21.
Teenage dirtbag - wheatus
🌠
اتفحَصُ البثرة الجديدة المُقرِفة التي ظهرَت على جبيني فجأة دون أي تمهيد أُحاوِلُ إزالتها لأشعُر بالألم لذا اعتدِلُ عن الفِكرة سأُزيلُها لاحِقاً، رفعتُ بِنطالي و عدلتُ قميصي ذا الحجم الضخم ليُصبِحَ داخِل البِنطال، اغلقتُ خِزانتي بعد أن وضعت كُتبي بها و تفحصتُ شعري، مشيتُ في ممر المدرسة مُتجنِباً الإحتكاك بأحدهم، لأني حتماً لن أتخلص منهم و انا بـ عجلةٍ من أمري نوعاً ما!
كنتُ أراسِلُ أختي على الهاتف حينما إصطدمت بأحدِهم، رفعتُ رأسي لأعتذر لكِنهُ سبقني، "انا اسف" قال بسرعة مُعدِلاً نظاراته على جِسر أنفه، ابتعد عني قبل أن أتحدث حتى، تتبعتُ خُطواته لأراهُ يتجِه لـ حبيبه، هو حضنه مُقبِلاً إياه على وجنته ليتغير مزاجي فوراً، أبعدت نظري عنهما بعبوس، هذا مُزرٍ.
اغلقتُ هاتفي و وضعتهُ بجيبي بِنطالي مُفكِراً به، إسمهُ هاري ستايلز مُحرر صحيفة المدرسة و رئيسُ نادي الرياضيات، و الأول على المدرسة قبل عامين تفوُقاً، نعم هو الأفضل، طوال طريقي للنادي لم يكن بـ فكري سوى هو و طبعاً حبيبه اللعين، حبيبه يلعب بفريق كرة القدم و لديه منحةُ دراسيةٌ لجامعة الولاية لذا هو حقاً لا يهتم لـ دراسته مُستقبلهُ ساطِع رياضياً هو بارِعٌ جداً علي الإعتِراف، أما أنا، فـ أنا العبُ في فريق المدرسة للشطرنج و عضوٌ في فريق البرمجة، نعم أنا فاشل لا افهم سِوى بالأصفارِ و الآحاد.
نظرتُ لـ ساعة هاتفي لأستوعِب أنه لم يتبقى سوى نِصف ساعة على حِصة الرياضة البدنية، و علَيَّ الذهاب هناك مُبكِراً حتى أنظِف المكان كـ عِقابٍ لي من المُدير على شِجاري مع احد الطُلاب و تدمير مشروعِه العلمي، نعم أنا أحياناً مؤخِرة أيضاً.
نتشاركُ انا و هاري هذه الحِصة فقط، و لأن حظي جميل خِزانة النادي خاصتِه أمام خِزانتي لذا أنتهِزُ هذه الفُرصة الرائِعة لأنظُر إليه و هو يرتدي ملابِسه أمامي، هو يبدو رائِعاً بـ ملابس الرياضة خاصته، أريدُ إخبارهُ بـ ذلك لكِنهُ لا يعلَمُ من انا، و انا متأكِدٌ بأنه لا يُعطي أي لعنةً لي لأني و بـ بساطة مُجردة حقيبة قذارة مراهقة بالنسبة له، تفكيرُ هذا الفتى يكونُ ناضِجاً جداً أحياناً، لا يُناسِبُ تفكير فتاً عُمرهُ سبعةَ عشَرَ عاماً، حين يُلقي خُطباً في المدرسة عن أمرٍ ما لا أريدُ فعل شيءٍ حينها سِوى تقبيلِ فمه الذكي ذاك.
بدأت بمسح أرضية الملعب التي حقاً لم تكُن بتلك القذارة، جمعت الكُرات لأضعهُن في السلة الخاصة بِهُن، استغرق جمع الكُراتِ وقتاً و حين إنتهيت ذهبت لـ غُرفة تغيير الملابس، ارتديت ملابس الرياضة و بالوقت الذي انتهيتُ بها بدأ الجميع بالدخول لتغيير ملابسهم، أردتُ المغادرة لكن حين سمعت صوته توقفتُ في مكاني متصنِماً، راقبتهُ و هو يتحدث لصديقه عن موضوعٍ شيّق بالنظَّرِ لـ حماسِه خلال حديثه، كنتُ أُحدِقُ به مُهيماً بجمالِه، أعني النظرُ فيه إرتواء، فـكيف عِناقه!
وقَف أمام خِزانتِه و نزعَ قميصه الذي يُشبه القميص الذي كنت أرتديه، ما يُعزيني حقاً من خِلال مُراقبتي له أن طريقة إرتداءنا للملابس متشابهة و حتى اذواقِنا بها، هذا جيد اعتقد و أيضاً كِلانا جيدٌ في الرياضيات، حسنا هو بارِعٌ للغاية بها، ربِحَ أولمبياد الرياضيات لـ مرتين على التوالي و سمعتُ انهُ لن يُشارِك بها العام بسبب حبيبه الذي اخبرهُ انها للفاشلين، هذا ما قالهُ زين الذي هو صديقي و صديق حبيب هاري.
"توقَف عن النظَرِ له هكذا، انت تُرعبني انا فما بالك الفتى المسكين؟" و بالحديثِ عن زين، "لا شأن لك زين، هو لا يُعبرني حتى، كما لو أنني خفيّ!" اخبرتُه بـ حُزنٍ في قلبي.
"توقف عن إحباط نفسك لو سمحت، أريدُ لكمكَ الآن" تحدث زين مُغلِقاً خِزانته بعد أن إرتدى قميصه الرياضي.
"لا يُهم، متى ستأتي لـ منزلي، هو فارِغٌ اليوم" تحدثت مُبعِداً عيناي عن هاري، "المنزِلُ فارِغٌ اليوم؟ تتحدث و كأننا سنتَضاجعُ يا صاح كُلما سنفعلهُ هو دِراسةُ الفيزياء" سخِرَ زين مني لأضرِبه على بطنه "لعين، قصدتُ بأننا سندرُسُ في جوٍ هادئ، لكن من يدري ربما قد أحاوِلُ إغرائك" تحدثتُ بـ نبرةٍ غريبة مقترباً منه.
"حقاً ستفعل؟" سأل زين بذات النبرة مُقرِباً جسده مني، كنت أوَدُ الضحِك لكني حافظتُ على جِدية الحديث، اقتربنا كثيراً من بعضنا ليبدأ بعضُ الشُبان بـ إلقاء المناشِفِ علينا صارخينَ بـ مُضاجعة بصوتٍ عالٍ، انا سأضحكُ في ايةِ لحظة، "زين، أوَدُ الحديث معك على إنفراد" كان ذلك هاري الذي قطع ملامستِنا المريبة لي انا و زين، نظفتُ حلقي بعد أن إبتعد زين و هاري عني، هذا مُحرِج تباً لي، أُريدُ دفن رأسي في الخِزانة الآن، "هاري فاشِل قطعَ مشهد إباحي حي كان سيحصُل كنتُ قد جهزت المزلق، انظر" قال توني رافِعاً عُلبة المِزلق في وجهي، ضحكتُ مُبعِداً العُلبة عن وجهي، "و كأنهُ سيحصُل شيئاً بيني و بين زين! و خبئ هذا يا مُقرِف إن مُسِكَ بـ خِزانتِك ستقعُ في مشاكل كبيرة".
ابتعدت عن توني خارِجاً لساحة الملعب، مضت الحِصة كالعادة بخسارة فريقنا ضد فريق زين، انا فاشِلٌ بالرياضة و هاري كذلك لذا فريقنا دائماً ما يخسر، أحبُ كيف أننا فاشليّن بأشياء مُشتركة.
