1
2
3
4
5
6
7
8
9
10
2
( جينا )

" هل جروحه خطيرة؟ " سألت جيسو بينما اقف بجانبها انظر له بقلق .

" ليس كثيراً، تخلصت من ' خانق الذئب ' من جسده ، جروحه تشفى بسرعة مجدداً " تنفست بإرتياح لانه بخير ، لا يمكننا فقدان فرد اخر في القطيع .

" ألفا " افقت من شرودي على صوت يونج جاى الذي بدأ يفيق بعد فقدانه الوعى لساعات ،  ليحاول النهوض من مكانه .

" فقط استريح ، مازلت لم تشفى تماماً ، يمكنك التحدث فيما بعد "

" لا اريد ان ارتاح ، اخي يوجيوم لقد امسكوا به ، لا اعرف حتى إن كان حى ام..." اخبرها بإضطراب و ملامح متألمة .

" مازال حى الرابط لم يقطع " اخبرته لترتاح ملامحه الهلعة قليلاً .

" ما الذي حدث معكم؟ " سألته لينظر للفراغ بشرود .

" لقد ذهبنا إلي قطيع اوديبوس كما امرتنا لنناقشهم بشأن التحالف ، كان كل شئ يسير بشكل جيد ، الا ان اختفت الساحرة الخاصة بهم ، بعد ذلك بمدة قصيرة حدث هجوم مفاجئ على القطيع من قبل الصيادين ، لقد كانت مجموعة حاصد الأرواح علمنا بهويتهم من النقش الموجود على الاسهم التي اصابتنا ، حاولنا الهرب منهم لكن يوجيوم كان مصاب بإصابة بالغة لم يستطع الهرب منهم ، كان على احدنا النجاة ليحذر باقي القطيع "

" هل رأيت وجه احداً منهم؟ " سألته جيسو ليحرك رأسه بنفي .

" لقد كانوا يضعون اقنعة سوداء ، لم استطع التعرف على وجه اى احد "

"سوف اجد يوجيوم و اعده للمجموعة اعدك بذلك "  نظرت له بتصميم ليبادلها يونج جاى النظرات بإمتنان قبل ان تخرج من الغرفة لتتركه يرتاح .

خرجت من منزل جيسو لتجد جميع افراد القطيع يقف خارجاً منتظراً في قلق .

" ماذا حدث؟ " سألتها مينا بينما تتقدم نحوها بنظرات قلقة .

" انه بخير و يتعافى " اخبرتها بإختصار لترتاح ملامحها قليلاً .

" ماذا بشأن حاصد الأرواح هل حقاً انه هنا في المقاطعة؟ " سألتها فتاة بنبرة خائفة .

" هل حقاً امسكوا بيوجيوم؟  و هل مازال حى " اخبرها واحداً اخر من القطيع لتبدأ الهمسات بينهم في قلق .

" اسمعوا جميعاً " اخبرتهم بنبرة حادة آمرة لتتحول عيناها للأحمر مستخدمة أمر الألفا .

" نحن لسنا جبناء او ضعفاء لنهلع و نخاف من مجموعة حمقى ، نحن قطيع ميجناموس كنا و مازلنا السلالة الأقوى ، حاصد الأرواح او غيره لن يستطع احد الأقتراب من القطيع سوف احرص على هذا " قلتها بحدة و تصميم .

" ماذا بشأن يوجيوم؟ " سألها احد افراد القطيع بتردد .

" مازال حى ، و سوف يعود مجدداً سأحرص على ذلك ، و إلا ان تستقر الأوضاع مجدداً سوف يكون هناك بعض الإجراءات الأمنية حتى لا يتكرر مثل هذا الحادث ، لا احد سيخرج دون امر مني شخصياً ، بالنسبة للصيد سيقوم به حراس القطيع بقيادتي، كما سيتم تكثيف اوقات التدريب ، على الجميع الإلتزام بالأوامر " انهت كلامها بالنظر إلى مينا لتبادلها مينا النظر بإنزعاج ، التفتت چينا لترحل بعيداً عن التجمع ليتبعها سانجمين .

" ماذا بشأن المدرسة؟  لا يمكنني التغيب عنها " لحقت بي مينا ، لتتحدث معي بإنزعاج .

" يمكنني التحدث مع مديرك لطلب إجازة " اخبرتها بإختصار منهية الأمر .

" و ماذا بشأن ما سيفوتني من دروس؟ "

" لا اعتقد ان امرها كان يهمك كثيراً " نظرت لها بسخرية من حججها الغير مقنعة .

