1
الأغنية المقترحة للشابتر ( sia - bird set free )
( قراءة ممتعة )
صوت خطوات اشخاص تركض بسرعة، و تكسر اغصان الأشجار من تحت اقدامهم قطع الصمت في تلك الغابة المظلمة لا ينيرها سوى ضوء القمر الكامل فوقهم.
" اسرع قليلاً يوجيوم ، انهم يقتربون " تحدث الشاب المتقدم امامه بلهاث من الركض و هو ينظر حوله بهلع يشعر برائحتهم تقترب .
" لا استطيع ، اهرب انت و اتركني يونج جاى " تكلم بصعوبة و هو يلهث من التعب البادي على وجهه الشاحب ليقع على الأرض .
" لا يمكنني تركك هنا فريسة لهم ، سوف ننجو معاً " اسرع نحوه بنظرات تترجاه الا يستسلم متجاهلاً الجرح في جانبه .
" هذا مستحيل انت تعلم هذا اخي ، تعلم مع من نتعامل ، سوف يمسك بنا حتماً ، اسمعني جيداً لا نمتلك الكثير من الوقت ، على احد منا ان ينجوا لن نستفيد شيئاً إن تم الإمساك بنا نحن الاثنين ، على احد منا ان ينجو ليحذر باقي القطيع " انهى حديثه ليلهث بقوة يحاول مقاومة الإغماء .
نظر له اخيه بتألم من ذلك الصراع بداخله يأبى ترك اخيه الصغير للموت لكنه يعلم انه محق ، عليه تحذير القطيع .
" هيا تحول و اهرب ، اسرع و لا تنظر خلفك ، اخبرهم انه هنا " صرخ به بينما يدفعه ليبتعد عنه الآخر مرغماً و يتحول لهيئة الذئب بينما يركض ، ليستمع إلى صوت خطواتهم تقترب قبل ان يفقد يوجيوم الوعى و يرتمي على وجهه دون حركة .
***********
" ها هي مدرستك الجديدة ... تبدوا جيدة " تحدث الشاب الجالس في مقعد السائق بعد ان ازال نظارته السوداء ليراقب المبني بتمعن ليحول نظره إلي الشاب الأخر الجالس بجانبه كان يبدوا اصغر منه سناً مرتدي الزي الرسمي للمدرسة بإهمال ربطة عنق مفكوكة و سترة البدلة مرمية بإهمال بجانبه ينظر إلى الخارج بقليل من الشرود و ملامح منزعجة .
" انت تعلم انني لا اكترث ، سوف اتركها و ارحل على اى حال كما نفعل دائماً " تغيرت ملامح الشاب الأكبر الي ملامح منزعجة ليتنهد بضجر .
" جونجكوك ، انت تعلم جيداً لما علينا التنقل دائماً ، يوماً ما سوف تفهم الأمر حين تصبح جاهزاً لتنضم لأعمال عائلتنا "
" انت تعلم جيداً جونميون انني لا اريد و اللعنة هذا الهراء... " تحدث بتذمر و غضب ليقاطع حديثه صوت جونميون الحاد .
" لن نتحدث في هذا الأمر هنا ، كما ان هذا امر منتهي ، تعلم ليس بيدك خيار ، انه امر حتمي لنا " انهى حديثه لينظر له جونجكوك بإستياء قبل ان يخرج من السيارة و يغلق الباب بكل ما اوتي من قوة مفرغاً غضبه من اخيه الاكبر على الباب .
" نسيت سترتك " اخبره جونميون ليرمي بها على وجهه قبل ان يغادر بالسيارة من امامه .
" اللعنة " قاله من بين اسنانه بينما يلتقط السترة من امام وجهه ليعلقها خلف ظهره بإهمال .
( جونجكوك )
تحركت عبر البوابة لأدخل إلي تلك المدرسة ، لا اتذكر عدد المدارس التي دخلتها حتى الأن ، ربما تكون هذه المدرسة المئة، لقد فقدت العد منذ مدة طويلة جدا، منذ ان ادركت انه لايجب ان يكون لي اصدقاء او ان اتعلق بأحد ، بالنهاية سنرحل على اى حال دون ترك اى اثر ، كما نفعل دائماً .