توقفتُ عن اللعب لأشرب الماء، تأملت هاري و هو يركل الكُرة لِتضرب أحد الذين يلعبون معنا، هو كان يضحك ضارباً المزيد من الكُرات نحو الفتى المسكين الذي كان يرفع إصبعه الأوسط له فحسب، لما لا يرمي الكرات نحوي سأتقبلها برحابة صدرٍ منه، هذا ليس بعادل! "هاري سام يُريدكُ" صرخ اليكس لهاري الذي ترك الكُرةَ فوراً مُتجِهاً نحو حبيبه المُقزز سام، "أعِدهُ بـ سُرعةٍ سام نحنُ نلعبُ هنا" أعاد اليكس الصُراخ و صراخهُ أصبح يُزعجني، "سأحاوِل" تحدث سام ناظِراً نحو هاري الذي يمشي ببطئ مُتمايلاً عمداً لـ سام الذي يعِضُ شفتيه بشهوةٍ واضِحةٍ بـ عينيه.
شعرتُ بالغضب يُسيطِرُ علي، رميتُ علبة الماء من يدي و خرجتُ من ساحة اللعب بخطواتٍ مُتعجِلة، كنت اريدُ البُكاء مُفكِراً بـ كم أن سام لا شيء سوى قضيب، لا يستحِقُ هاري، هو حتماً سيركُلُ مؤخرتي اذا علِمَ بما أُفكِرُ ، هو يعيشُ بنفس المبنى الذي أعيشُ به، و يقيم الكثير من الحفلات بـ شقته، دائِماً ما يخرُج و يدخُل منها أناسٌ مشبوهون و لا ننسى زيارات منتصف الليل التي تحدث له من قِبَلِ بعض الشُبان الغريبين، هو لعين لما ألتفِتُ إلى أي أحد اذا كان هاري حبيبي؟ تباً له.
لكِن حتى حبيبه لا يعلمُ بوجودي، و لا يُعطي لعنة لي، بالنسبة له لستُ سوى مجرد فاشل يُبرمِجُ الأجهزة و يلعبُ الشِطرنج و يرتدي ملابِساً كانت رائِجة في التسعينات و الثمانينات، انا لا أُشكِلُ أي تهديد بالنسبة له.
مشيتُ في المدرسة مُتجِهاً لـ قاعة المؤتمرات الخاصة بها، هم أفرغوها من الكراسي ليقيموا حفل التخرج بها، و أخيراً سأترُكُ ما لازمني لـ مدة اثنا عشرَ عاماً و بعد التفكير مرتين، الأمرُ يبدو حزيناً، لأكون صريحاً عِشتُ أفضل أيامي في المدرسة!
دخلتُ للقاعة مُشتتاً نفسي عن التفكير بـ هاري و سام بالعملِ مع من أعرفهم هنا، ساعدتهم بـ تعليق النجوم المُضيئة في سقف القاعة، استغرق تركيبُنا لـ تسعين نجمة ساعةً كاملة بالفضل لكُثرة الأيادي العاملة، حاوُلَ بعضٌ من أصدِقاء سام الفاشلين الدخول و تدمير الزينة المُعلقة على الحائط لنوقفهم انا و فتاتين، إحداهُما لكمت ذاك الذي يُدعى زاك على أنفه لينزف صارِختاً بأنه إذا اقتربا مجدداً ستركُلُ عضواهُما، هو تحجج بأنه لا يريدُ أن يضرُب فتاةٍ لذا فرَّ هارِباً هو و صديقه، هو و بـ وضوح كان خائِفاً منها.
انتهى اليوم الدراسي من دون رؤية هاري لبقية اليوم و لأكون صريحاً هذا أراحني قليلاً، في طريقِ عودتي للمنزل حاولتُ شغل بالي بالموسيقى التي تُبثُ من المذياع و صلتُ للمبنى السكنيّ الذي اقطُنُ به، سيارةُ سام كانت في كراج المبنى هذا يعني انهُ هنا و على الأغلب هاري بـ رِفقتِه.
اخذتُ المصعد للطابِقِ السادِس مُفكِراً بـ حفلِ التخرُج الذي لا أستطيعُ دعوة أحدٍ إليه هو بعد اسبوعٍ تقريباً، بالنسبةِ لي هذا يبدو خاطِئاً لا أعلمُ لِما، دعتني تلك الفتاةُ من صف الأحياء التي رفضتُها بأدب لكوني مثليّ هي تقبلت الوضع بشكلٍ جيد، لم يدعُني ايُ شاب، لا يُوجدُ الكثيرُ من طُلاب السنة الأخيرة المثليين المُنفتحين حول مثليتهم.
حين وصلتُ الطابِق السادِس فُتِحَ المصعد لأخرُج منه مُتجِهاً نحو شِقتي في آخِر الرِواق، حين وصلتُ للباب فُتِحَ البابُ الذي خلفي ليخرُج منه شخصاً مع شهقاتٍ عالية، هذه شِقة سام!
نظرتُ خلفي لأرى هاري يركُض و سام يجري خلفه صارِخاً بإسمه عِدة مرات، أردتُ اللحاق بـ هاري و ركلِ مؤخرة سام لكن كِلاهُما لا يعرِفان من انا، اكرهُ كوني نكرةً أحياناً و ما بينهما ليس من شأني أساساً، نعم أنا مُعجبٌ بـ هاري، لكن هذا لا يعني هدم علاقتِه مع سام، هذا أبداً ليس من شِيَّمي، أو رُبما انا لستُ سِوى بـ جبان.
دخلتُ الشقة الهادِئة لأتنهد خالِعاً معطفي، رميتُ جسدي على الكنبة مُحدِقاً بـ شاشة التلفاز المُغلقة، شريكتي في السكن اليكس غادرت لـ زيارةِ عائِلتِها، هي لن تعود قبل اسبوعانِ من الآن، تركت لي هدية تخرُجي في الأمس، أحضرت لي كميةً هائِلة من كُتب الفيزياء المُستعملة، كما أُحِبُ تماماً و جميع تلك الكُتب لم تكن لدي، سأشتاقُ لها.
نظرتُ لـ ساعتي التي كانت تُشيرُ للخامِسةِ مساءاً، زين سيأتي في اي لحظة، جهزت الطاولة و كتُبَ الفيزياء و بعض الوجبات الخفيفة، هو أتى بعد نِصف ساعةٍ يبدو غاضِباً.
"ما الأمر؟" سألته متتبعاً إياه للمطبخ، أخذ علبة ماءٍ من الثلاجة و قام بشربها دُفعةً واحدة، حسناً انا خائفٌ الآن!
"ذاك الفاسِق الذي يُدعى سام قام بخيانة هاري و بكُلِ بساطةٍ يُريدُ مني إصلاح الأمور بينهما كاذِباً على ذاك الفتى المسكين" قال زين مُنفعِلاً.
"و ما الجديدُ في ذلك؟ هو دائِماً ما يخونه" قلتُ داخِلاً لـ غُرفة المعيشة ليتبعني زين، "ماذا؟" هو سأل.
"دائماً ما يأتي لـ شقته شُباناً بعد مُنتصفِ الليل، و لا داعٍ للتحدُثِ عن الأصوات التي تخرُج من الشقة حينها" قلتُ مُستهزِئا ليُحدقَ زين بي، "ما اللعنة معك لوي و لا تخبِرُ هاري بأي شي، ما بك؟" صرخ زين دافِعاً إياي من كتِفي.
"توقف عن دفعي و اللعنة و ما ذنبي ان كان حبيبه احمق؟" سألت صارِخاً انا الآخر دافِعاً زين اقوى ليسقُط على الكنبة.
"ألست تهتم له أو ما شابه؟" سأل زين، "نعم افعل انا معجبٌ به حد الجحيم و ربما حتى أحبُه، ماذا؟ أاذهبُ له قائلاً مرحباً هاري أما مهووسٌ بك و أسكن مقابِلاً لـ حبيبك الذي لا يتوقفُ عن خيانتِك يومياً، و الآن لِنحِبَ بعضنا البعض" صرختُ ليتنهد زين لأشتمَ تحت أنفاسي، "اعتذِر عن دفعك" اعتذرتُ جالِساً بجانِب زين الغاضِب، "لا بأس" همس.
"لا أريدُ أن ادرُس" قال زين لأرفعَ حاجبي ناظِراً له، "إمتِحانُكَ بعد غد" قلت.
