8
في منتصف تلك الغابة التي يعمها السكون حيث استقرت قطرات الندى على اوراق النباتات و الضوء المتسلل بين اشجارها العالية إثر شروق الشمس لا يقطع هذا المشهد الذي يدعوا إلي السلام إلا صوت انفاس متسارعة و تكسر اخشاب بقوة ، حيث كانت چينا تتدرب دون توقف لتتكسر ادوات التدريب من قوتها الضارية ، لتتوقف في صمت عكس العاصفة التي تدور بداخلها لتطلق صوت غاضب من بين اسنانها قبل ان يبدأ صوت تكسر عظامها اثر تحولها ، لتقفز متحولة إلي تلك الذئبة الرمادية و تنطلق في تلك الغابة بسرعة غير عادية متفادية كل تلك الأشجار من حولها ببراعة رغم تفكيرها المشتت ، و تلك الحقيقة المؤلمة مازلت تدور في رأسها .
" ما الذي تتحدثين عنه انها مجرد اسطورة ، لا يوجد ذئاب سامة ، لقد كانت مجرد قصة سخيفة تحكى للأطفال و هم يجلسون حول النار "
" ليست مجرد اسطورة، لقد كانت النبوءة ولادة ذئب سام في كل جيل ، لكن القبائل كانت تقتله بمجرد ولادته ، و يتكتمون عن امره "
" و لما لم يقتلوني ايضاً ، لما تركت على قيد الحياة؟ "
" والديكي لم يستطيعوا ، تعلمين كم كانوا يحبونكي لم يكن ليستطيعوا فعلها ، لهذا فعلوا كل شئ ليقوموا بيحمايتكي حتى لا يعلم احد بالأمر و يسعون خلفك "
" كان عليهم قتلي، لم يكن ينبغي ان اعيش لأهدد فصيلتنا "
( چينا )
تحركت اسرع عبر الغابة ازمجر بألم اكثر منه بغضب ، لا اعلم إلي من اوجه كل ذلك الألم و الغضب ، لم يكن يجب ان يفعلوا هذا لحمايتي ، لم يكن يجب ان يبقوني ابداً ، انا مجرد سلاح ضد جنسي لا اكثر ، مجرد لعنه لهم .
هاجمني شيئاً فجأة لأرتضم بأحد الأشجار ، لأنهض سريعاً متأهبة للقتال .
" ما الذي تفعله و اللعنة؟ " زمجرت بغضب متحدثة عن طريق التخاطر بينما ارى ذئب لاى هو من قام بمهاجمتي .
" اقوم بإقافك ، لقد اقتربتي من حدود الجدار " اجابني ايضاً بالتخاطر بملامح هادئة و لكن بها بعض الحدة .
" ليس و كأنني اهتم "
" ليس اثناء حراستي للحدود تتعرض الألفا للخطر " اجابني بسخرية لأتجاهله متجهة حيث نخفي بعض الملابس ، لأتحول لهيأتي البشرية و اقوم بإرتداء سروال و قميص لأخرج مجدداً لأجد لاى قد عاد لهيأته ايضاً .
" بسببك اضطررت للتحول فجأة و تمزق قميصي المفضل " اجابني بإنزعاج بينما يرتدي احد القمصان الملقاة ، لكنه يبدوا ضيق بعض الشيئ عليه .
" لست مهتمة بشأن قميصك المفضل، لم اطلب منك التحول لتمنعني " تركته متجاهلة اياه ، عائدة مجدداً .
ركض خلفي ليمسكني من ذراعي ليوقفني " ماذا يحدث معكي ؟ "
" ماذا تقصد؟ "
" لقد مر شهر و انتي تتصرفين بغرابة وتتهربين من الجميع "
" لا يوجد شئ لاى ، انت تتوهم فقط ، انا بخير " اخبرته متجنبة خوض المزيد في هذا الحديث .
" انتي تعلمين انني اكثر شخص يعرفك جيداً ، اعلم متى تكذبين و متى تدعين القوة " اخبرني بتلك النظرة التي لطالما استطاعت رؤية ما بداخلي ، و لأول مرة تمنيت لو انه لا يستطيع كشف امري ، فانا لست مستعدة و لن اكون لأفصح عن هذا الحمل الثقيل .
" انه فقط امر اسري من قِبل هؤلاء الصيادين الحقراء مازال يزعجني ، كما انني مازلت افكر في السبب الذي جعله يتركني ارحل بتلك البساطة " حاولت ان اكون مقنعة قدر الإمكان حتى ابعد عن رأسه تلك الشكوك ، على اى حال لم اكن اكذب، ان هذا الأمر مازال يقلقني .
