الفصل الثالث
لم تكن تلك الصفعه صدمه لبرهان فقط بل كانت صدمه للجميع و بالاخص ايه التى لم تجد مفر من تلك العينان الزمردية التى انطلق منها الشرر و نظرة لها نظرة شلت اطرافها من الخوف و لم تجد مفر و ملجا سوى ان تهرب من القاعة بمن فيها و تتخلص مؤقتًا من هذا الصنم الذى رسم البرود رفع راسه بشموخ تام و كانه عاد للتو من معركة طاحنة و قد فاز برقبة العدو لكن صبرك علي يا بنت ابى الهول لكى معى يوم لن يُخلصك من اسفل يدى سوى عزرائيل صرخ عقلة المريض بتلك الكلمات و هو يقود سيارته بسرعه جنونيه و بجانبة مصطفى الذى اثر السكوت و الصمت على تضيع الوقت مع صديقة الذى يحفظة عن ظهر قلب ، و ظل كلاهما صامتًا و لكن عقل كل منهما يُفكر بالوعيد لتلك الصغيرة و الدعاء بان يُنقذ الله تلك الصغيرة . اوصل مُصطفى الى منزله و قد نزل الاخر و لعن هذا الحفل و تلك المشورة السوداء بان يذهب و لن يحدث شئ ، يا ليته استمع الى برهان و لم يذهب الى هذا الحفل اللعين لكن هل من العقل البُكاء على اللبن المسكوب ؟!
------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
قبل قليل و بعد خروج برهان و ايه من ارض المعركه الطاحنة . كان الجميع فى حالة من الصدمه سواء كان عامة الناس و اصدقاء عائشه و والدتها او عائشه نفسها التى لا تعرف ماذا عليها ان تفعل هل تفرح بخطبتها التى لم يمضى عليها سوى نصف ساعة فقط اوتحزن على حفل عيد ميلادها الذى تحول الى كارثة و فضيحة ام تفزع من اجل صديقتها التى و اسفاه عليها من ما سوف تنالة من بطش برهان ام ماذا يا الله ؟! و مراد الذى لوى شفتيه بنوع من الضيق و السخريه و الدهشه فى ان واحد و ان لله الحق فالرجل معه حق من يجرء على ضرب كتلة العضلات المتجبرة تلك له الحزام الاسود فى الكراتيه و بطولة العالم فى المُصارعة فقط يكفى ان يقف اى رجل و يتلاشى بجانب صاحب الطول الفارع هذا و الجسد المُعضل الذى ان نظرت له ستشعر ان ملابسه ستتمزق من ضخامة جسده الذى صرخ بالعضلات . اما هذا العاشق الولهان _الذى اختار ان يدفن حُبه و اشواقه الى تربية يده بان يخطب صديقتها التى تكن له الحب باخلاص و هو يعلم هذا منذ ان رائها و بدءوا العمل معاً و انها هائمة به و قد قرر ان يختر من تحبه لا من لا تُقدر مشاعرة او لنقل ان هناك مغزى اخر من تلك الخطبه غير المُرتب لها و هو الاخر قد تفاجا بها _ كان منذ ان رائها تتحدث الى برهان و هو يخشى عليها منه فهو اعلم ب برهان من نفسه و يعرف حياته الغامضه اكثر نت برهان نفسه و قد توقع وقوع كارثة و ها هى وعت الكارثة . لم يفق احد من تلك الصدمه الا عند خروج ايه من الحفل فاتجه لها كلا من مراد و عائشة و وائل يلحقون بها عند الطريق الرئيسى و لا يعلم احد منهم كيف كانت بتلك السرعة و هى ايضاً لا تعرف كيف هرولت بسرعة الى الطريق حتى تستقل سيارة اجرى تُعيدها الى منزلها و ملجاها من اعين الناس التى لم تتركها لحالها و شانها و كانها تُجردها من ملابسها و وقارها الى مجرد فتاة عربية سليطة تنكر فضل هذا البلد الاعجمى عليها و رجال هذا البلد و لكن لا احد يعلم بحالتها الان و قد حاول هذا القذر ان يُدنس حُرمة جسدها الطاهر و براتها من اجل رغبته الحيوانيه الشرسه المقذذه التى اختفت خلف قناع امبراطور المعمار برهان اوغلو مثلة مثل الكثير من الرجال اصحاب المال و السلطة فى سائر انحاء العالم و قد اختارة الهروب بعيداً حتى تحمى نفسها من اعين و السنت الناس و ان تمنع دموعها من النزول امام احد و بالفعل عندما وصلت صُحبتها اليها كانت قد استقلة سيارة اجرة و فرت من امامهم بسرعة و تركتهم ينظرون الى بعض فى دهشه من امرهم و امرها !!
