-مِن وجهةِ نظر بـياتريس-

كنت أضع بعض مقرمشات الجبن في فمي بعدم تركيزٍ بينما أوجه بصري نحو التلفاز للفيلم الذي يُعرض ،بينما أنا في الأصل لا أُشاهد بل أنا شاردة فيمَ حصل قبل قليلٍ وأنا بالأسفل.

"يا الهي ،هل ماتت؟" شهقت ميلا لتخرجني من تفكيري ثم ترد سكارليت بسخرية "بالطبع قد ماتت عزيزتي ميلا ،لقد أُطلق عليها ثلاث طلقات نارية لتوها".

لاحظت أنهم يتحدثون عن الفيلم لترد ميلا بحزن ويبدو أنها على وشك البُكاء  "ولكن لمَ؟ لمَ قد فعلوا هذا بها؟" لتتعحب سكارليت "هل تتسائلين لمَ؟ لقد كانت تعمل في عصابةٍ لتجارة الممنوعات والأسلحة ،إنها مُجرمة ،لقد استحقت ذلك على أي حال" .

اومئتُ بصمت وإقتناع لأجد فجأة ميلا تصرخ بشدة وهي تبكي "كونها تعمل في عصابة لا يعني أنها شخص سيء يا سكارليت" نهضتْ من على الأريكة بغضب وهي تتوجه نحو باب المنزل بينما أنظر لها بتعجب.

لم يسبق وأن رأيتها تصرخ هكذا من قبل ،بينما نظرت لها سكارليت بغضب ٍوهي تصيح "مهلًا ميلا إنها مُجرد فتاةٍ في فيلم" لتتجاهلها ميلا وتغلق الباب بقوة خلفها.

"ما بها تلك الفتاة؟" تسائلت سكارليت بجواري ،بينما رفعت أكتافي بجهلٍ ، لم تكن ميلا هكذا أبدًا ،أعترف أنها قد أصبحت غريبة مؤخرًا "لا أعلم حقًا يا سكار ولكن يبدو أن هُناك شيئٌ يشغل تفكيرها" قلت ما خطر في عقلي لترد سكارليت بسرعة "لا أظن ذلك فلقد كانت بخير عندما كنا بالخارج".

"هي بالطبع لم تغضب كل ذلك الغضب من أجل فتاةٍ قد ماتت في فيلم" أنهيت كلامي بتنهيدة ،لتزم سكارليت شفتيها وتقول"لا أدري".

صمتت سكارليت لأعود أنا لدوامة تفكيري وأتذكر كل كلمة قد قالها ذلك الرجل ذو العينين الزرقاوين.

-عودة للماضي-
-من وجهةِ نَظر الكاتبة-

قام بتحويل نظره إليها لتتوسع عينيه بخفة، حينها فقط أستطاعت أن ترى عينيه رغم الظلام الذي كانا فيه .

"أتعلمين ما حجم الخطر الذي أوقعتي نفسك به؟" همس بغصبٍ وعيناه الزرقاء تتجول بين وجهها وبين الشارع بقلقٍ .

"أنا آسفةٌ للغاية" همست بندم ،'ما الذي أوقعت نفسي به؟' تسائلت داخل عقلها، فجأة سمعا صوت رودجر ينادي "أين ذهبت توملينسون؟" شعرت هي بالخوف فبدأت عبراتها بالتجمع في عينيها وشهقت شهقة صغيرة ليضع هو يده على فمها ويهمس بالقرب من وجهها "هل تريدين كشف أمرنا؟" لتهز رأسها يمينًا ويسارًا بسرعةٍ وخوف.

"توملينسون؟" صاح رودجر مرةً أخرى ليرد تايرون "لابد أنه قد ذهب ،هيا بنا،رودجر" قام تايرون بوضع يده على كتف رودجر وهو يسحبه.

زفر براحة عندما وجد أن رفيقه -تايرون- قد فهم ما يحدث وأخذ رودجر بعيدًا ، لأنه إذا علم هوية من كان يراقبهم فهو لن يرحمه.

ابتعد عنها قليلًا ثم صاح بغضب وهو يحاول الحفاظ على نبرة صوته"لحسن حظك أنني أنا من لاحظتك أولًا وأخذتك بعيدًا عن رودجر ؛لأن رودجر ليس بشخص لتعبثين معه أنه أخطر مما تتصورين ، إذا علم هوية من كان يراقبه فهو لن يتركه إلا وهو غارق في دمائه"

لترد هي بتقطع وهي تمسح دموعها"أقسم أنني لم أكن أقصد ذلك ،أنني فقط قد اصطدمت قدمي بزجاجةٍ وأنا أمشـ.."

