10.
Tag, You're It - Melanie Martinez
🌠
"أمي لما علي انا دائماً الذهاب؟ إنظري هي تجلس هناك تلعب بهاتفها، هي بخير لتذهب هي" نحبت عندما أعطتني أمي قائمة المشتريات و أشرت لأختي الكُبرى.
"لوي هي لا تَدَعي المرض بالفعل حرارتُها مُرتفعه، و هذه المرة الثانيه التي تذهب بها لا تلعب دور المَظلوم" تقول لي و تُخرج مالاً من حقيبتها.
"أمي ما اللعنه؟ هذه المرة الألف التي أذهب بها للمتجر الأحمق" اصرخ دفاعاً، ترفع حاجبها لي و تقول.
"هل انتهيت من الدراما الآن؟ جيد، ستُعاقب لاحقاً على لُغتِكَ معي، لستُ واحده من أصدقائكْ و الآن إذهب او لا هاتف ليومان"، انفُخُ وجنتاي بغضب و أخذ المال من يديها خارجاً من المنزل.
"استخدم الأكياس المحافظه للبيئه" اسمعها تصرُخ و انا فقط تجاهلتها و أكمل مشي للمتجر اللعين، اختي الحمقاء كانت تُخرجُ لِسانها لي، سأُريها عندما أعود للمنزل سأقلب يومها رأساً على عقب.
أسمعُ صوت مُحرك سيارة خلفي لأنظر للخلف و أرى جارنا يُشغل سيارته، هو مُريب دائماً ما يُراقبني من نافذة غرفته، و دائماً ما يتتبعني عند ذهابي للمدرسه او لأي مكان و هو الآن يتتبعني للمتجر، إعتدت على الأمر، لكن الوضع لا يزال مريباً.
أضع سماعاتي بأذُني و أمشي لدراجتي، اقودها بسرعه للمتجر، أريد التخلص من امر التبضع هذا بأسرع ما يمكن.
اقود بالمكان المُخصص للدراجات الهوائيه، مستمعاً لإحدى أغاني المفضله، أحركُ رأسي مع الإيقاع منسجماً من الموسيقى.
أنظر للخلف لأرى جاري الغريب خلفي، أحقاً لا يملُ من تتبعي، أعني حتى لو تتبعني لأخر عمري لن اكون معه ابداً، هو كبير في أواخر العشرينات، و أيضا يخرُج أصوات غريبه من منزله ليلاً منزله مُلاصقٌ لمنزلنا، و لا ننسى بأني مستقيم، أو بالأحرى لا أعلم ما ميولي الجنسي بعد لأني لم أكن بعلاقه سابقاً و لم انجذب لأحدٍ من الجنسين!
عندما أصل للمتجر أتجه لموقف السيارات، سياسة هذا المتجر الأحمق لا تسمع لك بأن تصف دراجتك أمامه، كل ما يحتوي عجلات يجب ان يكون أسفل المتجر في موقف السيارت، أعني هي مجرد دراجة لن تضُر أحد!
أصٍفُ دراجتي و اتجِهُ للمصعد، أرى جاري المُريب يمشي خلفي، حقاً؟ ماذا الآن سيغتصبني بالمصعد؟
أدخل المصعد و أضغط على الزر الأول، لأراه يركُض إتجاهي، هو مُثير أعترف لكن لا، لا زال عجوزاً علي، و لما انا أضعُ كل شيءٍ حولي؟ رُبما الأمر فقط صُدفه و هو لا يتتبعني كما أعتقد!
اتنهد و أوقف المصعد لأراه يبتسم ابتسامةً غريبه متقدماً نحوي، "أوه لوي، لم أعرف انك قادمٌ لهُنا؟" قال و ابتسمت مُجاملةً له، أعني بحق السماء هو يُلاحقني منذ صعودي للدراجه.
صمتٌ غريبٌ في المصعد، لا اسمع سوى صوت تنفسه، استطيع رؤيته بطرف عيني يُراقبني، انا خائفٌ الآن، هو فقط لا يُزيح عيناه عني، أستطيع الشعور بهذا، و الأمر يُوترُني.
