المركز التجاري
حفل التخرج
دوامة الزمن
القصر ||1 ||
القصر ||2||
مساعدة
أصدقاء
مفجأة
القبو السري
حقائق غريبة
دوامة الزمن
بعد صعودنا إلى أعلى لنوم، دخلت كلٌ منا إلى غرفتها، و عندما دقت الساعة الثانية عشر من منتصف الليل، نهضت بتكاسل و أخذت علبة الدواء الصغيرة و تجهت إلى أبريق الماء الموجود على منضدتي و سكبت منه في كأس زجاجي صغير و حملته إلى غرفة ليان؛ حيث أن أختي مصابة بذات الرئة و تحتاج إلى من يعطيها الدواء.
وقد كانت مهمتي منذ أن كنت صغيرة !،فضلاً عن أني في عدة مرات يغيب عن تفكيري فأنسى النهوض لإعطائها و قد تصاب بنوبات سعال حادة مؤلمة، أعاتب عليها و لكني الأن أصبحت متزمة بجدول المواعيد الذي أُعد لي، مرةً في الساعة الثانية عشر و في الساعة السادسة فجراً، و الثانية عشر مساءً و السادسة مساءً.

سرت بخطوات بطيئة نحو غرفتها في آخر الممر، أطرقها مرتين فلا يجيب علي أحد - و هكذا هي العادة- أفتح الباب ببطئ و أضغط على أزرار الإضاءة، لتنير الغرفة بنور أبيض باهت.

"ليان...ليان أستيقضي هيا".
قلتها وأنا أهز كتفها برفق،و أخيراً فتحت عينيها ببطئ و تتمتمت بكلمات لم أستطع سماعها بوضوح، وانقلبت على الجانب الأخر وغطت نفسها ببطانيتها الأرجوانية.

فنفذ صبري وقلت لها :ليان فل تستيقضي أتريدين أن تصابي بنوبة سعال مرة أخرى.

أستيقضت بعد برهة من معاتبتي لها، كونها تذكرة عاقبة إهمالها لدواء.
ناولتها كبسولة صغيرة و أبتلعتها وشربت كأس الماء و من ثم شكرتني و عاودة النوم، خرجت من عندها و أقفلت الباب في هدوء، بعد أن أطفأت المصابيح متجهة إلى غرفتي.

وحالما وصلت إلى هناك أخترق عيني ضوء متوهج إنطلق من قرب نافذتي وبدأ بالخفوت تدريجياً حتى أصبح بمقدوري أن أرى دوامة تتسع لشخصين، بدا شكلها مخيف حيث كانت تتوهج بشكل غريب أبتدأ من اللون الأبيض وصولاً إلى اللون الأسود و عندهُ أستقرت، ولكن بعد أن أستقرت على اللون الأسود جرت من حنجرتي صرخةٌ مدوية أستيقضت منها ليان ودرة و جريتا إلى غرفتي التي أنطلق منها ذلك الضوء المتوهج.
وحالما وصلتا بدأت الدوامة بسحب الأشياء المحيطة بها وشعرت بمجال غريب يسحبني إليها حتى بدأ ثوبي بالأنطلاقِ نحوها و كذلك البقية، لذلك تصرفت بسرعة وأمسكت بيد ليان ودرة وشددتهما نحوي وحاولت الأبتعاد، ولكن الدوامة سحبتنا نحن الثلاثة إلى داخلها، وفور أبتلاعنا تفرقنا عن بعضنا وما أستطعت أن أمسك هو علبة الدواء الخاصة بليان وبتُ أصرخ بهستيرية وقد ضممت يدي إلى صدري، وعندما كانت الدوامة تسحبنا إلى الخلف لمحت ثلاث فتيات أخريات في نفس الدوامة يسحبن إلى الأتجاه المعاكس، لنخرج منها وقد أغشي علي.

بدأت أفتح عيني و أسمع بعض الهمس من حولي، و بصعوبة أستطعت أن أستند إلى إحدى الصخور التي بقربي، جلت بعيني في ذلك المكان الذي أناره ضوء القمر، بدأ الأرتباك الواضح في وجهي.