ليتنهد هو وهو يقاطعها"رودجر لم يكن سيستمع لتبريراتك ،لقد كان سيقتلك وحسب" قال وهو ينظر نحو عيناها ، "أنا أعتذر حقًا " لم تجد هي ما تقوله سوى الاعتذار ،فعقلها كان ما زال يستوعب أنها بخير ولم تتعرض للأذى.

"أبقِ بعيدًا عن المخاطر ولا تتدخلي في ما لا يعنيكِ أيتها الفتاة  " كان هذا آخر ما قاله قبل أن يتركها ويذهب.

-الوَقـت الحالِي-
-من وجهـة نظرِ بياتريـس-

عدت للمنزل بعدما ودعت سكارليت ، دخلت لأجد أمي تجلس في غرفة المعيشة تشاهد التلفاز.
"مساء الخير ،أمي" حييت أمي لتدير وجهها إليّ وهي تبتسم "مساء الخير ,عزيزتي بياتريس" ردت بالمقابل لابتسم "هل أجلب لكِ العشاء؟" قالت لأرد "لا أمي ، لقد تناولته مع سكارليت" رددت مجددًا ثم تركتها لأتوجه نحو الدرج لأسمع صوتها فجأة .

"بيا؟" أدرت رأسي لها وأنا على مقدمة الدرج "أجل ،أمي" نظرت أمي لي وهي تقول "هل تشاجرتِ أنتِ وميلا؟" تنهدت بتعب "لا أمي لقد حدث فقط موقف سخيف قد جعلها تشعر بالضيق فتركتنا وعادت" اختصرت الأمر وخصوصًا أنه أمرٌ تافه.

صعدت لغرفتي وبدلت ملابسي ثم ارتميت على السرير بتعب ، أردت حقًا الاطمئنان على أُختي ولكني كنت مرهقة للغاية.

أحداث اليوم تمر أمامي كشريط ڤيديو ، بدايةً بخروجي مع سكارليت وميلا حتى ذلك الموقف المرعب الذي حدث لي ، وبالطبع مرورًا بشجار ميلا وسكار.

تنهدت بتعبٍ وأنا أغمض عينيّ وأحاول النوم ، بينما ما حدث لي اليوم لا يفارق ذهني ، لقد كدت ألقى حتفي هناك.

ما هذا؟ هل أعاني أنفصامًا في الشخصية أم ماذا؟ لقد كنت من بضعة أيام اشتكي من عدم وجود أي أحداث مشوقة في حياتي والآن أكاد أموت رعبًا مما حدث.

أعتقد أن عليّ أن أشكر الرب على حياتي الهادئة المسالمة.
لا يهم.

كل ما أريده الآن هو النوم ،فقط النوم.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
-مِن وجهة نظَر بيـاتريس-
استيقظت صباحًا ، قمت بروتيني اليومي ثم خرجت من غرفتي ثم توجهت لغرفة أُختي ميلا.

طرقت مرتين على الباب لأسمع ردها الفوري "تفضل" لأفتح الباب وأدخل لأجدها تجلس على سريرها وهي تضع حاسوبها المحمول على قدميها وتنظر ناحيته بلا مبالاة.

جلست بالقرب منها على السرير وأنا ابتسم "صباح الخير" قلت لها لتهز رأسها ببرود ، تنهدت بخفة وأنا أدخل في صلب الموضوع "ما زلتِ غاضبة؟" ردت هي بعند "أجل ،أنا كذلك".

ألم أقل من قبل أن ميلا طفلة؟ تنهدت مجددًا "أنتِ بالطبع لستِ غاضبة بسبب فتاة قد ماتت في فيلم سخيف!" نظرت لي ثم ردت مجددًا "لا ،بل أنا كذلك".

الهي! إنها عنيدة ،أعلم أن الأمر تافه لكي نتحدث عنه ولكنني أكره أن أرى أختي ميلا حزينة أو غاضبة بسبب أي شيءٍ ، حتى وإن كان شيئًا سخيف، حتى ولو لم أكن أنا السبب.

"الهي ، ميلا ،أنتِ فقط قد تأثرتِ كثيرًا بالفيلم" عدت أُحادثها مرة أخرى لتتجاهلني .

