين مع رجل وبمفردك!!.
شعرتُ بالأسى من معاتبت ليان لي، بينما درة بقت صامت، أظن أن ليان أحست بما أشعر فأقتربت مني، وأحاطت بيديها عنقي وضمتني، شعرتُ لحظتها بحزنٍ بالغ، فهذان اليومان اللذين قضيناهما في هذا الزمن مرعبة للغاية، أجهشتُ بالبكاء وأنا أحتظن ليان، فزادت قبضتها على، لم تستطع درة تركنا بمفردنا، فنضمت إلينا و حظنتنا، بعد أقل من خمس دقائق توقفتُ عن البكاء، عندما قبلتني ليان على جبيني، تمنيت أن تكون ليان هي أختي الكبرى و تتحمل كل الذي يقعُ على كاهلي؛ فما عدتُ أستطيع رفعهما، كنتُ خائفة من الصعود للأعلى بمفردي، ولكن ليان جعلتني أقوى بكلماتها الحانية : لا بأس يا سوسن، فأنتي أختنا الكبرى فلا تحزني، وكأنما شعرت بما أحس، فقالت: الثقل الذي تحسين به، ليس عليك بمفردك، فنحن نتقاسمهُ مع بعضنا البعض، ثم ألتفتت إلى درة التي قالت بود : ثقي بنا ياسوسن، فنحنُ أخوات، ولن يصيب الأخوات شيئ ما من معاً.
أبتسمتُ لها وقلت : مادمن معاً. ثم توجهت إلى الخارج بعد أن مسحتُ دموعي، وصعدتُ السلالم، رفعتُ طرف ثوبي بأناملي كي لا توقعني إحداها، عندما أوشكت إلى الوصول قابلتُ أليس، وهي تمسح دموعها بمنديل نظرت إلي، فندهشت فبادرتها بسؤال : لماذا تبكين يا أليس؟، نظرت إلى الجهة الأخرى، وتنهدت ببطئ ثم نظرت إلي بعينين يملؤها الحزن، لم تقل شيئ وعبرت وهي تذرف الدموع إلى أسفل، حرتُ كثيراً في أتخاذ قراري لذهاب ومقابلتِ سيدها أو أن أتبعها للأسفل فأخترت أن أذهب لمقابلته.
عندما وصلتُ إلى منتصف الطريق الذي يؤدي إلى غرفته، لم أستطع تذكر أي طريقٍ أسلكه، أستغرقتُ وقتاً إلى أن ظهر السيد وليام من أحد الطريقين، فناديته: سيد وليام. ألتفت ليراني، فحياني، لم أعلم أنهم سريعوا النسيان عما جرى في السابق، أقترب وقال : أنسة...؟، فأجبته :سوسن.
فأكمل :عذراً، فأنا لم أسألك من قبل، و أعتذر عن فضاضة صاحبي، فهو ليس بجديد في مخاطبة الآخرين. فأجبته:لا بأس، فليس لصاحبك أي شيئٍ بالنسبة لي.
فسألني: أجزم أنك قد ظللتي الطريق، فالقصرُ معقدٌ بعض الشيئ.
فأجبته: صحيح، وأرجو منك أن ترشدني إلى غرفة سيدك.
شعرت أنه قد عبس قليلاً عندما قلت "سيدك"، فأجابني قائلاً:
فل تسلكي هذا الطريق، وأشار إلى الطريق الذي أتى منه، ثم ستصلين إلى غرفة ألفريد، وأطرقي الباب قبل دخولك، شكرته ثم أنطلقتُ إلى وجهتي، حالما وصلتُ إلى باب غرفته الأسود،ومقبضه الذهبي، طرقتُ الباب كما قال السيد وليام، أنتضرتُ إلى أن أجاب الصوت : فل تدخل.
فتحتُ الباب بخفة، لم أكن أريد أن أتحدث بشيئ، كانت أناملي ترتجف من التوتر، فلم يسبق أن حدثتُ رجلً بمفردي، إلتفتت إلي وقال: أه، هذه أنتِ.
