الفصل العاشِر
-من وجهَة نظرْ بـياتـريـس-
استيقظت في اليوم الموالي..مبتسمة على غير العادة، وأنا أتذكر نزهتي الصغيرة برفقة لوي ليلة أمس، بالإضافة لقبلته اللطيفة في نهاية اليوم.
اتنهيت من روتيني الصباحي ثم إفطاري وما إلى ذلك، ثم قمت بالصعود لغرفتي مجددًا، التقط هاتفي وقمت بتصفحه قليلًا، أعني كثيرًا، فعلى ما يبدو أنني ظللت لأكثر من ثلاثة ساعات أعبث بهاتفي.
بعد قليلٍ من الوقت قررت مراسلة سكارليت.
'إلى:سكار
متفرغة؟'
أرسلت لها لتبعث ردها الفوري،
'من:سكار
بالطبع، ماذا عساني أفعل؟'
'إلى:سكار
حسنًا، فلتأتي لمنزلي فأنا أشعر بمللٍ شديدٍ، وربما نذهب للخارج'
'من:سكار
أمهليني خمس دقائق'
فجأة سمعت طرقًا على باب الغرفة جعلني أنتفض بخفة لأصيح "تفضّل".
فُتح الباب بواسطة أمي ويبدو أنها على وشك الذهاب للخارِج؛ لأنها تبدو متجهزة و تحمل حقيبتها في يدها.
"مرحبًا، عزيزتي" قالت أمي وهي مُدخِلة فقط نصف جسدها من فتحة الباب.
"مرحبًا، أمي" رددت.
"أردت إخبارك أنني ذاهبة للخارج ولن أعود حتى المساء" قالت أمي بينما لمعت عيناي بفرح، فهذا يعني أن المنزل سيكون فارغًا إلا مني أنا وسكار وميلا!
"هذا رائع!" قمت بالصياح لتنظر لي أُمي باستغراب، لأنظف حلقي قائلة بهدوء: "أعني، فلتأخذي وقتكِ، وبالمناسبة، سكارليت قادمة في الطريق".
" حسنًا، صغيرتي، هناك بعض الكعك في الثلاجة من أجلكما" قالت أمي، يالها من لطيفة!
"ستفرح سكارليت كثيرًا بهذا" تمتمت قاصدة الكعك، فسكارليت واقعة في الحب مع كعك أمي، حرفيًا.
قهقهت أمي بخفة "أنا واثقة من هذا، وداعًا، بيا" ذهبت أمي مُغلقةً الباب خلفها.
وبالفعل بعد خمس دقائق سمعت صوت جرس المنزل، نزلت للأسفل وفتحت الباب لأجد سكارليت.
"مرحبًا، بي" حيتني سكارليت وهي تحضنني بخفة.
"مرحبًا، أيتها الحقيرة، أفتقدكِ" تحدثت وأنا احتضتنها بالمُقابل.
"هيا، أدخُلي، هناك الكثير لنتحدث بشأنه" أخبرتها وأنا أقوم بغلق الباب.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تحدثت أنا وسكارليت مطولًا، وأخبرتها عمّ حدث البارحة مع لوي بالتفصيل الممل -كما زعمت هي- .
"ولمَ أنتِ مهتمة كثيرًا بكونه يواعد إحداهن عزيزتي بيا؟" سألتني سكار وهي ترفع أحد حاجبيها لأعلى.
"أنا لست مهتمة بالأمر، أنا فقط أردت معرفة ذلك بما أننا قد أصبحنا أصدقاء، فقط" رفعت كتفاي وأنا أتجنب النظر لها.
نظرت لها لأجدها ترمقني بتلك النظرة التي أعرفها جيدًا، لابتسم بخفة على ذلك.
"ماذا عن تقبيله لكِ؟" قالت سكار لأردّ قائلةً بصدمة: "تقبيله؟ هل أخبرتكِ أننا قد تبادلنا القبل عزيزتي سكار؟ لقد قلت أنه قبلني قبلة صغيرة للغاية في وجنتي، فقط".
"لا يهم" قالت سكار بلا مبالاة وهي تعبث بخصلات شعرها البنية الطويلة.