"تعلم، أمي كانت دائما تُغصِبُني أن أشتري الأشياء كحالتك هذ-...لا تهتم" قال و صمت عندما رفعت حاجبي له، هو كان يسترق السمع علينا، لكن كيف و اللعنه؟ لا لوي تمهل، ربما هو لاحظ انني دائما ما أخرج للمتجر، علي التوقف عن مشاهدة افلام الآكشن.
عندما فُتح باب المصعد زفرت براحه و مشيت مبتعداً عنه، أذهب لقسم الخُضار لأشتري ما على القائمة و أرحل، امي لا تُريد سوى الطماطم و الجزر و البطاطا و طبعا رقائق الإفطار و الحليب.
أحمدُ الإله بسبب طلباتها البسيطه و أشتري الخُضار بسرعه، مرةً قرأت ان الانسان عندما يُراقبه احد يمكنه الشعور بذلك حتى لو لم يكن منتبهاً، هذا بسبب الغريزة الدفاعيه في جسمه، المهم، انا اشعُر بأن احداً يُراقبني الآن.
ألتفت يميناً و يساراً، لكن لا احد، لا احد سِواي في ممر الخُضار، أهز رأسي مقنعاً نفسي انه امرٌ إختلقته بسبب جارنا ذو القُمصان الغريبه.
أذهب لقسم حبوب الذرة و أشتري النوع الذي نشتريه دائماً، اشتري الحليب و لا زلت أشعر بأن احداً يُراقبني، اذهب للمُحاسب و أُحاسِبُ على ما إشتريت، أشتري من ما تبقى من المال الصودا و رقائق البطاطا.
اذهب للمصعد قاصداً موقف السيارات، الموقف هادئ لا أحد به غيري، أتجه لدراجتي و أشتم المتجر الذي جعلني أوقفها هنا.
عندما خرجت من المصعد خرجت سياره بجانبي، هي سيارة جاري المعتوه، الذي حقا بدأت أخاف منه.
يقود سيارته بجانبي ببطئ، يفتح نافذته المضلله و ينظر لي، "إركب لوي سأخذك بجولة، و لدي القليل من الحلوى في الداخل" يقول و أنظر له بإستغراب، انا في السادسة عشر من عمري، لست طفلاً!
"أمزح فقط أُحاول إخافتك" يقول و يُقهقه بغرابه، لا زلت أخاف منه، "إركب حتى أُوصلك معي للمنزل" يقول و اهز رأسي نفياً.
"شكراً أتيت بدراجتي" أقول له ليبدو غير راضياً عن جوابي، "لا بأس سأضعها في الصندوق في الخلف، ستصِل أسرع لمنزلك معي" قال مجددا بإبتسامة مريبه.
"أشكرك مجدداً على عرضك، لكن أُفضِل الذهاب بدراجتي" أُصرُ مجدداً ليعقد حاحباه بغضب، "قُلتُ لك إِركب لوي" يقول و تتحول نبرته الى نبرة آمره.
"أخبرتُك أني لا أريد الركوب" أقول بحده لينزل ليُوقف السيارة و ينزل منها، "و انا أخبرتك ان تركب" يصرخ و يمشي بإتجاهي لأنظر حولي باحثاً عن بشر، لكن لا أحد.
أركض في موقف السيارات، هو يلحقني و لا يتوقف، كان يصرخ منادياً بإسمي و انا فقط مستمرٌ بالركض، ما اللعنه؟ انا حقاً خائف.
أبدأ بالتنفس بصعوبه بسبب ركضي بسرعة، أنظُر خلفي لأراها قريباً مني، هو سريع بسبب طول قدماه، تنفسي يزداد ضحوله، أضع يدي على قلبي الذي أصبح يؤلمني.
أشعر به خلفي يقترب، و انا أحاول الركض أسرع لكن لم يعد بمقدوري، سحب يدي و ألقاني أرضاً، كنت سأبدأ بالصراخ لكنه وضع يده على فمي، سحب الكلمات منه.