--------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
فى منزله الواسع المٌظلم الخالى من اى انواع الحياة او البهجه الكئيب الغامض مثل قلبة البارد المُظلم لكن ان عرفتم ما فى قلبه ستعذرونه يا قوم و ان كان يظهر لكم و لى كشخص مُتجبر و عزيز ذو رهبه و هيبه لكنه ليس سوى نتاج قسوة هذا العالم الذى لا يرحم مثلة تماماً . خرج من حمام عرفتة يجفف شعرة بمنشفه صغسرة القاها على سريره باهمال ثم التقطت تيشرتة الابيض يرتديه بهدوء ثم امسك هاتفه و القى عليه نظرة عابرة و هو يرى رنات مُصطفى التى تجاوز عددها الثلاثون و رنات وائل التى اصبح عددها اثنان واربعين و هو يعرف جيدًا لما يتصل و قد استنتج اخيرًا ان تلك حبيبة قلبة التى حكى وائل له عنها لم تكن سوى حورية احلامه التى وضعته فى اعلى قمم الاحراج لكن الصبر جميل يا ايه . اغلق الهاتف تماماً و رماه على السرير باهمال هو الاخر . ثم اتجه الى بار منزله الملئ بما لذ و طاب من انواع الخمور و زجاجات الجعة الفاخره اتخذ كاس من الشمبانيه و حمله و حمل الزجاجة معه ثم اتجه الى نافذة غرفة نومه ينظر الى شوارع انقرة الهادئه و المُظلمة التى انارها ضوء البدر و اعمدة الانارة و قد فكر كثيراً و كثيراً ماذا يفعل مع تلك الايه و قد وجدها و قد لمعت عينية الزمرديه بطريقة مرعبة و اتسعت ابتسامتة شئاً فشئًا حتى ان تحولت الى ضحكات رنانة و هو يتخيل سيناريو التضيق الذى سوف يبدا به منز طلوع الشمس من مشر قها . انزل القنينة التى فرغت قائلاً و قد هدء من ضحكة و ظلت تلك الابتسامة التى لا تدل على الخير ابداً : اه ! سوف نستمتع كثيرا صغيرتى ! ثم رفع الهاتف الى اذنه و هو يتحدث الى ذراعه الايمن " اسامه " قائلاً بهدوء او لنقل برود مُغلف بكبرياء عالى : اريد منك بعض المعلومات عن ايه المصرى و ان تراقب كل تحركاتها بهدوء دون ان يحس عليك احد .
--------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
فى صباح اليوم التالى لم يغمض لها جفن و لم تكُف عن ذرف الدموع التى هى اطهر من وحل قذارة هذا الاربعينى و العجوز الخرف الذى يكبرها بما يقرب من اربعة عشر عاماً فرق كبير يجعلها فى مقام اخته الصغرى لكنه لم ينظر لها من هذا المُنطلق اطلاقاً و اتخذت افكارة الدنيئه مُنعطف اخر . ظلت تستحم و تفرك فخذيها بليفة الاستحمام و الصابون و قد صور لها عقلها البرئ انها بتلك الطريقة تمسح اثار اصابعه و لمساته القذرة تلك . بالرغم من كبر سنها و نُضجها الا ان تربية ابيها الصحيحه اتت بثمارها معها و قد حافظت على نفسها بالرغم من عيشتها فى مجتمع غربى بحت من الدرجة الاولى . رفضت ان تذهب الى الجامعة و قد حصلت على اجازة مُدتها اسبوع من الجامعة و رفضت ان تذهب الى الشركة ايضاً ، لا تريد ان تختلط باحد او ينظر لها احد و هى تعلم تماماً ان ما حدث قد حدث اصبح مقاطق فيديو مُتداولة بين الجميع و بالخص الطلبه الذين لن ترحمهم النتهم و هماساتهم و مُضايقتهم و بالاخص ان الكمرات صورت ما فعله هذا البرهان من افتراس حيوانى قذر من دون حياء . امسكت راسها بالم من هذا الصداع الذى يفتك بها و قد زادت شهقاتها بقوه بالرغم من انها اخذت ادوية السرطان الا ان هذا الالم مثل الطبل الذى لا يتوقف عن الترق فوق راسها و تمنت للحظة لو ان ابيها كان معها و احتواها و هدا من روعها لكن ان لها بابيها الان ؟!