" جينا لا يمكنك فعل هذا بي ، لا يمكننا فقط ان نحبس داخل الحدود لأجل حمايتنا، ماذا بشأن نحن افضل سلالة و هم مجرد حمقى "

" ليس معنى اننا اقوياء الإستهانة بالأعداء ، بدل من التفاخر بقوتنا إلي ان يتم القضاء علينا ، يجب ان نكون حريصين فكل خطوة "

" لكن جينا... "

" اسمعيني انتي مينا ، لن اسمح بالخطأ الذي حدث في الماضي ان يتكرر ، و لن اسمح بأن يتأذى احد آخر في مجموعتي ، و خاصتاً انتي " انهيت كلامي لأرحل و اتركها تقف في منتصف الغابة تنظر في شرود .

" ما الذي تنوين فعله؟ " قطع الصمت صوت سانجمين لألتفت له .

" سوف اذهب الأن للمدينة ، هناك أمر يجب فعله " اخبرته بينما ادخل لمنزلي .

" هل ستعيديه؟ " تسائل لأقف في مكاني بشرود .

" عليه العودة الأن ، القطيع يحتاج لجميع افراده " اخبرته لأدخل لغرفتي و اقوم بتغير ملابس التدريب .

***************

اقتربت جينا من ذلك المنزل الهادئ الواقع في نهاية ذلك الشارع المظلم لتقوم بالطرق عليه بينما تنظر لكاميرات المراقبة الموضوعة فوق الباب لتلوح لها ليفتح الباب بعد فترة و يظهر فتى طويل يمتلك ملامح هادئة ينظر لها بهدوء قبل ان يبتسم لتظهر غمزتين على وجهه ليتنحى عن الطريق و يسمح لها بالدخول ليغلق الباب بعد دخولها بعد ان مسح الطريق بعينيه بحرص .

" ما الشئ العظيم الذي احضرك إلى هنا جينا؟، بالتأكيد لم تشتاقِ إلي لذا اتيتي لرؤيتي " اخبرها بإبتسامة ساخرة يشوبها بعض المزاح بينما يجلس امام حاسوبه متجاهلاً الفتاة خلفه .

" لا وقت للمزاح لاى ، اتيت لأعيدك للقطيع " اخبرته بنظرات جادة لينظر لها متفحصاً ملامح وجهها قبل ان يترك حاسوبه على الطاولة لينظر لها بملامح جادة .

" هذا مستحيل ، لا يمكنني العودة الأن، لم انهي مهمتي بعد "

" بل يجب عليك تركها الأن ، نحن مضطرون لإيقاف كل شئ الأن ، لقد طرأ امر ما "

" ماذا حدث؟  وجهك يخبرني ان كارثة حلت بالقطيع " نهض من مكانه ليقف امامها .

" حاصد الأرواح متواجد في المقاطعة ، و استطاع الإمساك بيوجيوم "

اخبرته لتتغير تعابير وجهه لصدمة و يسود الصمت بينهم للحظات قبل ان تقطعه جينا .

"  لذا انا بحاجه لتعود ، هذا ما يجب ان نركز عليه الأن ، علينا إعادته بأى طريقة ".

****************

ظلام تام يحيط به و أصوات متداخلة غير واضحة تأتي من بعيد ، بعد لحظات بدأت تلك الأصوات تصبح اكثر وضوحاً، صوت يشبه صوت جهاز ضربات القلب و صوت قطرات ماء تقع على الأرض ببطئ و خطوات تأتي من فوقه ، رائحة دماء تملئ انفه بقوة ، ليست دماء بشرية بل دماء بني جنسه الكثير منها بالإضافة إلي رائحة بشرية ، بدأ يوجيوم تدريجياً يحاول ان يفتح عينيه بعد ان بدأت حواسه بالعمل مجدداً التي رافقها الشعور الرهيب بالألم في كامل انحاء جسده ، بدأ يفتح عينيه تدريجياً ، رؤية ضبابية غير واضحة في البداية لتبدأ في الوضوح اكثر .

حرك عيناه بفزع على المكان الغريب الذي وجد نفسه به ، غرفة كبيرة موحشة تبدوا كقبو ، تمتلئ بالأغلال على حوائطها  ، تتوسطها منضدة معدنية مزودة بالأغلال على حوافها، و طاولات اخري مليئة بأسلحة و ادوات تشريح، اضطربت نظراته و خفق قلبه بقوة ليتسارع صوت جهاز ضربات القلب ، كان الجهاز متصلاً به هو ، نظر إلي نفسه كان مقيد بأغلال على الحائط كتلك التي تملئ الغرفة عاري الصدر و قدمه مازالت تنزف ، لقد علم انها لن تشفي بسهولة بسبب الجرعة القوية من السم اللعين - خانق الذئب - مازال يؤثر على جرح ساقه ، تلك النبتة اللعينة لا يمكنها قتلهم لكنها قادرة على إضعافهم و تبطئ من شفاء جروحهم .