"لا يُهِم، لا أريد أن ادرُس لستُ بالمزاج" قال مرةً أخرى لأصرُخَ به، "إن لم تنجح بالفيزياء ستُعيد السنه".
هو لم يُجِب لأتنهد شاداً شعري للخلف قليلا، هو سيُفقِدُني عقلي، أكرهُ ايامَ الاربِعاء. "حسناً زين سأدعكَ تغفو لـ ساعةٍ واحِدةٍ فقط، سأُيقِظُك بعدها و إن لم تدرُس ستُعيدُ سنةً لعينةً كامِلة من اجلِ معلِمة الفيزياء البائِسة تلك" قلت ليتنهد، هو يُريدُ البُكاء.
دفعتُه ليستلقي على الكنبة، خلعتُ حِذائه و القيتُه ارضاً وضعتُ غِطاءاً خفيفاً فوقه، تكورَ على نفسِه أسفل الغِطاء، "شكراً" همس، "تباً لك" أجبتُ ليبتسِم و يغُطَ في النوم.
فتحتُ هاتِفي جالِساً عند قدميّ زين النتِنتين، كان قد وصَلَ لي رِسالتيّن من كاتي التي تعملُ في صحيفة المدرسة، أُحِبُ تلك الفتاة عندما أكونُ في مزاجٍ للثرثرة و النميمة، فتحتُ رَسائِلها قارِئاً بـ صدمةٍ واضِحةٍ على وجهي،
كاتي :'أهم و أكبر العناوين لهذا اليوم'
كاتي :'هاري ستايلز ينفصِلُ عن حبيبه سام كول بعد علاقةٍ دامت سنة و نِصف، قبل حفل التخرُج بـ اسبوع!'
لوي :'هل أرسلتِ هذا لـ أحدٍ غيري؟'
أرسلتُ لها فوراً مضطرِبَ المشاعِر، لا أُريدُ منها نشر هذا الخبر بـ سُرعة هذا سيُدمِرُ هاري في آخر اسبوعٍ له في المدرسة.
كاتي :'طبعاً لا! هاري زميلي في العمل لن أفعل هذا له، لكِنك تهتم له لذا قلت ما الضرر بـ إعلامِكَ لـ جعلِك سعيداً، بدوتَ متوتِراً اليوم!'
كاتي :'هل انت بخير؟'
لوي :' بـ أفضَلِ حال، كيف علمتِ عن هاري؟' سألتُها و كُلي فضول.
كاتي : بعثت لك تسجيل صوتي.
فتحتُ التسجيل بـ سُرعة مبتعِداً عن زين الذي بدأ يشخِر، زين انت مُقزز.
"كُنا نملِكُ انا و هو هذا الموعِد لتحرير مقالتي عن استعدادات حفل التخرُج و حين وصل إلى المقهى كانت عيناهُ حمراوين، سألتُه ضاحِكتاً ألم تقُل لي أنكَ ستتأخر لأنكَ ستكون مع سام و إنفجَر بالبُكاء حينها قائِلاً بأنه إنفصل عن سام منذ قليل"
أُريدُ البُكاء هاري لا يستحِقُ ذلك، وصلتني رِسالةٌ أُخرى لأرى أنها من توني أراها من الإشعارات دون فتحِها لأني لستُ بالمزاج لـ مُحادثةِ توني.
توني : 'من ستصطحِبُ لـ حفل التخرُج؟' ، قلبتُ عيناي، و فتحتُ رِسالتهُ باعِثاً له بـ ملل،
لوي : سأصطحِبُ مؤخرتي المثلية فقط، أو حتى لن أحضُر!!"
تنهدتُ مُغلِقاً هاتفي شاعِراً بالغضب يتخللُ داخِلي، أُريدُ الذهاب لـ هاري و حضنِه حتى يذهبَ حُزنُه و غضبهُ بعيداً بنفس الوقتُ أُريدُ التوجُه لـ سام و ركل مؤخِرتِه الرياضية اللعينة، تباً له.
و بما أنني شخصٌ مُسالِم و لا أُحبِذُ أو أدعمُ العُنف سحبتُ مفاتيحَ شقتي متوجِها للأسفل تارِكاً زين يشخُر على الأريكة اغلقتُ باب الشقة خلفي و أخذتُ المصعد لـ كراج السيارات، و كم أعشقُ صاحِب المبنى البخيل الذي رفضَ تركيب كميراتِ مراقبة في الكراج متحججاً بأن الحيّ آمِن.
بحثتُ عن سِيارة سام و لم يكُن أمراً صعباً التعرُفُ على الرينج روڤر السوداء الضخمة وِسط كل السيارات العادية هذه في الكراج، اللعنة عليه مُدَمِرُ البيئة الخائِن الفاسِد.
حينما وصلتُ لـ سيارتِه نظرتُ حولي متأكِداً بأن لا أحد يرى، أخرجتُ مفاتيحي من جيبي الخلفي و بدأت بتدمير سيارتِه، خدشتُ الجانب الأيمن للسيارة تماماً، و كـ شخصِ يكرهُ صوت الصرير لم أسمع صوتاً أجملَ منهُ الآن، حين إنتهيت من الجانب الأيمن ذهبت للجانب الأيسر، مسحتُ مفاتيح السيارة و بخطٍ كبير إستغرق مني خمس دقائق تقريباً كتبتُ 'تباً لك'.
انا أُحِبُني، صعدتُ بـ سُرعة للشقة مُغلِقاً الباب خلفي بقلبٍ ينبِضُ حماسةً، أُريدُ الصُراخ، هذا حقاً كان رائِعاً!
"لما تبدو سعيداً هكذا؟" سأل زين بـ فِنجانِ قهوةٍ بيده، "ليس من شأنك" قلتُ مُدعِياً الغضب، "و الآن لـ ندرُس".
***
في اليوم التالي في المدرسة أتى سام بسيارتِه المخدوشه بـ شكلٍ سيء، كان الشرار يتطايرُ من عيناه، و لم يتحدث مع احد، اما هاري كان في حالةٍ يُرثى لها، لم أدع زين يُفارِقُ جانِبه طيلة اليوم، لا يجِبُ أن يكونَ وحيدا فيً فترةٍ كـ هذه.
كنتُ في حِصةِ الفيزياء لا أُعطي أي لعنة للمُعلِمة، بالعادة جميعُ حواسي تكونُ معها، لكن الآن عقلي مشغولٌ بأمرٍ آخر، أريد فقط الإطمئنان على هاري، زين تغيب عن الحصة ليكون معه، كنتُ أرسُم على دفتر المُلاحظات أمامي عندما قاطعَ شرح المُعلِمة صوتُ المُدير من السماعات المُعلقة في الفصل.
"مرحباً جميعاً، اعتذِرُ عن المُقاطعة لكِنَ الإعلان هام لـ طُلاب السنة الأخيرة، تم تأجيل موعِد حفل التخرُج لـ يوم الجُمعة المُوافِق السابِعة عشر من الشهر الحالي بسبب اعمالِ شغبٍ حدثت داخِل قاعة المؤتمرات أدت إلى تدمير الزينة التي عمِلَ عليها الطُلاب المُتطوعون بـ جِد، و أريدُ إعلامكُم بأن كُلٌ من الطُلاب آدم سامويل، برينت ريڤيرا و سام كول ستتم مُعاقبتهُم لما فعلوه و سيقومون بتنظيف فوظاهُم و مُساعدة الفريق المسؤول عن الحفل و سيتِم منعِهم من دخول حفل التخرُج، أعتذِرُ مُجدداً و أتمنى لكم يوماً سعيداً"، حين أنهى المديرُ رِسالته جميع الأنظار توجهت على آدم الذي كان مكتَف اليدين و يبدو خائِفاً.
صيحاتُ الاستهجان أُلقيت عليه من الجميع تقريباً، و انا واحِدٌ من الأشخاص الذين رموا أوراقاً و أقلاماً عليه، بإمكانه هو و صديقيه تقبيلُ مؤخرتي.
