10
خطوات اقدام قطعت الصمت في ذلك الممر الطويل الفارغ الكئيب لا يخترق ظلامه سوى بعض المشاعل على جانبيه .
بدأ يظهر باب كبير اسود على مرمى بصره و يظهر معه صوت رجل يصرخ بألم ، فتح الباب بهدوء ليظهر امامه رجل يجلس على كرسي عرش اسود و بيده كوب من النبيذ الاحمر ، كان يرتدي معطف اسود طويل مفتوح ليظهر جسده المليئ بالعضلات و الوشوم من تحته و سروال اسود و شعر اسود منسدل على جبينه بحرية كالهالة المظلمة التي تحيطه و كل شيء من حوله .
" الفا " انحنى الرجل الضخم البنية بإتجاه الرجل الجالس على العرش لينقل نظره من الكأس إلى الرجل امامه بتكاسل قبل ان يرفع يده ناظراً للفتاة التي تقف في احد جوانب تلك القاعة العملاقة و امامها ذلك الفتى المقيد يصرخ بألم ، حركت عينيها بإنزعاج قبل ان تحرك يدها في الهواء ليتوقف الفتى عن الصراخ .
" ماثيو! ، اتمنى ان تكون معك الاخبار التي انتظرها " اخبره بينما يرتشف بعضاً من كأسه .
" للأسف الفا ، ليست اخبار جيدة "
اخبره ماثيو لتتجمد يده الممسكة بالكأس و ينظر بحدة اتجاهه .
" ما الذي تعنيه؟ "
" من ارسلناهم ليحضروها ، لم يعد ايً منهم حياً، جميعهم تم قتلهم "
انتفض من عرشه بغضب ليضغط بقوة على الكأس لينكسر بين يده ليلتفت نحو الفتاة عبر الغرفة لتتغير تعابير وجهها للإرتباك .
" سومين! لقد وعدتني انك ستصنعين مستذئبين لا يقهروا، و ليست مجرد دمى حمقاء لا تنفع فأى شيء "
اقتربت باتجاهه رغم كل الغضب الذي يجعل اشد و اقوى الرجال يرغبون بالهرب ، لتمد يدها نحوه بتردد .
" اهدء كينو ، لابد ان هناك امراً ما حدث ، لقد كانت خطتنا تسير كما نريد ، هي خارج الحدود و عدد قليل من الحراس ، مستحيل ان يتمكنوا من هزيمتهم بتلك البساطة ، سوف ارسل جواسيسي و استعلم عن ما حدث ، اعد...."
" لكنهم هُزِموا ، و اريد تفسير للأمر الأن " اخبرها بنبرة مخيفة مهددة بينما يقترب منها اكثر ليتحدث بجانب اذنها بنفس نبرة التهديد .
" انا اريدها بين يداى ، لا اريد المزيد من الاعذار ، اريد آخرين اكثر قوة و فتكاً "
" سوف تحصل على كل ما تريد اعدك "
****************
( مينا )
اسير بخطوات غاضبة في ممرات المدرسة نحو خزانتي ، لا استطيع التوقف عن التفكير فيما حدث البارحة ، لا استطيع تصديق ما يحدث و اللعنة ، انها مزحة كبيرة سخيفة ، كل ما يحدث هو مزحة حتماً ، و من المفترض ان اتقبل الأمر فقط ، اتقبل ذلك القرار اللعين دون ان استطيع فعل اى شيء .
قاطع تفكيري صوت اهتزاز هاتفي لألتقطه بإهمال بينما اتوقف عند خزانتي .
( چينا : ردي على هاتفك و اللعنة )
تلقيت رسالتها لأقلب عيناى بضجر لأنزل يدي استعدادا لأرجعه إلى جيبي ليهتز مجدداً .
( چينا : توقفي عن التصرف بطفولية و الهرب عندما تغضبين ، انا لن امرر لكي مبيتك خارج ارض القطيع )
اغلقت هاتفي كلياً بغضب لأرميه داخل حقيبتي .
" لا تجيد سوى اعطاء الاوامر اللعينة " تمتمت بها من بين اسناني بينما اقوم بفتح الخزانة ، متفاجأة انها لم تنخلع في يدي في تلك اللحظة .
" مكالمة لكي هنا " التفت باتجاه الصوت لأجد هونجسوك يستند بجانب خزانتي بتكاسل و يمد يده التي تحمل الهاتف .
" منذ متى و انا اتلقى مكالماتي على هاتفك ؟ " اخبرته بسخرية بينما التفت متجاهلة وجوده .
" انا لا اريد التدخل في مشاكلك انتي و الالفا ، ليس لدي امنية موت هنا ، انها غاضبة للغاية ، و اخبرتني ان اقول لكي إن لم تجيبي ستأتي للبحث عنكِ بنفسها "
تنهدت بإنزعاج قبل ان اخذ الهاتف من يده بإمتعاض .
" ماذا؟ " اجبتها من بين اسناني بينما ابتعد عن مرمى سمع هونجسوك .
" انتي تتصرفين بطفولية بالكامل مينا ، اتنوين ان تفقديني صوابي ، تركك للقطيع و الرحيل بذلك الشكل المستهتر دون تفكير بالعواقب "
ابعدت الهاتف عن اذني التي تكاد تنزف من قوة صراخها .
" لا تتوقعي مني ان اتصرف بتعقل بينما قراراتك الكارثية سوف تفقدني صوابي "
" تعلمين انه ليس لدي خيار "
" و انتي لا تتوقعين مني بالتأكيد ان اوافق بهدوء على ذلك الجنون "
تنهدت عبر الهاتف بإنزعاج " فقط عودي للمنزل و دعينا نتحدث ببعض العقلانية ، لا مزيد من البقاء خارج المنزل مينا ، لن اسمح بذلك ، سوف ارسل لكي سانجمين ليحضرك و ان حاولتي الهرب لا تلوميني بعد ذلك ، انه امر من الالفا و ليس اختك " اخبرتني بحدة و غضب قبل ان اسمع صوت اغلاق الهاتف .
التفت بإنزعاج بينما اعود ادراجي لأرمي الهاتف إلى هونجسوك ليلتقطه " على الرحب ، مينا " قالها بسخرية لأقلب عيناى و اتركه و اكمل سيري .
تنهدت بإنزعاج بينما يستعيد عقلي ذكرى ذلك الإجتماع الكارثي بالأمس .
flashback
تعالت الهماسات و الشهقات المصدومة فور اعلان ذلك القرار الذي كان تأثيره كالقنبلة على جميع المجتمعين في ساحة القبيلة ، بينما وقفت انا متجمدة في مكاني لا استطيع استيعاب ما اعلنته چينا للتو امام جميع القطيع .
" هذا لا يمكن؟ "
" مستحيل ان تسمحي لصيادين ان يدخلوا ارضنا "
" كيف يمكننا قبول شئ كهذا ؟ "
" بقاء صيادين يعيشون معنا ، انها كارثة "
اخذ الجميع بالأعتراض و الهجوم على ذلك القرار و نظرات الصدمة و الاستنكار تعلوا وجوههم ، انا لا الومهم ، لابد ان اختي قد فقدت صوابها كلياً .
نظرت چينا نحو وجوههم المصدومة الهلعة بثبات منصتة إلى جميع تلك الكلمات .
" اهدئوا جميعاً و انصتوا إلي " امرتهم ليتوقف الجميع عن التهامس و يقفوا في صمت ينظرون لها .
" لقد علمتم بالفعل بشأن الاتفاق الذي عقده والدي مع رئيس الثيرون السابق لحماية قبيلتنا و الذي تم ختمه بتعويذة تربط حياتي بحياة ابنه "
" اجل و الذي تسببت بقتل معظم افرادنا و مقتل والدينا " قاطعتها بينما انظر لها بغضب لا يمثل شيئاً بالنسبة للغضب بداخلي .
" ما حدث في الماضي ترك اثر في قلوبنا جميعاً ، و غضب شديد اتجاه الثيرون ، لقد اعتقدنا طوال ذلك الوقت انهم خانونا و نقضوا الاتفاق ، رغم رفضي لتلك التعويذة التي قيضت حياتي باحد اعدائنا لكنها كشفت حقيقة لم نكن لننتبه لها ، انه لم يتم خيانتنا من قبل الثيرون بل تم خداع الطرفين بغرض إفساد اتفاقنا "
تعالى التهامس مجدداً بإستنكار ما اعلنت عنه للتو .