جفل فجأة على صوت الخطوات المقتربة من حيث يتواجد ، لينظر نحو ذلك السلم المؤدي إلى اعلى ، تفاجئ انه لا يستطيع شم رائحة الشخص صاحب تلك الخطوات ، كيف يمكن ذلك؟ كيف يمكنه إخفاء رائحته .

الخطوات بدأت تهبط تلك السلالم ، ظل يراقب في قلق منتظراً ان يرى صاحب تلك الخطوات الا ان ظهر جسده امام نظره ، رجل متوسط الطول يبدوا في اواخر العشرينات ربما فالثلاثين من عمره ، رفع نظره ليواجه نظراته الجامدة ، كان يمتلك هالة و نظرات جعلت اوصاله ترتعد ، عيون شخص اعتادت على القتل ،  كأنه شخص بلا روح .

" إذاً لقد استيقظ الجرو الصغير " قالها بنبرة جامدة ساخرة بينما يقترب نحوه ، كان يحمل سكين صغير يحركه بين يديه اليمنى ، انه يشم رائحة سائل خانق الذئب عليها .

توقف امامه مباشرتاً ليوقف التلاعب بسكينه و ينظر له مباشرتاً ، لينظر له يوجيوم نظرات متحدية عدائية .

" انت هو حاصد الأرواح " كان إقرار اكثر مما هو سؤال، سأل يوجيوم بنبرة عدائية ليبتسم الآخر إبتسامة ساخرة .

" هكذا يلقبني بني جنسكم اليس كذلك؟ اتعلم يروق لي اللقب كثيراً "

" انه يليق بوحشٍ دون رحمة مثلك " زمجر بها بغضب ، ليأن بألم بعد ان مرر الآخر السكين على جسده ليشعر ان جسده يحترق بسبب الجرح التي تسببت به السكين.

" وحش؟ لسنا نحن الوحوش يا فتى بل انتم هم الوحوش هنا ، اما نحن صائدين نقوم بحماية البشر منكم و قتل الوحوش امثالك " اخبره بنظرات حادة عدائية لينهي الحديث بإدخال السكين بداخل معدته ليصرخ بألم بسبب السم المغطى بها نصل السكين .

" هل تضحكون علينا ام على انفسكم ، نقتل البشر؟ انتم هم الوحوش اللعينة التي تقوم بإبادتنا كالحشرات دون رحمة ، اللعنة عليكم جميعاً ، تبررون افعالكم الوحشية دائماً بتلك العبارات النبيلة لتبدون كالأبطال العظماء لكن ما انتم الا وحوش متعطشة للدماء "  قذف تلك الكلمات في وجه ذلك الصياد الملقب بحاصد الأرواح بغضب بينما يلهث من الألم داخل امعائه من اثر السم ليقوم حاصد الأرواح بإدخال السكين في نفس الجرح مجدداً ليأن بألم محاولاً التماسك حتى لا يصرخ .

" لا يحق لمسخ مثلك الصراخ في وجهي هكذا ، نحن هم الوحوش؟ سوف اريك الوحشية الحقيقة كيف تكون ، سوف ترى كم انا متعطش لدماء ابناء جنسك القتلة العاهرين " اخبره بنبرة باردة قاصية كنظراته ليلتفت ناحية تلك الطاولة المليئة بادوات التشريح ليلتقط منها مشرط صغير ليضعه في وعاء مليئ بسائل ارجواني عرفه من رائحته المنبعثة منه خانق الذئب ، ليقوم بعد ذلك بسكب السائل على ذراعيه ، لينظر يوجيوم له بإرتباك وقلق يتسائل على ما ينوي فعله .

التفت له بإبتسامة هازئة يمكنه رؤية بوضوح نظرات القلق و التوتر في عيون ذلك المستذئب ، لطالما كان يستمتع برؤية تلك النظرة في عيونهم قبل ان يعذبهم ، صرخاتهم يطلبون ان يرحمهم لطالما كان متعطش دائماً لها ، لكن هذا لن يكفيه ، لن يكتفي قبل ان يقضي علي كل مسخ في تلك السلالة ، حينها فقط يمكن ان يشعر بالراحة .