وبعدها انضمت لنا ميلا في جلستنا اللطيفة تلك.
"فيمَ تتحدثن" سألت بينما وجدناها تنزل من السُلم ثم جاءت وارتمت على الأريكة التي تقبع على يميني.
"لا شيء" رددت.
فجأة وجدت ميلا تبتسم باتّساع "ما رأيكن أن أحادث سيلينا وأجعلها تأتي للجلوس معنا؟" اقترحت بحماس.
"لا أظن أنها متفرغة الآن، عزيزتي ميلا، لا تفعلي" رددت بسرعة، أعلم أنني لم أراها سوى لمرة واحدة، ولكنني لم أستلطفها في تلك المرة.
"لا، ميلا، فلتحادثيها" قالت سكارليت لأرمقها بشزرٍ، فأنا قد أخبرتها من قبل بأمر سيلينا تلك.
"عزيزتي بيا أعلم أنها لا تعجبك وأنها تبدو كالفتيات السيئات ولكن صدقيني إنها لطيفة للغاية، ستدركين ذلك عندما تتحدثين معها" أخبرتني ميلا لأتنهد "حسنًا".
حادثت ميلا تلك الــ'سيلينا' وأخبرتها أنها ستتجهز وتأتي، فقررنا نحن الثلاثة الذهاب للأسفل وإحضار بعض الوجبات الخفيفة والمشروبات، وحتى لا نتشاجر ،قمنا بالنزول كلنا.
دخلنا المتجر لأجد لوي منهمكًا في محاسبة أحد الأشخاص فلم أستطع حتى التلويح له، قمنا -أنا وميلا وسكار- بملء عربة التسوق بالكثير من الأشياء عديمة القيمة ثم ذهبنا لنحاسب.
دفعت ميلا بعربة التسوق ناحية ذلك الفتى الآخر سكوت؛لأنه كان متفرغًا على عكس لوي الذي كان يحاسب أحدهم مجددًا.
"لا، سنقوم بدفع الحساب هناك" قمت بإمساك مقبض عربة التسوق من ميلا ووجهتها -العربة- ناحية لوي حتى وقفت خلف الرجل الذي يحاسب.
قمت بالتقدم للأمام عندما ذهب الرجل الذي أمامي ليلاحظني لوي أخيرًا.
"بيا! كيف حالكِ يافتاة؟" ابتسم باتّساع وهو يقترب من طاولة المحاسبة ويعطيني عناقًا صغيرًا، رغم وجود تلك الطاولة بيننا.
كأننا لم نكن سويًا فقط البارحة.
بادلته العناق قائلة: "بخير، لوي هذه هي صديقتي سكارليت" قدمت سكار للوي ليصافحها بودٍ "مرحبًا، سكارليت، تشرفت بمعرفتك" ردَّ.
"وأنا كذلك" ردت سكارليت وهي تبتسم بوسعٍ وهي ما زالت ممسكة بيده.
قمت بإبعاد يد سكار عن لوي وأنا أدفع ميلا للأمام قليلًا "أما تلك فهي أُختي الكبرى، مُهندسة الإلكترونيات ميلانيا روبرتس، ميلا هذا هو لوي، صديقي" قدمت أختي بفخرٍ للوي.
لاحظت تمتمة ميلا المتفاجئة "صديقكِ!".
"تشرفت بمعرفتك، لوي، هيا بنا بيا لنحاسب حتى لا نتأخر على الفتاة" قالت ميلا ولم تترك حتى المجال للوي حتى يرد وقامت بالذهاب قائلة:"أعتذر، عليّ الخروج للرد على الهاتف".
قوست شفتاي بجهل "إن أختي دائمًا ما تكون متقلبة المزاج هكذا" نظرت للوي ليبتسم "لا تكترثي أبدًا".
بدأ لوي بالحساب على المشتريات وهو يمررها ولا ينظر حتى لمَا يفعله، إنه فقط ينظر لي مبتسمًا، ليجعلني أبتسم بالمُقابل بتعجب.