سافرنا هذه المرة من كندا ، ظللنا هناك 4 اشهر قبل ان نرحل بشكل مفاجئ إلي كوريا دون سابق إنذار ، و ها نحن الأن في مدينة تدعى سوكتشو في مقاطعة جانجوون ، دون ان اعلم لما اتينا او متي سنرحل .
تقدمت بعدم إكتراث بعيون الطلاب الفضولية التي تنظر لي متجهاً نحو باب المبنى لأتوقف فجأة على صوت ضجيج يتصاعد تدريجياً من خلفي لألتفت في تساؤل لما يحدث ، كان الطلاب يتجمعون ناحية بقعة معينة .
عادتاً لا اهتم بتلك السخافات ، بالتأكيد مشاجرة بين مجموعة من الحمقى الاغبياء الذين يرغبون بإستعراض قوتهم لإجتذاب الفتيات ، لكن اوقفني عن الذهاب بعيداً ، ثرثرة بعض الطلاب القريبين مني .
" انها ايم مينا تتشاجر مع چاكسون ، اتسائل من سيكون الفائز ؟ " انها فتاة هي من تتشاجر مع فتى إذاً ، ليس شيئاً توقعته ، مثير للإهتمام .
قررت الإلتفات و إلقاء نظرة على ما يحدث ، لا بأس ببعض التسلية في الصباح .
تقدمت اكثر بين الحشد احاول ان ارى المشهد بوضوح إلي ان وجدت نفسي في اول الصف اشاهد المشهد امام عيني .
كان يقف فتى طويل ضخم بعض الشئ يبدوا عليه الإنفعال الشديد بينما تقف امامه فتاة متوسطة الطول ذات شعر بني تدير لي ظهرها لم ارى وجهها بالتحديد ، لكن يبدوا على وقفتها الثقة و عدم الإكتراث بالشاب امامها .
" سوف القنك درساً لن تنسيه حتى لا تعبثي معي مجدداً " اخبرها من بين اسنانه بغضب لأسمع ضحكة ساخرة صادرة عنها .
" حقاً؟ إذاً ارني ما لديك ايها الضخم المخيف "
هجم عليها كالثور الغاضب لتتحرك فاللحظة الأخيرة متفادية ضربته ليقع على وجهه لترتفع ضحكات الطلاب بقوة و هم ينظرون له بسخرية بينما انا انظر في اتجاه آخر ... إليها ، كانت قد التفتت لأراها بوضوح امامي ، نظرات متحددية واثقة مليئة بالسخرية لا يوجد بها ذرة من الخوف ، يشع التمرد منها .
" انا حتى لم المسك بعد ، انا حقاً مستاءة ، اهذا كل ما لديك؟! " اصدرت صوت يدل على عدم الرضى لإستفزازه اكثر لينجح الأمر و ينهض بسرعة متجهاً نحوها يحاول تسديد لكمات سريعة فشلت جميعها في لمسها، بارعة بشكلاً ملفت و مثير للإهتمام ، اوقفت قبضته بقبضتها لتقوم بلويها ليصرخ بألم قبل ان تركله بقدمها اليمنى على بطنه ليقع على الأرض ممسكاً بمعدته .
" هذا درس صغير ايها الفتى ، لتتعلم الا تتنمر على الآخرين " اخبرته بإبتسامة ساخرة قبل ان تخرج من الحشد تاركة الفتى اضحوكة يتسلى بها الحشد الواقف بينما عيناى تتبعها و هي تتجه للمبنى .
" لدينا طالب جديد ، يمكنك ان تعرف عن نفسك " قالها المعلم الواقف بجانبي بإبتسامة مشجعة ، بينما اسمع همسات الطلاب ينظرون لي بفضول .
" كيم جونجكوك " قلتها بإختصار ، اود إنهاء ذلك التعارف التافه الذي مللت من تكراره .
