الربيع (2)
وَصل الربيع و لم يَصل الرد علي رَسائلي بعد، أني أسقِط تَفاصيل الرَحيل كحبات العنب ثم اعتصرها حتي أصنع منها خمرًا يُبقيني يَقظة طَوال الليل، احيانًا تَلتف حَول دَرجات الفردوس و احيانًا اخري تَلتف حَول دخان سَجائري، أنه لأمرٌ جلي أن تتخطاك قدماكَ و يُشل عقلكَ عن التفكير انتَ الذي تدور داخل افكارك كنجمٍ أفلتَ مَدارة تتوقف مَكتوف الحِيل بينما تَسير جيوشكَ أممًا كسَكرات الثَورة بلاوجهه مُحددة.
أنظر للسَماء و أظن القَمر قد فَقد بريقة بالرغم من كمال بَدره و تَجوب عيناي النُجوم و أظنها عَشوائية غير مُلفتة بالرغم مِن ثَمانِ شُموسٍ مُصطفة بنجم الجَبار وسط السماء، افتش بين الغيوم عَلي أبلغ أبواب الجنة فلا أدرك سِوي خَواء الفضاء، سَبع سَماواتٍ و أرض لا أعلم مَن مِنا فَوق الآخر.
لا نِهَاية لمَا يُمكن أن تَصِل إليه، أخبرتُكَ يَومًا ان هَذا أكثر ما يُخِيفني بشَأنك، أوتَعلم؟ كانت هَذه تُراهَات و عَدم ، لا تَعلم كم يُبقيني ذلكَ الأمر حَيه و قَيد الاستِمرار ، تقريباً إنه الشَغف الوحيد الذي يَحول بيني و بين إنجِذابي إلي المَوت.
إنه بمَثابة التَميمة التِي تَقيني سِحر إشتياقي لفَنائي و إن كان عَلي اخبارك أن قَشة النَجاة لم تَكن بطَريق المدينة الفاضِلة إنما كانت بِكل مَرة أسلك الطَريق اليكَ بقلبٍ مُحمل بالورد فأعَود أعزل بلا أغنية او خِنجَر.
2020-07-23 19:29:35
21
6