"فلتنظر إلى ما تفعل، لوي!" أخبرته ليبتسم أكثر ويرد "أُفضّل النظر إليكي".
ابتسمت بخجلٍ وأنا أقهقه بخفة على كلامه المعسول، ثم لاحظت أن سكار تقف خلفي، استدرت وأنا أنظر لها لأجدها تنظر لي وهي ترفع حاجبيها وتُنزلهما بسرعة ثم غمزت بخفةٍ.
"تفضلي" قال لوي بعدما قام بتعبئة المشتريات في الأكياس.
"أشكركَ، كم هو الحساب؟" سألته، ردّ "لا شيء".
"كف عن المزاح، لو، وأخبرني" تذمرت، ليرد هو مجددًا "لقد قلت لا شيء، ليس عليكِ أن تدفعي شيئًا" رفع كتفيه.
"تفضّل" قمت بوضع بطاقة الإئتمان على الطاولة أمامه ليتنهد "حسنًا".
قمت بالمحاسبة وحمل الأكياس أنا وسكار ثم توجّهنا نحو المخرج "وداعًا، لوي" لوحت له بصعوبة بسبب الأكياس، ليرد "وداعًا، بيا، وداعًا، سكارليت".
"لمَ عانقكِ أنتِ فقط؟ أنا أيضًا أردت عناقًا" تذمرت سكارليت ونحن نخرج لأقهقه بخفةً، وجدنا ميلا تقف أمام باب المتجر بقليل وهي تتحدث بالهاتف، لأشير لها بمعنى 'هيا' لتومئ وهي تبدأ بالمشي ورائي أنا وسكار، متجهين نحو المنزل.
"مع من تتحدث؟" تمتمت سكار بصوتٍ منخفض حتى لا تسمعها ميلا.
"لا أدري حقًا" رددت على سكارليت بخفوت، وأنا أقوم بجلب مفاتيح المنزل من حقيبتي.
"فيمَا تتحدثن؟" فجأة وجدت أنا وسكار رأس ميلا بيننا.
أطلقت صرخة صغيرة بسبب تفاجئي بميلا التي ظهرت من اللا مكان.
"لاشيء" قمت بالرد وأنا أضع يدي على قلبي من الذعر، بينما سكار الحقيرة تقهقه.
"عمومًا، أخبرتني سيلينا للتو أنها على وشك الوصول" أخبرتنا ميلا بينما ندخل للمصعد، صعدنا لطابقنا لأقوم بفتح باب المنزل والولوج للداخل.
"سأقوم بتحضير الوجبات، وأنتِ قومي بتعديل غرفة المعيشة لنجلس فيها يا سكارليت ريثما تصل سيلينا" أخبرتهما بينما أرفع خصلات شعري القصيرة في ذيل حصان وأرفع أكمامي ثم أتوجه للمطبخ.
دقائق حتى سمعت جرس الباب، بالتأكيد تلك هي سيلينا.
خرجت من المطبخ لأجد ميلا تعرّف سكار وسيلينا تلك على بعضهم البعض.
شعرت ببعض الاستفزاز من ملابس سيلينا تلك، لا أعلم حقًا كيف تمشي في الشارع بتلك الملايس، تنورة سوداء قصيرة للغاية، وقميص وردي قصير ذو حمالات، يُظهر معدتها المُسطحة.
"أوه، مرحبًا، بيلا" قالت سيلينا تلك حالما رأتني، ثم أعطتني عناقًا صغيرًا.
"بيا" صححت لها، لترد بحرج "آسفة للغاية لقد نسيت".
جلسنا جميعًا في غرفة المعيشة ونحن نتبادل أطراف الحديث ونتناول بعض الوجبات الخفيفة.
"إنها لطيفة، لا أعلم لمَ تقولين عكس ذلك" قالت سكار -التي تجلس بجانبي- بصوت منخفض بينما انهمكت ميلا وسيلينا في الحديث.
"لا أدري، أنا فقد لم أستلطفها في البداية" رددت وأنا أمدّ شفتي السفلى للخارج.
"ماذا عن الآن؟" سألتني سكار.