" اليس لديك شئ آخر لتقوله؟ " قالها المعلم بتفاجئ بعد لحظات من الصمت بعد ان ادرك انني قد انتهيت.
" اجل، هل هناك شئ على قوله ؟ " نظرت له بتساؤل ليجيبني بالنفي بنظرات مرتبكة قبل ان يسمح لي بالجلوس .
جلست على اول مقعد وجدته امامي لأتنهد بضجر من تلك النظرات المزعجة من حولي ، ان الامر يبدوا لي كأني اكرر نفس اليوم طوال حياتي ، نفس النظرات الفضولية و الهمسات ، و طلب ان اعرف نفسي و الهراء نفسه .
اجلس سانداً رأسي على زراعي اليمني بينما احرك القلم بعشوائية ، منتظر ان تنتهي تلك الثرثرة لأنني قد بدأت اشعر بالنعاس .
" ايم مينا، كما هو متوقع ، دائماً متأخرة "
انتبهت بتركيز على ذكر اسم تلك الفتاة لأرفع رأسي بإنتباه نحوها ، كانت تتنفس بقوة كأنها كانت تركض بينما تقف على باب الصف ، و نظرات المعلم نحوها تعبر عن الإنزعاج الشديد .
" ليس عدلاً سيد جونج ، انا لا آتي متأخرة كل يوم " اجبته بتذمر بينما تلوح له بيدها لينظر لها عاقداً ذراعيه .
" حسناً، اعتقد انني ربما اتأخر قليلاً عادتاً " حمحمت بتوتر لتنظر له بنظرات توسل ان يمررها لها لأجد نفسي ابتسم على تصرفاتها ، تنهد المعلم بإستسلام بينما يعدل نظارته ليسمح لها بالدخول .
تقدمت بينما تنظر لي بتعابير منزعجة لأنظر لها بتساؤل بينما تقف امامي .
" يااه انت، انه مقعدي، اذهب و ابحث عن آخر "
" لا اكترث ، لقد اتيت و وجدته فارغ " اجبتها بعدم إكتراث لأبعد نظري عنها بتجاهل ، لأشعر بنظراتها الغاضبة الموجهة نجوي .
كانت على وشك ان تقول شيئاً ليقاطعها صوت ذلك المعلم بنبرة منزعجة " ايم مينا ، لن ننتظرك إلى ان تجلسي طوال اليوم "
" لم ينتهي الأمر ايها الفتى الجديد " اخبرتني بنبرة مهددة قبل ان تتركني لتبحث عن مقعد لها ، لا اعرف لما فعلت ذلك ، و لا اعرف لما تلك الرغبة الملحة لإزعاجها ، لكن يبدوا من المثير إثارة غضبها .
حسناً ، اعترف ان الأمر لا يبدوا ممل ، و كأن الضجر اختفى ليحل محله الترقب ، تبدوا الأمور ستصبح حافلة ، لا بأس ببعض التسلية قبل ان ارحل .
*************
ساحة واسعة ممتلئة بالأشخاص الذين يتقاتلون بكل مهارة و قوة ، تبدوا كساحة تدريب للفنون القتالية يحيط بها بعض المنازل المتفرقة و كأنها قبيلة في منتصف غابة كبيرة .
" هل وجدتوها؟ " تحدثت الفتاة بملامح جامدة للشخص الذي تقدم من خلفها بينما تراقب التدريب بتمعن .
" جينا ، لم نعثر عليها داخل المدرسة او بالقرب منها " تحدث الفتى بإحراج لتشد الفتاة على يدها لتبيض من الغضب .
" لقد اخبرتك سانجمين ، عيناك لا تفارقها " التفتت له بنظرات حادة .
" اعتذر الفا ، هذا لن يتكرر " نظر للأرض بتعابير جادة منتظر عقابه .
" لنبدأ التدريب ، لن انتظرها اكثر " اومئ لها بالإيجاب ليتبعها نحو الساحة .
توقفت مكانها بعد ان شعرت برائحتها قريبة لستنشق الهواء بغضب بينما تلتفت للإتجاه القادم منه الرائحة .
