5
" چينا، العبي معي " ترجت الطفلة ذات الثلاث سنوات اختها الكبرى بينما تمسك بطرف ثوبها ، لتلتفت لها الطفلة الآخرى ذات عمر الحادية عشر ، لتجثوا على ركبتها و تبتسم بلطف لإختها الصغرى .
" ليس الأن مينا ، هناك امراً هام على فعله "
" ماذا تفعلين هنا چينا ؟ " جفلت چينا من الصوت المنزعج الذي آتى من خلفهم لتلتفت بخوف لتتنفس بإرتياح بعد ان علمت هوية المتحدث .
" چيسو ، لقد افزعتني ، ظننت انه تم كشف امري "
" هل جننتي چينا؟ ، ماذا تفعلين هنا ؟ ، هناك اوامر الا يقترب احد من منزل الالفا اثناء الاجتماع "
" اعلم ، لذا انا هنا ، اريد ان اعلم ماذا يحدث ؟ و لما الجميع يتصرف بغرابة اليوم "
" فضولك سوف يقتلك يوماً ما ، إذا رآنا احد هنا سوف نعاقب جميعاً "
" اختي دعينا نذهب ، لا اريد ان تعاقبنا امي " شدت مينا على قميص اختها بخوف .
" لا تخافي مينا ، لن يحدث شئ ، فقط اصمتوا انهم يقولون شيئا ما "
اغمضت عينيها لتركز حواسها على المنزل امامها تحاول التركيز فيما يقولون ، لتبدأ الاصوات بالوضوح تدريجياً .
" كيف توافق على هذا ؟ ، هذا سيعرضنا جميعاً للخطر ، لم يسبق في تاريخنا ان دخل بشري إلي ارضنا " ظهر صوت احد مستشاري المجلس ، كان يتحدث بإنزعاج ، بشري؟ عن ماذا يتحدثون؟ لما يأتي احد من البشر لدينا؟
" ليس لدينا خيار آخر علينا فعل هذا ، لديهم شئ يريدوه و لدينا شئ نريده منهم ، انها الطريقة الوحيدة لضمان حمايتها " ظهر صوت والدها الألفا ، لتركز اكثر بفضول و قلق ، عن اى شخص يتحدث؟ من تلك التي يرغب بحمايتها بدخول البشر ارضنا؟
" يمكننا حمايتها ،كيف تثق بالبشر و لا تثق في مجموعتك "
" انا لم اقل انني اثق بهم ، لكن على ضمان الا يكونوا تهديد لنا ، لن يعلم احد بذلك السر ، هم فقط سينفذوا ما نريده "
" چبنا ، علينا الذهاب ، احدا ما قادم "
( چينا)
شهقت بقوة بعد ان غُمر وجهي و جسدي بالماء البارد ، لأستعيد وعي تدريجياً و اتنفس بقوة مستيقظة من ذلك الحلم من ذكريات طفولتي ، لأجد نفسي في ذلك القبو مقيدة بالسلاسل يقف امامي هؤلاء الصيادين الثلاثة .
" ها قد استيقظت الأميرة النائمة " قالتها تلك الصيادة صاحبة الشعر القصير بسخرية لأنظر لها بنظرات هادئة لكن بها بعض العدائية و التحدي .
" لقد تركت لكي ذلك اللقب ، بعد ان وقعتي على الأرض نائمة كالأطفال الصغار " توجهت نحوي بغضب ليمسكها احد هؤلاء الفتية قبل ان تتقدم اكثر " ليس الأن هيري " نظرت له مطولاً قبل ان تتراجع بإنزعاج .
ليتقدم الصياد الآخر نحوي ، كان مختلف ، هادئ بشكل مريب ، مثل الأسد الذي ينتظر الوقت المناسب للإنقضاض على فريسته .
" شُفيتي من خانق الذئب بسرعة غريبة ، لم ارى مستذئب لديه تلك السرعة الهائلة في الشفاء حتى ألفا القطعان الذين اسرتهم لا يملكون قدرتك في الشفاء ، هذا مثير للأهتمام " تحدث اخيراً لأرفع رأسي نحوه انظر له بعداء دون ان اجيبه ليتقدم نحوي اكثر ليقف امامي مباشرتاً لا يفصلنا الكثير ، اشعر بضربات قلبه المنتظمة و تنفسه الهادئ و وجهه الخالي من التعابير .
" من تكونين؟ "
" اسوء كوابيسك " اجبته بنبرة هادئة عدائية متوعدة بقتلهم على يدي ليبتسم بسخرية .
" لنرى من سيكون اسوء كوابيس الآخر "
******************
" ما كان على تركها تذهب وحدها ، كل هذا خطأي " ضغطت مينا على قبضتها بتألم و هي تتحرك بهيستيريا في الغرفة .