***
كان قد مرَّ أسبوعان بالفِعل منذُ حادِثة قاعة المؤتمرات و اليوم هو الجمعة السابعة عشر من حُزيران، أي موعِدُ حفل التخرُج، كنتُ قد إستيقظتُ باكِراً لأذهب لأخذ البِذلة التي قمتُ بحجزِها انا و توني سابِقاً، تناولتُ فطوري و أخذتُ حماماً طويلاً، تحدثتُ مع أمي على الهاتِف و كانت طِوال الوقت تُخبرني كم هي فخورةٌ بي و كم تتمنى ،لو أنها بجانبي الآن، سرَحَت أليكس لي شعري بطريقةٍ رائِعة، كم هو مُدهِشٌ أن تكون شريكتُكَ في السكن مُصففة شعر!
قبل الحفلة بـ ساعة ارتديتُ بِذلتي و رششتُ الكثير من العِطر، أخذت نظرةً سريعةً في المرآة و حسناً ابدو جيداً!
كان هُناك طرقٌ مزعِجٌ على الباب لأعلمَ فوراً أنه زين، "أنا سأفتح" قالت أليكس و ذهبت مُسرِعةً لـ فتح الباب لـ زين الذي دخل غُرفتي راقِصاً، "يا إلهي لوي أريدُ الإنقضاض عليك و أخذُك أسفلي على سريرك الآن" قال زين و هو يدور حولي، حسناً سأعترف هذا اخجلني.
"ابتعد يا مُستقيم" دفعتُه مازِحاً ليضحك و يذهب مُقبِلاً رأس اليكس التي مسحت جبينها بـ تقزُز، "أنتِ رائِعة!".
"أنا نادِمةٌ أشد الندم على تلك الدقيقة التي أخبرتُكَ بها أني أكرهُ التقبيل، هيا إصطفا بـجانِب بعض يا مُراهِقين" قالت و أخذت الكاميرا البولارويد عن سريري لـ تلتقِط العديد من الصِور الغريبة لي و لـ زين.
"من أحضرت معك للحفلة؟" سألتُ في المصعد حيثُ أنا و زين مُتجهين لـ سيارتِه، "توقَع من؟" قال بنبرةٍ مُتحمِسة لأتحمس انا الآخر لأنه لم يقبَل إخباري قبل الحفلة!
"من؟ من؟" سألتُ بـ حماسٍ واضح ليقول بصوت ٍ مُرتفِع، "أحضرتُ" قال ماداً التاء و هو يُصفِقُ على قدميه مُقلِداً صوت قرع الطبول، "لا أحد".
"أتمزح؟" قلتُ له راغِباً بـ ضربِه، "لا، لا أفعل، لقد ألغَت حضورها معي منذُ ساعةٍ تقريباً لأن والِدتها بالمُستشفى" تحدث دون إهتمام لكنه كان حزيناً بـ وضوح.
"اووه زيني، لا بأس سأكون انا رفيق حفلتك لليوم" قلت له و نحن نصعد السيارة، "لا هذا مُقرِف و ظثيرٌ للشفقة، و أيضاً هنالِك مُفاجئة لك اليوم و لا تُحاول لن أخبِرك ما هي و لا تُزعجني حتى لا ألقيك من السيارة" قال سائِقاً بنا للمدرسة.
حينما وصلتُ كان أغلبُ الطُلابِ هنا، و الجميعُ بدا سعيداً، ذهب زين ليُحضِر المشروب لنا، جلستُ على الطاوِلة ناظِراً للجميع حولي، كُلُ شيء يبدو جميلاً و مِثالي، الأضواء الوردية و الزرقاء و الزينة في كُلِ مكان، الألبِسة الجميلة، أريدُ تقبيل الجميع الآن!
عادَ زين بيده كأسٌ واحد، "و انا ليس لي واحِدٌ يا لعين؟" قلت له، "قالت لي كاتي بأن فتاً من فريق كرة المضرب وضع الكحول في العصير و انت لا تشربُ الكحول لذا لم أُحضر لك كأساً يا أخرق" قال زين مُرتشِفاً من مشروبه لتتغير ملامح وجهه فورا، "حسناً هذا حتماً يحتوي الكحول" قال شارِباً المزيد.
"أرأيت جودي و براندِن، هذان اللذان يُشارِكاننا صف الفيزياء و اللذان قُبِض عليهما يتضجعانِ على السطح؟" قال زين فجأةً بحماس لأهِز رأسي مُتعرِفاً عليهِما، "حسنا رأيتُهما عِند طاولة الطعام منذ قليل و كانت جودي ترتدي بِذلةً رِجالية و براندِن يرتدي فُستاناً! أليس هذا و اللعنة مُدهِشاً؟" قال زين لأهِز رأسي مُوافِقاً له، هذا مُدهِش و أخيراً أحدٌ ما كسرَ النمطية المُتعارف عليها منذ قرون هذه، بأن ملابِساً الفتيان للفتيان و ملابس الفتيات للفتيات فقط!
"تباً بيري تُلوِحُ لي، سأختفي لدقائِق و أعود حسناً؟" قال زين هارِباً بـ سُرعة.
كنتُ أنظُرُ حولي مُبتسِماً لمن أعرفهُم، توني وضعَ أغنية رائِعة للرقص و الجميعُ يرقُص الآن، حتى زين الذي وجدتهُ بيري مُختبِئاً خلف الاستاذ جايدن الذي كان سيموت ضحِكاً على زين.
الجميعُ مع شخصٍ ما إلا أنا، لم أرى هاري طيلة الساعة التي قضيتُها هُنا وحيداً، زين أخبرني بأنهُ تحسن كثيراً، و بأنه ما عاد يُفكِرُ بـ سام لكِنهُ لم يأتِ!
اشعُرُ بالوِحدة، إنها حفلةُ التخرُج و انا لـ وحدي، أشعُرُ كما لو أني لا أحد! و حينها هو كان يمشي بإتجاهي مع إبتِسامةٍ خلابةٍ على وجهه، هذا لا بُد َّأن يكون حُلم، شفتي السُفلى بدأت بالإهتِزاز، كيف له أن يعرِف من انا، و لما حتى هو يُعطي لعنة لي في أهمِ يومٍ في حياة كُل طالِب في هذا العالم!
"مرحباً" هو قال و سحب كُرسياً جالِساً أمامي، ماذا يحدُث هنا أريدُ البُكاء!
"قلتُ مرحباً!" قال بـ عبوس لأُجيبهُ فوراً شاعِراً بجفاف حلقي، "أ-أهلاً!".
" اناهاري ستايلز، و انت لوي توملِنسن صحيح؟" قال و شرِبَ من كأس زين الذي تركهُ على الطاولة ليبصِقهُ فوراً في الكأس مُجدداً، "ايو كحول!".
"إذا لوي توملِنسن، هنالِك تلك الحفلة الموسيقية الجمعة المُقبِلة الساعة التاسِعة مساءاً لـ 'ايرون ميدن' و قال لي زين بأنكَ تحبهم، و لدي تذكرتان و انا كما تعلم وحيدٌ كاللعنة حالياً، و لم أجد أفضل منك لـ مُرافقتي، لذا تعال معي يوم الجمعة القادم و لا تقل رُبما" قال و نهض عن الطاوِلة بنفس الإبتسامة التي جلس عليها بها، كاد صوتُهُ حينها أن يغلِبَ قلبي، فنظرتُ الى عينيهِ فـغلِبتُ كُلِّي! "و اوه لوي، انت شخصٌ ما و حتماً شخصٌ مهم" أردف مُقبِلاً وجنتي.
حين رحيل هاري كان زين يجلس أمامي و يسأل ماذا حدث، انا عن نفسي لا أعلم ماذا حدث و بقيتُ مصدوماً طيلة الوقت، أعني و اللعنة هاري مُدهش ستايلز بشحمه و لحمه طلبني في موعد و قبل وجنتي اليُسىرى التي لن أغسِلها أبداً و إعترف بطريقةٍ ما بأنه يتتبعُني على انستاغرام، اسمي على الإنستاغرام هو 'نكِرة'!
خرجتُ من الحفل متجاهِلاً صراخ الزين الممزوج بضحكات صاخبة، و هناك أمران في عقلي، بأنه يعلم من أنا و بأنه يُعطي لعنة لي!