" لكنهم من هاجمونا و قتلوا عائلاتنا " قاطعها صوت آخر من افراد القطيع لكنني لم التفت حتى لأبقى انظر لوجهها بصدمة انتظر ان تتوقف عن هذا الهراء التي تتكلم عنه ، ماذا حدث لها و اللعنة؟
" اجل انهم من قاموا باذيتنا "
" اعلم انهم من هاجمونا ، الجميع هنا خسر الكثير في ذلك الوقت ، لكن هم ايضاً تم مهاجمتهم ، هناك من دبر لقتل رئيس الثيرون و من معه ليبدوا اننا من فعل هذا ثم حدث الهجوم علينا ، انا لا ادافع عنهم لهجومهم علينا بل مازلت ادينهم ، لكن ايً كان من تسبب بهذا فهو حر طليق بينما تسبب بكل هذا الدمار و موت الكثير منا ، و انا لن اهدء حتى اجده "
" حتى و ان كان صحيح لا يمكن ان ندخل ' الثيرون ' حدودنا من جديد ، هذه حماقة " اخبرتها بإستنكار من بين اسناني التي تكاد تنكسر من غضبي .
" اجل ، هذا جنون كلياً " قام بتأيدي احد افراد القطيع لتتعالى الهماسات مجدداً .
" و انا ايضاً لست راغبة بذلك بل انا اكثر من يرفض الأمر ، خاصتاً بعد تلك الكارثة التي حلت علينا ، لكن بسبب تلك التعويذة هناك نقطة ضعف تهدد حياتي بالخطر توجد خارج حدودنا ، انها فرصة لا يمكن ان يفوتها الاعداء ، تعلمون بشأن محاولة اغتيالي و انهم من انقذونا ، لقد فعلوا هذا لأنهم يعلمون خطورة تلك التعويذة على قائدهم و انها تجبرهم على حمايتي ، و انتم تعلمون ان استطاع احد قتله فسيتم القضاء على ايضاً ، لو نحن بظروف اخرى لتركتهم ينالوا منه دون خوف على حياتي لكننا الأن في حالة حرب ، قطيع ' نوير ' يمكن ان يهجم علينا في اى لحظة لذا هذا وقت سئ لتواجد نقطة ضعف تسير في الخارج "
ساد الهدوء في المكان ينظرون إلى بعضهم بتردد و بعض الخوف و القلق قبل ان يتحدث احدهم .
" حسنا معكي حق ، لكن كيف لنا ان نثق بهم بتلك البساطة انهم صيادون "
نظرت لهم للحظات قبل ان تتحدث مجدداً بنبرة قوية ثابتة .
" لقد فكرت كثيراً قبل ان اصل لهذا القرار و افكر في جميع الاحتمالات، لذلك و لكي اضمن سلامة الجميع ، قررت عمل طقوس ' عهد الدم ' معهم "
End flashback
" مينا! انتظري "
قاطع شرودي ذلك الصوت من خلفي لألتفت نحو مصدر الصوت بتسائل قبل ان تتحول نظراتي لغضب و عدائية .
" من الأفضل لك ان تبتعد عن وجهي الأن ، لقد اخبرتك الا تحاول الاقتراب مني مجدداً " ضحكت بسخرية لأكمل " ام ان ما فعله اخيك و رفاقه جعلك تظن اننا سنصبح اصدقاء ، هذا لن يحدث ابداً "
" يجب على ان اتحدث معكي ، ان.... ، مهلاً ما الذي تعنيه؟ ما الذي فعله اخي؟ "
ضحكت بسخرية بينما اقترب نحوه انظر لعينيه بعداء " يا إلهي ، ها انت مجدداً تتظاهر بالغباء " اقتربت من اذنه لأهمس بجانبها بتهديد و غضب " اخبر اخيك ان تظاهره بحماية اختي و الاصابة بدلاً عنها لن تنطلي علينا ، ربما نجح بإقناع اختي للدخول لحدود قطيعنا ، لكنه لن يستطيع ان يمس اى فرد من قطيعنا بأذى ، اقسم اننا سندفنكم احياء قبل حتى ان تفكروا بذلك " نظرت نحوه بتحدي قبل ان التفت و اتركه يقف في منتصف الرواق .
( چونجكوك )
وقفت متجمداً في مكاني لا استطيع استيعاب ما اخبرتني به للتو ، تحركت بخطوات مسرعة لألحق بها و اسحبها من معصمها خلفي بعيداً عن الرواق المزدحم بالطلاب .
" ما الذي تفعله؟ هل جننت ايها اللعين؟ كيف تسمح لنفسك بسحبي بهذا الشكل؟ "
تجاهلت لعناتها الغاضبة و و تذمرها من خلفي لأسير مكملاً حتى وصلت إلى باب سلم الطوارئ لأقوم بفتحه ساحباً ايها للداخل .
" ها نحن ، و الأن ستخبريني بكل ما تعلمينه بشأن اخي "
اخبرتها بينما احجزها بين الحائط و بيني .
" انت بالتأكيد احمق ، او ربما لديك امنية موت ، ما الذي تظن نفسك تفعل... "
" اريد ان اعلم كل شيء بدون مماطلة مينا ، ما الذي تعنيه بان اخي مصاب؟ " قاطعتها بحدة و نظرات مصممة .
" و كأنك لا تعلم " اخبرتني بسخرية لتختفي تلك الابتسامة الساخرة من وجهها و تنظر لوجهي الغاضب بشك و تشتت .
" انت حقاً لا تعلم بأى شيء؟ " سألتني بشك لأتنهد بإنزعاج .
" اللعنة ، اقسم ان ليس لي علم بأيً من هذا ، انا لا اتدخل في امور الصيد ابداً "
" إذاً.... انت لا تعلم بشأن تعويذة الربط بين اختي واخيك؟ " سألتني بشك مجدداً لأنظر لها بتشتت .
" عن ماذا تتحدثين ؟ ، اى تعويذة ربط ؟ "
" اسمع يا هذا، انا حقاً لست متفرغة لسرد القصص ، لدي ما يكفيني هنا ، كل ما استطيع قوله لك ان من سوء حظ اختي العزيرة حياة اخيك مربوطة بحياة اختي ما يصيبه يصيبها و العكس بسبب تعويذة غبية لا نستطيع التخلص منها "
نظرت لها بتشتت احاول استيعاب ما اخبرتني به للتو .
" كيف حدث هذا؟ هل اختك من فعلت هذا ؟ "
ضحكت بسخرية لتنظر لي بإزدراء " من المستحيل ان تسمح اختي بأن يتم ربطها بشخص لعين قاتل كأخيك ، انها معاهدة لعينة ما كان يجب ان تحدث ، دع اخيك الحبيب يخبرك بشأنها ، و الأن اذا سمحت اغرب عن وجهي قبل ان اقلع رأسك عن جسدك الأن " اخبرتني بغضب من بين اسنانها لأتحدث متجاهلاً ما قالته .
" لما اخي مصاب؟ ماذا حدث له؟ هل بسبب تلك التعويذة ؟ و اين هو الأن ؟ "
" لما تسألني انا و اللعنة ؟ فقط اذهب و اسأل اخيك... "
" انا لم ارى اخي منذ عدة ايام ، لم يعد للمنزل ولا يرد على مكالماتي ، لا اعرف عنه اى شيء ، و الان اعلم منكي انه مصاب و لا اعرف حتى اين هو ، انتي بالتأكيد تعلمين كيف اشعر "
ساد الصمت بيننا لا احد منا نطق بشئ بينما تنظر إلى وجهي بتأمل ، قطعت انا الصمت اسألها بترجي .