تقدم بضع خطوات، ثم قال وهو يتأمل الطبيعة من نافذته المطلة عليها، لقد وصلتني رسائلك يا أنسة، فأليس جيدة بهذا العمل، وجهتُ رأسي إلى الأرض فلم أرغب أن أرى وجهه، أعلم ملياً أن ماصدر مني...، وصمت، أظنه يرتب أفكاره فما صدر منه فعلاً أمرٌ سيئ، فقال بعد مدة من الصمت :أعتذرُ فعلاً عما صدر مني. أحكمت ُ قبضتي على الباب، فتنبه إلى ذلك وأبتسم عندما رفعتُ رأسي إليه وقلت بكلمات مقتضبة :كان يجدرُ بك قول هذا منذُ مدة يا سيد. جعلني وجهه أرتدُ إلى الوراء قليلاً، فالون الأصفر يغطيه وهالة من السواد حول عينيه، قال بعد أن فهم سبب أندهاشي، أعلم أني مخيفٌ بهذا الوجه، وأرجو أن أتحسن عما قريب، فلا أحب أن أظهر هكذا أمام الأخرين. شعرتُ بنظرات معلقةً على، قال بشيئ من الشك: لم أرى أحداً يمتلك هذا الوجه؟، فهل أنتي من إنجلترا؟.
إنعقد لساني، فماذا أجيب، فأنا فعلاً لستُ من هنا، فقال :أتفهم، لا تريدين أن تخبريني، وهذا شأنكِ.
أظنُ أنه أراد أن يقول شيئ، ولكنه أطبق على شفتيه، ورجع إلى الوراء وجلس على أريكة صغيرة، لم أعلم ماذا على فعله، أأستأذن للخروج أن أبقى؟، تنهد ببطأ، ثم قال لي: تعالي وأجلسي في إحدى تلك الكراسي.
نظرتُ إليه لبرهة، ثم قلت: أه، لا شكراً، لا أريد أن أزعجك يبدو أنك تريد أن تأخذ قسطاً من الراحة.
فقال بعد أن أبتسم : يا أنسة، هل أنتي من الريف؟.
نظرتُ له بدهشة، وقلت: بالطبع لا،فأنا... . صمت، لم أعلم ما أجيب، فأنا لا أعلم جيداً بمواقع المناطق في العاصمة لندن، فقال: يبدو أني أطلتُ الحديث، يمكنكِ الرحيل. تنفستُ الصعداء، وأنا أستدير فقد كانت هذه المحادثة كالدهر، وقبل أن أستدير، قال متسائلاً: ألا يفترض أنكن في الغرفة السفلية. فستدرت وقلت:أجل. فقال غاضباً:لا لا، لايجدر بكن أن تكن في تلك الغرفة، إنها باردة للغاية، فل يقل أحدٌ لأني بالصعود لأعلى،ثم صمت مفكراً، وقال :لا، لاتقلن لها، سوف أنزل بنفسي، ثم وقف وهو قاصدٌ الباب فتنحيت جانباً ليفتح الباب على أتساعه، وقبل أن يخطوا للخارج،أستدار بابتسامة صغيرة، لقد ذكرتني هذه الحركة بتلك التي يعرضونها في المسلسلات القديمة، فقال:الأنساتُ أولاً. فعبرتُ دون أن أنبس ببنت شفة، ليخرج ورائي ويغلق الباب.
لم أرد أن أتقدمه، كي لا أظل الطريق في ممرات القصر، تقدمني وتبعته إلى السلالم، عندما نزلتُ بعده إلى الغرفة إلى ليان ودرة، بينما هو توجه هو إلى ممر قصير ينتهي ببابٍ أظنهُ يقود إلى المطبخ، سحبتني ليان إلى الداخل، وقالت وهي تصرخ علي بتوتر : لم تأخرتي، لقد قلقتُ عليكِ. فأخبرتها بشكلٍ موجز عما تحدثنا عنه فهدئة، أما درة فقد كانت صامت، طرق الباب لتقفز درة، شعرت بالدهشة منها، فهي الفتاة الخجولة التي تأبى أن تخرج لتستقبل أي كان، وهاهي تقفز لتفتحَ الباب.