النِهاية؛
🌠
اتفحَصُ البثرة الجديدة المُقرِفة التي ظهرَت على جبيني فجأة دون أي تمهيد أُحاوِلُ إزالتها لأشعُر بالألم لذا اعتدِلُ عن الفِكرة سأُزيلُها لاحِقاً، رفعتُ بِنطالي و عدلتُ قميصي ذا الحجم الضخم ليُصبِحَ داخِل البِنطال، اغلقتُ خِزانتي بعد أن وضعت كُتبي بها و تفحصتُ شعري، مشيتُ في ممر المدرسة مُتجنِباً الإحتكاك بأحدهم، لأني حتماً لن أتخلص منهم و انا بـ عجلةٍ من أمري نوعاً ما!
كنتُ أراسِلُ أختي على الهاتف حينما إصطدمت بأحدِهم، رفعتُ رأسي لأعتذر لكِنهُ سبقني، "انا اسف" قال بسرعة مُعدِلاً نظاراته على جِسر أنفه، ابتعد عني قبل أن أتحدث حتى، تتبعتُ خُطواته لأراهُ يتجِه لـ حبيبه، هو حضنه مُقبِلاً إياه على وجنته ليتغير مزاجي فوراً، أبعدت نظري عنهما بعبوس، هذا مُزرٍ.
اغلقتُ هاتفي و وضعتهُ بجيبي بِنطالي مُفكِراً به، إسمهُ هاري ستايلز مُحرر صحيفة المدرسة و رئيسُ نادي الرياضيات، و الأول على المدرسة قبل عامين تفوُقاً، نعم هو الأفضل، طوال طريقي للنادي لم يكن بـ فكري سوى هو و طبعاً حبيبه اللعين، حبيبه يلعب بفريق كرة القدم و لديه منحةُ دراسيةٌ لجامعة الولاية لذا هو حقاً لا يهتم لـ دراسته مُستقبلهُ ساطِع رياضياً هو بارِعٌ جداً علي الإعتِراف، أما أنا، فـ أنا العبُ في فريق المدرسة للشطرنج و عضوٌ في فريق البرمجة، نعم أنا فاشل لا افهم سِوى بالأصفارِ و الآحاد.
نظرتُ لـ ساعة هاتفي لأستوعِب أنه لم يتبقى سوى نِصف ساعة على حِصة الرياضة البدنية، و علَيَّ الذهاب هناك مُبكِراً حتى أنظِف المكان كـ عِقابٍ لي من المُدير على شِجاري مع احد الطُلاب و تدمير مشروعِه العلمي، نعم أنا أحياناً مؤخِرة أيضاً.
نتشاركُ انا و هاري هذه الحِصة فقط، و لأن حظي جميل خِزانة النادي خاصتِه أمام خِزانتي لذا أنتهِزُ هذه الفُرصة الرائِعة لأنظُر إليه و هو يرتدي ملابِسه أمامي، هو يبدو رائِعاً بـ ملابس الرياضة خاصته، أريدُ إخبارهُ بـ ذلك لكِنهُ لا يعلَمُ من انا، و انا متأكِدٌ بأنه لا يُعطي أي لعنةً لي لأني و بـ بساطة مُجردة حقيبة قذارة مراهقة بالنسبة له، تفكيرُ هذا الفتى يكونُ ناضِجاً جداً أحياناً، لا يُناسِبُ تفكير فتاً عُمرهُ سبعةَ عشَرَ عاماً، حين يُلقي خُطباً في المدرسة عن أمرٍ ما لا أريدُ فعل شيءٍ حينها سِوى تقبيلِ فمه الذكي ذاك.
بدأت بمسح أرضية الملعب التي حقاً لم تكُن بتلك القذارة، جمعت الكُرات لأضعهُن في السلة الخاصة بِهُن، استغرق جمع الكُراتِ وقتاً و حين إنتهيت ذهبت لـ غُرفة تغيير الملابس، ارتديت ملابس الرياضة و بالوقت الذي انتهيتُ بها بدأ الجميع بالدخول لتغيير ملابسهم، أردتُ المغادرة لكن حين سمعت صوته توقفتُ في مكاني متصنِماً، راقبتهُ و هو يتحدث لصديقه عن موضوعٍ شيّق بالنظَّرِ لـ حماسِه خلال حديثه، كنتُ أُحدِقُ به مُهيماً بجمالِه، أعني النظرُ فيه إرتواء، فـكيف عِناقه!
وقَف أمام خِزانتِه و نزعَ قميصه الذي يُشبه القميص الذي كنت أرتديه، ما يُعزيني حقاً من خِلال مُراقبتي له أن طريقة إرتداءنا للملابس متشابهة و حتى اذواقِنا بها، هذا جيد اعتقد و أيضاً كِلانا جيدٌ في الرياضيات، حسنا هو بارِعٌ للغاية بها، ربِحَ أولمبياد الرياضيات لـ مرتين على التوالي و سمعتُ انهُ لن يُشارِك بها العام بسبب حبيبه الذي اخبرهُ انها للفاشلين، هذا ما قالهُ زين الذي هو صديقي و صديق حبيب هاري.
"توقَف عن النظَرِ له هكذا، انت تُرعبني انا فما بالك الفتى المسكين؟" و بالحديثِ عن زين، "لا شأن لك زين، هو لا يُعبرني حتى، كما لو أنني خفيّ!" اخبرتُه بـ حُزنٍ في قلبي.
"توقف عن إحباط نفسك لو سمحت، أريدُ لكمكَ الآن" تحدث زين مُغلِقاً خِزانته بعد أن إرتدى قميصه الرياضي.
"لا يُهم، متى ستأتي لـ منزلي، هو فارِغٌ اليوم" تحدثت مُبعِداً عيناي عن هاري، "المنزِلُ فارِغٌ اليوم؟ تتحدث و كأننا سنتَضاجعُ يا صاح كُلما سنفعلهُ هو دِراسةُ الفيزياء" سخِرَ زين مني لأضرِبه على بطنه "لعين، قصدتُ بأننا سندرُسُ في جوٍ هادئ، لكن من يدري ربما قد أحاوِلُ إغرائك" تحدثتُ بـ نبرةٍ غريبة مقترباً منه.
"حقاً ستفعل؟" سأل زين بذات النبرة مُقرِباً جسده مني، كنت أوَدُ الضحِك لكني حافظتُ على جِدية الحديث، اقتربنا كثيراً من بعضنا ليبدأ بعضُ الشُبان بـ إلقاء المناشِفِ علينا صارخينَ بـ مُضاجعة بصوتٍ عالٍ، انا سأضحكُ في ايةِ لحظة، "زين، أوَدُ الحديث معك على إنفراد" كان ذلك هاري الذي قطع ملامستِنا المريبة لي انا و زين، نظفتُ حلقي بعد أن إبتعد زين و هاري عني، هذا مُحرِج تباً لي، أُريدُ دفن رأسي في الخِزانة الآن، "هاري فاشِل قطعَ مشهد إباحي حي كان سيحصُل كنتُ قد جهزت المزلق، انظر" قال توني رافِعاً عُلبة المِزلق في وجهي، ضحكتُ مُبعِداً العُلبة عن وجهي، "و كأنهُ سيحصُل شيئاً بيني و بين زين! و خبئ هذا يا مُقرِف إن مُسِكَ بـ خِزانتِك ستقعُ في مشاكل كبيرة".
ابتعدت عن توني خارِجاً لساحة الملعب، مضت الحِصة كالعادة بخسارة فريقنا ضد فريق زين، انا فاشِلٌ بالرياضة و هاري كذلك لذا فريقنا دائماً ما يخسر، أحبُ كيف أننا فاشليّن بأشياء مُشتركة.