" انتي تعلمين مكان اخي ، اليس كذلك؟ "
اومئت لي بإقتضاب لكن بملامح اقل حدة لأكمل مرخياً قبضتي حولها " اخبريني اين هو ؟ ، ارجوكي "
" حتى و ان اخبرتك لن تسطيع ان تصل وحدك ، انه يقيم في احد ممتلكاتنا خارج حدود القطيع ، لكي تصل لها يجب ان تكون على علم بطرق الغابة جيداً ، سوف اضطر لإصالك إلى هناك "
ارتخت ملامحي لأنظر لها بإمتنان " شكرا لكي "
" انا لا اريد شكرك ، اريد ان تقنع اخيك بأن يبتعد عنا و يتوقف عن الاعيبه الحقيرة "
اومئت لها بالموافقة " اعدك مينا انني لن اسمح له بإذائكم "
" لنتحرك الأن إذاً ، اختى سترسل احد لإصالي بعد المدرسة و لن استطيع إصطحابك له "
تحركت امامي لأتبعها بصمت إلى ان توقفت عند مجموعة من الفتيان يقفون في رواق المدرسة و يتمازحون معاً ، التفت احدهم نحوها ليترك البقية و يذهب لها .
" ماذا الأن ايضاً مينا؟ لدي شعور سيء اليوم انه سيقطع رأسي بسببك " اخبرها الفتى بسخرية لتقلب عينيها بإنزعاج .
" لست في مزاج جيد للمزاح هونجسوك ... اريد استعارة دراجتك النارية "
" لقد اخبرتك ان لدي شعور سيئ ، ما الكارثة التي تخطتين لها ؟ " القى نظرة نحوي بشك قبل ان يعيد النظر لها من جديد .
" اعدك انه لن يحدث شيء ، سوف تخرج من المدرسة اليوم و تجدها مكانها كما هى ، كما انني سأتولى نوبة الحراسة يوم السبت القادم بدلاً عنك "
نظر لها بتفكير بينما يحرك شعره قبل يخرج مفتاح من جيبه " حسناً ، صفقة لا بأس بها ، اريد ان اجدها مكانها مينا في حالتها " اخبرها بتحذير بينما يضع المفتاح على راحة يدها بتردد .
" لنذهب " اخبرتني دون ان تنظر لي لأتبعها إلى خارج المدرسة حيث تستقر دراجة نارية سوداء اللون .
" انا من سيقود " اخبرتها بينما اسبقها نحو الدراجة .
" لماذا؟ اتخاف ان اتسبب بحادث لأقتلك؟ " تسائلت بضحكة ساخرة .
" لا ، بل لا احب ان ابدوا كالأحمق بينما اركب دراجة نارية خلف فتاة "
ضحكت بقوة على تصريحي " انت لا تخاف ان استغل الفرصة و اقوم بقتلك ، لكنك خائف من ان تبدوا كالأحمق بينما تجلس خلفي على دراجة، يالك من سخيف طفولي "
" فسريها كما شئتي " حركت كتفاى بعدم مبالة لأمد يدي نحوها اطالبها بتسليم المفاتيح لي ، لتقوم بتسليمها لي بإبتسامة ساخرة .
" تمسكي بي جيداً " اخبرتها بعد ان صعدت إلى الدراجة لتقوم بالصعود خلفي لأنبهها بعد ان وجدتها تجلس مبتعدة .
" لا تقلق لن اموت بسهولة ، يمكنني تدبر امر نفسي "
" حسناً، كما تريدين " حركت كتفاى بعدم اكتراث لأنطلق بالدراجة .
********************
" وضعك يتحسن مع الوقت ، سوف تلتأم جميع جروحك قريباً ، لا انصحك بالحركة الكثيرة حتى تلتأم تماماً " اسند چونميون ظهره على الوسادة خلف ظهره بعد ان انتهت چيسو من تغير الضمادات و وضع الاعشاب التي صنعتها لعلاجه .
" كم ستستغرق لتلتأم ؟ "
" اسبوع اخر على الأكثر ، إذا التزمت بنصيحتي بالطبع " اخبرته بينما تضع ادواتها في الحقيبة إستعداداً للذهاب .
" هل هناك اى اخبار بشأن اتفاقنا ؟ " انهت اغلاق حقيبتها لتلقي نظرة عليه بتفكير .
" سوف تتحدث معك الألفا بشأن الأمر قريبا ، هذا كل ما استطيع اخبارك به " التفتت لتخرج من الباب لتتوقف امام الباب فجأة بعد ان اصطدمت بجايهيون الذي كان على وشك الدخول .
" اعتذر " اخبرها بإبتسامة هادئة بينما يبتعد عن الباب ليسمح لها بالخروج .
" لا بأس " اخبرته بإختصار بينما تمر متجنبة النظر نحوه التفت ليلقي نظرة اخيرة نحوها بينما تبتعد .
" ماذا فعلت بشأن ما اخبرتك به؟ " قاطعه چونميون بتساؤل ليلتفت الأخر له و يقترب حيث كان يجلس جونميون على سريره .
" ارسلت تقرير للمقر اخبرتهم اننا ذاهبين لنتفحص المنطقة لبضعة ايام كما طلبت ، و هيري بقت في المنزل لتبحث عن تقارير الصيد القديمة لوالديك ، سوف تنتهي و تلحق بي " اومئ له بنظرة شاردة غارق في كل تلك الألغاز و الافكار التي لا تترك عقله .
" هل تظن اننا سنعثر على شيء يوصلنا لما حدث في الماضي ؟ " قاطع شروده صوت چايهيون ليلتفت له يحاول استعادة تركيزه .
" آمُل ذلك ، لن اهدء حتى اعثر على من تسبب بكل تلك الفوضى "
" ما لا افهمه لما لا ترغب بإطلاع السيد جونهو بما يحدث ؟ ربما يخبرنا بشئ يوصلنا إلى ما نبحث عنه "
" لا ، ناهيك عن اننا سنتعاون مع مستذئبين ، هل تظن بان عمي سيكون سعيد بفكرة ان نتعاون مع القطيع الذي يظن انه تسبب في قتل اخيه و زوجته ، لا اريد ان يصل له ايً من هذا "
" حس.. " توقف چايهيون عن التحدث بعد ان قاطعهم طرق على الباب ، التفت چايهيون ليفتح الباب بينما يلمس سلاحه بحظر ، لتقع يده فجأة بصدمة بعد ان اصطدمت عينيه بالواقف امام الباب قبل ان يقاطعه صوت چونميون .
" من القادم ؟ ، هل هى هيري ؟ "
" لا بل اخيك الأحمق الذي لا يعلم اى شيء عنك " ابتعد من امام چايهيون ليدخل ناظراً نحو اخيه بغضب .
" چونجكوك ؟ كيف اتيت إلى هنا ؟ " قفز من سريره بصدمة بينما يقترب نحو اخيه متناسياً جروح ظهره التي لم تلتئم بعد و الضمادات الملتفة حول جسده .
تجمد چونجكوك في مكانه بعد ان وقعت عينيه على جسد اخيه المليئ بالضمادات ليرفع نظره نحو وجه اخيه بصدمة ممزوجة بغضب .
" انت حقاً مصاب... متى كنت تنوي إخباري بما يحدث؟ ، ام انك كنت تنتظر إلى ان تقتل لأعلم بالأمر عبر إخطار من المقر "
" ما كان يجب ان تتواجد هنا چونجكوك ، كيف علمت بمكاننا؟ و من اخبرك بالأمر ، هل هيري من فعلت هذا؟ ... "
قاطعه چونجكوك بضحكة خالية من المرح ليقترب منه بغضب " هل هذا كل ما يهمك ، من اخبرني بالأمر ، كان عليك انت من يخبرني بما يحدث هنا ، لا ان اعلم بذلك صدفة ، و لا ليست هيري عزيزتك ، بل اخت من قمت بإختطافها لتقتلها ، اخبرتني ان اقول لك ان تبتعد عنهم و تتركهم و شأنهم و ان توقف عن الاعيبكم ، ما الذي تفعله و اللعنة ؟ "
" من اين تعرفها ؟ هل اتت و قامت بتهديدك ؟ " قال من بين اسنانه بغضب لأيتنهد چونجكوك بنفاذ صبر .
" لم يهددني احد ، هي فقط اتت و تحدثت معي ، تظن بأنني اعرف ما يفعله اخي من خلف ظهري "
هدئت تعابيره بعد ان زال سوء الفهم بشأن انهم يهددون اخيه ، التفت ليجلس على حافة سريره بإرهاق .