فتحت درة الباب، فدخلت العجوز أني، وكانت فيما يبدو، غاضبتاً من شيئ ما، فقالت بقتضاب: السيد ألفريد يريدكن أن تنتقلن إلى الغرفة العليا من القصر.
________
حدقتُ فيها لثوانٍ، قبل أن تصرخَ في وجهي، معيدتاً نفسي إلى واقعها، :ماذا حدث!.
أكتفيت أن قلتُ لها بكلمات مقتضبة : سيدكِ في الأعلى، إنه في حالة حرجة.
و أزحتُ يدها بخفة، وتبعتُ أخواتي إلى الغرفة، وما إن أوصدتُ الباب، قالت ليان متسائلة: ماذا كانت تريدُ منك؟.
فقلتُ لها مبتسمة: لقد كانت تسأل عن سيدها.
فدهشة درة وقالت : عن سيدها!، ولكن ألا تعلم ماحدث له.
لم أستمع لعبارة درة، وقلتُ محدثتاً ليان:يجب أن نبحث عن حلٍ للخروج من هذا الزمن.
فأطرقت برأسها قليلاً، ثم أردفت:لم لا نكون قد عبرنا بوابة أو معبراً ما، أخذنا بطريقة مجهولة إلى الفضاء... .
بترت عبارتها في تردد، عندما فتح الباب و ظهر من هناك، رجلٌ طويل القامة، أزرق العينين واسعتين، وكفين ضخمين. لم يلبث أن أشار بيده إلي وقال بشمأزاز: أتبعيني.
فنظرتُ إلى أختاي، لأرى نفس ملامح التعجب و الغضب و الأشمأزاز، على وجهيهما، لم أستطع التحدث بسبب صراخ سيدهم في الأعلى، عندما هدأ الوضع قليلاً وعم السكون، ولكن نظرات ذلك الرجل لا تزال معلقة فيَّ، قلتُ له: ماذا تريد؟.
أزدادت أتساع عينيه، فسؤالي زاده غضباً، ليصرخ بي: قلتُ لك أتبعيني!. سرت رعشةٌ في جسدي للحظات، ثم قلتُ له ببرود: لم تج...، قاطعني وقد تقدم إلي، لم يبقى بيني وبينه إلا بضع خطوات، ولا تزال نظرات الدهشة في أخواتي.
-لا يحق لكِ السؤال، فأنتي تحت منزلٍ، ليس ملككِ، كل مايطلبُ منكِ، تنفذيه بلا أي أعتراض.
شعرتُ أن كلامهُ، لم يعجب ليان؛ فليان تكره كل ماقد تسمعه من وقاحة موجهة إلينا،قالت بجرأة للرجل، وقد لاحظتُ دهشة
عندما رأى ليان تقول : فل تحترم من تخاطب يارجل، فنحن لسنا بخدمٍ تحت إمرتِ سيدك!، صمت، شعرتُ بالخوف، فأنا نفسي لا أستطيع الرد هكذا، وما زادني خوفاً، هو أنها أكملت حديثها: و إن أردت إحدانا، فعليك بجميعنا.
ألتمستُ شيئً لم يعجب ذلك الرجل في حديث ليان، فهمستُ لها: يكفي يا ليان، لقد نال ما يستحق. نظرت إلي بنصفِ عين، بينما تقد الرجل للخروج، وقبل أن يخرج أستدار و قال : ألفريد يريد أن يحدثكِ، ثم صمت قليلاً و أردف، بمفردكِ.
وخرج و أقفل الباب، نظرتُ إلى أختاي وقلت: ربما يجدرُ بي الذهاب إلى هناك. فقاطعتني ليان وهي غاضبة: ماذا تقولين يا سوسن!، تذهبين مع رجل وبمفردك!!.