مكثنا دقيقتين في صمتٍ حتى كسرته ميلا وهي تقول بهدوء "إذا لم تتأثري بفتاة قد ماتت في فيلم ، فكيف ستتأثرين بموت أحدهم؟بموتي مثلاً؟"

اقتربت منها وأنا أحتضنها "أولًا لا تتحدثي بتلك الطريقة وكأنك ستموتين غدًا ،وثانيًا ليس عليكِ أن تكوني حساسة لتلك الدرجة عزيزتي ميلا" ضممتها أكثر نحوي ،ففكرة أن أختي ميلا قد تذهب في يومٍ من الأيام فكرة شنيعة قد جعلت نبضات قلبي تتسارع.

"لا تقلقي ،بيا ، لن أموت حتى لا أترككِ تأخذين غرفتي كما تتمنين" قالت وهي ترفع رأسها لتنظر نحوي، قهقهت بخفة وأنا أرد "حقًا؟ هل هذا كل ما يشغل بالكِ؟ أن آخذ غرفتكِ؟".

"أجل، فأنا أعلم أن أول ما ستفعلينه عندما أموت هو أخذ غرفتي ،وأيضًأ ستضعين من أحمر الشفاه القاتم الخاص بي ، تعلمين،ذلك الذي نتشاجر دائمًا من أجله" ابتسمت نحوي لأقهقه مجددًا.

فجأة وبدون سابق إنذار وجدنا أمي تقتحم الغرفة ،رأتنا ونحن متعانقتين ثم نظرت لنا باستغراب.

"يا الهي،سوف أبكي من فرط الأخوة" قالت أمي بدرامية مبالغة وهي تتصنع البكاء وتمسح دموعًا هزلية من عينيها ، ضحكت أنا وميلا "أنهوا تلك اللحظة الرومانسية وتعالو لتناول الإفطار" قالت أمي وهي تخرج من الغرفة.

"هيا لنتناول الفطور" أخبرت ميلا لترد بالمقابل "أجل ،هيا بنا فأنا أكاد أموت جوعًا"
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
-في المَسـاء-
-منْ وجهَة نظر لـوي-

كنت أجلس كالعادة على الكرسي أمام طاولة المُحاسبَة ، أمرر المشتريات على ذلك الجهاز الذي لا أعرف اسمه -ولا أريد أن أعلم حقًا- ، ذلك الجهاز الذي يصدر شعاعًا أحمر ويصدر طنينًا عندما أمرر المشتريات أمامه.
لا يهم حقًا.

لا أحب حقًا التواجد هنا ، ولكن عليّ ذلك ،إنها الأوامر.

"الحساب مائة وستة وثلاثون دولارًا وتسعة وأربعون سنتًا" قلت للرجل الذي يقف أمام الطاولة مقابلًا لي وأنا أنظر لذلك الحاسوب الذي يُظهر الحساب بملل.

"هل يمكنني الدفع ببطاقة الائتمان؟" سأل ذلك الرجل لأرفع رأسي للنظر إليه وأنا أرد "أجل ،يمكـ..."لم أكد أكمل جملتي حتي صمتُّ عندما رأيت الشخص الذي يلي الرجل الذي أمامي في الصف، لقد كانت هي ،تلك الفتاة من الليلة الماضية ، تقف هناك وهي تعبث بهاتفها بملل بيد وباليد الأُخرى تمسك بمقبض عربة التسوق.

قمت بسرعة بالاستدارة وأنا أنادي ذلك الفتى الذي يعمل معي "سكوت ،سكوت" ناديته بخفوتٍ ليرفع رأسه من هاتفه ببطء وهو ينظر لي "ماذا تريد ،توملينسون؟" قال لأرد بسرعة "فلتأتي أنتَ وتكمل أنا عليّ الذهاب"

أخبرته بسرعة ،علي الخروج من هنا قبل أن تراني، فلا يجب عليها التعرف علي ،إنه من الممنوع أن نكشف هويتنا ،لذا لا أريدها أن تكتشف أنني نفس الفتى من الليلة الماضية.

"هل يمكنك محاسبتي ،أريد الذهاب" ناداني ذلك الرجل مجددًا ، ولسوء الحظ كان الأوان قد فات ،فقد انتبهت وهي تنظر ناحيتي.

الهي ،إنني في ورطةٍ الآن..!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هاي💞 رأيكو ايه لحد دلوقتي؟ عارفة ان البداية مملة شوية بس بعد كده كويس ان شاء الله.
اه صحيح، في واتباد كنت حاطة صور الممثلين وكده اعمل ايه هنا بما اني مش عارفة انزل صور؟ اكتب الكاست وخلاص؟
انتظروا فصول أكتر سبيشالي فور هنون❤ باي
Louis Tomlinson as Louis