فسألت في قلق :أين نحن، أين.. . بعدها سمعت صوت درة قلق :ماتلك الدوامة، وأين نحن. لقد كانت ليان الوحيدة التي لم تذعر إنما قالت لي :سوسن.. سوسن هل أنتي بخير، أرى أنكي متألمة أرني يدك.
جلت بعيني في المكان و مددت يدي لليان و سمعت درة تقول بخوف :إن الظلام حالك لولا ظهور القمر لضعنا. وصمتت لتبتلع ريقها و أكملت :أرى من بعيد أضواء، يمكن أن تكون لمنزل.
هتفت ليان :حمداً لله، سوف نكون بأمان، سوسن هل أني قادرة على المشي عزيزتي؟؟.
أومأت لها بالإيجاب فنهضت و لازلت ممسكة بعلبة الدواء من الضياع.
مشينا لعدة ساعات إلى أن وصلنا إلى المنزل أو بالأحرى قصر عملاق فد أضيئت جميع مصابيحه، وأستطعت أن أستمع إلى بعض الموسيقى الخافتة، الصادرة من إحدى الغرف المضائة.
قلت بصعوبة :يجب أن ندخل، إنني لا أشعر أني بخير. أمسكت ليان يدي و سحبتني إلى بعض الحشائش العملاقة فصرخت عليها :ما بك هكذا؟!!.
أشارة إلي بالسكوت و كذلك لدرة، و أشارة بيدها نحو العربة، ترجل من العربة سائق الجوادين و فتح الباب العربة لينزل رجل طويل القامة بني الشعر وله لحية منمقة بشكل أنيق.

كنت لا أزال أطل برأسي من تلك الحشائش، وكان يفوح منها رائحة جميلة، فعطست بخفة ولكنها تردد صداها في الأرجاء فلتفت الرجل إلى مصدر الصوت بينما قال سائق الجياد : المعذرة سيد ديكنز هل أذهب لتقصي الأمر؟.
نظر إليه الرجل ببرود، وأنا لازلت أراقب الأحداث، فقال الرجل :لا، سوف أذهب بنفسي، يمكنك الرحيل.
أطاع السائق الجياد أمر سيده فيما ذهب الرجل نحو الحشائش، لم أستطع تبين ملامحه أهي خائفة أم متوترة، ولكن أظنها لامبالية لما يوجد خلف تلك الحشائش.
وفيما كان يقترب شدتني ليان من كتفي وقد كان ذلك كاف لإصدار صوت مسموع له، فزادة ريبته فيما يكون وراء تلك الحشائش.
ولكن وفي اللحظات الأخيرة، برقت السماء وتلاها هزيم الرعد، وبدأت السماء تمطر بغزارة، فما كان من الرج إلا أن استدار و أتجه نحو باب القصر ليدخل.

-أنظري ياسوسن ماذا كان سيحدث لولا أن أمطرت السماء. قالتها ليان وهي تصرخ على، فقلت لها :أنا أسفة، لقد تملكني الفضول.
وهنا جاء صوت درة ضعيف :هل يمكن أن نسرع، إنني أشعر ببرد شديد.
أسرعت نحو درة ووضعت يدها فوق كتفي، وكذلك فعلت ليان ومشينا بسرعة نحو البوابة و قطرات المطر تزداز شدة.
قلت لليان بعصبية: أطرقي الباب.
فأسرعت لترك يد درة و طرق الباب لولا صوت غريب جاءمن خلفنا، قائلاً: ثلاث فتيات عند عتبت الباب، إنه لمصادفة يا أمانتين. قالها و تلاه صوت رعد ومن ثم تقدم، لم نستطع الرد عليه إلا أن أمسك يكتفي و قال بصرامة :أين كنتِ أنت و أخواتك، أجيبي؟.
أبتلعت ريقي وقلت بصعوبة أمتزجة بالخوف : المعذرة، نحن لسنا من تقصد.
أزاح يده بسرعة وقال ببرود : إحدى خدعك، لن تنطلي علي.
ألتفت إليه بصرامة و لكني تمالكت نفسي عندما لوحت ليان إشارة لي أن أهدأ، وقلت : أنا لست أمانتين أو أي من تقصد، إنني أدعى سوسن ونحن في حاجة إلى المساعدة، إن أختي مصابة بنزلت برد الأفض منك أن تدخلنا قبل أن تصبح جثة عند عتبتِ قصرك.
لم يبالي لما قلته إنما أجتازنا متوجهاً إلى الداخل، ولكن قبل أن يدخل توسلت إليه ليان.