توقفتُ عن اللعب لأشرب الماء، تأملت هاري و هو يركل الكُرة لِتضرب أحد الذين يلعبون معنا، هو كان يضحك ضارباً المزيد من الكُرات نحو الفتى المسكين الذي كان يرفع إصبعه الأوسط له فحسب، لما لا يرمي الكرات نحوي سأتقبلها برحابة صدرٍ منه، هذا ليس بعادل! "هاري سام يُريدكُ" صرخ اليكس لهاري الذي ترك الكُرةَ فوراً مُتجِهاً نحو حبيبه المُقزز سام، "أعِدهُ بـ سُرعةٍ سام نحنُ نلعبُ هنا" أعاد اليكس الصُراخ و صراخهُ أصبح يُزعجني، "سأحاوِل" تحدث سام ناظِراً نحو هاري الذي يمشي ببطئ مُتمايلاً عمداً لـ سام الذي يعِضُ شفتيه بشهوةٍ واضِحةٍ بـ عينيه.
شعرتُ بالغضب يُسيطِرُ علي، رميتُ علبة الماء من يدي و خرجتُ من ساحة اللعب بخطواتٍ مُتعجِلة، كنت اريدُ البُكاء مُفكِراً بـ كم أن سام لا شيء سوى قضيب، لا يستحِقُ هاري، هو حتماً سيركُلُ مؤخرتي اذا علِمَ بما أُفكِرُ ، هو يعيشُ بنفس المبنى الذي أعيشُ به، و يقيم الكثير من الحفلات بـ شقته، دائِماً ما يخرُج و يدخُل منها أناسٌ مشبوهون و لا ننسى زيارات منتصف الليل التي تحدث له من قِبَلِ بعض الشُبان الغريبين، هو لعين لما ألتفِتُ إلى أي أحد اذا كان هاري حبيبي؟ تباً له.
لكِن حتى حبيبه لا يعلمُ بوجودي، و لا يُعطي لعنة لي، بالنسبة له لستُ سوى مجرد فاشل يُبرمِجُ الأجهزة و يلعبُ الشِطرنج و يرتدي ملابِساً كانت رائِجة في التسعينات و الثمانينات، انا لا أُشكِلُ أي تهديد بالنسبة له.
مشيتُ في المدرسة مُتجِهاً لـ قاعة المؤتمرات الخاصة بها، هم أفرغوها من الكراسي ليقيموا حفل التخرج بها، و أخيراً سأترُكُ ما لازمني لـ مدة اثنا عشرَ عاماً و بعد التفكير مرتين، الأمرُ يبدو حزيناً، لأكون صريحاً عِشتُ أفضل أيامي في المدرسة!
دخلتُ للقاعة مُشتتاً نفسي عن التفكير بـ هاري و سام بالعملِ مع من أعرفهم هنا، ساعدتهم بـ تعليق النجوم المُضيئة في سقف القاعة، استغرق تركيبُنا لـ تسعين نجمة ساعةً كاملة بالفضل لكُثرة الأيادي العاملة، حاوُلَ بعضٌ من أصدِقاء سام الفاشلين الدخول و تدمير الزينة المُعلقة على الحائط لنوقفهم انا و فتاتين، إحداهُما لكمت ذاك الذي يُدعى زاك على أنفه لينزف صارِختاً بأنه إذا اقتربا مجدداً ستركُلُ عضواهُما، هو تحجج بأنه لا يريدُ أن يضرُب فتاةٍ لذا فرَّ هارِباً هو و صديقه، هو و بـ وضوح كان خائِفاً منها.
انتهى اليوم الدراسي من دون رؤية هاري لبقية اليوم و لأكون صريحاً هذا أراحني قليلاً، في طريقِ عودتي للمنزل حاولتُ شغل بالي بالموسيقى التي تُبثُ من المذياع و صلتُ للمبنى السكنيّ الذي اقطُنُ به، سيارةُ سام كانت في كراج المبنى هذا يعني انهُ هنا و على الأغلب هاري بـ رِفقتِه.
اخذتُ المصعد للطابِقِ السادِس مُفكِراً بـ حفلِ التخرُج الذي لا أستطيعُ دعوة أحدٍ إليه هو بعد اسبوعٍ تقريباً، بالنسبةِ لي هذا يبدو خاطِئاً لا أعلمُ لِما، دعتني تلك الفتاةُ من صف الأحياء التي رفضتُها بأدب لكوني مثليّ هي تقبلت الوضع بشكلٍ جيد، لم يدعُني ايُ شاب، لا يُوجدُ الكثيرُ من طُلاب السنة الأخيرة المثليين المُنفتحين حول مثليتهم.
حين وصلتُ الطابِق السادِس فُتِحَ المصعد لأخرُج منه مُتجِهاً نحو شِقتي في آخِر الرِواق، حين وصلتُ للباب فُتِحَ البابُ الذي خلفي ليخرُج منه شخصاً مع شهقاتٍ عالية، هذه شِقة سام!
نظرتُ خلفي لأرى هاري يركُض و سام يجري خلفه صارِخاً بإسمه عِدة مرات، أردتُ اللحاق بـ هاري و ركلِ مؤخرة سام لكن كِلاهُما لا يعرِفان من انا، اكرهُ كوني نكرةً أحياناً و ما بينهما ليس من شأني أساساً، نعم أنا مُعجبٌ بـ هاري، لكن هذا لا يعني هدم علاقتِه مع سام، هذا أبداً ليس من شِيَّمي، أو رُبما انا لستُ سِوى بـ جبان.
دخلتُ الشقة الهادِئة لأتنهد خالِعاً معطفي، رميتُ جسدي على الكنبة مُحدِقاً بـ شاشة التلفاز المُغلقة، شريكتي في السكن اليكس غادرت لـ زيارةِ عائِلتِها، هي لن تعود قبل اسبوعانِ من الآن، تركت لي هدية تخرُجي في الأمس، أحضرت لي كميةً هائِلة من كُتب الفيزياء المُستعملة، كما أُحِبُ تماماً و جميع تلك الكُتب لم تكن لدي، سأشتاقُ لها.
نظرتُ لـ ساعتي التي كانت تُشيرُ للخامِسةِ مساءاً، زين سيأتي في اي لحظة، جهزت الطاولة و كتُبَ الفيزياء و بعض الوجبات الخفيفة، هو أتى بعد نِصف ساعةٍ يبدو غاضِباً.
"ما الأمر؟" سألته متتبعاً إياه للمطبخ، أخذ علبة ماءٍ من الثلاجة و قام بشربها دُفعةً واحدة، حسناً انا خائفٌ الآن!
"ذاك الفاسِق الذي يُدعى سام قام بخيانة هاري و بكُلِ بساطةٍ يُريدُ مني إصلاح الأمور بينهما كاذِباً على ذاك الفتى المسكين" قال زين مُنفعِلاً.
"و ما الجديدُ في ذلك؟ هو دائِماً ما يخونه" قلتُ داخِلاً لـ غُرفة المعيشة ليتبعني زين، "ماذا؟" هو سأل.
"دائماً ما يأتي لـ شقته شُباناً بعد مُنتصفِ الليل، و لا داعٍ للتحدُثِ عن الأصوات التي تخرُج من الشقة حينها" قلتُ مُستهزِئا ليُحدقَ زين بي، "ما اللعنة معك لوي و لا تخبِرُ هاري بأي شي، ما بك؟" صرخ زين دافِعاً إياي من كتِفي.
"توقف عن دفعي و اللعنة و ما ذنبي ان كان حبيبه احمق؟" سألت صارِخاً انا الآخر دافِعاً زين اقوى ليسقُط على الكنبة.
"ألست تهتم له أو ما شابه؟" سأل زين، "نعم افعل انا معجبٌ به حد الجحيم و ربما حتى أحبُه، ماذا؟ أاذهبُ له قائلاً مرحباً هاري أما مهووسٌ بك و أسكن مقابِلاً لـ حبيبك الذي لا يتوقفُ عن خيانتِك يومياً، و الآن لِنحِبَ بعضنا البعض" صرختُ ليتنهد زين لأشتمَ تحت أنفاسي، "اعتذِر عن دفعك" اعتذرتُ جالِساً بجانِب زين الغاضِب، "لا بأس" همس.
"لا أريدُ أن ادرُس" قال زين لأرفعَ حاجبي ناظِراً له، "إمتِحانُكَ بعد غد" قلت.
"لا يُهِم، لا أريد أن ادرُس لستُ بالمزاج" قال مرةً أخرى لأصرُخَ به، "إن لم تنجح بالفيزياء ستُعيد السنه".