نظرت لها بينما تتقدم من بعيد نحوها بلامبالاة .
" جينا، اسفه لتأخري ، انا... " صمتت بعد ان رأت النظرات الجامدة التي ترسلها اختها إليها لتشهق بألم على اثر ما فعلته اختها ، لقد قامت بكسر قدمها اليسرى لتقع على الأرض منتحبة ليسود الصمت في المكان و يتوقف الجميع عن ما كانوا يفعلونه مراقبين لما يحدث .
" هذا لعدم تنفيذك الأوامر و تأخرك عن التدريب " قالتها لتقوم بكسر ساقها الأخرى لتنتحب مجدداً بينما تنظر لأختها الكبرى في غضب .
" و هذا لتعريضك هويتنا للخطر ، شجارك مع البشر لن يتكرر مجدداً "
انتظرت قليلاً قبل ان تعود عظام قدمها لطبيعتها لتنهض من الأرض و هي تنظر إلي اختها بغضب .
" اذهبي إلي الجحيم ، لقد سأمت من معاملتي كطفلة " زمجرت من بين اسنانها من الغضب .
" سوف تظلين طفلة مادمت تتصرفين بغير مسؤلية و تهور " نظروا إلي بعضهم بتحدي لتتحرك مينا للذهاب .
" اذهبي إلى التدريب ايم مينا ، لم اسمح لكي بالإنصراف من ساحة التدريب " اخبرتها بنبرة آمرة ليتحول لون عينيها للأحمر ، مستخدمة أمر الالفا عليها ، لتنصاع اختها مرغمة .
ليعود الجميع للتدريب بعد ان نظرت لهم بحدة ليعودوا لما كانوا يفعلون كأن شيئاً لم يحدث .
( جينا )
اغمضت عيناى احاول السيطرة على اعصابي بعد مشاجرتي مع مينا ، لا احد يمكنه جعلي اغضب هكذا سواها ، دائماً ما تجعل الأمور تصل بنا إلي تلك النقطة .
" لقد قسوتِ عليها كثيراً جينا " تحدث سانجمين من خلفي بصوت مؤنب لأنظر له بإنزعاج ، اعلم انه على حق لكنني اكره ان اقر بهذا .
" كانت تستحق ذلك ، لقد تمادت كثيراً "
" انها مراهقة ، كلما قسوتي عليها كلما زاد تمردها "
" لا تتوقع مني بالتأكيد معاملتها بلطف حين اعلم انها تعرض هويتنا و حياة القطيع للخطر " اخبرته بضحكة ساخرة بينما الوح يدي في الهواء .
توقفنا عن المجادلة فجأة لننظر لبعضنا في قلق بعض ان شعرنا برائحة دماء قريبة ، ليست اى دماء، دماء احد افراد القطيع .
صمت رهيب ساد القطيع بعد ان التقطت الجميع رائحة الدماء ، كانت الرائحة تقترب اكثر فأكثر من مكان تواجودنا لأنظر بإتجاه مصدر الرائحة .
التفت سريعاً بعد ان لمحت الجسد المتقدم نحو الساحة بتعب بينما يمسك جانبه المصاب ليرتمي فجأة على الأرض ليركض اثنين من القطيع نحوه ليقوموا بالإمساك به .
تقدمت نحوه بسرعة خاطفة لأنظر له بقلق " يونج جاى، هل انت بخير؟ " اومئ لي بتعب بوجهه الشاحب .
" جين يونج ، اذهب و احضر جيسو " امرت احد افراد القطيع ليومئ لي بسرعة قبل ان يركض بسرعة لإحضارها .
" يوجيوم... لقد امسكوا به " اخبرني بأنفاس متقطعة يقاوم الإغماء .
" لا بأس يونج جاى ، عليك الا تتعب نفسك الأن "
" انه حاصد الأرواح، انه قادم " كان هذا اخر ما قاله قبل ان يفقد وعيه لنتجمد جميعاً على اثر تلك الصدمة لأشعر بنظرات القطيع الهلعة مما سمعوه .