شعرتُ بالأسى من معاتبت ليان لي، بينما درة بقت صامت، أظن أن ليان أحست بما أشعر فأقتربت مني، وأحاطت بيديها عنقي وضمتني، شعرتُ لحظتها بحزنٍ بالغ، فهذان اليومان اللذين قضيناهما في هذا الزمن مرعبة للغاية، أجهشتُ بالبكاء وأنا أحتظن ليان، فزادت قبضتها على، لم تستطع درة تركنا بمفردنا، فنضمت إلينا و حظنتنا، بعد أقل من خمس دقائق توقفتُ عن البكاء، عندما قبلتني ليان على جبيني، تمنيت أن تكون ليان هي أختي الكبرى و تتحمل كل الذي يقعُ على كاهلي؛ فما عدتُ أستطيع رفعهما، كنتُ خائفة من الصعود للأعلى بمفردي، ولكن ليان جعلتني أقوى بكلماتها الحانية : لا بأس يا سوسن، فأنتي أختنا الكبرى فلا تحزني، وكأنما شعرت بما أحس، فقالت: الثقل الذي تحسين به، ليس عليك بمفردك، فنحن نتقاسمهُ مع بعضنا البعض، ثم ألتفتت إلى درة التي قالت بود : ثقي بنا ياسوسن، فنحنُ أخوات، ولن يصيب الأخوات شيئ ما من معاً.
أبتسمتُ لها وقلت : مادمن معاً. ثم توجهت إلى الخارج بعد أن مسحتُ دموعي، وصعدتُ السلالم، رفعتُ طرف ثوبي بأناملي كي لا توقعني إحداها، عندما أوشكت إلى الوصول قابلتُ أليس، وهي تمسح دموعها بمنديل نظرت إلي، فندهشت فبادرتها بسؤال : لماذا تبكين يا أليس؟، نظرت إلى الجهة الأخرى، وتنهدت ببطئ ثم نظرت إلي بعينين يملؤها الحزن، لم تقل شيئ وعبرت وهي تذرف الدموع إلى أسفل، حرتُ كثيراً في أتخاذ قراري لذهاب ومقابلتِ سيدها أو أن أتبعها للأسفل فأخترت أن أذهب لمقابلته.
عندما وصلتُ إلى منتصف الطريق الذي يؤدي إلى غرفته، لم أستطع تذكر أي طريقٍ أسلكه، أستغرقتُ وقتاً إلى أن ظهر السيد وليام من أحد الطريقين، فناديته: سيد وليام. ألتفت ليراني، فحياني، لم أعلم أنهم سريعوا النسيان عما جرى في السابق، أقترب وقال : أنسة...؟، فأجبته :سوسن.
فأكمل :عذراً، فأنا لم أسألك من قبل، و أعتذر عن فضاضة صاحبي، فهو ليس بجديد في مخاطبة الآخرين. فأجبته:لا بأس، فليس لصاحبك أي شيئٍ بالنسبة لي.
فسألني: أجزم أنك قد ظللتي الطريق، فالقصرُ معقدٌ بعض الشيئ.
فأجبته: صحيح، وأرجو منك أن ترشدني إلى غرفة سيدك.
شعرت أنه قد عبس قليلاً عندما قلت "سيدك"، فأجابني قائلاً:
فل تسلكي هذا الطريق، وأشار إلى الطريق الذي أتى منه، ثم ستصلين إلى غرفة ألفريد، وأطرقي الباب قبل دخولك، شكرته ثم أنطلقتُ إلى وجهتي، حالما وصلتُ إلى باب غرفته الأسود،ومقبضه الذهبي، طرقتُ الباب كما قال السيد وليام، أنتضرتُ إلى أن أجاب الصوت : فل تدخل.
فتحتُ الباب بخفة، لم أكن أريد أن أتحدث بشيئ، كانت أناملي ترتجف من التوتر، فلم يسبق أن حدثتُ رجلً بمفردي، إلتفتت إلي وقال: أه، هذه أنتِ.