هو لم يُجِب لأتنهد شاداً شعري للخلف قليلا، هو سيُفقِدُني عقلي، أكرهُ ايامَ الاربِعاء. "حسناً زين سأدعكَ تغفو لـ ساعةٍ واحِدةٍ فقط، سأُيقِظُك بعدها و إن لم تدرُس ستُعيدُ سنةً لعينةً كامِلة من اجلِ معلِمة الفيزياء البائِسة تلك" قلت ليتنهد، هو يُريدُ البُكاء.
دفعتُه ليستلقي على الكنبة، خلعتُ حِذائه و القيتُه ارضاً وضعتُ غِطاءاً خفيفاً فوقه، تكورَ على نفسِه أسفل الغِطاء، "شكراً" همس، "تباً لك" أجبتُ ليبتسِم و يغُطَ في النوم.
فتحتُ هاتِفي جالِساً عند قدميّ زين النتِنتين، كان قد وصَلَ لي رِسالتيّن من كاتي التي تعملُ في صحيفة المدرسة، أُحِبُ تلك الفتاة عندما أكونُ في مزاجٍ للثرثرة و النميمة، فتحتُ رَسائِلها قارِئاً بـ صدمةٍ واضِحةٍ على وجهي،
كاتي :'أهم و أكبر العناوين لهذا اليوم'
كاتي :'هاري ستايلز ينفصِلُ عن حبيبه سام كول بعد علاقةٍ دامت سنة و نِصف، قبل حفل التخرُج بـ اسبوع!'
لوي :'هل أرسلتِ هذا لـ أحدٍ غيري؟'
أرسلتُ لها فوراً مضطرِبَ المشاعِر، لا أُريدُ منها نشر هذا الخبر بـ سُرعة هذا سيُدمِرُ هاري في آخر اسبوعٍ له في المدرسة.
كاتي :'طبعاً لا! هاري زميلي في العمل لن أفعل هذا له، لكِنك تهتم له لذا قلت ما الضرر بـ إعلامِكَ لـ جعلِك سعيداً، بدوتَ متوتِراً اليوم!'
كاتي :'هل انت بخير؟'
لوي :' بـ أفضَلِ حال، كيف علمتِ عن هاري؟' سألتُها و كُلي فضول.
كاتي : بعثت لك تسجيل صوتي.
فتحتُ التسجيل بـ سُرعة مبتعِداً عن زين الذي بدأ يشخِر، زين انت مُقزز.
"كُنا نملِكُ انا و هو هذا الموعِد لتحرير مقالتي عن استعدادات حفل التخرُج و حين وصل إلى المقهى كانت عيناهُ حمراوين، سألتُه ضاحِكتاً ألم تقُل لي أنكَ ستتأخر لأنكَ ستكون مع سام و إنفجَر بالبُكاء حينها قائِلاً بأنه إنفصل عن سام منذ قليل"
أُريدُ البُكاء هاري لا يستحِقُ ذلك، وصلتني رِسالةٌ أُخرى لأرى أنها من توني أراها من الإشعارات دون فتحِها لأني لستُ بالمزاج لـ مُحادثةِ توني.
توني : 'من ستصطحِبُ لـ حفل التخرُج؟' ، قلبتُ عيناي، و فتحتُ رِسالتهُ باعِثاً له بـ ملل،
لوي : سأصطحِبُ مؤخرتي المثلية فقط، أو حتى لن أحضُر!!"
تنهدتُ مُغلِقاً هاتفي شاعِراً بالغضب يتخللُ داخِلي، أُريدُ الذهاب لـ هاري و حضنِه حتى يذهبَ حُزنُه و غضبهُ بعيداً بنفس الوقتُ أُريدُ التوجُه لـ سام و ركل مؤخِرتِه الرياضية اللعينة، تباً له.
و بما أنني شخصٌ مُسالِم و لا أُحبِذُ أو أدعمُ العُنف سحبتُ مفاتيحَ شقتي متوجِها للأسفل تارِكاً زين يشخُر على الأريكة اغلقتُ باب الشقة خلفي و أخذتُ المصعد لـ كراج السيارات، و كم أعشقُ صاحِب المبنى البخيل الذي رفضَ تركيب كميراتِ مراقبة في الكراج متحججاً بأن الحيّ آمِن.
بحثتُ عن سِيارة سام و لم يكُن أمراً صعباً التعرُفُ على الرينج روڤر السوداء الضخمة وِسط كل السيارات العادية هذه في الكراج، اللعنة عليه مُدَمِرُ البيئة الخائِن الفاسِد.
حينما وصلتُ لـ سيارتِه نظرتُ حولي متأكِداً بأن لا أحد يرى، أخرجتُ مفاتيحي من جيبي الخلفي و بدأت بتدمير سيارتِه، خدشتُ الجانب الأيمن للسيارة تماماً، و كـ شخصِ يكرهُ صوت الصرير لم أسمع صوتاً أجملَ منهُ الآن، حين إنتهيت من الجانب الأيمن ذهبت للجانب الأيسر، مسحتُ مفاتيح السيارة و بخطٍ كبير إستغرق مني خمس دقائق تقريباً كتبتُ 'تباً لك'.
انا أُحِبُني، صعدتُ بـ سُرعة للشقة مُغلِقاً الباب خلفي بقلبٍ ينبِضُ حماسةً، أُريدُ الصُراخ، هذا حقاً كان رائِعاً!
"لما تبدو سعيداً هكذا؟" سأل زين بـ فِنجانِ قهوةٍ بيده، "ليس من شأنك" قلتُ مُدعِياً الغضب، "و الآن لـ ندرُس".
***
في اليوم التالي في المدرسة أتى سام بسيارتِه المخدوشه بـ شكلٍ سيء، كان الشرار يتطايرُ من عيناه، و لم يتحدث مع احد، اما هاري كان في حالةٍ يُرثى لها، لم أدع زين يُفارِقُ جانِبه طيلة اليوم، لا يجِبُ أن يكونَ وحيدا فيً فترةٍ كـ هذه.
كنتُ في حِصةِ الفيزياء لا أُعطي أي لعنة للمُعلِمة، بالعادة جميعُ حواسي تكونُ معها، لكن الآن عقلي مشغولٌ بأمرٍ آخر، أريد فقط الإطمئنان على هاري، زين تغيب عن الحصة ليكون معه، كنتُ أرسُم على دفتر المُلاحظات أمامي عندما قاطعَ شرح المُعلِمة صوتُ المُدير من السماعات المُعلقة في الفصل.
"مرحباً جميعاً، اعتذِرُ عن المُقاطعة لكِنَ الإعلان هام لـ طُلاب السنة الأخيرة، تم تأجيل موعِد حفل التخرُج لـ يوم الجُمعة المُوافِق السابِعة عشر من الشهر الحالي بسبب اعمالِ شغبٍ حدثت داخِل قاعة المؤتمرات أدت إلى تدمير الزينة التي عمِلَ عليها الطُلاب المُتطوعون بـ جِد، و أريدُ إعلامكُم بأن كُلٌ من الطُلاب آدم سامويل، برينت ريڤيرا و سام كول ستتم مُعاقبتهُم لما فعلوه و سيقومون بتنظيف فوظاهُم و مُساعدة الفريق المسؤول عن الحفل و سيتِم منعِهم من دخول حفل التخرُج، أعتذِرُ مُجدداً و أتمنى لكم يوماً سعيداً"، حين أنهى المديرُ رِسالته جميع الأنظار توجهت على آدم الذي كان مكتَف اليدين و يبدو خائِفاً.
صيحاتُ الاستهجان أُلقيت عليه من الجميع تقريباً، و انا واحِدٌ من الأشخاص الذين رموا أوراقاً و أقلاماً عليه، بإمكانه هو و صديقيه تقبيلُ مؤخرتي.