*************
( قراءة ممتعة )
صوت خطوات اشخاص تركض بسرعة، و تكسر اغصان الأشجار من تحت اقدامهم قطع الصمت في تلك الغابة المظلمة لا ينيرها سوى ضوء القمر الكامل فوقهم.
" اسرع قليلاً يوجيوم ، انهم يقتربون " تحدث الشاب المتقدم امامه بلهاث من الركض و هو ينظر حوله بهلع يشعر برائحتهم تقترب .
" لا استطيع ، اهرب انت و اتركني يونج جاى " تكلم بصعوبة و هو يلهث من التعب البادي على وجهه الشاحب ليقع على الأرض .
" لا يمكنني تركك هنا فريسة لهم ، سوف ننجو معاً " اسرع نحوه بنظرات تترجاه الا يستسلم متجاهلاً الجرح في جانبه .
" هذا مستحيل انت تعلم هذا اخي ، تعلم مع من نتعامل ، سوف يمسك بنا حتماً ، اسمعني جيداً لا نمتلك الكثير من الوقت ، على احد منا ان ينجوا لن نستفيد شيئاً إن تم الإمساك بنا نحن الاثنين ، على احد منا ان ينجو ليحذر باقي القطيع " انهى حديثه ليلهث بقوة يحاول مقاومة الإغماء .
نظر له اخيه بتألم من ذلك الصراع بداخله يأبى ترك اخيه الصغير للموت لكنه يعلم انه محق ، عليه تحذير القطيع .
" هيا تحول و اهرب ، اسرع و لا تنظر خلفك ، اخبرهم انه هنا " صرخ به بينما يدفعه ليبتعد عنه الآخر مرغماً و يتحول لهيئة الذئب بينما يركض ، ليستمع إلى صوت خطواتهم تقترب قبل ان يفقد يوجيوم الوعى و يرتمي على وجهه دون حركة .
***********
" ها هي مدرستك الجديدة ... تبدوا جيدة " تحدث الشاب الجالس في مقعد السائق بعد ان ازال نظارته السوداء ليراقب المبني بتمعن ليحول نظره إلي الشاب الأخر الجالس بجانبه كان يبدوا اصغر منه سناً مرتدي الزي الرسمي للمدرسة بإهمال ربطة عنق مفكوكة و سترة البدلة مرمية بإهمال بجانبه ينظر إلى الخارج بقليل من الشرود و ملامح منزعجة .
" انت تعلم انني لا اكترث ، سوف اتركها و ارحل على اى حال كما نفعل دائماً " تغيرت ملامح الشاب الأكبر الي ملامح منزعجة ليتنهد بضجر .
" جونجكوك ، انت تعلم جيداً لما علينا التنقل دائماً ، يوماً ما سوف تفهم الأمر حين تصبح جاهزاً لتنضم لأعمال عائلتنا "
" انت تعلم جيداً جونميون انني لا اريد و اللعنة هذا الهراء... " تحدث بتذمر و غضب ليقاطع حديثه صوت جونميون الحاد .
" لن نتحدث في هذا الأمر هنا ، كما ان هذا امر منتهي ، تعلم ليس بيدك خيار ، انه امر حتمي لنا " انهى حديثه لينظر له جونجكوك بإستياء قبل ان يخرج من السيارة و يغلق الباب بكل ما اوتي من قوة مفرغاً غضبه من اخيه الاكبر على الباب .
" نسيت سترتك " اخبره جونميون ليرمي بها على وجهه قبل ان يغادر بالسيارة من امامه .
" اللعنة " قاله من بين اسنانه بينما يلتقط السترة من امام وجهه ليعلقها خلف ظهره بإهمال .
( جونجكوك )
تحركت عبر البوابة لأدخل إلي تلك المدرسة ، لا اتذكر عدد المدارس التي دخلتها حتى الأن ، ربما تكون هذه المدرسة المئة، لقد فقدت العد منذ مدة طويلة جدا، منذ ان ادركت انه لايجب ان يكون لي اصدقاء او ان اتعلق بأحد ، بالنهاية سنرحل على اى حال دون ترك اى اثر ، كما نفعل دائماً .