تقدم بضع خطوات، ثم قال وهو يتأمل الطبيعة من نافذته المطلة عليها، لقد وصلتني رسائلك يا أنسة، فأليس جيدة بهذا العمل، وجهتُ رأسي إلى الأرض فلم أرغب أن أرى وجهه، أعلم ملياً أن ماصدر مني...، وصمت، أظنه يرتب أفكاره فما صدر منه فعلاً أمرٌ سيئ، فقال بعد مدة من الصمت :أعتذرُ فعلاً عما صدر مني. أحكمت ُ قبضتي على الباب، فتنبه إلى ذلك وأبتسم عندما رفعتُ رأسي إليه وقلت بكلمات مقتضبة :كان يجدرُ بك قول هذا منذُ مدة يا سيد. جعلني وجهه أرتدُ إلى الوراء قليلاً، فالون الأصفر يغطيه وهالة من السواد حول عينيه، قال بعد أن فهم سبب أندهاشي، أعلم أني مخيفٌ بهذا الوجه، وأرجو أن أتحسن عما قريب، فلا أحب أن أظهر هكذا أمام الأخرين. شعرتُ بنظرات معلقةً على، قال بشيئ من الشك: لم أرى أحداً يمتلك هذا الوجه؟، فهل أنتي من إنجلترا؟.
إنعقد لساني، فماذا أجيب، فأنا فعلاً لستُ من هنا، فقال :أتفهم، لا تريدين أن تخبريني، وهذا شأنكِ.
أظنُ أنه أراد أن يقول شيئ، ولكنه أطبق على شفتيه، ورجع إلى الوراء وجلس على أريكة صغيرة، لم أعلم ماذا على فعله، أأستأذن للخروج أن أبقى؟، تنهد ببطأ، ثم قال لي: تعالي وأجلسي في إحدى تلك الكراسي.
نظرتُ إليه لبرهة، ثم قلت: أه، لا شكراً، لا أريد أن أزعجك يبدو أنك تريد أن تأخذ قسطاً من الراحة.
فقال بعد أن أبتسم : يا أنسة، هل أنتي من الريف؟.
نظرتُ له بدهشة، وقلت: بالطبع لا،فأنا... . صمت، لم أعلم ما أجيب، فأنا لا أعلم جيداً بمواقع المناطق في العاصمة لندن، فقال: يبدو أني أطلتُ الحديث، يمكنكِ الرحيل. تنفستُ الصعداء، وأنا أستدير فقد كانت هذه المحادثة كالدهر، وقبل أن أستدير، قال متسائلاً: ألا يفترض أنكن في الغرفة السفلية. فستدرت وقلت:أجل. فقال غاضباً:لا لا، لايجدر بكن أن تكن في تلك الغرفة، إنها باردة للغاية، فل يقل أحدٌ لأني بالصعود لأعلى،ثم صمت مفكراً، وقال :لا، لاتقلن لها، سوف أنزل بنفسي، ثم وقف وهو قاصدٌ الباب فتنحيت جانباً ليفتح الباب على أتساعه، وقبل أن يخطوا للخارج،أستدار بابتسامة صغيرة، لقد ذكرتني هذه الحركة بتلك التي يعرضونها في المسلسلات القديمة، فقال:الأنساتُ أولاً. فعبرتُ دون أن أنبس ببنت شفة، ليخرج ورائي ويغلق الباب.
لم أرد أن أتقدمه، كي لا أظل الطريق في ممرات القصر، تقدمني وتبعته إلى السلالم، عندما نزلتُ بعده إلى الغرفة إلى ليان ودرة، بينما هو توجه هو إلى ممر قصير ينتهي ببابٍ أظنهُ يقود إلى المطبخ، سحبتني ليان إلى الداخل، وقالت وهي تصرخ علي بتوتر : لم تأخرتي، لقد قلقتُ عليكِ. فأخبرتها بشكلٍ موجز عما تحدثنا عنه فهدئة، أما درة فقد كانت صامت، طرق الباب لتقفز درة، شعرت بالدهشة منها، فهي الفتاة الخجولة التي تأبى أن تخرج لتستقبل أي كان، وهاهي تقفز لتفتحَ الباب.
فتحت درة الباب، فدخلت العجوز أني، وكانت فيما يبدو، غاضبتاً من شيئ ما، فقالت بقتضاب: السيد ألفريد يريدكن أن تنتقلن إلى الغرفة العليا من القصر.
________
Коментарі