" انها ليست غلطتك بل غلطتي انا ، انا من سمح لها بالذهاب وحدها " اغمض لاى عيناه بغضب ليضرب بقبضته الطاولة امامه .
" ليس خطأ احد منكم ، تعلمون انه لم يكن بالإمكان فعل شئ حين تستخدم سلطة الالفا ، لقد كان قرارها ، توقفوا عن لوم انفسكم و لنفكر كيف سنتصرف " اخبرهم سانجمين بحدة ليسود الصمت بالغرفة لتقطعه مينا بتناولها معطفها إستعداداً للخروج من الغرفة .
" إلي اين انتي ذاهبة؟ " اوقفها لاى قبل ان تخطوا خارج الغرفة .
" لإنقاذ اختي ، لن اتركها بين ايدي تلك المسوخ ليقتلوها "
" لا يمكنك التصرف بتهور هكذا ، علينا ان نفكر قبل ان نخسر كل شئ "
" كان عليك اخبار ذلك لأختي قبل ان تتركوها تتصرف بحماقة " اجبته بضحكة ساخرة ليوقفهم عن الشجار صوت ضربة على الطاولة ليتحول نظرهم نحو مصدر الصوت ، وقفت جيسو تنظر لهم بنظرات غاضبة نحوهم .
" يكفي هذا ، توقفوا عن الشجار و التصرف بهيستيريا "
" ها هي الفتاة الصامتة قد تحدثت ، لقد بدأت اظن انكي قد فقدتي صوتك ، و ما اقتراحك ان نفعل يا ساحرة القطيع ، نجلس و نفكر إلي ان يقتلوها "
" چينا لن تموت ، هذا لن يحدث " اجبتها بهدوء و ثبات لتصمت مينا ناظرة لها بنظرات متسائلة لتقترب منها بهدوء متفحصة وجهها .
" ماذا تقصدين بهذا جيسو؟ " سألتها لتلاحظ توتر نظرات جيسو لوهلة .
" اقصد انها قوية و لن يستطيع احد هزيمتها "
" ليس هذا ما كنتي تقصديه ، ما الذي تخفيه عنا؟ "
" ما الذي تقولينه الان؟ ، و ما الذي سوف اخفيه؟! "
" تتصرفين بغرابة منذ ان عدتي من الإسقاط النجمي ، تبدين متوترة و هادئة و كأنك تخفين شيئاً ما ، تقولين بكل ثقة انها لن تقتل ، بالتأكيد تخفين شئ "
" ما الذي تقوليه مينا؟ ما الذي ستخفيه ، جميعنا قلقين على چينا ، الامر لا يحتاج المزيد من التوتر " اخبرها سانجمين لتتجاهل ملاحظته و تظل مركزة نظرها على جيسو .
" ما الذي تخفيه جيسو؟ انا و انتي نعلم جيداً ان هناك امراً ما هنا " نظرت لها بحدة لتتوتر نظرات جيسو اكتر و تبتلع ما في حلقها بصعوبة ناظرة نحو مينا بترجي ان تتوقف على الضغط عليها اكتر .
" ما كان على تركها تذهب ، كان على منعها بأى طريقة ، لكنني لم استطيع ، علمت ان هذا فيه مخاطرة كبيرة على كشف السر "
" اى سر ؟ " سألتها مينا لينصت الجميع بإهتمام منتظرين ان تخبرهم .
" لا استطيع ، والدتي اوصتني على ان يظل هذا دفيناً " ترجتها مجدداً .
" چيسو " صرخت بها بحدة بنظرات غاضبة مصممة .
*****************
( جونميون )
" حين آسر احدكم عادتاً اسأل عن موقع القطيع ، لكن الأن لدي فضول اكبر لسؤال آخر "
جلست امامها مستنداً بذقني على ظهر المقعد متأملاً تلك الفتاة بفضول ، متفحصاً اياها بدقة ، حدسي يخبرني بقوة انها مختلفة ، ليست مستذئبة عادية ، ليست مثل من قضيت عليهم ، يبدوا عليها القوة و الجرأة ، لم ارى اى علامة على الألم على وجهها او الضعف منذ ان اسرناها ، كما ان جهاز ضربات القلب المتصلة به لم يحدث به اى تغير ، لم تهتز او تقلق او تخاف و لو للحظة .
" لا افهم لما تخاطرين بحياتك و تأتين بكل جرأة إلي مقرنا لإنقاذ هذا الفتى ، رغم علمك بالمخاطر ، لما تفعلين هذا ؟ "
" يا لكم من مجموعة حمقى مغرورين ، انتم مخدوعين في انفسكم كثيراً " نظرت نحوي بإستخفاف شديد ، لا يوجد اى اثر للخوف في نظراتها .