سافرنا هذه المرة من كندا ، ظللنا هناك 4 اشهر قبل ان نرحل بشكل مفاجئ إلي كوريا دون سابق إنذار ، و ها نحن الأن في مدينة تدعى سوكتشو في مقاطعة جانجوون ، دون ان اعلم لما اتينا او متي سنرحل .
تقدمت بعدم إكتراث بعيون الطلاب الفضولية التي تنظر لي متجهاً نحو باب المبنى لأتوقف فجأة على صوت ضجيج يتصاعد تدريجياً من خلفي لألتفت في تساؤل لما يحدث ، كان الطلاب يتجمعون ناحية بقعة معينة .
عادتاً لا اهتم بتلك السخافات ، بالتأكيد مشاجرة بين مجموعة من الحمقى الاغبياء الذين يرغبون بإستعراض قوتهم لإجتذاب الفتيات ، لكن اوقفني عن الذهاب بعيداً ، ثرثرة بعض الطلاب القريبين مني .
" انها ايم مينا تتشاجر مع چاكسون ، اتسائل من سيكون الفائز ؟ " انها فتاة هي من تتشاجر مع فتى إذاً ، ليس شيئاً توقعته ، مثير للإهتمام .
قررت الإلتفات و إلقاء نظرة على ما يحدث ، لا بأس ببعض التسلية في الصباح .
تقدمت اكثر بين الحشد احاول ان ارى المشهد بوضوح إلي ان وجدت نفسي في اول الصف اشاهد المشهد امام عيني .
كان يقف فتى طويل ضخم بعض الشئ يبدوا عليه الإنفعال الشديد بينما تقف امامه فتاة متوسطة الطول ذات شعر بني تدير لي ظهرها لم ارى وجهها بالتحديد ، لكن يبدوا على وقفتها الثقة و عدم الإكتراث بالشاب امامها .
" سوف القنك درساً لن تنسيه حتى لا تعبثي معي مجدداً " اخبرها من بين اسنانه بغضب لأسمع ضحكة ساخرة صادرة عنها .
" حقاً؟ إذاً ارني ما لديك ايها الضخم المخيف "
هجم عليها كالثور الغاضب لتتحرك فاللحظة الأخيرة متفادية ضربته ليقع على وجهه لترتفع ضحكات الطلاب بقوة و هم ينظرون له بسخرية بينما انا انظر في اتجاه آخر ... إليها ، كانت قد التفتت لأراها بوضوح امامي ، نظرات متحددية واثقة مليئة بالسخرية لا يوجد بها ذرة من الخوف ، يشع التمرد منها .
" انا حتى لم المسك بعد ، انا حقاً مستاءة ، اهذا كل ما لديك؟! " اصدرت صوت يدل على عدم الرضى لإستفزازه اكثر لينجح الأمر و ينهض بسرعة متجهاً نحوها يحاول تسديد لكمات سريعة فشلت جميعها في لمسها، بارعة بشكلاً ملفت و مثير للإهتمام ، اوقفت قبضته بقبضتها لتقوم بلويها ليصرخ بألم قبل ان تركله بقدمها اليمنى على بطنه ليقع على الأرض ممسكاً بمعدته .
" هذا درس صغير ايها الفتى ، لتتعلم الا تتنمر على الآخرين " اخبرته بإبتسامة ساخرة قبل ان تخرج من الحشد تاركة الفتى اضحوكة يتسلى بها الحشد الواقف بينما عيناى تتبعها و هي تتجه للمبنى .
" لدينا طالب جديد ، يمكنك ان تعرف عن نفسك " قالها المعلم الواقف بجانبي بإبتسامة مشجعة ، بينما اسمع همسات الطلاب ينظرون لي بفضول .
" كيم جونجكوك " قلتها بإختصار ، اود إنهاء ذلك التعارف التافه الذي مللت من تكراره .