" منذ متى و انت تهتم بشأن ما نقوم به؟ لقد اردت دائماً الإبتعاد عن امور الصيد ، اخر مرة تحدثنا بها اخبرتني انك لا تود الاشتراك في اموري اللعينة و الأن تغضب لأنني لم اخبرك بما يحدث " اخبره بإبتسامة ساخرة خالية من المرح .
" اردت الابتعاد ان صيد المستذئبين و قتلهم بوحشية دون سبب ، ليس ان تخفي عني امراً كهذا ، ليس ان اعلم ان اخي مصاب بجراح بليغة صدفة... و اجل ايضاً هناك تعويذة تربط حياته بحياة احد اعدائه "
" هل اخبرتك بذلك ايضاً؟ "
" لم تخبرني بالكثير ، كل ما اخبرتني به بشأن التعويذة و انها بسبب معاهدة ما ، و انك ستشرح الأمر ، كما ارجوا منك ان تفعل ، عن اى معاهدة تتحدث؟ "
تنهد چونميون ليضغط على جبينه بإرهاق " حسناً ، فلتجلس لنتحدث ، سوف يتوجب عليك معرفة الأمر عاجلاً او اجلاً "
*************************
( چينا )
" هل تظنين انهم سيوافقون على المعاهدة؟ " سألني لاى بينما نقطع الغابة سيراً متجهين إلى الكوخ حيث يقيم مجموعة الصيادين .
" لابد لهم ان يوافقوا ان ارادوا ان اسمح لهم بالقدوم ، انا فقط اتبع معهم القوانين التي نتبعها مع من هم خارج القطيع "
" تتوقعين ان يتأقلم القطيع مع امر وجودهم ؟ "
" لا اعلم حقاً ، حتى انا لا اصدق انني وافقت على امر كارثي كهذا ، إن علم احد القطعان الآخرى بتواجد صيادين يعيشون داخل ارضنا ، سوف تكون كارثة ، لا يجب ان يترسب هذا إلى الخارج مهما حدث "
توقفت عن التقدم بعد ان اصبح الكوخ على مرمى بصرهي .
" ها نحن ، هل انتي مستعدة لبدأ الكارثة " اخبرها لاى بنبرة مازحة .
" لا مفر من الأمر ، سوف ادخل بمفردي ، تفقد المكان لا اريد اى فرصة ان يعلم احد بما سيدور من حديث هنا ، لا اريد لهذا ان يتسرب كما حدث بشأن حادثة اسري " اومئ لاى لي قبل ان يركض و يتحول لهيئة الذئب .
.
.
.
" لن اسمح لك بالتدخل في ذلك "
" لقد اردتني دائماً ان اتدخل ما الذي تغير چونميون "
" انت لست مستعد لتتواجد في تلك الفوضى "
" انه مجرد هراء انت تعلم هذا ، و ان كان الوضع بهذا السوء انت بحاجة لي هنا اكثر من اى وقت ، انا ايضاً اود ان اعلم الحقيقة ، لست وحدك من يريد ان يعلم من تسبب بقتل والدينا و تسبب بكل تلك الفوضى و العداء "
" اعتذر للمقاطعة " توقف ذلك الصياد المدعوا چونميون و اخيه الصغير الذي تعرفت عليه فور رؤيته عن شجارهم الذي كنت اسمعه على بعد 6 امتار من الكحوخ لينتبهوا لوجودي اقف امام باب الكوخ .
" لا بأس بإمكانكِ الدخول "
" لن يطول بقائي كثيراً ، اتيت لأتحدث معك بشأن عرضك "
" سأخرج انا و چونجكوك حتى تستيطيعوا التحدث " اخبرني مساعده لألقي نظرة حول المكان ، لا ارى تلك اللعينة التي معهم هنا ، هذا جيد ، لا رغبة لي بالتعامل مع المزعجين .
خرج مساعده مع اخيه لنبقى انا و هو بمفردنا داخل الكوخ .
" اجلسي لنتحدث " جلس على مقعد امام الطاولة الصغيرة في منتصف الغرفة لأجلس امامه انظر له بوجه خالي من التعابير .
" إذاً ما هو قرارك بشأن ما عرضته عليكي ؟ "
" صمت قليلاً احرك اصابعي على الطاولة بعشوائية ، و كأنني استطيع التهرب من الإجابة طوال حياتي .
" نحن موافقون على الاتفاق و دخولك ارضنا ايضاً "
" قرار حكيم "
" لكن هناك شرط ، كي نستطيع السماح لك بالدخول إلى ارضنا ، نحتاج إلى ضمان اننا لن نتعرض للخيانة من قبلكم ، كما تعلم لدينا ماضي سئ للغاية مع ' الثيرون ' "
" و ما هو هذا الضمان ؟ "
" عهد الدم " نظر لي بتساؤل .
" ما الذي يعنيه هذا "
" انه عهد يتم عقده عند دخول شخص غريب عن القطيع حدود قطيع آخر حتى نضمن ان الطرف الآخر لن يقدم على اى خيانة ، انه اشبه بوعد لا يمكن خيانته ، بمجرد فعله من يؤذي اى احد من قطيعي حتى لو كان بغير عمد ' عهد الدم ' سيتسبب بموته ، سوف يشارك به كل من سيخطوا داخل حدودنا "
" موافق "
لم اتوقع ان يوافق بتلك السرعة ، ربما بعض المعارضة ، الإنزعاج ، لكن ان يوافق بكل هذه تلك الثقة....
" عليك ان تعرف اولاً ان عهد الدم يعطينا ضمانات انكم لن تؤذونا على ارضنا و لكن لا يضمن لكم المثل " ابتسمت بسخرية بداخلي بينما اخبره بذلك ، لنرى ان كان سيوافق على ذلك ايضاً ، ان عهد الدم هو قانون لحماية القطعان من التعرض للخيانه لكن لا احد يوافق عليه بسبب تلك الثغرة به لا يمكنك ان تخون و لكن ليس لديك ضمان انك لن يتم خيانتك ، متشوقة لأرى وجهه الخالي من التعابير يتحول للتوتر .
" موافق "
" ماذا؟ " لم ادرك انني تحدثت بصوت يبدوا عليه الصدمة لأحمحم احاول استعادة رابطة جأشي .
" اعلم انكم لن تقوموا بخيانتنا "
" ما الذي يجعلك واثق هكذا ؟ ، في النهاية نحن مازلنا اعداء "
" لقد قام والدينا بمعاهدة بيننا ، و رغم ذلك الحادث الذي تسبب بسوء الفهم بيننا و مهاجمة الثيرون لقبيلتكم ، لم تحاولوا مهاجمتنا ، انا حقاً منبهر بذلك الثبات "
هل ما اراه في عينيه نظرة تقدير ؟ ذلك المتوحش عديم الرحمة ؟ لابد ان اصابته خطيرة حقاً ليتصرف هكذا .
" ما لم يفهمه ' الثيرون ' حتى الأن ، ان معظم فصيلتنا ، لا نية لها بأذية البشر بأى شكل ، نحن فقط نريد ان تدعونا و شأننا ، لكن خوف البشر المريض و تعطشهم لان تكون لهم السيادة هي من صنعت كل بحر الدماء هذه ليس نحن "
نظر بشرود و كأنه يستعيد ذكرى ما ، قبل ان ينظر لي مجدداً بنظرة مشتتة من الافكار و بعد من الحزن الذي لاحظته في عينيه .
" اعتقد ان ابي كان يحمل نفس افكارك بشأن الأمر ، لو كان حياً لما اضطررنا للمرور بكل هذا ، لذا انا لن اهدء حتى اجد من تسبب بكل تلك الفوضى "
" لدينا هدف مشترك "
" نحن متفقين إذاً ؟ " نهض من كرسيه ليقترب بجانب الكرسي الخاص بي لأقف و انظر باتجاه يده الممدودة لي ، ربما لو اتى احد منذ بضعة ايام و اخبرني ان هذا سيحدث كنت لأقطع رأسه ، يا لها من سخرية .