"لا أستلطفها أيضًا ولكن بدرجة أقل" رددت على سكار ببعض السُخرية.
قررنا مشاهدة فيلم ما، حتى أتت أمي.
"حسنًا، أظن عليّ الذهاب الآن" قالت سيلينا وهي تقف وتقوم بشد تنورتها القصيرة للغاية لأسفل.
"لمَ؟ فلتبقي قليلًا بعد" قالت ميلا بحزن، بينما ابتسمت أنا براحة.
"أعتذر، ميلا ولكن الوقت قد تأخر" سحبت حقيبتها ثم وقفت ميلا وهي تعانقها بخفة.
"وداعاً، بيا" ابتسمت لي بلطفٍ وهي تعطيني عناقًا صغيرًا ثم فعلت المِثل مع سكار.
"ما رأيك، بيا أن تنزلي مع سيلينا حتى تقومين بإيصالها لنهاية الشارِع حتى لا تضل الطريق؟، فهي لا تعرف المكان جيدًا" طلبت ميلا، لاتنهد أنا "حسنًا" أعلم أنه لا مفر من ذلك.
قمت بالنزول أنا وسيلينا تلك وأنا أتمشّى معها حتى نهاية الشارع.
"لقد استمتعت كثيرًا اليوم، أتمنى أن نكرر الأمر مجددًا" تحدثت سيلينا حتى تقطع هذا الصمت.
"أنا أيضًا فعلت، وبالطبع سنكررها" ابتسمت لها.
مررنا بمتجر لوي لاجده يقف هناك خارج المتجر وهو يقوم بالتدخين، لاحظني لأقوم بالابتسام والتلويح له، ليلوح لي بالمُقابل مبتسمًا.
نظرت ناحية سيلينا لأجده تبتسم له وهي تشير له بإصبعيها الخِنصر والإبهام بمعنى 'هاتفني'، ليومئ لها.
نظرت لها باستغراب وينزلق السؤال من لساني لا إراديًا:"أتعرفينه؟ أعني لوي".
لترد "بالطبع أعرفه، فـلوي هو حبيبي السابق".
ما اللعنة؟
استيقظت في اليوم الموالي..مبتسمة على غير العادة، وأنا أتذكر نزهتي الصغيرة برفقة لوي ليلة أمس، بالإضافة لقبلته اللطيفة في نهاية اليوم.
اتنهيت من روتيني الصباحي ثم إفطاري وما إلى ذلك، ثم قمت بالصعود لغرفتي مجددًا، التقط هاتفي وقمت بتصفحه قليلًا، أعني كثيرًا، فعلى ما يبدو أنني ظللت لأكثر من ثلاثة ساعات أعبث بهاتفي.
بعد قليلٍ من الوقت قررت مراسلة سكارليت.
'إلى:سكار
متفرغة؟'
أرسلت لها لتبعث ردها الفوري،
'من:سكار
بالطبع، ماذا عساني أفعل؟'
'إلى:سكار
حسنًا، فلتأتي لمنزلي فأنا أشعر بمللٍ شديدٍ، وربما نذهب للخارج'
'من:سكار
أمهليني خمس دقائق'
فجأة سمعت طرقًا على باب الغرفة جعلني أنتفض بخفة لأصيح "تفضّل".
فُتح الباب بواسطة أمي ويبدو أنها على وشك الذهاب للخارِج؛ لأنها تبدو متجهزة و تحمل حقيبتها في يدها.
"مرحبًا، عزيزتي" قالت أمي وهي مُدخِلة فقط نصف جسدها من فتحة الباب.
"مرحبًا، أمي" رددت.
"أردت إخبارك أنني ذاهبة للخارج ولن أعود حتى المساء" قالت أمي بينما لمعت عيناي بفرح، فهذا يعني أن المنزل سيكون فارغًا إلا مني أنا وسكار وميلا!
"هذا رائع!" قمت بالصياح لتنظر لي أُمي باستغراب، لأنظف حلقي قائلة بهدوء: "أعني، فلتأخذي وقتكِ، وبالمناسبة، سكارليت قادمة في الطريق".
