أصدقاء
في جانبٍ أخر من القصر نزلتُ في عجلة، أريد أن أشرب كأس ماء، لؤسكت عطشي الشديد، خلسةً مررتُ بغرفة المعيشة التي كان بابها شبه مقفل، أستطعت أن أسمع حديثهم الذي بدأه على ما أعتقد إحدى صديقي مضيفنا.
تنهد وهو بلتقط الجريدة من أسفل قدميه، قال وهو يقرأ المقالات ببطئ :فتى البريد هذا، دائما ما يأتي في وقت غير مناسب.
لم يتلقى رداً من صاحباه، سوى نظرة غير مبالية من سيد ألفريد، بعد صمت دام أقل من دقيقتان، عاد للقول : بالله عليكم، ألم تكف هذه الحروب عن الظهور، لا تزال تزحف بين هاتين الدولتين. لم يستطع إكمال كلامه، فالسيد ويليام قال محدثاً سيد ألفريد : ألفريد، لقد بقى هذا الوضع كثيراً يسيطر على القصر، لم لا نغيره قليلاً؟.
-ماذا تقصد ويليام؟.
-أعني..، لم لا... . صمت ولم أسمع شيئ، سوى ضحكت صاحبهم الأخر، وقد بدت ساخرة.
غير السيد ألفريد دفة الحديث، ليتحدث عن رجلُ قد أتاه وهو يبدو قلقاً على شيئٍ ما أخفاه بصعوبة،فتسائل السيد ويليام عن هويته، ليجيب أنه السيد "ليدل"، سمعتُ صوت صاحبهم يقول بسخرية : بعد هذا الوقت يأتي.
-توماس، لم يأتي ليعتذر عما سبق، كان يسأل عن فتياته
-ولم؟، هل هربن مجدداً؟.
-كلا، ولكن الخبر قد أنتشر في أرجاء بلاده، لقد أختفت تلك الفتيات لا يعلم من أخذهن أو أنهن قد قتلن.
تحدث صاحبهم بشماته : هذا جيد، فهذا درسٌ له، كي لا يحشر أنفه فيما لا يعنيه!.
فنهره السيد ويليام : توماس، إنتبه إلى لسانك!، فالدنيا يومٌ لك ويومٌ عليك.
-أهَ أجل، كم أكره هذه الجملة، دائماً ما تكون معطلة، أجل لقد تذكرت !، ماذا عن الفتيات التي تستظيفهن ألفريد؟.
رد عليه السيد ألفريد: لا أزال أبحث في أمرهن، فمن العجيب ظهورهن المفاجئ هذا.
بينما السيد ويليام لم ينظم إلى محادثتهما، قال الأخر بعصبية مفاجأة :كم أكره تلك سليطة اللسان، فهي تتكلم و لاتفكر البته.
أبتسم السيد ألفريد بسخرية :أه تقصد ذات الشعر البني، هي تشبهك في تصرفاتك عندما تفقد أعصابك يا توماس.
-ألفريد!، أولم تلحظ شكلهن، إنهن يختلفن عن فتيات إنجلترا، بشرتهن سمراء قليلاً، ويمتلكن جرأة كبيرة، أخشى أن يكن مصدر أزعاجٍ لنا.
' °°'
شعرتُ بغصتٍ في حلقي، حاولت جاهدتً أن أكتم غضبي، ونسيتُ كلياً لم أنا هنا، فحديث هذا الرجل لا يحتمل وعلي أن أجد حلاً لمشكلتنا.
صعدتُ للأعلى، وأنا أكظم غيضي، فتحتُ الباب بهدوء كي لا يصدر صوت يزعجهن، ثم أتجهت إلى فراشي و أنا أقول لنفسي "سيكون كل شيئ بخير".
مر الليل سريعاً للغاية، حيث أطلت الشمس علينا، الأمر الذي جعلنا منزعجات، لا عجب أننا أستيقضنا في وقتٍ واحد، مضى بعضُ الوقت على إستيقاضنا، حتى سمعتُ جلبةً أسفل منا، ربما كانت في الخارج فأنا لم أنصت إليها جيداً، حيث كنت أشجعُ شقيقتاي على النهوض، والتخلي عن الكسل الذي يداهمنا، لا أنكر أني شعرت ببعض الأنزعاج عندما مرت ذكرى الأمس على ذهني، لقد جعلتني غاضبتاً نوعاً ما، الشيئ الذي لا أحبذ أن أتناولهُ في مثل هذا الصباح الذي يخبئ لنا الكثير.
هذه المرة أسرعنا في تحضير أنفسنا، كي ننزل السلالم ببطئ، لقد خالجني شعورٌ أن تلك العجوز لن تنفك عن مراقبتنا هذا اليوم وكأنها تخشى على سيدها من أن ننقض عليه، عندما وصلنا إلى نهاية السلالم، دلفت أليس من الباب الرئيسي وهي تبدو في قمة النشاط سمعتُ صوتً أتياً من جهت الممر المجاور لسلالم قائلاً : أليس!!،، أسرعي يا فتاة كم مرةً يجب علي القول أن تكوني منتبهة له...، صمت الصوت ثم عاد بنبرةٍ مزمجرة : أه،.. ما هذا، لقد تسرب الزيت.
ذعرت أليس فمرت بجانبنا وحيتنا بسرعة وقالت : أوه، يجب مهلاً.. أنسة سوسن فل تدخلي إلى غرفة المعيشة هناك.