مددت له يدي على مضض لأومئ بالموافقة بإقتضاب .
**************************
to be continued.....
بدأ يظهر باب كبير اسود على مرمى بصره و يظهر معه صوت رجل يصرخ بألم ، فتح الباب بهدوء ليظهر امامه رجل يجلس على كرسي عرش اسود و بيده كوب من النبيذ الاحمر ، كان يرتدي معطف اسود طويل مفتوح ليظهر جسده المليئ بالعضلات و الوشوم من تحته و سروال اسود و شعر اسود منسدل على جبينه بحرية كالهالة المظلمة التي تحيطه و كل شيء من حوله .
" الفا " انحنى الرجل الضخم البنية بإتجاه الرجل الجالس على العرش لينقل نظره من الكأس إلى الرجل امامه بتكاسل قبل ان يرفع يده ناظراً للفتاة التي تقف في احد جوانب تلك القاعة العملاقة و امامها ذلك الفتى المقيد يصرخ بألم ، حركت عينيها بإنزعاج قبل ان تحرك يدها في الهواء ليتوقف الفتى عن الصراخ .
" ماثيو! ، اتمنى ان تكون معك الاخبار التي انتظرها " اخبره بينما يرتشف بعضاً من كأسه .
" للأسف الفا ، ليست اخبار جيدة "
اخبره ماثيو لتتجمد يده الممسكة بالكأس و ينظر بحدة اتجاهه .
" ما الذي تعنيه؟ "
" من ارسلناهم ليحضروها ، لم يعد ايً منهم حياً، جميعهم تم قتلهم "
انتفض من عرشه بغضب ليضغط بقوة على الكأس لينكسر بين يده ليلتفت نحو الفتاة عبر الغرفة لتتغير تعابير وجهها للإرتباك .
" سومين! لقد وعدتني انك ستصنعين مستذئبين لا يقهروا، و ليست مجرد دمى حمقاء لا تنفع فأى شيء "
اقتربت باتجاهه رغم كل الغضب الذي يجعل اشد و اقوى الرجال يرغبون بالهرب ، لتمد يدها نحوه بتردد .
" اهدء كينو ، لابد ان هناك امراً ما حدث ، لقد كانت خطتنا تسير كما نريد ، هي خارج الحدود و عدد قليل من الحراس ، مستحيل ان يتمكنوا من هزيمتهم بتلك البساطة ، سوف ارسل جواسيسي و استعلم عن ما حدث ، اعد...."
" لكنهم هُزِموا ، و اريد تفسير للأمر الأن " اخبرها بنبرة مخيفة مهددة بينما يقترب منها اكثر ليتحدث بجانب اذنها بنفس نبرة التهديد .
" انا اريدها بين يداى ، لا اريد المزيد من الاعذار ، اريد آخرين اكثر قوة و فتكاً "
" سوف تحصل على كل ما تريد اعدك "
****************
( مينا )
اسير بخطوات غاضبة في ممرات المدرسة نحو خزانتي ، لا استطيع التوقف عن التفكير فيما حدث البارحة ، لا استطيع تصديق ما يحدث و اللعنة ، انها مزحة كبيرة سخيفة ، كل ما يحدث هو مزحة حتماً ، و من المفترض ان اتقبل الأمر فقط ، اتقبل ذلك القرار اللعين دون ان استطيع فعل اى شيء .
قاطع تفكيري صوت اهتزاز هاتفي لألتقطه بإهمال بينما اتوقف عند خزانتي .
( چينا : ردي على هاتفك و اللعنة )
تلقيت رسالتها لأقلب عيناى بضجر لأنزل يدي استعدادا لأرجعه إلى جيبي ليهتز مجدداً .
( چينا : توقفي عن التصرف بطفولية و الهرب عندما تغضبين ، انا لن امرر لكي مبيتك خارج ارض القطيع )
اغلقت هاتفي كلياً بغضب لأرميه داخل حقيبتي .
" لا تجيد سوى اعطاء الاوامر اللعينة " تمتمت بها من بين اسناني بينما اقوم بفتح الخزانة ، متفاجأة انها لم تنخلع في يدي في تلك اللحظة .
" مكالمة لكي هنا " التفت باتجاه الصوت لأجد هونجسوك يستند بجانب خزانتي بتكاسل و يمد يده التي تحمل الهاتف .
" منذ متى و انا اتلقى مكالماتي على هاتفك ؟ " اخبرته بسخرية بينما التفت متجاهلة وجوده .
" انا لا اريد التدخل في مشاكلك انتي و الالفا ، ليس لدي امنية موت هنا ، انها غاضبة للغاية ، و اخبرتني ان اقول لكي إن لم تجيبي ستأتي للبحث عنكِ بنفسها "
تنهدت بإنزعاج قبل ان اخذ الهاتف من يده بإمتعاض .
" ماذا؟ " اجبتها من بين اسناني بينما ابتعد عن مرمى سمع هونجسوك .
" انتي تتصرفين بطفولية بالكامل مينا ، اتنوين ان تفقديني صوابي ، تركك للقطيع و الرحيل بذلك الشكل المستهتر دون تفكير بالعواقب "
ابعدت الهاتف عن اذني التي تكاد تنزف من قوة صراخها .
" لا تتوقعي مني ان اتصرف بتعقل بينما قراراتك الكارثية سوف تفقدني صوابي "
" تعلمين انه ليس لدي خيار "
" و انتي لا تتوقعين مني بالتأكيد ان اوافق بهدوء على ذلك الجنون "
تنهدت عبر الهاتف بإنزعاج " فقط عودي للمنزل و دعينا نتحدث ببعض العقلانية ، لا مزيد من البقاء خارج المنزل مينا ، لن اسمح بذلك ، سوف ارسل لكي سانجمين ليحضرك و ان حاولتي الهرب لا تلوميني بعد ذلك ، انه امر من الالفا و ليس اختك " اخبرتني بحدة و غضب قبل ان اسمع صوت اغلاق الهاتف .
التفت بإنزعاج بينما اعود ادراجي لأرمي الهاتف إلى هونجسوك ليلتقطه " على الرحب ، مينا " قالها بسخرية لأقلب عيناى و اتركه و اكمل سيري .
تنهدت بإنزعاج بينما يستعيد عقلي ذكرى ذلك الإجتماع الكارثي بالأمس .
flashback
تعالت الهماسات و الشهقات المصدومة فور اعلان ذلك القرار الذي كان تأثيره كالقنبلة على جميع المجتمعين في ساحة القبيلة ، بينما وقفت انا متجمدة في مكاني لا استطيع استيعاب ما اعلنته چينا للتو امام جميع القطيع .
" هذا لا يمكن؟ "
" مستحيل ان تسمحي لصيادين ان يدخلوا ارضنا "
" كيف يمكننا قبول شئ كهذا ؟ "
" بقاء صيادين يعيشون معنا ، انها كارثة "
اخذ الجميع بالأعتراض و الهجوم على ذلك القرار و نظرات الصدمة و الاستنكار تعلوا وجوههم ، انا لا الومهم ، لابد ان اختي قد فقدت صوابها كلياً .
نظرت چينا نحو وجوههم المصدومة الهلعة بثبات منصتة إلى جميع تلك الكلمات .
" اهدئوا جميعاً و انصتوا إلي " امرتهم ليتوقف الجميع عن التهامس و يقفوا في صمت ينظرون لها .
" لقد علمتم بالفعل بشأن الاتفاق الذي عقده والدي مع رئيس الثيرون السابق لحماية قبيلتنا و الذي تم ختمه بتعويذة تربط حياتي بحياة ابنه "
" اجل و الذي تسببت بقتل معظم افرادنا و مقتل والدينا " قاطعتها بينما انظر لها بغضب لا يمثل شيئاً بالنسبة للغضب بداخلي .
" ما حدث في الماضي ترك اثر في قلوبنا جميعاً ، و غضب شديد اتجاه الثيرون ، لقد اعتقدنا طوال ذلك الوقت انهم خانونا و نقضوا الاتفاق ، رغم رفضي لتلك التعويذة التي قيضت حياتي باحد اعدائنا لكنها كشفت حقيقة لم نكن لننتبه لها ، انه لم يتم خيانتنا من قبل الثيرون بل تم خداع الطرفين بغرض إفساد اتفاقنا "
تعالى التهامس مجدداً بإستنكار ما اعلنت عنه للتو .