صمت قليلاً بينما ينظر لعيني قبل ان يحرك كتفيه بإستسلام " حسناً ، سأحاول الاقتناع ان هذا هو السبب فقط ، على اى حال اظن انه تركك لانه علم انه لا يستطيع اذيتك و لا معرفة اى معلومات منكي ، لذا قرر الإستسلام "
" لا اظنه من النوع الذي يستسلم هكذا بكل بساطة " اخبرته بشرود بينما اتذكر ذلك حاصد الأرواح ، تلك النظرة الجليدية المسيطرة في عينيه ، نظرة خالية من اى حياة ، و كأنه قام بحصد روحه مع تلك الأرواح الكثيرة التي ازهقها .
" إلى اين ذهب عقلك " لوح بيده امام نظري لأفيق من شرودي و انتبه له .
" ماذا؟ "
" اعلم ان هذا الأمر يشغل تفكيرك ، لكن حالياً لدينا شئ اكبر لنفكر به ، علينا ان نركز في تحالفاتنا مع القبائل الاخرى ، ان الوضع يزداد خطورة "
قبضت على يدي بإنزعاج لتذكري لذلك الأمر ، ماكان على نسيان امر بتلك الخطورة كهذا ، ما حدث معنا مؤخراً بسبب هؤلاء الصيادين ، قد اعاق الكثير من خطتتنا ، لا وقت لي لأفكر بهم او بتلك اللعنة " معك حق ، قطيع ( نوير ) بدأ بإثارة الشغب و ازداد زحفهم ، على ايقاف هذا الهراء "
" على ماذا تنوين؟ "
" سنذهب اليوم إلى قطيع ( مينيرڤا ) لا اريد تضيع المزيد من الوقت ، اخبر الحراس اننا سنتحرك الليلة ، اريد ان نتحرك بسرية "
" حسناً سوف ارسل لهم و اخبرهم باجتماعنا و ارتب الأمر "
تركني لأعود ادراجي باتجاه أرض القطيع ، لأقرر ان اطرد من رأسي كل تلك الفوضى ، لا وقت للتفكير في اى شئ سوى امر التحالف ، ذلك القطيع المتوحش ( نوير ) لا يتوقف عن الاستيلاء على قطعان المستذئبين بكل وحشية و من لا ينضم يُقتل ، انهم يقتربون من المقاطعة بقوة و يجب ان نشحن قوانا قبل ان يتسللوا للمقاطعة ، لقد هزمهم والدي من قبل و لن اسمح بان يعودوا مجدداً.
****************
( جونجكوك )
" ها نحن قد وصلنا " رفعت رأسي المستند على زجاج السيارة لألتفت إلى هيري على إثر صوتها المتحمس بمبالغة ، منذ ذلك الوقت و هي تقوم بإصالي ، لم ارى اخي او جايهيون لم يعد احدهم يقوم بإزعاجي و هذا يبدوا مثير للشك حقاً .
في ذلك اليوم الذي خطفت فيه اتت اخت مينا و قامت بإطلاق سراحي في صمت ، لقد كنت مصدوم حقاً ، لم اعلم من هى فالبداية لكنني ادركت الشبه الواضح بينها و بين مينا ، لم ادرك ماذا حدث؟ اندهشت كثيراً حين علمت انه اطلق سراحها و تركها تذهب ، لم اكن لأصدق الأمر حتى انني ظننتها ربما تكون اخت اخرى لها إلى ان رأيت مينا تدخل الغرفة حيث قامت بإحتجازي و تعابير الإنزعاج على وجهها .
" يا إلهي ، لا يمكنني السماح لكي بإطلاق سراح ذلك الحقير ، لقد قاموا بإختطافك و إختطاف يوجيوم و تعذيبكم ، كيف تفعلين هذا ؟! "
" انتهى الأمر مينا ، لن اسمح لكي بان تفعلي هذا مجدداً "
ظللت واقف متجمداً من الصدمة بينما اتابع ما يحدث بينهم ، تركتني اذهب بكل بساطة ، ظل ذلك الأمر يُأرق تفكيري ، لم اخبر احد بما حدث لكنني اصبحت اكثر فضولاً لما يحدث هنا ، تغير الجميع المفاجئ بعد ان قاموا بإمساك اخت مينا و معرفتي كون انها مستذئبة .
" إلي متى تنوين ان توصليني إلي المدرسة؟ لم اعد فتى في السابعة احتاج لأمي لتوصلني كما تعلمين " اجبتها بسخرية و إنزعاج ، معاملتهم لي على اني طفل صغير تكاد تفقدني صوابي .