" حسنًا، صغيرتي، هناك بعض الكعك في الثلاجة من أجلكما" قالت أمي، يالها من لطيفة!
"ستفرح سكارليت كثيرًا بهذا" تمتمت قاصدة الكعك، فسكارليت واقعة في الحب مع كعك أمي، حرفيًا.
قهقهت أمي بخفة "أنا واثقة من هذا، وداعًا، بيا" ذهبت أمي مُغلقةً الباب خلفها.
وبالفعل بعد خمس دقائق سمعت صوت جرس المنزل، نزلت للأسفل وفتحت الباب لأجد سكارليت.
"مرحبًا، بي" حيتني سكارليت وهي تحضنني بخفة.
"مرحبًا، أيتها الحقيرة، أفتقدكِ" تحدثت وأنا احتضتنها بالمُقابل.
"هيا، أدخُلي، هناك الكثير لنتحدث بشأنه" أخبرتها وأنا أقوم بغلق الباب.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تحدثت أنا وسكارليت مطولًا، وأخبرتها عمّ حدث البارحة مع لوي بالتفصيل الممل -كما زعمت هي- .
"ولمَ أنتِ مهتمة كثيرًا بكونه يواعد إحداهن عزيزتي بيا؟" سألتني سكار وهي ترفع أحد حاجبيها لأعلى.
"أنا لست مهتمة بالأمر، أنا فقط أردت معرفة ذلك بما أننا قد أصبحنا أصدقاء، فقط" رفعت كتفاي وأنا أتجنب النظر لها.
نظرت لها لأجدها ترمقني بتلك النظرة التي أعرفها جيدًا، لابتسم بخفة على ذلك.
"ماذا عن تقبيله لكِ؟" قالت سكار لأردّ قائلةً بصدمة: "تقبيله؟ هل أخبرتكِ أننا قد تبادلنا القبل عزيزتي سكار؟ لقد قلت أنه قبلني قبلة صغيرة للغاية في وجنتي، فقط".
"لا يهم" قالت سكار بلا مبالاة وهي تعبث بخصلات شعرها البنية الطويلة.
وبعدها انضمت لنا ميلا في جلستنا اللطيفة تلك.
"فيمَ تتحدثن" سألت بينما وجدناها تنزل من السُلم ثم جاءت وارتمت على الأريكة التي تقبع على يميني.
"لا شيء" رددت.
فجأة وجدت ميلا تبتسم باتّساع "ما رأيكن أن أحادث سيلينا وأجعلها تأتي للجلوس معنا؟" اقترحت بحماس.
"لا أظن أنها متفرغة الآن، عزيزتي ميلا، لا تفعلي" رددت بسرعة، أعلم أنني لم أراها سوى لمرة واحدة، ولكنني لم أستلطفها في تلك المرة.
"لا، ميلا، فلتحادثيها" قالت سكارليت لأرمقها بشزرٍ، فأنا قد أخبرتها من قبل بأمر سيلينا تلك.
"عزيزتي بيا أعلم أنها لا تعجبك وأنها تبدو كالفتيات السيئات ولكن صدقيني إنها لطيفة للغاية، ستدركين ذلك عندما تتحدثين معها" أخبرتني ميلا لأتنهد "حسنًا".
حادثت ميلا تلك الــ'سيلينا' وأخبرتها أنها ستتجهز وتأتي، فقررنا نحن الثلاثة الذهاب للأسفل وإحضار بعض الوجبات الخفيفة والمشروبات، وحتى لا نتشاجر ،قمنا بالنزول كلنا.
دخلنا المتجر لأجد لوي منهمكًا في محاسبة أحد الأشخاص فلم أستطع حتى التلويح له، قمنا -أنا وميلا وسكار- بملء عربة التسوق بالكثير من الأشياء عديمة القيمة ثم ذهبنا لنحاسب.
دفعت ميلا بعربة التسوق ناحية ذلك الفتى الآخر سكوت؛لأنه كان متفرغًا على عكس لوي الذي كان يحاسب أحدهم مجددًا.