"أمسكتك انت الخاسر" يقول ضاحكاً و انا فقط أبكي، يحملني و يمشي بي لسيارته، أحاول التخلص من قبضته حولي، لكنه كان قوياً جدا.
أبكي اكثر و أحاول الصراخ لكن دون جدوى، هو أطبق يده على فمي بإحكام، ليس بإمكاني حتى عضه!
يفتح صندوق سيارته و لا يزال يُردد، "أمسكتك انت الخاسر".
يضعني في الصندوق و يغلقه، و انا أبداء في الصراخ و البكاء، أبكي و أصرخ بإسم أمي لكن لا أحد يُجيب.
أشعر بالسياره تتحرك و قلبي بات يؤلمني اكثر، عيناي تنغلق دون إرادتي و لا أشعر بشيء بعدها.
_
"لوي، حُبي هيا إفتح عيناك الجميله" أسمع همساتٍ حولي لأفتح عيناي ببطئ، أرمِشُ بسرعه حتى أعتاد على الضوء الساطع في الغُرفه.
أفتح عيناي لأرى جارنا هاري أمامي، لقطاتٌ مما حدث تزور عقلي لأعود للخلف بسرعه، يعبِسُ هو و يقترب مني.
"لما إبتعدت لن أؤذيك!" قال و انا فقط شهقت، "أريد المنزل" قلت بصوت خافت و خائف.
إبتسم بقوة و فتح يداه ناظراَ حوله، "هذا هو منزلك" يقول و أُلقي نظره سريعه على المكان، "لا أُريد أمي و أُختي" أقول مجددا و يرتعشُ بدني من نظرته لي.
"لا لوي، ليس لديك أُم او أُخت الآن، ليس لديك سوى أنا" يقول و نظرته الغريبه لا زالت على وجهه، أبكي و أترجاه، "أرجوك هاري أُريد العودة للمنزل" أقول باكياً.
"لا، لا تبكي..انت في المنزل الآن" يقول ماسحاً دموعي، "لا أريد منزلي الآخر" اصرخ باكياً.
"ليس لديك منزلٌ سوى هذا، توقف عن البُكاء انت تؤلمُ قلبي" يقول ماسكاً وجهي بين كفيه، يمسح دموعي ببطئ و انا فقط أبكي أكثر، انا خائِفٌ جداً، هو لا يبدو طبيعياً!
أنظر خلفه لأرى باب الغرفة مفتوح، هو ينظُر لعيناي و يمسح على شفتاي بإبهامه، "انت جميلٌ عندما تبكي، كيف عيناكَ تحمرّان و تزداد زُرقتهما، كيف تبتلُ رموشك الطويله لتزيد عيناك جمالاً" يقول و هو ينظر لعيناي، أشعر بالغرابة و الخوف.
"كيف وجنتاك تحمران و أنفك الصغير كذلك، كيف تُبلل شفتاك بإستمرار لتُصبحان قابلتان للتقبيل، انت جميلٌ جداً" يُكمل و انا نظري يتحرك بينه و بين الباب خلفه.
"أريد تقطيعك و أكلك" يقول و أنظُر له بخوف، يبتسم بحُزن، "لما خِفت؟ أخبرتُك أني لن أؤذيك ابداً" يقول و هناك نبرة انكسار بصوته.
أنظُر لعيناه بتردد، يقف من مكانه بعصبيه و يركُل طاولة القهوة التي أمامه، "اللعنه انت لا تثق بي، يا إلهي...أ- أسف أمي، لـ - لن العن مجدداً، أسف" يقول بخوف ناظراً حوله و انا بدأت أهلع، هو حتماً مجنون!
أخذُ نفساً عميقاً و أركض للباب بسرعه، أخرج منه و أركض في ممرٍ طويل، أوصلَني لغرفةً كبيرة، كانت مليئة برؤوس حيوانات الموس و الغزلان، منظر الغرفة جعلني أتراجع للهلف بحذر، هي مُخيف جداً.