نهضت من مكاني و تقدمت نحوها لأقف امامها بنظرات متحدية .
" هل حياته اهم من حياتك؟ هل هو حبيبك؟ "
" هذا ليس من شأنك " اجابتني بإبتسامة ساخرة لأرد عليها بلكمة قوية على وجهها سببت لها علامة حمراء على وجنتها سرعان ما اختفت لتعود بشرتها نقية كما كانت .
" يمكننا فعل هذا و اسوء طوال اليوم "
" ان تضيع وقتك معي ، لن نستفيد شيئاً مهما فعلت "
" انا متفرغ تماماً لكي ، كما انني لدي فضول حول مدي قدرتك على الشفاء ، انا واثق انكي ستساعديني على اكتشاف هذا " اخبرتها بينما اتقدم نحو طاولة ادواتي .
" إذاً ماذا يجب على استخدامه معكي؟ " نظرت خلفي نحوها متصنعاً التفكير .
" لننتقل إلي هذا الجزء مباشرتاً " اخبرتها لأتناول حقنة من على تلك الطاولة و اذهب بإتجاهها .
" تلك الحقنة تحتوي على جرعة مركزة من خانق الذئب ، اتسائل ماذا سيحدث إذا طعنتها في قلبك مباشرتاً ، اخر مستذئب جربت معه هذا ، قلبه انفجر و مات ، اتسأل ماذا عنكي انتي ، احب ان اجازف و ارى " نظرت نحوي بعدائية و غضب ، و كأنها ستقتلني بتلك النظرات .
" اذهب إلي الجحيم "
طعنتها في قلبها دون تردد لأحقنها بالجرعة كاملتاً .
" ما الذي تفعله؟ ، انت تقتلها " آتى صوت جايهيون من خلفي بنظرات صادمة بعد ان دخل الغرفة هو و اخته .
" لنرى إن كان هذا سيقتلها ام لا "
" ليس لدي مانع بموتها " قالتها هيري بنظرات راضية بينما تراقبها و هي تقاوم الألم ، و صوت جهاز ضربات القلب يزداد صوته بقوة ، بينما نحن ننتظر النتيجة المتوقعه إنفجار قلبها.
اتسعت عيناى بعد ان عادت ضربات قلبها طبيعية من جديد بسرعة و كأن شيئاً لم يحدث .
" كيف هذا ممكن؟ " قالتها هيري بغير تصديق من خلفي لأتجاهل تعليقها و اتقدم نحو تلك الفتاة بنظرات اكثر جدية رافعاً وجهها نحوي بيدي متفحصاً وجهها لتتسع عيناى مجدداً اثر ما لاحظته .
" انتي آلفا " قلتها بعد ان رأيت عينيها تتحول للأحمر آثر عملية الشفاء لتعود مجدداً للونها البني ، لأضحك بإنتصار بعد ان اكتشفت الأمر .
" اتعلمين طوال تلك السنوات احلم باللحظة التي اقوم بها بإطاحة آلفا قطيع ميجناموس و اعلق رأسه على حائط غرفتي ، و ها انتي هنا تسلمين نفسك بكل سهولة و غباء لأجل فتى ضعيف ، انا حقاً اشعر بالإحباط ، ظننت ان قتلك سيكون اصعب من هذا "
" لا تتهور جونميون ، ما زالنا لا نعلم اين القطيع " اقترب نحوي جايهيون ليمنعني .
" لا فائدة من هذا ، لا اعتقد انها ستخبرني باى شئ على اى حال ، ليس لدي مانع بقتلها ثم ابحث عن الآخرين فيما بعد ، هذا سيفي بالغرض حالياً "
" لا تدع رغبتك بالثأر تعمي بصيرتك " امسك كتفي لينظر لي بحدة .
" طوال تلك السنوات و لم استطع ان اتقدم خطوة من هدفي و اشرف عائلتي و ها هي رأس الافعى هنا ، لن اضيع هذا ، و ان كانت آلفا ميجناموس بهذا الغباء لتسلم رأسها لي على طبق من فضة فلا اعتقد انه سيكون من الصعب الإمساك بهم " اخبرته بينما اتقدم من الطاولة و اتناول سكين و اتقدم نحوها .
" من سوء حظك انكي ما انشده ، لو كنتي مستذئبة عادية ، لسعدت بقطع رأسك و اعطيكي موتاً سريعاً هادئاً ، لكنني افضل استخدام الطريقة الصعبة كما فعل قطيعك القذر مع والداى " اخبرتها بغضب شديد و انا انظر لها بإزدراء .