لم تصططع إكمال حديثها، عندما عاد الصوت قائلاً بحدة : فل تسرعي.
ذهبت تجري إلى مصدر الصوت، وقد بدت خطواتها متعثرة بالرغم من أنها سريعة، تبعتُ تعليماتها متجهتاً إلى غرفة المعيشة وقبل أن ندخل، طرقت ليان الباب بخفة - ظناً منها أن أحداً هناك-، وقد أجاب على طرقها، مضيفنا قائلاً : لا شك أنكن أنتن. ثم صمت لوهلة، لا أعلم لما، ولكني سمعتُ بعض الهمهمات التي بدت بصوتٍ عالٍ أتيتاً من هناك، ثم أردف : أدخلن، أدخلن.
دخلت ليان متخطيتاً إيانا أنا ودرة، بحركتٍ تدل على أنها سئمت هذه التمثيلية التي نحيكها لنبدو في غاية التهذيب، صدح صوتها قائلاً نيابتاً عنا : صباحُ الخير يا سادة.
أظنها أخطئت بالكلمةِ الأخيرة، فقد تبادلا النظرات من كان داخل الغرفة بشيئ من السخرية ليجيب السيد ألفريد : صباحُ الخير يا أنسة. ثم كررها علي أنا ودرة لنرد عليه التحية.
أعتدل الجالسون في الغرفة وهم يرمقوننا بنظرات متفحصة، لم يكن هناك سوى السيد ويليام و السيد ألفريد، كان كم يريدُ فتح حديثٍ ولكنه مترددٌ بشأنه، أقتحم صفو ذلك السكون دخول أني وهي تحمل صينية قد ملئة بالطعام، جفلت قليلاً وهي تستديرُ نحونا، حياتنا بقتضاب وخرجت من الغرفة ، وقد فتحت الباب على مصراعيه، كانت تصرفاتها واضحة للغاية للجميع فهي تتعمد أن تفعلها لإغاضتنا ولكن لم أكن لأدير رأسي نحوها ولو قليلاً، وضعت الباب مفتوحاً كي يتسنى لها سماعُ أحاديثنا في الغرفة عندما لا تتواجد معنا.
أنهوا تناول الطعام، وقد تسائلتُ سراً إلى أين ذهب صاحبهم الأخر، كان قد وضعَ لنا صينية لوحدنا وقد ملئت بالطعام، مرت فترةٌ طويلة قبل أن تتنهد ليان بضجر، فهي لا تحب مثل هذه الأجتماعات الكئيبة على حد ذاتها، "وأخيراً"، قال أحدهم وهو يعبرُ باب غرفة المعيشة، وما إن وقعت نظراته علينا حتى عبس قليلاً، كان صاحبهم، وعلى ما أعتقد فقد كان اسمه (توماس)، الغريب في الأمر أنه عاد لطبعه المتجهم ، وعبر إلى الأريكة التي بجانب السيد ويليام، وهو يقول معنياً الجميع بها، "صباح الخير "، لم يرد عليه أحد بينما كان ينظف يداه بقطعة قماش، سأله السيد ألفريد: "هل أصلحته؟ "، بدا لي و كأنه يسأل عاملاً يعملُ معه وليس صاحبه، فأجابه : أجل، ويجدرُ بكَ أخبارهن ألا... . لقد توقف لسبب ما، عندما أملتُ جسدي قليلاً للأمام، لأرتد بسرعة، كما كنت أرجح!، فليان تراقبهم ببرود و نظراتٍ لا مبالية، أستطيع أن أحس ببتسامتها الساخرة عندما أشاحت بوجهها عنهم، إنها تملك الجرءة الأكبر من بيننا نحنُ الثلاث، ومع ذلك فهي لا تتحلى بذرةِ صبرٍ، فهي سهلة الأستمالة، و التلاعب بأعصابها، أغلقتُ عيني بغيرِ رضى، فهاهي الأن ترسم في مخيلتها إحدى تلك المشاهد التي تستمتع بها مع نفسها، بقيتُ فترةً أخرى صامتين، لا أحد يمتلك حديثاً مهماً لننشغل به، بدأ الضجر يتسلل إلى ألفريد، ونظر إلى ويليام، يبدوا كمن يخفيان شيئاً ما، أما الأخر فينظر لهما بشيئٍ من الامبالاة، ولكنه متأكد أنه سيستمتع بالأستماع إلى هذا الشيئ.
- أنسة، هناك شيئ يجبُ عليكِ معرفته أنتِ وأخواتكِ.
صمت، لقد ألتفتنا إليه بترقب، ليكمل بعد ترددٍ طويل.
-أريد....
//
^°^ مرحبا
هذا الفصل أستغرق وقتاً طويلاً، ويمكن أيضاً للفصل الأخر قضاء وقتٍ أكثر من أخيه 😶
°°
فكرت في بداية أسئلة بسيطة :
- السؤال الأول.. في أعتقادكم من هو السيد 'ليدل'، وما يمد بالصلة ل ألفريد؟..، والفتيات التي تم ذكرهن-تم خطفهم أو أسوء.. 😯، قد ذكرت اسم واحدة منهن في الفصل الثالث 'دوامة الزمن'..
- السؤال الثاني.. في أعتقادكم ماذا يريد ألفريد وويليام قوله للفتيات؟؟
//
أتمنى أنه قد نال إعجابكم هذا الفصل🍁..
Коментарі