إصدمت بشخصٍ ما و علمت انه هو، أمسكني من خصري و انا بدأت في الصُراخ و الركل في الهواء، وضع يده على فمي، "لا لوي، لا، لا تبكي، أمي لا تُحِبُ الإزعاج" و حضنني له أكثر، انا كنت أبكي و أركُل الهواء.
عضضت على يده بقوه حتى تركني، ركضت بعيداً عنه مُتجنباً النظر لرؤوس الحيوانات حولي، خرجت من الغُرفة المريبه تلك، لأدخل لغُرفةٍ أُخرى كانت تحوي الكثير من الصُوَر، كانت أغلبها لإمرأةٍ تبدو صغيرةً في العُمر، كانت تحمِل ملامح جديه و صارمه، ولا صورة واحده لها و هي تبتسم، و في كُلِ صُوَرِها كانت مرتديةً فُستاناً ابيض، نفس الفُستان!
كان هناك نوعانِ من الكنب، لكن يحملون نفس اللون الاحمر الدموي، و النوعان حوافُهُما كانت ذهبيةَ اللون، الغُرفة كان تصميمُها من العصر الفِكتوري، كنت أبحثُ عن بابٍ بها، لكن لم يكُن هناك سوى الباب الذي دخلت منه و بالطبع انا لن أخرج منه!
لم أعُد أسمع خُطوات هاري خلفي، نظرتُ حولي و إختبئتُ داخل خزانةٍ كبيرة، عضضت على يدي بقوة حتى لا أُخرِجَ أي صوت، حاولت كتمَ أنفاسي و نجحتُ بطريقةٍ ما.
سمِعتُ صوت خُطواتٍ تدخل الغُرفة، "لوي أرجوك أُخرج أعلمُ أنكَ تختبِئُ هنا، أمي ستُعاقِبُني بسببك" سمعت صوت هاري و حبستُ أنفاسي بِقوة، بدأت بالبُكاء عندما رأيتُ قدماه أمام الخزانه.
لم يعُد بإمكاني التحمُل، أزلت يدي من فمي و بكيت بقوة، فتح هو الخِزانه و كانت إبتسامةٌ حزينه على مٙحياه، نظر لي بِشفقه، "لن أؤذيك لما تَخَافُ مني؟" سأل و انا فقط لم أكُفَ عن البُكاء.
تنهد و إقترب مني، أخذ يدي و وضعها بِحُضنه، "هذا سيُهدئُكَ قليلاً" تحدث و أخرج إبرةً من جيبه، هززتُ رأسي بِسُرعه نفياً و هو فقط إبتسم، "لا تقلق ستكونُ بِخير"، قال ناظراً لعيناي و شعرت بشيءٍ يوخِزُني بيدي.
"الآن هيا" قال و وقف ليحملني، حاولت المُقاومة لكن لم أقدر، لا أعلم لما؟
كان رأسي مُرتكزٌ على كَتِفِه، و قدماي تُحاوطانِ وِسطه، أشعر بالقليل من السُمِ داخلي، يُمكنني الشعور بجلده في أسناني من عضي له سابقاً، "أحب عندما أسمعك تتنفس، أرجو الإله أن لا تذهب أبداً"، قال و انا فقط أفقِدُ و عيي شيئاً فشيئا ً.
دخل للغُرفة التي كُنتُ بها سابقاً، وضعني على سريرٍ بحجمٍ مُلوكي، وضع فوقي بطانيةً ذات لونٍ أزرقٍ سماوي، جلس بجانبي على السرير و وضع أصابع يده في شعري ليلعب به.
"إيني ميني مايني مو، إمسِك فتاكَ من إصبع قدمِه، إن صرخَ لا تجعلهُ يرحَل" كان يُغني بصوتٍ مُنخفض و انا هنا أفقِدُ وعيِّ.
"إيني ميني مايني مو، أمي قالت أن أختار أفضل فتى، و أنت هو" غني مجدداً و هذا كان أخر ما سمِعتُه قبل أن أفقد وعيِّ تماماً.