" لا احد قذر سواكم ايها القتلة الكاذبين ، لقد هجمتم على قطيعنا بعد ان وثقت عائلتي بكم و الأن تتهمونا بالأكاذيب " لم ادعها تكمل لألكمها على وجهها إلى ان خرج الدم من فمها .
" لنوقف اكاذيبك القذرة الأن ، لا شئ سيمنع موتك اليوم على يدي " اخبرتها قبل ان اطعنها بقوة في معدتها لأدخل يدي في بطنها صاعداً إلي قلبها، لأضغط عليه بين يدي بقوة لتشهق من الألم قبل ان اخرجه من جسدها ، ليتوقف عن النبض بين يدي قبل ان ارميه ارضاً و يمتلئ صوت صفير جهاز ضربات القلب المكان معلناً عن موتها و انا اراها جثة امامي قبل ان التفت نحو جايهيون و هيري بإبتسامة منتصرة .
" من الجيد موت تلك العاهرة " اخبرتني هيري بإبتسامة سعيدة بينما تراقب قلبها المرمي على الأرض .
" اجل، ا.... " توقفت عن الكلام على آثر ذلك الألم الرهيب في كامل جسدي و كأنني احترق حياً لأقع على الأرض اصرخ من شدة الألم .
" جونميون ، هل انت بخير؟ " لم استطع التركيز معهم و هم يحاولون معرفة ماذا يجري معي ، لأشعر بعد دقائق مرت كأنها لن تنتهي بالألم يتركز على ذراعي لأقوم بالنظر نحو مكان هذا الألم .
" ما هذا؟ من اين اتت تلك العلامة " نظرت لذراعي بصدمة و انا ارى علامة غريبة مستديرة بداخلها نقش غريب تضيئ بقوة و كأنها تحترق بنيران قبل ان تخمد تلك النيران و تبقي تلك العلامة .
" ما الذي يحدث هنا؟ ، لا اف... " توقف جايهيون عن الكلام على آثر ذلك الصوت الذي جمدنا جميعاً و جعلنا غير قادرين على الحركة من الصدمة ، هذا لا يمكن ، مستحيل... لابد انني اتوهم .
صوت جهاز ضربات القلب توقف عن الصفير ليعود إلي ذلك الصوت الذي يعلن عن عودة ضربات القلب بشكل طبيعي .
و لكن كيف؟
عن اى قلب يعلن عن عودته النبض ، لقد اخرجته بيدي الأن ، لابد انه مخطئ .
التفتنا نحوها بتردد ، لأنظر لها بصدمة ، لا وجود لذلك الجرح في معدتها و كأنها لم تصب بخدش واحد ، القيت نظرة حيث رميت قلبها لأجده هناك ، كيف هذا إذا؟
شهقت بقوة مستعيدة انفاسها بعد إستعادتها لوعيها لتنظر حولها برعب و صدمة ، قبل ان تصرخ بألم قبل ان الحظ ذلك الوشم المضيئ على ذراعها هي ايضاً مطابق للمحفور على ذراعي .
" ماذا فعلتي ايتها اللعينة ، اى خدعة تمارسينها " تقدمت بخطوات سريعة نحوها لأقوم بخنقها بقوة و غضب .
" هي لا تعلم شئ ، من الافضل ان تتركها " جاء ذلك الصوت الانثوي الدخيل من خلفنا لنلتفت جميعاً بسرعة و نرفع اسلحتنا بحركة دفاعية نحو مصدر الصوت ، لنجد تلك الساحرة تقف ايامنا .
" لن يمكنكم قتلي بتلك الألعاب التافهة ، فانا مجرد طيف " اخبرتنا بإبتسامة قصيرة ساخرة لتنقل نظرها إلي تلك الفتاة بقلق .
" لما انتي هنا و اللعنة؟ " اخبرتها بغضب لتتجاهل ثورتها و تلتفت لنا .
" انا ايضاً اتسأل عن سبب عودتك ، لا اظن انكي بهذا الغباء لتعودي إلي هنا مجدداً ، فهذا لن يفيد ، ان السلاسل مضادة للسحر " اخبرتها بعد ان انزلت سلاحي لأقترب اكثر من طيفها .
" لا اعتقد ان سبب عودتي هو اكثر ما يشغلك الأن ، ارى انك فعلت التعويذة " اخبرتني بينما تشير بنظرها على تلك العلامة التي ظهرت على ذراعي .
" ما الذي قمت بفعله و اللعنة؟ ، اى لعنة القيتيها على " سألتها بنبرة غاضبة ، اتمنى لو لم تكن طيف لأخرج احشاء تلك الساحرة اللعينة .
" لست انا من فعل هذا بك ، بل والديك "
" عن اى شئ تتحدثين؟ ما دخل والدى بهذا ؟ " نظرت لها بنظرات مشوشة ، لأجدها تتحرك نحوي بسرعة و تمسك رأسي دون ان ادرك ماذا تفعل .