"لا، سنقوم بدفع الحساب هناك" قمت بإمساك مقبض عربة التسوق من ميلا ووجهتها -العربة- ناحية لوي حتى وقفت خلف الرجل الذي يحاسب.
قمت بالتقدم للأمام عندما ذهب الرجل الذي أمامي ليلاحظني لوي أخيرًا.
"بيا! كيف حالكِ يافتاة؟" ابتسم باتّساع وهو يقترب من طاولة المحاسبة ويعطيني عناقًا صغيرًا، رغم وجود تلك الطاولة بيننا.
كأننا لم نكن سويًا فقط البارحة.
بادلته العناق قائلة: "بخير، لوي هذه هي صديقتي سكارليت" قدمت سكار للوي ليصافحها بودٍ "مرحبًا، سكارليت، تشرفت بمعرفتك" ردَّ.
"وأنا كذلك" ردت سكارليت وهي تبتسم بوسعٍ وهي ما زالت ممسكة بيده.
قمت بإبعاد يد سكار عن لوي وأنا أدفع ميلا للأمام قليلًا "أما تلك فهي أُختي الكبرى، مُهندسة الإلكترونيات ميلانيا روبرتس، ميلا هذا هو لوي، صديقي" قدمت أختي بفخرٍ للوي.
لاحظت تمتمة ميلا المتفاجئة "صديقكِ!".
"تشرفت بمعرفتك، لوي، هيا بنا بيا لنحاسب حتى لا نتأخر على الفتاة" قالت ميلا ولم تترك حتى المجال للوي حتى يرد وقامت بالذهاب قائلة:"أعتذر، عليّ الخروج للرد على الهاتف".
قوست شفتاي بجهل "إن أختي دائمًا ما تكون متقلبة المزاج هكذا" نظرت للوي ليبتسم "لا تكترثي أبدًا".
بدأ لوي بالحساب على المشتريات وهو يمررها ولا ينظر حتى لمَا يفعله، إنه فقط ينظر لي مبتسمًا، ليجعلني أبتسم بالمُقابل بتعجب.
"فلتنظر إلى ما تفعل، لوي!" أخبرته ليبتسم أكثر ويرد "أُفضّل النظر إليكي".
ابتسمت بخجلٍ وأنا أقهقه بخفة على كلامه المعسول، ثم لاحظت أن سكار تقف خلفي، استدرت وأنا أنظر لها لأجدها تنظر لي وهي ترفع حاجبيها وتُنزلهما بسرعة ثم غمزت بخفةٍ.
"تفضلي" قال لوي بعدما قام بتعبئة المشتريات في الأكياس.
"أشكركَ، كم هو الحساب؟" سألته، ردّ "لا شيء".
"كف عن المزاح، لو، وأخبرني" تذمرت، ليرد هو مجددًا "لقد قلت لا شيء، ليس عليكِ أن تدفعي شيئًا" رفع كتفيه.
"تفضّل" قمت بوضع بطاقة الإئتمان على الطاولة أمامه ليتنهد "حسنًا".
قمت بالمحاسبة وحمل الأكياس أنا وسكار ثم توجّهنا نحو المخرج "وداعًا، لوي" لوحت له بصعوبة بسبب الأكياس، ليرد "وداعًا، بيا، وداعًا، سكارليت".
"لمَ عانقكِ أنتِ فقط؟ أنا أيضًا أردت عناقًا" تذمرت سكارليت ونحن نخرج لأقهقه بخفةً، وجدنا ميلا تقف أمام باب المتجر بقليل وهي تتحدث بالهاتف، لأشير لها بمعنى 'هيا' لتومئ وهي تبدأ بالمشي ورائي أنا وسكار، متجهين نحو المنزل.
"مع من تتحدث؟" تمتمت سكار بصوتٍ منخفض حتى لا تسمعها ميلا.
"لا أدري حقًا" رددت على سكارليت بخفوت، وأنا أقوم بجلب مفاتيح المنزل من حقيبتي.
"فيمَا تتحدثن؟" فجأة وجدت أنا وسكار رأس ميلا بيننا.
أطلقت صرخة صغيرة بسبب تفاجئي بميلا التي ظهرت من اللا مكان.