-ليان توقفي. صرخت عليها لتتوقف، ولكن الرجل لم يهتم ودخل و أقفل الباب في وجهنا.

طرقت الباب بقوة ليظهر رجل أخر متوسط القامة أشقر الشعر و أزرق العينين، قلت له :أرجوك فل تدخلنا أرجوك.
نظر إلينا بشفقة وقال بعد أن أشاح بوجهه: أدخلن.

دخلنا إلى الداخل، لم ألاحظ شيئ سوى تركيزي الشديد على أن تكون درة على مايرام، إقتربت منه ليان وقالت بتوتر : إن أختي ترتجف برداً، من فضلك سيدي نريد مساعدة.
مشى الرجل في ممرٍ قصير و عاد بعد أقل من ثلاث دقائق بصحبت امرأة بدأ عليها الشيب.
أشار بيده نحو درة وهي تتألم و قال مخاطباً، المرأة :هذه الفتاة، إنها مصابة بنزلة برد، إنها ترتجف يا آني.
أقتربت المرأة من درة و مسحت على وجهها برفق ووضعت يدها على جبينها لتتحسس درجة حرارتها، وقالت : إن درجة حرارتها منخفضة، يجب عليها أن تنال قسطاً من الراحة وتشرب بعض المياه الساخنة.
نظرت إليها و قد كانت عيني تمتلآن بالدموع، :هل ستكون على ما يرام. لاحظت بعد أن مسحت عيني بمنديل أعطاني تلك المرأة إياه، أن ذلك الرجل كان موجود ً و كان غاضباً و هو يعاتب ذلك الشاب الذي سمح لنا بالدخول، لقد كان تأنيبه قاس للغاية.

سعادتنا المرأة أنا وليان في حمل درة إلى غرفة صغيرة قد ملئة بالغبار وفي وسطها يقبع سرير رث، نفضته بسرعة ووضعنا درة عليه و أسرعت لإحضار الماء الساخن.
- اشربي، هيا لم يبق إلا القليل. قالت المرأة وهي تشرب درة.
وبعد أن أنتهت سألتني : من اسمك يافتاة؟.
فأجبت وأنا أرتعش من برودة الغرفة :سوسن.
-ومن هاتان، هل هما أختاك؟.
-أجل، إنهما أختاي.
-يبدو أنك مرهقة، هل مشيت لعدة ساعات؟.
فأومأت لها برأسي، فسألت : هل تشعرين بالبرد؟
-نعم إنني أرتجف.
-حسناً، سوف أحضر لك بعض الملابس القديمة، لا تخافي فهي لم تلمس.

بعد نصف ساعة على ما أعتقد دخلت امرأة أخرى ولكن لم تكن التي أتت من قبل، كانت فتاة صغيرة، أعتقد أنها في بداية عقدها الثاني، قصيرة شقراء الشعر ولها ثم واسع، كانت تحمل بيدها بعض الفساتين الأنيقة، ناولتني إياها و أشارة إلى باب وقالت : فل تدخلي إلى هناك، كي تبدلن من ملابسكن هذه،وأنصرفت.
غيرنا ملابسنا وقد كانت الفساتين مناسبة لنا وجميلة، ساعدنا درة على أرتدائها وبعدها مباشرتاً خلدنا إلى النوم.
صحوت بنزعاج وأنا أسمع صوت سعال خفيف، وصوت ليان يأتي مختنقاً :سوسن الدواء، بسر ع... .
وتلاه صوت سعال شديد، فنهضت في فزع وبحثت عن الدواء وسط ذلك الظلام الدامس إلى أن وجته ولكن ما نقصني هو الماء.