" لست فتى في السابعة و لكنك ثيرون مما يجعلك مستهدف من هؤلاء الحيوانات الضالة ، لست جاهز بعد لقتال حقيقي بإمكانهم قتلك بلمح البصر " اخبرتني بنبرتها المعادية لأقلب عيناى بضجر لأخرج من السيارة متجاهلاً ثرثرتها .
مررت بالرواق بينما امر للذهاب لصفي لتقع عيناى عليها تقف امام خزانتها .... ايم مينا .
لم نتحدث منذ تلك الحادثة ، حاولت كثيراً الاقتراب منها لكنها كانت تقوم بتجنبي دائماً ، غير تلك النظرات العدائية كلما التقت عيوننا .
اقتربت منها بخطوات مصممة ، احتاج لأتحدث معها قبل ان افقد صوابي .
" احتاج للتحدث معكي "
التفتت نحوي بنظرات عدائية غاضبة " لا حديث لي معك ، و من الأفضل الا تحاول الأقتراب مني مجدداً " حاولت تجاهلي و المرور من جانبي لأمسك بيدها قبل ان تذهب مبتعدة .
" ما الذي تظن نفسك تفعله و اللعنة! " صرخت متذمرة بينما اسحبها خارج المدرسة لأتحرك متجاهلاً تذمرها لأتوقف بعد ان تأكدت اننا ابتعدنا عن اعين الطلاب الفضولية .
" سوف اتحدث و انتي ستستمعين لي الأن " اخبرتها بتصميم لأدفعها باتجاه الحائط و اقوم بتثبيتها .
" و انا لا اريد ان استمع لهرائك ، إلي ماذا تخططون اكثر؟ الا يكفي ما فعلتوه حتى الأن "
" اعلم مقدار غضبكِ و إستيائكِ و متفهم لذلك ، لكنني اقسم انني لم اكن اعلم بشأن كونك مستذئبة ، لم آتي لهنا لأجل اى شئ ، و لا دخل لي باعمال الثيرون "
" هل انتهيت؟ " اخبرتني بملامح جامدة تخلوا من اى تعابير لتقوم بدفعي بعيداً " المرة الوحيدة التي حاولت فيها قبليتنا الوثوق بالثيرون تم الغدر بهم و قتلوا ، لذا لا تحاول الاقتراب مجدداً "
تجمدت في مكاني اراقب تلك النظرة المتألمة في عيونها ، لأشعر بالعجز عن قول اى شئ امام تلك النظرة لأكتفي بمراقبتها ترحل بعيداً .
**************
( چينا )
" تم إبلاغ قطيع ( مينيرڤا ) بحضورنا ، انهم بإنتظارنا "
توقفت عن مراقبة المطر و ظلام الليل بالخارج عبر نافذة السيارة بشرود لألتفت نحو سانجمين الذي يقوم بقيادة السيارة بينما مجموعة اخرى من الحراس يتبعوننا بسيارة اخرى بقيادة لاى .
" حسناً اتمنى ان تسير المفاوضات بشكل جيد "
" لا تقلقي ، سوف يتحسن الوضع "
" لا نعلم إلي اى مدى قد اقتربوا ، لا يمكنني الجزم باى شئ " اخبرته بنبرة قلقة .
وصلنا إلي حدود قطيع ( مينيرڤا ) لنتقدم حيث ينتظرنا حراس القطيع .
" الألفا في انتظاركم ، اتبعوني " اخبرنا قائد الحرس لأومئ له و اقوم باتباعه و البقية خلفي .
" الفا ايم چينا ، لقد كنت بانتظاركِ ، تفاجأت بتلك الزيارة المفاجأة " تقدم نحوي الألفا سونج وو بإبتسامة مجاملة لأبادله اياها ، رجل طويل القامة في الثلاثين من العمر ، يحاوطه العديد من النساء لطالما كان رجل لعوب .
" ارجوا الا تكون زيارتي المفاجأة قد ضايقتك "
" لا ابداً ، هل هناك رجل يتضايق من زيارة الفا جميلة مثلك " اخبرني بنظرته القذرة لأنظر له بنظرات حادة .
" على اى حال ، افضل ان يبدأ اجتماعنا فوراً "
تحركنا نحو منزل الالفا لنبدأ اجتماعنا، شعرت بنظرات مريبة لدى الجميع و همسات تدور من حولي لينتابني الشك .
" إذا على ماذا اردتي التحدث معي؟ " تحدث الألفا ليصمت الجميع و ينظرون لي منتظرين ان اتحدث .