***
كان قد مرَّ أسبوعان بالفِعل منذُ حادِثة قاعة المؤتمرات و اليوم هو الجمعة السابعة عشر من حُزيران، أي موعِدُ حفل التخرُج، كنتُ قد إستيقظتُ باكِراً لأذهب لأخذ البِذلة التي قمتُ بحجزِها انا و توني سابِقاً، تناولتُ فطوري و أخذتُ حماماً طويلاً، تحدثتُ مع أمي على الهاتِف و كانت طِوال الوقت تُخبرني كم هي فخورةٌ بي و كم تتمنى ،لو أنها بجانبي الآن، سرَحَت أليكس لي شعري بطريقةٍ رائِعة، كم هو مُدهِشٌ أن تكون شريكتُكَ في السكن مُصففة شعر!
قبل الحفلة بـ ساعة ارتديتُ بِذلتي و رششتُ الكثير من العِطر، أخذت نظرةً سريعةً في المرآة و حسناً ابدو جيداً!
كان هُناك طرقٌ مزعِجٌ على الباب لأعلمَ فوراً أنه زين، "أنا سأفتح" قالت أليكس و ذهبت مُسرِعةً لـ فتح الباب لـ زين الذي دخل غُرفتي راقِصاً، "يا إلهي لوي أريدُ الإنقضاض عليك و أخذُك أسفلي على سريرك الآن" قال زين و هو يدور حولي، حسناً سأعترف هذا اخجلني.
"ابتعد يا مُستقيم" دفعتُه مازِحاً ليضحك و يذهب مُقبِلاً رأس اليكس التي مسحت جبينها بـ تقزُز، "أنتِ رائِعة!".
"أنا نادِمةٌ أشد الندم على تلك الدقيقة التي أخبرتُكَ بها أني أكرهُ التقبيل، هيا إصطفا بـجانِب بعض يا مُراهِقين" قالت و أخذت الكاميرا البولارويد عن سريري لـ تلتقِط العديد من الصِور الغريبة لي و لـ زين.
"من أحضرت معك للحفلة؟" سألتُ في المصعد حيثُ أنا و زين مُتجهين لـ سيارتِه، "توقَع من؟" قال بنبرةٍ مُتحمِسة لأتحمس انا الآخر لأنه لم يقبَل إخباري قبل الحفلة!
"من؟ من؟" سألتُ بـ حماسٍ واضح ليقول بصوت ٍ مُرتفِع، "أحضرتُ" قال ماداً التاء و هو يُصفِقُ على قدميه مُقلِداً صوت قرع الطبول، "لا أحد".
"أتمزح؟" قلتُ له راغِباً بـ ضربِه، "لا، لا أفعل، لقد ألغَت حضورها معي منذُ ساعةٍ تقريباً لأن والِدتها بالمُستشفى" تحدث دون إهتمام لكنه كان حزيناً بـ وضوح.
"اووه زيني، لا بأس سأكون انا رفيق حفلتك لليوم" قلت له و نحن نصعد السيارة، "لا هذا مُقرِف و ظثيرٌ للشفقة، و أيضاً هنالِك مُفاجئة لك اليوم و لا تُحاول لن أخبِرك ما هي و لا تُزعجني حتى لا ألقيك من السيارة" قال سائِقاً بنا للمدرسة.
حينما وصلتُ كان أغلبُ الطُلابِ هنا، و الجميعُ بدا سعيداً، ذهب زين ليُحضِر المشروب لنا، جلستُ على الطاوِلة ناظِراً للجميع حولي، كُلُ شيء يبدو جميلاً و مِثالي، الأضواء الوردية و الزرقاء و الزينة في كُلِ مكان، الألبِسة الجميلة، أريدُ تقبيل الجميع الآن!
عادَ زين بيده كأسٌ واحد، "و انا ليس لي واحِدٌ يا لعين؟" قلت له، "قالت لي كاتي بأن فتاً من فريق كرة المضرب وضع الكحول في العصير و انت لا تشربُ الكحول لذا لم أُحضر لك كأساً يا أخرق" قال زين مُرتشِفاً من مشروبه لتتغير ملامح وجهه فورا، "حسناً هذا حتماً يحتوي الكحول" قال شارِباً المزيد.
"أرأيت جودي و براندِن، هذان اللذان يُشارِكاننا صف الفيزياء و اللذان قُبِض عليهما يتضجعانِ على السطح؟" قال زين فجأةً بحماس لأهِز رأسي مُتعرِفاً عليهِما، "حسنا رأيتُهما عِند طاولة الطعام منذ قليل و كانت جودي ترتدي بِذلةً رِجالية و براندِن يرتدي فُستاناً! أليس هذا و اللعنة مُدهِشاً؟" قال زين لأهِز رأسي مُوافِقاً له، هذا مُدهِش و أخيراً أحدٌ ما كسرَ النمطية المُتعارف عليها منذ قرون هذه، بأن ملابِساً الفتيان للفتيان و ملابس الفتيات للفتيات فقط!
"تباً بيري تُلوِحُ لي، سأختفي لدقائِق و أعود حسناً؟" قال زين هارِباً بـ سُرعة.
كنتُ أنظُرُ حولي مُبتسِماً لمن أعرفهُم، توني وضعَ أغنية رائِعة للرقص و الجميعُ يرقُص الآن، حتى زين الذي وجدتهُ بيري مُختبِئاً خلف الاستاذ جايدن الذي كان سيموت ضحِكاً على زين.
الجميعُ مع شخصٍ ما إلا أنا، لم أرى هاري طيلة الساعة التي قضيتُها هُنا وحيداً، زين أخبرني بأنهُ تحسن كثيراً، و بأنه ما عاد يُفكِرُ بـ سام لكِنهُ لم يأتِ!
اشعُرُ بالوِحدة، إنها حفلةُ التخرُج و انا لـ وحدي، أشعُرُ كما لو أني لا أحد! و حينها هو كان يمشي بإتجاهي مع إبتِسامةٍ خلابةٍ على وجهه، هذا لا بُد َّأن يكون حُلم، شفتي السُفلى بدأت بالإهتِزاز، كيف له أن يعرِف من انا، و لما حتى هو يُعطي لعنة لي في أهمِ يومٍ في حياة كُل طالِب في هذا العالم!
"مرحباً" هو قال و سحب كُرسياً جالِساً أمامي، ماذا يحدُث هنا أريدُ البُكاء!
"قلتُ مرحباً!" قال بـ عبوس لأُجيبهُ فوراً شاعِراً بجفاف حلقي، "أ-أهلاً!".
" اناهاري ستايلز، و انت لوي توملِنسن صحيح؟" قال و شرِبَ من كأس زين الذي تركهُ على الطاولة ليبصِقهُ فوراً في الكأس مُجدداً، "ايو كحول!".
"إذا لوي توملِنسن، هنالِك تلك الحفلة الموسيقية الجمعة المُقبِلة الساعة التاسِعة مساءاً لـ 'ايرون ميدن' و قال لي زين بأنكَ تحبهم، و لدي تذكرتان و انا كما تعلم وحيدٌ كاللعنة حالياً، و لم أجد أفضل منك لـ مُرافقتي، لذا تعال معي يوم الجمعة القادم و لا تقل رُبما" قال و نهض عن الطاوِلة بنفس الإبتسامة التي جلس عليها بها، كاد صوتُهُ حينها أن يغلِبَ قلبي، فنظرتُ الى عينيهِ فـغلِبتُ كُلِّي! "و اوه لوي، انت شخصٌ ما و حتماً شخصٌ مهم" أردف مُقبِلاً وجنتي.
حين رحيل هاري كان زين يجلس أمامي و يسأل ماذا حدث، انا عن نفسي لا أعلم ماذا حدث و بقيتُ مصدوماً طيلة الوقت، أعني و اللعنة هاري مُدهش ستايلز بشحمه و لحمه طلبني في موعد و قبل وجنتي اليُسىرى التي لن أغسِلها أبداً و إعترف بطريقةٍ ما بأنه يتتبعُني على انستاغرام، اسمي على الإنستاغرام هو 'نكِرة'!
خرجتُ من الحفل متجاهِلاً صراخ الزين الممزوج بضحكات صاخبة، و هناك أمران في عقلي، بأنه يعلم من أنا و بأنه يُعطي لعنة لي!
النِهاية؛
Коментарі