" اليس لديك شئ آخر لتقوله؟ " قالها المعلم بتفاجئ بعد لحظات من الصمت بعد ان ادرك انني قد انتهيت.
" اجل، هل هناك شئ على قوله ؟ " نظرت له بتساؤل ليجيبني بالنفي بنظرات مرتبكة قبل ان يسمح لي بالجلوس .
جلست على اول مقعد وجدته امامي لأتنهد بضجر من تلك النظرات المزعجة من حولي ، ان الامر يبدوا لي كأني اكرر نفس اليوم طوال حياتي ، نفس النظرات الفضولية و الهمسات ، و طلب ان اعرف نفسي و الهراء نفسه .
اجلس سانداً رأسي على زراعي اليمني بينما احرك القلم بعشوائية ، منتظر ان تنتهي تلك الثرثرة لأنني قد بدأت اشعر بالنعاس .
" ايم مينا، كما هو متوقع ، دائماً متأخرة "
انتبهت بتركيز على ذكر اسم تلك الفتاة لأرفع رأسي بإنتباه نحوها ، كانت تتنفس بقوة كأنها كانت تركض بينما تقف على باب الصف ، و نظرات المعلم نحوها تعبر عن الإنزعاج الشديد .
" ليس عدلاً سيد جونج ، انا لا آتي متأخرة كل يوم " اجبته بتذمر بينما تلوح له بيدها لينظر لها عاقداً ذراعيه .
" حسناً، اعتقد انني ربما اتأخر قليلاً عادتاً " حمحمت بتوتر لتنظر له بنظرات توسل ان يمررها لها لأجد نفسي ابتسم على تصرفاتها ، تنهد المعلم بإستسلام بينما يعدل نظارته ليسمح لها بالدخول .
تقدمت بينما تنظر لي بتعابير منزعجة لأنظر لها بتساؤل بينما تقف امامي .
" يااه انت، انه مقعدي، اذهب و ابحث عن آخر "
" لا اكترث ، لقد اتيت و وجدته فارغ " اجبتها بعدم إكتراث لأبعد نظري عنها بتجاهل ، لأشعر بنظراتها الغاضبة الموجهة نجوي .
كانت على وشك ان تقول شيئاً ليقاطعها صوت ذلك المعلم بنبرة منزعجة " ايم مينا ، لن ننتظرك إلى ان تجلسي طوال اليوم "
" لم ينتهي الأمر ايها الفتى الجديد " اخبرتني بنبرة مهددة قبل ان تتركني لتبحث عن مقعد لها ، لا اعرف لما فعلت ذلك ، و لا اعرف لما تلك الرغبة الملحة لإزعاجها ، لكن يبدوا من المثير إثارة غضبها .
حسناً ، اعترف ان الأمر لا يبدوا ممل ، و كأن الضجر اختفى ليحل محله الترقب ، تبدوا الأمور ستصبح حافلة ، لا بأس ببعض التسلية قبل ان ارحل .
*************
ساحة واسعة ممتلئة بالأشخاص الذين يتقاتلون بكل مهارة و قوة ، تبدوا كساحة تدريب للفنون القتالية يحيط بها بعض المنازل المتفرقة و كأنها قبيلة في منتصف غابة كبيرة .
" هل وجدتوها؟ " تحدثت الفتاة بملامح جامدة للشخص الذي تقدم من خلفها بينما تراقب التدريب بتمعن .
" جينا ، لم نعثر عليها داخل المدرسة او بالقرب منها " تحدث الفتى بإحراج لتشد الفتاة على يدها لتبيض من الغضب .
" لقد اخبرتك سانجمين ، عيناك لا تفارقها " التفتت له بنظرات حادة .
" اعتذر الفا ، هذا لن يتكرر " نظر للأرض بتعابير جادة منتظر عقابه .
" لنبدأ التدريب ، لن انتظرها اكثر " اومئ لها بالإيجاب ليتبعها نحو الساحة .
توقفت مكانها بعد ان شعرت برائحتها قريبة لستنشق الهواء بغضب بينما تلتفت للإتجاه القادم منه الرائحة .