" اريد عقد تحالف مع قطيعك ضد قطيع (نوير ) " اجبته مباشرتاً ، لترجع الهمسات مجدداً ينظرون لبعضهم بتفاجئ ليسكتهم الألفا بنظرة حادة .
" اعلم برغبتك بمنعهم من العودة للحدود ، لكن لنكون صريحين لم تعودوا كما في السابق ، ذلك التحالف من الممكن ان يدمرنا بدلاً من ان يفيدنا " اخبرني بنبرة مستهزئة لأقبض على يدي قبل ان افقد السيطرة و اقوم بلكمه.
" انت مخطئ تماما الفا سونج وو ، نحن مازلنا اقوياء كما فالسابق و بإمكاننا ردعهم... "
قاطعتني عن التحدث ساحرة القطيع " اعتذر عن مقاطعتك ، لكن جميعنا نعلم بقصة اسر الثيرون لكِ ، و في الحقيقة لسنا واثقين من قوتكم الاسطورية بعد الأن " اخبرتني بسخرية لأنهض من مكاني انظر لهم بحدة .
" من اخبركم بهذا؟ "
" لا يوجد شئ يُخفى هذه الايام ، لا اعتقد اننا فقط من يعلم بالأمر ، قطعان المنطقة جميعاً يعلم بذلك " اخبرني الألفا بذلك لأنظر له دون اى تعبير على وجهي .
" لكن يبدوا ان تلك الاخبار لم تصل بشكل صحيح لكم ، الثيرون قبضوا على احد افراد قطيعي و ذهبت لاستعادته و كما ترون عدت ممجدداً ، اعتقد هذا كافي ليخبركم عن قوة قطيع ( ميجناموس ) " اخبرته بتحدي و نظرات قوية ليصمتوا جميعاً عاجزين عن الرد لأكمل " لم اطلب التحالف لاننا ضعفاء غير قادرين على القتال ، بل لاننا اردنا ايقاف غزوهم للقطعان و تقديم المساعدة ليس اكثر ، لكن يبدوا انه تم فهم كرمنا بشكل خاطئ " ابتسمت لهم بسخرية لينظروا إلى بعضهم بقلق .
" انتهى التفاوض سوف نرحل الأن " امرت رجالي لنترك الاجتماع و نرحل .
" كان عليكي الانتظار لبعض الوقت ، الم تتسرعي قليلاً ؟ " اخبرني سانجمين بينما يحاول اللحاق بخطواتي في تلك الغابة المظلمة .
" بل فعلت الصواب ، الم ترى نظرتهم القلقة ، اراهن انهم سيحاولون التواصل معنا ، ليترجونا ان نتحالف معهم ، احسنتي چينا لقد قلبتي الطاولة عليهم " اخبره لاى بإبتسامة منتصرة .
" مازال يزعجني تسرب الاخبار حول تلك الحادثة ، كيف تسربت ..." اجبتهم بإنزعاج لأتوقف عن التحدث و اقف مكاني في ارتياب بينما ينظرون لي بتساؤل .
" هناك رائحة مستذئبين حولنا " اخبرتهم بنظرة حذرة ليلتفوا الحراس حولي متأهبين لأى هجموم .
" انتبهوا " لم اكد احذرهم ليهجم علينا عدد كبير من الذئاب الضخمة ، لم ارى مستذئبين بذلك الحجم و الشراسة من قبل ، كان لونهم اسود جميعاً بعيون حمراء تُنذر بالخطر .
تحولنا جميعاً لهيئة ذئابنا لنبدأ بالقتال ، لا نعلم مع ماذا نتعامل حتى ، قمت بعض احدهم من رقبته لأقوم برميه بقوة على احد الاشجار ليأن بألم احتجت لقوة كبيرة لرميه ، التفت سريعاً نحو اخر و اقوم بمهاجمته بمخالبي و القي نظرة نحو الحراس لأجد ثلاثة من حراس قطيعي مقتولين لأزمجر بغضب قبل ان انقض على احدهم و ارده قتيلاً .
" لا فائدة عددهم يزداد ، ماذا نفعل الفا؟ " اخبرني لاى عبر التخاطر بينما يحارب بكل قوته ذلك العدد من حوله .
" علينا الخروج من هنا "
لا فائدة اننا محاصرون ، اعدادهم في تزايد ، ما الذي يحدث و اللعنة ، زمجرت بكل قوتي بغضب ، لأشعر بذئب اخر ينقض على من خلفي فأصاب بخدوش عميقة بقوة لأصرخ من الألم...
طلقات نارية ! ... صوت شئ حاد خلفي... ماذا يحدث؟
اتسعت عيناى في صدمة ، كان هذا ذلك الصياد امامي يمسك بيده رقبة ذلك الذئب الذي هاجمني ، نظرت حولي بصدمة لأجد الاثنان الآخران يقومون بقتل تلك الذئاب السوداء .