" لن اخبرك ، بل سأريك "
*************
" ليس الأن مينا ، هناك امراً هام على فعله "
" ماذا تفعلين هنا چينا ؟ " جفلت چينا من الصوت المنزعج الذي آتى من خلفهم لتلتفت بخوف لتتنفس بإرتياح بعد ان علمت هوية المتحدث .
" چيسو ، لقد افزعتني ، ظننت انه تم كشف امري "
" هل جننتي چينا؟ ، ماذا تفعلين هنا ؟ ، هناك اوامر الا يقترب احد من منزل الالفا اثناء الاجتماع "
" اعلم ، لذا انا هنا ، اريد ان اعلم ماذا يحدث ؟ و لما الجميع يتصرف بغرابة اليوم "
" فضولك سوف يقتلك يوماً ما ، إذا رآنا احد هنا سوف نعاقب جميعاً "
" اختي دعينا نذهب ، لا اريد ان تعاقبنا امي " شدت مينا على قميص اختها بخوف .
" لا تخافي مينا ، لن يحدث شئ ، فقط اصمتوا انهم يقولون شيئا ما "
اغمضت عينيها لتركز حواسها على المنزل امامها تحاول التركيز فيما يقولون ، لتبدأ الاصوات بالوضوح تدريجياً .
" كيف توافق على هذا ؟ ، هذا سيعرضنا جميعاً للخطر ، لم يسبق في تاريخنا ان دخل بشري إلي ارضنا " ظهر صوت احد مستشاري المجلس ، كان يتحدث بإنزعاج ، بشري؟ عن ماذا يتحدثون؟ لما يأتي احد من البشر لدينا؟
" ليس لدينا خيار آخر علينا فعل هذا ، لديهم شئ يريدوه و لدينا شئ نريده منهم ، انها الطريقة الوحيدة لضمان حمايتها " ظهر صوت والدها الألفا ، لتركز اكثر بفضول و قلق ، عن اى شخص يتحدث؟ من تلك التي يرغب بحمايتها بدخول البشر ارضنا؟
" يمكننا حمايتها ،كيف تثق بالبشر و لا تثق في مجموعتك "
" انا لم اقل انني اثق بهم ، لكن على ضمان الا يكونوا تهديد لنا ، لن يعلم احد بذلك السر ، هم فقط سينفذوا ما نريده "
" چبنا ، علينا الذهاب ، احدا ما قادم "
( چينا)
شهقت بقوة بعد ان غُمر وجهي و جسدي بالماء البارد ، لأستعيد وعي تدريجياً و اتنفس بقوة مستيقظة من ذلك الحلم من ذكريات طفولتي ، لأجد نفسي في ذلك القبو مقيدة بالسلاسل يقف امامي هؤلاء الصيادين الثلاثة .
" ها قد استيقظت الأميرة النائمة " قالتها تلك الصيادة صاحبة الشعر القصير بسخرية لأنظر لها بنظرات هادئة لكن بها بعض العدائية و التحدي .
" لقد تركت لكي ذلك اللقب ، بعد ان وقعتي على الأرض نائمة كالأطفال الصغار " توجهت نحوي بغضب ليمسكها احد هؤلاء الفتية قبل ان تتقدم اكثر " ليس الأن هيري " نظرت له مطولاً قبل ان تتراجع بإنزعاج .
ليتقدم الصياد الآخر نحوي ، كان مختلف ، هادئ بشكل مريب ، مثل الأسد الذي ينتظر الوقت المناسب للإنقضاض على فريسته .
" شُفيتي من خانق الذئب بسرعة غريبة ، لم ارى مستذئب لديه تلك السرعة الهائلة في الشفاء حتى ألفا القطعان الذين اسرتهم لا يملكون قدرتك في الشفاء ، هذا مثير للأهتمام " تحدث اخيراً لأرفع رأسي نحوه انظر له بعداء دون ان اجيبه ليتقدم نحوي اكثر ليقف امامي مباشرتاً لا يفصلنا الكثير ، اشعر بضربات قلبه المنتظمة و تنفسه الهادئ و وجهه الخالي من التعابير .
" من تكونين؟ "
" اسوء كوابيسك " اجبته بنبرة هادئة عدائية متوعدة بقتلهم على يدي ليبتسم بسخرية .
" لنرى من سيكون اسوء كوابيس الآخر "
******************
" ما كان على تركها تذهب وحدها ، كل هذا خطأي " ضغطت مينا على قبضتها بتألم و هي تتحرك بهيستيريا في الغرفة .
" انها ليست غلطتك بل غلطتي انا ، انا من سمح لها بالذهاب وحدها " اغمض لاى عيناه بغضب ليضرب بقبضته الطاولة امامه .