" لكنهم من هاجمونا و قتلوا عائلاتنا " قاطعها صوت آخر من افراد القطيع لكنني لم التفت حتى لأبقى انظر لوجهها بصدمة انتظر ان تتوقف عن هذا الهراء التي تتكلم عنه ، ماذا حدث لها و اللعنة؟
" اجل انهم من قاموا باذيتنا "
" اعلم انهم من هاجمونا ، الجميع هنا خسر الكثير في ذلك الوقت ، لكن هم ايضاً تم مهاجمتهم ، هناك من دبر لقتل رئيس الثيرون و من معه ليبدوا اننا من فعل هذا ثم حدث الهجوم علينا ، انا لا ادافع عنهم لهجومهم علينا بل مازلت ادينهم ، لكن ايً كان من تسبب بهذا فهو حر طليق بينما تسبب بكل هذا الدمار و موت الكثير منا ، و انا لن اهدء حتى اجده "
" حتى و ان كان صحيح لا يمكن ان ندخل ' الثيرون ' حدودنا من جديد ، هذه حماقة " اخبرتها بإستنكار من بين اسناني التي تكاد تنكسر من غضبي .
" اجل ، هذا جنون كلياً " قام بتأيدي احد افراد القطيع لتتعالى الهماسات مجدداً .
" و انا ايضاً لست راغبة بذلك بل انا اكثر من يرفض الأمر ، خاصتاً بعد تلك الكارثة التي حلت علينا ، لكن بسبب تلك التعويذة هناك نقطة ضعف تهدد حياتي بالخطر توجد خارج حدودنا ، انها فرصة لا يمكن ان يفوتها الاعداء ، تعلمون بشأن محاولة اغتيالي و انهم من انقذونا ، لقد فعلوا هذا لأنهم يعلمون خطورة تلك التعويذة على قائدهم و انها تجبرهم على حمايتي ، و انتم تعلمون ان استطاع احد قتله فسيتم القضاء على ايضاً ، لو نحن بظروف اخرى لتركتهم ينالوا منه دون خوف على حياتي لكننا الأن في حالة حرب ، قطيع ' نوير ' يمكن ان يهجم علينا في اى لحظة لذا هذا وقت سئ لتواجد نقطة ضعف تسير في الخارج "
ساد الهدوء في المكان ينظرون إلى بعضهم بتردد و بعض الخوف و القلق قبل ان يتحدث احدهم .
" حسنا معكي حق ، لكن كيف لنا ان نثق بهم بتلك البساطة انهم صيادون "
نظرت لهم للحظات قبل ان تتحدث مجدداً بنبرة قوية ثابتة .
" لقد فكرت كثيراً قبل ان اصل لهذا القرار و افكر في جميع الاحتمالات، لذلك و لكي اضمن سلامة الجميع ، قررت عمل طقوس ' عهد الدم ' معهم "
End flashback
" مينا! انتظري "
قاطع شرودي ذلك الصوت من خلفي لألتفت نحو مصدر الصوت بتسائل قبل ان تتحول نظراتي لغضب و عدائية .
" من الأفضل لك ان تبتعد عن وجهي الأن ، لقد اخبرتك الا تحاول الاقتراب مني مجدداً " ضحكت بسخرية لأكمل " ام ان ما فعله اخيك و رفاقه جعلك تظن اننا سنصبح اصدقاء ، هذا لن يحدث ابداً "
" يجب على ان اتحدث معكي ، ان.... ، مهلاً ما الذي تعنيه؟ ما الذي فعله اخي؟ "
ضحكت بسخرية بينما اقترب نحوه انظر لعينيه بعداء " يا إلهي ، ها انت مجدداً تتظاهر بالغباء " اقتربت من اذنه لأهمس بجانبها بتهديد و غضب " اخبر اخيك ان تظاهره بحماية اختي و الاصابة بدلاً عنها لن تنطلي علينا ، ربما نجح بإقناع اختي للدخول لحدود قطيعنا ، لكنه لن يستطيع ان يمس اى فرد من قطيعنا بأذى ، اقسم اننا سندفنكم احياء قبل حتى ان تفكروا بذلك " نظرت نحوه بتحدي قبل ان التفت و اتركه يقف في منتصف الرواق .
( چونجكوك )
وقفت متجمداً في مكاني لا استطيع استيعاب ما اخبرتني به للتو ، تحركت بخطوات مسرعة لألحق بها و اسحبها من معصمها خلفي بعيداً عن الرواق المزدحم بالطلاب .
" ما الذي تفعله؟ هل جننت ايها اللعين؟ كيف تسمح لنفسك بسحبي بهذا الشكل؟ "
تجاهلت لعناتها الغاضبة و و تذمرها من خلفي لأسير مكملاً حتى وصلت إلى باب سلم الطوارئ لأقوم بفتحه ساحباً ايها للداخل .
" ها نحن ، و الأن ستخبريني بكل ما تعلمينه بشأن اخي "
اخبرتها بينما احجزها بين الحائط و بيني .
" انت بالتأكيد احمق ، او ربما لديك امنية موت ، ما الذي تظن نفسك تفعل... "
" اريد ان اعلم كل شيء بدون مماطلة مينا ، ما الذي تعنيه بان اخي مصاب؟ " قاطعتها بحدة و نظرات مصممة .
" و كأنك لا تعلم " اخبرتني بسخرية لتختفي تلك الابتسامة الساخرة من وجهها و تنظر لوجهي الغاضب بشك و تشتت .
" انت حقاً لا تعلم بأى شيء؟ " سألتني بشك لأتنهد بإنزعاج .
" اللعنة ، اقسم ان ليس لي علم بأيً من هذا ، انا لا اتدخل في امور الصيد ابداً "
" إذاً.... انت لا تعلم بشأن تعويذة الربط بين اختي واخيك؟ " سألتني بشك مجدداً لأنظر لها بتشتت .
" عن ماذا تتحدثين ؟ ، اى تعويذة ربط ؟ "
" اسمع يا هذا، انا حقاً لست متفرغة لسرد القصص ، لدي ما يكفيني هنا ، كل ما استطيع قوله لك ان من سوء حظ اختي العزيرة حياة اخيك مربوطة بحياة اختي ما يصيبه يصيبها و العكس بسبب تعويذة غبية لا نستطيع التخلص منها "
نظرت لها بتشتت احاول استيعاب ما اخبرتني به للتو .
" كيف حدث هذا؟ هل اختك من فعلت هذا ؟ "
ضحكت بسخرية لتنظر لي بإزدراء " من المستحيل ان تسمح اختي بأن يتم ربطها بشخص لعين قاتل كأخيك ، انها معاهدة لعينة ما كان يجب ان تحدث ، دع اخيك الحبيب يخبرك بشأنها ، و الأن اذا سمحت اغرب عن وجهي قبل ان اقلع رأسك عن جسدك الأن " اخبرتني بغضب من بين اسنانها لأتحدث متجاهلاً ما قالته .
" لما اخي مصاب؟ ماذا حدث له؟ هل بسبب تلك التعويذة ؟ و اين هو الأن ؟ "
" لما تسألني انا و اللعنة ؟ فقط اذهب و اسأل اخيك... "
" انا لم ارى اخي منذ عدة ايام ، لم يعد للمنزل ولا يرد على مكالماتي ، لا اعرف عنه اى شيء ، و الان اعلم منكي انه مصاب و لا اعرف حتى اين هو ، انتي بالتأكيد تعلمين كيف اشعر "
ساد الصمت بيننا لا احد منا نطق بشئ بينما تنظر إلى وجهي بتأمل ، قطعت انا الصمت اسألها بترجي .