"لاشيء" قمت بالرد وأنا أضع يدي على قلبي من الذعر، بينما سكار الحقيرة تقهقه.
"عمومًا، أخبرتني سيلينا للتو أنها على وشك الوصول" أخبرتنا ميلا بينما ندخل للمصعد، صعدنا لطابقنا لأقوم بفتح باب المنزل والولوج للداخل.
"سأقوم بتحضير الوجبات، وأنتِ قومي بتعديل غرفة المعيشة لنجلس فيها يا سكارليت ريثما تصل سيلينا" أخبرتهما بينما أرفع خصلات شعري القصيرة في ذيل حصان وأرفع أكمامي ثم أتوجه للمطبخ.
دقائق حتى سمعت جرس الباب، بالتأكيد تلك هي سيلينا.
خرجت من المطبخ لأجد ميلا تعرّف سكار وسيلينا تلك على بعضهم البعض.
شعرت ببعض الاستفزاز من ملابس سيلينا تلك، لا أعلم حقًا كيف تمشي في الشارع بتلك الملايس، تنورة سوداء قصيرة للغاية، وقميص وردي قصير ذو حمالات، يُظهر معدتها المُسطحة.
"أوه، مرحبًا، بيلا" قالت سيلينا تلك حالما رأتني، ثم أعطتني عناقًا صغيرًا.
"بيا" صححت لها، لترد بحرج "آسفة للغاية لقد نسيت".
جلسنا جميعًا في غرفة المعيشة ونحن نتبادل أطراف الحديث ونتناول بعض الوجبات الخفيفة.
"إنها لطيفة، لا أعلم لمَ تقولين عكس ذلك" قالت سكار -التي تجلس بجانبي- بصوت منخفض بينما انهمكت ميلا وسيلينا في الحديث.
"لا أدري، أنا فقد لم أستلطفها في البداية" رددت وأنا أمدّ شفتي السفلى للخارج.
"ماذا عن الآن؟" سألتني سكار.
"لا أستلطفها أيضًا ولكن بدرجة أقل" رددت على سكار ببعض السُخرية.
قررنا مشاهدة فيلم ما، حتى أتت أمي.
"حسنًا، أظن عليّ الذهاب الآن" قالت سيلينا وهي تقف وتقوم بشد تنورتها القصيرة للغاية لأسفل.
"لمَ؟ فلتبقي قليلًا بعد" قالت ميلا بحزن، بينما ابتسمت أنا براحة.
"أعتذر، ميلا ولكن الوقت قد تأخر" سحبت حقيبتها ثم وقفت ميلا وهي تعانقها بخفة.
"وداعاً، بيا" ابتسمت لي بلطفٍ وهي تعطيني عناقًا صغيرًا ثم فعلت المِثل مع سكار.
"ما رأيك، بيا أن تنزلي مع سيلينا حتى تقومين بإيصالها لنهاية الشارِع حتى لا تضل الطريق؟، فهي لا تعرف المكان جيدًا" طلبت ميلا، لاتنهد أنا "حسنًا" أعلم أنه لا مفر من ذلك.
قمت بالنزول أنا وسيلينا تلك وأنا أتمشّى معها حتى نهاية الشارع.
"لقد استمتعت كثيرًا اليوم، أتمنى أن نكرر الأمر مجددًا" تحدثت سيلينا حتى تقطع هذا الصمت.
"أنا أيضًا فعلت، وبالطبع سنكررها" ابتسمت لها.
مررنا بمتجر لوي لاجده يقف هناك خارج المتجر وهو يقوم بالتدخين، لاحظني لأقوم بالابتسام والتلويح له، ليلوح لي بالمُقابل مبتسمًا.
نظرت ناحية سيلينا لأجده تبتسم له وهي تشير له بإصبعيها الخِنصر والإبهام بمعنى 'هاتفني'، ليومئ لها.
نظرت لها باستغراب وينزلق السؤال من لساني لا إراديًا:"أتعرفينه؟ أعني لوي".
لترد "بالطبع أعرفه، فـلوي هو حبيبي السابق".
ما اللعنة؟
Коментарі