النهايه؛
🌠
"أمي لما علي انا دائماً الذهاب؟ إنظري هي تجلس هناك تلعب بهاتفها، هي بخير لتذهب هي" نحبت عندما أعطتني أمي قائمة المشتريات و أشرت لأختي الكُبرى.
"لوي هي لا تَدَعي المرض بالفعل حرارتُها مُرتفعه، و هذه المرة الثانيه التي تذهب بها لا تلعب دور المَظلوم" تقول لي و تُخرج مالاً من حقيبتها.
"أمي ما اللعنه؟ هذه المرة الألف التي أذهب بها للمتجر الأحمق" اصرخ دفاعاً، ترفع حاجبها لي و تقول.
"هل انتهيت من الدراما الآن؟ جيد، ستُعاقب لاحقاً على لُغتِكَ معي، لستُ واحده من أصدقائكْ و الآن إذهب او لا هاتف ليومان"، انفُخُ وجنتاي بغضب و أخذ المال من يديها خارجاً من المنزل.
"استخدم الأكياس المحافظه للبيئه" اسمعها تصرُخ و انا فقط تجاهلتها و أكمل مشي للمتجر اللعين، اختي الحمقاء كانت تُخرجُ لِسانها لي، سأُريها عندما أعود للمنزل سأقلب يومها رأساً على عقب.
أسمعُ صوت مُحرك سيارة خلفي لأنظر للخلف و أرى جارنا يُشغل سيارته، هو مُريب دائماً ما يُراقبني من نافذة غرفته، و دائماً ما يتتبعني عند ذهابي للمدرسه او لأي مكان و هو الآن يتتبعني للمتجر، إعتدت على الأمر، لكن الوضع لا يزال مريباً.
أضع سماعاتي بأذُني و أمشي لدراجتي، اقودها بسرعه للمتجر، أريد التخلص من امر التبضع هذا بأسرع ما يمكن.
اقود بالمكان المُخصص للدراجات الهوائيه، مستمعاً لإحدى أغاني المفضله، أحركُ رأسي مع الإيقاع منسجماً من الموسيقى.
أنظر للخلف لأرى جاري الغريب خلفي، أحقاً لا يملُ من تتبعي، أعني حتى لو تتبعني لأخر عمري لن اكون معه ابداً، هو كبير في أواخر العشرينات، و أيضا يخرُج أصوات غريبه من منزله ليلاً منزله مُلاصقٌ لمنزلنا، و لا ننسى بأني مستقيم، أو بالأحرى لا أعلم ما ميولي الجنسي بعد لأني لم أكن بعلاقه سابقاً و لم انجذب لأحدٍ من الجنسين!
عندما أصل للمتجر أتجه لموقف السيارات، سياسة هذا المتجر الأحمق لا تسمع لك بأن تصف دراجتك أمامه، كل ما يحتوي عجلات يجب ان يكون أسفل المتجر في موقف السيارت، أعني هي مجرد دراجة لن تضُر أحد!
أصٍفُ دراجتي و اتجِهُ للمصعد، أرى جاري المُريب يمشي خلفي، حقاً؟ ماذا الآن سيغتصبني بالمصعد؟
أدخل المصعد و أضغط على الزر الأول، لأراه يركُض إتجاهي، هو مُثير أعترف لكن لا، لا زال عجوزاً علي، و لما انا أضعُ كل شيءٍ حولي؟ رُبما الأمر فقط صُدفه و هو لا يتتبعني كما أعتقد!
اتنهد و أوقف المصعد لأراه يبتسم ابتسامةً غريبه متقدماً نحوي، "أوه لوي، لم أعرف انك قادمٌ لهُنا؟" قال و ابتسمت مُجاملةً له، أعني بحق السماء هو يُلاحقني منذ صعودي للدراجه.
صمتٌ غريبٌ في المصعد، لا اسمع سوى صوت تنفسه، استطيع رؤيته بطرف عيني يُراقبني، انا خائفٌ الآن، هو فقط لا يُزيح عيناه عني، أستطيع الشعور بهذا، و الأمر يُوترُني.