" ليس خطأ احد منكم ، تعلمون انه لم يكن بالإمكان فعل شئ حين تستخدم سلطة الالفا ، لقد كان قرارها ، توقفوا عن لوم انفسكم و لنفكر كيف سنتصرف " اخبرهم سانجمين بحدة ليسود الصمت بالغرفة لتقطعه مينا بتناولها معطفها إستعداداً للخروج من الغرفة .
" إلي اين انتي ذاهبة؟ " اوقفها لاى قبل ان تخطوا خارج الغرفة .
" لإنقاذ اختي ، لن اتركها بين ايدي تلك المسوخ ليقتلوها "
" لا يمكنك التصرف بتهور هكذا ، علينا ان نفكر قبل ان نخسر كل شئ "
" كان عليك اخبار ذلك لأختي قبل ان تتركوها تتصرف بحماقة " اجبته بضحكة ساخرة ليوقفهم عن الشجار صوت ضربة على الطاولة ليتحول نظرهم نحو مصدر الصوت ، وقفت جيسو تنظر لهم بنظرات غاضبة نحوهم .
" يكفي هذا ، توقفوا عن الشجار و التصرف بهيستيريا "
" ها هي الفتاة الصامتة قد تحدثت ، لقد بدأت اظن انكي قد فقدتي صوتك ، و ما اقتراحك ان نفعل يا ساحرة القطيع ، نجلس و نفكر إلي ان يقتلوها "
" چينا لن تموت ، هذا لن يحدث " اجبتها بهدوء و ثبات لتصمت مينا ناظرة لها بنظرات متسائلة لتقترب منها بهدوء متفحصة وجهها .
" ماذا تقصدين بهذا جيسو؟ " سألتها لتلاحظ توتر نظرات جيسو لوهلة .
" اقصد انها قوية و لن يستطيع احد هزيمتها "
" ليس هذا ما كنتي تقصديه ، ما الذي تخفيه عنا؟ "
" ما الذي تقولينه الان؟ ، و ما الذي سوف اخفيه؟! "
" تتصرفين بغرابة منذ ان عدتي من الإسقاط النجمي ، تبدين متوترة و هادئة و كأنك تخفين شيئاً ما ، تقولين بكل ثقة انها لن تقتل ، بالتأكيد تخفين شئ "
" ما الذي تقوليه مينا؟ ما الذي ستخفيه ، جميعنا قلقين على چينا ، الامر لا يحتاج المزيد من التوتر " اخبرها سانجمين لتتجاهل ملاحظته و تظل مركزة نظرها على جيسو .
" ما الذي تخفيه جيسو؟ انا و انتي نعلم جيداً ان هناك امراً ما هنا " نظرت لها بحدة لتتوتر نظرات جيسو اكتر و تبتلع ما في حلقها بصعوبة ناظرة نحو مينا بترجي ان تتوقف على الضغط عليها اكتر .
" ما كان على تركها تذهب ، كان على منعها بأى طريقة ، لكنني لم استطيع ، علمت ان هذا فيه مخاطرة كبيرة على كشف السر "
" اى سر ؟ " سألتها مينا لينصت الجميع بإهتمام منتظرين ان تخبرهم .
" لا استطيع ، والدتي اوصتني على ان يظل هذا دفيناً " ترجتها مجدداً .
" چيسو " صرخت بها بحدة بنظرات غاضبة مصممة .
*****************
( جونميون )
" حين آسر احدكم عادتاً اسأل عن موقع القطيع ، لكن الأن لدي فضول اكبر لسؤال آخر "
جلست امامها مستنداً بذقني على ظهر المقعد متأملاً تلك الفتاة بفضول ، متفحصاً اياها بدقة ، حدسي يخبرني بقوة انها مختلفة ، ليست مستذئبة عادية ، ليست مثل من قضيت عليهم ، يبدوا عليها القوة و الجرأة ، لم ارى اى علامة على الألم على وجهها او الضعف منذ ان اسرناها ، كما ان جهاز ضربات القلب المتصلة به لم يحدث به اى تغير ، لم تهتز او تقلق او تخاف و لو للحظة .
" لا افهم لما تخاطرين بحياتك و تأتين بكل جرأة إلي مقرنا لإنقاذ هذا الفتى ، رغم علمك بالمخاطر ، لما تفعلين هذا ؟ "
" يا لكم من مجموعة حمقى مغرورين ، انتم مخدوعين في انفسكم كثيراً " نظرت نحوي بإستخفاف شديد ، لا يوجد اى اثر للخوف في نظراتها .
نهضت من مكاني و تقدمت نحوها لأقف امامها بنظرات متحدية .