----------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
فى بلاد توت عنخ امون و بلاد الاحتلال و الفتوحات و بلاد العجائب .. فى مصر !! وسط الكثير من الكٌتب و الاسلاك الكهربيه فى غرفة متوسطة الى حدًا ما فى بيت ال المصرى كانت تجلس الاخت و الابنى الصُغرى لال المصرى "سمر" على السرير ذو الملائة المزركشه و حولها الكثير من الكُتب التى تخص الصف الثالث من كلية التجارة و بجانبها الكمبيوتر اللوحى و هاتفها و الشاحن وسماعات الاذن و مُكبر صوت صغير على شكل عُلبة مشروبات غازيه ماركة 7up و قد امتلات الغرفة بالحان و اغانى اجنبيه حديثة ، تركت هذا الكتاب الذى بيدها بملل و تاففت بضيق من تلك المذاكرة و الدراسه التى لا تنتهى و قد صاحت تدعوا الله طوال مدة الدراسه تلك بان تنتهى عن ما قريب من هذا الهم الذى لا ينتهى . امسكت بهاتفها بملل وة عبثت فيه و هى تشاهد اخبار العالم من حولها عبر تطبيق face book لكن شهقت بقوة و صوت عالى ما ان رات هذا الفيديو الذى يصور ما فعلة برهان و ما كان رد فعل اختها الكبرى . لم تتمهل قليل ثم قفظت من على السرير و التهمت الدرج بسرعة مثل الطفل ليلة العيد لكن لفرق انها ليله تحمل مُصيبة صرخت عدت مرات باسم ابيها و قد فذع كلاً من محمد و هند و سليم _ الذى قد انهى مُنذ ايام معدودة فقط الصف الثانى الاعدادى _ الذين كانوا يشاهدون احدى الافلام المصرية القديمة ل نجوم قُدامة امثال " الواد الشقى احمد رامزى ،و الدنجوان رشدى اباظة ،والسندريلا سعاد حسنى ، و محمد عوض " الذين اجتمعوا فى فيلم " شقاوة رجالة " فيلم كوميدي خفيف فى ايام ثُقال و ها هى الان ستزداد ثُقلاًً . نظر لها سليم بفضول طفل و لكنة يعلم ان لا احد سوف يُعيرة اهتمام فتلك مثل ما يقولون امور كبار ، لكن هند لم تُعر الامر اهميه و تابعت مُشاهدة الفيلم كعادتها صاح محمد فى قلق قائلاً : فى ايه لكل الدوشه دى ؟!! اعطتة الهاتف و هى تتحدث بانفاس لاهثه : ايه يا بابا بص . ارتدى نظارته الطبيه التى كانت امامة على الطاولة الزجاجيه التى ناصفة غرفة المعيشه و ما لبث حتى احتدت ملامحة غضباً و غيرة على ابنته و ثارت دمائه الشرقيه فى عروقه و لم يتفوه بحرف سوى ان قال بهدوء ما قبل العاصفة : اطلبى ايه .