"تعلم، أمي كانت دائما تُغصِبُني أن أشتري الأشياء كحالتك هذ-...لا تهتم" قال و صمت عندما رفعت حاجبي له، هو كان يسترق السمع علينا، لكن كيف و اللعنه؟ لا لوي تمهل، ربما هو لاحظ انني دائما ما أخرج للمتجر، علي التوقف عن مشاهدة افلام الآكشن.
عندما فُتح باب المصعد زفرت براحه و مشيت مبتعداً عنه، أذهب لقسم الخُضار لأشتري ما على القائمة و أرحل، امي لا تُريد سوى الطماطم و الجزر و البطاطا و طبعا رقائق الإفطار و الحليب.
أحمدُ الإله بسبب طلباتها البسيطه و أشتري الخُضار بسرعه، مرةً قرأت ان الانسان عندما يُراقبه احد يمكنه الشعور بذلك حتى لو لم يكن منتبهاً، هذا بسبب الغريزة الدفاعيه في جسمه، المهم، انا اشعُر بأن احداً يُراقبني الآن.
ألتفت يميناً و يساراً، لكن لا احد، لا احد سِواي في ممر الخُضار، أهز رأسي مقنعاً نفسي انه امرٌ إختلقته بسبب جارنا ذو القُمصان الغريبه.
أذهب لقسم حبوب الذرة و أشتري النوع الذي نشتريه دائماً، اشتري الحليب و لا زلت أشعر بأن احداً يُراقبني، اذهب للمُحاسب و أُحاسِبُ على ما إشتريت، أشتري من ما تبقى من المال الصودا و رقائق البطاطا.
اذهب للمصعد قاصداً موقف السيارات، الموقف هادئ لا أحد به غيري، أتجه لدراجتي و أشتم المتجر الذي جعلني أوقفها هنا.
عندما خرجت من المصعد خرجت سياره بجانبي، هي سيارة جاري المعتوه، الذي حقا بدأت أخاف منه.
يقود سيارته بجانبي ببطئ، يفتح نافذته المضلله و ينظر لي، "إركب لوي سأخذك بجولة، و لدي القليل من الحلوى في الداخل" يقول و أنظر له بإستغراب، انا في السادسة عشر من عمري، لست طفلاً!
"أمزح فقط أُحاول إخافتك" يقول و يُقهقه بغرابه، لا زلت أخاف منه، "إركب حتى أُوصلك معي للمنزل" يقول و اهز رأسي نفياً.
"شكراً أتيت بدراجتي" أقول له ليبدو غير راضياً عن جوابي، "لا بأس سأضعها في الصندوق في الخلف، ستصِل أسرع لمنزلك معي" قال مجددا بإبتسامة مريبه.
"أشكرك مجدداً على عرضك، لكن أُفضِل الذهاب بدراجتي" أُصرُ مجدداً ليعقد حاحباه بغضب، "قُلتُ لك إِركب لوي" يقول و تتحول نبرته الى نبرة آمره.
"أخبرتُك أني لا أريد الركوب" أقول بحده لينزل ليُوقف السيارة و ينزل منها، "و انا أخبرتك ان تركب" يصرخ و يمشي بإتجاهي لأنظر حولي باحثاً عن بشر، لكن لا أحد.
أركض في موقف السيارات، هو يلحقني و لا يتوقف، كان يصرخ منادياً بإسمي و انا فقط مستمرٌ بالركض، ما اللعنه؟ انا حقاً خائف.
أبدأ بالتنفس بصعوبه بسبب ركضي بسرعة، أنظُر خلفي لأراها قريباً مني، هو سريع بسبب طول قدماه، تنفسي يزداد ضحوله، أضع يدي على قلبي الذي أصبح يؤلمني.
أشعر به خلفي يقترب، و انا أحاول الركض أسرع لكن لم يعد بمقدوري، سحب يدي و ألقاني أرضاً، كنت سأبدأ بالصراخ لكنه وضع يده على فمي، سحب الكلمات منه.