" هل حياته اهم من حياتك؟ هل هو حبيبك؟ "
" هذا ليس من شأنك " اجابتني بإبتسامة ساخرة لأرد عليها بلكمة قوية على وجهها سببت لها علامة حمراء على وجنتها سرعان ما اختفت لتعود بشرتها نقية كما كانت .
" يمكننا فعل هذا و اسوء طوال اليوم "
" ان تضيع وقتك معي ، لن نستفيد شيئاً مهما فعلت "
" انا متفرغ تماماً لكي ، كما انني لدي فضول حول مدي قدرتك على الشفاء ، انا واثق انكي ستساعديني على اكتشاف هذا " اخبرتها بينما اتقدم نحو طاولة ادواتي .
" إذاً ماذا يجب على استخدامه معكي؟ " نظرت خلفي نحوها متصنعاً التفكير .
" لننتقل إلي هذا الجزء مباشرتاً " اخبرتها لأتناول حقنة من على تلك الطاولة و اذهب بإتجاهها .
" تلك الحقنة تحتوي على جرعة مركزة من خانق الذئب ، اتسائل ماذا سيحدث إذا طعنتها في قلبك مباشرتاً ، اخر مستذئب جربت معه هذا ، قلبه انفجر و مات ، اتسأل ماذا عنكي انتي ، احب ان اجازف و ارى " نظرت نحوي بعدائية و غضب ، و كأنها ستقتلني بتلك النظرات .
" اذهب إلي الجحيم "
طعنتها في قلبها دون تردد لأحقنها بالجرعة كاملتاً .
" ما الذي تفعله؟ ، انت تقتلها " آتى صوت جايهيون من خلفي بنظرات صادمة بعد ان دخل الغرفة هو و اخته .
" لنرى إن كان هذا سيقتلها ام لا "
" ليس لدي مانع بموتها " قالتها هيري بنظرات راضية بينما تراقبها و هي تقاوم الألم ، و صوت جهاز ضربات القلب يزداد صوته بقوة ، بينما نحن ننتظر النتيجة المتوقعه إنفجار قلبها.
اتسعت عيناى بعد ان عادت ضربات قلبها طبيعية من جديد بسرعة و كأن شيئاً لم يحدث .
" كيف هذا ممكن؟ " قالتها هيري بغير تصديق من خلفي لأتجاهل تعليقها و اتقدم نحو تلك الفتاة بنظرات اكثر جدية رافعاً وجهها نحوي بيدي متفحصاً وجهها لتتسع عيناى مجدداً اثر ما لاحظته .
" انتي آلفا " قلتها بعد ان رأيت عينيها تتحول للأحمر آثر عملية الشفاء لتعود مجدداً للونها البني ، لأضحك بإنتصار بعد ان اكتشفت الأمر .
" اتعلمين طوال تلك السنوات احلم باللحظة التي اقوم بها بإطاحة آلفا قطيع ميجناموس و اعلق رأسه على حائط غرفتي ، و ها انتي هنا تسلمين نفسك بكل سهولة و غباء لأجل فتى ضعيف ، انا حقاً اشعر بالإحباط ، ظننت ان قتلك سيكون اصعب من هذا "
" لا تتهور جونميون ، ما زالنا لا نعلم اين القطيع " اقترب نحوي جايهيون ليمنعني .
" لا فائدة من هذا ، لا اعتقد انها ستخبرني باى شئ على اى حال ، ليس لدي مانع بقتلها ثم ابحث عن الآخرين فيما بعد ، هذا سيفي بالغرض حالياً "
" لا تدع رغبتك بالثأر تعمي بصيرتك " امسك كتفي لينظر لي بحدة .
" طوال تلك السنوات و لم استطع ان اتقدم خطوة من هدفي و اشرف عائلتي و ها هي رأس الافعى هنا ، لن اضيع هذا ، و ان كانت آلفا ميجناموس بهذا الغباء لتسلم رأسها لي على طبق من فضة فلا اعتقد انه سيكون من الصعب الإمساك بهم " اخبرته بينما اتقدم من الطاولة و اتناول سكين و اتقدم نحوها .
" من سوء حظك انكي ما انشده ، لو كنتي مستذئبة عادية ، لسعدت بقطع رأسك و اعطيكي موتاً سريعاً هادئاً ، لكنني افضل استخدام الطريقة الصعبة كما فعل قطيعك القذر مع والداى " اخبرتها بغضب شديد و انا انظر لها بإزدراء .
" لا احد قذر سواكم ايها القتلة الكاذبين ، لقد هجمتم على قطيعنا بعد ان وثقت عائلتي بكم و الأن تتهمونا بالأكاذيب " لم ادعها تكمل لألكمها على وجهها إلى ان خرج الدم من فمها .