" انتي تعلمين مكان اخي ، اليس كذلك؟ "
اومئت لي بإقتضاب لكن بملامح اقل حدة لأكمل مرخياً قبضتي حولها " اخبريني اين هو ؟ ، ارجوكي "
" حتى و ان اخبرتك لن تسطيع ان تصل وحدك ، انه يقيم في احد ممتلكاتنا خارج حدود القطيع ، لكي تصل لها يجب ان تكون على علم بطرق الغابة جيداً ، سوف اضطر لإصالك إلى هناك "
ارتخت ملامحي لأنظر لها بإمتنان " شكرا لكي "
" انا لا اريد شكرك ، اريد ان تقنع اخيك بأن يبتعد عنا و يتوقف عن الاعيبه الحقيرة "
اومئت لها بالموافقة " اعدك مينا انني لن اسمح له بإذائكم "
" لنتحرك الأن إذاً ، اختى سترسل احد لإصالي بعد المدرسة و لن استطيع إصطحابك له "
تحركت امامي لأتبعها بصمت إلى ان توقفت عند مجموعة من الفتيان يقفون في رواق المدرسة و يتمازحون معاً ، التفت احدهم نحوها ليترك البقية و يذهب لها .
" ماذا الأن ايضاً مينا؟ لدي شعور سيء اليوم انه سيقطع رأسي بسببك " اخبرها الفتى بسخرية لتقلب عينيها بإنزعاج .
" لست في مزاج جيد للمزاح هونجسوك ... اريد استعارة دراجتك النارية "
" لقد اخبرتك ان لدي شعور سيئ ، ما الكارثة التي تخطتين لها ؟ " القى نظرة نحوي بشك قبل ان يعيد النظر لها من جديد .
" اعدك انه لن يحدث شيء ، سوف تخرج من المدرسة اليوم و تجدها مكانها كما هى ، كما انني سأتولى نوبة الحراسة يوم السبت القادم بدلاً عنك "
نظر لها بتفكير بينما يحرك شعره قبل يخرج مفتاح من جيبه " حسناً ، صفقة لا بأس بها ، اريد ان اجدها مكانها مينا في حالتها " اخبرها بتحذير بينما يضع المفتاح على راحة يدها بتردد .
" لنذهب " اخبرتني دون ان تنظر لي لأتبعها إلى خارج المدرسة حيث تستقر دراجة نارية سوداء اللون .
" انا من سيقود " اخبرتها بينما اسبقها نحو الدراجة .
" لماذا؟ اتخاف ان اتسبب بحادث لأقتلك؟ " تسائلت بضحكة ساخرة .
" لا ، بل لا احب ان ابدوا كالأحمق بينما اركب دراجة نارية خلف فتاة "
ضحكت بقوة على تصريحي " انت لا تخاف ان استغل الفرصة و اقوم بقتلك ، لكنك خائف من ان تبدوا كالأحمق بينما تجلس خلفي على دراجة، يالك من سخيف طفولي "
" فسريها كما شئتي " حركت كتفاى بعدم مبالة لأمد يدي نحوها اطالبها بتسليم المفاتيح لي ، لتقوم بتسليمها لي بإبتسامة ساخرة .
" تمسكي بي جيداً " اخبرتها بعد ان صعدت إلى الدراجة لتقوم بالصعود خلفي لأنبهها بعد ان وجدتها تجلس مبتعدة .
" لا تقلق لن اموت بسهولة ، يمكنني تدبر امر نفسي "
" حسناً، كما تريدين " حركت كتفاى بعدم اكتراث لأنطلق بالدراجة .
********************
" وضعك يتحسن مع الوقت ، سوف تلتأم جميع جروحك قريباً ، لا انصحك بالحركة الكثيرة حتى تلتأم تماماً " اسند چونميون ظهره على الوسادة خلف ظهره بعد ان انتهت چيسو من تغير الضمادات و وضع الاعشاب التي صنعتها لعلاجه .
" كم ستستغرق لتلتأم ؟ "
" اسبوع اخر على الأكثر ، إذا التزمت بنصيحتي بالطبع " اخبرته بينما تضع ادواتها في الحقيبة إستعداداً للذهاب .
" هل هناك اى اخبار بشأن اتفاقنا ؟ " انهت اغلاق حقيبتها لتلقي نظرة عليه بتفكير .
" سوف تتحدث معك الألفا بشأن الأمر قريبا ، هذا كل ما استطيع اخبارك به " التفتت لتخرج من الباب لتتوقف امام الباب فجأة بعد ان اصطدمت بجايهيون الذي كان على وشك الدخول .
" اعتذر " اخبرها بإبتسامة هادئة بينما يبتعد عن الباب ليسمح لها بالخروج .
" لا بأس " اخبرته بإختصار بينما تمر متجنبة النظر نحوه التفت ليلقي نظرة اخيرة نحوها بينما تبتعد .
" ماذا فعلت بشأن ما اخبرتك به؟ " قاطعه چونميون بتساؤل ليلتفت الأخر له و يقترب حيث كان يجلس جونميون على سريره .
" ارسلت تقرير للمقر اخبرتهم اننا ذاهبين لنتفحص المنطقة لبضعة ايام كما طلبت ، و هيري بقت في المنزل لتبحث عن تقارير الصيد القديمة لوالديك ، سوف تنتهي و تلحق بي " اومئ له بنظرة شاردة غارق في كل تلك الألغاز و الافكار التي لا تترك عقله .
" هل تظن اننا سنعثر على شيء يوصلنا لما حدث في الماضي ؟ " قاطع شروده صوت چايهيون ليلتفت له يحاول استعادة تركيزه .
" آمُل ذلك ، لن اهدء حتى اعثر على من تسبب بكل تلك الفوضى "
" ما لا افهمه لما لا ترغب بإطلاع السيد جونهو بما يحدث ؟ ربما يخبرنا بشئ يوصلنا إلى ما نبحث عنه "
" لا ، ناهيك عن اننا سنتعاون مع مستذئبين ، هل تظن بان عمي سيكون سعيد بفكرة ان نتعاون مع القطيع الذي يظن انه تسبب في قتل اخيه و زوجته ، لا اريد ان يصل له ايً من هذا "
" حس.. " توقف چايهيون عن التحدث بعد ان قاطعهم طرق على الباب ، التفت چايهيون ليفتح الباب بينما يلمس سلاحه بحظر ، لتقع يده فجأة بصدمة بعد ان اصطدمت عينيه بالواقف امام الباب قبل ان يقاطعه صوت چونميون .
" من القادم ؟ ، هل هى هيري ؟ "
" لا بل اخيك الأحمق الذي لا يعلم اى شيء عنك " ابتعد من امام چايهيون ليدخل ناظراً نحو اخيه بغضب .
" چونجكوك ؟ كيف اتيت إلى هنا ؟ " قفز من سريره بصدمة بينما يقترب نحو اخيه متناسياً جروح ظهره التي لم تلتئم بعد و الضمادات الملتفة حول جسده .
تجمد چونجكوك في مكانه بعد ان وقعت عينيه على جسد اخيه المليئ بالضمادات ليرفع نظره نحو وجه اخيه بصدمة ممزوجة بغضب .
" انت حقاً مصاب... متى كنت تنوي إخباري بما يحدث؟ ، ام انك كنت تنتظر إلى ان تقتل لأعلم بالأمر عبر إخطار من المقر "
" ما كان يجب ان تتواجد هنا چونجكوك ، كيف علمت بمكاننا؟ و من اخبرك بالأمر ، هل هيري من فعلت هذا؟ ... "
قاطعه چونجكوك بضحكة خالية من المرح ليقترب منه بغضب " هل هذا كل ما يهمك ، من اخبرني بالأمر ، كان عليك انت من يخبرني بما يحدث هنا ، لا ان اعلم بذلك صدفة ، و لا ليست هيري عزيزتك ، بل اخت من قمت بإختطافها لتقتلها ، اخبرتني ان اقول لك ان تبتعد عنهم و تتركهم و شأنهم و ان توقف عن الاعيبكم ، ما الذي تفعله و اللعنة ؟ "
" من اين تعرفها ؟ هل اتت و قامت بتهديدك ؟ " قال من بين اسنانه بغضب لأيتنهد چونجكوك بنفاذ صبر .
" لم يهددني احد ، هي فقط اتت و تحدثت معي ، تظن بأنني اعرف ما يفعله اخي من خلف ظهري "
هدئت تعابيره بعد ان زال سوء الفهم بشأن انهم يهددون اخيه ، التفت ليجلس على حافة سريره بإرهاق .