"أمسكتك انت الخاسر" يقول ضاحكاً و انا فقط أبكي، يحملني و يمشي بي لسيارته، أحاول التخلص من قبضته حولي، لكنه كان قوياً جدا.
أبكي اكثر و أحاول الصراخ لكن دون جدوى، هو أطبق يده على فمي بإحكام، ليس بإمكاني حتى عضه!
يفتح صندوق سيارته و لا يزال يُردد، "أمسكتك انت الخاسر".
يضعني في الصندوق و يغلقه، و انا أبداء في الصراخ و البكاء، أبكي و أصرخ بإسم أمي لكن لا أحد يُجيب.
أشعر بالسياره تتحرك و قلبي بات يؤلمني اكثر، عيناي تنغلق دون إرادتي و لا أشعر بشيء بعدها.
_
"لوي، حُبي هيا إفتح عيناك الجميله" أسمع همساتٍ حولي لأفتح عيناي ببطئ، أرمِشُ بسرعه حتى أعتاد على الضوء الساطع في الغُرفه.
أفتح عيناي لأرى جارنا هاري أمامي، لقطاتٌ مما حدث تزور عقلي لأعود للخلف بسرعه، يعبِسُ هو و يقترب مني.
"لما إبتعدت لن أؤذيك!" قال و انا فقط شهقت، "أريد المنزل" قلت بصوت خافت و خائف.
إبتسم بقوة و فتح يداه ناظراَ حوله، "هذا هو منزلك" يقول و أُلقي نظره سريعه على المكان، "لا أُريد أمي و أُختي" أقول مجددا و يرتعشُ بدني من نظرته لي.
"لا لوي، ليس لديك أُم او أُخت الآن، ليس لديك سوى أنا" يقول و نظرته الغريبه لا زالت على وجهه، أبكي و أترجاه، "أرجوك هاري أُريد العودة للمنزل" أقول باكياً.
"لا، لا تبكي..انت في المنزل الآن" يقول ماسحاً دموعي، "لا أريد منزلي الآخر" اصرخ باكياً.
"ليس لديك منزلٌ سوى هذا، توقف عن البُكاء انت تؤلمُ قلبي" يقول ماسكاً وجهي بين كفيه، يمسح دموعي ببطئ و انا فقط أبكي أكثر، انا خائِفٌ جداً، هو لا يبدو طبيعياً!
أنظر خلفه لأرى باب الغرفة مفتوح، هو ينظُر لعيناي و يمسح على شفتاي بإبهامه، "انت جميلٌ عندما تبكي، كيف عيناكَ تحمرّان و تزداد زُرقتهما، كيف تبتلُ رموشك الطويله لتزيد عيناك جمالاً" يقول و هو ينظر لعيناي، أشعر بالغرابة و الخوف.
"كيف وجنتاك تحمران و أنفك الصغير كذلك، كيف تُبلل شفتاك بإستمرار لتُصبحان قابلتان للتقبيل، انت جميلٌ جداً" يُكمل و انا نظري يتحرك بينه و بين الباب خلفه.
"أريد تقطيعك و أكلك" يقول و أنظُر له بخوف، يبتسم بحُزن، "لما خِفت؟ أخبرتُك أني لن أؤذيك ابداً" يقول و هناك نبرة انكسار بصوته.
أنظُر لعيناه بتردد، يقف من مكانه بعصبيه و يركُل طاولة القهوة التي أمامه، "اللعنه انت لا تثق بي، يا إلهي...أ- أسف أمي، لـ - لن العن مجدداً، أسف" يقول بخوف ناظراً حوله و انا بدأت أهلع، هو حتماً مجنون!
أخذُ نفساً عميقاً و أركض للباب بسرعه، أخرج منه و أركض في ممرٍ طويل، أوصلَني لغرفةً كبيرة، كانت مليئة برؤوس حيوانات الموس و الغزلان، منظر الغرفة جعلني أتراجع للهلف بحذر، هي مُخيف جداً.