" لنوقف اكاذيبك القذرة الأن ، لا شئ سيمنع موتك اليوم على يدي " اخبرتها قبل ان اطعنها بقوة في معدتها لأدخل يدي في بطنها صاعداً إلي قلبها، لأضغط عليه بين يدي بقوة لتشهق من الألم قبل ان اخرجه من جسدها ، ليتوقف عن النبض بين يدي قبل ان ارميه ارضاً و يمتلئ صوت صفير جهاز ضربات القلب المكان معلناً عن موتها و انا اراها جثة امامي قبل ان التفت نحو جايهيون و هيري بإبتسامة منتصرة .
" من الجيد موت تلك العاهرة " اخبرتني هيري بإبتسامة سعيدة بينما تراقب قلبها المرمي على الأرض .
" اجل، ا.... " توقفت عن الكلام على آثر ذلك الألم الرهيب في كامل جسدي و كأنني احترق حياً لأقع على الأرض اصرخ من شدة الألم .
" جونميون ، هل انت بخير؟ " لم استطع التركيز معهم و هم يحاولون معرفة ماذا يجري معي ، لأشعر بعد دقائق مرت كأنها لن تنتهي بالألم يتركز على ذراعي لأقوم بالنظر نحو مكان هذا الألم .
" ما هذا؟ من اين اتت تلك العلامة " نظرت لذراعي بصدمة و انا ارى علامة غريبة مستديرة بداخلها نقش غريب تضيئ بقوة و كأنها تحترق بنيران قبل ان تخمد تلك النيران و تبقي تلك العلامة .
" ما الذي يحدث هنا؟ ، لا اف... " توقف جايهيون عن الكلام على آثر ذلك الصوت الذي جمدنا جميعاً و جعلنا غير قادرين على الحركة من الصدمة ، هذا لا يمكن ، مستحيل... لابد انني اتوهم .
صوت جهاز ضربات القلب توقف عن الصفير ليعود إلي ذلك الصوت الذي يعلن عن عودة ضربات القلب بشكل طبيعي .
و لكن كيف؟
عن اى قلب يعلن عن عودته النبض ، لقد اخرجته بيدي الأن ، لابد انه مخطئ .
التفتنا نحوها بتردد ، لأنظر لها بصدمة ، لا وجود لذلك الجرح في معدتها و كأنها لم تصب بخدش واحد ، القيت نظرة حيث رميت قلبها لأجده هناك ، كيف هذا إذا؟
شهقت بقوة مستعيدة انفاسها بعد إستعادتها لوعيها لتنظر حولها برعب و صدمة ، قبل ان تصرخ بألم قبل ان الحظ ذلك الوشم المضيئ على ذراعها هي ايضاً مطابق للمحفور على ذراعي .
" ماذا فعلتي ايتها اللعينة ، اى خدعة تمارسينها " تقدمت بخطوات سريعة نحوها لأقوم بخنقها بقوة و غضب .
" هي لا تعلم شئ ، من الافضل ان تتركها " جاء ذلك الصوت الانثوي الدخيل من خلفنا لنلتفت جميعاً بسرعة و نرفع اسلحتنا بحركة دفاعية نحو مصدر الصوت ، لنجد تلك الساحرة تقف ايامنا .
" لن يمكنكم قتلي بتلك الألعاب التافهة ، فانا مجرد طيف " اخبرتنا بإبتسامة قصيرة ساخرة لتنقل نظرها إلي تلك الفتاة بقلق .
" لما انتي هنا و اللعنة؟ " اخبرتها بغضب لتتجاهل ثورتها و تلتفت لنا .
" انا ايضاً اتسأل عن سبب عودتك ، لا اظن انكي بهذا الغباء لتعودي إلي هنا مجدداً ، فهذا لن يفيد ، ان السلاسل مضادة للسحر " اخبرتها بعد ان انزلت سلاحي لأقترب اكثر من طيفها .
" لا اعتقد ان سبب عودتي هو اكثر ما يشغلك الأن ، ارى انك فعلت التعويذة " اخبرتني بينما تشير بنظرها على تلك العلامة التي ظهرت على ذراعي .
" ما الذي قمت بفعله و اللعنة؟ ، اى لعنة القيتيها على " سألتها بنبرة غاضبة ، اتمنى لو لم تكن طيف لأخرج احشاء تلك الساحرة اللعينة .
" لست انا من فعل هذا بك ، بل والديك "
" عن اى شئ تتحدثين؟ ما دخل والدى بهذا ؟ " نظرت لها بنظرات مشوشة ، لأجدها تتحرك نحوي بسرعة و تمسك رأسي دون ان ادرك ماذا تفعل .
" لن اخبرك ، بل سأريك "
*************
Коментарі