--------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
بعد مرور اسبوع و بعد ان عادت الى حياتها الطبيعية الى حداً ما و كان الجو العام فى الجامعة هادئاً بسبب انشغال الجميع بامتحانات نهاية العام و قد انهت محاضراتها مُبكراً اليوم بسبب اقتراب الامتحانات و انتهاء اغلب المناهج الا القليل منها . ذهبت الى الشركة و قد رحب بها الجميع بهدوء و على السنتهم و فى عيونهم الكثير من الاسئلة لكنهم راعوا حالتها تلك و هى ايضاً لم تسمح لاحد بان يتحدث احد معها فى هذا الامر . ركبت المصعد و دعست على زر الطابق الاخير المؤدى الى مكتبها و بينما الوقت طويل الى حداً ما استرجعت فى ذاكرتها مُكالمة ابيها و اهم ما قلة لها " انا يوم لما وفقت انك تسافر وفقت عشان واثق فيكى و فى اخلاقك و عارف انا ربيت ازاى ... اللى عملتيه صح و اعرفى انك بميت راجل بنت محمد منقبلش على نفسها الرُخص اثبتى و اللى يقولك حاجة حطى صوبعك فى عنيه و حافظى على نفسك عشان انتى حرة و غاليه " .
وصلت الى الطابق المنشود و قد مسحت دمعة صغيرة فرت من عينيها ثم دخلت المكتب و تفاجات بوجود وائل و مراد و عائشه فى المكتب قبلها و هم بالعادة ينتظروها ثم يدخلون لكن لا يهم فهى تعلم انهم يريدون الاطمئنان عليها بالاخص انها لم تُجيب عن اى مُكالمة لهم . نظروا لها عندما وضعت حقيبتها على المكتب و دفتر التحضير و بعض الكتب الخاصة بالجامعه ثم اخذت حبوب مسكنة لالام الصُداع ، اغمضت عينيها قليلاً و هى تقرص مابين عينيها بهدوء و الم ثمن زفرت بهدوء ثم نظرت لهم مُجدداً قائلة بهدوء لكن خالى من مرح وابتسامة ايه المُعتادة : معلش يا جماعة مكنتش برد بس كنت حابه اكون لوحدى شويه شكراً عشان مهمين بيا و قلقنين عليا متقلقوش . ثم نظرة الى مراد قائله : بابا كلمنى و سئل عليك و سئل امتى هترجع عشان تلبس الدبل انتى و سمر و مدايق من قراية الفاتحة الطويلة دى . هز راسه بنعم قائلاً : انا كنت هنزل مصر بس الل حصل ... قاطعته ايه و هى تُشير لها بكف يدها بمعنى توقف قائلة : محصلش حاجة انزل برحتك ثم نظرة للجميع قائلة بلهجة امر خفيفة : محدش يرتبط بيا اللى وراه حاجة يعملها و مياجلش حاجة لو سمحتم و لو سمحتم سبونى لوحدى شويه .
------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
قبل قليل و بعد خروج برهان و ايه من ارض المعركه الطاحنة . كان الجميع فى حالة من الصدمه سواء كان عامة الناس و اصدقاء عائشه و والدتها او عائشه نفسها التى لا تعرف ماذا عليها ان تفعل هل تفرح بخطبتها التى لم يمضى عليها سوى نصف ساعة فقط اوتحزن على حفل عيد ميلادها الذى تحول الى كارثة و فضيحة ام تفزع من اجل صديقتها التى و اسفاه عليها من ما سوف تنالة من بطش برهان ام ماذا يا الله ؟! و مراد الذى لوى شفتيه بنوع من الضيق و السخريه و الدهشه فى ان واحد و ان لله الحق فالرجل معه حق من يجرء على ضرب كتلة العضلات المتجبرة تلك له الحزام الاسود فى الكراتيه و بطولة العالم فى المُصارعة فقط يكفى ان يقف اى رجل و يتلاشى بجانب صاحب الطول الفارع هذا و الجسد المُعضل الذى ان نظرت له ستشعر ان ملابسه ستتمزق من ضخامة جسده الذى صرخ بالعضلات . اما هذا العاشق الولهان _الذى اختار ان يدفن حُبه و اشواقه الى تربية يده بان يخطب صديقتها التى تكن له الحب باخلاص و هو يعلم هذا منذ ان رائها و