" منذ متى و انت تهتم بشأن ما نقوم به؟ لقد اردت دائماً الإبتعاد عن امور الصيد ، اخر مرة تحدثنا بها اخبرتني انك لا تود الاشتراك في اموري اللعينة و الأن تغضب لأنني لم اخبرك بما يحدث " اخبره بإبتسامة ساخرة خالية من المرح .
" اردت الابتعاد ان صيد المستذئبين و قتلهم بوحشية دون سبب ، ليس ان تخفي عني امراً كهذا ، ليس ان اعلم ان اخي مصاب بجراح بليغة صدفة... و اجل ايضاً هناك تعويذة تربط حياته بحياة احد اعدائه "
" هل اخبرتك بذلك ايضاً؟ "
" لم تخبرني بالكثير ، كل ما اخبرتني به بشأن التعويذة و انها بسبب معاهدة ما ، و انك ستشرح الأمر ، كما ارجوا منك ان تفعل ، عن اى معاهدة تتحدث؟ "
تنهد چونميون ليضغط على جبينه بإرهاق " حسناً ، فلتجلس لنتحدث ، سوف يتوجب عليك معرفة الأمر عاجلاً او اجلاً "
*************************
( چينا )
" هل تظنين انهم سيوافقون على المعاهدة؟ " سألني لاى بينما نقطع الغابة سيراً متجهين إلى الكوخ حيث يقيم مجموعة الصيادين .
" لابد لهم ان يوافقوا ان ارادوا ان اسمح لهم بالقدوم ، انا فقط اتبع معهم القوانين التي نتبعها مع من هم خارج القطيع "
" تتوقعين ان يتأقلم القطيع مع امر وجودهم ؟ "
" لا اعلم حقاً ، حتى انا لا اصدق انني وافقت على امر كارثي كهذا ، إن علم احد القطعان الآخرى بتواجد صيادين يعيشون داخل ارضنا ، سوف تكون كارثة ، لا يجب ان يترسب هذا إلى الخارج مهما حدث "
توقفت عن التقدم بعد ان اصبح الكوخ على مرمى بصرهي .
" ها نحن ، هل انتي مستعدة لبدأ الكارثة " اخبرها لاى بنبرة مازحة .
" لا مفر من الأمر ، سوف ادخل بمفردي ، تفقد المكان لا اريد اى فرصة ان يعلم احد بما سيدور من حديث هنا ، لا اريد لهذا ان يتسرب كما حدث بشأن حادثة اسري " اومئ لاى لي قبل ان يركض و يتحول لهيئة الذئب .
.
.
.
" لن اسمح لك بالتدخل في ذلك "
" لقد اردتني دائماً ان اتدخل ما الذي تغير چونميون "
" انت لست مستعد لتتواجد في تلك الفوضى "
" انه مجرد هراء انت تعلم هذا ، و ان كان الوضع بهذا السوء انت بحاجة لي هنا اكثر من اى وقت ، انا ايضاً اود ان اعلم الحقيقة ، لست وحدك من يريد ان يعلم من تسبب بقتل والدينا و تسبب بكل تلك الفوضى و العداء "
" اعتذر للمقاطعة " توقف ذلك الصياد المدعوا چونميون و اخيه الصغير الذي تعرفت عليه فور رؤيته عن شجارهم الذي كنت اسمعه على بعد 6 امتار من الكحوخ لينتبهوا لوجودي اقف امام باب الكوخ .
" لا بأس بإمكانكِ الدخول "
" لن يطول بقائي كثيراً ، اتيت لأتحدث معك بشأن عرضك "
" سأخرج انا و چونجكوك حتى تستيطيعوا التحدث " اخبرني مساعده لألقي نظرة حول المكان ، لا ارى تلك اللعينة التي معهم هنا ، هذا جيد ، لا رغبة لي بالتعامل مع المزعجين .
خرج مساعده مع اخيه لنبقى انا و هو بمفردنا داخل الكوخ .
" اجلسي لنتحدث " جلس على مقعد امام الطاولة الصغيرة في منتصف الغرفة لأجلس امامه انظر له بوجه خالي من التعابير .
" إذاً ما هو قرارك بشأن ما عرضته عليكي ؟ "
" صمت قليلاً احرك اصابعي على الطاولة بعشوائية ، و كأنني استطيع التهرب من الإجابة طوال حياتي .
" نحن موافقون على الاتفاق و دخولك ارضنا ايضاً "
" قرار حكيم "
" لكن هناك شرط ، كي نستطيع السماح لك بالدخول إلى ارضنا ، نحتاج إلى ضمان اننا لن نتعرض للخيانة من قبلكم ، كما تعلم لدينا ماضي سئ للغاية مع ' الثيرون ' "
" و ما هو هذا الضمان ؟ "
" عهد الدم " نظر لي بتساؤل .
" ما الذي يعنيه هذا "
" انه عهد يتم عقده عند دخول شخص غريب عن القطيع حدود قطيع آخر حتى نضمن ان الطرف الآخر لن يقدم على اى خيانة ، انه اشبه بوعد لا يمكن خيانته ، بمجرد فعله من يؤذي اى احد من قطيعي حتى لو كان بغير عمد ' عهد الدم ' سيتسبب بموته ، سوف يشارك به كل من سيخطوا داخل حدودنا "
" موافق "
لم اتوقع ان يوافق بتلك السرعة ، ربما بعض المعارضة ، الإنزعاج ، لكن ان يوافق بكل هذه تلك الثقة....
" عليك ان تعرف اولاً ان عهد الدم يعطينا ضمانات انكم لن تؤذونا على ارضنا و لكن لا يضمن لكم المثل " ابتسمت بسخرية بداخلي بينما اخبره بذلك ، لنرى ان كان سيوافق على ذلك ايضاً ، ان عهد الدم هو قانون لحماية القطعان من التعرض للخيانه لكن لا احد يوافق عليه بسبب تلك الثغرة به لا يمكنك ان تخون و لكن ليس لديك ضمان انك لن يتم خيانتك ، متشوقة لأرى وجهه الخالي من التعابير يتحول للتوتر .
" موافق "
" ماذا؟ " لم ادرك انني تحدثت بصوت يبدوا عليه الصدمة لأحمحم احاول استعادة رابطة جأشي .
" اعلم انكم لن تقوموا بخيانتنا "
" ما الذي يجعلك واثق هكذا ؟ ، في النهاية نحن مازلنا اعداء "
" لقد قام والدينا بمعاهدة بيننا ، و رغم ذلك الحادث الذي تسبب بسوء الفهم بيننا و مهاجمة الثيرون لقبيلتكم ، لم تحاولوا مهاجمتنا ، انا حقاً منبهر بذلك الثبات "
هل ما اراه في عينيه نظرة تقدير ؟ ذلك المتوحش عديم الرحمة ؟ لابد ان اصابته خطيرة حقاً ليتصرف هكذا .
" ما لم يفهمه ' الثيرون ' حتى الأن ، ان معظم فصيلتنا ، لا نية لها بأذية البشر بأى شكل ، نحن فقط نريد ان تدعونا و شأننا ، لكن خوف البشر المريض و تعطشهم لان تكون لهم السيادة هي من صنعت كل بحر الدماء هذه ليس نحن "
نظر بشرود و كأنه يستعيد ذكرى ما ، قبل ان ينظر لي مجدداً بنظرة مشتتة من الافكار و بعد من الحزن الذي لاحظته في عينيه .
" اعتقد ان ابي كان يحمل نفس افكارك بشأن الأمر ، لو كان حياً لما اضطررنا للمرور بكل هذا ، لذا انا لن اهدء حتى اجد من تسبب بكل تلك الفوضى "
" لدينا هدف مشترك "
" نحن متفقين إذاً ؟ " نهض من كرسيه ليقترب بجانب الكرسي الخاص بي لأقف و انظر باتجاه يده الممدودة لي ، ربما لو اتى احد منذ بضعة ايام و اخبرني ان هذا سيحدث كنت لأقطع رأسه ، يا لها من سخرية .
مددت له يدي على مضض لأومئ بالموافقة بإقتضاب .
**************************
to be continued.....
Коментарі