نظرت لها بينما تتقدم من بعيد نحوها بلامبالاة .
" جينا، اسفه لتأخري ، انا... " صمتت بعد ان رأت النظرات الجامدة التي ترسلها اختها إليها لتشهق بألم على اثر ما فعلته اختها ، لقد قامت بكسر قدمها اليسرى لتقع على الأرض منتحبة ليسود الصمت في المكان و يتوقف الجميع عن ما كانوا يفعلونه مراقبين لما يحدث .
" هذا لعدم تنفيذك الأوامر و تأخرك عن التدريب " قالتها لتقوم بكسر ساقها الأخرى لتنتحب مجدداً بينما تنظر لأختها الكبرى في غضب .
" و هذا لتعريضك هويتنا للخطر ، شجارك مع البشر لن يتكرر مجدداً "
انتظرت قليلاً قبل ان تعود عظام قدمها لطبيعتها لتنهض من الأرض و هي تنظر إلي اختها بغضب .
" اذهبي إلي الجحيم ، لقد سأمت من معاملتي كطفلة " زمجرت من بين اسنانها من الغضب .
" سوف تظلين طفلة مادمت تتصرفين بغير مسؤلية و تهور " نظروا إلي بعضهم بتحدي لتتحرك مينا للذهاب .
" اذهبي إلى التدريب ايم مينا ، لم اسمح لكي بالإنصراف من ساحة التدريب " اخبرتها بنبرة آمرة ليتحول لون عينيها للأحمر ، مستخدمة أمر الالفا عليها ، لتنصاع اختها مرغمة .
ليعود الجميع للتدريب بعد ان نظرت لهم بحدة ليعودوا لما كانوا يفعلون كأن شيئاً لم يحدث .
( جينا )
اغمضت عيناى احاول السيطرة على اعصابي بعد مشاجرتي مع مينا ، لا احد يمكنه جعلي اغضب هكذا سواها ، دائماً ما تجعل الأمور تصل بنا إلي تلك النقطة .
" لقد قسوتِ عليها كثيراً جينا " تحدث سانجمين من خلفي بصوت مؤنب لأنظر له بإنزعاج ، اعلم انه على حق لكنني اكره ان اقر بهذا .
" كانت تستحق ذلك ، لقد تمادت كثيراً "
" انها مراهقة ، كلما قسوتي عليها كلما زاد تمردها "
" لا تتوقع مني بالتأكيد معاملتها بلطف حين اعلم انها تعرض هويتنا و حياة القطيع للخطر " اخبرته بضحكة ساخرة بينما الوح يدي في الهواء .
توقفنا عن المجادلة فجأة لننظر لبعضنا في قلق بعض ان شعرنا برائحة دماء قريبة ، ليست اى دماء، دماء احد افراد القطيع .
صمت رهيب ساد القطيع بعد ان التقطت الجميع رائحة الدماء ، كانت الرائحة تقترب اكثر فأكثر من مكان تواجودنا لأنظر بإتجاه مصدر الرائحة .
التفت سريعاً بعد ان لمحت الجسد المتقدم نحو الساحة بتعب بينما يمسك جانبه المصاب ليرتمي فجأة على الأرض ليركض اثنين من القطيع نحوه ليقوموا بالإمساك به .
تقدمت نحوه بسرعة خاطفة لأنظر له بقلق " يونج جاى، هل انت بخير؟ " اومئ لي بتعب بوجهه الشاحب .
" جين يونج ، اذهب و احضر جيسو " امرت احد افراد القطيع ليومئ لي بسرعة قبل ان يركض بسرعة لإحضارها .
" يوجيوم... لقد امسكوا به " اخبرني بأنفاس متقطعة يقاوم الإغماء .
" لا بأس يونج جاى ، عليك الا تتعب نفسك الأن "
" انه حاصد الأرواح، انه قادم " كان هذا اخر ما قاله قبل ان يفقد وعيه لنتجمد جميعاً على اثر تلك الصدمة لأشعر بنظرات القطيع الهلعة مما سمعوه .
*************
Коментарі