بدءوا العمل معاً و انها هائمة به و قد قرر ان يختر من تحبه لا من لا تُقدر مشاعرة او لنقل ان هناك مغزى اخر من تلك الخطبه غير المُرتب لها و هو الاخر قد تفاجا بها _ كان منذ ان رائها تتحدث الى برهان و هو يخشى عليها منه فهو اعلم ب برهان من نفسه و يعرف حياته الغامضه اكثر نت برهان نفسه و قد توقع وقوع كارثة و ها هى وعت الكارثة . لم يفق احد من تلك الصدمه الا عند خروج ايه من الحفل فاتجه لها كلا من مراد و عائشة و وائل يلحقون بها عند الطريق الرئيسى و لا يعلم احد منهم كيف كانت بتلك السرعة و هى ايضاً لا تعرف كيف هرولت بسرعة الى الطريق حتى تستقل سيارة اجرى تُعيدها الى منزلها و ملجاها من اعين الناس التى لم تتركها لحالها و شانها و كانها تُجردها من ملابسها و وقارها الى مجرد فتاة عربية سليطة تنكر فضل هذا البلد الاعجمى عليها و رجال هذا البلد و لكن لا احد يعلم بحالتها الان و قد حاول هذا القذر ان يُدنس حُرمة جسدها الطاهر و براتها من اجل رغبته الحيوانيه الشرسه المقذذه التى اختفت خلف قناع امبراطور المعمار برهان اوغلو مثلة مثل الكثير من الرجال اصحاب المال و السلطة فى سائر انحاء العالم و قد اختارة الهروب بعيداً حتى تحمى نفسها من اعين و السنت الناس و ان تمنع دموعها من النزول امام احد و بالفعل عندما وصلت صُحبتها اليها كانت قد استقلة سيارة اجرة و فرت من امامهم بسرعة و تركتهم ينظرون الى بعض فى دهشه من امرهم و امرها !!
--------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
فى منزله الواسع المٌظلم الخالى من اى انواع الحياة او البهجه الكئيب الغامض مثل قلبة البارد المُظلم لكن ان عرفتم ما فى قلبه ستعذرونه يا قوم و ان كان يظهر لكم و لى كشخص مُتجبر و عزيز ذو رهبه و هيبه لكنه ليس سوى نتاج قسوة هذا العالم الذى لا يرحم مثلة تماماً . خرج من حمام عرفتة يجفف شعرة بمنشفه صغسرة القاها على سريره باهمال ثم التقطت تيشرتة الابيض يرتديه بهدوء ثم امسك هاتفه و القى عليه نظرة عابرة و هو يرى رنات مُصطفى التى تجاوز عددها الثلاثون و رنات وائل التى اصبح عددها اثنان واربعين و هو يعرف جيدًا لما يتصل و قد استنتج اخيرًا ان تلك حبيبة قلبة التى حكى وائل له عنها لم تكن سوى حورية احلامه التى وضعته فى اعلى قمم الاحراج لكن الصبر جميل يا ايه . اغلق الهاتف تماماً و رماه على السرير باهمال هو الاخر . ثم اتجه الى بار منزله الملئ بما لذ و طاب من انواع الخمور و زجاجات الجعة الفاخره اتخذ كاس من الشمبانيه و حمله و حمل الزجاجة معه ثم اتجه الى نافذة غرفة نومه ينظر الى شوارع انقرة الهادئه و المُظلمة التى انارها ضوء البدر و اعمدة الانارة و قد فكر كثيراً و كثيراً ماذا يفعل مع تلك الايه و قد وجدها و قد لمعت عينية الزمرديه بطريقة مرعبة و اتسعت ابتسامتة شئاً فشئًا حتى ان تحولت الى ضحكات رنانة و هو يتخيل سيناريو التضيق الذى سوف يبدا به منز طلوع الشمس من مشر قها . انزل القنينة التى فرغت قائلاً و قد هدء من ضحكة و ظلت تلك الابتسامة التى لا تدل على الخير ابداً : اه ! سوف نستمتع كثيرا صغيرتى ! ثم رفع الهاتف الى اذنه و هو يتحدث الى ذراعه الايمن " اسامه " قائلاً بهدوء او لنقل برود مُغلف بكبرياء عالى : اريد منك بعض المعلومات عن ايه المصرى و ان تراقب كل تحركاتها بهدوء دون ان يحس عليك احد .