خرجت من الغرفة، وأنا أبحث عن كأس من الماء ولكني لم أجد، أتجهت نحو ذلك الممر القصير و طرقت الباب الموجود في أخر الممر لتظهر المرأة التي قابلتها لأول مرة، فسألتني في برود : ماذا تريدين؟.
ولكن قبل أن أجيب جاء صوت رجل من داخل الغرفة :من عند الباب أهو توماس؟.
فأجابت المرأة : لا ياسيدي إنها إحدى تلك المتسولات. فشطاط غضبي عندما سمعت مانعتتنا به تلك المرأة و قلت في صرامة: نحن لسنا متسولات أتفهمين.
فلتفتت إلي و نظرة بنظرات تعبر عن السخرية فيما سأل الرجل : ماذا قالت يا أني.
لقد عرفت ذلك الرجل من نبرته في الكلام، كان الرجل الذي قابلناه عند بوابت القصر ولم يسمح لنا بالدخول.
فأجابت المرأة :إنها تقول أنها ليست متسولة.
ومن ثم سمعت ضحكات غريبة، تلاها صوت الرجل :ماذا تريد؟.
فأجبت بعصبية : إنني أريد كأس ماء من فضلك.
فبدل أن تجيب المرأة أجاب الرجل : أخرجي من هنا، ليس لدينا وقتٌ لطلباتك ِ. أنصرفت ولم أقبل إهانات ذلك الرجل، كنت قد وجهت عيني للأرض ولم أر أمامي متجهة نحو الغرفة، و فجأة أصطدمت بجسم صغير، لقد كانت تلك الفتاة حاملة صينية صغيرة نحو تلك الغرفة.
سألتني بقلق : لم أنت خارجة في هذا الوقت؟.
فأجبتها : كنت أريد كأس من الماء.
- ولم لم تأخذي؟.
-منعني سيدك.
- لابأس، سوف أحضر لك، إنتضري هنا.
أنتظرتُ الفتاة إلى أن جاءت حاملة كأس الماء، فأخذته و أنا أشكرها، :شكراً...، المعذرة من اسمك؟.
فأجابت :أليس
- شكراً أليس.
وسمعت صوت رجل، لم يكن ذلك الرجل إنما صوت غليظ بنبرة عصبية :أليس، تعالي إلى هنا، ولا تنسي الزيت.
فردة أليس بصوت مرتفع : حسناً سيد روبرت، هل من شيئ أخر؟.
-لا، أسرعي.
أسرعت أليس لعملها بينما أسرعت ُ إلى الغرفة حاملة كأس الماء.
فتحت الباب لأسمح ببعض الضوء، للوصول، فتمتمت درة أما ليان فكانت مستلقية و تتنفس بصعوبة، أعطيتها الدواء و كأس الماء، وبدأت صحتها تتحسن.
أنتضرت بضع دقائق إلى أن تأكدت أن ليان قد نامت بسلام، وعندما هممتُ بإقفال الباب حجب الضوء جسم طويل وعندما رفعت رأسي لأرى، رأيت ذلك الرجل، ابتسم لي وقال بعصبية : ماذا تفعلين بكأس الماء؟.
تمالكت نفسي وقلت:أختي كانت عطشة.
أمسك بمقبض الباب وقال :عطشة أم أنها مصابة؟!!.
فصرختُ عليه :ليست مصابة أتفهم!!.
فصرخ هو الأخر : كاذبة.
و قبل أن أجيب وجدت نفسي أقذف إلى وسط الغرفة، ويتقدم الرجل إلى ليان ومن ثم درة إلى أن وصلني وقال بسخرية :فتاة ضعيفة.

و مد يده ليصفعني لولا دخول أليس و الشاب، لم أكن ضعيفة فقد قمت و أمسكت يده و أزحتها بعيداً، وقلت : لم أعد فتاة ضعيفة.
ولكنه تمكن مني فصفعني في وجهي و ألتفت للمغادرة ولكن الدهشة أعتلت و جهه عندما رأى أليس وذلك الشاب.

-لم فعلت ذلك. قالها الشاب
فيما أسرعت أليس لمساعدتي في النهوض وقد سال خط من الدماء من شفتي، فأخرجت أليس منديلاً و مسحت الدماء فبتسمت لها وشكرتها.
صاح الرجل : ماشأنك بهذا، لقد حاولت..حاولت.
فصمت الرجل، فيما صرخ عليه الشاب : حاولت ماذا، مابك يا ألفريد، ماذا أصابك.
لم يرد عليه الرجل، إنما خرج فأسرع الشاب نحوه بضيق.

