زوار لطيفون
لطالما تساءلت عن فحوى وجودي الذي يبدو مجردا من الفلسفة كحرف لا يتخلل ندوب الفؤاد و اغنية لا تنبش زوايا الذاكرة و عدة أميال مشردة من ارض او سماء في خرائط لا تخضع لأي انتماء ...
أردت فك احجية حلقات الخوى و عويل الوجدان و نحيب الفؤاد...
فاسترسلت ادعاء صمود هش و لاقيت الحياة باحمر شفاه و تقويسة ثغر..
ثم؟
وجدت بدل الايادي خناجر تمتد إلي فتبتر انفاسي، فاختنقت وسط الأوجه و الأصوات و النظرات لاجر الخطى خائبة عائدة لمسامرة عزلتي...لكن الخناجر أبت إلا أن تتبعني فتغتال الامال و تغتصب الوعود و تيتم الورود فاعتنقت أبدية الحداد باكية فقدائي ...
عند حلول الساعة الثالثة بعد منتصف الليل، تكومت في حديقتي ثملة بعد تجرع الافكار و التساؤل و الانتظار ..رحت اتخبط بين دهاليز الذاكرة اعانق بعض اللحظات و اركل الكثير من السنين... تمنيت لو تحترق و يحترق معها جسدي الملطخ بالاوحال و تحترق الذاكرة من أجل الا تنزف الندوب و تسيل الدماء فامتثل للاعدام اخيرا ...
اخذت الخنجر و حفرت ندوبا في جسدي لعل دمائي تطهره و أعود كالسابق دون خطايا...حفرت حفرة و استلقيت فيها أراقب النجوم متلحفة بغطاء من الثرى منتظرة المطر لاغدو جزءا من هذه الرقعة المشردة... فنزل علي بدل المطر زوار لطيفون...لطيفون لدرجة أنهم اخذوا روحي و تركوا جسدي يحمل وصيتي..
2020-07-23 23:21:21
16
8