ما الذي يحدث؟....
" جونميون ، لقد تخلصنا منهم جميعاً " اجابه الفتى ليومئ له بوجه متعب قبل ان يفقد الوعى و يقع على وجهه امامي ، لأرى ظهره الذي كان ينزف بشدة .
**************
to be continued...
" ما الذي تتحدثين عنه انها مجرد اسطورة ، لا يوجد ذئاب سامة ، لقد كانت مجرد قصة سخيفة تحكى للأطفال و هم يجلسون حول النار "
" ليست مجرد اسطورة، لقد كانت النبوءة ولادة ذئب سام في كل جيل ، لكن القبائل كانت تقتله بمجرد ولادته ، و يتكتمون عن امره "
" و لما لم يقتلوني ايضاً ، لما تركت على قيد الحياة؟ "
" والديكي لم يستطيعوا ، تعلمين كم كانوا يحبونكي لم يكن ليستطيعوا فعلها ، لهذا فعلوا كل شئ ليقوموا بيحمايتكي حتى لا يعلم احد بالأمر و يسعون خلفك "
" كان عليهم قتلي، لم يكن ينبغي ان اعيش لأهدد فصيلتنا "
( چينا )
تحركت اسرع عبر الغابة ازمجر بألم اكثر منه بغضب ، لا اعلم إلي من اوجه كل ذلك الألم و الغضب ، لم يكن يجب ان يفعلوا هذا لحمايتي ، لم يكن يجب ان يبقوني ابداً ، انا مجرد سلاح ضد جنسي لا اكثر ، مجرد لعنه لهم .
هاجمني شيئاً فجأة لأرتضم بأحد الأشجار ، لأنهض سريعاً متأهبة للقتال .
" ما الذي تفعله و اللعنة؟ " زمجرت بغضب متحدثة عن طريق التخاطر بينما ارى ذئب لاى هو من قام بمهاجمتي .
" اقوم بإقافك ، لقد اقتربتي من حدود الجدار " اجابني ايضاً بالتخاطر بملامح هادئة و لكن بها بعض الحدة .
" ليس و كأنني اهتم "
" ليس اثناء حراستي للحدود تتعرض الألفا للخطر " اجابني بسخرية لأتجاهله متجهة حيث نخفي بعض الملابس ، لأتحول لهيأتي البشرية و اقوم بإرتداء سروال و قميص لأخرج مجدداً لأجد لاى قد عاد لهيأته ايضاً .
" بسببك اضطررت للتحول فجأة و تمزق قميصي المفضل " اجابني بإنزعاج بينما يرتدي احد القمصان الملقاة ، لكنه يبدوا ضيق بعض الشيئ عليه .
" لست مهتمة بشأن قميصك المفضل، لم اطلب منك التحول لتمنعني " تركته متجاهلة اياه ، عائدة مجدداً .
ركض خلفي ليمسكني من ذراعي ليوقفني " ماذا يحدث معكي ؟ "
" ماذا تقصد؟ "
" لقد مر شهر و انتي تتصرفين بغرابة وتتهربين من الجميع "
" لا يوجد شئ لاى ، انت تتوهم فقط ، انا بخير " اخبرته متجنبة خوض المزيد في هذا الحديث .
" انتي تعلمين انني اكثر شخص يعرفك جيداً ، اعلم متى تكذبين و متى تدعين القوة " اخبرني بتلك النظرة التي لطالما استطاعت رؤية ما بداخلي ، و لأول مرة تمنيت لو انه لا يستطيع كشف امري ، فانا لست مستعدة و لن اكون لأفصح عن هذا الحمل الثقيل .
" انه فقط امر اسري من قِبل هؤلاء الصيادين الحقراء مازال يزعجني ، كما انني مازلت افكر في السبب الذي جعله يتركني ارحل بتلك البساطة " حاولت ان اكون مقنعة قدر الإمكان حتى ابعد عن رأسه تلك الشكوك ، على اى حال لم اكن اكذب، ان هذا الأمر مازال يقلقني .
صمت قليلاً بينما ينظر لعيني قبل ان يحرك كتفيه بإستسلام " حسناً ، سأحاول الاقتناع ان هذا هو السبب فقط ، على اى حال اظن انه تركك لانه علم انه لا يستطيع اذيتك و لا معرفة اى معلومات منكي ، لذا قرر الإستسلام "
" لا اظنه من النوع الذي يستسلم هكذا بكل بساطة " اخبرته بشرود بينما اتذكر ذلك حاصد الأرواح ، تلك النظرة الجليدية المسيطرة في عينيه ، نظرة خالية من اى حياة ، و كأنه قام بحصد روحه مع تلك الأرواح الكثيرة التي ازهقها .