قالت أليس وهي تمسح يدي بخفة : سامحي السيد يا... .
-سوسن. أجبتها بحنق.
سوسن..، صمطت قليلاً.
قلت و أنا أبعد يدي من يدها، :أسامحُ من؟، سيدك، لن أسامحه لما فعل!!.
رفعت أليس رأسها وقالت : إنها الساعة السابعة صباحاً، فل تأخذي قسطاً من الراحة يا سوسن.
-لا أريد، أريد أن أخرج لستنشاق بعض الهواء.
-حسناً، كما تريدين، أتبعيني.
تبعت أليس إلى للخارج، لقد أمطرت بالأمس كثيراً، حيث تبللت الأرض و تشبعت من المياه.
-شكرا أليس، أريد أن أجلس بمفردي، قلتها لأليس، لم تعارضني و أنطلقت إلى عملها.
سرت بمحاذات القصر و عندما وصلت إلى جهته اليسرى، رأيت حديقة من الزهور البيضاء و الحمراء مرتبة و مصفوفة بشكل جميل، ولكن ما عكر صوف ذلك الهدوء، صوت بكاء يخالطه نحيب آت من إحدى الغرف في الطابق العلوي من القصر، لم يكن عادياً فقد كان صاخباً، لقد وضعت يدي كي لا أسمعه، و عندما أتجهت للجهة اليمنى عاد السكون فجلست على إحدى الصخور المسطحة أراقب الطبيعة و أرتب أفكاري، كيف لتلك الدوامة أن تنقلنا من الحاضر إلى الماضي يا ترى؟، أو كيف لي أن أتحدث لغتهم بسلاسة و دون أي صعوبة يا ترى؟.

بعد أن قضيت ساعة في الخارج شعرت ببعض الوخز في وجهي، تحسسته برفق، لقد تورم وجهي عندما صفعني ذلك الرجل الشرير، و من ثم تذكرت أمر مرآة في الممر الأمامي للقصر، فدخلت إلى هناك وشاهدت وجهي كيف تورم، و للمرة الأولى ألاحظ أن ذلك الفستان كان يظهرني بجمال رائع.

-أرى أن وجهك تورم قليلاً. قالها الشاب و هو يقترب من المرآة ومن ثم أستأنف: إن السيد يسمح لكن بالبقاء في القصر إلى أن تشفى أختك و إلى أن يتحسن وجهك.
-لكي يأتي ويصفعني كل صباح، لا أظن أني سوف أبقى على قيد الحياة، و سيدك مازال يتجول و يدخل و يصفع الأنسات في غرفهن.
ضحك الشاب لفترة وجيزة، ومن ثم قال : يقول السيد لك أنه يعتذر مما بدر منه.
فقلت له و أنا أحدق فيه: لست بحاجة لعتذارات سيدك، يكفي أنه كاد...! ، لولا تدخلك أنت وأليس.
-تعرفين أليس؟.
-ليس كثيراً، و أوصل رسالتي له أنه مالم ينزل بنفسه و يعتذر لي فلن أقبل.
- إن السيد... .
قاطعته : أجل، سيدك في الأعلى يبكي وينتحب بصوت مزعج، لا داعي للتفسير.
-و لكن كيف علمتي؟؟!. قالها بصرامة.
- كيف علمت؟، إنه لأمرٌ سهل أن أخرج و أتمتع برأية الطبيعة
و فجأة يكسر صوف الصباح السعيد صوت بكاء مزعج.
هدأ الشاب من غضبه، و مرت فترةٌ من السكون قبل أن يقول الشاب :ظنك خاطأ.
فقلت له لامباية : لا، لم يكن ظني خاطئً آنه سيدك أعرف صوته، لا مجال لشك، أوه.. بالمناسبة ليس من الائق أن أتكلم مع شاب لا أعرف اسمه، من اسمك؟؟.
قال الشاب بعصبية : و ما شأنك أنتِ؟.
-لم تجبني على سؤالي؟.
فقال الشاب بعد دقائق من الصمت :وليام، وليام هاردي.
-حسنا يا سيد وليام أم أناديك بسيد هاردي؟.
- لايهم.
- أخبر سيدك بأن يأتي ليعتذر و إلا سوف أخبر الجميع بعتدائه علي، ولن يكون رد أخواتي بسيطاً، إنني لا أستسلم لمن أقترف خطأه بعمد أتسمع!!.
أنصرف السيد وليام للأعلى، على ما أظنه سوف يخبر سيده بعد تردد طويل و هذا مايبدو على وجهه، ولكن ما حيرني كثيراً هو لِمَ لَمْ يناده "بسيد"، لقد ناداه "بألفريد "، إنني أستنتج من هذا أن اسم سيده هو، :"ألفريد ديكنز".

© Papillon -,
книга «دوامة الزمن».
Коментарі