إصدمت بشخصٍ ما و علمت انه هو، أمسكني من خصري و انا بدأت في الصُراخ و الركل في الهواء، وضع يده على فمي، "لا لوي، لا، لا تبكي، أمي لا تُحِبُ الإزعاج" و حضنني له أكثر، انا كنت أبكي و أركُل الهواء.
عضضت على يده بقوه حتى تركني، ركضت بعيداً عنه مُتجنباً النظر لرؤوس الحيوانات حولي، خرجت من الغُرفة المريبه تلك، لأدخل لغُرفةٍ أُخرى كانت تحوي الكثير من الصُوَر، كانت أغلبها لإمرأةٍ تبدو صغيرةً في العُمر، كانت تحمِل ملامح جديه و صارمه، ولا صورة واحده لها و هي تبتسم، و في كُلِ صُوَرِها كانت مرتديةً فُستاناً ابيض، نفس الفُستان!
كان هناك نوعانِ من الكنب، لكن يحملون نفس اللون الاحمر الدموي، و النوعان حوافُهُما كانت ذهبيةَ اللون، الغُرفة كان تصميمُها من العصر الفِكتوري، كنت أبحثُ عن بابٍ بها، لكن لم يكُن هناك سوى الباب الذي دخلت منه و بالطبع انا لن أخرج منه!
لم أعُد أسمع خُطوات هاري خلفي، نظرتُ حولي و إختبئتُ داخل خزانةٍ كبيرة، عضضت على يدي بقوة حتى لا أُخرِجَ أي صوت، حاولت كتمَ أنفاسي و نجحتُ بطريقةٍ ما.
سمِعتُ صوت خُطواتٍ تدخل الغُرفة، "لوي أرجوك أُخرج أعلمُ أنكَ تختبِئُ هنا، أمي ستُعاقِبُني بسببك" سمعت صوت هاري و حبستُ أنفاسي بِقوة، بدأت بالبُكاء عندما رأيتُ قدماه أمام الخزانه.
لم يعُد بإمكاني التحمُل، أزلت يدي من فمي و بكيت بقوة، فتح هو الخِزانه و كانت إبتسامةٌ حزينه على مٙحياه، نظر لي بِشفقه، "لن أؤذيك لما تَخَافُ مني؟" سأل و انا فقط لم أكُفَ عن البُكاء.
تنهد و إقترب مني، أخذ يدي و وضعها بِحُضنه، "هذا سيُهدئُكَ قليلاً" تحدث و أخرج إبرةً من جيبه، هززتُ رأسي بِسُرعه نفياً و هو فقط إبتسم، "لا تقلق ستكونُ بِخير"، قال ناظراً لعيناي و شعرت بشيءٍ يوخِزُني بيدي.
"الآن هيا" قال و وقف ليحملني، حاولت المُقاومة لكن لم أقدر، لا أعلم لما؟
كان رأسي مُرتكزٌ على كَتِفِه، و قدماي تُحاوطانِ وِسطه، أشعر بالقليل من السُمِ داخلي، يُمكنني الشعور بجلده في أسناني من عضي له سابقاً، "أحب عندما أسمعك تتنفس، أرجو الإله أن لا تذهب أبداً"، قال و انا فقط أفقِدُ و عيي شيئاً فشيئا ً.
دخل للغُرفة التي كُنتُ بها سابقاً، وضعني على سريرٍ بحجمٍ مُلوكي، وضع فوقي بطانيةً ذات لونٍ أزرقٍ سماوي، جلس بجانبي على السرير و وضع أصابع يده في شعري ليلعب به.
"إيني ميني مايني مو، إمسِك فتاكَ من إصبع قدمِه، إن صرخَ لا تجعلهُ يرحَل" كان يُغني بصوتٍ مُنخفض و انا هنا أفقِدُ وعيِّ.
"إيني ميني مايني مو، أمي قالت أن أختار أفضل فتى، و أنت هو" غني مجدداً و هذا كان أخر ما سمِعتُه قبل أن أفقد وعيِّ تماماً.
النهايه؛
Коментарі