" إلى اين ذهب عقلك " لوح بيده امام نظري لأفيق من شرودي و انتبه له .
" ماذا؟ "
" اعلم ان هذا الأمر يشغل تفكيرك ، لكن حالياً لدينا شئ اكبر لنفكر به ، علينا ان نركز في تحالفاتنا مع القبائل الاخرى ، ان الوضع يزداد خطورة "
قبضت على يدي بإنزعاج لتذكري لذلك الأمر ، ماكان على نسيان امر بتلك الخطورة كهذا ، ما حدث معنا مؤخراً بسبب هؤلاء الصيادين ، قد اعاق الكثير من خطتتنا ، لا وقت لي لأفكر بهم او بتلك اللعنة " معك حق ، قطيع ( نوير ) بدأ بإثارة الشغب و ازداد زحفهم ، على ايقاف هذا الهراء "
" على ماذا تنوين؟ "
" سنذهب اليوم إلى قطيع ( مينيرڤا ) لا اريد تضيع المزيد من الوقت ، اخبر الحراس اننا سنتحرك الليلة ، اريد ان نتحرك بسرية "
" حسناً سوف ارسل لهم و اخبرهم باجتماعنا و ارتب الأمر "
تركني لأعود ادراجي باتجاه أرض القطيع ، لأقرر ان اطرد من رأسي كل تلك الفوضى ، لا وقت للتفكير في اى شئ سوى امر التحالف ، ذلك القطيع المتوحش ( نوير ) لا يتوقف عن الاستيلاء على قطعان المستذئبين بكل وحشية و من لا ينضم يُقتل ، انهم يقتربون من المقاطعة بقوة و يجب ان نشحن قوانا قبل ان يتسللوا للمقاطعة ، لقد هزمهم والدي من قبل و لن اسمح بان يعودوا مجدداً.
****************
( جونجكوك )
" ها نحن قد وصلنا " رفعت رأسي المستند على زجاج السيارة لألتفت إلى هيري على إثر صوتها المتحمس بمبالغة ، منذ ذلك الوقت و هي تقوم بإصالي ، لم ارى اخي او جايهيون لم يعد احدهم يقوم بإزعاجي و هذا يبدوا مثير للشك حقاً .
في ذلك اليوم الذي خطفت فيه اتت اخت مينا و قامت بإطلاق سراحي في صمت ، لقد كنت مصدوم حقاً ، لم اعلم من هى فالبداية لكنني ادركت الشبه الواضح بينها و بين مينا ، لم ادرك ماذا حدث؟ اندهشت كثيراً حين علمت انه اطلق سراحها و تركها تذهب ، لم اكن لأصدق الأمر حتى انني ظننتها ربما تكون اخت اخرى لها إلى ان رأيت مينا تدخل الغرفة حيث قامت بإحتجازي و تعابير الإنزعاج على وجهها .
" يا إلهي ، لا يمكنني السماح لكي بإطلاق سراح ذلك الحقير ، لقد قاموا بإختطافك و إختطاف يوجيوم و تعذيبكم ، كيف تفعلين هذا ؟! "
" انتهى الأمر مينا ، لن اسمح لكي بان تفعلي هذا مجدداً "
ظللت واقف متجمداً من الصدمة بينما اتابع ما يحدث بينهم ، تركتني اذهب بكل بساطة ، ظل ذلك الأمر يُأرق تفكيري ، لم اخبر احد بما حدث لكنني اصبحت اكثر فضولاً لما يحدث هنا ، تغير الجميع المفاجئ بعد ان قاموا بإمساك اخت مينا و معرفتي كون انها مستذئبة .
" إلي متى تنوين ان توصليني إلي المدرسة؟ لم اعد فتى في السابعة احتاج لأمي لتوصلني كما تعلمين " اجبتها بسخرية و إنزعاج ، معاملتهم لي على اني طفل صغير تكاد تفقدني صوابي .
" لست فتى في السابعة و لكنك ثيرون مما يجعلك مستهدف من هؤلاء الحيوانات الضالة ، لست جاهز بعد لقتال حقيقي بإمكانهم قتلك بلمح البصر " اخبرتني بنبرتها المعادية لأقلب عيناى بضجر لأخرج من السيارة متجاهلاً ثرثرتها .
مررت بالرواق بينما امر للذهاب لصفي لتقع عيناى عليها تقف امام خزانتها .... ايم مينا .