--------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
فى صباح اليوم التالى لم يغمض لها جفن و لم تكُف عن ذرف الدموع التى هى اطهر من وحل قذارة هذا الاربعينى و العجوز الخرف الذى يكبرها بما يقرب من اربعة عشر عاماً فرق كبير يجعلها فى مقام اخته الصغرى لكنه لم ينظر لها من هذا المُنطلق اطلاقاً و اتخذت افكارة الدنيئه مُنعطف اخر . ظلت تستحم و تفرك فخذيها بليفة الاستحمام و الصابون و قد صور لها عقلها البرئ انها بتلك الطريقة تمسح اثار اصابعه و لمساته القذرة تلك . بالرغم من كبر سنها و نُضجها الا ان تربية ابيها الصحيحه اتت بثمارها معها و قد حافظت على نفسها بالرغم من عيشتها فى مجتمع غربى بحت من الدرجة الاولى . رفضت ان تذهب الى الجامعة و قد حصلت على اجازة مُدتها اسبوع من الجامعة و رفضت ان تذهب الى الشركة ايضاً ، لا تريد ان تختلط باحد او ينظر لها احد و هى تعلم تماماً ان ما حدث قد حدث اصبح مقاطق فيديو مُتداولة بين الجميع و بالخص الطلبه الذين لن ترحمهم النتهم و هماساتهم و مُضايقتهم و بالاخص ان الكمرات صورت ما فعله هذا البرهان من افتراس حيوانى قذر من دون حياء . امسكت راسها بالم من هذا الصداع الذى يفتك بها و قد زادت شهقاتها بقوه بالرغم من انها اخذت ادوية السرطان الا ان هذا الالم مثل الطبل الذى لا يتوقف عن الترق فوق راسها و تمنت للحظة لو ان ابيها كان معها و احتواها و هدا من روعها لكن ان لها بابيها الان ؟!
----------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
فى بلاد توت عنخ امون و بلاد الاحتلال و الفتوحات و بلاد العجائب .. فى مصر !! وسط الكثير من الكٌتب و الاسلاك الكهربيه فى غرفة متوسطة الى حدًا ما فى بيت ال المصرى كانت تجلس الاخت و الابنى الصُغرى لال المصرى "سمر" على السرير ذو الملائة المزركشه و حولها الكثير من الكُتب التى تخص الصف الثالث من كلية التجارة و بجانبها الكمبيوتر اللوحى و هاتفها و الشاحن وسماعات الاذن و مُكبر صوت صغير على شكل عُلبة مشروبات غازيه ماركة 7up و قد امتلات الغرفة بالحان و اغانى اجنبيه حديثة ، تركت هذا الكتاب الذى بيدها بملل و تاففت بضيق من تلك المذاكرة و الدراسه التى لا تنتهى و قد صاحت تدعوا الله طوال مدة الدراسه تلك بان تنتهى عن ما قريب من هذا الهم الذى لا ينتهى . امسكت بهاتفها بملل وة عبثت فيه و هى تشاهد اخبار العالم من حولها عبر تطبيق face book لكن شهقت بقوة و صوت عالى ما ان رات هذا الفيديو الذى يصور ما فعلة برهان و ما كان رد فعل اختها الكبرى . لم تتمهل قليل ثم قفظت من على السرير و التهمت الدرج بسرعة مثل الطفل ليلة العيد لكن لفرق انها ليله تحمل مُصيبة صرخت عدت مرات باسم ابيها و قد فذع كلاً من محمد و هند و سليم _ الذى قد انهى مُنذ ايام معدودة فقط الصف الثانى الاعدادى _ الذين كانوا يشاهدون احدى الافلام المصرية القديمة ل نجوم قُدامة امثال " الواد الشقى احمد رامزى ،و الدنجوان رشدى اباظة ،والسندريلا سعاد حسنى ، و محمد عوض " الذين اجتمعوا فى فيلم " شقاوة رجالة " فيلم كوميدي خفيف فى ايام ثُقال و ها هى الان ستزداد ثُقلاًً . نظر لها سليم بفضول طفل و لكنة يعلم ان لا احد سوف يُعيرة اهتمام فتلك مثل ما يقولون امور كبار ، لكن هند لم تُعر الامر اهميه و تابعت مُشاهدة الفيلم كعادتها صاح محمد فى قلق قائلاً : فى ايه لكل الدوشه دى ؟!! اعطتة الهاتف و هى تتحدث بانفاس لاهثه : ايه يا بابا بص . ارتدى نظارته الطبيه التى كانت امامة على الطاولة الزجاجيه التى ناصفة غرفة المعيشه و ما لبث حتى احتدت ملامحة غضباً و غيرة على ابنته و ثارت دمائه الشرقيه فى عروقه و لم يتفوه بحرف سوى ان قال بهدوء ما قبل العاصفة : اطلبى ايه .