توقف امام الفتى المعلق بثبات و هدوء ليقف امامه محركاً المشرط على جسده و هو يري الجروح التي يخلفها السائل على جسده دون ان يجرحه بشفرة المشرط و صوت انفاسه تدل على تألمه " اتعلم ايها الفتى ، هذا هو الجزء المفضل لدى على الإطلاق ، الجزء الممتع من اللعبة " ابتسم إبتسامة ساخرة لتتسع عينان الفتى بألم بعد ان قام الأخر بصنع جرح من اعلي معدته إلي نهايتها .

" لم ينتهي الأمر بعد لقد بدأ الأن " همس بها بجانب اذنه ليقوم بدون سابق إنذار بإدخال يده المليئة بالسم داخل معدته ليذمجر الأخر بألم شديد بينما يشعر و كأنه يشتعل من الداخل و كأن الجحيم يشتعل بداخله و هو يشعر بتحرك يده بإتجاه قلبه .

" ها هو قد وجدته ، انه قلبك ينبض بسرعة شديدة بين يدي ، اخبرني ما هو شعورك و يدي المليئة بخانق الذئب حول قلبك؟ " قالها بنظرات مستمتعة دون إكتراث بتعابير الألم الشديد و الإحتضار على وجه المستذئب .

" لقد احضرنا الآخر جونميون " اتى الصوت الانثوي من خلفهم ليلتفت له الصياد مخرجاً يده من جسم الفتى ، ليرفع الآخر المتعب من اثر التعذيب رأسه بضعف نحو مصدر الصوت .

فتاة ترتدي معطف جلدي اسود ذات شعر قصير متوسطة الطول و يقف خلفها شاب طويل بملامح جامدة باردة يجر خلفه فتى مقيد بالأغلال يبدوا انه بالكاد يستطيع المشي تفوح منه رائحة الدماء و خانق الذئب يبدوا ان إصابته بالغة ، اخذ ذلك الفتى يجره إلي احد جوانب الغرفة ليقوم بتقيده بالأغلال .

" هل هناك اى معلومات جديدة؟ " تقدمت الفتاة نحو جونميون و هي تراقب يوجيوم و جسده المليئ بالجروح .

" لم ابدأ الأستجواب بعد ، اردت صنع حفلة ترحيب للضيف اولاً، ماذا بشأن الآخر؟ "

" لقد علق في احد فخاخنا، و ترجانا حتى لا نقتله ، لذى فكرت ربما يكون مفيد " اخبره الفتى الآخر ليسكب على وجه المستذئب الآخر الماء ليلهث بإضطراب .

" لنرى هذا " اقترب جونميون من ذلك الفتى المضطرب الخائف و هو ينظر له بإمعان للحظات قبل ان يتحدث معه .

" من غيرك استطاع الفرار من القطيع؟ و اين هم؟ "

رفع الفتى رأسه بتعب و هو يحاول التركيز فوجه الرجل امامه " لا احد، انا فقط من استطاع الهرب ، الجميع مات "

" إذاً انت غير مفيد لي ، مادام ليس لديك شيئاً يفيدني " ابتسم جونميون بسخرية ليلتفت و يلتقط سيف من تلك الطاولة المليئة بالأسلحة .

" لا ارجوك انتظر انا لا اريد ان اموت ، يمكنني المساعدة " اخبره بترجي بينما ينظر لجونميون بهلع و هو يراه يستعد لمهاجمته .

" قطيع ميجناموس " توقف جونميون قبل ان يقطع رأسه بعد ان سمع ما قاله لتلتفت الفتاة و الفتى الآخرين خلفه بإهتمام .

" ماذا قلت؟  "

" لقد سمعتك تسأل ألفا مجموعتي عن قطيع ميجناموس ، يمكنني مساعدتك "

" ما الذي تعرفه عنهم ؟ اخبرني كل ما لديك "

" لقد آتى فردين من قطيعهم لمقابلة ألفا مجموعتي "

" و اين هؤلاء الاثنين؟  "

" لديك واحد منهم بالفعل " اخبره بينما يرفع نظره نحو يوجيوم ليلتفت له جونميون بعيون لامعة منتصرة ، لقد وصل لخيط يوصله لهم اخيراً .

" شكراً لك يا فتى، لقد اديت مهمتك " التفت جونميون إلى المستذئب الآخر مجدداً .

" هل ستحررني إذاً؟  "

" بالطبع سأفعل انت تستحق ذلك كثيراً "

ابتسم المستذئب بغير تصديق لتختفي إبتسامته بعد ان رأى جونميون يرفع السيف مجدداً.

" لقد قلت... "

" سأحررك ، هذا ما افعل " اخبره بسخرية قبل ان يقطع رأسه و يفصله عن جسده.

                   ***********
© Doo Yaqoot,
книга «Venomous Blood || دماء سامة».
Коментарі