لم نتحدث منذ تلك الحادثة ، حاولت كثيراً الاقتراب منها لكنها كانت تقوم بتجنبي دائماً ، غير تلك النظرات العدائية كلما التقت عيوننا .
اقتربت منها بخطوات مصممة ، احتاج لأتحدث معها قبل ان افقد صوابي .
" احتاج للتحدث معكي "
التفتت نحوي بنظرات عدائية غاضبة " لا حديث لي معك ، و من الأفضل الا تحاول الأقتراب مني مجدداً " حاولت تجاهلي و المرور من جانبي لأمسك بيدها قبل ان تذهب مبتعدة .
" ما الذي تظن نفسك تفعله و اللعنة! " صرخت متذمرة بينما اسحبها خارج المدرسة لأتحرك متجاهلاً تذمرها لأتوقف بعد ان تأكدت اننا ابتعدنا عن اعين الطلاب الفضولية .
" سوف اتحدث و انتي ستستمعين لي الأن " اخبرتها بتصميم لأدفعها باتجاه الحائط و اقوم بتثبيتها .
" و انا لا اريد ان استمع لهرائك ، إلي ماذا تخططون اكثر؟ الا يكفي ما فعلتوه حتى الأن "
" اعلم مقدار غضبكِ و إستيائكِ و متفهم لذلك ، لكنني اقسم انني لم اكن اعلم بشأن كونك مستذئبة ، لم آتي لهنا لأجل اى شئ ، و لا دخل لي باعمال الثيرون "
" هل انتهيت؟ " اخبرتني بملامح جامدة تخلوا من اى تعابير لتقوم بدفعي بعيداً " المرة الوحيدة التي حاولت فيها قبليتنا الوثوق بالثيرون تم الغدر بهم و قتلوا ، لذا لا تحاول الاقتراب مجدداً "
تجمدت في مكاني اراقب تلك النظرة المتألمة في عيونها ، لأشعر بالعجز عن قول اى شئ امام تلك النظرة لأكتفي بمراقبتها ترحل بعيداً .
**************
( چينا )
" تم إبلاغ قطيع ( مينيرڤا ) بحضورنا ، انهم بإنتظارنا "
توقفت عن مراقبة المطر و ظلام الليل بالخارج عبر نافذة السيارة بشرود لألتفت نحو سانجمين الذي يقوم بقيادة السيارة بينما مجموعة اخرى من الحراس يتبعوننا بسيارة اخرى بقيادة لاى .
" حسناً اتمنى ان تسير المفاوضات بشكل جيد "
" لا تقلقي ، سوف يتحسن الوضع "
" لا نعلم إلي اى مدى قد اقتربوا ، لا يمكنني الجزم باى شئ " اخبرته بنبرة قلقة .
وصلنا إلي حدود قطيع ( مينيرڤا ) لنتقدم حيث ينتظرنا حراس القطيع .
" الألفا في انتظاركم ، اتبعوني " اخبرنا قائد الحرس لأومئ له و اقوم باتباعه و البقية خلفي .
" الفا ايم چينا ، لقد كنت بانتظاركِ ، تفاجأت بتلك الزيارة المفاجأة " تقدم نحوي الألفا سونج وو بإبتسامة مجاملة لأبادله اياها ، رجل طويل القامة في الثلاثين من العمر ، يحاوطه العديد من النساء لطالما كان رجل لعوب .
" ارجوا الا تكون زيارتي المفاجأة قد ضايقتك "
" لا ابداً ، هل هناك رجل يتضايق من زيارة الفا جميلة مثلك " اخبرني بنظرته القذرة لأنظر له بنظرات حادة .
" على اى حال ، افضل ان يبدأ اجتماعنا فوراً "
تحركنا نحو منزل الالفا لنبدأ اجتماعنا، شعرت بنظرات مريبة لدى الجميع و همسات تدور من حولي لينتابني الشك .
" إذا على ماذا اردتي التحدث معي؟ " تحدث الألفا ليصمت الجميع و ينظرون لي منتظرين ان اتحدث .
" اريد عقد تحالف مع قطيعك ضد قطيع (نوير ) " اجبته مباشرتاً ، لترجع الهمسات مجدداً ينظرون لبعضهم بتفاجئ ليسكتهم الألفا بنظرة حادة .
" اعلم برغبتك بمنعهم من العودة للحدود ، لكن لنكون صريحين لم تعودوا كما في السابق ، ذلك التحالف من الممكن ان يدمرنا بدلاً من ان يفيدنا " اخبرني بنبرة مستهزئة لأقبض على يدي قبل ان افقد السيطرة و اقوم بلكمه.