--------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
بعد مرور اسبوع و بعد ان عادت الى حياتها الطبيعية الى حداً ما و كان الجو العام فى الجامعة هادئاً بسبب انشغال الجميع بامتحانات نهاية العام و قد انهت محاضراتها مُبكراً اليوم بسبب اقتراب الامتحانات و انتهاء اغلب المناهج الا القليل منها . ذهبت الى الشركة و قد رحب بها الجميع بهدوء و على السنتهم و فى عيونهم الكثير من الاسئلة لكنهم راعوا حالتها تلك و هى ايضاً لم تسمح لاحد بان يتحدث احد معها فى هذا الامر . ركبت المصعد و دعست على زر الطابق الاخير المؤدى الى مكتبها و بينما الوقت طويل الى حداً ما استرجعت فى ذاكرتها مُكالمة ابيها و اهم ما قلة لها " انا يوم لما وفقت انك تسافر وفقت عشان واثق فيكى و فى اخلاقك و عارف انا ربيت ازاى ... اللى عملتيه صح و اعرفى انك بميت راجل بنت محمد منقبلش على نفسها الرُخص اثبتى و اللى يقولك حاجة حطى صوبعك فى عنيه و حافظى على نفسك عشان انتى حرة و غاليه " .
وصلت الى الطابق المنشود و قد مسحت دمعة صغيرة فرت من عينيها ثم دخلت المكتب و تفاجات بوجود وائل و مراد و عائشه فى المكتب قبلها و هم بالعادة ينتظروها ثم يدخلون لكن لا يهم فهى تعلم انهم يريدون الاطمئنان عليها بالاخص انها لم تُجيب عن اى مُكالمة لهم . نظروا لها عندما وضعت حقيبتها على المكتب و دفتر التحضير و بعض الكتب الخاصة بالجامعه ثم اخذت حبوب مسكنة لالام الصُداع ، اغمضت عينيها قليلاً و هى تقرص مابين عينيها بهدوء و الم ثمن زفرت بهدوء ثم نظرت لهم مُجدداً قائلة بهدوء لكن خالى من مرح وابتسامة ايه المُعتادة : معلش يا جماعة مكنتش برد بس كنت حابه اكون لوحدى شويه شكراً عشان مهمين بيا و قلقنين عليا متقلقوش . ثم نظرة الى مراد قائله : بابا كلمنى و سئل عليك و سئل امتى هترجع عشان تلبس الدبل انتى و سمر و مدايق من قراية الفاتحة الطويلة دى . هز راسه بنعم قائلاً : انا كنت هنزل مصر بس الل حصل ... قاطعته ايه و هى تُشير لها بكف يدها بمعنى توقف قائلة : محصلش حاجة انزل برحتك ثم نظرة للجميع قائلة بلهجة امر خفيفة : محدش يرتبط بيا اللى وراه حاجة يعملها و مياجلش حاجة لو سمحتم و لو سمحتم سبونى لوحدى شويه .
Коментарі