" انت مخطئ تماما الفا سونج وو ، نحن مازلنا اقوياء كما فالسابق و بإمكاننا ردعهم... "
قاطعتني عن التحدث ساحرة القطيع " اعتذر عن مقاطعتك ، لكن جميعنا نعلم بقصة اسر الثيرون لكِ ، و في الحقيقة لسنا واثقين من قوتكم الاسطورية بعد الأن " اخبرتني بسخرية لأنهض من مكاني انظر لهم بحدة .
" من اخبركم بهذا؟ "
" لا يوجد شئ يُخفى هذه الايام ، لا اعتقد اننا فقط من يعلم بالأمر ، قطعان المنطقة جميعاً يعلم بذلك " اخبرني الألفا بذلك لأنظر له دون اى تعبير على وجهي .
" لكن يبدوا ان تلك الاخبار لم تصل بشكل صحيح لكم ، الثيرون قبضوا على احد افراد قطيعي و ذهبت لاستعادته و كما ترون عدت ممجدداً ، اعتقد هذا كافي ليخبركم عن قوة قطيع ( ميجناموس ) " اخبرته بتحدي و نظرات قوية ليصمتوا جميعاً عاجزين عن الرد لأكمل " لم اطلب التحالف لاننا ضعفاء غير قادرين على القتال ، بل لاننا اردنا ايقاف غزوهم للقطعان و تقديم المساعدة ليس اكثر ، لكن يبدوا انه تم فهم كرمنا بشكل خاطئ " ابتسمت لهم بسخرية لينظروا إلى بعضهم بقلق .
" انتهى التفاوض سوف نرحل الأن " امرت رجالي لنترك الاجتماع و نرحل .
" كان عليكي الانتظار لبعض الوقت ، الم تتسرعي قليلاً ؟ " اخبرني سانجمين بينما يحاول اللحاق بخطواتي في تلك الغابة المظلمة .
" بل فعلت الصواب ، الم ترى نظرتهم القلقة ، اراهن انهم سيحاولون التواصل معنا ، ليترجونا ان نتحالف معهم ، احسنتي چينا لقد قلبتي الطاولة عليهم " اخبره لاى بإبتسامة منتصرة .
" مازال يزعجني تسرب الاخبار حول تلك الحادثة ، كيف تسربت ..." اجبتهم بإنزعاج لأتوقف عن التحدث و اقف مكاني في ارتياب بينما ينظرون لي بتساؤل .
" هناك رائحة مستذئبين حولنا " اخبرتهم بنظرة حذرة ليلتفوا الحراس حولي متأهبين لأى هجموم .
" انتبهوا " لم اكد احذرهم ليهجم علينا عدد كبير من الذئاب الضخمة ، لم ارى مستذئبين بذلك الحجم و الشراسة من قبل ، كان لونهم اسود جميعاً بعيون حمراء تُنذر بالخطر .
تحولنا جميعاً لهيئة ذئابنا لنبدأ بالقتال ، لا نعلم مع ماذا نتعامل حتى ، قمت بعض احدهم من رقبته لأقوم برميه بقوة على احد الاشجار ليأن بألم احتجت لقوة كبيرة لرميه ، التفت سريعاً نحو اخر و اقوم بمهاجمته بمخالبي و القي نظرة نحو الحراس لأجد ثلاثة من حراس قطيعي مقتولين لأزمجر بغضب قبل ان انقض على احدهم و ارده قتيلاً .
" لا فائدة عددهم يزداد ، ماذا نفعل الفا؟ " اخبرني لاى عبر التخاطر بينما يحارب بكل قوته ذلك العدد من حوله .
" علينا الخروج من هنا "
لا فائدة اننا محاصرون ، اعدادهم في تزايد ، ما الذي يحدث و اللعنة ، زمجرت بكل قوتي بغضب ، لأشعر بذئب اخر ينقض على من خلفي فأصاب بخدوش عميقة بقوة لأصرخ من الألم...
طلقات نارية ! ... صوت شئ حاد خلفي... ماذا يحدث؟
اتسعت عيناى في صدمة ، كان هذا ذلك الصياد امامي يمسك بيده رقبة ذلك الذئب الذي هاجمني ، نظرت حولي بصدمة لأجد الاثنان الآخران يقومون بقتل تلك الذئاب السوداء .
ما الذي يحدث؟....
" جونميون ، لقد تخلصنا منهم جميعاً " اجابه الفتى ليومئ له بوجه متعب قبل ان يفقد الوعى و يقع على وجهه امامي ، لأرى ظهره الذي كان ينزف بشدة .
**************
to be continued...
Коментарі